• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإقناع بوجوب الإنتساب للسلفية بالنص والإجماع --- متجدد ---

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد سعيد بن حسن السعدي مشاهدة المشاركة
    عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنةوالذي نفس محمد لتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة , واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم؟ قال:الجماعة).

    وقال الإمام السفاريني - رحمه الله - في "الدرة المضية" المشهورة بــ"العقيدة السفارينية":
    اعلم هديت أنه جاء الخبر ::: عن النبي المقتفى خير البشر
    بأن ذي الأمة سوف تفترق ::: بضعا وسبعين اعتقاداً والمحق
    ما كان في نهج النبي المصطفى ::: وصحبه من غير زيغ وجفا

    وقال - رحمه الله - في "لوامع الأنوار" شارحاً هذه الأبيات:
    ( و ) إنما ( المحق ) من جميعها طائفة واحدة ، وهي ( ما كان ) سيرها واعتقادها ونهجها واعتمادها ( في نهج ) أي منهج ( النبي المصطفى ) أي صفوة خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ... ثم قال: ( و ) من كان منهم في نهج ( صحبه ) رضوان الله عليهم ; أي من كان على منهاجهم ، وسار بسيرهم ، من اقتفاء الرسول في اتباع المنقول ( من غير زيغ ) أي من غير ميل ولا انحراف ولا شك ولا انصراف ، ( و ) من غير ( جفا ) بالجيم أي من غير تجاف عن هديهم ، وإزالة عن نهجهم.اهـ
    وقال العلامة العثيمين -رحمه الله - في "شرح السفارينية" عند هذه الأبيات:
    قوله : ( ما كان في نهج ) : ( في ) : للظرفية يعني ما كان في الدائرة التي كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    وقوله : ( المصطفى ) : يعني المختار الذي اختاره الله عز وجل واصطفاه من خلقه حتى جعله رسولاً إلى العالمين إلى يوم القيامة ،
    قوله : ( وصحبه ) : يعني الصحابة رضي الله عنهم ،
    قوله : ( من غير زيغ ) : ( زيغ ) : يعني من غير ميل عن الحق بالغلو ،
    قوله : ( جفا ) : أي تقصير ،
    والحقيقة أن التقصير زيغ لكن لما جاء الزيغ ثم جاء الجفاء وجب أن نحمل الزيغ على الغلو والجفاء على التقصير ،
    يعني : فالذين على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه من غير غلو ولا تقصير هؤلاء هم المحقون ،
    فإذا قال قائل : بأي شيء ندرك أن هذا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟
    فالجواب : بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والآثار الواردة عن الصحابة...ثم قال: قوله : ( جزماً ) : عائد على النفي وليس متعلقاً بقوله ( يعتبر جزماً ) يعني : بحيث يعتبر ظناً ولكن المعنى أن هذا النص جزماً لا يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر ،
    والنص قوله : ( كلها في النار إلا واحدة ) فمن هذه الواحدة ؟
    نقول : نجزم جزماً بأنها هي فرقة أهل الأثر ،
    يعني الكتاب والسنة ،لأن الدليل :
    1 - إما أثر ،2 - وإما نظر ، فإن كان الدليل عقلياً فهو نظر ،وإن كان الدليل شرعياً فهو أثر ،
    فمن هم أهل الأثر ؟
    هم الذين اتبعوا الآثار اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم ،وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف.اهـ

    وقال العلامة الناصح الأمين يحيى الحجوري حفظه الله في "شرح السفارينية" المسمى بـــ"المنة الإلهية" ص(76) عند هذه الأبيات:
    ...فالصوفي يعتقد أنه على حق ، والشيعي يعتقد أنه على حق ، والجهمي يعتقد أنه على حق ، والمعتزلي يعتقد أنه على حق ، والرافضي يعتقد أنه على حق ، والحزبي يعتقد أنه على حق .. وكلهم على باطل ، وإنما المحق هو السني السلفي الذي هو سائر على مثل ما سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.اهـ

    تعليق


    • #32
      ٢) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لاَ يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ.).أخرجه البخاري واللفظ له ومسلم من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
      وفي الباب حديث معاوية رضي الله عنه عند البخاري ومسلم ، وثوبان عند مسلم ، وجابر عند مسلم ، وعمران بن حصين ، وقرة بن إياس ، وجابر بن سمرة ، وسعد بن أبي وقاص ، وعقبة بن عامر ، وعبدالله بن عمرو ، وزيد بن أرقم ، وأبي هريرة ، وعمر بن الخطاب ، وسلمة بن نفيل الكندي ، والنواس بن سمعان ، وأبي أمامة الباهلي ، ومرة بن كعب الفهري ، وشرحبيل بن السمط ، ومعاذ بن جبل ، وأبي عنبة الخولاني رضي الله عنهم.
      ولذلك عدّه أهل العلم متواتراً ، كشيخ الإسلام ابن تيمية في "إقتضاء الصراط المستقيم"ص(6) ، والسيوطي في "الأزهار المتناثرة" ص(216) ، والكتاني في "نظم المتناثر" ص(93) ، والزبيدي في "سقط اللآلي" ص(68-71) ، وشيخنا الألباني في "صلاة العيدين" ص(39-40).قاله العلامة الهلالي حفظه الله في "بصائر ذوي الشرف" ص(98).
      • قال يزيد بن هارون وأحمد بن حنبل:(إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم).

      قال القاضي عياض رحمه الله في "إكمال"(6 / 177):
      وإنما اْراد اْهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث .اهـ

      • وقال الإمام البخاري:(يعني أصحاب الحديث). وقال في " صحيحه " و قد علق الحديث و جعله بابا : " و هم أهل العلم "

      قال العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(1 / 269) رقم (270):
      ولا منافاة بينه و بين ما قبله كما هو ظاهر ، لأن أهل العلم هم أهل الحديث ، و كلما كان المرء أعلم بالحديث كان أعلم في العلم ممن هو دونه في الحديث كما لا يخفى . و قال في كتابه " خلق أفعال العباد " ( ص 77 - طبع الهند ) و قد ذكر بسنده حديث أبي سعيد الخدري في قوله تعالى ﴿ و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ﴾ قال البخاري :" هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكر الحديث .اهـ

      • وقال ابن مبارك: (هم عندي أصحاب الحديث).
      • وقال علي بن المديني: (هم أصحاب الحديث).
      • وقال أحمد بن سنان:(هم أهل العلم وأصحاب الآثار). انظر هذه الأقوال في شرف أصحاب الحديث للخطيب ص٥۹-٦٢.

      تعليق


      • #33
        فائدة:
        قال العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(1 / 269):
        و قد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة و الفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث ، و لا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي:
        أولا : أن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة و ما يتعلق من معرفة تراجم الرواة و علل الحديث و طرقه أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم و هديه و أخلاقه و غزواته و ما يتصل به صلى الله عليه وسلم .
        ثانيا : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق و مذاهب لم تكن في القرن الأول ، و لكل مذهب أصوله و فروعه ، و أحاديثه التي يستدل بها و يعتمد عليها . و أن المتمذهب بواحد منها يتعصب له و يتمسك بكل ما فيه ، دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى و ينظر لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قلده ، فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السنة و الأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر ، فالمتمسك بالمذهب الواحد يضل و لابد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى ، و ليس على هذا أهل الحديث فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده ، في أي مذهب كان ، و من أي طائفة كان راويه ما دام أنه مسلم ثقة ، حتى لو كان شيعيا أو قدريا أو خارجيا فضلا عن أن يكون حنفيا أو مالكيا أو غير ذلك ، و قد صرح بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله :" أنتم أعلم بالحديث مني ، فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأخبرني به حتى أذهب إليه سواء كان حجازيا أم كوفيا أم مصريا " فأهل الحديث - حشرنا الله معهم – لا يتعصبون لقول شخص معين مهما علا و سما حاشا محمد صلى الله عليه وسلم ، بخلاف غيرهم ممن لا ينتمي إلى الحديث و العمل به ، فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم -و قد نهوهم عن ذلك - كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم ! ! فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث . هم الطائفة الظاهرة و الفرقة الناجية . بل والأمة الوسط ، الشهداء على الخلق .اهـ

        التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 09-07-2012, 11:26 AM.

        تعليق


        • #34
          تنبيه:
          أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ، فليس أهل الحديث طائفة ، والفرقة الناجية طائفة أخرى كما زعم بذلك بعض الحزبيين مثل سلمان العودة ، وقد رد عليه العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ومتع به بما يشفي ويكفي في كتابه القيم "أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية".
          تنبيه آخر:
          أهل الحديث ، السلفيون ، أهل السنة والجماعة ، أهل الأثر ، كلها أسماء للسلفيين لا غير.
          جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (2 / 407) رقم (17072):
          وأتباعه – أي الإسلام - هم المسلمون الذين لم يميلوا عن صراطه المستقيم ببدعة أو ضلالة أو هوى هم جماعة المسلمين ، وفي مقابلة من غير بدل يقال لهم : (أهل السنة) و(أهل السنة والجماعة) و(أهل الحديث) و(السلفيون) .اهـ

          تعليق


          • #35
            ٣) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد". أخرجه الإمام أبوداود من حديث العرباض وصححه الإمام الألباني رحمه الله في "الصحيحة" برقم (2735) وحسنه الإمام الوادعي رحمه الله في "الصحيح المسند" برقم (921).
            • قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين":

            وقد قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أصحابه بسنته ، وأمر باتباعها ، كما أمر باتباع سنته ، وبالغ في الأمر بها ، حتى أمر بأن يعض عليها بالنوجذ ، وهذا يتناول ما أفتوا به ، وسنوه للأمة ، وإن لم يتقدم من نبيهم شيئ ، وإلا كان ذلك سنته.
            ويتناول ما أفتى به جميعهم ، أو أكثرهم ، أو بعضهم لأنه علق ذلك بما سنه الخلفاء الراشدون ، ومعلوم أنهم لم يسنوا ذلك وهم خلفاء في آن واحد ، فعلم أن سنة كل واحد منهم في وقته من سنة الخلفاء الراشدين.
            اهـ[بصائر ذوي الشرف (ص70)].
            • وقال رحمه الله في " إعلام الموقعين" (2 / 244) في صدد رده على المقلدة:

            (...أنه صلى الله عليه و سلم قرن سنتهم بسنته في وجوب الاتباع والأخذ بسنتهم ليس تقليدا لهم بل اتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أن الأخذ بلأذان لم يكن تقليدا لمن رآه في المنام والأخذ بقضاء ما فات المسبوق من صلاته بعد سلام الإمام لم يكن تقليدا لمعاذ بل اتباعا لما أمرنا بالأخذ بذلك فاين التقليد الذي أنتم عليه من هذا).اهـ
            • وقال العلامة الناصح الأمين حفظه الله في "شرح الأربعين" في صدد ذكره من مخارج الفتن:(...من أعظمها التمسك بكتاب الله وسنة رسوله على فهم السلف الصالح، والمقصود من هذا الحديث متابعة الرسول -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلَهِ وَسَلَم- على فهم السلف الصالح رضوان لله عليهم، هذا الحديث دليل على فهم السلف، والله يقول: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾; [التوبة:100]، ويقول: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾; [النساء:115]، وقال -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلَهِ وَسَلَم- : «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».... الحديث.
              فأثنى على الثلاثة القرون، وقال ربنا سبحانه: ﴿أتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون﴾;، ولا تصلح أحوال الناس ويخرجون من الفتن إلا بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، والخلفاء الراشدين هم الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، هؤلاء هم الخلفاء الراشدون المهديون، وترتيبهم على هذا الترتيب، فمن شك في خلافة واحد منهم أو أنكرها فهو أضل من حمار أهله، وبعضهم أدخل عمر بن عبدالعزيز فهو خليفة ولكنه ليس من الخلفاء الراشدين المعنيين في الحديث، وكما في حديث سفينة مرفوعًا: «خلافة النبوة ثلاثون عامًا»، فكانت خلافة أبي بكر الصديق نحو سنتين، وخلافة عمر نحو عشر سنين، وخلافة عثمان نحو اثني عشرة سنة، وخلافة علي ست سنين، هذه ثلاثون سنة، وبعد ذلك مُلْكٌ عضوض، فعُلِمَ أن عمر بن عبدالعزيز إنما هو خليفة فاضل، من خلفاء المسلمين، وليس من خلافة النبوة.اهـ
            • وقال حفظه الله في "المبادئ المفيدة"(19):

            فإذا قيل لك: ما عقيدتك؟ فقل: أنا سني سلفي،والدليل حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)). أخرجه أبوداود وغيره، وهو حديث حسن.اهـ
            • وقال العلامة سليم الهلالي حفظه الله في "بصائر ذوي الشرف" ص(70-71):

            هذا الحديث صاعقة على رؤوس المبتدعة المخالفين لمنهج السلف ، لأنه يدل على حجيته من وجوه:
            أ: قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الخلفاء الراشدين وهي فهم السلف ، مع سنته ، فدل على أن الإسلام لا يفهم إلا بمنهج السلف.
            ب: أنه جعل سنة الخلفاء الراشدين سنته ، فقال: "عضوا عليها" ولم يقل: "عضوا عليهما" فتبين أن سنة الخلفاء الراشدين من سنته.
            ج: أنه جعل ذلك مخرج من الإختلاف والإبتداع ، فمن تمسك بسنة رسول الله وسنة خلفائه الراشدين كان من الفرقة الناجية يوم القيامة ، كما صرح ابن حبان عقب حديث العرباض رضي الله عنه فقال:( في قوله صلى الله عليه وسلم "فعليكم بسنتي" عند ذلك الإختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح أن من واظب على السنة ولم يعرج على غيرها مت الآراء من الفرقة الناجية في القيامة ، جعلنا الله منهم بمنه".
            د: أنه لم يدخل في سنته وسنة الخلفاء الراشدين في الإختلاف الكثير ، فدل على أنها جميعها من عند الله ، لأن الإختلاف الكثير ليس من عند الله ، كما قال تعالى:﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء : 82]...إلخ كلامه النفيس.

            التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 11-07-2012, 11:46 AM.

            تعليق


            • #36
              تنبيه:
              هذا الحديث مما يدل على أنه ليس في الدين بدعة حسنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"وكل محدثة بدعة" و"كل" من ألفاظ العموم كما هو معلوم.
              قال العلامة العثيمين رحمه الله في "شرح الأربعين النووية":
              ومن فوائد الحديث : أن كل بدعة ضلالة , وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء , بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها لا تخلو من أحد أمرين : إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة , وإما أنها ليست حسنة وظن اهو أنها حسنة , وأما أن تكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي صلى الله عليه وسلم- فإن كل بدعة ضلالة - .
              تنبيه آخر:
              استدل بعضهم لهذا الحديث على مشروعية الآذان الأول للجمعة ، وهذا استدلال بعيد ، بل هذا الحديث مما يدل على بدعيته.
              قال العلامة الناصح الأمين يحيى الحجوري حفظه الله في "شرح الأربعين" عند هذا الحديث:
              استدلوا بهذا الحديث على الأذان الأول للجمعة، أنه من سنة الخلفاء الراشدين، وخير الهدي هدي رسول الله -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلَهِ وَسَلَم-، وفي الحديث رَدٌّ على هذا القول في قوله: «وإياكم ومحدثات الأمور»، وقد نقل ابن رجب رَحِمَهُ اللهُ إجماع العلماء في «فتح الباري» على أن الأذان الأول للجمعة محدث.
              فهذا من محدثات الأمور، وهذا اجتهاد من عثمان رَضِيَ اللهُ عَنَهُ، وهو مأجور على ذلك، وهو من المبشرين بالجنة، ومن السلف من كان يصرح أنه بدعة، فكيف يقال إن الذي ما يرى الأذان الأول أنه مبتدع، وممن قال إنه بدعة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، كما ثبت عنه هذا القول في »مصنف بن أبي شيبة« وغيره.

              وقال الإمام ابن حزم رحمه الله في "الإحكام في أصول الأحكام" (6/ 241):
              ويقال لهم في احتجاجهم بما روي في الحديث من الأمر بالتزام سنة الخلفاء الراشدين المهديين: هذه حجة عليكم لأن حجة الخلفاء الراشدين كلهم بلا خلاف منهم: ألا يقلدوا أحداً، وأن لا يقلد بعضهم بعضاً، وأن يطلبوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وجدوها فينصرفوا إليها ويعملوا بها.اهـ
              وقال العلامة الناصح الأمين يحيى أعزه الله في "أحكام الجمعة وبدعها"ص(249-250):
              قال ابن حزم:فمن كان متبعًا للخلفاء الراشدين؛ فليتبعهم فيما أجْمَعوا عليه من اتباع سنن النَّبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفيها نهوا عنه من التكلف. اهـ باختصار من إحكام الأحكام الباب السادس والعشرين.
              قلت: وحديث العرباض رضي الله عنه الذي اتَّخذوه شبهة لِجَواز الأذان الأول الْمَذكور، فيه قيد مهم يهدم كل ما بنوه، ويشتت كل ما جَمعوه حول هذه الْمَسألة: ألا وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فِي آخر الْحَديث»: وإياكم ومُحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة. «
              فنقول لِمَن عنده أدنى علم بسنة رسول الله ص من القائلين بالأذان الأول: هل هذا الأذان من هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي هو خير الْهَدي كما فِي صحيح مسلم من حديث جابر، أم أنه مُحدث أحدثه عثمان بن عفان، كما فِي حديث السائب فِي صحيح البخاري وكما نقل الإجْمَاع فيما قدمنا عن أهل العلم أنه مُحدث؟
              !
              فإن قال: إنه من هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ فهو الكذاب الأشر ولَم يَجد من علماء الْمُسلمين من يوافقه على هذه الكذبة الْمَفضوحة.
              وإن قال كما قال جَميع علماء الأمة: إنه ليس من فعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنه مُحدث كما أجْمَع على ذلك علماء الإسلام.
              قلنا له: ألا ترى فِي الْحَديث أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُحذرك من مُحدثات الأمور ويقول: إنها ضلالة.
              اهـ
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 13-07-2012, 08:01 PM.

              تعليق


              • #37
                المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة محمد السِّوَري مشاهدة المشاركة
                مزيدًا أبا محمد من هذه الدرر العلمية النافعة
                بارك الله فيك وفي وقتك
                والله جهد كثير بارك الله في وقتك أبا محمد

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو اسحاق حبيب البيضي مشاهدة المشاركة
                  والله جهد كثير بارك الله في وقتك أبا محمد
                  وأنت جزاك الله خيراً أخانا أبا إسحاق وبارك فيك
                  وهذا إنما هو جهد المقل "فنسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وأن يرزقنا الصدق والإخلاص فإنهما عزيزان" كما قال ذلك الإمام المجدد مقبل الوادعي رحمه الله في 18- محرم - 1420هـ كما في "البشائر في السماع المباشر" ص(41) والله المستعان وعليه التكلان.

                  تعليق


                  • #39
                    وقال المباركفوري رحمه الله في "تحفة الأحوذي" (2 / 57):
                    قَالَ بَعْضُ الْحَنَفِيَّةِ : الْأَذَانُ الثَّالِثُ الَّذِي هُوَ الْأَوَّلُ وُجُودًا إِذَا كَانَتْ مَشْرُوعِيَّتُهُ بِاجْتِهَادِ عُثْمَانَ وَمُوَافَقَةُ سَائِرَ الصَّحَابَةِ لَهُ بِالسُّكُوتِ ، وَعَدَمُ الْإِنْكَارِ صَارَ أَمْرًا مَسْنُونًا نَظَرًا إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ " اِنْتَهَى . قُلْت : لَيْسَ الْمُرَادُ بِسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ إِلَّا طَرِيقَتَهُمْ الْمُوَافِقَةَ لِطَرِيقَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : " فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي " أَيْ بِطَرِيقَتِي الثَّابِتَةِ عَنِّي وَاجِبًا أَوْ مَنْدُوبًا ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَعْمَلُوا إِلَّا بِسُنَّتِي ، فَالْإِضَافَةُ إِلَيْهِمْ إِمَّا لِعَمَلِهِمْ بِهَا أَوْ لِاسْتِنْبَاطِهِمْ وَاخْتِيَارِهِمْ إِيَّاهَا اِنْتَهَى كَلَامُ الْقَارِي . وَقَالَ صَاحِبُ سُبُلِ السَّلَامِ : أَمَّا حَدِيثُ : " عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَمِثْلُهُ حَدِيثُ : " اِقْتَدُوا بِاَللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ " ، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ ، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ ، وَلَهُ طَرِيقٌ فِيهَا مَقَالٌ إِلَّا أَنَّهُ يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَإِنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ إِلَّا طَرِيقَتَهُمْ الْمُوَافَقَةَ لِطَرِيقَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِهَادِ الْأَعْدَاءِ وَتَقْوِيَةِ شَعَائِرِ الدِّينِ وَنَحْوِهَا ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ عَامٌّ لِكُلِّ خَلِيفَةٍ رَاشِدٍ لَا يَخُصُّ الشَّيْخَيْنِ . وَمَعْلُومٌ مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ أَنَّهُ لَيْسَ لِخَلِيفَةٍ رَاشِدٍ أَنْ يَشْرَعَ طَرِيقَةً غَيْرَ مَا كَانَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ثُمَّ هَذَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَفْسُهُ الْخَلِيفَةُ الرَّاشِدُ سَمَّى مَا رَآهُ مِنْ تَجْمِيعِ صَلَاتِهِ لَيَالِيَ رَمَضَانَ بِدْعَةً وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهَا سُنَّةٌ فَتَأَمَّلْ . عَلَى أَنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ خَالَفُوا الشَّيْخَيْنِ فِي مَوَاضِعَ وَمَسَائِلَ ، فَدَلَّ أَنَّهُمْ لَمْ يَحْمِلُوا الْحَدِيثَ عَلَى أَنَّ مَا قَالُوهُ وَفَعَلُوهُ حُجَّةٌ . وَقَدْ حَقَّقَ الْبِرْمَاوِيُّ الْكَلَامَ فِي شَرْحِ أَلْفِيَّتِهِ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ مَعَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّمَا الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ إِذَا اِتَّفَقَ الْخَلْقَاءُ الْأَرْبَعَةُ عَلَى قَوْلٍ كَانَ حُجَّةً لَا إِذَا اِنْفَرَدَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ . وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الِاقْتِدَاءَ لَيْسَ هُوَ التَّقْلِيدُ بَلْ هُوَ غَيْرُهُ كَمَا حَقَّقْنَاهُ فِي شَرْحِ نَظْمِ الْكَافِلِ فِي بَحْثِ الْإِجْمَاعِ اِنْتَهَى كَلَامُ صَاحِبِ السُّبُلِ . فَإِذَا عَرَفْت أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ إِلَّا طَرِيقَتَهُمْ الْمُوَافَقَةَ لِطَرِيقَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاحَ لَك أَنَّ الِاسْتِدْلَالَ عَلَى كَوْنِ الْأَذَانِ الثَّالِثِ الَّذِي هُوَ مِنْ مُجْتَهَدَاتِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْرًا مَسْنُونًا لَيْسَ بِتَامٍّ ، أَلَّا تَرَى اِبْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : الْأَذَانُ الْأَوَّلُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ بِدْعَةٌ ، فَلَوْ كَانَ هَذَا الِاسْتِدْلَالُ تَامًّا وَكَانَ الْأَذَانُ الثَّالِثُ أَمْرًا مَسْنُونًا لَمْ يُطْلَقْ عَلَيْهِ لَفْظُ الْبِدْعَةِ لَا عَلَى سَبِيلِ الْإِنْكَارِ وَلَا عَلَى سَبِيلِ غَيْرِ الْإِنْكَارِ ، فَإِنَّ الْأَمْرَ الْمَسْنُونَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ لَفْظُ الْبِدْعَةِ بِأَيِّ مَعْنًى كَانَ فَتَفَكَّرْ .اهـ
                    وقال العلامة العثيمين رحمه الله في "شرح رياض الصالحين":
                    ولكن ليعلم أن سنة هؤلاء الخلفاء تأتي بعد سنة الرسول عليه الصلاة والسلام فلو تعارضت سنة خليفة من الخلفاء مع سنة محمد صلى الله عليه وسلم فإن الحكم لسنة محمد صلى الله عليه وسلم لا لغيرها لأنها - أعني سنة الخلفاء - تابعة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
                    أقول هذا لأنه قد جرى نقاش بين طالبين من طلبة العلم في صلاة التراويح أحدهما يقول السنة أن تكون ثلاثا وعشرين ركعة والثاني يقول السنة أن تكون ثلاث عشرة ركعة أو إحدى عشرة ركعة فقال الأول للثاني هذه سنة الخليفة عمر بن الخطاب أنها ثلاثا وعشرين وقد أمرنا باتباع سنة الخلفاء الراشدين يريد أن يعارض بهذا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الآخر سنة النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة هذا إن صح عن عمر أنها ثلاث وعشرون مع أن الذي صح عن عمر بأصح إسناد رواه مالك في الموطأ أنه أمر تميما الداري وأبي بن كعب أن يقوما للناس بإحدى عشر ركعة لا بثلاث وعشرين هذا الذي صح عنه رضي الله عنه على كل حال لا يمكن أن نعارض سنة الرسول علية الصلاة والسلام بسنة أحد من الناس لا الخلفاء ولا غيرهم وما خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال الخلفاء فإنه يعتذر عنه ولا يحتج به ولا يجعل حجة على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم المهم أن سنة الخلفاء تأتي بعد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس رضي الله عنهما يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر هذا وهما أبو بكر وعمر فكيف بمن عارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم بقول من دون أبي بكر وعمر بمراحل يوجد بعض الناس إذا قيل له هذه هي السنة قال لكن قال العالم الفلاني كذا وكذا من المقلدين المتعصبين.اهـ

                    تعليق


                    • #40
                      4- قال النبي صلى الله عليه وسلم قال:(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) متفق عليه عن عبد الله بن مسعود.
                      قال الكتاني رحمه الله في "نظم المتناثر" (1 / 199):
                      أورده في الأزهار من حديث ( 1 ) ابن مسعود ( 2 ) وعمران بن حصين ( 3 ) وأبي هريرة ( 4 ) وعائشة ( 5 ) وبريدة ( 6 ) والنعمان بن بشير ( 7 ) وعمر ( 8 ) وسعد بن تميم ( 9 ) وجعدة بن هبيرة ( 10 ) وسمرة ( 11 ) وأبي برزة ( 12 ) وجميلة بنت أبي لهب ( 13 ) وعمرو بن شرحبيل مرسلا ثلاثة عشر نفسا
                      ( قلت ) في "فيض القدير" قال المؤلف يعني السيوطي يشبه أن الحديث متواتر اهـ

                      وفي أول "الإصابة" للحافظ ابن حجر ما نصه وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم قوله خير الناس قرني ثم الذين يلونهم اه وفي رسالة "الفرقان" لابن تيمية ما نصه وقد استفاضت النصوص الصحيحة عنه أي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خير القرون قرني الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم اهـ
                      • قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 136):

                      فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم إن خير القرون قرنه مطلقا وذلك يقتضى تقديمهم في كل باب من أبواب الخير وإلا لو كانوا خيرا من بعض الوجوه فلا يكونون خير القرون مطلقا فلو جاز أن يخطئ الرجل منهم في حكم وسائرهم لم يفتوا بالصواب وإنما ظفر بالصواب من بعدهم وأخطأواهم لزم أن يكون ذلك القرن خيرا منهم من ذلك الوجه لان القرن المشتمل على الصواب خير من القرن المشتمل على الخطأ في ذلك الفن ثم هذا يتعدد في مسائل عديدة لان من يقول قول الصحابي ليس بحجة يجوز عنده أن يكون من بعدهم أصاب في كل مسألة قال فيها الصحابي قولا ولم يخالفه صحابي آخر وفات هذا الصواب الصحابة ومعلوم أن هذا يأتى في مسائل كثيرة تفوق العد والإحصاء فكيف يكونون خيرا ممن بعدهم وقد امتاز القرن الذي بعدهم بالصواب فيما يفوق العد والإحصاء مما اخطأوا فيه ومعلوم أن فضيلة العلم ومعرفة الصواب أكمل الفضائل وأشرفها فيا سبحان الله أي وصمة أعظم من أن يكون الصديق أوالفاروق أوعثمان أوعلي أوابن مسعود أوسلمان الفارسي أوعبادة بن الصامت وأضرابهم رضى الله عنهم قد أخبر عن حكم الله انه كيت وكيت في مسائل كثيرة واخطأ في ذلك ولم يشتمل قرنهم على ناطق بالصواب في تلك المسائل حتى تبع من بعدهم فعرفوا حكم الله الذي جهله أولئك السادة وأصابوا الحق الذي اخطأه أولئك الأئمة سبحانك هذا بهتان عظيم.اهـ
                      • وقال الإمام النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (8 / 314):

                      قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْركُمْ قَرْنِي )
                      وَفِي رِوَايَة ( خَيْر النَّاس قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى آخِره ) . اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ خَيْر الْقُرُون قَرْنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمُرَاد أَصْحَابه ، وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور أَنَّ كُلّ مُسْلِم رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ سَاعَة فَهُوَ مِنْ أَصْحَابه ، وَرِوَايَة ( خَيْر النَّاس ) عَلَى عُمُومهَا ، وَالْمُرَاد مِنْهُ جُمْلَة الْقَرْن ، وَلَا يَلْزَم مِنْهُ تَفْضِيل الصَّحَابِيّ عَلَى الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ ، وَلَا أَفْرَاد النِّسَاء عَلَى مَرْيَم وَآسِيَة وَغَيْرهمَا ، بَلْ الْمُرَاد جُمْلَة الْقَرْن بِالنِّسْبَةِ إِلَى كُلّ قَرْن بِجُمْلَتِهِ . قَالَ الْقَاضِي : وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَاد بِالْقَرْنِ هُنَا ، فَقَالَ الْمُغِيرَة : قَرْنه أَصْحَابه ، وَاَلَّذِينَ يَلُونَهُمْ أَبْنَاؤُهُمْ ، وَالثَّالِث أَبْنَاء أَبْنَائِهِمْ : وَقَالَ شَهْر : قَرْنه مَا بَقِيَتْ عَيْن رَأَتْهُ ، وَالثَّانِي مَا بَقِيَتْ عَيْن رَأَتْ مَنْ رَآهُ ، ثُمَّ كَذَلِكَ . وَقَالَ غَيْر وَاحِد : الْقَرْن كُلّ طَبَقَة مُقْتَرِنِينَ فِي وَقْت ، وَقِيلَ : هُوَ لِأَهْلِ مُدَّةٍ بُعِثَ فِيهَا نَبِيّ طَالَتْ مُدَّته أَمْ قَصُرَتْ . وَذَكَرَ الْحَرْبِيّ الِاخْتِلَاف فِي قَدْره بِالسِّنِينَ مِنْ عَشْر سِنِينَ إِلَى مِائَة وَعِشْرِينَ . ثُمَّ قَالَ : وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْء وَاضِح ، وَرَأَى أَنَّ الْقَرْن كُلّ أُمَّة هَلَكَتْ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا أَحَد . وَقَالَ الْحَسَن وَغَيْره : الْقَرْن عَشْر سِنِينَ ، وَقَتَادَةُ سَبْعُونَ ، وَالنَّخَعِيُّ أَرْبَعُونَ ، وَزُرَارَةُ بْن أَبِي أَوْفَى مِائَة وَعِشْرُونَ ، وَعَبْد الْمَلِك بْن عُمَيْر مِائَة ، وَقَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ : هُوَ الْوَقْت . هَذَا آخِر نَقْل الْقَاضِي ، وَالصَّحِيح أَنَّ قَرْنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّحَابَة ، وَالثَّانِي التَّابِعُونَ ، وَالثَّالِث تَابِعُوهُمْ .ا
                      هـ

                      • وقال الإمام الألباني-رحمه الله-:
                        ( فمن كان يريد حقا الرجوع الى الكتاب والسنة فيلزمه الرجوع الى ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين وأتباعهم من بعدهم). اهـ من شريط السلفية.

                      • وقال العلامة الهلالي – حفظه الله – :

                      هل الخيرية المثبتة لجيل الصحابة في ألوانهم أو أجسامهم أو أموالهم؟ لا يشك عاقل عَقِلَ الكتاب والسنة أن شيئاً من ذلك غير مقصود ، لأن الخيرية في الإسلام مقياسها تقوى القلوب والعمل الصالح ، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات : 13] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
                      ولقد نظر الله إلى قلوب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدها خير قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فآتاهم فهماً لا يدركه اللاحقون ، ولذلك فما رآه الصحابة حسناً فهو عند الله حسن ، وما رآه الصحابة شيئاً فهو عند الله سيئ.ثم ذكر أثر عبدالله بن مسعود الوارد في ذلك ، وأثر صحيفة علي رضي الله عنه ثم قال –حفظه الله -: وبذلك يكون فهم الصحابة للكتاب والسنة حجة على من بعدهم إلى آخر هذه الأمة ، ولذلك فهم شهداء الله في الأرض.اهـ

                      تعليق


                      • #41
                        زادك الله من فضله وبارك فيك

                        تعليق


                        • #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة محمد السِّوَري مشاهدة المشاركة
                          زادك الله من فضله وبارك فيك
                          وإياك أخانا الكريم أبا حمزة نفع الله بك وبارك فيك

                          تعليق


                          • #43
                            فائدة:
                            قال المباركفوري رحمه الله في "تحفة الأحوذي" (6 / 87):
                            قَوْلُهُ : ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ) أَيْ الَّذِينَ أَدْرَكُونِي وَآمَنُوا بِي وَهُمْ أَصْحَابِي
                            ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) أي يَقْرَبُونَهُمْ فِي الرُّتْبَةِ أَوْ يَتَّبِعُونَهُمْ فِي الْإِيمَانِ وَالْإِيقَانِ وَهُمْ التَّابِعُونَ.
                            ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) وَهُمْ أَتْبَاعُ التَّابِعِينَ . وَالْمَعْنَى أَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ وَتَبِعَهُمْ هَؤُلَاءِ الْقُرُونُ الثَّلَاثَةُ الْمُرَتَّبَةُ فِي الْفَضِيلَةِ فَفِي النِّهَايَةِ : الْقَرْنُ أَهْلُ كُلِّ زَمَانٍ وَهُوَ مِقْدَارُ التَّوَسُّطِ فِي أَعْمَارِ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ ، مَأْخُوذٌ مِنْ الِاقْتِرَانِ فَكَأَنَّهُ الْمِقْدَارُ الَّذِي يَقْتَرِنُ فِيهِ أَهْلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ فِي أَعْمَارِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ ، وَقِيلَ الْقَرْنُ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَقِيلَ ثَمَانُونَ ، وَقِيلَ مِائَةٌ ، وَقِيلَ هُوَ مُطْلَقٌ مِنْ الزَّمَانِ ، وَهُوَ مَصْدَرُ قَرَنَ يَقْرِنُ . قَالَ السُّيُوطِيُّ : وَالْأَصَحُّ أَنَّهُ لَا يَنْضَبِطُ بِمُدَّةٍ فَقَرْنُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ الصَّحَابَةُ وَكَانَتْ مُدَّتُهُمْ مِنْ الْمَبْعَثِ إِلَى آخِرِ مَنْ مَاتَ مِنْ الصَّحَابَةِ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً . وَقَرْنُ التَّابِعِينَ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ إِلَى نَحْوِ سَبْعِينَ ، وَقَرْنُ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ ثَمَّ إِلَى نَحْوِ الْعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَفِي هَذَا الْوَقْتِ ظَهَرَتْ الْبِدَعُ ظُهُورًا فَاشِيًّا ، وَأَطْلَقَتْ الْمُعْتَزِلَةُ أَلْسِنَتَهَا ، وَرَفَعَتْ الْفَلَاسِفَةُ رُءُوسَهَا ، وَامْتُحِنَ أَهْلُ الْعِلْمِ لِيَقُولُوا بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَتَغَيَّرَتْ الْأَحْوَالُ تَغَيُّرًا شَدِيدًا وَلَمْ يَزَلْ الْأَمْرُ فِي نَقْصٍ إِلَى الْآنَ ، وَظَهَرَ مِصْدَاقُ
                            قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ ".اهـ

                            تنبيه:
                            الحديث الذين فيه ذكر القرن الرابع ضعيف:
                            ولفظه:خير الناس قرني الذين أنا فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم و الآخرون أرذال
                            قال العلامة الألباني في " ضعيف الجامع"2898: ( ضعيف ).
                            يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم جعدة بن هبيرة . و"رجح الحافظ في ترجمته من " التهذيب " أنه تابعي ، وبه جزم أبو حاتم الرازي" . والله أعلم. "الضعيفة"- (4 / 21)
                            وقال العلامة الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (8 / 52-53):
                            وبالجملة : فعلة الحديث عندي :
                            أولاً : جهالة حال يزيد بن عبد الرحمن الأودي ، وتوثيق العجلي وابن حبان إياه مما لا يرفعها عندي ؛ لتساهلهما في التوثيق ؛ كما هو معروف عند أهل العلم ، ولذلك لم يوثقه الحافظ في "التقريب" كما سبق .
                            ثانياً : زيادة القرن الرابع فيه ؛ فإني لم أرها في شيء من الأحاديث الصحيحة على كثرتها ، وقد خرجت طائفة طيبة منها في "الروض النضير" (347) ، وفي بعضها ما ذكرت من الشك في الرابعة ، ومثله لا يمكن القضاء عليه إلا بزيادة من ثقة حافظ ، وهذا مما لم أجده ، اللهم إلا في رواية من حديث النعمان بن بشير ، تفرد بها عاصم ابن بهدلة ، وفي حفظه ضعف ؛ كما تقدم في تخريج حديث ابن مسعود في "الصحيحة" (700)... إلخ
                            وقال رحمه الله "الصحيحة"(2 / 199):
                            و في ثبوت هذه الزيادة عندي نظر لأنها لم تأت من طريق صحيحة و عاصم بن بهدلة في حفظه شيء فلا يحتج بما تفرد به دون الثقات .اهـ
                            وذهب العلامة الهلالي - حفظه الله - إلى تصحيحه في "بصائر ذوي الشرف" ص(13).

                            تعليق


                            • #44
                              تنبيه آخر:
                              رواية "خير القرون..." غير محفوظة.
                              قال الإمام الألباني رحمه الله في "تعليقاته على التنكيل" (2/223):
                              "هكذا اشتهر على الألسنة ..." وقد وقع في كثير من كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله وبعض مصنفات العلماء هذا اللفظ ، وهو غير محفوظ في شيئ من كتب السنة ، وإنما هي رواية معنى والله أعلم.[بصائر ذوي الشرف ص(16)].
                              وسئل العلامة العباد حفظه الله:
                              هل هناك تعارض بين قوله: (خير القرون قرني)، ورواية: (خير أمتي قرني)؟
                              فأجاب: ما هناك تعارض، لكن لا نعرف لفظاً (بخير القرون)، وإنما ورد قوله: (خير الناس)، أو (خير أمتي)، وهذه معناها واحد.

                              تنبيه آخر:
                              قال الإمام النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (3 / 138-139):
                              قال القاضي عياض ذهب أبو عمرو بن عبد البر في هذا الحديث وغيره من الأحاديث في فضل من يأتي آخر الزمان إلى أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل ممن كان من جملة الصحابة وأن قوله صلى الله عليه و سلم خيركم قرني على الخصوص معناه خير الناس قرني أى السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ومن سلك مسلكهم فهؤلاء أفضل الأمة وهم المرادون بالحديث وأما من خلط في زمنه صلى الله عليه و سلم وان رآه وصحبه أو لم يكن له سابقة ولا أثر في الدين فقد يكون في القرون التي تأتي بعد القرن الأول من يفضلهم على ما دلت عليه الآثار قال القاضي وقد ذهب إلى هذا أيضا غيره من المتكلمين على المعاني قال وذهب معظم العلماء إلى خلاف هذا وأن من صحب النبي صلى الله عليه و سلم ورآه مرة من عمره وحصلت له مزية الصحبة أفضل من كل من يأتي بعد فان فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل قالوا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واحتجوا بقوله صلى الله عليه و سلم لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه هذا كلام القاضي والله أعلم.
                              وقال المناوي رحمه الله في "فيض القدير"(5 / 659):
                              وقد تمسك ابن عبد البر بهذا الحديث فيما رجحه من أن الأفضلية المذكورة في حديث خير الناس قرني إنما هي بالنسبة إلى المجموع لا الأفراد وأجاب عنه النووي بأن المراد ممن يشتبه عليه الحال في زمن عيسى ويرون ما في زمنه
                              من البركة وانتظام شمل الإسلام فيشتبه الحال على من شاهد ذلك أي الزمانين خير وهذا الاشتباه مندفع بخير خير الناس قرني اهـ.

                              تعليق


                              • #45
                                ٥- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَهُ الْعِشَاءَ - قَالَ - فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ « مَا زِلْتُمْ هَا هُنَا ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ « أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ ». قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِى فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِى مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِى أَمَنَةٌ لأُمَّتِى فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِى أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ».رواه مسلم
                                قال القاضي عياض في "إكمال المعلم"(7 / 286):
                                وقوله : (وأصحابى أمنة لأمتى ، فإذا ذهب أصحابى أتى اْمتى ما يوعدون) : يريد من ظهور البدع ، والتخالف ، والفق ، وطلوع قرن الشيطان ، وظهور الروم وغيرهم عليهم ، وتخريب المدينة مثله ، وغير ذلك مما أنذر به ، مما كان أكثره ، وما بقى لابد من كونه ، فإنه لا يقول إلا حقا ، ودلائل بقاياه ظاهرة بينة .
                                وقال الإمام القرطبي رحمه الله في "المفهم"(21 / 41):
                                وقوله : (( وأصحابي أمنة لأمتي )) ؛ يعني : أن أصحابه ما داموا موجودين كان الدِّين قائمًا ، والحق ظاهرًا ، والنصر على الأعداء حاصلاً ، ولما ذهب أصحابه لأمته غلبت الأهواء ، وأديلت الأعداء ، ولا يزال أمر الدِّين متناقصًا ، وجده ناكصًا إلى أن لا يبقى على ظهر الأرض أحد يقول : الله ، الله . وهو الذي وعدت به أمته ، والله تعالى أعلم .اهـ
                                وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في "كشف المشكل"(1 / 270):
                                وقوله أنا أمنة لأصحابي الأمنة الأمن وقوله أتى السماء ما توعد إشارة إلى تشققها وذهابها وقوله أتى أصحابي ما يوعدون إشارة إلى وقوع الفتن وكذلك عند ذهاب أصحابه والإشارة إلى مجيء الشر عند ذهاب أهل الخير فإنه لما كان عليه السلام بين أظهرهم كان يبين ما يختلفون فيه ويدعو إلى الصواب فلما عدم جالت الاراء واختلفت إلا أن كل صحابي يسند القول إلى الرسول في قول أو فعل أو دلالة حال فلما فقدت الصحابة قل النور وقويت الظلم.اهـ
                                وقال المناوي رحمه الله في "فيض القدير" (6 / 385):
                                (وأصحابي أمنة لأمتي) أمة الإجابة (فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) من ظهور البدع وغلبة الأهواء واختلاف العقائد وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وانتهاك الحرمين وكل هذه معجزات وقعت.اهـ
                                وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 137):
                                ووجه الاستدلال بالحديث انه جعل نسبة أصحابه إلى من بعدهم كنسبته إلى أصحابه وكنسبة النجوم إلى السماء ومن المعلوم أن هذا التشبيه يعطى من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهم ص - ونظير اهتداء أهل الأرض بالنجوم وأيضا فإنه جعل بقاءهم بين الأمة أمنة لهم وحرزا من الشر وأسبابه فلو جاز أن يخطئوا فيما أفتوا به ويظفر به من بعدهم لكان الظافرون بالحق أمنة للصحابة وحرزا لهم وهذا من المحال.اهـ
                                وقال العلامة الهلالي حفظه الله في بصائر ذوي الشرف ص(65-66):
                                لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبة أصحابه رضي الله عنهم إلى من بعدهم في الأمة الإسلامية كنسبة إلى أصحابه ، وكنسبة النجوم إلى السماء.
                                ومن المعلوم: إن هذا التشبه النبوي يعطي في وجوب اتباع فهم أصحابه الرسول صلى الله عليه وسلم للدين نظير رجوع الأمة إلى نبيها صلى الله عليه وسلم ، فإنه صلى الله عليه وسلم المبين للقرآن وأصحابه رضوان الله عليهم ناقلوا بيانه للأمة.
                                وكذلك رسول الله معصوم لا ينطق عن الهوى ، وإنما يصدر عنه الرشاد والهدى ، وأصحابه عدول لا ينطقون إلا صدقاً ، ولا يعملوا إلا حقاً.
                                وكذلك النجوم جعلها الله رجوماً للشياطين في استراق السمع فقال تعالى: ﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ﴾ [الصافات : 6 - 10]
                                وقال سبحانه تعالى:﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ﴾ [الملك : 5]
                                وكذلك الصحابة رضي الله عنهم زينة هذه الأمة كانوا رصداً للتأويل الجاهلين ، وانتحال المبطلين ، وتحريف الغالين الذين جعلوا القرآن عضين ، واتبعوا أهواءهم ، فتفرقوا ذات اليمين وذات الشمال فكانوا عزين.
                                وكذلك فإن النجوم منار لأهل الأرض ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ، كما قال تعالى:﴿ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ [النحل : 16]
                                وقال جل شأنه:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام : 97]
                                وكذلك الصحابة يقتدي بهم للنجاة من ظلمات الشهوات والشبهات ، ومن أعرض عن فهمهم فهو في غيه يتردى في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها.
                                وبفهم الصحابة نحصن الكتاب والسنة من بدع شياطين الإنس والجن الذين يبتغون الفتنة ويبتغون تأويلها ليفسدوا مراد الله ورسوله فيهما ، فكان فهم الصحابة رضي الله عنهم حرزاً من الشر وأسبابه ، ولو كان فهمهم لا يحتج به ، لكان فهم من بعدهم أمنة للصحابة وحرزاً لهم ، وهذا محال.اهـ

                                تعليق

                                يعمل...
                                X