المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد سعيد بن حسن السعدي
مشاهدة المشاركة
وقال الإمام السفاريني - رحمه الله - في "الدرة المضية" المشهورة بــ"العقيدة السفارينية":
اعلم هديت أنه جاء الخبر ::: عن النبي المقتفى خير البشر
بأن ذي الأمة سوف تفترق ::: بضعا وسبعين اعتقاداً والمحق
ما كان في نهج النبي المصطفى ::: وصحبه من غير زيغ وجفا
وقال - رحمه الله - في "لوامع الأنوار" شارحاً هذه الأبيات:
( و ) إنما ( المحق ) من جميعها طائفة واحدة ، وهي ( ما كان ) سيرها واعتقادها ونهجها واعتمادها ( في نهج ) أي منهج ( النبي المصطفى ) أي صفوة خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ... ثم قال: ( و ) من كان منهم في نهج ( صحبه ) رضوان الله عليهم ; أي من كان على منهاجهم ، وسار بسيرهم ، من اقتفاء الرسول في اتباع المنقول ( من غير زيغ ) أي من غير ميل ولا انحراف ولا شك ولا انصراف ، ( و ) من غير ( جفا ) بالجيم أي من غير تجاف عن هديهم ، وإزالة عن نهجهم.اهـ
وقال العلامة العثيمين -رحمه الله - في "شرح السفارينية" عند هذه الأبيات:
قوله : ( ما كان في نهج ) : ( في ) : للظرفية يعني ما كان في الدائرة التي كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقوله : ( المصطفى ) : يعني المختار الذي اختاره الله عز وجل واصطفاه من خلقه حتى جعله رسولاً إلى العالمين إلى يوم القيامة ،
قوله : ( وصحبه ) : يعني الصحابة رضي الله عنهم ،
قوله : ( من غير زيغ ) : ( زيغ ) : يعني من غير ميل عن الحق بالغلو ،
قوله : ( جفا ) : أي تقصير ،
والحقيقة أن التقصير زيغ لكن لما جاء الزيغ ثم جاء الجفاء وجب أن نحمل الزيغ على الغلو والجفاء على التقصير ،
يعني : فالذين على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه من غير غلو ولا تقصير هؤلاء هم المحقون ،
فإذا قال قائل : بأي شيء ندرك أن هذا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟
فالجواب : بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والآثار الواردة عن الصحابة...ثم قال: قوله : ( جزماً ) : عائد على النفي وليس متعلقاً بقوله ( يعتبر جزماً ) يعني : بحيث يعتبر ظناً ولكن المعنى أن هذا النص جزماً لا يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر ،
والنص قوله : ( كلها في النار إلا واحدة ) فمن هذه الواحدة ؟
نقول : نجزم جزماً بأنها هي فرقة أهل الأثر ،
يعني الكتاب والسنة ،لأن الدليل :
1 - إما أثر ،2 - وإما نظر ، فإن كان الدليل عقلياً فهو نظر ،وإن كان الدليل شرعياً فهو أثر ،
فمن هم أهل الأثر ؟
هم الذين اتبعوا الآثار اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم ،وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف.اهـ
وقال العلامة الناصح الأمين يحيى الحجوري حفظه الله في "شرح السفارينية" المسمى بـــ"المنة الإلهية" ص(76) عند هذه الأبيات:
...فالصوفي يعتقد أنه على حق ، والشيعي يعتقد أنه على حق ، والجهمي يعتقد أنه على حق ، والمعتزلي يعتقد أنه على حق ، والرافضي يعتقد أنه على حق ، والحزبي يعتقد أنه على حق .. وكلهم على باطل ، وإنما المحق هو السني السلفي الذي هو سائر على مثل ما سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.اهـ
تعليق