• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإقناع بوجوب الإنتساب للسلفية بالنص والإجماع --- متجدد ---

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإقناع بوجوب الإنتساب للسلفية بالنص والإجماع --- متجدد ---

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء : 1]
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران : 102]
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب : 70 ، 71]
    أما بعد:

    فلما كانت الدعوة السلفية المباركة توثيقا للصلة بكتاب الله وسنة رسوله الصحيحة , واعتبار منهج الصحابة رضي الله عنهم المرجعية الوحيدة في التحديد , والمعيار الصحيح في الفهم والإصلاح, فانه لا يوجد مانع شرعي يمنع من هذه النسبة الشريفة, فهي مستوفية لجميع الشروط سالمة من المحاذير والموانع.
    بل يتضح وجوب هذه النسبة لتضمنها مقاصد شرعية كريمة, ومآلات اِيمانية عظيمة حيث تلزم أهلها بأخذ الإسلام جملة وتفصيلا كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم قبل الإفتراق. "النبذ الوفية" ص(٧).

    وقد قمت بكتابة هذا المختصر تقريباً للبادئين ولما رأيته من تلبيس وتشويه لحقيقة الدعوة السلفية حتى عدت عند كثير من الناس حزبًا من الأحزاب المذمومة شرعا، فأردت أن أجمع قدر المستطاع الأدلة من الوحيين الدالة على حجية مذهب السلف وصحة النسبة إليه إذ لا يكون إلا حقاً ، وما علم اولئك وغيرهم أن الدعوة السلفية ليس لها قائد ولا إمام سوى محمد صلى الله عليه وسلم بخلاف الدعوات المنحرفة الأخرى فإن كل دعوة منها تنتسب إلى من أحدثها أو إلى البدعة ألتي عرفت بها.
    قال الإمام اللألكائي- رحمه الله-:
    (ثم كل من اعتقد مذهبا فإلى صاحب مقالته التي احدثها بنتسب وإلى رأيه يستند إلا اصحاب الحديث فإن صاحب مقالتهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فهم اليه ينتسبون وإلى علمه يستندون وبه يستدلون وإليه يفزعون وبرأيه يقتدون وبذلك يفتخرون وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون فمن يوازيهم في شرف الذكر ويباهيهم في ساحة الفخر وعلو الاسم؟؟؟). اهـ "شرح أصول الإعتقاد{
    ١/٢٣-٢٤}.
    وقال العلامة الفوزان حفظه الله:
    وسموا أهل السنة لانتسابهم لسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون غيرها من المقالات والمذاهب، بخلاف أهل البدع فإنهم ينسبون إلى بدعهم وضلالاتهم كالقدرية والمرجئة، وتارة ينسبون إلى إمامهم كالجهمية، وتارة ينسبون إلى أفعالهم القبيحة كالرافضة والخوارج . [شرح الواسطية].
    وقال الشيخ حسن الريمي حفظه الله:
    ومن هذا القبيل الفرق المعاصرة التي تسمى بــ"الجماعات الإسلامية" فمنها من ينتسب إلى بدعها وضلالاتها كفرقة التكفير والهجرة ، ومنها ما ينسب إلى إمامها كالسرورية القطبية ، ومنها ما ينسب إلى أفعالها القبيحة كالتبليغ والجهاد ، وهكذا فرقة الإخوان المفلسين وحزب التحرير وغيرها من فرق الضلال...اهـ [إرشاد البرية ص2].
    وقد كنت كتبتها قبل عامين تقريباً ثم بدا لي نشرها في شبكتنا المباركة على شكل سلسلة فأضفت إليها بعض الشيئ وجعلتها خمسة فصول:
    فصل في:معنى السلف والسلفية.
    فصل في:حكم إتباع مذهب السلف والأدلة على ذلك.
    فصل في:أقوال العلماء في السلفية.
    فصل في: بعض التنبيهات.
    فصل في:شبه والجواب عنها.

    وقد اعتمدت على بعض الرسائل التي كُتبت في هذا الشأن -مع رجوعي إلى المصادر ولله الحمد- مثل:
    - "إرشاد البرية" للشيخ حسن الريمي حفظه الله.
    - "بصائر ذوي الشرف" للعلامة سليم الهلالي حفظه الله.
    - "النبذ الوفية" له أيضاً ويعتبر مختصراً لما قبله.
    - "السلفية في سؤال وجواب" لأخينا محمد بن عبدالعزيز حفظه الله.
    هذا وأسأل الله أن ينفع بها جامعها وقارئها وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل واتباع السلف ظاهراً وباطناً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
    فصل في : معنى السلف والسلفية:


    السلف لغة:
    قال ابن منظور رحمه الله في"لسان العرب" (9 / 158):
    والسَّلَفُ والسَّلِيفُ والسُّلْفَةُ: الجماعَةُ المتقدمون.اهـ
    وقال رحمه الله:
    والسلَفُ أَيضاً من تقدَّمَك من آبائك وذوي قَرابَتِك الذين هم فوقَك في السنِّ والفَضْل واحدهم سالِفٌ ومنه قول طُفيل الغَنَوي يَرْثي قومه:
    مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ ::: وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ
    أَراد أَنهم تقدّمونا وقصدُ سَبيلِنا عليهم أَي نموت كما ماتوا فنكون سَلَفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا وفي الدعاء للميت واجعله سلَفاً لنا قيل هو من سَلَفِ المال كأَنه قد أَسْلَفَه وجعله ثمناً للأَجر والثواب الذي يُجازى على الصبر عليه وقيل سَلَفُ الإنسان مَن تقدَّمه بالموت من آبائه وذوي قَرابته ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف الصالح. [" لسان العرب" (9 / 158)]

    ومن هذا الباب ما أخرجه البخاري ومسلم - واللفظ له- من حديث عائشة رضي الله عنها وفيه أن فاطمة رضي الله عنها قالت لــ"عائشة": فَأَخْبرنى-أي النبي صلى الله عليه وسلم- « أَنَّ جِبرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فى كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَينِ وَإِنَّهُ عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَينِ وَإِنى لاَ أُرَى الأَجَلَ إِلاَّ قَدِ اقْترَبَ فَاتَّقِى اللَّهَ وَاصْبرِى فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ).
    قال القاضي عياض رحمه الله في "إكمال المُعْلِم" (7 / 241):
    السلف : المتقدم فى الشىء ، أى تقدمنى قبلك بالموت ، لا مشفع لك وتردين على ، ومنه سلف الرجل متقدمو بابه .اهـ
    وقال الإمام النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (8 / 204):
    وَالسَّلَف الْمُتَقَدِّم ، وَمَعْنَاهُ أَنَا مُتَقَدِّم قُدَّامك فَترُدِّينَ عَلَيَّ.اهـ
    وقال السيوطي رحمه الله في "الديباج على مسلم" (5 / 418):
    [نعم السلف] أي المتقدم.
    فائدة:
    حديث: "الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون".
    وفي لفظ:"الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون".

    أخرجه أحمد في المسند (1 / 335 و 337) -واللفظ له- والطيالسي في مسنده (2817) وابن سعد في الطبقات (4283) و(9866).
    كلهم من طريق
    عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال:
    لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته هنيئا لك يا بن مظعون بالجنة قال فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم نظرة غضب فقال لها ما يدريك فوالله اني لرسول الله وما أدري ما يفعل بي قال عفان ولا به قالت يا رسول الله فارسك وصاحبك فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال ذلك لعثمان وكان من خيارهم حتى ماتت رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون قال وبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعمر دعهن يبكين وإياكن ونعيق الشيطان ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة ومهما كان من اليد واللسان فمن الشيطان وقعد رسول الله صلى الله عليه و سلم على شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها.
    ضعيف فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
    ويوسف بن مهران فيه لين.

    قال الإمام الذهبي رحمه الله في "الميزان" (3 / 129):
    هذا حديث منكر، فيه شهود فاطمة الدفن . ولا يصح.
    وضعفه الإمام الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (7 / 373) رقم (3361)
    وقال في "الضعيفة" (4 / 206) رقم (1715):
    وهذا سند ضعيف ، علي بن زيد هو ابن جدعان جزم الحافظ في " التقريب " أنه " ضعيف " .اهـ


    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 15-05-2012, 10:41 AM.

  • #2
    بارك الله فيك أبا محمد وللفائدة :
    قال الشيخ أبو حمزة محمد بن عبد العليم في كتابه الماتع "السلفية منهج رباني وليست حزباً سياسياً"
    الفصل الأول
    من هم السلف؟

    قال السمعاني –رحمه الله-: " السَّلَفي: بفتح السين واللام وفى آخرها الفاء هذه نسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم" اهـ.( )
    وقال ابن الأثير–رحمه الله-: " وقيل سلف الإنسان من تقدم بالموت من آبائه وذوي قرابته , ولهذا سمي الصدر الأول من الصحابة والتابعين السلف الصالح" اهـ. ( )
    وفي لسان العرب لابن منظور–رحمه الله-: " السلف والسليف والسلفة: الجماعة المتقدمون" اهـ.( )
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط".( )
    وقال السفَّاريني–رحمه الله- : "المراد بمذهب السلف: ماكان عليه الصحابة الكرام-رضوان الله عليهم- وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شُهد له بالإمامة وعُرف عظم شأنه فى الدين وتلقى الناس كلامهم خلفاً عن سلف دون من رُمي ببدعة أو شُهر بلقب غير مرضي مثل: الخوارج , والروافض , والقدرية , والمرجئة , والجبرية , والجهمية , والمعتزلة , والكرَّامية ونحو هؤلاء" اهـ.( )
    وقال القلشاني –رحمه الله-: "والسلف الصالح وهو الصدر الأول الراسخون في العلم المهتدون بهدي النبي , الحافظون لسنته , اختارهم الله لصحبة نبيه وانتخبهم لإقامة دينه....." اهـ. ( )
    وقال الشيخ حافظ حكمي –رحمه الله-: " وَقَدْ أَخْبَرَنَا الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ  أَنَّ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ, وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ هَؤُلاءِ –يقصد أهل البدع- كَذَلِكَ , بَلْ إِنَّهُمْ (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ), وَذَلِكَ لأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ  وَأَصْحَابُهُ إِلا مِنْ طَرِيقِ سُنَنِهِ الْمَرْوِيَّةِ وَآثَارِهِ الْمُصْطَفَوِيَّةِ الَّتِي هِيَ الشَّرِيعَةُ الْغَرَّاءُ وَالْمَحَجَّةُ الْبَيْضَاءُ"اهـ.( )
    وقال العلامة محمد أمان الجامي –رحمه الله-: " عندما نطلق كلمة السلف إنما نعني بها من الناحية الاصطلاحية أصحاب رسول الله  الذين حضروا عصره فأخذوا منه هذا الدين مباشرة غضاً طرياً في أصوله وفروعه , كما يدخل في هذا الاصطلاح التابعون لهم الذين ورثوا علمهم قبل أن يطول عليه الأمد، والذين شملتهم شهادة الرسول لهم وثناؤه عليهم بأنهم "خير الناس" , حيث يقول: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، كما يشمل الاصطلاح تابعي التابعين"اهـ.( )
    وسُئلت اللجنة الدائمة: ما هي السلفية وما رأيكم فيها ؟
    فأجابت :" السلفية: نسبة إلى السلف , والسلف هم صحابة رسول الله  وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولىالذين شهد لهم رسول الله  بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته}. رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون: جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.
    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء. ( )

    عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
    عبدالله بن قعود عبدالله الغديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن باز
    والسلفيون أيضاً هم الطائفة المنصورة مصداقاً لحديث النبي  :" لاتزال طائفة من أمتى منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة". رواه أحمد والترمذى , وبعضه فى الصحيحين بلفظ :" لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون".
    وهذه الطائفة المنصورة هم أهل السنة والجماعة (السلفيون) كما نص على ذلك الأئمة:
    قال الإمام البخاري –رحمه الله-: "هم أهل العلم"اهـ .
    وقال الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله-: " إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدرى من هم"اهـ.
    وقال القاضي عياض –رحمه الله-: " إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث"اهـ.( )
    والواقع يشهد لذلك فمن استقرأ التاريخ علم أن أهل السنة والجماعة هم الطائفة المنصورة وهم أتباع السلف الصالح , فإن الله جل وعلا , يُجدد بهم هذا الدين للأمة , أمثال: الإمام أحمد بن حنبل والدارمي , وغيرهما من علماء السنة لما انتشرت بدعة الجهمية وإنكار صفات الله جل وعلا , ثم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم لما عمَّت المذاهب الكلامية والآراء الفلسفية والأشعرية , ثم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده بعد انتشار عبادة القبور والأضرحة فى القرن الثاني عشر الهجري , وأهل السنة والجماعة هم السلفيون لاتِّباعهم منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين .
    مما سبق يُعلم أن الانتساب للسلف شرف واجب ينبغي على كل مسلم أن يسير عليه , يعني: أن يكون مقتدياً بالسلف الصالح في كل أمر , وهم النبى وأصحابهوليست هذه النسبة بدعة , كما يقول الجهال من أهل البدع , بل إنَّ تَرْكَهَا بدعة ضلالة .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: " لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه , واعتزى إليه , بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق , فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً" اهـ. ( )
    وقد يظن بعض الناس أن السلفية حزب من الأحزاب الموجودة أو جماعة من الجماعات الحزبية التى لها بيعة وإمام , وهذا خطأ محض , فليس للسلفيين إمام إلا رسول الله  , وإمام وقتهم من حكام المسلمين , وإنما السلفية هي العودة لمنهج النبى  وأصحابه , فليست طائفية ولا حزبية ولا فرقة جديدة في المسلمين , بل إن أهل البدع قد خالفوا منهج الصحابة وأحدثوا الفرق المبتدعة وتفرقوا عن منهج السلف.
    وسئل العلامة الألباني –رحمه الله- عن هذا الموضوع:
    السؤال: "لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟
    فأجاب -رحمه الله-: " إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية: فقد صح عن النبي  أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها : "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك" , ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
    وكل خير في اتِّباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
    ولكن هناك من مُدَّعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: " لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي " وكأنه يقول : " لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك" .
    لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي  كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه : "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" .
    فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أيَّة نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق ..... وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح ، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ , وقد ذكر النبيمن علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله  وما كان عليه أصحابه .
    فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار : {أنا سلفي} " اهـ.( )
    وسئل فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان –حفظه الله- سؤالاً نصه: "فضيلة الشيخ، هل السلفية حزب من الأحزاب ؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟.
    فأجاب: " السلفية هي الفرقة الناجية , هم أهل السنة والجماعة ، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً، وإنما هم جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين، هم أهل السنة والجماعة، قال : {لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم }، وقال : {وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة , قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي}.
    فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ماكان عليه الرسول  وأصحابه , وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول ع متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر  " اهـ.( )
    وقال : " كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة ؟!وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة ، وحق وهدى ؟ قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ), وقال النبي ع: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ...}, فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم"اهـ.( )
    وقال أيضاً –حفظه الله- : " كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة أو في العقيدة شئ من أصول الإيمان فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقة , ويشمله الوعيد , ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته" اهـ.( )

    التحديد الزمني لاستعمال لفظة السلف:
    من ذلك ما رواه البخارى ومسلم واللفظ له عن عائشة وفيه: أن النبى  قال لفاطمة :" إنك أول أهلي لحوقاً بى , ونعم السلف أنا لك".
    قال النووي –رحمه الله-: " والسلف: المتقدم , ومعناه : أنا متقدم قُُدَّامك فتردين عليّّ " اهـ.( )
    وقال أنس بن مالك  : لو أن رجلاً أدرك السلف الأول ثم بُعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئاً , قال: ووضع يده على خده ثم قال: "إلا هذه الصلاة" , ثم قال:" أما والله على ذلك لَمَنْ عاش في هذه النُكر ولم يدرك ذلك السلف الصالح , فرأى مبتدعاً يدعو إلى بدعته , ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه , فعصمه الله من ذلك , وجعل قلبه يحنُّ إلى ذلك السلف الصالح , يسأل عن سبيلهم ويقتص آثارهم ويتبع سبيلهم , ليُعَوض أجراً عظيماً , وكذلك فكونوا إن شاء الله" اهـ.( )
    والسلف الصالح في كلام أنس  هم النبى  ومن مضى من الصحابة قبل أنس , فإنه تأخرت وفاته حتى شاهد الفتن وظهور البدع والأهواء فقال هذا الكلام.
    وقال البخاري –رحمه الله- : " (باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل): وقال ابن سعد: كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر , قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- مفسراً كلمة السلف: " أي من الصحابة ومن بعدهم"اهـ .( )
    وقال أيضاً (5/2068): (باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره)اهـ.
    وقال أيضاً (1/342) : قال الزهري في عظام الموتى – نحو الفيل وغيره – :" أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها، ويدّهنون بها ولا يرون بأساً " اهـ.
    والزهري تابعي جليل يقصد بسلف العلماء (أصحاب رسول الله).
    وأخرج مسلم في مقدمة الصحيح من طريق محمد بن عبد الله قال سمعت علي بن شقيق , سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس:" دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف".
    وقال الأوزاعي –رحمه الله-: "اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم , وقُل بما قالوا وكُفَّ عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم" اهـ.( )
    وقال : " عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس , وإياك وآراء الرجال , وإن زخرفوه لك بالقول" اهـ.( )
    وقال ابن كثير –رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: چ ? ? ? گچ :" فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يُسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك ، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً " اهـ.
    وقال الذهبي –رحمه الله- : " فالذى يحتاج إليه الحافظ أن يكون ذكياً نحوياً لغوياً زكياً حيياً سلفياً ..... إلخ " اهـ.( )
    ثم ذكر رحمه الله تراجم لكثير من أهل العلم السائرين على طريقة السلف الصالح فلتراجع , كالدارقطني والحافظ أبي طاهر السلفي , ويحيى بن إسحاق الشيباني وغيرهم.
    وقال أيضاً: "فإن أحببت يا عبد الله الإنصاف فقف مع نصوص القرآن والسنة , ثم انظر ما قاله الصحابة والتابعون وأئمة التفسير في هذه الآيات وما حكوه من مذاهب السلف , فإما أن تنطق بعلم أو تسكت بحلم...." اهـ.( )
    والسلف مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة ومؤلفاتهم مملوءة بذلك.
    وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-: ". يخطئ من يقول : إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون، وأشعريون، وماتريديون، فهذا خطأ,نقول : كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون! (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ), وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين فنعم , وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة , فمن هو ؟! الأشعرية ؟ أم الماتريدية ؟ أم السلفية ؟ نقول : من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول : السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً، والكلمات تعتبر بمعانيها , لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول: عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع ؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي  وأصحابه فإنه سلفي" اهـ.( )
    وقد كان أهل القرون الثلاثة الأولى على المنهج النبوي (السلفية) ثم ظهر أهل البدع والأهواء , وتفرقت الأمة , وبقيت منها طائفة على الحق ظاهرين هم أتباع السلف الصالح.
    قال ابن القيم –رحمه الله-: " فالناس كانوا طائفتين: سلفية وجهمية فحدثت طائفة السبعية ( ) واشتقت قولاً بين القولين , فلا السلف اتبعوا ولا مع الجهمية بقوا " اهـ.( ).
    وقد جمع العلماء أصول منهج السلف الصالح في مصنفات مستقلة, وذلك بعد ظهور أهل البدع والأهواء , وقد اتخذت هذه المؤلفات طريقين مختلفين:
    الأولى: طريقة الرد: أى عرض شبه الخصوم من أهل البدع , ثم بيان الحق والرد عليهم مدعماً ذلك بالأدلة النقلية من الكتاب والسنة وأقوال السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم , ومن هذه المؤلفات:
    1- "كتاب الإيمان" لأبى عبيد القاسم بن سلام (ت224هـ).
    2- "الرد على الزنادقة والجهمية" للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ).
    3- "خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل" للإمام البخاري (ت 256هـ).
    4- "الرد على بشر المريسي" لعثمان بن سعيد الدارمي (ت 280هـ).
    ثم تتابعت ردود أهل العلم على أهل البدع والأهواء إلى يومنا هذا .
    الطريقة الثانية: منهج العرض: وهو عرض العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة , وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان , ويهدف هذا المنهج إلى العودة بالأمة إلى الاتصال المباشر بنصوص الكتاب والسنة , وكلام السلف الصالح , وعدم عرض كلام أهل البدع والأهواء, ومن هذه المؤلفات:
    1- "السنة" للإمام أحمد.
    2- "السنة" للمروزي محمد بن نصر.
    3- "التوحيد" لابن خزيمة.
    4- "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" لأبى القاسم الطبري اللالكائي.
    5- "الإبانة عن أصول الديانة" لابن بطة.
    6- "الشريعة" للآجري.
    وغيرها من الكتب المصنفة لبيان منهج السلف الصالح.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيراًَ أخانا كريم على الفائدة وبارك في الشيخ محمد بن عبدالعليم آل ماضي.
      :::::::::
      واصطلاحـاً:
      هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير.اهـ المراد من فتاوى اللجنة الدائمة{١٣٦١}.
      قال العلامة العثيمين رحمه الله:
      (هم الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين كأحمد بن حنبل ومالك والشافعي وأبي حنيفة وسفيان الثوري والأوزاعي وغيرهم من أئمة المسلمين).اهـ ["شرح السفارينية" ص٢۹.].
      عن أنس بن مالك قال: ما اعرف منكم ما كنت اعهده على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) غير قولكم لا إله إلا الله قلنا بلى يا أبا حمزة قال قد صليتم حتى تغرب الشمس أفكانت تلك صلاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ).
      وعن انس قال: لو أن رجلا أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الاسلام شيئا قال ووضع يده على خده ثم قال إلا هذه الصلاة ثم قال أما والله على ذلك لمن عاش في النكر ولم يدرك ذلك السلف الصالح فرأى مبتدعا يدعو إلى بدعته ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه فعصمه الله من ذلك وجعل قلبه يحن إلى ذلك السلف الصالح يسأل عن سبلهم ويقتص آثارهم ويتبع سبيلهم ليعوض أجرا عظيما وكذلك فكونوا إن شاء الله. [الاعتصام (1 / 26)].
      وقال الإمام مسلم رحمه الله في المقدمة (1 / 12):
      وَقَالَ محَمَّدٌ سمِعْتُ عَلِىَّ بْنَ شَقِيقٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ: دَعُوا حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَسُبُّ السَّلَفَ.
      قال الإمام البخاري- رحمه الله – في كتاب الأطعمة باب:
      مَا كَانَ السَّلَفُ يَدَّخِرُونَ في بُيُوتِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّحْمِ وَغَيْرِهِ.اهـ
      وقال رحمه الله:
      باب الرُّكُوبِ عَلَى الدَّابَّةِ الصَّعْبَةِ وَالْفُحُولَةِ مِنَ الخَيْلِ.
      وَقَالَ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ:كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الْفُحُولَةَ لأَنَّهَا أَجْرَى وَأَجْسَر.
      قال الحافظ رحمه الله في "فتح الباري" (6 / 66):
      قوله (وقال راشد بن سعد) هو المقرأ بفتح الميم وتضم وسكون القاف وفتح الراء بعدها همزة تابعي وسط شامي مات سنة ثلاث عشرة ومائة وما له في البخاري سوى هذا الأثر الواحد قوله (كان السلف) أي من الصحابة فمن بعدهم.
      فائدة:
      قال السيوطي رحمه الله في "لب اللباب في تحرير الأنساب" (1 / 79):
      المقرائي: بالضم والسكون وفتح الراء وهمزة ثم ياء النسب إلى مقرا قرية بدمشق.اهـ
      وقال الإمام البخاري:
      باب مَا يَقَعُ مِنَ النَّجَاسَاتِ في السَّمْنِ وَالْمَاءِ.

      ثم قال: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ في عِظَامِ الْمَوْتَى نَحْوَ الْفِيلِ وَغَيرِهِ أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ سَلَفِ الْعُلَمَاءِ يمْتَشِطُونَ بِهَا وَيَدَّهِنُونَ فِيهَا لاَ يَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا.
      وعن ميمون بن مهران قال لو أن رجلا أنشر فيكم من السلف ما عرف غير هذه القبلة. ["الاعتصام" (1 / 26)]
      قال الحافظ في "الإصابة " (6 / 232):
      مهران والد ميمون الجزري قال البغوي ذكره البخاري في الصحابة.اهـ
      قلت:
      لكن قال العلامة الالباني "الضعيفة" (12 / 16):

      (...وجملة القول ؛ أن علة هذا الإسناد ابن سوار هذا ، و من فوقه ثقات من رجال " التهذيب " ، غير مهران والد ميمون الجزري ، فأورده في " الإصابة " و ساق له حديثين بهذا الإسناد ، هذا أحدهما - من رواية ابن السكن و قال :
      ( قال ابن السكن : لا يروي عن ميمون شيء إلا من هذا الوجه ) .
      قلت-أي الألباني- : و كأنه يشير إلى عدم ثبوت صحبته ، وقد ذكره البخاري في الصحابة ؛ كما قال البغوي و نقله العسقلاني ، و لم يورده البخاري في " التاريخ الكبير " . و الله أعلم .اهـ
      وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله:
      فاصبر نفسك على السنة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل فيما قالوا ، وكف عما كفوا عنه ، واسلك سبيل سلفك الصالح ، فإنه يسعك ما وسعهم. [الشريعة (305) و"شرح أصول الإعتقاد" (315)].
      وقال رحمه الله:
      عليك بآثار من سلف ، وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال ، وإن زخرفوا لك بالقول.[الشريعة (124)].
      واستعمال العلماء لهذه الكلمة كثير جداً وإنما نشير إليه إشارة ، حتى أن أهل الكلام قديمهم وحديثهم أقروا بهذا الإصطلاح.
      قال الغزالي معرفاً كلمة السلف في "إلجام العوام عن علم الكلام"ص(62):
      أعني مذهب الصحابة والتابعين.
      وقال البيجوري في "شرح جوهرة التوحيد"ص(111):
      والمراد بمن سلف من تقدم من الأنبياء والصحابة والتابعين وبابعيهم.[بصائر ذوي الشرف للعلامة الهلالي حفظه الله ص(19)].
      قال العلامة سليم الهلالي حفظه الله:
      أما من حيث الزمان فهي تستعمل للدلالة على خير القرون وأولاها بالإقتدا والإتباع ، وهي القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية على لسان خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم ، ويدخل القرن الرابع في إحدى الروايتين.
      ولكن التحديد الزمني غير دقيق لحصر مفهوم السلف حيث نرى كثيراً من الفرق الضالة والبدع قد أطلت برؤوسها في تلك الفترة الزمنية ، لذلك فوجود الإنسان في ذلك العصر لا يكفي للحكم عليه بأنه على منهج السلف ما لم يكن موافقاً للصحابة رضي الله عنهم في فهم الكتاب والسنة ، ولذلك يقيد العلماء هذا المصطلح بـــ"السلف الصالح".
      وبهذا يظهر أن مصطلح "السلف" حين يطلق لا يصرف على السبق الزمني فقط ، بل إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان.
      وعلى هذا الإعتبار استقر مصطلح "السلف" فهو يطلق على من حافظ على سلامة العقيدة والمنهج على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الإختلاف والإفتراق.[بصائر ذوي الشرف ص(21)].

      قال شيخ الإسلام-رحمه الله-كما في "مجموع الفتاوى" (٤/١٥٧-١٥۸):
      وَمِنْ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ لِمَنْ تَدَبَّرَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ مِنْ جمِيعِ الطَّوَائِفِ : أَنَّ خَيرَ قُرُونِ هَذِهِ الأُمَّةِ - في الأَعْمَالِ وَالأَقْوَالِ وَالاعْتِقَادِ وَغَيرِهَا مِنْ كُلِّ فَضِيلَةٍ أَنَّ خَيرَهَا - : الْقَرْنُ الأَوَّلُ ثمَّ الَّذِينَ يَلُونهُمْ ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيرِ وَجْهٍ وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْخَلَفِ في كُلِّ فَضِيلَةٍ : مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ وَإِيمَانٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَبَيَانٍ وَعِبَادَةٍ وَأَنَّهُمْ أَوْلى بِالْبَيَانِ لِكُلِّ مُشْكِلٍ . هَذَا لا يَدْفَعُهُ إلا مَنْ كَابَرَ الْمَعْلُومَ بِالضَّرُورَةِ مِنْ دِينِ الإِسْلامِ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ؛ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ . فَإِنَّ الْحَيَّ لا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ أُولَئِكَ أَصْحَابُ محَمَّدٍ : أَبَرُّ هَذِهِ الأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ فَاعْرِفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ وَتَمَسَّكُوا بهَدْيِهِمْ فَإِنهُمْ كَانُوا عَلَى الهُدَى الْمُسْتَقِيمِ " وَقَالَ غَيرُهُ : " عَلَيْكُمْ بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ فَإِنَّهُمْ جَاءُوا بِمَا يَكْفِي وَمَا يَشْفِي وَلمْ يحْدُثْ بَعْدَهُمْ خَيرٌ كَامِنٌ لمْ يَعْلَمُوهُ " . هَذَا وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لا يَأْتي زَمَانٌ إلا وَاَلَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ } فَكَيْفَ يحْدُثُ لَنَا زَمَانٌ فِيهِ الْخَيرُ في أَعْظَمِ الْمَعْلُومَاتِ وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالى ؟ هَذَا لا يَكُونُ أَبَدًا . وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ في رِسَالَتِهِ : " هُمْ فَوْقَنَا في كُلِّ عِلْمٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَفَضْلٍ وَكُلِّ سَبَبٍ يُنَالُ بِهِ عِلْمٌ أَوْ يُدْرَكُ بِهِ هُدًى وَرَأْيُهُمْ لَنَا خَيرٌ مِنْ رَأْيِنَا لأَنْفُسِنَا ").اهـ


      تعليق


      • #4
        أما السلفية:
        فقال السمعاني رحمه الله في "الأنساب" (3 / 273):
        السلفي: بفتح السين واللام، وفي آخرها الفاء.
        هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم.اهـ

        وقال أبو الحسن علي بن أبي الكرم بن الأثير الجزري في "اللباب في تهذيب الأنساب" (2 / 126) بعد أن نقل كلام السمعاني:
        وعرف به جماعة.اهـ
        وقالت اللجنةالدائمة{١٣٦١}:هي نسبة إلى السلف. اهـ
        فائدة:
        قال الإمام العلامة العثيمين رحمه الله:
        وهل يمكن أن تكون السلفية في وقتنا الحاضر؟
        نعم ونقول:هي سلفية عقيدة وإن لم تكن سلفية زمنا , لأن السلف سبقونا زمنا لكن هؤلاء سلفية عقيدة وعملاً في الواقع , عقيدة وعملاً في الواقع).["شرح السفارينية" ص٢۹/].
        واستعمال العلماء لهذا الإصطلاح ومدحهم له سنذكره لاحقاً إن شاء الله في فصل خاص.

        تعليق


        • #5
          فصل في:حكم اتباع مذهب السلف والأدلة على ذلك.
          قال العلامة الفوزان حفظه الله:
          (واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة).اهـ من البيان ١١٦.
          أولاً:الآيات من القرآن الكريم:
          1- قال تعالى:
          ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة : 6]
          قال الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله في تفسيره (1 / 30):

          حدثنا سعدان بن نصر البغدادي ، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، انبا حمزة ابن المغيرة عن عاصم الاحول عن أبي العالية ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ قال هو النبي - ( صلى الله عليه وسلم ) وصاحباه من بعده . قال عاصم : فذكرنا ذلك للحسن فقال : صدق أبو العالية ونصح .[وذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره 1/139].
          وقال الإمام الحافظ ابن القيم- رحمه الله-:
          ولهذا فسر السلف الصراط المستقيم وأهله بأبي بكر وعمر وأصحاب
          رسول الله ورضى الله عنهم وهو كما فسروه فإنه صراطهم الذي كانوا عليه وهو عين صراط نبيهم وهم الذين أنعم الله عليهم وغضب على أعدائهم وحكم لأعدائهم بالضلال وقال أبو العالية رفيع الرياحي والحسن البصري وهما من أجل التابعين الصراط المستقيم رسول الله وصاحباه وقال أبو العالية أيضا في قوله صراط الذين أنعمت عليهم هم آل رسول الله وأبو بكر وعمر وهذا حق فإن آله وأبا بكر وعمر على طريق واحدة ولا خلاف بينهم وموالاة بعضهم بعضا وثناؤهم عليهما ومحاربة من حاربا ومسالمة من سالما معلومة عند الأمة خاصها وعامها وقال زيد بن أسلم الذين أنعم الله عليهم هم رسول الله وأبو بكر وعمر.
          ولا ريب أن المنعم عليهم هم أتباعه والمغضوب عليهم هم الخارجون عن أتباعه وأتبع الأمة له وأطوعهم أصحابه وأهل بيته وأتبع الصحابة له السمع والبصر أبو بكر وعمر وأشد الأمة مخالفة له هم الرافضة فخلافهم له معلوم عند جميع فرق الأمة ولهذا يبغضون السنة وأهلها ويعادونها ويعادون أهلها فهم أعداء سنته وأهل بيته وأتباعه من بنيهم أكمل ميراثا بل هم ورثته حقا
          فقد تبين أن الصراط المستقيم طريق أصحابه وأتباعه وطريق أهل الغضب والضلال طريق الرافضة وبهذه الطريق بعينها يرد على الخوارج فإن معاداتهم الصحابة معروفة).
          اهـ من[مدارج السالكين(1 / 72-74)].
          وقال رحمه الله في "إعلام الموقعين":
          وسلوك الصراط المستقيم واجبة على كل مسلم ، قال تعالى:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام : 153]
          وإنما يكون سلوك هذا الصراط باتباعه السابقين عليه في التحليل والتحريم والإيجاب ، فيتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في هديه وسننه ، ويتبع الصحابة فيما اختلف فيه الناس ، وتشابه عليهم ، لأنهم المبرؤون من الإنحراف القائمون المستقيمون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
          ووجه الدلالة:أن البراءة من سبل المغضوب عليهم والضالين في الإعتقاد ، والعبادة والسياسة والأخلاق والعبادات ، شرط للبراءة من العذاب والغضب والضلال ، وإن هذه البراءة تكون باتباع الصراط السابقين الأدلاء على الطريق وهم من هذه الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يقتضي اتباعهم ، واقتفاء آثارهم ولزوم هديهم.
          اهـ [بصائر ذوي الشرف ص(60)/للعلامة سليم الهلالي حفظه الله].



          التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 21-05-2012, 06:22 PM.

          تعليق


          • #6
            ما شاء الله اللهم بارك
            جزاك الله خيراً يا أبا محمد
            وبارك الله فيك وفي قتك

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيراً أخانا الفاضل كريم وبارك في الشيخ آل ماضي ولو جعلت رسالة الشيخ موضوعاً خاصاً أو ترفعها على هيئة [وورد] لكان أجمل وأنفع.
              2- قال تعالى:﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَينَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء : 115]
              قال شيخ الإسلام-رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى
              [19/193-194]:
              ...أَنَّ كُلا مِنْ الْوَصْفَينِ يَقْتَضِي الْوَعِيدَ لأَنَّهُ مُسْتَلْزِمٌ لِلآخَرِ كَمَا يُقَالُ مِثْلُ ذَلِكَ في مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ وَمخَالَفَةِ الْقُرْآنِ وَالإِسْلامِ فَيُقَالُ : مَنْ خَالَفَ الْقُرْآنَ وَالإِسْلامَ أَوْ مَنْ خَرَجَ عَنْ الْقُرْآنِ وَالإِسْلامِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا } فَإِنَّ الْكُفْرَ بِكُلٍّ مِنْ هَذِهِ الأُصُولِ يَسْتَلْزِمُ الْكُفْرَ بِغَيرِهِ فَمَنْ كَفَرَ بِاَللَّهِ كَفَرَ وَالرُّسُلَ فَكَانَ كَافِرًا . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } ذَمَّهُمْ عَلَى الْوَصْفَينِ وَكُلٌّ مِنْهُمَا مُقْتَضٍ لِلذَّمِّ وَهمَا مُتَلازِمَانِ ؛ وَلهَذَا نهَى عَنْهُمَا جَمِيعًا في قَوْلِهِ : { وَلا تَلْبِسُوا الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } فَإِنَّهُ مَنْ لَبَّسَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ فَغَطَّاهُ بِهِ فَغَلِطَ بِهِ لَزِمَ أَنْ يَكْتُمَ الحَقَّ الَّذِي تَبَينَ أَنَّهُ بَاطِلٌ ؛ إذْ لَوْ بَيَّنَهُ زَالَ الْبَاطِلُ الَّذِي لَبِسَ بِهِ الحَقُّ . فَهَكَذَا مُشَاقَّةُ الرَّسُولِ وَاتِّبَاعُ غَيرِ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ شَاقَّهُ فَقَدْ اتَّبَعَ غَيرَ سَبِيلِهِمْ وَهَذَا ظَاهِرٌ وَمَنْ اتَّبَعَ غَيرَ سَبِيلِهِمْ فَقَدْ شَاقَّهُ أَيْضًا ؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَعَلَ لَهُ مُدْخَلا في الْوَعِيدِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ وَصْفٌ مُؤَثِّرٌ في الذَّمِّ فَمَنْ خَرَجَ عَنْ إجمَاعِهِمْ فَقَدْ اتَّبَعَ غَيرَ سَبِيلِهِمْ قَطْعًا وَالآيَةُ تُوجِبُ ذَمَّ ذَلِكَ).اهـ
              وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند هذه الآية:
              وقوله: { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَينَ لَهُ الهُدَى } أي: ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار في شق والشرع في شق، وذلك عن عَمْد منه بعدما ظهر له الحق وتبين له واتضح له. وقوله: { وَيَتَّبِعْ غَيرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ } هذا ملازم للصفة الأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع، وقد تكون لما أجمعت عليه الأمة المحمدية، فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقًا، فإنه قد ضُمِنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ، تشريفًا لهم وتعظيما لنبيهم صلى الله عليه وسلم.اهـ
              وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية :
              والآية وإن نزلت في سارق الدرع أو غيره فهي عامة في كل من خالف طريق المسلمين.اهـ
              وقال الإمام الألباني-رحمه الله-:

              (سبيل المؤمنين أول من يدخل في هذه العبارة المضاف والمضاف إليه هم السلف الأول).اهـ من "مجلة الأصالة"

              تعليق


              • #8
                اللهم بارك بارك الله في علمك اخانا كريم وبارك الله في علم الشيخ آل ماضي فهذا الموضوع يعتبر من السنن المهجورة ولا يحي هذه التسمية إلا السلفين الذين من أجلها عقدوا الولاء والبراء حقا واله كم سمعنا ونسمع ممن كنا نظنهم على الجادة وإذا أنت انتسبت إلى هذه الكلمة الطيبة قاموا وصاحوا لا لا لا ماهو وقتها يكفي أهل السنة يكفي مسلمين الله المستعان

                تعليق


                • #9
                  3- ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة : 137]
                  قال الإمام ابن القيم- رحمه الله- في
                  "إعلام الموقعين":
                  فالآية جعلت إيمان الصحابة ميزانا للتفريق بين الهداية والشقاق والحق والباطل فإن آمن أهل الكتاب بما آمن به الصحابة فقد اهتدوا هداية مطلقة تامة ، وإن تولوا عن الإيمان بما آمن به الصحابة كمثل إيمانهم فقد سقطوا في شقاق كلي بعيد.
                  وعلى قدر مطابقة إيمانهم إيمان الصحابة يتحقق لهم من الهداية ، وبمقدار بعدهم عن إيمان الصحابة يكون فيهم من الشقاق.
                  ووجه الدلالة أن اتباع الصحابة في الإيمان هو مناط الهداية والعاصم من الشقاق والضلال ، وهو يشمل اتباعهم في اعتقادهم وأقوالهم وأعمالهم ، فكلها داخلة في مسمى الإيمان عند اتباع السلف.
                  وطلب الهداية والإيمان أعظم الفرائض ، واجتناب الشقاق ، والضلال من كليات الواجبات ، فدل ذلك أن اتباع الصحابة من أوجب الواجبات).اهـ
                  وقال الشيخ الفاضل حسن الريمي- حفظه الله- في "إرشاد البرية" ص(
                  ص٢٦):
                  والآية تناولت أيضا متأخري هذه الأمة فإنه يجب عليهم أن يتبعوا ما كان عليه الأوائل من الصحابة في تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يحصل لهم الهداية).اه
                  ـ

                  تعليق


                  • #10
                    4- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة : 119]
                    قال ابن عمر- رضي الله عنه-:
                    (مع محمد وأصحابه).
                    وقال الضحاك-رحمه الله-:
                    ( مع أبي بكر وعمر وأصحابهما).[تفسير ابن كثير۳\١٤٢].
                    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين - (4 / 132):
                    قال غير واحد من السلف هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - ولا ريب انهم أئمة الصادقين وكل صادق بعدهم فيهم يأتم في صدقه بل حقيقة صدقه أتباعه لهم وكونه معهم ومعلوم أن من خالفهم في شئ وإن وافقهم في غيره لم يكن معهم فيما خالفهم فيه وحينئذ فيصدق عليه انه ليس معهم فتنتفى عنه ألمعية المطلقة وإن ثبت له قسط من ألمعية فيما وافقهم فيه فلا يصدق عليه أنه معهم بهذا القسط وهذا كما نفى الله ورسوله الإيمان المطلق عن الزاني والشارب والسارق والمنتهب بحيث لا يستحق اسم المؤمن وإن لم ينتف عنه مطلق الاسم الذي يستحق لاجله أن يقال معه شئ من الإيمان وهذا كما أن اسم الفقيه والعالم عند الإطلاق لا يقال لمن معه مسألة أومسألتان من فقه وعلم وإن قيل معه شئ من العلم ففرق بين ألمعية المطلقة ومطلق ألمعية ومعلوم أن المأمور به الأول لا الثاني فإن الله تعالى لم يرد منا أن نكون معهم في شئ من الأشياء وان نحصل من ألمعية ما يطلق عليه الاسم وهذا غلط عظيم في فهم مراد الرب تعالى من أوامره فإذا أمرنا بالتقوى والبر والصدق والعفة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد ونحو ذلك لم يرد منا أن نأتي من ذلك بأقل ما يطلق عليه الاسم وهو مطلق الماهية المأمور بها بحيث نكون ممتثلين لأمره إذا أتينا بذلك وتمام تقرير هذا الوجه بما تقدم في تقرير الامر بمتابعتهم سواء.اهـ

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ابو سليم عبد الله الحجري مشاهدة المشاركة
                      ما شاء الله اللهم بارك
                      جزاك الله خيراً يا أبا محمد
                      وبارك الله فيك وفي قتك

                      وإياك أخانا الكريم أبا سليم-بارك الله فيك ونفع بك-
                      5- ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لهُمْ جَنَّاتٍ تجْرِي تحْتَهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة : 100]
                      قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره / دار طيبة - (4 / 203):
                      يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، ورضاهم عنه بما أعدَّ لهم من جنات النعيم، والنعيم المقيم ...إلى أن قال: فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: فيا ويل من أبغضهم أو سَبَّهم أو أبغض أو سبَّ بعضهم، ولا سيما سيدُ الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة، رضي الله عنه، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويُبغضونهم ويَسُبُّونهم، عياذًا بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة،فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن، إذ يسبُّون من رضي الله عنهم؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه، ويسبون من سبه الله ورسوله، ويوالون من يوالي الله، ويعادون من يعادي الله، وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدون ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون.اهـ
                      وقال الإمام ابن القيم- رحمه الله- في "إعلام الموقعين" (4 / 123-124):
                      فوجه الدلالة ان الله أثنى على من اتبعهم فإذا قالوا قولا إعلام فاتبعهم متبع عليه قبل ان يعرف صحته فهو متبع لهم فيجب ان يكون محمودا على ذلك وان يستحق الرضوان ولو كان اتباعهم تقليدا محضا كتقليد بعض المفتين لم يستحق من اتبعهم الرضوان إلا ان يكون عاميا فأما العلماء المجتهدون فلا يجوز لهم اتباعهم حينئذ.اهـ
                      وقال رحمه الله في ["حادي الأرواح" ص٩۳]:
                      (فأخبر تعالى أنه أعدها-أي الجنة-للمهاجرين والأنصار وأتباعهم بإحسان فلا مطمع لمن خرج عن طريقتهم فيها).اهـ
                      وقال الإمام الألباني-رحمه الله- بعد أن ذكر الآية:
                      ( إن هذه الآية الكريمة هي الأساس الذي ينبغي لكل مسلم أن ينطلق منها لمعرفة الدعوة التى اصطلح بعض العلماء قديما وحديثا على تسميتها بالدعوة السلفية).اهـ من شريط السلفية الوجه الأول.
                      وقال الإمام الشوكاني-رحمه الله- في "
                      فتح القدير"(٢\۳۹٨):
                      (الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وهم المتأخرون عنهم من الصحابة فمن بعدهم إلى يوم القيامة).اهـ
                      وقال الإمام السعدي-رحمه الله- في تفسيره عند هذه الآية:
                      ("اتبعوهم بإحسان"بالإعتقادات والأعمال فهؤلاء هم الذين سلموا من الذم وحصل لهم نهاية المدح وأفضل الكرامات من الله).اهـ
                      وقال العلامة سليم الهلالي حفظه الله
                      في ["بصائر ذوي الشرف" ص(43)]:
                      دلت الآية على حجية منهج الصحابة رضي الله عنهم لأنه دليل فاستحق متبعهم الرضوان فلا يمدح إلا من اتبع الدليل ، ولذلك وجب اتباعهم على العالم والعامي سواء ، لأن فرض العالم اتباع الدليل كما قال تعالى:﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾ [الأعراف : 3] ولو لم يكن كذلك لاستحق العقوبة ولم يستحق الرضوان ، فتدبر.اهـ

                      تعليق


                      • #12
                        6- ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر : 10]
                        قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
                        هؤلاء هم القسم الثالث ممن يستحق فقراؤهم من مال الفيء، وهم المهاجرون ثم الأنصار، ثم التابعون بإحسان، كما قال في آية براءة: { وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ } [التوبة : 100] فالتابعون لهم بإحسان هم: المتبعون لآثارهم الحسنة وأوصافهم الجميلة، الداعون لهم في السر والعلانية؛ ولهذا قال في هذه الآية الكريم: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ } أي: قائلين: { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلا } أي: بغضًا وحسدًا { لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } وما أحسن ما استنبط الإمام مالك من هذه الآية الكريمة: أن الرافضي الذي يسبّ الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .
                        وقال ابن أبي حاتم: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: أمروا أن يستغفروا لهم، فسبوهم! ثم قرأت هذه الآية: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ } الآية...اهـ
                        قلت:
                        في سند ابن أبي حاتم إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف وأبوه صدوق لين الحفظ كما في "التقريب" وهو من صغار التابعين وفي الغالب تكون الواسطة بينه وبين عائشة مجاهد وصفية بنت شيبة ، ولكن يشهد له ما يأتي:
                        فقد رواه الإمام مسلم فقال حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ يحْيى أَخْبرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَتْ لي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتي أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لأَصْحَابِ النَّبىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَبُّوهُمْ.
                        وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بهذا الإسناد مثله.اهـ

                        قال القاضي عياض رحمه الله في "إكمال المعلم" (8 / 296):
                        قالته - والله اْعلم - عندما سمعت أهل مصر يقولون فى عثمان ما قالوا ، وأهل الشام وبنى أمية يقولون فى على ما قالوا ، وقالت الحرورية فى الجميع ما قالوِا - والله أعلم .اهـ
                        وأخرجه ابن أبي عاصم فقال: حدثنا أبو بكر ثنا وكيع عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت امروا بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبوهم.اهـ
                        قال العلامة الألباني رحمه الله في "ظلال الجنة" (2 / 208) برقم (1003): إسناده صحيح على شرط الشيخين.
                        وأخرجه أيضاً الحاكم في "المستدرك" وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه.
                        وقال الذهبي في "التلخيص":على شرط البخاري ومسلم.

                        وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(33085) ، وإسحاق بن راهويه في "المسند".
                        وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
                        فيه أربع مسائل: الأولى: قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) يعني التابعين ومن دخل في الإسلام إلى يوم القيامة. قال ابن أبي ليلى: الناس ثلاثة منازل: المهاجرون، والذين تبوءوا الدار والايمان، والذين جاءوا من بعدهم. فاجهد ألا تخرج من هذه المنازل. وقال بعضهم: كن شمساً، فإن لم تستطع فكن قمراً، فإن لم تستطع فكن كوكباً مضيئاً، فإن لم تستطع فكن كوكباً صغيراً، ومن جهة النور لا تنقطع. ومعنى هذا: كن مهاجرياً. فإن قلت: لا أجد، فكن أنصارياً. فإن لم تجد فاعمل كأعمالهم، فإن لم تستطع فأحبهم واستغفر لهم كما أمرك الله. وروى مصعب بن سعد قال: الناس على ثلاثة منازل، فمضت منزلتان وبقيت منزلة، فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. وعن جعفر بن محمد ابن علي عن أبيه عن جده علي بن الحسين رضي الله عنه، أنه جاءه رجل فقال له: يا ابن بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما تقول في عثمان؟ فقال له: يا أخى أنت من قوم قال الله فيهم: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الآية. قال لا! قال: فوالله لئن لم تكن من أهل الآية فأنت من قوم قال الله فيهم: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالإِيمانَ الآية. قال لا قال: فوالله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام وهي قوله تعالى: وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ الآية. وقد قيل: إن محمد ابن علي بن الحسين، رضي الله عنهم، روى عن أبيه: أن نفرا من أهل العراق جاءوا إليه، فسبوا أبا بكر وعمر- رضي الله عنهما- ثم عثمان- رضي الله عنه- فأكثروا، فقال لهم: أمن المهاجرين الأولين أنتم؟ قالوا لا. فقال: أفمن الذين تبوءوا الدار والايمان قبلهم؟ فقالوا لا. فقال: قد تبرأتم من هذين الفريقين! أنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ قوموا، فعل الله بكم وفعل!! ذكره النحاس.
                        الثانية: هذه الآية دليل على
                        وجوب محبة الصحابة، لأنه جعل لمن بعدهم حظا في الفيء ما أقاموا على محبتهم وموالاتهم والاستغفار لهم، وأن من سبهم أو واحدا منهم أو اعتقد فيه شرا إنه لا حق له في الفيء، روي ذلك عن مالك وغيره. قال مالك: من كان يبغض أحدا من أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له حق في في المسلمين، ثم قرأ وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ الآية...إلى أن قال: وقال العوام بن حوشب: أدركت صدر هذه الامة يقولون: اذكروا محاسن أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى تألف عليهم القلوب، ولا تذكروا ما شجر بينهم فتجسروا الناس عليهم.
                        وقال الشعبي: تفاضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلة، سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب موسى. وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب عيسى. وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب محمد، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم، فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية، ولا تثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم وإدحاض حجتهم. أعاذنا الله وإياكم من الاهواء المضلة. ﴿وَلا تجْعَلْ في قُلُوبِنا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا
                        أي حقدا وحسدا (رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ).اهـ
                        وقال الإمام البغوي في "معالم التنزيل" (8 / 79) عند هذه الآية:
                        قوله عز وجل: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ } يعني التابعين وهم الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار إلى يوم القيامة ثم ذكر أنهم يدعون لأنفسهم ولمن سبقهم بالإيمان والمغفرة.اهـ
                        وقال الإمام الشوكاني في "فتح القدير" (7 / 190-191) عند هذه الآية:
                        ثم لما فرغ سبحانه من الثناء على المهاجرين والأنصار ، ذكر ما ينبغي أن يقوله من جاء بعدهم ، فقال : { والذين جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ } وهم التابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة ، وقيل : هم الذين هاجروا بعد ما قوي الإسلام ، والظاهر شمول الآية لمن جاء بعد السابقين من الصحابة المتأخر إسلامهم في عصر النبوّة ، ومن تبعهم من المسلمين بعد عصر النبوّة إلى يوم القيامة؛ لأنه يصدق على الكلّ أنهم جاءوا بعد المهاجرين الأوّلين والأنصار ، والموصول مبتدأ ، وخبره { يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا ولإخواننا الذين سَبَقُونَا بالإيمان } ويجوز أن يكون الموصول معطوفاً على قوله : { والذين تَبَوَّءوا الدار والإيمان } ، فيكون { يقولون } في محل نصب على الحال ، أو مستأنف لا محل له ، والمراد بالأخوّة هنا : أخوة الدّين ، أمرهم الله أن يستغفروا لأنفسهم ، ولمن تقدّمهم من المهاجرين والأنصار { وَلاَ تجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلاًّ لّلَّذِينَ ءامَنُواْ } أي : غشاً وبغضاً وحسداً .
                        أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار أن يطلبوا من الله سبحانه أن ينزع من قلوبهم الغلّ للذين آمنوا على الإطلاق ، فيدخل في ذلك الصحابة دخولاً أوّلياً لكونهم أشرف المؤمنين ، ولكون السياق فيهم ، فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ، ويطلب رضوان الله لهم ، فقد خالف ما أمره الله به في هذه الآية ، فإن وجد في قلبه غلاً لهم ، فقد أصابه نزغ من الشيطان ، وحلّ به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه ، وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وانفتح له باب من الخذلان يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجأ إلى الله سبحانه ، والاستغاثة به ، بأن ينزع عن قلبه ما طرقه من الغلّ لخير القرون ، وأشرف هذه الأمة ، فإن جاوز ما يجده من الغلّ إلى شتم أحد منهم ، فقد انقاد للشيطان بزمام ، ووقع في غضب الله وسخطه ،
                        وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة ، أو صاحب من أعداء خير الأمة الذين تلاعب بهم الشيطان ، وزين لهم الأكاذيب المختلفة ، والأقاصيص المفتراة ، والخرافات الموضوعة ، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، وعن سنة رسول الله ، المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور ، فاشتروا الضلالة بالهدى ، واستبدلوا الخسران العظيم بالربح الوافر ، ومازال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة إلى منزلة ، ومن رتبة إلى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله ، وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين ، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين ، وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ، ورموا الدين وأهله بكلّ حجر ومدر ، والله من ورائهم محيط . { رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ } أي : كثير الرأفة والرحمة بليغهما لمن يستحق ذلك من عبادك.اهـ
                        وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في "زاد المسير" (6 / 9) عند هذه الآية:
                        قوله تعالى : { والذين جاؤوا من بعدهم } يعني التابعين إلى يوم القيامة . قال الزجاج : والمعنى : ما أفاء الله على رسوله فلله وللرسول ولهؤلاء المسلمين ، وللذين يجيئون من بعدهم إلى يوم القيامة ما أقاموا على محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودليل هذا قوله تعالى : { والذين جاؤوا من بعدهم } أي : الذين جاؤوا في حال قولهم : { ربنا اغفر لنا ولإخواننا } فمن ترحَّم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن في قلبه غِلٌّ لهم ، فله حَظٌّ من فيىء المسلمين ، ومن شتمهم ولم يترحَّم عليهم ، وكان في قلبه غِلٌّ لهم ، فما جعل الله له حقاً في شيء من فيىء المسلمين بنص الكتاب . وكذلك روي عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه قال : من تنقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو كان في قلبه عليهم غِلٌّ ، فليس له حق في فيىء المسلمين ، ثم تلا هذه الآيات .اهـ
                        وقال الإمام السعدي-رحمه الله- في تفسير هذه الآية:
                        (فوصف الله من بعد الصحابة بالإيمان لأن قولهم "سبقونا بالإيمان" دليل على المشاركة فيه , وإنهم تابعون للصحابة في عقائد الإيمان وأصوله وهم أهل السنة والجماعة الذين لا يصدق هذا الوصف التام إلا عليهم).اهـ
                        وقال الشيخ حسن بن قاسم الريمي حفظه الله معلقاً على قول العلامة السعدي رحمه الله:

                        تأمل أخي القارئ قوله (وهم أهل السنة والجماعة) يتبين لك جلياً أن الله تعالى قد أثنى عليهم فوجب اتباعهم.اهـ[إرشاد البرية ص26].
                        نسأل الله أن ينتقم من الرافضة الحوثيين ويرينا فيهم عجائب قدرته ويردهم خائبين خاسرين مهزومين وينصر إخواننا المجاهدين في الجبهات ويخذل من خذل عن نصرتهم إنه على كل شيئ قدير وبالإجابة جدير.

                        تعليق


                        • #13
                          7- ﴿ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [يس : 21]
                          قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
                          { اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا } أي: على إبلاغ الرسالة، { وَهُمْ مُهْتَدُونَ } فيما يدعونكم إليه، من عبادة الله وحده لا شريك له.اهـ
                          وقال الإمام السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
                          { اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا } أي: اتبعوا من نصحكم نصحا يعود إليكم بالخير، وليس يريد منكم أموالكم ولا أجرا على نصحه لكم وإرشاده إياكم، فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه.
                          بقي أن يقال: فلعله يدعو ولا يأخذ أجرة، ولكنه ليس على الحق، فدفع هذا الاحتراز بقوله: { وَهُمْ مُهْتَدُونَ } لأنهم لا يدعون إلا لما يشهد العقل الصحيح بحسنه، ولا ينهون إلا بما يشهد العقل الصحيح بقبحه.اهـ

                          وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في "علام الموقعين" (4 / 130):
                          هذا قصه الله سبحانه وتعالى عن صاحب ياسين على سبيل الرضاء بهذه المقالة والثناء على قائلها والإقرار له عليها وكل واحد من الصحابة لم يسألنا أجرا وهم مهتدون بدليل قوله تعالى خطابا لهم
                          ﴿وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ولعل من الله واجب وقوله تعالى ﴿ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم﴿والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم وقوله تعالى ﴿والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم وقوله تعالى ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وكل منهم قاتل في سبيل الله وجاهد إما بيده أوبلسانه فيكون الله قد هداهم وكل من هداه فهو مهتد فيجب إتباعه الآية.اهـ

                          تعليق


                          • #14
                            8- ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِليَّ﴾ [لقمان : 15]
                            قال الإمام البغوي رحمه الله في "معالم التنزيل"(6 / 288):
                            { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِليَّ } أي: دين من أقبل إلى طاعتي، وهو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
                            قال عطاء عن ابن عباس: يريد أبا بكر، وذلك أنه حين أسلم أتاه عثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، فقالوا له: قد صدّقت هذا الرجل وآمنت به؟ قال: نعم، هو صادق، فآمنوا به، ثم حملهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسلموا، فهؤلاء لهم سابقة الإسلام. أسلموا بإرشاد أبي بكر. قال الله تعالى: { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِليَّ } يعني أبا بكر.اهـ

                            وقال الإمام ابن جرير رحمه الله في "جامع البيان" (20 / 139)عند الآية:
                            وقوله:(وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أنابَ إليَّ) يقول: واسلك طريق من تاب من شركه، ورجع إلى الإسلام، واتبع محمدا صلى الله عليه وسلم.اهـ
                            وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في "زاد المسير" (5 / 106) عند الآية:
                            وفي المراد بمَنْ أناب ثلاثة أقوال:
                            أحدها : أنه أبو بكر الصِّدِّيق ، قيل لسعد : اتَّبِع سبيله في الإِيمان ، هذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء . وقال ابن إِسحاق : أسلم على يَدي أبي بكر [ الصِّدِّيق ] : عثمانُ بن عفان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف .
                            والثاني : أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن السائب .
                            والثالث : مَنْ سلك طريق محمد وأصحابه ، ذكره الثعلبي .اهـ
                            وقال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
                            { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِليَّ } وهم المؤمنون باللّه، وملائكته وكتبه، ورسله، المستسلمون لربهم، المنيبون إليه.
                            واتباع سبيلهم، أن يسلك مسلكهم في الإنابة إلى اللّه، التي هي انجذاب دواعي القلب وإراداته إلى اللّه، ثم يتبعها سعي البدن، فيما يرضي اللّه، ويقرب منه.اهـ

                            وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 130):
                            وكل من الصحابة منيب إلى الله فيجب إتباع سبيله وأقواله واعتقاداته من أكبر سبيله والدليل على انهم منيبون إلى الله تعالى أن الله تعالى قد هداهم وقد قال:
                            ﴿ويهدي إليه من ينيب﴾.اهـ

                            تعليق


                            • #15
                              9- ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف : 108]
                              قال الإمام البغوي رحمه الله في "معالم التنزيل" (4 / 284-285) عند هذه الآية:
                              ﴿قُلْ يا محمد، ﴿هَذِه الدعوة التي أدعُو إليها والطريقة التي أنا عليها، ﴿سَبِيلِي سُنَّتي ومنهاجي. وقال مقاتل: ديني، نظيره قوله:﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ (النحل -125) أي: إلى دينه. ﴿أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَة على يقين. والبصيرة: هي المعرفة التي تُمِّيزُ بها بين الحق والباطل، ﴿أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي أي: ومَنْ آمن بي وصدَّقني أيضا يدعو إلى الله. هذا قول الكلبي وابن زيد، قالوا: حقٌّ على مَنْ اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه، ويذكّر بالقرآن.
                              وقيل: تَمَّ الكلام عند قوله:
                              ﴿أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ثم استأنف:﴿عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي يقول: إني على بصيرة من ربي، وكل من اتبعني.
                              قال ابن عباس: يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة وأقصد هداية، معدن العلم، وكنز الإيمان وجند الرحمن.
                              قال عبد الله بن مسعود: من كان مُسْتَنًّا فليستنّ بمن قد مات [فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة] أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة، وأبرَّها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلّفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، [فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم] ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.اهـ
                              وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره/ دار طيبة (4 / 422) عند هذه الآية:
                              يقول [الله] تعالى لعبد ورسوله إلى الثقلين: الإنس والجن، آمرًا له أن يخبر الناس: أن هذه سبيله، أي طريقه ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بَصِيرة من ذلك، ويقين وبرهان، هو وكلّ من اتبعه، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي.اهـ
                              وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 130-131):
                              فأخبر تعالى أن من اتبع الرسول يدعو إلى الله ومن دعا إلى الله على بصيرة وجب إتباعه لقوله تعالى فيما حكاه عن الجن ورضيه ﴿ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به ولأن من دعا إلى الله على بصيرة فقد دعا إلى الحق عالما به والدعاء إلى أحكام الله دعاء إلى الله لأنه دعاء إلى طاعته فيما أمر ونهى وإذا فالصحابة رضوان الله عليهم قد اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيجب إتباعهم إذا دعوا إلى الله.اهـ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X