• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإقناع بوجوب الإنتساب للسلفية بالنص والإجماع --- متجدد ---

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    10- وقال تعالى:﴿كُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران : 110]
    قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 131-132):
    شهد لهم الله تعالى بأنهم يأمرون بكل معروف وينهون عن كل منكر فلو كانت الحادثة في زمانهم لم يفت فيها إلا من أخطأ منهم لم يكن أحد منهم قد أمر فيها بمعروف ولا نهى فيها عن منكر إذ الصواب معروف بلا شك والخطأ منكر من بعض الوجوه ولولا ذلك لما صح التمسك بهذه الآية على كون الإجماع حجة وإذا كان هذا باطلا علم أن خطأ من يعلم منهم في العلم إذا لم يخالفه غيره ممتنع وذلك يقتضى أن قوله حجة.اهـ
    وقال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره (2 / 89):
    ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قال عكرمة ومقاتل: نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حُذيفة رضي الله عنهم، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهودا اليهوديين قالا لهم: نحن أفضل منكم ودينُنَا خير مما تدعونَنا إليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
    وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة،
    وقال جويبر عن الضحاك:
    هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة الرواة والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم.
    وروي عن عمر بن الخطاب قال: كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا.
    أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، أنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة عن أبي حمزة: سمعت زهدم بن مضرب بن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثا وقال: إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتُمنون ويشهدون ولا يُستشهدون وينذرون ولا يُوفون ويظهر فيهم السِّمَن " .

    وبهذا الإسناد عن علي بن الجعد أخبرنا شعبة وأبو معاوية عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه".اهـ

    تعليق


    • #17
      11- وقال تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة : 143]
      قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 133):
      ووجه الاستدلال بالآية انه تعالى اخبر انه جعلهم أمة خياراً عدولاً هذا حقيقة الوسط فهم خير الأمم وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونياتهم وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم فهم شهداؤه ولهذا نوه بهم ورفع ذكرهم و أثنى عليهم لأنه تعالى لما اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملائكة وغيرهم بحال هؤلاء الشهداء وأمر ملائكته أن تصلى عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم والشاهد المقبول عند الله هو الذي يشهد بعلم وصدق فيخبر بالحق مستنداً إلى علمه به كما قال تعالى:﴿ إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ فقد يخبر الإنسان بالحق اتفاقاً من غير علمه به وقد يعلمه ولا يخبر به فالشاهد المقبول عند الله هو الذي يخبر به عن علم فلو كان علمهم أن يفتى أحدهم بفتوى وتكون خطأ مخالفه لحكم الله ورسوله ولا يفتى غيره بالحق الذي هو حكم الله ورسوله إما مع اشتهار فتوى الأول أو بدون اشتهارها كانت هذه الأمة العدل الخيار قد أطبقت على خلاف الحق بل انقسموا قسمين قسماً أفتى بالباطل وقسماً سكت عن الحق وهذا من المستحيل فإن الحق لا يعدوهم ويخرج عنهم إلى من بعدهم قطعا ونحن نقول لمن خالف أقوالهم لو كان خيراً ما سبقونا إليه.اهـ
      قال العلامة سليم الهلالي حفظه الله موضحاً مراد الحافظ ابن القيم رحمه الله:
      مراده أنه لو كان خيراً ما سبقنا مخالفوهم إليه ، لأنه لو كان خيراً لسبقنا السلف الصالح إليه فإنهم أعمق علماً وأرسخ فهماً ، وأعلى كعباً في فهم مراد الله ورسوله ، نطق بهم الكتاب وبه نطقوا ، وقامت بهم السنة وبها قاموا ، وزكت نفوسهم من حب نفوسهم فكانوا أبر هذه الأمة قلوباً ، وأرقها أفئدة ، فهم على صراط مستقيم لا يضل متبعهم ولا يشقى جليسهم.اهـ [بصائر ذوي الشرف /ص(48)/ الهامش].

      تعليق


      • #18
        12- وقال تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا في اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [الحج : 78]
        قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 133-134):
        فأخبر تعالى أنه اجتباهم والاجتباء كالاصطفاء وهو افتعال من اجتبى الشيء يجتبيه إذا ضمه إليه وحازه إلى نفسه فهم المجتبون الذين اجتباهم الله إليه وجعلهم أهله وخاصته وصفوته من خلقه بعد النبيين والمرسلين ولهذا أمرهم تعالى أن يجاهدوا فيه حق جهاده فيبذلوا له أنفسهم ويفردوه بالمحبة والعبودية ويختاروه وحده إلها محبوباً على كل ما سواه كما اختارهم على من سواهم فيتخذونه وحده إليهم ومعبودهم الذي يتقربون إليه بألسنتهم وجوارحهم وقلوبهم ومحبتهم وإرادتهم فيؤثرونه في كل حال على من سواه كما اتخذهم عبيده وأولياءه وأحباءه وآثرهم بذلك على من سواهم ثم أخبرهم تعالى انه يسر عليهم دينه غاية التيسير ولم يجعل عليهم فيه من حرج البتة لكمال محبته لهم ورأفته ورحمته وحنانه بهم ثم أمرهم بلزوم مله إمام الحنفاء أبيهم إبراهيم وهي إفراده تعالى وحده بالعبودية والتعظيم والحب والخوف والرجاء والتوكل والإنابة والتفويض والاستسلام ، فيكون تعلق ذلك من قلوبهم به وحده لا بغيره ثم أخبر تعالى أنه نوه بهم وأثنى عليهم قبل وجودهم وسماهم عباده المسلمين قبل أن يظهرهم ثم نوه بهم وسماهم كذلك بعد أن أوجدهم اعتناء بهم ورفعة لشأنهم واعلاء لقدرهم ثم أخبر تعالى أنه فعل ذلك ليشهد عليهم رسوله ويشهدوا هم على الناس فيكونون مشهوداً لهم بشهادة الرسول شاهدين على الأمم بقيام حجة الله عليهم فكان هذا التنويه وإشارة الذكر لهذين الأمرين الجليلين ولهاتين الحكمتين العظيمتين والمقصود انهم إذا كانوا بهذه المنزلة عنده تعالى فمن المحال أن يحرمهم كلهم الصواب في مسألة فيفتى فيها بعضهم بالخطأ ولا يفتى فيها غيره بالصواب ويظفر فيها بالهدى من بعدهم والله المستعان.اهـ

        تعليق


        • #19
          13- وقال تعالى:﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[آل عمران : 101]
          قال الحافظ ابن القيم رحمه الله إعلام الموقعين - (4 / 134-135):
          ووجه الاستدلال بالآية أنه تعالى اخبر عن المعتصمين به بأنهم قد هدوا إلى الحق فنقول الصحابة رضوان الله عليهم معتصمون بالله فهم مهتدون فإتباعهم واجب أما المقدمة الأولى فتقريرها من وجوه أحدها: قوله تعالى
          ﴿واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ومعلوم كمال تولى الله تعالى ونصره إياهم أتم نصره وهذا يدل على انهم اعتصموا به أتم اعتصام فهم مهديون بشهادة الرب لهم بلا شك واتباع المهدى واجب شرعا وعقلا وفطرة بلا شك.اهـ

          تعليق


          • #20
            14- وقال تعالى:﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ[السجدة : 24]
            قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 135):
            فأخبر تعالى انه جعلهم أئمة يأتم بهم من بعدهم لصبرهم ويقينهم إذ بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين فإن الداعي إلى الله تعالى لا يتم له أمره إلا بيقينه للحق الذي يدعو إليه وبصيرته به وصبره على تنفيذ الدعوة إلى الله باحتمال مشاق الدعوة وكف النفس عما يوهن عزمه ويضعف إرادته فمن كان بهذه المثابة كان من الأئمة الذين يهدون بأمره تعالى
            ومن المعلوم أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحق وأولى بهذا الوصف من أصحاب موسى فهم أكمل يقيناً وأعظم صبراً من جميع الأمم فهم أولى بمنصب هذه الامامه وهذا أمر ثابت بلا شك بشهادة الله لهم وثنائه عليهم وشهادة الرسول لهم بأنهم خير القرون وأنهم خيرة الله وصفوته ومن المحال على من هذا شأنهم أن يخطئوا كلهم الحق ويظفر به المتأخرون ولو كان هذا ممكناً لانقلبت الحقائق وكان المتأخرون أئمة لهم يجب عليهم الرجوع إلى فتاويهم وأقوالهم وهذا كما انه محال حسا وعقلا فهو محال شرعا وبالله التوفيق.اهـ

            تعليق


            • #21
              15- وقال تعالى:﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان : 74]
              قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (4 / 135):
              وإمام بمعنى قدوة وهو يصلح للواحد والجمع كالأمة والأسوة وقد قيل هو جمع آمم كصاحب وصحاب وراجل ورجال وتاجر وتجار وقيل هو مصدر كقتال وضراب أي ذوي إمام والصواب الوجه الأول فكل من كان من المتقين وجب عليه أن يأتم بهم والتقوى واجبة والائتمام بهم واجب ومخالفتهم فيما افتوا به مخالف للائتمام بهم.اهـ

              تعليق


              • #22
                16- ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة : 2]
                قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين":
                فالرسول صلى الله عليه وسلم بعث مربياً ومعلماً للكتاب وللسنة وهذا من أعظم مقاصد الرسالة والنبوة ، والرسول صلى الله عليه وسلم إنما علم جيل الصحابة ، ومن بعدهم تلقى العلم عن طريقهم.
                وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بنصوصه ومعانيه ، وقواعده وضوابطه ، كما علمهم السنة أتم تعليم وأكمله ، ولم يشاركهم أحد في التلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم فلا يماثلهم أحد في كمال علمهم وفهمهم ، لأن من تلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلم على يديه ليس كمثل من تلقى عن غيره ، إذ لا يمكن لأحد أن يماثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيان والتعليم.

                ووجه الدلالة: أن أولى الناس بالإتباع هو أتمهم علماً وأكملهم فهماً والصحابة هم أكمل الناس علماً ، وأتمهم فهماً ، فينبغي اتباعهم وتقديمهم عند الإختلاف وتعارض الفهم والحكم ، قال إبراهيم عليه السلام لأبيه: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا﴾ [مريم : 43].اهـ [بصائر ذوي الشرف ص(59)].

                تعليق


                • #23
                  17- وقال تعالى:﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ[الحجرات : 7]
                  قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين":
                  والرشد ضد الغي والضلال ، ويأتي بمعنى الهداية ، والصحابة هم الراشدون المهتدون ، الذين تمت هدايتهم ورشدهم ، وكمال رشدهم يتضمن تمام الهداية في القول والفعل ، ومعرفة الخطأ والصواب ، والحق والباطل ، وهذا يقتضي أنهم أولى بالهداية إلى الحق من غيرهم.
                  ووجه الدلالة: أن من كان راشداً مهتدياً كان قوله وفتياه أقرب إلى الحق والصواب ممن لم يكن كذلك ، وهذا يقتضي اتباعه ، وتقديم قوله وفهمه لكمال هدايته والصحابة كذلك بنص الآية ، فاقتضت الآية تقديم أقوالهم وفتاويهم والله أعلم.
                  اهـ [بصائر ذوي الشرف ص(59)].
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 23-06-2012, 10:48 PM.

                  تعليق


                  • #24
                    18- وقال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ محْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ [آل عمران : 7]
                    قال الإمام الحافظ ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين":
                    والآية بينت أن القرآن منه آيات محكمة ظاهرة الدلالة ، وهي الأصل الذي يتبع ويهتدي به ، ومنه آيات متشابهة في دلالتها ، تحتاج إلى بيان وتفسير من بينات القرآن والسنة.
                    وأن أصحاب القلوب المريضة الزائغة عن الإستقامة يتبعون الدلالات المتشابهة قبل إحكامها طلباً لتحريفه عن معناه ، وتفسيره وفق أهوائهم ، وهم لا يعلمون جلية بيانه وتفسيره.
                    وأن الراسخين في العلم هم الذين يعرفون تفسيره وبيانه المحكم.
                    وهذا يقتضي: أن الواجب على كل أحد طلب تأويل المتشابه من أهل العلم به من الراسخين في العلم ، وأن تأويله دون الرجوع إليهم إنما هو فتنة واتباع للأهواء.
                    والراسخون هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً واحداً ، ويكفي في ذلك ما سبق من الأدلة والبراهين في مباحث هذه الرسالة ، فاقتضى ذلك أن اتباع الصحابة في تأويل المتشابه فريضة تقتضيها البراءة من الفتن والأهواء ، وأن مخالفتهم فيه من علامات الفتنة واتباع الأهواء والله الموفق.
                    اهـ [بصائر ذوي الشرف ص(61)].
                    إلى هنا انتهت الآيات ويليها الأدلة من السنة إن شاء الله

                    تعليق


                    • #25
                      مزيدًا أبا محمد من هذه الدرر العلمية النافعة
                      بارك الله فيك وفي وقتك

                      تعليق


                      • #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة محمد السِّوَري مشاهدة المشاركة
                        مزيدًا أبا محمد من هذه الدرر العلمية النافعة
                        بارك الله فيك وفي وقتك

                        آمين
                        وأنت بارك الله فيك وفي وقتك وأهلك ومالك ونفع بك

                        أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن

                        تعليق


                        • #27
                          ثانيا:الأحاديث النبوية الثابتة:-
                          1. عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنةوالذي نفس محمد لتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة , واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم؟ قال:الجماعة).

                          أخرجه ابن ماجه (3992) ، وابن أبي عاصم في "السنة"(63) واللألكائي في "شرح أصول أهل السنة والجماعة" (149) وقوام السنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (19-20) كلهم من طريق عمرو بن عثمان حدثنا عباد بن يوسف حدثني صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عنه به.
                          قلت:إسناده حسن ، رجاله ثقات غير عباد بن يوسف فإنه صدوق.قاله العلامة الهلالي في "بصائر ذوي الشرف" (هامش(2) ص92-93).
                          قلت:وصححه الإمام الألباني في "صحيح ابن ماجه" (٢\٢٦٤).
                          وانظر "الروض النضير" 50 ، الصحيحة 203 ، التعليق على التنكيل 53 / 2

                          وثبت الحديث عن أبي هريرة عند أبي داود (4596) والترمذي (2640) وابن ماجه (3991) وأحمد (8377) (2/332) وابن حبان (6731) والحاكم (1/6 ، 28) وغيرهم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه به وإسناده حسن من أجل من محمد بن عمرو لأنه صدوق وباقي رجاله ثقات.
                          وثبت أيضاً من حديث أبي أمامة ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم.
                          وفي الباب عن أنس وعبد الله بن مسعود ، وجابر بن عبد الله ، وسعد بن أبي وقاص ، ووائلة بن الأسقع ، وأبي الدرداء ، وعمرو بن عوف المزني ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم.[بصائر ذوي الشرف ص(91-93)].
                          وراجع تفصيل ذلك:
                          "نصح الأمة في فهم أحاديث تفريق الأمة" للعلامة سليم الهلالي حفظه الله.
                          فائدة:
                          ثبت عند الترمذي (٥\٢٦) من حديث عبد الله بن عمرو زيادة:(ما أنا عليه اليوم وأصحابي). وهذه الزيادة من عبد الرحمن بن أنعم الإفريقي وهو ضعيف من قبل حفظه لكن له شواهد يُحسن بها أنظر "صحيح الترمذي" للإمام الألباني٢\۳۳٤. و"المبادئ المفيدة" ص۳۱. للعلامة المحدث الناصح الأمين يحيى الحجوري و"بصائر ذوي الشرف" ص(74-75) و"درأ الإرتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب" كلاهما للعلامة سليم الهلالي حفظه الله.
                          • قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين":

                          والحديث يبين وقوع الإفتراق في الملة بعده صلى الله عليه وسلم وأنه يكون على ثلاث وسبعين ملة ، وأن الفرق الممتلة بهذه الملل كلها إلى النار ، وأنها تنجوا فرقة واحدة ، رغم انتسابها جميعها إلى الإسلام وهي: من كان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه.
                          وهذا يدلك على أن فيصل التفريق بين الحق والباطل إنما هو اتباع الصحابة فيما كانوا عليه ، لأن كل الفرق المنحرفة تنتسب إلى السنة ، ولا تجرؤ على التبرؤ منها.
                          فاتباع ما عليه الصحابة زمن النبوة ، وما تركهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مناط النجاة والهداية ، وخلافه من سبل الفرق الهالكة ، التي هي تحت الوعيد بمخالفتها منهج الصحابة.
                          ولابد أن يكون الوصف المؤثر في هلاك تلك الفرق والذي تعلق به وقوعهم تحت الوعيد هو مخالفة هدى الصحابة ، ما دام أن الوصف الوحيد المؤثر في النجاة – كما في الحديث – موافقة منهاج النبوة ، وسبيل المؤمنين الذي كان عليه الصحابة.
                          وهذا يقتضي أن اتباع الصحابة وما كانوا عليه مما تلقوه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واجب يهلك بتركه الهالكون ، ويسعد بأخذه الفائزون وهو اتباع أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم في التدين كله.
                          اهـ[ بصائر ذوي الشرف ص(75-76)].

                          تعليق


                          • #28
                            • وقال رحمه الله في المصدر السابق:

                            وفي نصوص القرآن والسنة نصوص كثيرة في الحض على الجماعة والأمر بها.
                            وهذا اللفظ النبوي يفيد أن الجماعة هم أصحابه رضي الله عنهم لأنه لم تكن آنذاك جماعة غير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                            ومعنى لزوم الجماعة: لزوم أقوالهم في التحليل والتحريم وعدم الخروج عليها.

                            قال الإمام الشافعي رحمه الله:(إذا كانت جماعتهم متفرقة في البلدان فل يقدر أحد أن يلزم جماعة أبدان قوم متفرقين ، وقد وجدت الأبدان تكون مجتمعة من المسلمين والكافرين ، والأتقياء والفجار ، فلم يكن في لزوم الأبدان معنى ، لأنه لا يمكن ، ولأن اجتماع الأبدان لا يصنع شيئاً ، فلم يكن للزوم جماعتهم معنى إلا ما عليهم جماعتهم من التحليل والتحريم والطاعة فيهما ، ومن قال بما تقول به جماعة المسلمين فقد لزم جماعتهم ، ومن خالف ما تقول به جماعة المسلمين فقد خالف جماعتهم التي أمر بلزومها ، وإنما تكون الغفلة في الفرقة ، فأما الجماعة فلا يمكن فيها غفلة عن معنى كتاب ولا سنة ولا قياس إن شاء الله).
                            فلزوم الجماعة هنا هو لزوم أقوال الصحابة في التحليل والتحريم ، لأن هذا هو معنى لزوم الجماعة ، كما بيّنه الإمام الشافعي.
                            والجماعة هم جماعة الصحابة كما أفاد حديث الإفتراق ، فاقتضى وجوب لزوم أقوالهم في التحليل والتحريم والإيجاب ، واتباعهم فيها ، لأن الغفلة في الفرقة فأما الجماعة فلا يمكن فيها عفلة عن معنى كتاب ولا سنة ولا قياس إن شاء الله ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله والله المستعان.
                            اهـ [بصائر ذوي الشرف (76-77)].

                            • وقال الإمام العيني رحمه الله في "عمدة القاري"(35 / 147):

                            ... قال آخرون الجماعة التي أمر الشارع بلزومها هي جماعة العلماء لأن الله عز وجل جعلهم حجة على خلقه وإليهم تفزع العامة في دينها وهم تبع لها وهم المعنيون بقوله إن الله لن يجمع أمتي على ضلالة وقال آخرون هم جماعة الصحابة الذين قاموا بالدين...اهـ
                            • وقال الإمام الألباني-رحمه الله-:
                              (ولذلك فلا سبيل إلى أن يكون المسلم من الفرقة الناجية إلا بأن يتبع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح).اهـ من شريط "السلفية".

                            • وقال -رحمه الله-:
                              (هذا الأمر الثالث-أي فهم السلف- يجب أن يكون ثابتا في أذهان المسلمين كلهم إذا كانوا صادقين في أن يكونوا من الناجين يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون). اهـ من شريط "السلفية".

                            • وقال العلامة العباد حفظه الله في "شرح سنن أبي داود" (1 / 18):

                            فاثنتان وسبعون فرقة من المسلمين هم أهل بدع وضلال ولكنهم ما وصلوا إلى حد الكفر، فهؤلاء يعتبرون مسلمين، ولكنهم أهل بدع، والذي على السنة هو من كان مثل ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.اهـ

                            تعليق


                            • #29
                              فائدة مكملة:
                              سئل العلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله:
                              السؤال: ما رأيكم في مقولة من يقول: السلفيون في هذا الزمان أهل سنة وليسوا أهل جماعة؛ لأنهم من أشد الناس تفرقاً؟
                              الجواب: هذا كلام متناقض؛ لأن أهل السنة هم الجماعة، والسنة والجماعة متلازمتان، وكتب العقائد فيها عقيدة أهل السنة والجماعة، مثل العقيدة الطحاوية، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل: من يا رسول الله؟ قال: الجماعة) وفي لفظ: (من كان على ما أنا عليه وأصحابي). فقوله: (من كان على ما أنا عليه وأصحابي) يدل على اتباع السنة، واتباع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ووصفهم بأنهم جماعة ثم كونه يقول: إنهم أهل سنة وإنهم ليسوا جماعة هذا كلام غير صحيح؛ لأن أهل السنة هم الجماعة، والجماعة وأهل السنة والطائفة المنصورة والفرقة الناجية؛ كل هذه الصفات لفرقة واحدة، وهم من هم على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكونه يصير هناك شيء من الاختلاف والتنافر لأمور دنيوية أو لأمور أخرى هذا لا يؤثر على الاتفاق في العقيدة وعلى ما كان عليه سلف الأمة، فإذا وجد شيء من ذلك لا يقال: إن هذا يقتضي أن يفرق بين السنة والجماعة، وأن السنة شيء والجماعة شيء، بل أهل السنة هم الجماعة، والجماعة هم أهل السنة، وعقائد أهل السنة فيها ذكر السنة والجماعة معاً فلا يقال: إن هذا شيء وهذا شيء آخر.اهـ["شرح سنن أبي داود" (13 / 282)].

                              تعليق


                              • #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد سعيد بن حسن السعدي مشاهدة المشاركة
                                فائدة:
                                ثبت عند الترمذي (٥\٢٦) من حديث عبد الله بن عمرو زيادة:(ما أنا عليه اليوم وأصحابي). وهذه الزيادة من عبد الرحمن بن أنعم الإفريقي وهو ضعيف من قبل حفظه لكن له شواهد يُحسن بها أنظر "صحيح الترمذي" للإمام الألباني٢\۳۳٤. و"المبادئ المفيدة" ص۳۱. للعلامة المحدث الناصح الأمين يحيى الحجوري و"بصائر ذوي الشرف" ص(74-75) و"درأ الإرتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب" كلاهما للعلامة سليم الهلالي حفظه الله.


                                وللمزيد أنظر "المنة الإلهية في شرح العقيدة السفارينية" ص(74-76)ط/ دار الكتاب والسنة.
                                للعلامة المحدث يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه
                                .
                                التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 30-06-2012, 09:07 PM.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X