• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ إعلام الفضلاء بتحريم الدراسة عند أهل البدع والاهواء ] :: موضوع متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ إعلام الفضلاء بتحريم الدراسة عند أهل البدع والاهواء ] :: موضوع متجدد


    [ إعلام الفضلاء بتحريم الدراسة عند أهل البدع والاهواء ]

    أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله صلّى عليه وعلى اله وسلم تسليماً كثيراً
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران : 102]
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء : 1]
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (*) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب : 69 ، 70]
    أما بعد :-
    فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .

    ثم أما بعد .
    فهذه رسالة خاصة في تحذير وتحريم الدراسة عند أهل البدع والأهواء أفردتها بالتأليف لأمور منها:-

    ١- إن كثيرًا من أهل السنة والجماعة يدرسون عند أهل البدع في كثير من الفنون بحجة جواز ذلك وبعضهم يقول هذا من أجل الضرورة زعموا.
    ٢- إن بعض العلماء يفتي بجواز ذلك بغير دليل ولا حجة ولا برهان .
    ٣- إن هذه المسألة إنتشرت في هذه البلاد وغيرها من دون إنكار ولانكير من أحد حتى أصبحت من المسلّمات .
    ٤- لقول بعض الناس تجوز الدراسة عند أهل البدع في اللغة .
    لهذه الأمور وغيرها أفردت بهذه المسألة بهذه الرسالة التي هي من المسائل العظام الكبار والتي ضلّ وأضلّ فيها كثير من النّاس وسمّيتها [ إعلام الفضلاء بتحريم الدراسة عند أهل البدع والاهواء ].
    وهي عبارة عن نصيحة متواضعة لنفسي ولإخواني أهل السنة والجماعة .
    أسأل الله أن يجعلها وجميع أعمالي خالصة لوجهه الكريم وموصلة للفوز في جنات النعيم وموافقة لهدي رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وأن ينفعنا بها في الدّارين وأن ينفع بها ناظرها وقارئها وسامعها وصلى الله وسلم على نبينا محمد الصادق الامين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدّين .
    كتبه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الصومالي الإسحاقي
    في مدينة هرجسا في الصومال في يوم الأربعاء الموافق [ 7/ رجب /1431هـ ] على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 05-04-2013, 02:41 PM.

  • #2
    فصل
    ذكر الآيات الدالة على تحريم الدراسة عند أهل البدع والأهواء .

    ١- قال تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء : 140]

    في هذه الأية دليل صريح على تحريم مجالسة أهل الباطل من الكفار والمشركين والمنافقين وأهل البدع والأهواء فكيف تجوز الدراسة عندهم وقد استدل كثير من أهل العلم على مجانبة أهل البدع ولأهواء والفسقة بهذه الآية منهم الإمام ابن جرير الطبري والقرطبي والشوكاني والسعدي والألوسي وغيرهم رحمة الله تعالى أجمعين.

    وأهل البدع يخوضون في آيات القرآن ويحرفونها ويأولونها بغير تأويلها ويفسرونها بغير تفسير السلف الصالح فالواجب على أهل السنة والجماعة الاجتناب والابتعاد من أهل البدع فضلاً عن الدراسة عندهم

    وقوله تعالى:﴿ فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ﴾

    ليست بمنسوخة على الراجح بل هي محكمة نص على تحريم القعود والجلوس مع كل مبتدع محدث في دين الله ماليس منه .
    قوله تعالى:﴿ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾ أي: في الإثم والعصيان والكفر والعياذ بالله .
    قال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى : ﴿ فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ﴾ أي غير الكفر ﴿ إنكم إذا مثلهم ﴾ فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم والرضا بالكفر كفر قال الله عز و جل ﴿ إنكم إذا مثلهم ﴾ فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سوءا وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه أخذ قوما يشربون الخمر فقيل له عن أحد الحاضرين : إنه صائم فحمل عليه الأدب وقرأ هذه الآية ﴿ إنكم إذا مثلهم ﴾ أي إن الرضا بالمعصية معصية ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر من المقارنة كما قال :
    ( فكل قرين بالمقارن يقتدي ) وقد تقدم
    وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى وقال الكلبي : قوله تعالى :
    ﴿ فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ﴾ نسخ بقوله تعالى : ﴿ وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ﴾ [ الأنعام : 69 ] وقال عامة المفسرين: هي محكمة وروي جويبر عن الضحاك قال: دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة اهـ.
    وقال العلامة السعدي رحمه الله: وكذلك المبتدعون على اختلاف أنواعهم، فإن احتجاجهم على باطلهم يتضمن الاستهانة بآيات الله لأنها لا تدل إلا على حق، ولا تستلزم إلا صدقا، بل وكذلك يدخل فيه حضور مجالس المعاصي والفسوق التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه، وتقتحم حدوده التي حدها لعباده ومنتهى هذا النهي عن القعود اهـ

    تعليق


    • #3
      ٢- وقال تعالى:﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾[الأنعام : 68] .
      فيها دليل على وجوب الإعراض عن الخائضين في آيات الله بالباطل .
      قال أبو عبد الله عفا الله: في هذ الآية الكريمة دلالة واضحة صريحة في تحريم الدراسة عند أهل البدع والأهواء من وجوه :-
      الأول: أن أهل البدع يخوضون في آيات الله أي القرآن بالتحريف تارة والتأويل تارة مثل الكفار .
      الثاني: الأمر بالإعراض عنهم ومعناه الإبتعاد عنهم والإجتناب عن الأخذ عنهم.
      الثالث: التصريح بعدم الجلوس والقعود عندهم فضلاً عن التعلم منهم .
      الرابع: التصريح من إنهم ظالمون وهذا يشمل الكفار وأهل البدع والأهواء وغيرهم.
      الخامس: استدلال كثير من أهل العلم بتحريم الجلوس مع إهل البدع والأهواء .
      قال ابن العربي رحمه الله: وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مُجَالَسَةَ أَهْلِ الْمُنْكَرِ لَا تَحِلُّ . اهـ

      وقال القرطبي رحمه الله: في هذه الآية رد من كتاب الله عز و جل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ويصوبوا آراءهم تقية وذكر الطبري عن أبي جعفر محمد بن علي - رضي الله عنه - أنه قال: لا تجالسوا أهل الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله قال ابن العربي: وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل قال ابن خويز منداد: من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا قال : وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ومجالسة الكفار وأهل البدع وألا تعتقد مودتهم ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم وقد قال بعض أهل البدع لأبي عمران النخعي : اسمع مني كلمة فأعرض عنه وقال: ولا نصف كلمة ومثله عن أيوب السختياني وقال الفضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وروى أبو عبد الله الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      [ من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ] فبطل بهذا كله قول من زعم أن مجالستهم جائزة إذا صانوا أسماعهم اهـ
      قال أبو عبدالله: الحديث ضعيف أخرجه ابن عدي في الكامل (2 / 324) والطبراني في الأوسط (6772) وابن عساكر في تاريخ دمشق(14 / 4) وفي سنده الحسن بن يحيى الخشني أبو عبد الملك ويقال أبو خالد الدمشقى البلاطي ( أصله من خراسان )
      وقال يحيى بن معين: ليس بشىء وقال أيضاً: ثقة خراسانى وقال أيضاً: الحسن بن يحيى الخشني ومسلمة بن على الخشني ضعيفان ليسا بشىء ، والحسن بن يحيى أحبهما إلى وقال عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم : لا بأس به وقال أبو حاتم : صدوق سىء الحفظ وقال النسائي: ليس بثقة وقال الحاكم أبو أحمد: ربما حدث عن مشايخه بما لا يتابع عليه ، وربما يخطىء فى الشىء و قال الدارقطني: متروك وقال عبد الغنى بن سعيد المصري: ليس بشىء .
      وقال أبو أحمد بن عدى : هو ممن تحتمل رواياته اهـ

      وفي الباب عن عبدالله بن بسر مرفوعاً رواه أبو نعيم في الحلية (5 / 218)
      وفي سنده أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي .
      قال ابن عدي: في الكامل حدث عن الثقات بالبواطيل ويسرق الحديث اهـ
      وفي الباب عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً رواه ابن عدي في الكامل في الكامل (2 / 65) بلفظ ( من وقر أهل البدع فقد أعان على هدم الإسلام ) .
      وفي سنده بهلول بن عبد الله الكندي أبو عبيد .
      قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب وقال أبو زرعة ليس بشيء منكر الحديث حسبك به ضعفاً ترك حديثه وقال بن حبان يسرق الحديث وقال بن عدي: بصري ليس وقال بن يونس: في تاريخ الغرباء من أهل فارس منكر الحديث وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة وقال أبو سعيد البقال: روى موضوعات اهـ .

      تعليق


      • #4
        ٣- وقال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾[الأنعام : 159]
        قال أبو عبدالله: قيل في هذه الآية أنها تعني المشركين وقيل في جميع الكفار وقيل تشمل في كل من ابتدع وأحدث في دين الله ما ليس منه وجاء في القول الأخير بعض الأحاديث المرفوعة لا يصح منها شيئ وهي مذكورة في الأصل ولو لا خشية الإطالة لذكرناها.
        والراجح أنها تشمل الأصناف الثلاثة
        ووجه الشاهد من الآية أن الله تعالى برّأ رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من هؤلاء المختلفين في دينهم وفي هذا دليل صريح في تحريم الجلوس عندهم وتحريم الدراسة عندهم
        قال القرطبي رحمه الله: وقيل: الآية عامة في جميع الكفار وكل من ابتدع وجاء بما لم يأمر الله عز و جل به فقد فرق دينه اهـ
        وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفًا له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه ﴿ وَكَانُوا شِيَعًا ﴾ أي: فرقًا كأهل الملل والنحل -وهي الأهواء والضلالات -فالله قد بَرَّأ رسوله مما هم فيه. وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾ ﴿ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾
        قال السعدي رحمه الله: يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم، أي: شتتوه وتفرقوا فيه، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئا ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البدع والضلال والمفرقين للأمة.
        ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية.
        وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال: ﴿ لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ أي لست منهم وليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك. ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ﴾ يردون إليه فيجازيهم بأعمالهم ﴿ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ اهـ

        تعليق


        • #5
          ٤- وقال تعالى:﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[الأعراف : 180]
          قال أبوعبد الله عفا الله عنه: محل الشاهد من الآية الكريمة ﴿ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
          ومعنى الآية أتركوهم وابتعدوا عنهم وعن مجالستهم ومصاحبتهم
          كيف تجوز الدراسة عندهم وتشمل الآية وتعم الكفار والمشركين وأهل البدع والملحدين في أسماء الله وصفاته والملحدين في آيات الله الشرعية وآيات الله الكونية .
          ومعنى قوله
          ﴿ وَذَرُوا ﴾ أي: أتركوهم وابتعدوا ومعنى قوله ﴿ يُلْحِدُونَ ﴾ أي يميلونها ويحرفونها إلى الباطل ولايقرونها .
          قال القرطبي رحمه الله: وقد قيل في قوله تعالى : ﴿ وذروا الذين يلحدون ﴾ معناه اتركوهم ولا تحاجوهم ولا تعرضوا لهم فالآية على هذا منسوخة بالقتال قاله ابن زيد وقيل: معناه الوعيد كقوله تعالى :﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ﴾ [ المدثر : 11 ] وقوله : ﴿ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ﴾ [ الحجر : 3 ] وهو الظاهر من الآية لقوله تعالى : ﴿ سيجزون ما كانوا يعملون ﴾ والله أعلم اهـ
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 10-04-2013, 02:31 PM.

          تعليق


          • #6
            ٥- قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾[هود : 113] .
            قوله تعالى ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا﴾ أي لاتميلوا ولاتسكنوا إليهم .
            قوله تعالى
            ﴿فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾أي تصيبكم .
            قوله تعالى
            ﴿ أَوْلِيَاءَ ﴾ أي أعوانًا أنصارًا .
            قال أبوعبد الله عفا الله عنه: محل الشاهد من الآية قوله ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ لأن قوله تعالى إلى الذين ظلموا عام بالكفار والمشركين والمنافقين وأهل البدع وغيرهم كل بحسبه وهذا يدل على تحريم الدراسة عندهم .
            قال ابن جزي رحمه الله: ﴿ وَلاَ تركنوا إِلَى الذين ظَلَمُواْ ﴾ يعني : الكفار ، وقيل : إنهم الظلمة من الولاة وغيرهم اهـ
            وقال الأمام القرطبي رحمه الله:
            تعالى قوله تعالى : ﴿ إلى الذين ظلموا ﴾ قيل : أهل الشرك وقيل : عامة فيهم وفي العصاة على نحو قوله تعالى : ﴿ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ﴾ [ الأنعام : 68 ] الآية وقد تقدم وهذا هو الصحيح في معنى الآية وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة وقد قال حكيم :
            عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه :::::::: فكل قرين بالمقارن يقتدي
            فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في [ آل عمران ] و[ المائدة ] وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار والله أعلم اهـ
            وقال السعدي رحمه الله: ﴿ وَلا تَرْكَنُوا ﴾ أي: لا تميلوا ﴿ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ فإنكم، إذا ملتم إليهم، ووافقتموهم على ظلمهم، أو رضيتم ما هم عليه من الظلم ﴿ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ إن فعلتم ذلك ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ﴾ يمنعونكم من عذاب الله، ولا يحصلون لكم شيئا، من ثواب الله.
            ﴿ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾
            أي: لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم، ففي هذه الآية: التحذير من الركون إلى كل ظالم، والمراد بالركون، الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك، والرضا بما هو عليه من الظلم.
            وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة، فكيف حال الظلمة بأنفسهم؟!! نسأل الله العافية من الظلم.اهـ

            تعليق


            • #7
              ٦- قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾
              [الكهف : 28]
              قوله تعالى ﴿ بِالْغَدَاةِ ﴾ أي أول
              وقوله تعالى
              ﴿الْعَشِيِّ﴾ أي آخر لنهار
              وقوله تعالى
              ﴿ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ ﴾ أي لاتجاوز نظرك عنهم إلى غيرهم
              وقوله تعالى
              ﴿ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ أي زخارف الدنيا بالجلوس مع أشراف أهل الباطل
              وقوله تعالى
              ﴿ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ ﴾ جعلنا قلبه ساهياً غافلاً معرضاً
              وقوله تعالى
              ﴿فُرُطًا﴾ إسرافاً وضياعاً


              قال أبو عبد الله: وجه الدلالة من الآية الكريمة أن الله نهى عن نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن طاعة أصحاب الغفلة وهذا عام في الكفار وأصحاب البدع وأهل والضلال وهذا يقتضي تحريم الجلوس معهم وتحريم الأخذ عنهم . وفيها دليل على مجالسة أهل السنة والجماعة والصبر على ذلك والحرص علىه.
              قال العلامة السعدي رحمه الله:
              يأمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته، في الأوامر والنواهي -أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين ﴿ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾ أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
              ﴿ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾
              أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك.
              ﴿ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ فإن هذا ضار غير نافع، وقاطع عن المصالح الدينية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة، فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال: ﴿ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ﴾ غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره.
              ﴿ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾
              أي: صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه، كما قال تعالى: ﴿ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ﴾ الآية. ﴿ وَكَانَ أَمْرُهُ ﴾ أي: مصالح دينه ودنياه ﴿ فُرُطًا ﴾ أي: ضائعة معطلة. فهذا قد نهى الله عن طاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به، ودلت الآية، على أن الذي ينبغي أن يطاع، ويكون إماما للناس، من امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتبع مراضي ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه، فحقيق بذلك، أن يتبع ويجعل إماما، والصبر المذكور في هذه الآية، هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام. وفي الآية، استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه.اهـ
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 15-04-2013, 10:22 AM.

              تعليق


              • #8
                ٧- قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان : 27 - 29]
                قوله تعالى: ﴿ يَعَضُّ ﴾ أي يقضم من أجل الندامة والحسرة .
                قوله تعالى:
                ﴿ يَا وَيْلَتَى ﴾ أي يا هلاكي.
                قوله تعالى:
                ﴿ خَلِيلًا ﴾ أي صديقاً حميماً ودوداً .
                قوله تعالى:
                ﴿ أَضَلَّنِي ﴾ أي صرفني عن طريق النجاة المستقيم .
                قوله تعالى:
                ﴿ خَذُولًا ﴾ أي يخذ له ويتبرأ منه .
                قال أبو عبدالله: ووجه الدلالة من هذه الآيات أن الظالم يندم من مصاحبة الأشرار من الكفار والمشركين والمنافقين وغيرهم ويدخل في هذا من يدرس عند أهل البدع ثم يضل عن الحق والله المستعان .
                قال القرطبي رحمه الله: قال تعالى : ﴿ لقد أضلني عن الذكر ﴾ أي يقول هذا النادم : لقد أضلني من اتخذته في الدنيا خليلا عن القرآن والإيمان به وقيل : ﴿ عن الذكر ﴾ أي عن الرسول ﴿ وكان الشيطان للإنس خذولا ﴾ قيل : هذا من قول الله لا من قول الظالم وتمام الكلام على هذا عند قوله : ﴿ بعد إذ جاءني ﴾ والخذل الترك من الإعانة ومنه خذلان إبليس للمشركين لما ظهر لهم في صورة سراقة بن مالك فلما رأى الملائكة تبرأ منهم وكل من صد عن سبيل الله وأطيع في معصية الله فهو شيطان للإنسان خذولا عند نزول العذاب والبلاء ولقد أحسن من قال : ( تجنب قرين السوء واحرم حباله :::: فإن لم تجد عنه محيصا فداره )
                وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءة :: تنل منه صفو الود ما لم تماره )
                ( وفي الشيب ما ... ينهى الحليم عن الصبا إذا اشتعلت نيرانه في عذاره
                آخر:أصحب خيار الناس حيث لقيتم:خير الصحابة من يكون عفيفا
                ( والناس مثل دراهم ميزتها :::::::: فوجدت منها فضة وزيوفا )

                تعليق


                • #9
                  ٨- قال تعالى:﴿ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى﴾ [النجم :29 ، 30]
                  قوله تعالى: ﴿ فَأَعْرِضْ ﴾ دع واترك وأظهر لهم المخالفة .
                  قوله تعالى:
                  ﴿ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا ﴾ أي أدبر عن القرآن والسنة والإيمان ......... الخ
                  قوله تعالى:
                  ﴿ وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ أي ليس مقتصده إلا الحصول من حطام الدنيا .
                  قوله تعالى:
                  ﴿ ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ طلب الدنيا والجد والإجتهاد فيها والسعي فيه ليلاً ونهارًا .
                  قال أبو عبد الله: الشاهد من الآية الكريمة قوله ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا ﴾....... إلخ حيث أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الإعراض عن من صفته هذه الذميمة وهذه الصفة تصدق على أهل البدع والأهواء وهذا صريح على تحريم الدراسة عندهم .
                  وقال السعدي رحمه الله: ولما كان هذا دأب هؤلاء المذكورين أنهم لا غرض لهم في اتباع الحق، وإنما غرضهم ومقصودهم، ما تهواه نفوسهم، أمر الله رسوله بالإعراض عمن تولى عن ذكره، الذي هو الذكر الحكيم، والقرآن العظيم، والنبأ الكريم، فأعرض عن العلوم النافعة، ولم يرد إلا الحياة الدنيا، فهذا منتهى إرادته، ومن المعلوم أن العبد لا يعمل إلا للشيء الذي يريده،
                  فسعيهم مقصور على الدنيا ولذاتها وشهواتها، كيف حصلت حصلوها، وبأي: طريق سنحت ابتدروها،
                  ﴿ ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ أي: هذا منتهى علمهم وغايته، وأما المؤمنون بالآخرة، المصدقون بها، أولو الألباب والعقول،
                  فهمتهم وإرادتهم للدار الآخرة، وعلومهم أفضل العلوم وأجلها، وهو العلم المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم بمن يستحق الهداية فيهديه، ممن لا يستحق ذلك فيكله إلى نفسه، ويخذله، فيضل عن سبيل الله، ولهذا قال تعالى:
                  ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى
                  فيضع فضله حيث يعلم المحل اللائق به

                  تعليق


                  • #10
                    ٩- قال تعالى:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام : 153].
                    قوله تعالى﴿ السُّبُلَ ﴾ جمع سبيل وهي الطريقة المخالفة للحق .
                    قوله
                    ﴿ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ فتضلكم عن دين الحق .
                    قال أبو عبد الله الإسحاقي:الشاهد من هذه الآية الكريمة﴿ تَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ قالتفرق يأتي من أهل البدع والأهواء وغيرهم وهذا دليل واضح في تحريم الدراسة عند أهل البدع والأ هواء فالواجب على أهل السنة والجماعة العمل بها وبغيرها من الأدلة .
                    قال الأ مام القرطبي رحمه الله:
                    ﴿ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾ وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر أهل الملل وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام هذه كلها عرضة للزلل ومظنة لسوء المعتقد قاله ابن عطية قلت:وهو الصحيح. أهـ من تفسير القرطبي
                    وقال السعدي رحمه الله: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا ﴾ أي: هذه الأحكام وما أشبهها، مما بينه الله في كتابه، ووضحه لعباده، صراط الله الموصل إليه، وإلى دار كرامته، المعتدل السهل المختصر.
                    ﴿ فَاتَّبِعُوهُ ﴾ لتنالوا الفوز والفلاح، وتدركوا الآمال والأفراح. ﴿ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ﴾ أي: الطرق المخالفة لهذا الطريق ﴿ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ أي: تضلكم عنه وتفرقكم يمينا وشمالا فإذا ضللتم عن الصراط المستقيم، فليس ثم إلا طرق توصل إلى الجحيم. اهـ

                    تعليق


                    • #11
                      ٩- قال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران : 7]
                      قوله تعالى ﴿ مُحْكَمَاتٌ ﴾ بينات المعاني واضحات الدلائل لا إشكال فيها ولا لبس فيها على أحد
                      وقوله:
                      ﴿ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ أصل الكتاب وعمدته وأكثره .
                      وقوله:
                      ﴿ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ تُحمل معناها ودلالتها الموافقة على المحكم وتحمل معنى آخر .
                      وقوله:
                      ﴿ زَيْغٌ ﴾ ضلال وميل عن الحق المستقيم .
                      وقوله:
                      ﴿ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾ طلباً لتأويله من أجل الإفساد والفساد على أهوائهم الخبيثة
                      وقوله:
                      ﴿ تَأْوِيلِهِ ﴾ تفسيره وعاقبته
                      وقوله:
                      ﴿ وَالرَّاسِخُونَ ﴾ الذين ثبتوا في العلم وعملوا به .
                      وقوله:
                      ﴿ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ أصحاب القلوب السليمة والعقول السديدة
                      قال أبو عبد الله عفا الله عنه:
                      محل الشاهد من الآية ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ وقد وصف الله تعالى هؤلاء القوم بزيغ القلوب وطلب الفتنة وطلب التأويل وهذا ذم يعم جميع أهل الباطل فكيف يطلب العلم عند أهل البدع مع زيغ قلوبهم عن الحق وكيف يدرس كتبهم وكيف تستمع أشرطتهم ومحاضراتهم فلا يفعل بهذه الأمور إلا جاهل لا يعلم حكم ذلك أو ضال مضل صاحب هوى والله المستعان .
                      قال الامام القرطبي رحمه الله : قوله تعالى : ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ﴾ الذين رفع بالابتداء ، والخبر "فيتبعون ما تشابه منه". والزيغ الميل ؛ ومنه زاغت الشمس ، وزاغت الأبصار. ويقال : زاغ يزيغ زيغا إذا ترك القصد ؛ ومنه قوله تعالى : ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف : 5]. وهذه الآية تعم كل طائفة من كافر وزنديق وجاهل وصاحب بدعة ، وإن كانت الإشارة بها في ذلك الوقت إلى نصارى نجران.اهـ

                      تعليق


                      • #12
                        ١٠– قال تعالى:﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾
                        [الجاثية : 18 ، 19]
                        قوله: ﴿ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ ﴾ طريقة وسنة ومنهاج من الدين .
                        قوله:
                        ﴿ فَاتَّبِعْهَا ﴾ فتمسك بها.
                        قوله:
                        ﴿ يُغْنُوا ﴾ يدفعوا عنك .
                        قوله
                        ﴿ أَوْلِيَاءُ ﴾ أنصار وأعوان في الباطل والضلال .
                        وقوله
                        ﴿ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾ ناصرهم ومعينهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
                        قال أبو عبد الله عفا الله عنه
                        : موضع الشاهد قوله تعالى:﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ حيث نهى الله عن اتباع الجهال ويدخل في هذه أهل البدع والأهواء لأن أهل البدع من أجهل الناس وهذا يقتضي تحريم الدراسة عندهم
                        وقوله:
                        ﴿ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ لأن الظالم يشمل أهل البدع والأهواء وليسوا بأولياء للمتقين من أهل السنة والجماعة بل هم أعداء لهم وهذا يقتضي أيضا تحريم الدراسة عندهم بل يجب الهجران عنهم والأبتعاد والأجتناب عنهم والتميز منهم كما هو مجمع عليه بين سائر علماء أهل السنة من عهد الصحابة إلى يومنا هذا .
                        قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: أي: ثم شرعنا لك شريعة كاملة تدعو إلى كل خير وتنهى عن كل شر من أمرنا الشرعي ﴿ فَاتَّبِعْهَا ﴾ فإن في اتباعها السعادة الأبدية والصلاح والفلاح، ﴿ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾ أي: الذين تكون أهويتهم غير تابعة للعلم ولا ماشية خلفه، وهم كل من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم هواه وإرادته فإنه من أهواء الذين لا يعلمون.
                        ﴿ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾ أي: لا ينفعونك عند الله فيحصلوا لك الخير ويدفعوا عنك الشر إن اتبعتهم على أهوائهم، ولا تصلح أن توافقهم وتواليهم فإنك وإياهم متباينون، وبعضهم ولي لبعض ﴿ واللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ يخرجهم من الظلمات إلى النور بسبب تقواهم وعملهم بطاعته. اهـ

                        تعليق


                        • #13
                          ١١- قال تعالى:﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾
                          [آل عمران : 179]

                          قوله ﴿ لِيَذَرَ ﴾ ليترك ويدع .
                          وقوله ﴿ يَمِيزَ ﴾ يفصل بينهم
                          وقوله ﴿ الْخَبِيثَ ﴾ يدخل فيه الكافر والمشرك والمنافق والمبتدع وغيرهم من أهل البدع
                          وفي هذا دليل على وجوب تميز أهل السنة والجماعة من أهل الباطل أياً كانوا فضلًا عن الدراسة عندهم .
                          قال السعدي رحمه الله: أي: ما كان في حكمة الله أن يترك المؤمنين على ما أنتم عليه من الاختلاط وعدم التميز حتى يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب. اهـ

                          تعليق


                          • #14
                            ١٢- وقال تعالى: ﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأنفال : 37]
                            قوله ﴿ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا ﴾ يجعله متراكباً متراكماً بعضه فوق بعض الطيب المؤمن الخالص المخلص .
                            قال أبو عبدالله عفا الله
                            : والشاهد من الآية أن الله يميز بين العاصي والطائع والسني والمبتدع والكافر والمسلم فيؤخذ من هذا الاجتناب والابتعاد ومن أهل البدع والأهواء وعدم التدريس عندهم .
                            قال القرطبي رحمه الله: ومعنى ﴿ ليميز الله الخبيث من الطيب ﴾ أي المؤمن من الكافر وقيل : هو عام في كل شيء من الأعمال والنفقات وغير ذلك اهـ
                            وقال السعدي رحمه الله: واللّه تعالى يريد أن يميز الخبيث من الطيب، ويجعل كل واحدة على حدة، وفي دار تخصه،فيجعل الخبيث بعضه على بعض، من الأعمال والأموال والأشخاص. ﴿ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
                            الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين.اهـ

                            تعليق


                            • #15
                              ١٣- وقال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة : 100] .
                              الخبيث يشمل ويعم الحلال والحرام والمؤمن والمبتدع والكافر إلى غير ذلك من المعاني فيجب التميز من أهل البدع والأهواء وفي هذه الآية الكريمة تحريم الدراسة من أهل البدع والأهواء .
                              قال القطبي رحمه الله: قال الحسن: الخبيث والطيب الحلال والحرام وقال السدي: المؤمن والكافر وقيل: المطيع والعاصي وقيل: الرديء والجيد: وهذا على ضرب المثال والصحيح أن اللفظ عام في جميع الأمور يتصور في المكاسب والأعمال والناس والمعارف من العلوم وغيرها فالخبيث من هذا كله لا يفلح ولا ينجب ولا تحسن له عاقبة وإن كثر والطيب وإن قل نافع جميل العاقبة قال الله تعالى : ﴿ والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ﴾ [ الأعراف : 58 ] .
                              ونظير هذه الآية قوله تعالى:
                              ﴿ أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ﴾ [ ص : 28 ]
                              وقوله :
                              ﴿ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ [ الجاثية : 21 ] .
                              فالخبيث لا يساوي الطيب مقدارا ولا إنفاقا ولا مكانا ولا ذهبا فالطيب جهة اليمين والخبيث يأخذ جهة الشمال والطيب في الجنة والخبيث في النار وهذا بين وحقيقة الاستواء الاستمرار في جهة واحدة ومثله الاستقامة وضدها الاعوجاج اهـ
                              وقال السعدي رحمه الله: أي: ﴿ قُلْ ﴾ للناس محذرا عن الشر ومرغبا في الخير: ﴿ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ﴾ من كل شيء، فلا يستوي الإيمان والكفر، ولا الطاعة والمعصية، ولا أهل الجنة وأهل النار، ولا الأعمال الخبيثة والأعمال الطيبة، ولا المال الحرام بالمال الحلال.
                              ﴿ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ﴾
                              فإنه لا ينفع صاحبه شيئا، بل يضره في دينه ودنياه.اهـ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X