• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ إعلام الفضلاء بتحريم الدراسة عند أهل البدع والاهواء ] :: موضوع متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    ١٤– قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون : 3]
    قوله: ﴿ اللَّغْو ﴾ يشمل فضول الكلام الباطل والهزل والمعاصي وأماكنها
    وقوله: ﴿ مُعْرِضُونَ ﴾ مجتنبون ومبتعدون .
    قال أبو عبد الله: من صفات ونعوت أهل السنة والجماعة أنهم يبتعدون عن اللغو واللهو والذنوب والزور وغير ذالك ويستفاد من هذا بالإعراض عن أهل البدع والأهواء هذه الآية عامة في دروس ومحاضرات وكتب وأشرطة وخطب أهل البدع والأهواء تجتنب عنها ولا كرامة .
    قال البغوي رحمه الله: قوله عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ قال عطاء عن ابن عباس: عن الشرك، وقال الحسن: عن المعاصي. وقال الزجاج: عن كل باطل ولهو وما لا يحل من القول والفعل. وقيل: هو معارضة الكفار بالشتم والسب: قال الله تعالى: ﴿ وإذا مروا باللغو مروا كراما ﴾ (الفرقان -72) ، أي: إذا سمعوا الكلام القبيح أكرموا أنفسهم عن الدخول فيه.اهـ
    قال العلامة السعدي رحمه الله: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ ﴾ وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة، ﴿ مُعْرِضُونَ ﴾ رغبة عنه، وتنزيها لأنفسهم، وترفعا عنه، وإذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا كانوا معرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى، وإذا ملك العبد لسانه وخزنه -إلا في الخير- كان مالكا لأمره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: " كف عليك هذا " فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.اهـ

    تعليق


    • #17
      ١٥-وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان : 72]
      من صفات المؤمنين إنهم لا يشهدون الزور وأهل البدع والأهواء من أكثر الناس زوراً وبهتاناً يستفاد من هذا تحريم حضور مجالسهم ودروسهم ومدارسهم والإعراض عنهم والله أعلم.
      قال ابن العربي رحمه الله: قَوْلُهُ : ﴿ يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ فِيهِ سِتَّةُ أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ: الشِّرْكُ .
      الثَّانِي: الْكَذِبُ .
      الثَّالِثُ: أَعْيَادُ أَهْلِ الذِّمَّةِ .
      الرَّابِعُ: الْغِنَاءُ .
      الْخَامِسُ: لَعِبٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمَّى بِالزُّورِ ؛ قَالَ عِكْرِمَةُ .
      السَّادِسُ: أَنَّهُ الْمَجْلِسُ الَّذِي يُشْتَمُ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
      الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : أَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّهُ مَجْلِسٌ يُشْتَمُ فِيهِ النَّبِيُّ فَهُوَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَنَّهُ الشِّرْكُ ؛ لِأَنَّ شَتْمَ النَّبِيِّ شِرْكٌ ، وَالْجُلُوسُ مَعَ مَنْ يَشْتُمُهُ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ وَلَا قَتْلٍ لَهُ شِرْكٌ .
      وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّهُ الْكَذِبُ فَهُوَ الصَّحِيحُ ؛ لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ إلَى الْكَذِبِ يَرْجِعُ .
      وَأَمَّا مَنْ قَالَ : إنَّهُ أَعْيَادُ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَإِنَّ فِصْحَ النَّصَارَى وَسَبْتَ الْيَهُودِ يُذْكَرُ فِيهِ الْكُفْرُ ؛ فَمُشَاهَدَتُهُ كُفْرٌ ، إلَّا لِمَا يَقْتَضِي ذَلِكَ مِنْ الْمَعَانِي الدِّينِيَّةِ ، أَوْ عَلَى جَهْلٍ مِنْ الْمُشَاهِدِ لَهُ وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّهُ الْغِنَاءُ فَلَيْسَ يَنْتَهِي إلَى هَذَا الْحَدِّ ؛ وَقَدْ بَيَّنَّا أَمْرَهُ فِيمَا تَقَدَّمَ ، وَقُلْنَا : إنَّ مِنْهُ مُبَاحًا وَمِنْهُ مَحْظُورًا .
      وَأَمَّا مَنْ قَالَ : إنَّهُ لَعِبٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّمَا يَحْرُمُ ذَلِكَ إذَا كَانَ فِيهِ قِمَارٌ أَوْ جَهَالَةٌ أَوْ أَمْرٌ يَعُودُ إلَى الْكُفْرِ قَوْلُهُ :
      ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ قَدْ بَيَّنَّا اللَّغْوَ ، وَأَنَّهُ مَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ؛ فَإِنْ كَانَتْ فِيهِ مَضَرَّةٌ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا فَقَدْ تَأَكَّدَ أَمْرُهُ فِي التَّحْرِيمِ ؛ وَذَلِكَ بِحَسْبِ تِلْكَ الْمَضَرَّةِ فِي اعْتِقَادٍ أَوْ فِعْلٍ ، وَيَتَرَكَّبُ اللَّغْوُ عَلَى الزُّورِ ؛ وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَهُ مَعْنَى زَائِدٌ هَاهُنَا ؛ لِأَنَّهُ قَالَ : ﴿ وَاَلَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ فَهَذَا مُحَرَّمٌ بِلَا كَلَامٍ .
      ثُمَّ قَالَ :
      ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ ﴾ يَعْنِي الَّذِي لَا فَائِدَةَ فِيهِ تَكَرَّمُوا عَنْهُ ، حَتَّى قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ : إنَّهُ ذِكْرُ الرَّفَثِ ، وَيَكُونُ لَغْوًا مُجَرَّدًا إذَا كَانَ فِي الْحَلَالِ ، وَيَكُونُ زُورًا مُحَرَّمًا إذَا كَانَ فِي الْحَرَامِ ، وَإِنْ احْتَاجَ أَحَدٌ إلَى ذِكْرِ الْفَرْجِ أَوْ النِّكَاحِ لِأَمْرٍ يَتَعَلَّقُ بِالدِّينِ جَازَ ذَلِكَ ، كَمَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلَّذِي اعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَا : [ نِكْتَهَا ] ؟ لَا تَكْنِي ، لِلْحَاجَةِ إلَى ذَلِكَ فِي تَقْدِيرِ الْفِعْلِ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِهِ الْحَدُّ .اهـ المراد
      قال أبو عبد الله: الظاهر أن الآية عامة وشاملة في هذه التفاسير والله أعلم.
      وقال القطبي رحمه الله: ﴿ والذين لا يشهدون الزور ﴾أي لا يحضرون الكذب والباطل ولا يشاهدونه والزور كل باطل زور وزخرف وأعظمه الشرك وتعظيم الأنداد وبه فسر الضحاك و ابن زيد وابن عباس وفي رواية عن ابن عباس أنه اعياد المشركين عكرمة : لعب كان في الجاهلية يسمى بالزور مجاهد اهـ
      وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وهذه أيضا من صفات عباد الرحمن، أنهم: ﴿ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ قيل: هو الشرك وعبادة الأصنام. وقيل: الكذب، والفسق، واللغو، والباطل.
      إلى أن قال رحمه الله: وقيل: المراد بقوله تعالى:
      ﴿ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ أي: شهادة الزور، وهي الكذب متعمدا على غيره . اهـ
      وقال الشنقيطي رحمه الله: أي إذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به مروا معرضين عنهم كراماً مكرمين أنفسهم عن الخوض معهم في لغوهم ، وهو كل كلام لا خير فيه اهـ

      تعليق


      • #18
        ١٦- وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص : 55]
        أهل البدع والأهوء أصحاب لغو ولهو وباطل وانحراف وإعراض عن الكتاب والسنة فيجب الإعراض عنهم وعن دروسهم ومحاضراتهم وخطبهم .
        قال ابن جزى رحمه الله: ﴿ وَإِذَا سَمِعُواْ اللغو ﴾ يعني ساقط الكلام ﴿ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ﴾ هذا على وجه التبري والبعد من القائلين للغو ﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ﴾ معناه هنا ، المتاركة والمباعدة لا التحية ، أو كأنه سلام الانصراف والبعد ﴿ لاَ نَبْتَغِي الجاهلين ﴾ أي لا نطلبهم للجدال والمراجعة في الكلام .اهـ
        ١٧- وقال تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج : 30]
        قوله: ﴿ الرِّجْسَ ﴾ القذر.
        وقوله:
        ﴿ الْأَوْثَانِ ﴾ الأصنام يجتنب عبادتها
        قوله:
        ﴿ قَوْلَ الزُّورِ ﴾ شهادة الزور والكذب .
        قال أبو عبدالله: أهل البدع أصحاب زور وكذب وبهتان وافتراء فيجب الحذر والتحذير من حضور مجالسهم ودروسهم .
        قال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ واجتنبوا قول الزور ﴾ والزور: الباطل والكذب وسمي زورا لأنه أميل عن الحق ومنه ﴿ تزاور عن كهفهم ﴾ [ الكهف : 17 ] ومدينة زوراء أي مائلة وكل ما عدا الحق فهو كذب وباطل وزور اهـ

        تعليق


        • #19

          جزاك الله خيرًا يا أبا عبد الله موضوع قيم أسأل الله أن يعينك على إتمامه

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي مشاهدة المشاركة

            جزاك الله خيرًا يا أبا عبد الله موضوع قيم أسأل الله أن يعينك على إتمامه

            إياك أخي في الله وبارك فيك ونفع بك

            تعليق


            • #21
              ١٨- قال تعالى:﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾ [ص : 28]
              قوله: تعالى:﴿ كَالْفُجَّارِ ﴾ المخالفين لأوامر الله تعالى المعتدين في حدود الله
              وقوله. ﴿ كَالْمُفْسِدِينَ ﴾ الفاسدين لأنفسهم المفسدين لغيرهم
              .
              قال أبو عبد الله: وفي الدراسة عند أهل البدع والأهواء والمعاصي تسوية بين أهل الحق من أهل السنة والجماعة وبين أهل الباطل من أهل البدع وغيرهم .
              قال القرطبي رحمه الله: ثم وبخهم فقال : ﴿ أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ والميم صلة تقديره : أنجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴿ كالمفسدين في الأرض ﴾ فكان في هذا رد على المرجئة لأنهم يقولون : يجوز أن يكون المفسد كالصالح أو أرفع درجة منه وبعده أيضا : ﴿ نجعل المتقين كالفجار ﴾ أي أنجعل أصحاب محمد عليه السلام كالكفار قاله ابن عباس وقيل : هو عام في المسلمين المتقين والفجار الكافرين وهو أحسن وهو رد على منكري البعث الذي جعلوا مصير المطيع والعاصي إلى شيء واحد اهـ
              وقال أبوعبدالله: في هذا رد صريح على الذين يدعون الناس إلى الانتخابات التي هي من نظام الديمقراطي التي هي حكم الشعب نفسه بنفسه من غير كتاب ولا سنة وحكمها شرك أكبر مخرج من الملة لقوله: تعالى ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴾ [الأنعام : 57]
              وقوله: ﴿ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف : 26] ولقوله: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ [يوسف : 40]
              ولقوله: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة : 49 ، 50]
              وغير ذلك من الأدلة الكثيرة في الكتاب الكريم والسنة الصحيحة وفي الإنتخاب من الفساد العريض والشر المستطير منها :
              ١- الإقتتال بين الناس
              ٢- إتلاف الممتلكات
              ٣- ترويع الآمنين
              ٤- المنابذة والإعراض عن شرع الله الحق
              ٥- الاختلاط بين الرجال النساء الأجانب
              ٦- التشبه بأعداء الله و أعداء المسلمين
              ٧- التسوية بين المؤمن والكافر وبين المحق والمبطل بحسب الأكثرية
              ٨- التسوية بين الحق الباطل
              ٩- العداوة بين المسلمين وزرع البغضاء بينهم
              ١٠- التفريق بين المسلمين وانتشار الفرق والحزبيات
              ١١- التعصب الذميم بين المسلمين
              ١٢- تضييع الولاء والبراءة اللذان هما من أوجب الواجبات وهما أوثق عرى الإيمان
              ١٣- تمزيق شمل المسلمين وإضعاف قوتهم
              ١٤- الكذب والزور
              ١٥- الخيانة والخداع والغش
              ١٦- أكل أموال الناس بالباطل
              ١٧- عدم الغيرة على الأهل والأولاد
              ١٨- ضياع الأوقات
              ١٩- قلة الحياء والحشمة في الرجال والنساء
              ٢٠- سفر النساء بدون محرم
              ٢١- ترك الصلاة وترك ذكر الله
              ٢٢- السب والشتم واللعن بين المصوتين
              ٢٣- تقليد الكافرين
              ٢٤- تصفيق الرجال تشبهاً بالكفار والنساء
              ٢٥- الغناء المحرم والموسيقى
              ٢٦- عدم غض البصر
              ٢٧- كشف العورات
              ٢٨- خروج النساء
              ٢٩-
              تعطيل الأعمال والمدارس
              وغيرها من المفاسد الكثيرة وكل هذه الأمور من المحرمات المحظورات التي أدلتها كثيرة ومشهورة وقد ذكر كثيرًا من هذه المفاسد شيخنا العلامة يحي الحجوري حفظه الله ورعاه في كتابه القيم المبادئ المفيدة فتراجع هناك,
              وما قاله: بعض الإخوان المسلمين بجوازها أوبوجوبها منكر عظيم وذنب جسيم تجب التوبة منه وهذا من الجهل المطبق المركب أو عن الهوى أو التقليد وأحلى هذه الأمور مر.
              وقولهم باطل ظالم ظالم أهله مخالف لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
              ولو أجاز الإنتخاباب مائة عالم أو أكثر لو كان قولهم هذا باطلًا لما فيها من المنكرات العظام والمخالفات الكبار ألا واجب على المسلمين الإبتعاد والإجتناب منها والحذر والتحذير منها.
              ألا فليتق الله المسلمون في هذه المسألة العظيمة التي زعزعت الإيمان والأمن في هذه البلاد وغيرها وشاعت وذاعت من غير نكير ينكرها إلا القليل من أهل السنة والجماعة .
              ورب العزة يقول ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ﴾[هود : 116]
              قوله: ﴿ فَلَوْلَا كَانَ ﴾ هلا وجد .
              وقوله: ﴿ أُولُو بَقِيَّةٍ ﴾ أصحاب دين حق وفضل وعقل سليم .
              وقوله: ﴿ يَنْهَوْنَ ﴾ ينكرون المنكر .
              وقوله: ﴿ أُتْرِفُوا فِيهِ ﴾ أنعموا .
              ألا أيها الناس إياكم والمعاصي ألا أنذركم وأحذركم من المعاصي الفاشية هنا وهناك أيها الناس المعاصي سبب الهلاك والدمار في العباد والبلاد تذكروا ما أهلك من الأمم الماضية
              ألا المعاصي والمخالفات وتذكروا ما كان أصابنا في الأمس القريب في مدينة هرجيسا وغيرها من هذا البلاد أم نسيناها أو تناسينا فاعتبرا يا أولي الألباب والنهى والعقول السليمة وحذروا غيركم من الرعاع والعوام والنساء والأولاد من هذا الشر المستطير .

              ورب العزة يقول: ﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الأنعام : 15 ، 16]
              قوله: ﴿ مَنْ يُصْرَفْ ﴾ يبعد ونيح عنه
              قوله: ﴿ الْفَوْزُ﴾ النجاة .
              قوله: ﴿ الْمُبِينُ ﴾ الواضح .
              ويقول:﴿ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس : 27]
              قوله: ﴿ كَسَبُوا ﴾ عملوا المعاصي وقيل الشرك وتشمل هذا وهذا والصحيح أنها عامة
              قوله:﴿ السَّيِّئَاتِ ﴾ المعاصي والذنوب .
              قوله: ﴿ وَتَرْهَقُهُمْ ﴾ وتغشو وتعلو عليهم .
              قوله: ﴿ ذِلَّةٌ ﴾ مذلة وأثر الهوان والخزي .
              قوله: ﴿ عَاصِمٍ ﴾ مانع يمنعهم
              قوله: ﴿ أُغْشِيَتْ ﴾ ألبست
              قوله: ﴿ قِطَعًا ﴾ أجزاء الليل المظلم .
              ويقول تعالى: مخبرًا عن شعيب عليه السلام ﴿ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود : 89]
              قوله: ﴿ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ ﴾ لا يحمنكم
              قوله: ﴿ شِقَاقِي ﴾ خلافي وبغضي وعداوتي
              وثبت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِى لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِى أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِى أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».
              رواه ابن ماجة (4019)
              في هذا الحديث عظة وعبر على ما في المعاصي من الوعيد الشديد والعقاب الأكيد .
              وبالجملة فالواجب الإبتعاد عن معصية الله ومعصية رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والجد والإجتهاد في طاعة لله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مااستطعتنا إلى ذلك سبيلاً.
              ومن الأدلة في الباب قوله تعالى ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴾[القلم : 35]
              وقوله ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية : 21]
              قوله: ﴿ اجْتَرَحُوا ﴾ عملوا وكسبوا .
              قوله ﴿سَوَاءً ﴾ يستوي
              قوله ﴿ سَاءَ ﴾ قبح وفحش
              قوله: ﴿ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ حكمهم باستواء الكافر والمؤمن
              وقوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴾ [السجدة : 18]
              وقوله: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر : 9]
              وقوله: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر : 20]
              وقوله: ﴿ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل : 76]

              غيرها من الآيات في هذا الباب ويؤخذ منها تحريم تسوية الكافر بالمسلم والفاسق بالطائع والمبتدع بالسني والعاصي بالطائع وغير ذاك من الأمور يؤخذ منها تحريم الدراسة عند أهل البدع والأهوء .

              التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 19-05-2013, 04:49 PM.

              تعليق


              • #22
                ١٩- وقال تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام : 112]
                قوله: ﴿ شَيَاطِينَ ﴾ جمع شيطان وهو كل متمرد عات معتد سواء كان من الجن والإنس
                قوله:
                ﴿ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ تحسين الكلام وتمويهه وتزيينه بالباطل
                قوله:
                ﴿ غُرُورًا ﴾ خداعاً والأخذ بالغرة
                قوله:
                ﴿ فَذَرْهُمْ ﴾ أتركهم وابتعد عنهم .
                قال أبو عبد الله: وجه الدلالة من الآية أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالترك عن أهل الباطل وما يفترون وهذا يقتضي الإبتعاد عن أهل البدع والدراسة عندهم وفيها رد على الإصغاء إلى أهل الباطل ودعاة الضلال .
                وقال العلامة السعدي رحمه الله:
                ﴿ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ أي: يزين بعضهم لبعض الأمر الذي يدعون إليه من الباطل، ويزخرفون له العبارات حتى يجعلوه في أحسن صورة، ليغتر به السفهاء، وينقاد له الأغبياء، الذين لا يفهمون الحقائق،ولا يفقهون المعاني، بل تعجبهم الألفاظ المزخرفة، والعبارات المموهة،فيعتقدون الحق باطلا والباطل حقا اهـ
                وفي الباب قول الله تعالى مخبراً عن إبراهيم عليه السلام :
                ﴿ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا () فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴾ [مريم : 48 ، 49]
                قوله: ﴿ وَأَعْتَزِلُكُمْ ﴾ أبتعد عنكم .
                وقوله:
                ﴿ وَأَدْعُو رَبِّي ﴾ أعبده .
                وقوله:
                ﴿ شَقِيًّا ﴾ خائباً ضائعاً.
                وقوله تعالى:مخبراً عن أصحاب الكهف
                ﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا﴾[الكهف : 16]
                وقوله:
                ﴿ فَأْوُوا ﴾ ألجئوا وسيروا إليه
                وقوله:
                ﴿ يَنْشُرْ﴾ يبسط ويوسع لكم
                وقوله:
                ﴿ وَيُهَيِّئْ ﴾ يسهل وييسر لكم
                وقوله:
                ﴿ مِرْفَقًا ﴾ ما تنتفعون به في الدنيا والآخرة
                قال أبو عبد الله:في هذه الأدلة وجوب الأعتزال من أهل الشر والفساد والباطل في كل مكان وزمان وخاصة أهل البدع والمعاصي من المسلمين الذين يجرجرون وينشرون البدع والباطل بين أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين المفلسين والسرورية وصوفية العصر أصحاب النّيّة والبطانيّة التّبليغ وغيرهم وكلهم يحاربون أهل السنة والجماعة بأشد الحرب ويضلونهم عن السنة والكتاب فالواجب علينا معاشر أهل السنة الاجتناب والابتعاد عن الدراسة عندهم لما في ذلك من الفساد والإفساد والضلال والإضلال.

                تعليق


                • #23
                  ٢٠- قال تعالى: ﴿ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ [الأنعام : 70]
                  قوله: ﴿ لَعِبًا ﴾ أي يلعبون بدينهم .
                  وقوله:
                  ﴿ وَلَهْوًا ﴾ أي يستهزئون بدينهم .
                  وقوله:
                  ﴿ وَغَرَّتْهُمُ ﴾ أي خدعتهم الدنيا بالضياع في الدنيا والآخرة .
                  قال أبوعبد الله: وجه الدلالة من الآية الكريمة أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالترك على من يتخذ دينه لعبًا ولهوًا والآية شاملة وعامة على المشركين وأهل البدع والأهواء .
                  قال أبو جعفر الطبري رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ذرْ هؤلاء الذين اتخذوا دين الله وطاعتهم إياه لعبًا ولهوًا، فجعلوا حظوظهم من طاعتهم إياه اللعب بآياته، واللهوَ والاستهزاء بها إذا سمعوها وتليت عليهم، فأعرض عنهم، فإني لهم بالمرصاد، وإني لهم من وراء الانتقام منهم والعقوبة لهم على ما يفعلون، وعلى اغترارهم بزينة الحياة الدنيا، ونسيانهم المعادَ إلى الله تعالى ذكره والمصيرَ إليه بعد الممات اهـ

                  تعليق


                  • #24
                    ٢١- قال تعالى:﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة : 2]

                    قوله: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ يشمل الدين كله من إسلام وإيمان إحسان وغير ذلك من أمور الدين الحنيف .
                    وقوله: ﴿ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ يشمل من جميع انواع المعاصي والذنوب من شرك وكفر ونفاق وبدع وأهواء مضلة وإن الدراسة عند أهل البدع والمعاصي تعاون على الإثم والعدوان يجب تجنب ذلك والإبتعاد في كل زمان ومكان والله المستعان .

                    قال السعدي رحمه الله: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ أي: ليعن بعضكم بعضا على البر. وهو: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله وحقوق الآدميين والتقوى في هذا الموضع: اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله، من الأعمال الظاهرة والباطنة. وكلُّ خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها، أو خصلة من خصال الشر المأمور بتركها، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه، وبمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين عليها، بكل قول يبعث عليها وينشط لها، وبكل فعل كذلك ﴿ وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ ﴾ وهو التجرؤ على المعاصي التي يأثم صاحبها، ويحرج ﴿ وَالْعُدْوَانِ ﴾ وهو التعدي على الخَلْق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فكل معصية وظلم يجب على العبد كف نفسه عنه، ثم إعانة غيره على تركه ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ على من عصاه وتجرأ على محارمه، فاحذروا المحارم لئلا يحل بكم عقابه العاجل والآجل.اهـ

                    ورب العزة يقول في كتابه الكريم ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾[النحل : 25]
                    قوله: ﴿ أَوْزَارَهُمْ ﴾ ذنوبهم وسيئاتهم
                    وقوله:
                    ﴿ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ ﴾ بعض آثام وأخطاء الذين أضلوهم .
                    وقوله: ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ جهلا منهم بما يلزمهم من الذنوب والآثام ولو يعلمون ذلك ما أضلوا الناس عن الحق .
                    قوله:
                    ﴿ سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ بئس ما يحملون من الوزر والإثم .
                    فهل البدع يضلون الناس عن السبيل ويضيعونهم عن السنة وبمنهج أهل السنة والجماعة فيجب الإبتعاد عن الدراسة عندهم .

                    ويقول المولى ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [العنكبوت : 13]
                    وقوله: ﴿ وَأَثْقَالًا ﴾ أوزارًا وذنوباً من تسببوا في إضلالهم عن الحق .
                    وفي هذه الآية والتي قبلها دليل صريح واضح في عظم إثم من أحدث في الدين ماليس منه من أهل البدع وغيرهم وفي الباب أدلة كثيرة جدا وليس هذا في موضع ذكرها وسردها .

                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 21-11-2013, 11:20 AM.

                    تعليق


                    • #25
                      ٢٢- وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[البقرة : 168 ، 169]

                      قوله تعالى: ﴿ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ طرقه وسبيله وأعماله وآثاره والخطوات جمع خطوة بالضم والفتح وهو ما بين القدمين وقت المشي
                      قوله تعالى: ﴿ بِالسُّوءِ﴾ المعاصي والذنوب
                      وقوله تعالى: ﴿ وَالْفَحْشَاءِ ﴾ كالزنا واللواط وشرب الخمر والقتل والقمار والسرقة القذف والنميمة وغيرها .

                      قال أبوعبد الله: ومحل الشاهد من الآية الكريمة ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ لأن أهل البدع والأهواء يتبعون خطوات الشيطان خطوة خطوة ومن خطوات الشيطان الحضور عند أهل البدع والأهواء من أجل الدارسة عندهم وسماع محاضراتهم فالواجب الحذر والتحذير منهم وليعلم أن أهل البدع من أعداء أهل السنة فيدعون إلى البدع والأهواء والضلال والانحراف عن الحق .
                      قال الإمام القرطبي رحمه الله :تعالى قلت والصحيح أن اللفظ عام في كل ماعدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي أهـ .من تفسير القرطبي .

                      وفي الباب قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة : 208] .

                      وقوله جل في علاه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور : 21] .

                      وقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الأنعام : 142] .
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 25-11-2013, 01:20 PM.

                      تعليق


                      • #26
                        ٢٣- قال تعالى:﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (*) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾[البقرة : 166 ، 167]
                        قوله تعالى: ﴿ تَبَرَّأَ ﴾ تنصل وابتعد عنه .
                        وقوله تعالى:
                        ﴿ الْأَسْبَابُ ﴾ الروابط والوصلات التي كانت بينهم من محبة ومودة وصحبة وغير ذلك
                        وقوله
                        تعالى: ﴿ كَرَّةً ﴾ رجعة إلى دار الدنيا وعودة إليها
                        وقوله
                        تعالى: ﴿ حَسَرَاتٍ ﴾ أشد الندامات
                        قال أبو عبدالله عفا الله عنه: هذه الآية عامة في كل متبوع على الباطل والضلالة وفيها دليل صريح واضح في تحريم مجالسة أهل الضلال من الكفار وأهل البدع والأهواء وغيرهم وفيها تحريم الدراسة عندهم ولا يجوز النظر في كتبهم واستماع أشرطتهم ومحاضراتهم .
                        قال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى : ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا ﴾ يعني السادة والرؤساء تبرءوا ممن اتبعهم على الكفر عن قتادة و عطاء و الربيع وقال قتادة أيضا و السدي : هم الشياطين المضلون تبرءوا من الإنس وقيل : هو عام في كل متبوع ﴿ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ﴾ يعني التابعين والمتبوعين قيل: بتيقنهم له عند المعاينة في الدنيا وقيل: عند العرض والمساءلة في الآخرة قلت: كلاهما حاصل فهم يعاينون عند الموت ما يصيرون إليه من الهوان وفي الآخرة يذوقون أليم العذاب والنكال
                        قوله تعالى :
                        ﴿ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴾ أي الوصلات التي كانوا يتواصلون بها في الدينا من رحم وغيره عن مجاهد وغيره الواحد سبب ووصلة وأصل السبب الحبل يشد بالشيء فيجذبه ثم جعل كل ما جر شيئا سببا وقال السدي وابن زيد: إن الأسباب أعمالهم والسبب الناحية ومنه قول زهير:
                        ( ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... ولو رام أسباب السماء بسلم ) اهـ

                        تعليق


                        • #27
                          قال أبو عبد الله: وفي الباب آيات كثير جدا لم نذكرها من أجل الاقتصار في لموضوع .
                          [ باب ذكر الأحاديث الدالة على تحريم الدراسة
                          عند أهل البدع والأهواء
                          وهي كثيرة جداً نذكر طرفاً منها ].


                          ١- قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: [4547] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِىُّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ ﴿ هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ إِلَى قَوْلِهِ ﴿ أُولُو الأَلْبَابِ ﴾ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « فَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ ، فَاحْذَرُوهُمْ » .
                          ورواه مسلم [1822].
                          قال أبو عبد الله: في هذا الحديث التحذير من مجالسة ومخالطة أهل الزيغ والضلال من أهل البدع والأهواء فضلا عن الدراسة عندهم بل الواجب الحذر والتحذير منهم والإجتناب والإبتعاد عنهم .
                          وفيه دليل على جرح وذم أهل البدع والأهواء والرد على المخالفين للحق سواء كانوا من أهل البدع أو من أصحاب المعاصي أو الكفار والمشركين والمنافقين وغيرهم من المبطلين .

                          تعليق


                          • #28
                            بارك الله في علمكم فوائد قيمة نسأل الله عزوجل أن ينفعنا بها .

                            تعليق


                            • #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة أبو اسحاق حبيب البيضي مشاهدة المشاركة
                              بارك الله في علمكم فوائد قيمة نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بها .
                              آمين وأنت بارك الله فيك ونفع بك

                              تعليق


                              • #30
                                ٢- قال الإمام البخاري رحمه الله: [3606] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِى بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىُّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ« نَعَمْ » قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ » قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ » قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا » قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ « هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا » قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ » قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ« فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » .
                                والحديث رواه مسلم [1847] .
                                قال أبو عبد الله:في هذا الحديث وجوب الإبتعاد والاعتزال من فرق الضلال سواء كانوا من الكفار أو من أهل البدع والأهواء .
                                وفيه تحريم الجلوس معهم وتحريم الدراسة عندهم .
                                وفيه أنهم دعاة على أبواب جهنم وهذا الحديث من أصرح الأدلة في هذا الباب فيجب العمل به .
                                وأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالاعتزال عنهم ولأن أمر الله تعالى وأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقتضيان الوجوب إذا لم يوجد صارف يصرفه إلى الاستحباب أو غير ذلك من معاني الأمر كما هو مقرر في كتب علم الأصول .

                                وفي هذا الحديث رد على الفرق الضالة سواء من القدماء أو الحدثاء وفي رد على الجمعيات .
                                التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 28-03-2014, 04:50 PM.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X