إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجامع لمقالات الشيخ عبد الكريم الحسني المنشورة على شبكة العلوم السلفية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    لـطــيفــة:
    ما كان خيرك له إلا وبالاً عليك
    كريم فعال وسوء مكافئ
    كان في أيام سليمان بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم رجل يقال له: خزيمة بن بشر، من بني أسد بالرقة؛ وكانت له مروءة ونعمة حسنة وفضل وبر بالإخوان، فلم يزل على تلك الحال حتى احتاج إلى إخوانه الذين كان يتفضل عليهم فواسوه حيناً ثم ملوه، فلما لاح ه تغيرهم أتى امرأته وكانت ابنة عمه.
    فقال لها: يا بنت عم! قد رأيت من أخوتي تغيراً وقد عزمت على لزوم بيتي إلى يأتيني الموت. وأغلق بابه عليه، وأقام يتقوت بما عنده حتى نفد وبقي حائراً في أمره.
    وكان عكرمة الفياض الربعي والياً على الجزيرة، فبينما هو في مجلسه وعنده جماعة من أهل البلد إذ جرى ذكر خزيمة بن بشر.
    فقال عكرمة: ما حاله؟ فقالوا: صار من سوء الحال إلى أمر لا يوصف، فأغلق بابه ولزم بيته، فقال الفياض، وإنما سمي بذلك لأجل كرمه: فما وجد خزيمة بن بشر مواسياً ولا مكافياً؟ قالوا: لا.
    فامسك، ثم لما كان الليل عمد إلى أربعة آلاف دينار فجعلها في كيس " واحد " ، ثم أمر بإسراج دابته وخرج سراً من أهله فركب ومعه غلام من غلمانه يحمل المال، ثم سار حتى وقف بباب خزيمة فأخذ الكيس من الغلام ثم أبعده " عنه " ، وتقدم إلى الباب فدقه بنفسه فخرج إليه خزيمة فناوله الكيس وقال له: أصلح بهذا شأنك.
    فتناوله خزيمة فرآه ثقيلاً فوضعه، ثم أمسك لجام الدابة، وقال له: من أنت؟ جعلت فداك. قال: ما جئتك هذه الساعة وأنا أريد أن تعرفني. قال خزيمة: فما أقبل أو تخبرني من أنت. قال: أنا جابر عثرات الكرام قال: زدني قال: لا.
    ثم مضى ودخل خزيمة بالكيس إلى امرأته فقال لها: أبشري فقد أتى الله بالفرج والخير، ولو كانت فلوساً فهي كثيرة. قومي فأسرجي. قالت: لا سبيل إلى السراج.
    فبات يلمسها فيجد خشونة الدنانير ولا يصدق.
    ورجع عكرمة إلى منزله فوجد امرأته قد افتقدته وسألت عنه فأخبرت بركوبه منفرداً فارتابت لذلك، فشقت جيبهاً ولطمت خدها: فلما رآها على تلك الحال قال لها: ما دهاك يا بنت عم. قالت: غدرت يا عكرمة بابنة عمك. قال وما ذاك؟ قالت: أمير الجزيرة يخرج بعد هدأة من الليل منفرداً من غلمانه في سر من أهله! والله ما يخرج إلا إلى زوجة أو سرية .
    قال لقد علم الله أني ما خرجت إلى واحدة منها. قالت: فخبرني فيم خرجت؟ قال: يا هذه! لم أخرج في هذا الوقت وأنا أريد أن يعلم بي أحد قالت: لا بد. قال فاكتميه إذاً قالت: أفعل، فأخبرها القصة على وجهها، وما كان من قوله ورده عليه، ثم قال لها: أتحبين أن أحلف لك؟ قالت: لا فإن قلبي قد سكن إلى ما ذكرت.
    قال: ثم أصبح خزيمة فصالح الغرماء وأصلح من حاله.
    ثم تجهز يريد سليمان بن عبد الملك بفلسطين، فلما وقف ببابه دخل الحاجب فأخبره بمكانه وكان مشهور المروءة، كان سليمان به عارفاً فأذن له، فلما دخل عليه وسلم بالخلافة.
    قال: يا خزيمة، ما أبطأك عنا؟ قال: سوء الحال. قال: فما منعك من النهضة إلينا؟ قال: ضعفي. قال فيم نهضت؟ قال: لم أعلم يا أمير المؤمنين بعد هدأة الليل إلا ورجل طرق بابي فكان منه كيت وكيت، وأخبره القصة من أولها إلى آخرها فقال له: هل تعرفه؟ قال: ما عرفته يا أمير المؤمنين وذلك لأنه كان متنكراً وما سمعت منه إلا: جابر عثرات الكرام
    قال: فتلهف سليمان بن عبد الملك على معرفته، وقال لو عرفناه لأعناه على مروءته ثم قال: علي بقناة فأتي بها فعقد لخزيمة الولاية على الجزيرة على عمل عكرمة الفياض.
    فخرج خزيمة طالباً للجزيرة فلما قرب منها خرج عكرمة وأهل البلد للقائه فسلم عليه سارا جميعاً إلى ان دخلا البلد فنزل خزيمة في دارة الإمارة وأمر أن يؤخذ عكرمة وأن يحاسب فحوسب، فوجدت عليه فضول كثيرة فطلب خزيمة بأدائها فقال: ما لي إلى شيء منها سبيل قال: لا بد منها قال: ما هي عندي فاصنع ما أنت صانع، فأمر به إلى الحبس .
    ثم بعث إليه يطالبه فأرسل إليه: إني لست ممن يصون ماله بعرضه فاصنع ما شئت فأمر به فكبل بالحديد وضيق عليه وأقام كذلك شهراً أو أكثر، فأضناه ذلك وأضر به.
    وبلغ ابنة عمه ضره فجزعت واغتنمت لذلك ثم دعت مولاة لها ذات عقل وقالت: امضي الساعة إلى باب هذا الأمير فقولي: عندي نصيحة. فإذا طلبت منك فقولي: لا أقولها إلا للأمير خزيمة بن بشر، فإذا دخلت عليه فسليه أن يخليك فإذا فعل فقولي له: ما كان هذا جزاء جابر عثرات الكرام منك، كافأته بالحبس والضيق والحديد قال: ففعلت ذلك، فلما سمع خزيمة قولها
    قال: واسوأتاه! وإنه لهو؟ قالت: نعم. فأمر من وقته بدابته فأسرجت وبعث إلى رؤوس أهل البلد فجمعهم وأتى بهم إلى باب الحبس ففتح، ودخل خزيمة ومن معه، فألفى عكرمة في قاع الحبس متغيراً قد أضناه الضر.
    فلما نضر إليه عكرمة وإلى الناس أحشمه ذلك ونكس رأسه، فأقبل خزيمة حتى أكب رأسه فقبله. فرفع عكرمة رأسه وقال: ما أعقب هذا منك؟ قال: كريم فعالك وسوء مكافأتي. قال: فغفر الله لنا ولك.
    ثم أمر بالحداد ففك القيد عنه، وأمر خزيمة أن يوضع في رجل نفسه. فقال عكرمة: تريد ماذا؟ قال: أريد أن ينالني الضر مثل ما نالك. قال: أقسم عليك بالله ألا تفعل. فخرجا جميعاً إلى أن وصلا دار خزيمة فودعه عكرمة وأراد الانصراف.
    قال له: ما أنت ببارح. قال: وما تريد؟ قال: أغير من حالك، وحيائي من ابنة عمك أشد من حيائي منك. ثم أمر بالحمام فأخلي ودخلا جميعاً، ثم قام خزيمة فتولى خدمته بنفسه، ثم خرجا، فخلع عليه وجمله وحمل إليه مالاً كثيراً، ثم سار معه إلى داره واستأذنه في الاعتذار إلى ابنة عمه فأذن له فاعتذر لها وتذمم من فعله ذلك .
    ثم سأله أن يسير معه إلى أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك وهو " يومئذ " مقيم بالرملة، " فأنعم به لذلك فسارا جميعاً حتى قدما على سليمان ابن عبد الملك "
    فدخل الحاجب فأعلمه بقدوم خزيمة بن بشر فرعه ذلك....
    فلما دخلا عليه قال قبل السلام :ما وراءك يا خزيمة؟ قال: خير يا أمير المؤمنين. قال: فما الذي أقدمك؟
    قال: ظفرت بجابر عثرات الكرام فأحببت أن أسرك به، لما رأيت من تلهفك وشوقك إلى رؤيته. قال: ومن هو؟ قال عكرمة الفياض فأذن له بالدخول. فدخل وسلم عليه بالخلافة، فرحب به وأدناه من مجلسه، وقال: يا عكرمة! ما كان خيرك له إلا وبالاً عليك. ثم قال: اكتب حوائجك كلها وما تختاره في رقعة. قال: أويعفيني أمير المؤمنين؟ قال: لا بد. ثم دعا بدواة وقرطاس وقال: اعتزل واكتب جميع حوائجك، ففعل ذلك، فأمر بقضائها جميعاً من ساعته، وأمر له بعشرة آلاف دينار وسفطين من ثياب ثم دعا بقناة وعقد له على الجزيرة وأرمينية وأذربيجان وقال له: أمر خزيمة إليك، إن شئت أبقيته وإن شئت عزلته، قال: بل أرده إلى عمله يا أمير المؤمنين. ثم انصرفا جميعاً. ولم يزالا عاملين لسليمان بن عبد الملك مدة خلافته. اهـ
    ثمرات الأوراق


    عبد الكريم الحسني

    تعليق


    • #62
      قال الإمام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي رحمه الله:
      تجتنى ثمرة الفكرة بثلاثة أشياء:
      بقصر الأمل.
      والتأمل في القرآن.
      وقلة الخلطة.
      والتمني.
      والتعلق بغير الله.
      والشبع.
      والنوم.
      قال الإمام ابن القيم:
      وقصر الأمل بناؤه على أمرين:
      تيقن زوال الدنيا ومفارقتها.
      وتيقن لقاء الآخرة وبقائها ودوامها.
      ثم يقاس بي الأمرين ويؤثر أولاهما بالإيثار.
      وأما التأمل في القرآن:
      تحقديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعلقه وهو المقصود بإنزاله لا مجرد تلاوته.
      - والخمس الباقية - من أكبر مفسدات القلب. اهــ منازل السائرين مع مدارج السالكين.

      كتبه/

      أبو محمد عبد الكريم الحسني

      تعليق


      • #63
        قال الإمام ابن المنذر رحمه الله:
        ولا يجوز أن يجعل إغفال من أغفل عن:
        استعمال السنة
        أو نسيها
        أو لم يعمل بها
        حجة على من:
        علمها
        وعمل بها. اهــ الأوسط (29/3)

        كتبه/

        أبو محمد عبد الكريم الحسني

        تعليق


        • #64
          اقرأ ماذا يقول( الأفشين) أيام المعتصم عن المسلمين و العرب :
          قال:
          (ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺼﺮ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ اﻷﺑﻴﺾ - أي المجوسية - ﻏﻴﺮﻱ ﻭﻏﻴﺮﻙ ﻭﻏﻴﺮ ﺑﺎﺑﻚ:
          ﻓﺄﻣﺎ ﺑﺎﺑﻚ ﻓﺒﺤﻤﻘﻪ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ،
          ﻓﺈﻥ ﺧﺎﻟﻔﺖ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﻟﻘﺘﺎﻟﻚ ﻏﻴﺮﻱ ﻭﻣﻌﻲ اﻟﻔﺮﺳﺎن ﻭﺃﻫﻞ اﻟﻨﺠﺪﺓ ﻭاﻟﺒﺄﺱ.
          ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻬﺖ ﺇﻟﻴﻚ، ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﺣﺪ ﻳﺤﺎﺭﺑﻨﺎ:
          ﺇﻻ اﻟﻌﺮﺏ
          ﻭاﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ
          ﻭاﻷﺗﺮاﻙ:
          ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ:
          ﻓﻤﻨﺰﻟﺘﻪ ﻛﻜﻠﺐ ﺃﻃﺮﺡ ﻟﻪ ﻛﺴﺮﺓ، ﺛﻢ ﺃﺿﺮﺏ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺪﺑﻮﺱ.
          ﻭﻫﺆﻻء اﻟﺬﺋﺎﺏ -ﻳﻌﻨﻲ: اﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ- ﻓﺄﻛﻠﺔ ﺭﺃﺱ.
          ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺗﻨﻔﺪ ﺳﻬﺎﻣﻬﻢ، ﺛﻢ ﺗﺠﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺨﻴﻞ ﺟﻮﻟﺔ فتأتي على آخرهم .
          ﻭﻳﻌﻮﺩ اﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ.عليه أيام العجم .) اهـــ تاريخ الإسلام. والسير للذهبي

          كتبه/

          أبو محمد عبد الكريم الحسني

          تعليق


          • #65
            قيل للأحنف:
            أخبرني الثقة عنك بسوء
            فقال:
            الثقة لا ينم.اهـ
            وقال: ما خان شريف
            ولا كذب عاقل
            ولا اغتاب مؤمن.اهـ
            الوفيات والأعيان

            كتبه/ عبد الكريم الحسني

            تعليق


            • #66
              اقرأ بتأمل وتفكر
              قــصـــة عجيبة وعظيمة فيها عبرة وعظة
              ملك النوبة الكافر يقول:
              أن زوال ملك الأمويين بسبب الظلم والكبر
              قال عبيدالله بن مروان الأموي
              - بين يدي المنصور - ﻗﺼﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ علي إلينا و ﻛﻨﺖ اﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ.
              ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺧﺰاﻧﺔ ﻓﺎﺳﺘﺨﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺛﻢ ﺩﻋﻮﺕ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻏﻠﻤﺎﻧﻲ ﻭﺣﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺩاﺑﺔ ﻭﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻏﻼﻡ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺃﻭﻗﺮﺕ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺑﻐﻞ ﻓﺮﺷﺎ ﻭﺷﺪﺩﺕ ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻲ ﺟﻮﻫﺮا ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻊ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ.
              ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﺴﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﻓﻮﻗﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺮاﺏ ﻓﺄﻣﺮﺕ اﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﻓﻌﺪﻟﻮا ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﺸﺤﻮا ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺬﺭا ﺛﻢ ﻓﺮﺷﻮا ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﺵ.
              ﻭﺩﻋﻮﺕ ﻏﻼﻣﺎ ﻟﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺛﻖ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻓﻘﻠﺖ اﻧﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎﻗﺮﺋﻪ ﻣﻨﻲ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﺧﺬ ﻟﻲ منه اﻷﻣﺎﻥ ﻭاﺑﺘﻊ ﻟﻲ ﻣﻴﺮﺓ.
              ﻗﺎﻝ ﻓﺄﺑﻄﺄ ﻋﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺳﺆﺕ ﺑﻪ ﻇﻨﺎ ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﻛﻔﺮ ﻟﻲ ﺛﻢ ﻗﻌﺪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ.
              وﻘﺎﻝ ﻟﻲ اﻟﻤﻠﻚ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩﻱ ﺃﻣﺤﺎﺭﺏ ﺃﻡ ﺭاﻏﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻡ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮ ﺑﻲ. فﻗﻠﺖ له ﺮﺩ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺃﻣﺎ ﻣﺤﺎﺭﺑﺎ ﻓﻤﻌﺎﺫ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺭاﻏﺒﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻚ ﻓﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺑﻐﻲ ﺑﺪﻳﻨﻲ ﺑﺪﻻ بل ﻣﺴﺘﺠﻴﺮ ﺑﻚ.
              ﻗﺎﻝ ﻓﺬﻫﺐ ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ اﻟﻤﻠﻚ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺋﺮ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﺪا ﻓﻼ ﺗﺤﺪﺛﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﺪﺛﺎ ﻭﻻ ﺗﺘﺨﺬ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺓ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ اﻟﻤﻴﺮﺓ.
              ﻓﺄﻣﺮﺕ ﻏﻠﻤﺎﻧﻲ ﻓﻔﺮﺷﻮا ﺫﻟﻚ اﻟﻔﺮﺵ ﻛﻠﻪ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺑﻔﺮﺵ ﻓﻨﺼﺒﺖ ﻟﻪ ﻭﻟﻲ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﺃﻗﺒﻠﺖ ﻣﻦ ﻏﺪ ﺃﺭﻗﺐ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻓﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﺃﻗﺒﻞ ﻏﻠﻤﺎﻧﻲ ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻥ اﻟﻤﻠﻚ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ.
              ﻓﻘﻤﺖ ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻓﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﺮﻑ اﻟﻘﺼﺮ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺑﺮﺩﻳﻦ اﺋﺘﺰﺭ ﺑﺄﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭاﺭﺗﺪﻯ اﻵﺧﺮ ﺣﺎﻑ ﺭاﺟﻞ ﻭﺇﺫا ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻌﻬﻢ اﻟﺤﺮاﺏ ﺛﻼﺛﺔ ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﺧﻠﻔﻪ .
              ﻓﺎﺳﺘﺼﻐﺮﺕ ﺃﻣﺮﻩ وﻫﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻝ ﻭﺳﻮﻟﺖ ﻟﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﻣﻦ اﻟﺪاﺭ ﺇﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺴﻮاﺩ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺴﻮاﺩ ﻓﻘﻴﻞ اﻟﺨﻴﻞ فوافى ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺯﻫﺎء ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻋﻨﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮاﻓﺎﺓ اﻟﺨﻴﻞ اﻟﺪاﺭ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻓﺄﺣﺪﻗﻮا بنا ﻓﺪﺧﻞ ﺇﻟﻲ.
              ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﺘﺮﺟﻤﺎﻧﻪ ﺃﻳﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺄﻭﻣﺄ اﻟﺘﺮﺟﻤﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﺛﺒﺖ ﻟﻪ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻱ ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺪﻓﻊ ﻣﺎ ﻭاﻟﻰ اﻟﻔﺴﻄﺎﻁ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻭﻳﺸﻮﺵ اﻟﻔﺮﺵ ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺠﻠﻮﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﺆﻭا ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ اﻟﻔﺮﺵ وقعد على الأرض.
              ﻓﻘﻠﺖ ﻟﺘﺮﺟﻤﺎﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻭﻃﺊ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻞ ﻟﻪ ﺇﻧﻲ ﻣﻠﻚ ﻭﺣﻖ ﻛﻞ ﻣﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﻮاﺿﻊ ﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﺇﺫا ﺭﻓﻌﻪ اﻟﻠﻪ .
              ﻗﺎﻝ ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﻃﻮﻳﻼ ﻳﻨﻜﺖ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻛﻴﻒ ﺳﻠﺒﺘﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﻠﻚ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺃﻗﺮﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻜﻢ.
              ﻓﻘﻠﺖ ﺟﺎء ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﺮاﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺴﻠﺒﻨﺎ ﻭﻗﺘﻠﻨﺎ ﻭﻃﺮﺩﻧﺎ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮا ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺑﻚ.
              ﻗﺎﻝ ﻓﻠﻢ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺸﺮﺑﻮﻥ اﻟﺨﻤﺮ ﻭﻫﻲ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻜﻢ ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﻭﺃﻋﺎﺟﻢ ﺩﺧﻠﻮا ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺭﺃﻳﻨﺎ.
              ﻗﺎﻝ ﻓﻠﻢ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻠﺒﺴﻮﻥ اﻟﺤﺮﻳﺮ ﻭاﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﻭﻋﻠﻰ ﺩﻭاﺑﻜﻢ اﻟﺬﻫﺐ ﻭاﻟﻔﻀﺔ ﻭﻗﺪ ﺣﺮﻡ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻗﻠﺖ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﻭﺃﻋﺎﺟﻢ ﺩﺧﻠﻮا ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻨﺎ.
              ﻗﺎﻝ ﻓﻠﻢ ﻛﻨﺘﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺑﺄﻋﻴﺎﻧﻜﻢ ﺇﺫا ﺧﺮﺟﺘﻢ ﺇﻟﻰ ﻧﺰﻫﻜم ﻭﺻﻴﺪﻛﻢ ﺗﻘﺤﻤﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮﻯ ﻓﻜﻠﻔﺘﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﺎﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ اﻟﻮﺟﻴﻊ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻘﻨﻌﻜﻢ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺪﻭﺳﻮا ﺯﺭﻭﻋهـﻢ ﻓﺘﻔﺴﺪﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺩﺭاﺝ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻧﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﺃﻭ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻻ ﺷﺊ ﻭاﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻗﻠﺖ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ .
              ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ اﺳﺘﺤﻠﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺃﺗﻴﺘﻢ ﻣﺎ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﺎﻛﻢ ﻓﺴﻠﺒﻜﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺰ ﻭ ﺃﻟﺒﺴﻜﻢ اﻟﺬﻝ ﻭﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻢ ﻧﻘﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺇﻧﻲ ﺃﺗﺨﻮﻑ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﻨﻘﻤﺔ ﺑﻚ ﺇﺫ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﻴﺸﻤﻠﻨﻲ ﻣﻌﻚ ﻓﺈﻥ اﻟﻨﻘﻤﺔ ﺇﺫا ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻤﺖ ﻭﺷﻤﻠﺖ.
              ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﻓﺈﻧﻲ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺗﻚ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﻭﻗﺘﻠﺘﻚ ﻭﻗﺘﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ ﺛﻢ ﻭﺛﺐ ﻓﺨﺮﺝ ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺛﻼﺛﺎ.
              ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻓﺄﺧﺬوني اﻟﻴﻚ ﻓﺒﻌﺚ ﺑﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻬﺎﺃﻧﺬا ﻭاﻟﻤﻮﺕ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ.اهــــ تاريخ دمشق


              عبد الكريم الحسني

              تعليق


              • #67
                أبلَه البُله عند الإمام ابن الجوزي


                قال رحمه الله: ﻭﺃﺑﻠﻪ اﻟﺒﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﺻﺒﻴﺔ!

                ﻭﻟﻌﻤﺮﻱ، ﺇﻥ ﻛﻤﺎﻝ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﺒﺎ....

                ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﺸﻬﻮﺗﻪ اﻟﺠﻤﺎﻉ،

                ﻓﺈﻥ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻛﺎﻟﻔﺠﺮ اﻟﻜﺎﺫﺏ.

                ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺷﻴﺨﺎ اﺷﺘﺮﻯ ﺟﺎﺭﻳﺔ، ﻓﺒﺎﺕ ﻣﻌﻬﺎ، ﻓﺎﻧﻘﻠﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻴﺘﺎ.اهـ

                صيد الخاطر


                عبد الكريم الحسني

                تعليق


                • #68
                  قال الإمام ابن الجوزي:

                  ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ للعاقل ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻃﺮﻓﺎ، ﺛﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ،

                  ﺛﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺼﻮﺩ اﻟﻌﻠﻮﻡ،:

                  ﻭﻫﻮ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭاﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﻪ، ﻭاﻟﺤﺐ ﻟﻪ. اهـ

                  صيد الخاطر


                  كتبه/ عبد الكريم الحسني

                  تعليق


                  • #69
                    قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله:

                    ﻓﺈﻥ ﻗﺮﺏ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺣﺬﺭﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ.

                    ﻭﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ - أي في الجنة- ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﻫﻢ.

                    صيد الخاطر

                    كتبه/
                    عبد الكريم الحسني

                    تعليق


                    • #70
                      قـــصـــة عظيمة تدل على
                      عفو عظيم وخلق كريم
                      في معرفة حق الاستجارة
                      اقــــرأ:
                      ﻟﻤﺎ ﺃﻓﻀﺖ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻲ اﻟﻌﺒﺎﺱ اﺧﺘﻔﺖ ﺭﺟﺎﻝ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﻦ اﺧﺘﻔﻰ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺬ ﻟﻪ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻌﺒﺎﺱ اﻷﻣﺎﻥ.
                      ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺭﺟﻼ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﺫاﺕ ﻳﻮﻡ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻚ ﻓﻲ اﺧﺘﻔﺎﺋﻚ.
                      ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﻣﺨﺘﻔﻴﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺷﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ أنظر منه ﺫاﺕ ﻳﻮﻡإلى الصحراء ﺇﺫ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻼﻡ ﺳﻮﺩ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺤﻴﺮﺓ ﻓﻮﻗﻊ.
                      ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﻋﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺪاﺭ ﻣﺘﻨﻜﺮا ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﺖ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪا اﺧﺘﻔﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻣﺘحيرا ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺒﺎﺏ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺭﺣﺒﺔ ﻭاﺳﻌﺔ ﻓﺪﺧﻠﺖ اﻟﺮﺣﺒﺔ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ.
                      ﻭﺇﺫا ﺭﺟﻞ ﻭﺳﻴﻢ ﺣﺴﻦ اﻟﻬﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺱ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ اﻟﺮﺣﺒﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻏﻠﻤﺎﻧﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ.
                      ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻓﻘﻠﺖ: ﺭﺟﻞ ﻣﺨﺘﻒ ﻳﺨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﻪ ﻗﺪ اﺳﺘﺠﺎﺭ ﺑﻤﻨﺰﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻓﺄﺩﺧﻠﻨﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺛﻢ ﺻﻴﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﺗﻠﻲ ﺣﺮﻣﻪ ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻋﻨﺪﻩ فهيأ لي ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺣﺐ ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﻭﻣﺸﺮﺏ ﻭﻣﻠﺒﺲ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻲ وأقمت عنده ووالله ما سألني قط من أنا ولا من من أخاف.
                      وهو في أثناء ذلك ﻳﺮﻛﺐ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ويعود متعبا متأسفا كأنه يطلب شيئا
                      ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﻮﻣﺎ : ﺃﺭاﻙ ﺗﺪﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮﺏ ﻓﻔﻴﻢ ﺫﻟﻚ
                      ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﺇﻥ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻗﺘﻞ ﺃﺑﻲ ﺻﺒﺮا ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﺘﻒ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻃﻠﺒﻪ ﻷﺩﺭﻙ ﻣﻨﻪ ﺛﺄﺭﻱ.
                      ﻓﻜﺜﺮ ﺗﻌﺠﺒﻲ ﻣﻦ ﺇﺩﺑﺎﺭﻧﺎ ﺇﺫ ﺳﺎﻗﻨﻲ اﻟﻘﺪﺭ ﺇﻟﻰ اﻻﺧﺘﻔﺎء ﻓﻲ ﺷﻤﻞ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﺩﻣﻲ ﻓﻜﺮﻫﺖ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺴﺄﻟﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ اﺳﻤﻪ ﻭاﺳﻢ ﺃﺑﻴﻪ فﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻘﻠﺖ ﺇﻧﻲ ﻗﺘﻠﺖ ﺃﺑﺎﻩ.
                      ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﺎ ﻫﺬا ﻗﺪ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﻚ ﻭﻣﻦ ﺣﻘﻚ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺨﻄﻮﺓ
                      ﻗﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﺫاﻙ
                      ﻗﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﺎﺗﻞ ﺃﺑﻴﻚ ﻓﺨﺬ ﺑﺜﺄﺭﻙ
                      ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻧﻚ ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﻣﻠﻠﺖ اﻻﺧﺘﻔﺎء ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ اﻟﻤﻮﺕ
                      ﻗﻠﺖ ﺑﻞ اﻟﺤﻖ
                      ﻗﻠﺖ ﻳﻮﻡ ﻛﺬا ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺬا ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺃﻧﻲ ﺻﺎﺩﻕ اﺭﺑﺪ ﻭﺟﻬﻪ ﻭاﺣﻤﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﺃﻃﺮﻕ ﻣﻠﻴﺎ ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻲ
                      ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﺴﺘﻠﻘﻰ ﺃﺑﻲ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻣﻨﻚ ﺣﻘﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻐﻴﺮ ﻣﺨﻔﺮ ﺫﻣﺘﻲ ﻓﺎﺧﺮﺝ ﻋﻨﻲ ﻓﻠﺴﺖ ﺁﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺒﻠﻬﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻬﺬا ﺃﻛﺮﻡ ﺭﺟﻞ ﺭﺃﻳﺘﻪ.اهـ
                      تاريخ مدينة دمشق


                      كتبه/
                      عبد الكريم الحسني

                      تعليق


                      • #71
                        قال الإمام ابن القيم:

                        إﻥ اﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﺰﻛﻮ ﻭﺗﺼﻠﺢ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺤﺺ ﺑاﻟﺒﻼء ﻛﺎﻟﺬﻫﺐ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﻠﺺ ﺟﻴﺪﻩ ﻣﻦ ﺭﺩﻳﺌﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺘﻦ ﻓﻲ كير اﻻﻣﺘﺤﺎﻥ.اهـ

                        الفوائد

                        عبد الكريم الحسني

                        تعليق


                        • #72
                          فائدة عظيمة في لقاح الأعمال
                          قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
                          اﻟﻄﻠﺐ ﻟﻘﺎﺡ اﻹﻳﻤﺎﻥ : ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻊ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭاﻟﻄﻠﺐ ﺃﺛﻤﺮ اﻟﻌﻤﻞ
                          اﻟﺼﺎﻟﺢ .
                          ﻭﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻟﻘﺎﺡ اﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﻭاﻻﺿﻄﺮاﺭ ﺇﻟﻴﻪ : ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﺃﺛﻤﺮ ﺇﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء .
                          ﻭاﻟﺨﺸﻴﺔ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﻤﺤﺒﺔ: ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﺃﺛﻤﺮا اﻣﺘﺜﺎﻝ اﻷﻭاﻣﺮ ﻭاﺟﺘﻨﺎﺏ اﻟﻨﻮاﻫﻲ .
                          ﻭاﻟﺼﺒﺮ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﺃﻭﺭﺛﺎ اﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺋﻤﺔ ﻳﻬﺪﻭﻥ ﺑﺄﻣﺮﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺻﺒﺮﻭا ﻭﻛﺎﻧﻮا ﺑﺂﻳﺎﺗﻨﺎ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ.
                          ﻭﺻﺤﺔ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻘﺎﺡ اﻹﺧﻼﺹ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﺃﺛﻤﺮ ﻗﺒﻮﻝ اﻟﻌﻤﻞ ﻭاﻻﻋﺘﺪاﺩ ﺑﻪ .
                          ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﻔﻼﺡ ﻭاﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺇﻥ اﻧﻔﺮﺩ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ﻟﻢ ﻳﻔﺪ ﺷﻴﺌﺎ.
                          ﻭاﻟﺤﻠﻢ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺳﻴﺎﺩﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ ﻭﺣﺼﻞ اﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺇﻥ اﻧﻔﺮد ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﺎﺕ اﻟﻨﻔﻊ ﻭاﻻﻧﺘﻔﺎﻉ .
                          ﻭاﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﻧﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻬﻤﺎ ﺧﻴﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺑﻪ ﻫﻤﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻴﺎء ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ.
                          ﻓﺘﺨﻠﻒ اﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ اﻟﺒﺼﻴﺮﺓ
                          ﻭﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ اﻟﻌﺰﻳﻤﺔ .
                          ﻭﺣﺴﻦ اﻟﻘﺼﺪ ﻟﻘﺎﺡ ﻟﺼﺤﺔ اﻟﺬﻫﻦ ﻓﺈﺫا ﻓﻘﺪا ﻓﻘﺪا اﻟﺨﻴﺮ ﻛﻠﻪ ﻭﺇﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﺃﺛﻤﺮا ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﺨﻴﺮاﺕ .
                          ﻭﺻﺤﺔ اﻟﺮﺃﻱ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺼﺮ ﻭاﻟﻈﻔﺮ ﻭﺇﻥ ﻗﻌﺪا ﻓﺎﻟﺨﺬﻻﻥ ﻭاﻟﺨﻴﺒﺔ ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪ اﻟﺮﺃﻱ ﺑﻼ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻓﺎﻟﺠﺒﻦ ﻭاﻟﻌﺠﺰ ﻭﺇﻥ ﺣﺼﻠﺖ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺑﻼ ﺭﺃﻱ ﻓﺎﻟﺘﻬﻮﺭ ﻭاﻟﻌﻄﺐ.
                          ﻭاﻟﺼﺒﺮ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﻓﺎﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻤﺎ...
                          ﻭاﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻗﻮﻳﺖ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻗﻮﻱ اﻟﻌﻘﻞ ﻭاﺳﺘﻨﺎﺭ.
                          ﻭاﻟﺘﺬﻛﺮ ﻭاﻟﺘﻔﻜﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻘﺎﺡ اﻵﺧﺮ ﺇﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﺃﻧﺘﺠﺎ اﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ.
                          ﻭاﻟﺘﻘﻮﻯ ﻟﻘﺎﺡ اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ اﺳﺘﻘﺎﻡ اﻟﻘﻠﺐ.
                          ﻭﻟﻘﺎﺡ ﺃﺧﺬ ﺃﻫﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﺪاﺩ ﻟﻠﻘﺎء ﻗﺼﺮ اﻷﻣﻞ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﻓﺎﻟﺨﻴﺮ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻤﺎ ﻭاﻟﺸﺮ ﻓﻲ ﻓﺮﻗﺘﻬﻤﺎ.
                          ﻭﻟﻘﺎﺡ اﻟﻬﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﻌﺒﺪ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻤﺮاﺩ.
                          الفوائد


                          عبد الكريم الحسني

                          تعليق


                          • #73
                            حلق الرأس
                            قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
                            ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺪﻳﻪ ﺣﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻧﺴﻚ، ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺣﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺞ ﺃﻭ ﻋﻤﺮﺓ.
                            ﻭﺣﻠﻖ اﻟﺮﺃﺱ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ:
                            ﺷﺮﻋﻲ - ﻭﺷﺮﻛﻲ- ﻭﺑﺪﻋﻲ- ﻭ ﺭﺧﺼﺔ:
                            ﻓﺎﻟﺸﺮﻋﻲ: اﻟﺤﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺞ ﻭاﻟﻌﻤﺮﺓ.
                            ﻭاﻟﺸﺮﻛﻲ: ﺣﻠﻖ اﻟﺮﺃﺱ ﻟﻠﺸﻴﻮﺥ
                            ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺤﻠﻘﻮﻥ رؤوسهم لمشايخهم تذللا.
                            ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺤﻠﻖ اﻟﺒﺪﻋﻲ: ﻓﻬﻮ: ﻛﺤﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﻮﻋﺔ ﻭاﻟﻔﻘﺮاء ﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﺷﺮﻃﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮ، ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﻌﻮﺭ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺪ ﻭاﻟﻔﻘﻬﺎء ﻭاﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.
                            ﻭﻣﻦ ﺣﻠﻖ اﻟﺒﺪﻋﺔ: اﻟﺤﻠﻖ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺑﻤﻮﺕ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﻧﺤﻮﻩ.
                            ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻴﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﺑﺮﺉ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﻘﺔ .
                            وهي اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻠﻖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ.
                            ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺤﻠﻘﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺪﻋﺔ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻳﻜﺮﻫﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ.
                            ﻭﺃﻣﺎ ﺣﻠﻖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭاﻟﺮﺧﺼﺔ: ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻟﺤﻠﻖ ﻟﻮﺟﻊ ﺃﻭ ﻗﻤﻞ ﺃﻭ ﺃﺫﻯ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻦ ﺑﺜﻮﺭ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ﻓﻬﺬا ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ.

                            *******


                            عبد الكريم الحسني

                            تعليق


                            • #74
                              انظر كيف صبر هل الباطل على باطلهم
                              قصة مقتل( بابك الخرّميّ) وكان ثنويّا على دين مزدك وكان يرى الزواج بالبنت. باطنيا
                              وكان عبدا
                              ﻓﺘﻔﺮﺱ ﺟﺎﻭﻧﺪاﻥ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻚ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﻓﺄﺳﺘﺄﺟﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ.
                              ﻓﺄﺣﺒﺘﻪ اﻣﺮﺃﺓ ﺟﺎﻭﻧﺪاﻥ، ﻭﺃﻃﻠﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺯﻭﺟﻬﺎ.
                              ﺛﻢ ﻗﺘﻞ ﺟﺎﻭﻧﺪاﻥ ﻓﻲ ﻭﻗﻌﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ اﺑﻦ ﻋﻢ ﻟﻪ.
                              ﻓﺰﻋﻤﺖ اﻣﺮﺃﺗﻪ ﺃﻧﻪ اﺳﺘﺨﻠﻒ ﺑﺎﺑﻚ.
                              ﻓﺼﺪﻗﻬﺎ اﻟﺠﻨﺪ ﻭاﻧﻘﺎﺩﻭا ﻟﻪ.
                              فاﺳﺘﻔﺤﻞ ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻋﻈﻢ ﺷﺮﻩ، ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻌﻪ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ.
                              ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ، ﻭاﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻥ ﻭﻣﺪاﺋﻦ، ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺳﺒﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻇﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ .
                              . ﻓﺄﺭﻛﺒﻪ اﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﻓﻴﻼ، ﻭﺃﻟﺒﺴﻪ ﻗﺒﺎء ﻣﻦ ﺩﻳﺒﺎﺝ، ﻭﻗﻠﻨﺴﻮﺓ ﺳﻤﻮﺭ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺮﺑﻮﺵ ﻭﺧﻀﺒﻮا اﻟﻔﻴﻞ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء، ﻭﻃﺎﻓﻮا ﺑﻪ
                              ﻗﻄﻊ ﺃﻃﺮاﻑ ﺑﺎﺑﻚ ﻭﻗﺘﻠﻪ
                              ﺛﻢ ﺃﻣﺮ اﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺑﺄﺭﺑﻌﺘﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ.
                              ﺛﻢ ﻗﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻃﻴﻒ ﺑﻪ ﺑﺴﺎﻣﺮاء
                              ﻭﺑﻌﺚ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪاﺩ، ﻓﻔﻌﻞ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭاﺳﻤﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ
                              ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺠﻊ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻚ.
                              ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻷﺧﻴﻪ ﺑﺎﺑﻚ ﻗﺪاﻡ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ:
                              ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻚ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﺃﺣﺪ.
                              ﻓﺄﺻﺒﺮ ﺻﺒﺮا ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺮﻩ ﺃﺣﺪ.
                              ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻮﻑ ﺗﺮﻯ ﺻﺒﺮﻱ.
                              ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻳﺪﻩ ﻣﺴﺢ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺟﻬﻪ.
                              ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻟﻢ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬا؟
                              ﻗﺎﻝ: ﻗﻮﻟﻮا ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺇﻧﻚ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﻘﻄﻊ ﺃﺭﺑﻌﺘﻲ.
                              ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻜﻮﻳﻬﻤﺎ ﻭﺗﺪﻉ ﺩﻣﻲ ﻳﻨﺰﻑ.
                              ﻓﺨﺸﻴﺖ ﺇﺫا ﺧﺮﺝ اﻟﺪﻡ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﺮ ﻭﺟﻬﻲ، ﻓﺘﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﺰﻉ اﻟﻤﻮﺕ.
                              ﻓﻐﻄﻴﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻟﻬﺬا.
                              ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻤﻌﺘﺼﻢ: ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺐ اﻟﺼﻨﻴﻌﺔ ﻭاﻟﻌﻔﻮ ﻟﻜﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺒﻘﺎء.
                              ﺛﻢ ﺿﺮﺑﺖ ﻋﻨﻘﻪ، ﻭﺃﺣﺮﻗﺖ ﺟﺜﺘﻪ، ﻭﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﺧﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺡ.اه
                              تاريخ الإسلام للذهبي


                              نحن أولى بالشجاعة والصبر للحق
                              عبد الكريم الحسني

                              تعليق


                              • #75
                                قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
                                المتذكر: شديد الحاجة إلى الأمر والنهي.
                                والمعرض الغافل: شديد الحاجة إلى الترغيب والترهيب.
                                والمعارض المتكبر :.شديد الحاجة إلى المجادلة.
                                فجاءت هذه الثلاثة في قوله:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). اهـ
                                مدارج السالكين


                                عبد الكريم الحسني

                                تعليق

                                يعمل...
                                X