إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:: متجدد :: حقيقة الشيعة والرافضة على مر التاريخ والأزمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بطلان قول الشيعة إن إجماع أهل البيت حجة

    بطلان قول الشيعة إن إجماع أهل البيت حجة

    لقد أول الشيعة آيات قرآنية واستدلوا بأحاديث صحيحة على أن إجماع أهل البيت حجة وكلها في الحقيقة تدل على فضل أهل البيت وعلو قدرهم على من سواهم ,
    واستدلوا أيضا بما لا يجوز الاستدلال به من الأحاديث الضعيفة على حجية إجماع أهل البيت.
    مع العلم أن أهل البيت ليسوا على مذهب واحد ولا يسكنون في بلدة معينة حتى يجمعوا على مسألة معينة, فقد تفرقوا في العالم العربي والإسلامي بل في العالم كله .وتمسك كل بالمذهب الذي عليه أهل تلك البلاد .وعلى هذا فيستحيل إدعاء الشيعة إجماع أهل البيت قطعا .
    ثم إن علماء الإسلام قاطبة لم يوافقوا الشيعة على زعمهم هذا و لا يعتد بخلافهم إذا شذوا في بعض المسائل .
    قال النووي في "المجموع" (3/305) وهو يتحدث عن استحباب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام: «ونقل ابن المنذر وغيره الإجماع فيه، ونقل العبدري عن الزيدية أنه لا يرفع يديه عند الإحرام، والزيدية لا يعتد بهم في الإجماع»أهـ
    وقال ابن حجر في "الفتح" (2/284) ولا يعتد بخلافهم» وقال شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله في إرشاد الفحول ص 83:"وذهب الجمهور أيضا إلى أن إجماع العترة وحدها ليس بحجة وقالت الزيدية والإمامية هو حجة واستدلوا بقوله :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(الأحزاب: من الآية33) والخطأ رجس فوجب أن يكونوا مطهرين عنه وأجيب بأن سياق الآية يفيد أنه في نسائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ويجاب عن هذا الجواب بأنه قد ورد الدليل الصحيح أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين وقد أوضحنا الكلام في هذا في تفسيرنا الذي سميناه (فتح القدير) فليرجع إليه ولكن لا يخفاك أن كون الخطأ رجس لا يدل عليه لغة ولا شرع فإن معناه في اللغة القذر ويطلق في الشرع على العذاب كما في قوله سبحانه :(قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ) وقوله : ( من رجز أليم ) والرجز الرجس واستدلوا بمثل قوله (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) وبأحاديث كثيرة جدا تشتمل على مزيد شرفهم وعظيم فضلهم ولا دلالة فيها على حجية قولهم.اهـ .
    وقال العلامة المقبلي في "العلم الشامخ(61):"وأما الزيدية ونحوهم من سائر أهل الفنون من غير المحدثين الذين هم الحجة في فنهم فحالهم أعجب وترى المتفقهة في عصرنا وبلدنا يقولون: رواه أهل البيت ويجعلون ذلك دليلاً قاطعاً لا ينازع فيه عندهم إلا بغيض بزعمهم وإذا تحققت معنى رواية أهل البيت وجدت غالبه أن رجلاً منهم ذكره في كتابه غير متحمل عهدته لا عن استناد فيه ولا إرسال بشرطه إنما هو ممرض كرُوِي أو بصيغة البلاغ أو بصيغة الإرسال ممن عرف حاله أنه يقبل المرسل مطلقاً ثم كون رجل من أهل البيت ذكر ذلك الحديث في كتابه لا يلزم منه كون رواته جميعا من أهل البيت، ولم يثبت ذلك، ولو ثبت فليس بنافع إذ الجرح والتعديل يتطرق إليهم، ولم يقل بعصمة أفرادهم ولا بعدالة كل فرد منهم أحد من الأمة حتى غلاة الإمامية. ومن كلمات متفقهة زماننا أن الهادي ومذهبه هو المعتمد في اليمن لا يُروى إلا عن آبائه، وهذا كذب محض إلا أنهم لا يعرفون كذبهم لعدم معاودة كتبه ومن عرفها منهم وقال ذلك كان كذبه عمداً)اهـ .

    تعليق


    • تخبط الزيدية في انتماءاتهم المذهبية وتناقضاتهم الفكرية

      تخبط الزيدية في انتماءاتهم المذهبية وتناقضاتهم الفكرية

      كم يتخبط أصحاب المذهب الزيدي عند مناقشاتهم عن البدع التي وقعوا فيها فمرة يقولون هم زيدية ومرة يقولون هم هادوية ومرة يدعون أنهم على مذهب أهل البيت, فعلى سبيل المثال لو قيل للزيدي لماذا تستفتح الصلاة بالقراءة بعد تكبيرة الإحرام ولا تسفتحها بدعاء الاستفتاح مع أن الاستفتاح بالدعاء في المسند المنسوب إلى الإمام زيد لقال أنا على المذهب الهادوي لأن مذهب الهادي خلاف ذلك ولو قيل لهم لماذا لا تزوج الهاشمية بغير الهاشمي وقد زوج الهادي بناته بطبريين لقال أنا على مذهب أهل البيت... وفيهم يقول إسحاق بن المتوكل :
      أيها الأعلام من ساداتنا ومصابيح دياجي المشكل
      خبرونا هل لنا من مذهب يقتدى في القول أو في العمل
      أم تركنا هملا نرعى بلا سائم نقفوه نهج السبل
      فإذا قلنا ليحيى قيل لا هاهنا النص لزيد بن علي
      وإذا قلنا لزيد حكموا أن يحيى قوله النص الجلي
      قروا المذهب قولا خارجا عن نصوص الآل فابحث وسل
      ثم من ناظر أو جادل أو رام كشفا لقذى لم ينجل
      قدحوا في دينه واتخذوا عرضه مرمى سهام المنصل
      وقال والد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير عن الهادوية في رده على الحسن بن إسحاق:« ثم نراهم قاصرين الحق على المذهب، ثم الانتساب إلى زيد بن علي يكاد يقلع هذه النسبة، وما هو إلا كقولهم: خلافا للشافعي، خلافا لأبي حنيفة، مع أنه قد تتفق الموافقة لهما في بعض، ثم هذه المذاهب ما يعني المنسوب إليه ؟ فإنه قد يختار كلام الهادي u ثم المقررون للمذهب أيضا قد يختلفون فيما بينهم، فصار المذهب علما في حكم النكرة، ويحكمون على المخالف بالخطأ، مع الحكم بإصابة كل مجتهد، وهل هذه إلا مناقضة ظاهرة [1]» . وقال الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله : إن محمد ابن إسماعيل الأمير كان يقول لأصحابه: لا ندري من نحن متبعون؟ فتارة يقولون للهادي، وأخرى لزيد بن علي. تحفة المجيب.


      [1] - الزيدية للأكوع ص 67.

      تعليق


      • حقيقة فتح باب الاجتهاد عند الزيدية

        حقيقة فتح باب الاجتهاد عند الزيدية

        إن حقيقة فتح باب الاجتهاد عند الزيدية سراب لم يعرفه إلا من عرفهم فقد كان السبب في ذلك هو اصطناع مذهبا يخصهم وهم في نفس الوقت متناقضون بدليل أنهم يحاربون كل من اجتهد منهم أو ترك تقليد مذهبهم فأين فتح باب الاجتهاد المزعوم عندهم ؟ قال القاضي إسماعيل الأكوع رحمه الله :«ومع ما يوجد في المذهب الزيدي الهادوي من مثل هذه المخالفات الصريحة لما عليه أهل السنة فإن له- ولا جرم - مزية حميدة , منقبة مشكورة انفرد بها عن غيره من المذاهب الإسلامية الأخرى ,ألا وهي فتح باب الاجتهاد...على أنه , وإن صار الاجتهاد مبدأ معروفـاً في المذهب الزيدي إلا أن من أخذ به ومال إليه وحققه في نفسه لم يسلم من شرور غائلة علماء الزيدية المقلدين وأتباعهم لأنه يشق عليهم ترك التقليد وخروج المجتهد من مذهبهم , والاشتغال بأحكام الكتاب والسنة النبوية , ولهذا فـإنـهم يجعلونه هدفا يفوقون إليه سهامهم ,فيرمونه بالنصب وبغض أهل البيت ليثيروا عليه سخط عامة الناس , ويلفقون عليه تهما لا أساس لها من الصحة والواقع ليجعلوا منه عبرة للمعتبر فيردعوا به من عنده الرغبة للعمل بالكتاب وصحيح السنة,فيكفّ عن ذلك [1]»أهـ . وقال الإمام الشوكاني رحمه الله وهو يصف تعصب الزيدية ضد الاجتهاد : وأما في هذه الأزمنة فقد أدركنا منهم من هو أشد تعصبا من غيرهم فإنهم إذا سمعوا برجل يدعي الاجتهاد ويأخذ دينه من كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قاموا عليه قياما تبكي له عيون الإسلام واستحلوا منه ما لا يستحلونه من أهل الذمة بالطعن واللعن والتفسيق والتكفير والهجم عليه إلى دياره ورجمه بالأحجار والاستظهار بهتك حرمته ...[2].اهـ المراد . وقد استشهد الإمام الشوكاني رحمه الله بفتنة محزنة من هذا النوع نشبت فيها معركة دامية بين بعض القبائل وبين سكان صنعاء لأن دعاة الفتنة يدفعون القبائل إلى التحريش بأهل صنعاء وإلى إرهابهم حتى لا يجرؤ أحد منهم على مخالفة أهل البيت-على حد زعمهم- . هذه عينات من تاريخ اليمن وهي ذات دلالة بالغة تدعم الرأي الذي نراه وهي أن حرية الاجتهاد إنما كانت صورة موجهة أو محصورة في نطاق ضيق وإن أهداف الإمامة السياسية أهداف مصونة لا تجرؤ على المساس بها حرية الاجتهاد المزعومة [3]»أهـ . وقال العلامة الشوكاني رحمه الله:"ومن العجب أن سمعنا من جهال عصرنا من يطلق اسم التعصب على من قرأ في كتب الحديث بل على من قرأ في سائر علوم الاجتهاد !وهذه مصيبة مهلكة لدين من تساهل في ذلك ولا يكون إلا أحد رجلين إما جاهل لا يدري ما التعصب ولا ما هو ناصبي ,أو غير مبال بهلاك دينه [4].اهـ .


        [1] - الزيدية ص 40 و42.

        [2] - الفتح الرباني 5/2211-2212.

        [3] - الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ص 28 للأديب محمد محمود الزبيري.

        [4] - الفتح الرباني 2/876.بتحقيق الحلاق .

        تعليق


        • كان الإمام زيد رحمة الله عليه سنيا

          كان الإمام زيد رحمة الله عليه سنيا

          وبعد أن عرفت أيها القارئ الكريم أنه لم يثبت أن للإمام زيد رحمه الله مذهبا أو كتبا تخصه .

          فلازم هذا أنه كان على نهج السلف الصالح بدليل أنه كان ينكر على أهل البدع بدعهم ,فإنك عند أن تقرأ في كتابنا هذا عن بدع الزيدية ومعتقداتهم الزائغة تجزم بأن الإمام زيد رحمه الله لم يكن من هذا الصنف بل كان على الجادة وكان خروجه على هشام بن عبد الملك اجتهادا منه لا عقيدة .

          كما قال الإمام الذهبي رحمه الله:«خرج متأولا وقتل شهيدا وليته لم يخرج [1]»أهـ

          وقال العلامة الدهلوي رحمه الله:«وكان زيد بن علي منكرا لجميع معتقدات الإمامية كما روى الزيدية والإمامية معا[2]»أهـ. .وعند أن تقرأ كتب الرافضة الإمامية الجديدة في عصرنا الحاضر تجدهم يدعون انتساب زيد بن علي إلى المذهب الإمامي بسبب خروجه بالسيف فهو عندهم إمام جهاد ونضال فهي مجرد دعوى من غير بينة. ولكن عند أن تقرأ كتب أئمة المذهب الإمامي تجد أنهم لا يتفقون على زيد ولا يجزمون بأنه منهم بل إن شيخ الرافضة المجلسي يقول في كتابه بحار الأنوار37/34:"كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم...وسائر صفاتهم كافية في الرد عليهم وإبطال مذاهبهم السخيفة الضعيفة" فكيف يكون الإمام زيد رحمه الله مع الرافضة وقد قال لهم حين رفضوا الخروج معه بسبب توليه الشيخين "اذهبوا فأنتم الرافضة". وقال العلامة الكبير محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله في (العواصم والقواصم) 8/375: «لم ينقم أحد من أهل السنة على زيد بن علي المخالفة في شيء من الاعتقاد، ويعضده ما رواه القاضي شرف الدين حسن بن محمد النحوي في "تذكرته"عن زيد بن علي u أنه يقول بالصلاة على أهل الكبائر من أهل الملة،وهو عنه أوثق راو وأعرف حاك، بل روى الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة u عن زيد بن علي u أنه يذهب إلى الرجاء لأهل التوحيد كقول أهل السنة،رواه لي حفيده السيد صلاح الدين عبد الله بن الهادي بن أمير المؤمنين » . وقد ذكره ابن حبان في الثقات ووافق المزي في تهذيب الكمال وابن حجر في تهذيب التهذيب على توثيقه وقال عنه ابن حجر في التقريب (ثقة)وإذا كان العلماء نصوا بأنه ثقة ولم يذكروه ببدعة فإن ذلك الحكم يعني أنه ليس صاحب بدعة . هذا مع أنك تجد علماء الحديث قد أخرجوا له في كتبهم كالترمذي وأبي داود وابن ماجة والإمام أحمد في مسند علي وحكم الترمذي على حديثه بأنه حسن صحيح فروايته مذكورة وهو معروف عند أهل الحديث . وبهذا يتبين أن الإمام زيد على منهج أهل السنة ولم يكن قائلا ببدعة القدرية ولا بغيرها من عقائد المعتزلة وإلا لتكلم عليه علماء الجرح والتعديل كما تكلموا على غيره [3].


          [1] - سير أعلام النبلاء 5/391.

          [2] - مختصر التحفة الاثنى عشرية ص 198.

          [3] - الإمام زيد رحمه الله ودعاوي الفرق أعداد مركز الحقيقة للدراسات والبحوث ص 21.

          تعليق


          • من خالف المذهب الزيدي واتبع السنة فهو عند الزيدية مبطل

            من خالف المذهب الزيدي واتبع السنة فهو عند الزيدية مبطل

            مما أذكر للقارئ الكريم أنني قبل أن أترك المذهب الزيدي كان الشيعة يقدموني في الصلاة وإذا ذهبت زيارة إلى أقارب في بلد ما جاء أصحاب تلك البلاد يجلسون معي ويفرحون بضيفهم فلما عفيت لحيتي وضميت وأمنت والتزمت المنهج السلفي اشمأزت قلوبهم مني ولم يقدمونني في صلاة كما كانوا بل بعضهم إذا رآني في جهة من الصف ذهب ليصلي في جهة أخرى زعما منهم أني مخالف لمذهب أهل البيت ولم يأت منهم أحد ليجالسني كما هي عادات اليمنيين مجالسة الضيف والتحدث معه وإدخال السرور عليه ,وما يضرني هذا وقد تعاملوا مع صحابة رسول الله أبشع معاملة. قال الإمام الشوكاني في أدب الطلب :«فإن غالبهم قد ضم إلى ما قدمنا من أوصافه وصفا أشد منها وأشنع وأقبح وهو أنه إذا سمع قائلا يقول قال رسول الله أو يملي سندا فيقول حدثنا فلان عن فلان قامت قيامته وثار شيطانه واعتقد أن هذه صنع أعداء أهل البيت المناصبين لهم بالعداوة المخالفين لهديهم ,فانظر ما صنع هذا الشيطان فإن في نسبته للمشتغلين بالسنة المطهرة إلى مخالفة أهل البيت طعنا عظيما على أهل البيت لأنه جعلهم في جانب والسنة في جانب آخر وجعل بينهما عنادا وتخالفا فانظر هذا الشيعي المحب لأهلُ البيت القائم في نشر مناقبهم كان أول ما قرره من مناقبهم النداء في الناس بأن من عمل بالسنة المطهرة أو رواها أو أحبها فهو مخالف لأهل البيت وحاشى لأهل البيت أن يكونوا كما قال فهم أحق الأمة باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والاهتداء بهديه والاقتداء بكلامه ,ولقد رأينا هؤلاء الذين يسخطون على السنة المطهرة ويعاون من اشتغل بها وعكف عليها يسمع أحدهم في المساجد والمدارس علوم الفلسفة وسائر علوم غير الشريعة يقرأها الطلبة على الشيوخ فلا ينكر ذلك ولا يرى به بأسا فإذا سمع حدثنا فلان عن فلان قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان هذا أشد على سمعه من علم أرسطو طاليس وأفلاطون وجالينوس بل أثقل على سمعه من فرعون وهامان ,فقبح الله أهل البدع وقلل عددهم وأراح منهم فإنهم أضر على الشريعة من كل شيء قد شغلوا أنفسهم بمسائل معروفة هي رأس مذهبهم وأساسه وتركوا ما عدا ذلك وعابوه وعادوا أهله ,انظر الرافضة فإنك تجد أكثر ما لديهم وأعظم ما يشتغلون به ويكتبونه ويحفظونه مثالب الصحابة yالمكذوبة عليهم ليتوصلوا بذلك إلى ما هو غاية ما لديهم من السب والثلب لهم صانهم الله وكبت مبغضيهم ثم يعتبرون الناس جميعا بهذا المسألة فمن وافقهم فيها فهو المسلم حقا المحق وإن فعل ما فعل, ومن خالفهم في هذه المسألة فهو المبطل المبتدع وإن كان على جانب من الورع وحظ من التقوى لا يقادر قدرهما وقد يضمون إلى هذه المسألة التظهر بجميع الصلوات وترك الجمع كما قلته في أبيات
            تشيع الأقـــوام في عـصـرنـا * منحصر في بدع تبتدع
            عداوة السنة والثلب للأسلاف * والجمع وترك الجمـع
            وأما معيار التشيع في دارنا هذه عند جماعة من الزيدية لا عند جميعهم فيزيدون على هذه الأربع خامسة وهي التظهر بترك بعض من سنن الصلاة كالرفع والضم فإن أهل الطبقة التي ذكرنا لك أنها أصل الشر إذا رأوا من يفعل الرفع والضم ونحوهما كالتوجه في الصلاة بعد التكبير والتورك في التشهد الأخير والدعاء في الصلاة بغير ما قد عرفوه عادوه عداوة أشد من عداوتهم لليهود والنصارى وظنوا أنه على شريعة أخرى وعلى دين غير دين الإسلام وأوقعوا في أذهان العوام أنه ناصبي فانتقوا من فعله لهذه السنن أو أحدها إلى النصب الذي هو بغض علي وحكموا عليه به حكما جازما فانظر هذا الصنع الشنيع الذي هو شبيه بلعب الصبيان . ومما أحكيه لك إني أدركت في أوائل أيام طلبي رجلا يقال له الفقيه صالح النهمي قد اشتهر في الناس بالعلم والزهد وطلب علوم الاجتهاد طلبا قويا فأدركها إدراكا جيدا فرفع يديه في بعض الصلوات ورآه يفعل ذلك بعض المدرسين في علم الفقه المشهورين بالتحقيق فيه والإتقان له فقال اليوم ارتد الفقيه صالح ,فانظر هذه الكلمة من مثل هذا مع شهرته في الناس واجتماع كثير من طبلة علم الفروع عليه في جامع صنعاء وشيبه الناصع وثيابه الحسنة كيف موقعها في قلوب العامة وما تراهم يعتقدون في الفاعل لذلك بعد هذا ,فأبعد الله هذا عالما وذهب بهذا علما وإن كان لا عالم ولا علم فإن من لا يعقل الحجة ولا يفهم إلا مجرد الرأي لا الرواية ليس من العلم في شيء,ولا يستحق الدخول في باب من أبوابه ولا ينبغي وصفه بشيء من صفاته . فيا هذا لا حياك الله أيكون فعل سنة الرفع التي اجتمع على روايتها عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العشرة المبشرة بالجنة ومعهم زيادة على أربعين صحابيا ردة وكفرا وخروجا من الملة الإسلامية...أهـ المراد . ولهذا قلت لبعض الزيدية من أقاربي :
            أهدي سلامي إلى من كنت أحسبه *** سنام قومي وفخر السادة النجبا
            حاربتم الحق في قول وفي عملٍ *** وأصبح العلم والطلاب كالغربا
            بني الصحابة من رام اليهود لهم***طعن النصال كذا التنكيل والكربا
            صبراً جميلاً عسى الرحمن يهديكم *** وتبصرون ضياء الشمس والسببا
            سننصر الدين والأيـــام شاهدة***هيهات لا يستوي الجهال والأدبا.

            تعليق


            • رد العلامة ابن الوزير على زعم الزيدية أنه يجب الرجوع إلى كتبهم

              رد العلامة ابن الوزير على زعم الزيدية أنه يجب الرجوع إلى كتبهم

              يقول العلامة اليماني الهاشمي الكبير محمد بن إبراهيم الوزير مبينا فساد قول الزيدية يجب الرجوع إلى كتبهم : الوجه الثاني :إن قولك بالرجوع في الحديث وتصحيحه وتضعيفه ورده وتعليله إلى أئمة الزيدية يحتاج إلى تمهيد قاعدة ، وهي أن يكون أئمة الزيدية قد صنفوا في معرفة صحيح الحديث ومعلوله ومردوده ومقبوله ما يكفي أهل الاجتهاد من أهل الإسلام ، والمعلوم خلاف ذلك . فإن من أهل الاجتهاد من لا يقبل المرسل ، ومنهم من لا يقبل ما وقفه الأكثرون ورفعه بعض الثقات ، أو وصله وقطعوه ، أو اسندوه وأرسلوه ، ومعرفة هذا يحتاج تأليف في العلل ، والذي صنع كتاب العلل هم علماء الحديث كالدار قطني وغيرة ، وليس لأئمة الزيدية في ذلك تصنيف البتة ، ومن لم يفرد للعلل تأليفاً من المحدثين ذكرها في تأليفه في الحديث كما يصنع أبو داود والنسائي وغير هما ، بخلاف من جمع الحديث من الزيدية فإنه لا يتعرض لذلك وكذلك المجتهد يحتاج عند تعارض الأحاديث على معرفة الراجح بكثرة الرواة وزيادة معدليهم ، أو كون بعضهم مجمعاً عليه وبعضهم مختلفاً فيه ، وهذا يحتاج إلى معرفة فنين عظيمين .
              أحدهما : معرفة طرق الحديث ، وهو فن واسع لا يعرف للزيدية فيه تأليف . وقد تعرض لذلك جماعة من أهل المسانيد والصحاح والسنن من المحدثين وجمع الحافظ الماسر جي في ذلك المسند الكبير الذي فرغ في قدر ثلثمائة مجلد كبار ، واختصر الحافظ منه أحاديث الحكام ، وجردوها من هذا المؤلفات الواسعة ، وذكروا ما تجب معرفته من وجوه الترجيح على أخصر ما يمكن ، تسهيلاً على الأمة وتمهيداً لقواعد الملة .
              الفن الثاني : علم الجرح والتعديل وما فيه من تعريف مراتب الثقات والضعفاء ، الذين لا يتم ترجيح حديث بعضهم على بعض إلا بعد معرفته ، وهو علم واسع صنف الحفاظ فيه الكتب الواسعة الحافلة ، حتى جمع الفلكي فيه كتاباً فرغ في ألف جزء ، ثم لم يزل الحفاظ يهذبونه ويختصرون ما لا يد من معرفته حتى انضبط ذلك بعد الانتشار الكثير في مقدار الخمسة المجلدة أو ما يقاربها ، وليس للزيدية في هذا الفن تأليف البتة .
              وهذه علوم جليلة لابد من معرفتها عند من يعتقد وجوب معرفتها من أهل الاجتهاد. فقول المعترض أن الواجب هو الرجوع إلى أئمة الزيدية في علوم الحديث قول فغفل لا يعرف أن ذلك مستحيل في حق أكثر أهل العلم الذين يشترطون في علوم الاجتهاد ما لم تقم به الزيدية ,وإنما هذا مثل من يقول :إنه يجب الرجوع في علم الطب إلى ألأحاديث النبوية والآثار الصحابية,ولا يجوز تعديها إلى غيرها, ومثل من يقول: إنه يجب الرجوع في علم الأدب إلى أئمة الزهادة وأقطاب أهل الرياضة, ولقد ذكر إمام الحرمين الجويني في كتاب البرهان أنه لا يجوز لأحد التزام مذهب أحد من علماء الصحابة رضي الله عنهم . وقال شارح البرهان إن العلة في ذلك كون الصحابة رضي الله عنهم ليس لهم نصوص على الحوادث تكفي الملتزم لمذهب أحدهم كالأئمة الفقهاء[1] المتبوعين ، وذلك أئمة الزيدية ليس لهم من التأليف في علم الحديث ما يكفي المجتهدين . فما للمعترض والتعرض لانتقاص المحدثين الذين قاموا بما قعد عنه غير هم من علوم الدين وهذا أمر يعرفه من له أدنى تمييز ، وإنما أوتي المعترض من قلة الإنصاف ومحبة الاعتساف ولله در من قال :
              اقلـــــــــوا عليهـــــم لا أبا لأبيكـــــــــــم * من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
              الوجه الثالث : إنا لو رجعنا إلى تصانيف الزيدية في الحديث لكنا قد رجعنا إلى أضعف مما استضعفت ، وأنكر مما أنكرت ، وذلك لأن المصنفين من الزيدية في الحديث ليس إلا القاضي زيد والإمام أحمد بن سليمان والأمير الحسين والإمام يحيى ابن حمزة هؤلاء الذي توجد تصانيفهم في أيدي الزيدية في نجد اليمن.
              أما القاضي زيد فقد ادعى في شرحه الذي يروي فيه الحديث إجماع الأئمة على قبول خبر أهل الأهواء
              وأما الإمام أحمد بن سليمان فقد صرح في خطبة كتابه بالنقل من كتب المحدثين بل ذكر أنه جمع كتابه من كتب مسموعة وكتب غير مسموعة ، ولم يميز ما رواه من الكتب المسموعة ، مع أن كتابه عمدة عند علماء الزيدية معتمد عند المجتهدين منهم .
              وأما الأمير الحسن فينقل من كتب المحدثين وهما معاً ينقلان من كتاب القاضي زيد ، وكل كتبهم خالية عن الإسناد وعن بيان من خرج الحديث من الأئمة .
              وأما الإمام يحيى بن حمزة فينقل عنهم الجميع وعن جميع أهل التأويل ويصرح بذلك .
              وأما من لم يصنف في الحديث من الأئمة ولكن توجد الأحاديث في كتبه ففيهم من صرح بقبول أهل الأهواء وفساقهم وكفارهم كالمؤيد بالله مع إجماع الزيدية على قبول ما أرسله ، بل قال المؤيد : إن الظاهر من قول أصحابنا قبول شهادة كفار التأويل بلفظ أصحابنا ، وهذا يقتضي روايته لذلك عن جميع علماء الزيدية ، وهو مجمع على ثقته عند الزيدية فوجب قبول روايته وهي تقتضي أن الرجوع إلى حديث الزيدية مشكل على من لا يقبل حديث كفار التأويل .
              وكذلك المنصور بالله فإنه قال في المذهب ما لفظه : وقد ذكر أهل التحصيل من العلماء جواز قبول أخبار المخالفين في الاعتقادات ، وروى عنهم المحققون بغير مناكرة ــ هذا لفظه ــ وهو رواية منه عن أهل التحصيل ، وقد ادعى الإجماع على قبول فساق التأويل في كتاب الصفوة .
              وكذلك الإمام يحيى بن حمزة والفقه عبد الله ادعيا الإجماع على قبول كفار التأويل ، ودعوى هؤلاء الإجماع يفيد روايتهم لذلك عن أسلافهم .
              وأما الهادي والقاسم فقد اختلفوا عليهما في ذلك ، فرواية هؤلاء للإجماع تفيد أنهما يذهبان إلى ذلك .وكذلك رواية أبي مضر عنهما تخريج المؤيد لهما وأحد تخريجي أبي طالب ,وهو يقتضي أن ذلك مذهبهما ,وهو أرجح من أحد تخريجي أبي طالب ورواية أبي جعفر ؛لأن هؤلاء أكثر وأخير ولأن عمل الهادي في الأحكام يوافق ذلك ,فإنه روى عن المخالفين ,فروى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ,وروى عن الحسين بن ضمرة عن أبيه عن جده .
              وعلى الجملة فالزيدية إن لم يقبلوا كفار التأويل وفساقه قبلوا مرسل من يقبل من أئمتهم ,وإلا يقبلون مرسل المجهول قبلوا مرسل من يقبله ,ولا يعرف فيهم من يتحرز عن هذا البتة .وهذا يدل على أن حديثهم في مرتبة لا يقبلها إلا من جمع بين قبول المراسيل بل المقاطيع ,وقبول المجاهيل وقبول الكفار والفساق من أهل التأويل فكيف يقال مع هذا :إن الرجوع إلى حديث أئمة الأثر ونقاده الذين أفنوا أعمارهم في معرفة ثقاته وجمع متفرقاته ,وبيان صحاحه من مستضعفاته .فتكثرت بهم فوائده ,وتمهدت قواعده ,وتقيدت أوابده ؟وهل هذا إلا مثل إنكار الشعوبية لفضل علماء العربية ,بل هو أقبح منه بدرجات عديدة,ومسافات بعيدة ,لأن الآثار النبوية هي ركن الإيمان وأخت القرآن ,وهي شعار الفقه والدثار , وعليهما في أمور الإسلام المدار [2].



              [1] - قال شيخنا الإمام الوادعي معلقا :التزام مذهب من مذاهب الفقهاء رحمهم الله يؤدي إلى رد كثير من نصوص الكتاب العزيز والسنة المطهرة وإلى التفرق المنهي عنه المذموم شرعا فيجب على المسلم أن يتبع الحق أينما كان ومع من كان .{ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}الأعراف:3.

              [2] - الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم 1/88- وقد نقل هذا الإمام الوادعي في رياض الجنة ص 275-278. وقال اهـ كلام العالم الجليل العلوي الفاطمي القائل فيه الشوكاني في البدر الطالع :ولو قلت إن اليمن لم تنجب مثله لما أبعدت عن الصواب .وقد أطال الثناء عليه هناك فراجعه إن شئت .

              تعليق


              • السلام عليكم ورحمة الله
                حياك الله أخي الكريم , جزاك الله خيرا على موضوعاتك وأود أن أقترح عليك أمرا وهو أن تجعل ذلك في موضوع واحد وكل مرة تضيف له مقالا فيكون الموضوع متجددا ويبقى كل ما وضعت ظاهرا كل مرة تضع فيها مشاركة وكذلك كي يسهل متابعة المواضيع الأخرى .
                والله أعلم وجزاك ربي خيرا

                تعليق


                • نظرة أسف على بعض أئمة الزيدية وعلمائهم على مر التاريخ

                  نظرة أسف على بعض أئمة الزيدية وعلمائهم على مر التاريخ

                  من المعلوم أن أخطر شيء على دين المسلم الابتداع في الدين والتعصب المذهبي والاتباع الأعمى لأهل الأهواء وهذا ما هو حاصل في علماء الزيدية وأتباعهم ويدل على ذلك ما يلي :
                  1- ادعى الحسين بن قاسم العياني أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن كلامه أفضل من كلام الله ومع أن هذا الكلام كفر منه إلا أنه قد تابعه وصدقه طائفة من الزيدية فقد قال فيه وفي أتباعه العلامة الكبير محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله في الروض الباسم 2/3:« وادعى أنه أفضل من رسول الله r وأن كلامه أنفع من كلام الله عز وجل، وتابعه على ذلك طائفة مخذولة من الزيدية، وقد انقرضت بعد الانتشار، وخملت بعد الاشتهار، وهذه العلة العليلة كانت سبب اغتراره من نفسه، فإنه كان يناظر أهل العلم بها، ويقول في مناظرته: قد ثبت أن الأعلم أفضل، وأن علم الكلام أفضل العلوم، ثم يقول لمن يوافقه من الزيدية والمعتزلة على هاتين المقدمتين: إنه يلزم منهما أنه أفضل من رسول الله r لأنه يقطع أنه أعلم منه بعلم الكلام، وأن مصنفاته قد اشتملت على الرد على الفلاسفة وسائر أهل الملل والنحل، على ما ليس في كتاب الله ما يقوم مقامه، فتصانيفه أنفع للمسلمين من القرآن العظيم»أهـ قلت :ومع هذا فإن لهذا الخبيث قبرا في ريدة يطوف حوله الجهلة من الزيدية كما يطاف حول الكعبة المشرفة .
                  2- قال الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة:«إن العالِم بالفن قد يكون أعرف بفنه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثل العالم في أصول الدين العالم المبرز في دقيقه، وكذلك العالم بالمنطق المتوغل في لطيفه، وكذلك سائر الفنون التي لم يمارسها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإن لم يكن هذا العالم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أعرف بالدين الذي ذلك الفن وصله إلى معرفته، وطريق إلى العلم به»[1].أهـ 3- قال الإمام الوادعي عن مفتي الزيدية في اليمن الهالك محمد بن أحمد زبارة :«أما عن هذا الزائغ (ز بارة ) فقد ذكر محمد المجذوب في ترجمة الشيخ محمود فايد في كتابه «علماء ومفكرون عرفتهم»أنه سمع من إذاعة موسكو مفتي اليمن الشمالي محمد أحمد ز بارة يقول: إن الإسلام على خير ما يرام في ظل الشيوعية-التي يعلن طواغيتها على العالم أنـهم أعداء كل دين – وأن المسلمين في روسيا الشيوعية أكثر الناس استمتاعًا بحرية الدين.أهـ . فهذا رجل مفتون , ويقول أخ من إخواننا اليمنيين المقيمين في الكويت: إن امرأة ألقت معه مقابلة في صحيفة وسألته: هل عند كم سينماء؟ , فقال : لا , ولكننا نريد من الكويتيين أن يعطونا سينماء يقول الأخ: فأهان اليمن واليمنيين إلى النهاية , ووالله لقد خزينا على أنفسنا.وقد قدمت إليه امرأة اسمها ( رءوفة حسن ) فتوى في شأن الانتخابات ودخول المرأة في المجالس النيابية, فقال :إن القانون لا يفرق بين الرجل و المرأة, ولا سيما إذا كانت منتجة مثل ( رءوفة حسن ) فإنـها من أحق من يرشح وينتخب لعضوية مجلس النواب , فهو رجل ممسوخ . وعند أن جاء الزلزال في ذمار , اتصل به أحد المذيعين وكان به خيرًا فقال له: يا شيخ حصل زلزال فماذا تنصح الناس به ؟ فقال إن الزلزال أمر طبيعي , فقال المذيع : ولا يحتاج الناس إلى نصيحة ولا شيء ؟ قال : لا, هو أمر طبيعي . وأخبرنا الأخ علي الصوفي رحمه الله تعالى يقول: والله لقد بكيت عندما سمعت هذا الكلام , يقول : إن المذيع أجرى معه مقابلة فقال له : ما رأيك في الشباب ؟ قال: عيس عيس- أي: طيبون – فقال له المذيع : نريد منك أن تنصحهم ؟ قال:هم عيس عيس, ولا يحتاجون إلى نصيحة . وقد التقيت به في مكة تحت المكبًّرة ولم أكن أعرف عنه هذه الخصال فقلت له : أريد منك أن تنصحني باقتناء كتب وخطب ؟ وأنا صادق وأقول في نفسي هذا مفتي اليمن , فقال: أنصحك باقتناء كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب , فلقيت بعض الناس وأبشرهم أن الله يسر لنا بمفتٍ ليس له نظير وما فيه أحسن منه , فقالوا : لا, هذا منافق , ليس بصحيح , وانتهت النهاية إلى أن الرجل منافق , فهو إذا كان في السعودية يتلون , وإذا كان في اليمن غير ذلك ,وقد أخبرت أنه هو الذي يتبني الماسونية في اليمن , وهي منظمة يهودية سرية تسعى لإفساد الشباب المسلم وتجعل داعية أو عالم وهو الذي يجر الشباب إلى هذه الإنحرافات ,وقد رآه بعض الإخوان في شريط فيديو وهو يسلم على بارليني جاردن ,ويقول :الحمد لله الذي أوصلنا بين أصدقائنا وإخواننا ,ونتمنى أن تصل هذه الجمعية إلى اليمن وأن نتبرك بها , وأن نشارك فيها , وهذا الشريط بعنوان توحيد الأديان , وقد ظهر في هذا الشريط مع النصارى واليهود وهو لا بس الجبة وهم لا بسون اللباس الإفرنجي وظهر بجانبه شخص آخر بعمامته وجبته وظهر أيضا عبد الكريم جدبان ,ومحمد يحيى.
                  فهؤلاء أربعة من الشيعة الذين كانوا في شريط الفيديو ,وهذا الشريط موجود في صعدة ,فالشيعة نكبة على الدين, ولكن الله خيبهم , فقد أخبرت أنه لم يفز في الإنتخابات منهم إلا شخص واحد فالحمد لله[2]» أهـ
                  4- وقال الإمام الوادعي رحمه الله في معرض حديثه عن انتكاسات بعض الهاشميين في اليمن قال :والعلامة صاحب الفضيلة (مجد الدين) شيخي ولكنه انتكس نسأل الله السلامة و(بدر الدين)المنتصر للمذهب الزيدي يصدران الفتوى أن لا بأس أن تخرج المرأة للانتخابات بل ربما يوجبون عليها الخروج للانتخابات ورب العزة يقول لنساء النبي :{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}الأحزاب:33. والرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - يقول:"الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ [3]" أي يقول لها لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه[4] .
                  5-لما سئل حمود عباس المؤيد عن حكم سب الصحابة بما فيهم أبا بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة y ؟ قال :إنه لا يعلم الحكم[5].
                  وقد أراد بقوله هذا ألا يفضح عقيدة الزيدية أنهم يطعنون في الصحابة ويكفرون بعضهم ولا يفصح عن تحريم سبهم.
                  6- سئل شيخنا العلامة الوادعي رحمه الله عن مرتضى محطوري الذي يقوم بتشديد حركة التشيع في اليمن وهو مقيم بصنعاء وهو يؤيد الرجل الذي ادعى النبوة مول ؟فقال:« هذا رجل درس في الأزهر وحصل على رسالة الماجستير ثم حضر دكتوراه وتكلم على حديث من طريق عمرو بن العاص«إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين ولكن لهم رحم أبلها ببلاها [6]» فقال في الحديث يكفينا في رده أنه من حديث عمرو بن العاص وهو مقدوح العدالة فلا نتكلف في البحث عن سنده فأوقفوا رسالته الدكتوراه حتى يصحح ما فيها من الأحطاء والتزم أن يصحح ما فيها من الأخطاء فهو رجل مدعوم من جهة من الجهات وسيره ليس بعادي لكن كما يقول ربنا عز وجل في تلك الجهات التي تمول الباطل{فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة}الأنفال 36.
                  والحمد لله فدعوته ليس لها أثر وإلا فقد صار ينطح ويركض ويذهب إلى المحابشة وحجور وغيرها من المناطق لكن أصل الدعوة مدبرة والآن دعوة التشيع في دبور... [7] » اهـ المراد. 7- قال شيخنا العلامة الوادعي رحمه الله عن أحمد الشامي أثناء كلامه عن الشيعة:«لم أتعرض للإسماعيلية ومنهم المكارمة فهم كفار وليسوا من فرق الإسلام وقد أبان البغدادي أحوالهم في «الفرق بين الفرق»وحتى شيعة اليمن يكفرونهم كأحمد بن يحيى الملقب بالمهدي، ويحيى بن حمزة المقبور بذمار، والديلمي في «عقائد آل محمد»فعلى هذا فقول أحمد الشامي وزير الأوقاف: إنهم إخواننا. قول مريب، فلعله قد أصبح باطنيا وخالف أئمته، أو قد فتن بالوزارة، فطلب منه أن يقول هذا وكلاهما ضلال مبين [8]». 8- اسمعوا إلى الكذب المقبوح :قام خطيبهم في ذمار فقال:أبشروا أيها المخزنون فقد جاء أنه أتي للنبي بقات فأعطاه لعلي بن أبي طالب ,أيضا أعظم من هذا كنا في جلسة مع الرئيس وهناك رجل عمامته مثل التورة وأكمامه مثل الأخراج وإذا هم يتذاكرون في القات ,قال روت زينب بنت القاسم عن أبيها أن سليمان أخذه الفتور فأعطي قاتا فوجد نشاطا ,وبعد هذا أردت أن أرد عليه ؛فإذا نحن نتهاتر ,وعلي عبد الله صالح رجل ألمعي في غاية من الذكاء قال:قد جاء إلى بلدكم مطر يا مقبل ؟وأنا ما أنا عند المطر ولا أدري في ذلك الوقت مطرت البلد أو ما مطرت ,والله المستعان . فتراهات الشيعة أنصح الإخوة أن يبتعدوا عنها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لبست على الناس دينهم ,أعظم من هذا أبو طير في حاشد ينادونه من دون الله يا أبا طير ,الهادي المقبور بصعدة عجل الله بزوال قبته ,كذلك عندنا يا هادياه,ويا ابن علوان ,والخمسة,فالمهم الذبح في اليمن في كثير[9].


                  [1] - العواصم2/418.

                  [2] - غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة 2/140-141 .

                  [3] - رواه الترمذي .

                  [4] - غارة الأشرطة 1/334.

                  [5] - نشرت هذه الفتوى صحيفة الثقافية العدد 15 14220هـ [5] »

                  [6] - رواه أبو عوانة في مسنده ج1/ص91مشكاة المصابيح ج3/ص1376

                  [7] - المراد .تحفة المجيب ص 43- 44.

                  [8] - صعقة الزلزال« (1/52)

                  [9] - أسئلة السدة والنادرة .

                  تعليق


                  • وقفة تاريخية قصيرة مع المذهب الزيدي والزيدية

                    وقفة تاريخية قصيرة مع المذهب الزيدي والزيدية

                    لقد سبق وأن بينا لك أيها القارئ الباحث عن الحقيقة أن المذهب الزيدي الذي ينسب إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رحمه الله ليس له أساس من الصحة .وها أنا ذا أبين لك مرة أخرى قبل أن أذكر فرق الزيدية أن المذهب الزيدي كان في بداية أمره بعد استشهاد الإمام زيد رحمه الله أعدل مذاهب الشيعة وأقربها إلى منهج أهل السنة والجماعة ثم انقسم هذا المذهب المخترع إلى أقسام فأحدث في الدين ما ليس منه باسم الإمام زيد زورا وبهتانا , وهذا المذهب يتفق مع فرق الشيعة في بعض الأمور ويختلف عنها في البعض الآخر ,وإليك ذكر أصول فرقة الزيدية : 1- الجارودية :وهم أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر الأعمى الهمداني وقيل الثقفي الكوفي وقيل غير ذلك,المتوفى سنة150هـ. وأبو الجارود هو الذي سماه الباقر سرحوبا وفسره بأنه شيطان يسكن البحر [1]. ويزعمون أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نص على علي بن أبي طالب بالوصف لا بالتسمية فكان هو الإمام بعده وأن الناس ضلوا وكفروا بتركهم الاقتداء به بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم الحسن من بعد علي هو الإمام ثم الحسين هو الإمام من بعد الحسن[2]. وأبو الجارود هذا مجمع على ضعفه قال يحيى بن معين كذاب عدو الله لا يسوى فلسا [3]. وقد ضعفه وتركه الدارقطني في سننه 3/78.وقال ابن حبان في المجروحين 1/306 لا يحل كتب حديثه [4]. قال نشوان الحميري :«وليس من فرق الزيدية غير الجارودية وهم بصنعاء وصعدة وما يليها[5]»أهـ المراد. وقد عد الإمام ابن حزم طائفة الجارودية من شنيع الشيعة [6]»ومن أصحاب أبي الجارود فضيل الرسان ، وأبو خالد الواسطي . 2- السليمانية :وهم أتباع سليمان بن جرير الرقي أحد شيوخ الزيدية .وكان سليمان بن جرير يقدم عليا على عثمان ويكفره عند الأحداث التي نقمت عليه[7].وهؤلاء قالوا إن الإمامة [8]شورى وأنها تنعقد بعقد رجلين من خيار الأمة وأن الأمة أخطأت في بيعة أبي بكر وعمر مع وجود علي خطأ لا يبلغ درجة الفسق[9]. وقد كفَروا عثمان للأحداث التي نسبت إليه ، وكفَّروا عائشة ، وطلحة ، والزبير لإقدامهم على قتال علي بن أبي طالب. 3- البترية : وهم أتباع كثير بن إسماعيل النواء التيمي الكوفي الملقب بالأبتر , المتوفى سنة 169هـ تقريبًا. يزعمون أن عليا أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأولاهم بالإمامة وأن بيعة أبي بكر وعمر ليست بخطأ ؛لأن عليا ترك ذلك لهما ويقفون في عثمان وفي مثله[10]. قال عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق ص33:«هؤلاء البترية والسليمانية من الزيدية كلهم يكفرون الجارودية من الزيدية لإقرار الجارودية على تكفير أبي بكر وعمر والجارودية يكفرون السليمانية والبترية لتركهما تكفير أبي بكر وعمر».أهـ وهذه أشهر فرق الزيدية الأوائل ثم ظهرت فرق ومذاهب أخرى من الزيدية خالفت هذه الفرق الثلاث في كثير من الأصول والفروع . قال العلامة الكبير محمد بن إبراهيم الوزير عن افتراق زيدية اليمن :«قد تفرقت إلى مخترعة ومطرفية وجارودية وصالحية وحسينية .وفي الفروع مؤيدية وهادوية وناصرية وقاسمية وأهل الكوفة منهم على مذهب أحمد بن عيسى والحسن بن يحيى ومحمد بن منصور كما ذكره صاحب كتاب(الجامع الكافي)ووقع بينهما تفسيق وتأثيم على الاختلاف في الفروع كما حكاه أبو العباس في تلفيقه رحمه الله (دع عنك الأصول) ,واشتد خلافهم من بعد الإمام المنصور بالله في الأئمة فافترقوا على الداعي وعلى الإمام المهدي بن الحسين افتراقا قبيحا كفر بعضهم بعضا [11]» وفرق الزيدية واختلافها فيما بينها كثير فلا داعي للدخول في التفاصيل .وقد ذكرت الهادوية من الزيدية لتغلب اسم المذهب الزيدي عليها. وقد اعتمد الهادي يحيى بن الحسين على فقهه الذي اجتهد فيه واختاره مذهبا على أدلة مروية عن أسلافه فقط منها ما هو مرسل ومنها ما هو موقوف ولم يلتفت إلى الأدلة المروية عند أهل السنة فيستنبط منها أحكاما فقهية –كما فعل أئمة المذاهب الأربعة- الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي- ولكنه تجاهلها بل وأنكر صحتها [12] ». وقد ذكر المؤرخ يحيى بن الحسين في طبقاته أن مذهب الإمام زيد انقرض حين ظهر مذهب الهادي في اليمن، والناصر في الجيل والديلم[13] »وأتباع الإمام الهادي يحيى بن الحسين، يسمون بالهادوية نسبة إليه، والإمام الهادي يعتبر من أكابر علماء الزيدية والمؤسسين للمذهب في اليمن، غير أنه خالف الإمام زيد في أكثر المسائل، فسمى الناس اجتهاداته بالمذهب الهادوي [14]» وهذه خلاصة ما قيل في فرقة الزيدية إلى عصر الهادي ,أما ما حصل لهذه الفرقة من فتن وتقليد أعمى وخلاف واختلاف وابتداع في الدين من بعد وفاة الهادي إلى عصرنا هذا فكثير جدا .


                    [1] - تاج العروس 2/218وتهذيب التهذيب 3/386.

                    [2] - مقالات الإسلاميين 1/133-134.

                    [3] - الكامل 1/364.

                    [4] - وانظر تهذيب الكمال 9/517.

                    [5] - الحور العين ص 56.

                    [6] - الفصل 4/179.

                    [7] - الفرق بين الفرق ص 33. ومقالات الإسلاميين 1/136.

                    [8] - إن الإمامة من أساسها فكرة مذهبية طائفية يعتنقها من القديم شطر من الشعب وهم الزيدية (الهادوية)سكان اليمن الأعلى فقط أما أغلبية الشعب في اليمن بما في ذلك الجنوب المحتل فإنهم جميعا لا يدينون بهذه الإمامة ولا يرون لها حقا في السيطرة عليهم بل إنهم يرون فيها = = سلطة مفروضة عليهم سياسيا ودينيا وهذه الإمامة لا تقف عند حدود سلطانها السياسي بل تفرض على شطر الشعب معتقدات وطقوسا وأحكاما مذهبية لا تتفق مع مذهبه" أهـ الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ص 15-16.

                    [9] - انظر الملل والنحل 1/157-162.

                    [10] - مقالات الإسلاميين 1/136.

                    [11] - العواصم 3/457.

                    [12] - أهـ المنار في المختار من جواهر البحر الزخار 1/352 بواسطة الزيدية نشأتها ومعتقداتها للأكوع ص 34-45.

                    [13] - الإمام المهدي ص 59.

                    [14] - أئمة اليمن 1/6لزبارة.

                    تعليق


                    • من طعون الزيدية في كتب السنة

                      من طعون الزيدية في كتب السنة

                      اعلم أيها المسلم الكريم أن الزيدية لا يحبون كتب السنة ولا يعملون بما فيها إلا من اجتهد منهم فيأخذ ما يناسبه من الأحاديث والمجتهدون قليل . فقد جاء في لوامع الأنوار 1/206 أن الهادي يحيى بن الحسين قال في صحيحي البخاري ومسلم الذين تلقتهما الأمة بالقبول: «بينهما وبين الصحة مراحل» وقال المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في كتابه (الغايات) ناقلاً عن الهادي يحيى بن الحسين قوله: «ولهم -أي أهل السنة- كتابان يسمونها بالصحيحين (صحيح البخاري وصحيح مسلم) ولعمري أنهما عن الصحة لخليان». قال المهدي معقباً على كلام الهادي بقوله: «ولعمري إنه (أي الهادي) لا يقول ذلك على غير بصيرة» وأكد المرتضى ذلك بقوله:
                      إذا شئت أن تختار لنفسك مذهبا ينجيك يوم الحشر من لهب النار
                      فدع عنك قول الشافعي ومـالك وحنبل والمروي عن كعب أحبـار
                      وخـذ من أنـاس قولهم رواتهم روى جدهم عن جبريل عن الباري
                      وقلت :
                      إذا شئت أن تختار لنفسك منهجا ينجيك من هول القيامة والعار
                      فنهـج رسول الله فــوز ونعمـــة على فهم أسلاف كرام وأبرار
                      ودع عنك نصح الرافضي وقوله فليس له إسناد عن خير الابرار
                      قال العلامة ابن الوزير في "العواصم والقواصم" (8/281) : «ومن العجب أنه ما ظهر القول بأن فيها (أي: الصحاح) الكفر الصريح الذي لا يحتمل التأويل البتة إلا في شهر ذي الحجة من سنة ثمان وثمانمائة سنة من السيد أيده الله». وقال أيضا في (الروض الباسم) 1/195_196: «وقول السيد المذكور: (إن في الصحيحين وغيرهما الكفر الصريح) قول في غاية البطلان، لأن أمة الإسلام قد تلقت الصحيحين بالقبول، فما حمله على هذا إلا التعصب المقيت. اهـ . وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في (أدب الطلب)ص(60_61): «وأما في ديارنا هذه فقد لقنهم من هو مثلهم في القصور والبعد عن معرفة الحق ذريعة إبليسية ولطيفة مشؤومة هي: أن دواوين الإسلام: الصحيحين، والسنن الأربع، وما يلتحق بها من المستندات والمجاميع المشتملة على السنة، إنما يشتغل بها، ويكرر درسها، ويأخذ منها ما تدعو حاجته إليه من لم يكن من أتباع أهل البيت، لأن المؤلفين لها لم يكونوا من الشيعة، فيدفعون بهذه الذريعة الملعونة جميع السنة المطهرة، لأن السنة الواردة عن الرسول r ما في تلك المصنفات، ولا سنة غير ما فيها، وهؤلاء وإن كانوا يعدون من أهل العلم ولا يستحقون أن يذكروا مع أهله، ولا تنبغي الشُغلة بنشر جهلهم وتدوين غباوتهم، لكنهم لما كانوا قد تلبسوا بلباس أهل العلم، وحملوا دفاتره، وقعدوا في المساجد والمدارس؛ اعتقدتهم العامة من أهل العلم، وقبلوا ما يلقنونهم من هذه الفواقر، فضلوا وأضلوا، عظمت بهم الفتنة، وحلت بسببهم الرزية، فشاركوا سائر المقلدة في ذلك الاعتقاد في أئمتهم الذين قد قلدوهم واختصوا من بينهم بهذه الخصلة الشنيعة والمقالة الفظيعة، فإن أهل التقليد من سائر المذاهب يعظمون كتب السنة، ويعترفون بشرفها، وأنها أقوال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأفعاله، وأنها هي دواوين الإسلام، وأمهات الحديث وجوامعه التي عول عليها أهل العلم في سابق الدهر ولاحقه، بخلاف أولئك فإنها عندهم بالمنزلة التي ذكرنا، فضموا إلى شنعة التقليد شنعة أخرى وهي أشنع منها، وإلى بدعة التعصب بدعة أخرى أفضع منها». اهـ
                      وقال علامة اليمن الإمام المجدد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: «أعظم فجوة بين أهل السنة والروافض المعتزلة أنهم (أي الرافضة) لا يقبلون كتب السنة حديثاً وتفسيراً ومصطلحاً»[1]"
                      وقال أيضا وهو يحكي مؤامرة الزيدية على كتبه التي أرسلت له من مدينة رسول اللهصلى الله عليه وعلى آله وسلم فأرسلوا بالكتب إلى صعدة ومدير الإعلام (الحملي) حاقد على السنة فطلب الكتب أصحابنا فقال : إن شاء الله بعد الظهر,وما جاء بعد الظهر إلا وقد حرك الشيعة, فطلبوا من المسؤولين توقيفها لأنها كتب وهابية.ولا تسأل عن الغرامة المالية, والمتا عب, والضيم التي حصلت لي. إخوان بذلوا جهودًا في متابعة ذلك, كثر من أهل بلدي, (الشيخ عبد الله بن حسين لأحمر), (الشيخ هزاع ضبعان), المسؤولون في مكتب التوجه والإرشاد منهم القاضي (يحي الفسيل) رحمه الله, الأخ (عائض بن علي مسمار),وبعد متاعب طويلة أبرق أهل صعدة إلى الرئيس(علي بن عبد الله صالح)فأحال القضية إلى القاضي(علي السمان)فأرسل إلي القاضي ووعد انه سيسلم المكتبة وقال: إن أهل صعدة متشددون, فهم يكفرون علماء صنعاء. فطلبت المكتبة إلى صنعاء,وقدر أن وصلت الكتب والقاضي(علي السمان) في بعثة إلى الخارج, فذهب الإخوة إلى المسئول في وزارة الأوقاف فقال لهم:إنها مصاطر ة ـ بالطاء ـ . وتحرك بعض إخواننا في الله من مكتب التوجيه والإرشاد وذهبوا واستلموها, وقالوا : هي من اختصا صنا, فنحن ننظرها فما كان صالحا سلمناه للوادعي ,وما كان يخل بالدين أبقيناه عندنا ,وبما أنهم يعرفون أنها كتب دينية محضة فقد سلموها لي من غير تفتيش,فجزاهم الله خيراً, فأخذتها إلى البلاد والحمد لله [2].


                      [1] - صعقة الزلزال" 1/279.

                      [2] - الترجمة الذاتية ص 27-28.

                      تعليق


                      • ذكر بعض جهل وغباء وعناد الزيدية

                        ذكر بعض جهل وغباء وعناد الزيدية

                        لقد فاق جهل وغباء وعناد الزيدية وتساهلهم بتطبيق الشرع كثير من الفرق الإسلامية ,فقد رأينا العلماء من الزيدية يأكلون القات ويشربون الدخان والشمة ويجمعون الصلوات بدون عذر شرعي ويشاهدون الدشوش ويختلطون بالنساء الأجنبيات ويصافحونهن ويعقدون الأخوة والصداقة مع الملاحدة أعداء الإسلام ,ويصدرون فتاواهم بجواز الربا والانتخابات ومشاركة المرأة الرجل في السياسة[1] وغير ذلك من البلاوي والبدع التي لا يرون فيها تحريما, ورأينا من الزيدية من يعملون السحر ويتكسبون به ويقرؤون القرآن للتكسب به وكأن مذهبهم مأخوذ من غير ديننا الإسلامي ,وهذا يدل على كثرة الجهل والغباء فيهم, ولقد أحسن الشعبي إذ يقول :" لو كان الشيعة من الدواب لكانوا حمرا ولو كانوا من الطيور لكانوا رخما[2] "
                        قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله في كتابه (قمع المعاند ص493):« ولا يستحيون أن يعربوا للناس عن جهلهم حيث يقولون :إن صحيح البخاري وهابي .يا مسكين البخاري من علماء القرن الثالث ,ومحمد بن عبد الوهاب لم يكن له إلا نحو مائة وخمسون أو مئتا سنة أو نحو ذلك منذ توفي رحمه الله تعالى فكم بين البخاري وبين محمد بن عبد الوهاب »أهـ قلت :وما هذه الأمثلة التي سأذكرها إلا قليل من كثير .
                        *لما اتهم النقيب حمود بن ناجي شريان –أحد رؤساء قبيلة ذو حسين- بأنه غير محب لأهل البيت وأراد أن ينفي عن نفسه الاتهام سأل أحد أصحابه عن رأيه في معاوية بن أبي سفيان فأجاب بقوله عليها لعنة الله فقال لمتهمه إننا نلعن من أجلكم معاوية منذ أكثر من ألف عام ولا يعرف أكثرنا عنه أهو رجل أم امرأة [3].أهـ *عندما ذهب علي بن يحيى عقبات إلى مصر سنة 1333هـ أو في السنة التي قبلها أو التي بعدها فقصد الأزهر ليلتحق به فسأله الشخص المنوط به تسجيل أسماء الطلاب الراغبين في الدراسة فيه عن مذهبه ؟فقال زيدي فاستعاذ السائل بالله فقال علي عقبات :هبني كنت كافرا فأسلمت فهل تقبلني ؟فرد عليه بقوله :يا ليت الأمر كذلك ورفض قبوله ,وانصرف. وصادف وجود التاجر اليماني علي يحيى الهمداني في القاهرة فذهب إليه وشكا له ما جرى له فكتب الهمداني إلى الإمام يحيى بن محمد حميد الدين بما جرى له فكتب الإمام رسالة إلى الملك فؤاد يترجاه أن يسمح للمذكور بالدراسة في الأزهر وتم قبوله بشرط أن يختار له أحد المذاهب الأربعة المعروفة مذهبا له حتى يتم قبوله ولعله اختار المذهب الحنفي لأنه أقرب إلى المذهب الزيدي فروعا وهو ما اختاره أخوه من أمه عبد الله بن زيد الديلمي بعد أن ذهب إلى مصر وألتحق بالأزهر مدعيا أنه حنفي فكان يقول له من يعرفه من المصريين زيدي تحنف [4]»أهـ * كان هناك رجل في ذمار من بيت الديلمي[5] متمسك بالسنة ,فجاء إليه رجل من بيت عقبات[6]وهو يدرس في البخاري فلطمه ثم تضاربا في المسجد [7]فخرج الشيعي يصيح في الأسواق :البخاري في المسجد ,فجاء العامة ,وكان المسجد قد أغلق خوفا على الديلمي من أن يقتله العامة [8]وكان قد ذهب مع العامة شخص وهو لا يدري ما هم عليه فقالوا ما هو البخاري ؟فقال (ساع الدم مهفل[9]) .[10]اهـ . * لما عرض بعض العامة خطبة جمعة لبعض أهل السنة على فقيه زيدي يسمى (علي العجري) وسمع خطبة الحاجة قال:قد كفركم فلا تصلوا خلفه.[11] اهـ بتصرف . قلت :لقد ميز الله أهل الحق عن أهل الباطل بأنهم يزنون أمورهم بالعلم والمعرفة :
                        فــ العلم قائدنا واًصل سبيلنا لا نرتضي بالجهل والإرجاف
                        ندعو الجميع إلى طريق محمد بالعدل والإخلاص والإنصاف
                        ولقد وجدنا في العلوم سعادة فالعلم زاد الحر والأشراف
                        *قبل أن أعرف السنة وأتمسك بها بنحو أكثر من ثلاثين سنة تقريبا كنت ذات يوم أتحدث مع بعض القضاة من الزيدية من قريتي عن الحجاب فقال لي إن الأخ لا يجوز له أن ينظر إلى زوجة أخيه أو يخلوا بها أو يصافحها شرعا فقلت هي مثل أخته قال فإذا طلقها أو مات عنها لما لا تكون مثل أخته ولا يتزوجها فقلت وما الدليل على ما تقول فإني لا أعلم هذا فذكر لي حديث في الصحيحين عن عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال :"إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمُو قال الحمو الموت" فقلت له ولماذا لا تطبق هذا الحديث على نفسك وإخوانك في بيتك ؟فسكت .
                        * وفي ذات مرة زارني بعض كبار السن من فقهاء الزيدية وبيني وبينه قرابة في النسب فقلت له يا عم فلان لماذا لم تعمل بسنة الرفع والضم والتأمين في الصلاة فقال وما ذا سيقول الناس عني بعد هذا العمر حينما أتحول مما كنت عليه إلى ما تقول؟ فقلت كيف تقدم إرضاء الناس على إرضاء الله؟فقال إنما الأعمال بالنيات .
                        *يحكي القاضي المفتي محمد بن إسماعيل العمراني حفظه الله فيقول:كان الشوكاني رحمه الله إماما متحررا في الفقه يتبع الدليل وكان سلفي العقيدة وكان يدرس طلبة العلم في الجامع الكبير وغيره من مساجد صنعاء العامرة وكان هناك فقيه زيدي معتزلي جامد يجلس في ناحية من المسجد ويعاكس الشوكاني ويشوش عليه وفي أحد الأيام جاء الشوكاني رحمه الله للدرس وبعد أن انتهى من التدريس تعجب من غياب الفقيه المذكور فقيل له إنه مريض في بيته فقال الشوكاني لا بد من زيارته فقام الشوكاني والطلبة معه لزيارة هذا الفقيه في بيته وكان فقيرا جدا فلما وصل الشوكاني وطلبته إلى حجرة هذا الفقيه تعجب جدا لأنه لم يتوقع أن يزوره الشوكاني بسبب ما بينهما من خلاف وبسبب مشاكيه هذا الفقيه وقبل أن يخرج الشوكاني وضع في يد الفقيه فلوسا وقال هذه لك إنفقها في مصلحتك فتأثر تأثرا كبيرا حتى دمعت عيناه وقال اسمع يا شوكاني والله لو أنت يهودي لأدخلك الله الجنة [12]!



                        [1] - يقول العلامة الوادعي في رده قول القرضاوي بخروج المسلمات العفيفات لالاانتخابات قال رحمه الله:إن الرد على مثل هذا الكلام أفضل من نافلة عبادة ,وأفضل من نافلة الصوم ,وأفضل من نافلة الصلاة . البركان ص 158.

                        [2] - رواه ابن سعد في الطبقات وقال شيخنا الوادعي في كتابه المصارعة ص36 سنده صحيح .

                        [3] - هجر العلم ومعاقله في اليمن 3/1697حاشية .

                        [4] - الزيدية نشأتها ومعتقداتها ص 55حاشية.

                        [5] - هو حسن بن زيد بن علي الديلمي عالم محقق في الأصوليين ,والنحو,والصرف,والمعاني, ,والبيان ,مبرز في علوم الحديث ,درس في ذمار ثم رحل إلى صنعاء, فأخذ عن شيوخ العلم بها. ولما رجع إلى ذمار اشتغل بتدريس كتب السنة, وغيرها في المدرسة الشمسية ,وتصدى لدعوة علي بن يحيى عقبات وأضرابه من علماء الجارودية. وله مواقف حميدة في الدفاع عن السنة وأهلها...تولى القضاء في أماكن متفرقة مولده بالذاري في رجب 1312 ووفاته ليلة الجمعة 27 رمضان سنة 1400 في بيته في الرضمة ودفن بذمار "المدارس الإسلامية في اليمن ص 389.

                        [6] - هو علي بن يحيى عقبات عالم شاعر أديب حفاظه لكثير من شعر العرب مولده بذمار سنة 1309 ووفاته بتعز 18 جمادي الأولى 1396 ثم نقل جثمانه إلى ذمار " المدارس الإسلامية في اليمن ص 388.

                        [7] - وتسمى بالمدرسة الشمسية كانت إلى بضع عشر سنة خلت صرحا من صروح العلم ,فقد كانت أشبه ما تكون بخلية النحل لكثرة طلبة العلم الدارسين بها الذين يفدون إليها في مواسم الدراسة من كل عام من شتى المناطق عدا الطلاب من المدينة نفسها ومن نواحيها "المدارس الإسلامية في اليمن .

                        [8] - أي عوام الزيود .

                        [9] - باللغة العامية اليمنية ومعناه :مثل الهر شعره طويل .

                        [10] - تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب ص 22

                        [11] - صدى الزلزال ص 205.

                        [12] - قصص وحكايات من اليمن ص113.

                        تعليق


                        • ذكر بعض علماء الزيدية الذين تركوا المذهب الزيدي

                          ذكر بعض علماء الزيدية الذين تركوا المذهب الزيدي

                          لقد ترك المذهب الزيدي جمع غفير من كبار أئمة الزيدية وعلمائهم بسبب اجتهادهم وبحثهم عن الحق منهم : العلامة يحيى بن منصور الحسني . والإمام الهاشمي محمد بن إبراهيم الوزير . والعلامة الهاشمي الحسن بن أحمد الجلال . والعلامة المجتهد صالح بن مهدي المقبلي . والإمام الهاشمي محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني . وشيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني. والعلامة أحمد بن عبد الله الجنداري. والسيد العلامة أحمد بن عبد الوهاب الوريث . والسيد العلامة حسن بن زيد بن علي بن حسن الديلمي . وشيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي وغيرهم كثير رحمهم الله جميعا. * قال الإمام الكبير العلامة محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله :«وكان يحيى بن منصور الحسني من علماء الكلام على مذهب الزيدية فرجع عن ذلك وكان ينهى عنه وله في ذلك أشعار حسنة منها قوله من قصيدة طويلة :
                          ويرون ذلك مذهبا مستعظما عن طول أنظار وحسن تفكر
                          ونسوا غنى الإسلام قبل حدوثهم عن كل قول حادث متأخر
                          ما ظنهم بالمصطفى في تركه ما استنبطوه ونهيه المتقرر
                          أيكون في دين النبي وصحبه نقص فكيف به ولما يشعر
                          أو ليس كان المصطفى بتمامه وبيانه أولى فلم لم يخبر
                          ما باله حتى السواك أبانه وقواعد الإسلام لم تتقرر
                          أو كان في أجمال أحمد غنية فدع التكلف للزيادة واقصر
                          إن كان رب العرش أكمل دينه فاعجب لمبطن قوله والمظهر
                          ما كان أحمد بعد منع كاتما لهدية كلا ورب المشعر
                          بل كان ينكر كل قول حادث حتى الممات فلا تشك وتمتر [1]أهـ
                          * وقال العلامة المقبلي رحمه الله رحمه الله عن نفسه:«وها أنا نشأت فيهم وبرأني الله من بدعتهم هذه ونجاني منها كما نجاني من غيرها[2] »أهـ. ومن أقوال المقبلي الشعرية قوله:
                          ألم تعلما أني تركت التمذهبا وجانبت أن أعزا إليه وأنسبا
                          فلا شافعي لا مالكي لا حنبلي ولا حنفي دع عنك ما كان أغربا
                          وقال أيضا:
                          برئت من التمذهب طول عمري وآثرت الكتاب على الصحاب
                          وما لي والتمذهب وهو شيء يروح لدى المماري والمحابي
                          وهذا محسن بن أحمد الشامي الشهاري القاضي الأديب الحديثي تلميذ العلامة ابن الأمير الصنعاني كان محققا لفروع الزيدية منكرا على جهلتهم المتعصبين على حفاظ الحديث... ومن شعره العذب السهل في ذلك :
                          عذيري من قوم تجافوا لغيهم عن الحق واعتاضوا عن الجهل بالعلم
                          وقد نسبوا من جهلهم وضلالهم إلى النصب من يبني على الرفع والضم
                          وقالوا جهولا من يحدث مسندا عن المصطفى خير الورى الطاهر الأمي
                          فيا رب توفيقا لسبل رشادنا ولطفا بنا من أن نضل على علم أهـ[3].
                          ولما سأل حمود شريان الإمام يحيى بن محمد حميد الدين رحمه الله عن السر وراء تحول بعض علماء الزيدية من مذهبهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة إذ اعتقد أن مرجع ذلك يعود إلى وجود عيب أو قصور في المذهب الزيدي لا يفطن له إلا من تعمق كثيرا في العلم ,وطلب من الإمام أن يصدقه الخبر ما دام في الأمر سعة حتى ينظر لنفسه مخرجا ما دام على قيد الحياة وضرب مثلا على ذلك بالحسين بن الإمام يحيى نفسه - وكان أعلم إخوته-الذي ترك التقليد وعمل بالسنة جهارا . فأجاب عليه الإمام مفادها :أن صلاة من يرفع يديه ويضمهما صحيحة وصلاة من لا يفعل ذلك صحيحة أيضا [4].أهـ المراد . قلت :لقد كان الإمام يحيى رحمه الله سني العقيدة ولكنه غلَّب جانب السياسة على جانب التمسك بالسنة لما رأى أغلب الشعب اليمني في اليمن العالي شيعة ,فحكم اليمن هو وولده أحمد باسم المذهب الزيدي *أما سبب ترك الجنداري المذهب الزيدي فهو أن رجلا خرج من الجامع بعد الانتهاء من صلاة الجمعة فوجد الجنداري وهو يعرف أنه لا يصلي الجمعة لعدم وجود إمام في صنعاء أيام الدولة العثمانية فيها فقال له :هؤلاء وأشار إلى جموع المصلين الذين يخرجون من الجامع سيدخلون النار لأنهم صلوا الجمعة!!وأنت وحدك ستدخل الجنة لأنك لم تصل معهم لاعتقادك بعدم وجوبها إلا في ظل حكم إمام فقط ؟فوقر هذا الكلام في نفسه وبدأ يراجع عقيدته بعد أن رأى أنه على خطأ في معتقده...وانتهت إليه في آخر أعوامه الرئاسة في علوم السنة ومعرفة علل الحديث ورجاله وأحوال رواته...[5]». *وممن ترك المذهب الزيدي السيد حسن بن زيد بن علي بن حسن الديلمي رحمه الله المتوفى سنة 1400هـ فقد قال الأكوع رحمه الله في هجر العلم ومعاقله في اليمن 2/676-677 في ترجمته:«عالم مبرز في علوم العربية والحديث والتفسير له مواقف حميدة مشهورة في الدفاع عن السنة وأهلها فقد تصدر لتدريس الأمهات الست ولاسيما صحيح البخاري رحمه الله في المدرسة الشمسية بذمار متحديا بذلك علماء الجارودية وأعوانهم وأتباعهم...ثم ذكر بعض مواقفه رحمه الله مع أعداء الصحابة من الزيدية . وقد سئل شيخنا العلامة الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى بالسؤال التالي :بما أنكم عشتم في بيئة زيدية وتعلمتم المذهب الزيدي عند أهله فما هو السر في تحولكم إلى منهج أهل السنة والجماعة ؟ فأجاب رحمه الله :«...لقد تبرأ جماعة ممن درسوا المذهب الزيدي تبرؤوا منه وابتعدوا عنه ,من أولئكم :علامة اليمن محمد بن إبراهيم الوزير الذي قال الشوكاني :لو قلت إن اليمن لم تنجب مثله لما أبعدت عن الصواب ,ثم بعده أيضا صالح بن مهدي المقبلي صاحب كتاب (العلم الشامخ) القائل :
                          العلم يا صاحبي ما قال خالقنا والمصطفى واطرح ما شئت من كتب
                          هذا على أن المقبلي لم يخلص إلى السنة فهو وسط بين أهل السنة وبين الشيعة والمعتزلة ,ما ترك أحدا إلا هاجمه...,بعده محمد بن إسماعيل الأمير صاحب (سبل السلام)والكتب النيرة التي تداولها المسلمون ,وبعده محمد بن علي الشوكاني قاضي قضاة القطر اليماني فإنه أيضا ابتعد عن المذهب الزيدي ,فمثل هؤلاء الأربعة الذي ينبغي أن يقال لما ذا تركوا المذهب الزيدي؟ تركوه لأنهم درسوه وعرفوا ما فيه ثم رأوا أنه بعيد عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.أما أنا فدراستي بصعدة بعد أن تعلمت شيئا من السنة وأحببت سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قدر ثلاث سنين ,كلما ازددت دراسة للمذهب الزيدي ازددت بغضا للمذهب الزيدي لماذا؟لأنه في العقيدة مسروق من المذهب المعتزلي –كما بينا هذا في شريط (المذهب الزيدي مبني على الهيام)-وفي الأحكام والعبادات مسروق من المذهب الحنفي وفي التشيع مسروق من المذهب الرافضي . فحق للمسلم أن يتبرأ من هذه البدع ومن هذه الخرافات ,والله I يقول في نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم:{وإن تطيعوه تهتدوا} ورب العزة يقول في كتابه الكريم :{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ويقول:{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} فالتمذهب ليس من دين الإسلام بل إن الإمام ابن عبد البر يقول :أجمع أهل العلم على أن المقلد لا يعد من أهل العلم .فالحمد لله الذي وفقنا لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [6]»أهـ المراد باختصار يسير. وهنالك آخرون ممن تركوا المذهب الزيدي واختاروا المنهج السلفي لا يتسع المجال لذكرهم خشية التطويل والملل ,والخلاصة أن من انتسب إلى دعوة السلف الصالح ربح الإسلام الصافي والسنة المحضة وسلك الصراط المستقيم ؛لأنه يسير على منهج سيد الأنام والصحابة الكرام y ومن تبعهم بإحسان ومن ترك هذا المنهج فقد خاب وخسر . أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق والصواب وأن يجعل أعمالنا موافقة للسنة والكتاب وأن يختم لنا بالحسنى[7].


                          [1] - الروض الباسم 2/12-13.

                          [2] - المراد العلم الشامخ ص 399

                          [3] - هجر العلم ومعاقله في اليمن 2/1096.

                          [4] - المصدر السابق 3/1698.

                          [5] - أهـ المراد باختصار وتصرف يسير من هجر العلم 3/1476-1477.

                          [6]- إجابة السائل على أهم المسائل ص 638-640.

                          [7] - تنبيه مهم جدا :عند أن أتكلم عن الزيدية المقصود من درس المذهب واقتنع بما فيه وناصره وكثر سواده ودعى الناس إليه ودافع عنه بالباطل ,أما العامة فهو ملبس عليهم وهم أتباع من وثقوا به فمثل العامي كمثل شجرة تسقى بماء طيب وماء غير طيب فأيما غلب عليها غلب .ولكني أقول ليس العامة من الزيدية بمعذورين إذا استمروا على اتباع للمبتدعة فقد عرف الحق من الباطل وتميز الخبيث من الطيب .

                          تعليق


                          • كلمتي عن المذهب الزيدي

                            كلمتي عن المذهب الزيدي
                            الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: لقد عرفنا مما سبق أن المذهب الزيدي مجمع من عدة مذاهب فقد أخذ الزيدية أكثر فقههم من الأحناف , و أغلب عقيدتهم من المعتزلة . و عبادة الأولياء والتوسل بهم والتداوي بأتربهم من الصوفية , والطعن في الصحابة الكرام من الإمامية الاثناعشرية , والخروج على الحاكم المسلم الجائر والحكم على العاصي الموحد بالخلود في النار وأنه لا شفاعة له يوم القيامة من الخوارج , و نفي الصفات من الجهمية . وزعْم الزيدية أن العبد هو الذي يرزق نفسه من الحرام بقدرته دون إرادة الرب عز وجل وأن المقتول مات بدون أجله... أخذوها من مذهب القدرية . ومع هذا كله فالمذهب الزيدي يوافق معظم مذاهب الشيعة بجميع أصنافهم في كثير من العقائد والعبادات والمسائل .ولهذا ولما تقدم تركت المذهب الشيعي الفوضوي واخترت المنهج السني السلفي منهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان . وفي نهاية رسالتي هذه أدعو كل مسلم أن يتمسك بالقرآن الكريم وصحيح السنة النبوية المطهرة على فهم السلف الصالح , وأن ينبذ التقليد المذهبي والتعصب الغبي . فإنه ليس بلازم على أحد أن يتمذهب بمذهب معين وإنما اللازم هو التمسك بدين نبينا المعصوم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القول والعمل فإذا كان المسلم كذلك فمن السهل أن يتخلى عن البدع والخرافات والمخالفات الشرعية . فهنيئا لكل من يتمتع بسنة رسول الله ويثبت على ذلك . ولا يهمه رضاء فلان أو سخط فلان , وإنما المهم هو رضاء الله سبحانه وتعالى والسير على صراطه المستقيم كما قال تعالى:{وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}(التوبة: من الآية62)وهذا سبب تمسكي بالمنهج السلفي لأن السلفيين ينتسبون إلى سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو إمامهم . قال الإمام اللالكائي رحمه الله : ثم كل من اعتقد مذهبا فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينتسب وإلى رأيه يستند إلا أصحاب الحديث فإن صاحب مقالتهم رسول الله فهم إليه ينتسبون وإلى علمه يستندون وبه يستدلون وإليه يفزعون وبرأيه يقتدون وبذلك يفتخرون وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون فمن يوازيهم في شرف الذكر ويباهيهم في ساحة الفخر وعلو الاسم إذ اسمهم مأخود من معاني الكتاب والسنة يشتمل عليهما لتحققهم بهما أو لاختصاصهم بأخذهما فهم مترددون في انتسابهم إلى الحديث بين ما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال تعالى جل ذكره {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ }(الزمر: من الآية23) فهو القرآن فهم حملة القرآن وأهله وقراؤه وحفظته وبين أن ينتموا إلى حديث رسول الله فهم نقلته وحملته فلا شك أنهم يستحقون هذا الاسم لوجود المعنيين فيهم لمشاهدتنا إن اقتباس الناس الكتاب والسنة منهم واعتماد البرية في تصحيحهما عليهم [1]"أهـ

                            وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" من طريقة أهل السنة والجماعة إتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم باطنا وظاهرا وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله حيث قال :"عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة [2]"ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس ويقدمون هدى محمد على هدى كل احد وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة وسموا أهل الجماعة لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثر الإختلاف وانتشرت الامة[3] " وقال الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في نصيحته لكل شيعي :"...وجب على كل شيعي نصحا لنفسه وطلبا لمنجاتها أن يتركه ويتبرأ منه- أي المذهب الشيعي – وليسعه ما وسع ملايين المسلمين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما أنني أعيذ بالله تعالى كل مسلم يتبين له الحق ثم يصر على الباطل جمودا وتقليدا أو عصبية شعوبية أو حفاظا على منفعة دنيوية فيعيش غاشا لنفسه سالكا معها مسلك النفاق والخداع فتنة لأولاده وإخوانه ولأجيال تأتي من بعده يصرفهم عن الحق بباطله ويبعدهم عن السنة ببدعته وعن الإسلام الصحيح بمذهبه القبيح " وقال أيضا وهو يتكلم عن أهل السنة :"لا يوجد بينهم فرد واحد يكره آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلماذا تمتاز طائفة الشيعة بوصف الولاية ,وتجعلها هدفا وغاية .وتعادى من أجلها المسلمين..فهلا تربأ بنفسك فتعتقها من أسر هذه العقيدة الباطلة ,وتخلصها من هذا المذهب المظلم الهدام !! أيها الشيعي :اعلم أنك مسؤول عن نفسك ونجاة أسرتك فابدأ بإنقاذهما من عذاب الله ,واعلم أن ذلك لا يكون إلا بالإيمان الصحيح ,والعمل الصالح لا تجدها إلا في كتاب الله ,وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ,وأنك وأنت محصور في سجن المذهب الشيعي المظلم لا يمكن أن تظفر بمعرفة الإيمان الصحيح ,ولا العمل الصالح إلا إذا فررت إلى ساحة أهل السنة والجماعة حيث تجد كتاب الله خاليا عن التأويل الباطل الذي تعمده المغرضون من دعاة الشيعة للإضلال والإفساد وتجد السنة النبوية الصحيحة خالية من الكذب...أهـ ومما يجب التنويه إليه هو أن هنالك من ينتمي إلى المذهب الزيدي ممن صانهم الله عن الطعن في أعراض الصحابة والقرابة وهذا أمر لا ينكر وإن كان نادرا والنادر لا حكم له .إلا أن بعض المغفلين احتج بقول هؤلاء وجعله أصل المذهب الزيدي وهذا غير صحيح كما بيناه .ومنهم من يحتج بعلماء خرجوا عن المذهب الزيدي وصاروا من أهل السنة مثل الإمام السني السلفي الهاشمي ابن الوزير والإمام السني السلفي الهاشمي ابن الأمير والعلامة السني السلفي الهاشمي الجلال والعلامة السني السلفي الهاشمي حسن بن زيد الديلمي الذماري .بالإضافة إلى العلامة المقبلي وشيخ الإسلام الشوكاني ومما أنصح به نفسي وإخواني المسلمين هو :أن نجعل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إمامنا ومهيمنا علينا وأن نقرأ القرآن ونتدبر معانيه ونسأل العلماء الربانيين عن ما أشكل علينا في الدين لقول الله عز وجل :{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} الإسراء :9. وبهذا يتضح الفرق الكبير بين المنهج السلفي والمذهب الزيدي ولكن الموفق إلى الحق هو من وفقه الله والمخذول من خذله الله , وإنما الأعمال بالخواتيم , والله المستعان وعليه التكلان . وأخيرا أقول لكل مسلم :
                            كن كريما محصنا بدليل فالمعالي جميعها سلفية
                            وارفض الزيغ واتبع كل خير كل خير في السنة النبوية
                            انهــــج الحـق يا أخي واتبعـــــه واترك الرأي وارفض العصبية
                            وصلاتي عــلى رســول أمـــــين هادي الناس من عترة هاشمة


                            [1] - اعتقاد أهل السنة 1/23-24.

                            [2] - رواه النسائي والبيهقي في " الاسماء والصفات " عن جابر وصححه الألباني .

                            [3] - مجموع الفتاوى 3/157.

                            تعليق


                            • لم يكن لزيد بن علي رحمه الله مذهبا يخصه

                              لم يكن لزيد بن علي رحمه الله مذهبا يخصه

                              كثيرا ما نسمع ونقرأ أن المذهب الزيدي هو مذهب زيد بن علي رحمه الله .ومن سمع بهذا أو قرأه يظن أن الإمام زيد كان له مذهبا يخصه كالأئمة الأربعة رحمهم الله جميعا . والحقيقة أن المذهب الزيدي مذهب مخترع ومفترى على الإمام زيد نفسه فقد ذكر الحافظ ابن كثير:أن زيد بن علي رحمه الله تعالى قال:«إني أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيه، وإحياء السنن، وإماتة البدع، فإن تسمعوا يكن خيراً لكم ولي وإن تأبَوا فلست عليكم بوكيل[1]» ولم يصح نسبة المجموع إلى الإمام زيد فقد رواه عنه عمرو بن خالد الواسطي وهو كذاب . قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في شأن عمرو بن خالد الواسطي:"كذاب يروي عن زيد بن علي عن آبائه أحاديث موضوعة يكذب ,وقال ابن معين كذاب غير ثقة ولا مأمون, وقال ابن راهويه وأبو زرعة كان يضع الحديث وقال أبو حاتم متروك الحديث وقال أبو داود كذاب ليس بشيء وقال النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه [2]» وقال الإمام الوادعي وهو يتحدث عن فضل أهل بيت النبوة:«لكن الذي أريد أن أنبه عليه وأبين وأتحدى كل من يخالف هذا هو:أن المذهب الذي كان سائدا في اليمن هو مذهب مبني على الهيام,كيف ذاكم ؟اسمعوا بارك الله فيكم ,المذهب لا بد له من كتب يؤلفها صاحب المذهب مثل الإمام أحمد له المسند ومسائل عبد الله بن أحمد بن حنبل ومسائل أبي داود ومسائل ابن هانيء ,وهكذا الإمام الشافعي له الأم , والإمام مالك له الموطأ , وصاحب المذهب لا بد له من كتب يعزى إليه أما المذهب الزيدي فكما يقال :
                              حكوا باطلا وانتضوا صارما فقالوا صدقنا فقلنا نعم
                              مذهب بالقوة وبالمغالطة[3]»أهـ المراد . وقال الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله أيضا:إن المذهب الزيدي ليس له كتب، "فالمجموع" الفقهي والحديثي من طريق عمرو بن خالد الواسطي يرويه عنه إبراهيم بن الزبرقان، فأما عمرو فكذاب وأما إبراهيم بن الزبرقان ففيه ضعف، يرويه عنه نصر بن مزاحم وقد قال الذهبي فيه: كان كذابًا زائغًا عن الحق.
                              فالكتاب لا يثبت، وهكذا كتاب "القراءات" من طريق أبي حيان التوحيدي علي بن محمد ويعتبر من زنادقة الإسلام، بل يقول ابن الجوزي: زنادقة الإسلام ثلاثة: أبوالعلاء المعري، والراوندي، وأبوحيان التوحيدي، قال: التوحيدي أضر الثلاثة لأنّهما بيّنا، ومجْمج.
                              فعلى هذا لا توجد كتب تثبت نسبتها إلى زيد بن علي رضي الله عنه ورحمه الله[4]. اهـ .
                              وقال أيضا في المخرج من الفتنة :«أما المنتمي إلى مذهب زيد بن على رحمه الله فإنه لا يجد أقوالا صحيحة إليه لأنها لم تثبت نسبة كتاب إليه ولم يدون طلبته أقواله ,فعزي إليه (المجموع)والراوي له عن زيد بن علي ,عمرو بن خالد الواسطي , وقد كذبه وكيع وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين كما في (ميزان الاعتدال),الراوي له عن عمرو ,إبراهيم بن الزبرقان وهو متكلم فيه ويرويه عن إبراهيم نصر بن مزاحم وقد قال الذهبي كان زائغا عن الحق ونسب إلى زيد بن على كتاب (الوصية) وفي سنده من لا يعرف إلا الحافظ أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة وهو ضعيف ,ونسب إليه كتاب في القراءة ألفه أبو حيان التوحيدي وسماه (النير الجلي في قراءة زيد بن علي) ,وأبو حيان التوحيدي من زنادقة القرن الرابع ,واسمه على بن محمد له ترجمة في (سير أعلام النبلاء) قال الذهبي إنه ضال ملحد , وذكر عن بعضهم أنه كان كاذبا قدح في الشريعة وقال بالتعطيل وذكر الذهبي عن أبي الفرج بن الجوزي أنه قال :زنادقة الإسلام ثلاثة :ابن الراوندي ,وأبو حيان التوحيدي ,وأبو العلاء المعري وأشدهم على الإسلام أبو حيان ,لأنهما صرحا وهو مجمج ولم يصرح .أهـ المراد من (السير). ونسب إلى زيد بن علي كتاب (الرد على القدرية), وكتاب (الرد على المرجئة ) وليس لهما أسانيد . ونسب إليه كتاب (التفسير ),وهو من طريق عمرو بن خالد الواسطي المتقدم , وعلى كل فلم تثبت إلى زيد بن علي رحمه الله نسبة كتاب. والذي ظهر لي أن الزيدية ,سرقوا الكلام على العقيدة من كتب المعتزلة ,أخرجها لهم من العراق القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام في القرن السادس , وسرقوا الغلو في أهل البيت من الرافضة من العراق ,وسرقوا الفقه من كتب الحنفية »أهـ . وقال أيضا في تعليقه على الرسالة الوازعة ص 154 :«اتبعوه في الخروج على هشام بن عبد الملك، وأما في العبادة والاعتقاد والمعاملة فلم ينقل أنهم قلدوه، ولم تكن بدعة التقليد معروفة في ذلك الزمن ثم إنه لا يعتمد على الأقوال المنسوبة إلى زيد رحمه الله لأنها من طريق عمرو بن خالد الواسطي...فهم في الواقع في الاعتقاد معتزلة، وفي العبادات حنفية، وفي حب آل البيت رافضة»أهـ وقال الشاعر محمد الجبالي :
                              فما دام أس البيت صلبا موطدا تعالى البنا رغم المعاول تهدم
                              وإن كان أس البيت هشا مدعما بعاطفة الأحداث خر يدمدم
                              وإن كان أس البيت قولا مزينا تهاوى البنا رغم الهتاف تحمحم
                              وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تقديمه (مفتاح كنوز السنة ص ع)عن المسند المنسوب لزيد بن علي:« وهذا الكتاب عمدة في الفقه عند علماء الزيدية من الشيعة ولو صحت نسبته إلى الإمام زيد u لكان أقدم كتاب موجود من كتب الأئمة المتقدمين إلا أن الراوي له عن زيد رجل لا يوثق بشيء من روايته عند أئمة الحديث، وهو أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي رماه العلماء بالكذب في الرواية، قال الإمام أحمد بن حنبل في شأنه: كذاب يروي عن زيد بن علي عن آبائه أحاديث موضوعة .اهـ وقال أيضا في تعليقه على المحلى 2/75:«ومما يؤسف له أن يقرضه بعض أفاضل العلماء من شيوخنا علماء الأزهر غير متحرين معرفة ما فيه من الكذب على رسول الله r ولا ناظرين إلى عاقبة وثوق العامة ممن لا يعرف الصحيح من السقيم بوجود توقيعاتهم على مدائح لهذه الأكاذيب[5] »أهـ وقال الشيخ مشهور بن حسن حفظه الله:«والخلاصة: هذا الكتاب مكذوب ومنحول على الإمام زيد والإسناد إليه مظلم، ورجاله غير ثقات ابتداء من جامعه إلى الراوي له عنه [6]» وقال أيضا حفظه الله :«فالعجب من قول ناشر هذا الكتاب (ص1)عن هذا الكذاب :إن الأئمة من أهل البيت متفقون على الاحتجاج به والرواية عنه والاعتراف بفضله !! والأعجب منه أن السيد يحيى بن الحسين بن المؤيد بالله جمع رسالة في توثيق أبي خالد هذا ,كما قال الشوكاني في ترجمته في البدر الطالع 2/330 [7].أهـ والجامع لهذا المجموع الفقهي هو عبد العزيز بن إسحاق البغدادي متكلم فيه[8]. قال والد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير رحمه الله :
                              يقولون هم زيدية وهم عن نهجه في معزل
                              هذه كتبهم ناطقة بالخلافات لزيد بن علي
                              إن تبعت النص في مسألة قيل هذا شافعي حنبلي
                              وإذا قلت حديث المصطفى قلتم المذهب أهدى السبل
                              قصروا الحق على مذهبهم ثم ذا المذهب لم يظهر لي
                              أتراني لو رفعت الكف في حال تكبير وذا رأي الولي
                              هل ترى أشياخكم تتركني أم يقولون أتى بالمعضل
                              خالف المذهب بالبدعة في رفعة الكفين فليعتزل
                              وأنا آمل منكم رشدا فبحق الله أوفوا أملي
                              وقال عبد الله بن محمد بن إسماعيل حميد الدين -وهو زيدي- في كتابه (الزيدية قراءة في المشروع وبحث في المكونات ص155 :"فإن الإمام زيدا لم يكن صاحب دعوة مذهبية ,ولم يعتمد على الشيعة وإنما كان صاحب دعوة إصلاح في الأمة" أهـ المراد . وقال أحمد الوشلي -وهو زيدي أيضا- في أوراق له بعنوان (أصول الزيدية) تغليف مكتبة الإيمان حي البليلي:"وليست نسبة المذهب الزيدي إلى الإمام زيد عليه السلام نسبة مذهبية كنسبة المذهب الشافعي إلى الشافعي محمد بن إدريس أو غيره ولكنها نسبة اعتزاء وانتماء إلى الإمام زيد.اهـ . قلت :صدق لأن الزيدية الأوائل نسبوا أنفسهم فخرا إلى زيد بن علي رحمه الله بعد قتله بسبب وقوفهم إلى جانبه وتخلي الرافضة عنه ثم عزوا مذهبهم وفقههم إليه حبا في التشيع ثم ابتدعوا في الدين ما ليس منه باسمه وهكذا تنسب البدع في الدين إلى أهل الفضل ليقبلها الناس فليست نسبة المذهب الزيدي إلى الإمام زيد نسبة مذهبية.
                              قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:«كل من كان أعلم بالرسول وأحواله كان أعلم ببطلان مذهب الزيدية وغيرهم ممن يدعي نصا خفيا وأن عليا كان أفضل من الثلاثة أو يتوقف في التفضيل فإن هؤلاء إنما وقعوا بالجهل المركب أو البسيط لضعف علمهم بما علمه أهل العلم بالأحاديث والآثار[9]» اهـ . وقال القاضي الأكوع رحمه الله في الهجر4/1850:ولما كانت مسائل وأحكام المذهب الزيدي الهادوي المقررة التي حصلها وجمعها وأصل قواعدها فريق من كبار علماء المذهب على فترات مختلفة من تاريخ ظهوره حتى انتهت إلى ما هي عليه اليوم غير معزوة كلها إلى الإمام الهادي يحيى بن الحسين كما لم يكن كذلك معزوة أيضا إلى الإمام الأعظم زيد بن علي ,فكان في نسبة هذا المذهب إليهما أو إلى أحدهما تجاوز للحقيقة ,وخروج عن الواقع .اهـ . وقال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب :"فإذا كان للزيدية مذهب ينسبونه إلى زيد بن علي- وأهل العلم يعرفون كذبهم وافتراءهم عليه في ذلك – بينوه إذا كان ذلك مخالفا لكتاب الله وسنة رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وما كان عليه علماء أهل البيت كعلي وابن عباس ,وليس كل من انتسب إلى أحد من أهل البيت أو غيرهم من الأئمة يكون صادقا في انتسابه إليهم ونقله عنهم ,فهؤلاء الروافض الذين يسبون الشيخين وجمهور الصحابة ويكفرونهم ينسبون إلى علي وأولاده ,ويقولون نحن شيعة آل محمد ,أفكانوا صادقين في ذلك؟ كلا بل هم أعداؤهم حقا,وأهل البيت برآء منهم ,وكذلك اليهود والنصارى ينتسبون إلى أنبيائهم ويزعمون أنهم على دينهم وعلى طريقتهم ,وهم قد باينوهم أشد المباينة...[10]اهـ المراد .


                              [1] - البداية والنهاية 9/343.

                              [2] - انظر تهذيب الكمال 21/605-606.

                              [3] - المصارعة ص422-423.

                              [4] - تحفة المجيب ص 29.

                              [5] - بواسطة كتب حذر منها العلماء 2/272.

                              [6] - كتب حذر منها العلماء2/275.

                              [7] - المرجع السابق 2/273.

                              [8] - انظر تاريخ بغداد 10/458-459والميزان 2/25 وتاريخ الإسلام وفيات 351-380 ص 308 واللسان 4/25وترجمته مظلمة في هذه الكتب وغيرها .أهـ مختصرا المرجع السابق2/274.

                              [9] - منهاج السنة النبوية ج7/ص442

                              [10] - جواب أهل السنة على نقض كلام الشيعة والزيدية ص 74.

                              تعليق


                              • لماذا تركت المذهب الزيدي واخترت النهج السلفي

                                لماذا تركت المذهب الزيدي واخترت النهج السلفي

                                بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ,والعاقبة للمتقين.أحمده تعالى على جزيل نعمه وأشكره على جميل كرمه , وأسأله أن يقينا شر ذوي الغدر والهوى ويكفينا أذى أهل التعصب والعمى ,فمن يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعــــــد ... فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ -وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وبعــــــد ... لقد نشأت في أسرة شيعية زيدية[1] فلما كبرت قليلا وأصبحت أميز الخطأ من الصواب كنت أسمع من بعض الناس الطعن واللعن في الصحابة الكرام y وأسمع أيضا من يستهزئ بهم ويسخر منهم وكنت بفطرتي أتسائل لماذا هذا الحقد على أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ -؟وما سبب سبهم وشتمهم ؟ وكنت عندما أخرج من مجلس فيه القدح في أعراض الصحابة أسأل بعض من يعتبر من المعتدلين فيهم هل ما يقال في الصحابة صحيح؟ فيقول لي: هؤلاء جهلة فأقول ولكنك تشاركهم وتوافقهم على الخطأ فيسكت وهكذا استمريت أسأل وأتحقق فلم أجد جوابا شافيا, فقلت يوما لوالدي رحمه الله:ما رأيك في سب الصحابة ؟فلم يوافق على ذلك إلا معاوية t فإنه كان متوقفا فيه . وكنت أرى في صغري نساء يذهبن إلى القبور ويبخرنها ويستغثن بأهلها ويذبحن الدجاج لها ويطلبن الشفاء من أصحابها.وكنت أسمع أن أناسا يذهبون إلى قبور الأولياء ويستشفون بأتربتها أو بالماء الذي يوجد بقرب بعضها وكنت أشاهد بعض قبور أولياء الزيدية داخل المساجد في صنعاء وفي غيرها ,وأستنكر ذلك في نفسي . وكنت أرى شياطين الشيعة الزيدية يعملون السحر ويتكسبون به وبعضهم يقرؤون القرآن للتكسب به وأستغرب بفطرتي من هذه الأفعال .أما أكلهم القات وشربهم الدخان والشمة وجمعهم الصلوات بدون عذر شرعي وغير ذلك من المعاصي والبدع فحدث ولا حرج . ولما انتشرت الدعوة السنية السلفية في اليمن في عصرنا الحاضر [2]انقسم الناس تجاه السنة إلى أقسام :فقسم قد أصبح سنيا ,وقسم صار مناصرا للسنة ,وقسم عدو لدود لها . وقسم مناصر للتشيع ,وقسم ساكت لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا , وكان الفضل في نشر السنة في بلادنا اليمنية في عصرنا هذا لله ثم لشيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.وقد كنت أذهب أجالس أهل السنة في بلدتنا وأنتقد عليهم تركهم بعض عاداتنا وتقاليدنا وفعلهم بعض العبادات التي لم نكن نعرفها من قبل ,كالضم والتأمين وغير ذلك ,فيقولون لي :تركنا كل ما لم يفعله النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - أو يقوله أو يقرره ,وفعلنا كل ما هو من السنة فإذا لديك دليل صحيح يخالف ما نحن عليه رجعنا إلى الدليل .وكنت أذهب إلى كبار الشيعة الزيدية عندنا وأطالبهم بالدليل على بعض الأفعال التي تعودنا أن نتعبد الله بها ,فوجدتهم يستدلون بكلام معناه أن مذهبهم هو الحق وغيره الباطل ,ورأيت فيهم تعصبا وهوى وتحاملا على أهل السنة فدفعني ذلك إلى التعلم على أيدي العلماء من أهل السنة وإلى البحث والقراءة المفيدة ,وبعض هذا الذي ظهر لي عند الزيدية هو الذي حذر من علماء الحديث ومنهم :البدر المنير العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الهاشمي اليمني في رسالته (إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد) :«والحاصل أن من اعتقد مذهبا من المذاهب فإنه يؤدي ذلك إلى المحاماه عليه وإلى إخراج الآيات والأحاديث عن معانيها التي أرادها الله ورسوله»أهـ وبعد أن فتح الله علي بمعرفة ما عليه أهل السنة من الخير أخذت أقارن بين المذهب الزيدي والمنهج السني فوجدت المنهج السلفي لا يخرج عن قول الله ورسوله ولا مجال فيه للهوى والابتداع ووجدت أهله متمسكين بالحق قولا وعملا ووجدت المذهب الزيدي مركبا من مذاهب مختلفة فيه اختلافات كثيرة وبدع عظيمة ورأيت الزيدية يقولون ما لا يفعلون في الغالب ويجادلون بالباطل ويكثرون من فعل المعاصي ولا يتناهون فيما بينهم والزيدية في مسألة عدم قبول رواية الصحابة إذا جاءهم الحديث بما تهوى أنفسهم قبلوه حتى عمن يفسقونه وإذا جاء بما لا تهوى أنفسهم ردوه[3].
                                ولهذا اخترت المنهج السلفي.لأن السلف الصالح مدحهم الله في كتابه الكريم فقال :{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة/100] . فالله قد رضي عن الصحابة وعمن اتبعهم بإحسان . ولأنهم خير أمة قال الله تعالى:{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون}آل عمران 110. فالصحابة خيار الناس بعد الأنبياء والرسل ثم التابعون لهم بإحسان , وهم أهل القرون المفضلة . ولما كان الصحابة رضي الله عنهم قدوة لمن جاء بعدهم وجب علينا اتباعهم وحرم علينا مخالفتهم ,أما الأدلة على وجوب اتباعهم فكثيرة ومنها قوله تعالى :{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(التوبة:100) وقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ -:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ[4]"
                                فخير الأمور السالفات على الهدى * وشر الأمور المحدثات البدائع
                                ومن الأدلة على التحذير من مخالفتهم قوله تعالى في كتابه الكريم :{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}النساء 115. واتباع أهل الحديث للصحابة رضي الله عنهم هو اتباع تنفيذ لا تشريع ؛لأنهم أقاموا الدين الحق علما وعملا ودعوة وتنفيذا ودفاعا ورعاية ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله:«لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها [5] ». أما التشريع فهذا ليس إلا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ -. ولهذا يجب على كل مسلم ومسلمة أن يقدموا العمل بسنة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - على كل قول . وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله :«أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله ص لم يحل له أن يتركها لقول أحد من الناس[6] » وقال الإمام ابن حبان رحمه الله في مقدمة صحيحه:«وإن في لزوم سنته تمام السلامة وجماع الكرامة لا تطفأ سرجها ولا تدحض حججها من لزمها عصم ومن خالفها ندم إذ هي الحصن الحصين والركن الركين الذي بان فضله ومتن حبله من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد.أهـ ولهذا تميز أهل السنة والجماعة بحصائص ومناقب أجلها اتباع الحق والرحمة بالخلق فهذه خاصية أهل السنة على مر العصور وهذا مصداق قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - في الحديث المتواتر :"لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ". وبعد أن تمسكت بالمنهج النبوي وما عليه السلف الصالح وتركت ما سوى ذلك عوتبت على تركي مذهب الآباء والأجداد وحصلت لي بعض المؤاذاة من أجل ذلك تذكرت قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:«لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا[7] » وقال العلامة ابن القيم رحمه الله:«الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - [8]» فعلم من هذا أنه لا خلاص من عذاب الله إلا باتباع محمد بن عبد الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - على فهم السلف الصالح . وقال العلامة الشوكاني رحمه الله :"قد اشتهر على ألسن الناس في صنعاء وما يتصل بهم في هذه العصور يقال لهم(سنية) وهذا هو اللقب الذي تنافس فيه المتنافسون فإن نسبة الرجل إلى السنة تنادي بأبلغ نداء وتشهد أكمل شهادة بأنه متلبس بها. [9]اهـ وقال العلامة الوادعي رحمه الله :"ولو رجعنا إلى فهم السلف رضوان الله عليهم ما وجدت جماعة التكفير وما وجد بمصر بحلوان من يقول إن الصلصة حرام لأنها مضاهاة لخلق الله ولو رجعنا لأفهام السلف لما استطاع كثير من علماء الدنيا أن يأخذوا من الأدلة ما يريدون ويحرفوا ما لا يريدون ولو رجعنا إلى أفهام السلف لما استطاع بعض علماء السوء الذين أصبحوا آلة للحكومات الضالة أن يحرفوا الأدلة على ما تهوى الحكومات.أهـ ثم بعد أن اخترت المنهج السلفي طلبت العلم الشرعي ولله الحمد أن وفقني إلى ذلك وحبب إلي تعلم العلم النافع وتعليمه رغم تخذيل المخذلين وتثبيط المثبطين . ومع هذا فقد كنت أذهب إلى مجالس الشيعة في أوقات مناسباتهم كالموت والزواج وغير ذلك وألقي عليهم النصائح والمحاضرات وكنت أدعو لهم والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء ,وقدر عرف الحق منهم خلق كثير ولله الحمد . ثم اتجهت بعد ذلك إلى كتابة الرسائل التي أرجو الله أن ينفع بها ,فأصبح أغلب أوقاتي الجلوس في المكتبة لأتصفح الكتب وأبحث المسائل وأستخرج الفوائد . وصدق من قال:والله لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن عليه من خير لجالدونا عليه بالسيوف . فما وجدت ألذ وأحلى وأمتع من الحياة مع العلم النافع كيف لا وقد قال الشاعر:
                                يا من يذكرني بعهـد أحبتي طاب الحديث بذكرهم ويطيب
                                أعد الحديث علي من جنباته إن الحديث عـن الحبيب حبيب
                                وقال بعض العلماء في شأن إقباله على التأليف :
                                إن صحبنا الملوك تاهــوا علينا واستخفوا كبرا بحق الجليس
                                أو صحبنا التجار صرنا إلى الد نيا وصــرنا لعـــد الفـلـوس
                                فلزمــنا البيوت نستخـــرج الـ ـعلم ونملأ به بطون الضروس
                                وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :«قيل لأحمد بن حنبل الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع فقال إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه و إذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغى هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء[10]" وقال العلامة ابن القيم رحمه الله:"وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبيلغ السنة فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم[11]" ونقل الذهبي في سير أعلام النبلاء قول يحيى بن معين: الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله. وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر :رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع التعليم بالمشافهة.لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا تحصى ما خلقوا بعد.ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم ,فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد...وينبغي اغتنام التصنيف في وسط العمر، لأن أوائل العمر زمن الطلب، وآخره كلال الحواس.اهـ المراد .
                                وعند أن أجاز العلامة ابن الأمير الصنعاني تلميذه العلامة عبد الله بن أحمد بن إسحاق قال له :
                                وكل مؤلف لي يا حبيبي أجزتك فارو منها ما تريد
                                ولازم سنة المختار درسا وتدريسا وإن رغم الحسود
                                ولا تشغل بغير العلم وقتا وهل بسواه يشتغل السعيد[12].
                                وقد أحسن من قال :
                                إن التشاغل بالدفاتر والمحا بر والكتابة والـدراسة
                                أصـــل التعــــــبد والــتز هد والرياسة والسياسة
                                ولما علمت أن الشيعة قد تبرؤوا مني لأني وهابي على حد زعمهم قلت :
                                قل للذين تبرؤوا من منهجي خسر البغاة وفاز من هو مهتد
                                إن الذي ورث النبوة والهـدى متمـسك فعـلا بدين محمـد
                                لسنا مع الجهل السخيف وأهله التـائهـين وراء كـل مقلـد
                                ولهذا عزمت على كتابة هذه الرسالة والتي سميتها (لماذا تركت المذهب الزيدي واخترت المنهج السلفي؟؟) لتشرق شمس الحقيقة على بلادنا اليمنية وغيرها وتنقشع سحب الظلام عن أعين أهل التقليد والعصبية. فكلما كثر التواصي بالحق بين الناس كان الحق أوضح وأجلى والباطل أزهق وأوهى . ولقد كتبت هذه الرسالة بقناعة تامة إذ أنه لا بد من توضيح الحق ليعبد الله على بصيرة ,فقد ضل الناس زمنا طويلا في اليمن في جهل قل أن يوجد فيهم من يقرأ ويكتب ,أو يحسن أن يصلي . وقد أقمت على المبتدعة البراهين الواضحة والحجج القاطعة , نصحا للأمة وتبرئة للذمة{لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}(لأنفال: من الآية42) فإن هذه الرسالة ناتجة عن خبرة ومعاناة لآلام دامت أكثر من أربعين سنة والرسول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يقول«ليس الخبر كالمعاينة[13]" وقد قيل:صاحب البيت أدرى بالذي فيه [14].وقيل أيضا :ما الحقيقة إلا بنت البحث [15]. وقد قال بعض السلف :إنما بقاء الباطل في غفلة الحق عنه.أسأل الله ألا يجعلنا من الغافلين .


                                [1] - تنبيه :لم أفرق بين المذهب الهادوي والمذهب الزيدي لأمور منها :
                                - لأن الإمام الهادي أول من أسس المذهب الزيدي في اليمن بعد جده الإمام القاسم الرسي
                                - لأن الهادي وأتباعه يقولون بإمامة زيد بن علي ويوجبون الخروج على الحاكم المسلم الجائر ويحصرون الإمامة في البطنين...
                                - لأن كثرا من أئمة الزيدية كانوا على غير رأي المذهب الزيدي في بعض المسائل.
                                قال المقبلي في الأرواح النوافح ص382: وغير الرافضة من الشيعة وهم الزيدية تذبذبوا كثيرا في هذه المسألة – عدم قبول رواية الصحابة – واختبطوا ، إذا جاءهم الحديث بما تهوى أنفسهم قبلوه حتى عمن يفسقونه بالبغي مثلا ،كما تراه في أول حديث في الشفاء وفي سائره ، وفي غيره من كتبهم ، فإذا جاء الحديث بما لا تهوى أنفسهم ردوه وقدحوا في أفاضل الصحابة ).

                                [2] - تنبيه :ليس معنى هذا أن الناس في اليمن لا يعرفون السنة بل إنهم أهل سنة بالرغم من تسلط حكام المذهب الزيدي على معظم اليمن أكثر من ألف سنة إلا أن العلماء من أهل السنة يعلمون الناس الكتاب والسنة ويقفون لعلماء الشيعة بالمرصاد وإن كان الناس على دين ملوكهم .

                                [3] - كما قال المقبلي في الأرواح النوافح ص382: وغير الرافضة من الشيعة وهم الزيدية تذبذبوا كثيرا في هذه المسألة – عدم قبول رواية الصحابة – واختبطوا ، إذا جاءهم الحديث بما تهوى أنفسهم قبلوه حتى عمن يفسقونه بالبغي مثلا ،كما تراه في أول حديث في الشفاء وفي سائره ، وفي غيره من كتبهم ، فإذا جاء الحديث بما لا تهوى أنفسهم ردوه،وقدحوا في أفاضل الصحابة).

                                [4] - رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وهو في الصحيحة .
                                أحمد 4/126، وأبو داود 5/13، والترمذي، وقال حسن صحيح 5/44، وابن ماجه 1/15، والدارمي 1/57، وهو في الصحيحة 2735.

                                [5] - مجموع الفتاوى 1/231.

                                [6] - انظر أعلام الموقعين 1/7.

                                [7] - مجموع الفتاوى 4/149

                                [8] - مدارج السالكين 2/100

                                [9] - أدب الطلب 64.

                                [10] - مجموع الفتاوى 28/231-232.

                                [11] - جلاء الأفهام (ص 249).

                                [12] - ديوان ابن الأمير .

                                [13] - رواه أحمد و ابن حبان والطبراني في الأوسط والبيهقي في الكبرى وأورده الهيثمي في المجمع 1/90 من حديث ابن عباس وهو في صحيح الجامع 5374.

                                [14] - تنبيه : قد يوجد من الزيدية من لا ترضيه بعض الأفعال ويرضى بالبعض الآخر, وذلك لأن المذهب الزيدي أصبح خليط من مذاهب شتى .فليرضى المسلم بما يرضي الله ورسوله والحق أحق أن يتبع .

                                [15] -تنبه آخر : سيخرج لنا إن شاء الله تعالى كتاب أبين فيه حقيقة الزيدية الكاملة بالدليل والتفصيل .وقد اختصرت هذه النسخة منه فإني لم أسرد فيها أدلة أخطاء ومخالفات الزيدية .

                                تعليق

                                يعمل...
                                X