إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب: ( بذل مسرة الأخوات بتعدد الزوجات ) تأليف: أم داود بنت محمد بن علي الغبرية الحجورية العمرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    التعاون بين الزوجات

    التعاون بين الزوجات
    ما أحسن الألفة والتحابب والأخوة في الله بين جميع الناس لا سيما من بينهم روابط أسرية أو غيرها.
    قال الله تعالى:{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}[المائدة:2].
    وعن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).
    رواه مسلم برقم(2699).
    وعن أبي ذر؛قال:قلت:يا رسول الله،أي الأعمال أفضل؟قال:((الإيمان بالله،والجهاد في سبيله))قال:قلت:أي الرقاب أفضل؟قال:((أنفَسُها عند أهلها،وأكثرها ثمنًا))قال:قلت:فإن لم أفعل؟قال:((تعين صانعًا،أو تصنع لأِخْرقَ))قال:قلت:يا رسول الله،أرأيت إن ضعُفت عن بعض العمل؟قال:((تكف شرك عن الناس،فإنها صدقة منك على نفسك)).
    رواه البخاري برقم(2518)ومسلم برقم(84).
    عن أبي هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((كل سُلامى من الناس عليه صدقة،كل يوم تطلع فيه الشمس قال:تعدلُ بين الاثنين صدقة،وتعين الرجل في دابته فتحمله عليه أو ترفع له عليها متاعَه صدقة،قال:والكلمة الطيبة صدقة،وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة،وتميط الأذى عن الطريق صدقة)).
    رواه البخاري برقم(2989)ومسلم برقم(1009).
    فالتعاون محبوب إلى الأنفس الطيبة لا يحصل الخير إلا به.
    الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
    وقال آخر:
    تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرًا وإذا افترقن تكسرت آحادا
    خاصة بين الضرائر؛لما فيه من إغاظة الشيطان،ولما فيه من منافع دينية ودنيوية،وسد أبواب الشر،وإراحة النفوس{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}[الأنفال:46].
    وقال تعالى:{واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تهتدون}[آل عمران:103].

    تعليق


    • #32
      آمين
      أسأل الله أن يستجيب دعائك يا أخي سمير

      تعليق


      • #33
        تعامل بعض زوجات الأب مع أولادها

        تعامل بعض زوجات الأب مع أولادها
        إن بعض زوجات الآباء لا يخفن من الله،لذا لا يتمسكن بتعاليم الإسلام،فإذا وجدت بعض الزوجات اللاتي ركبن في سفينة إبليس وقادهن إلى صفته ومرماه فإن من سلبياتهن على الأولاد فرض الكراهية في نفوس أولادهن،واختلاق القصص التي تملأ هذه الكراهية،وتفسير كل ما يصدر عن الأب أو زوجاته وأولادهم بصور سيئة،وطبع الأب وزوجاته بألوان القائمة المكروهة، ومجابهتهم وإرضاع الأولاد الحقد والكره منذ الطفولة للأب وزوجاته وأولاده من غيرهن حتى تكبر وتثمر حقدًا وبغضًا، وتعطي من أوكلها أقرب الناس إليهم وهي والدتهم التي زرعت فيهم الشر فمن زرع الشر قطفه.
        ومن الدروس التي تعطيها لأولادها تفسير أي تفسير أي تصرف يصدر من إخوانهم لأبيهم أو من زوجاته بأنه قصد به الإضرار بهم،وبعض الأولاد غير مقتنعين بما يحاك حولهم،ولكنهم يمثلون دور الكراهية إرضاء لوالدتهم التي تعاطفوا معها بحكم ضعفها ومكافأة لرعايتها وخدمتها لهم.
        وبعض الأمهات تطلب من أولادها عدم مخالطة إخوانهم أولاد زوجها أو عدم التعاون معهم،أو الزيادة،والمساعدة لهم،مع العلم أن معظم تلك المفاهيم تتغير عند الكبر عند الأولاد وربما تغرز كراهية مضادة لمن زرعها في نفوسهم؛لأنهم فهموا الهدف وأدركوا أنهم وضعوا وامتهنوا كأدوات ضغط مسخرة لخدمة غيرهم،وربما يبقى عند بعض الأولاد رواسب تربوية سلبية من تلك العواصف قد تسيء إلى تعاملهم وثقتهم بالآخرين.

        تعليق


        • #34
          تعامل زوجات الآباء مع أولادهم من غيرها

          تعامل زوجات الآباء مع أولادهم من غيرها
          وهذا التعامل منه مايكون حسنًا،ومنه ما يكون سيئـًا،بحسب الخوف من الله؛فمنهن من تعامل أولاد الزوج معاملات الظلم والحقد،وتقوم مضايقتهم بقسوة المعاملات وتكليفهم بالأعمال التي فوق طاقتهم وتدبر ضدهم المكائد،وغالب هذه المعاملات تحصل للأبناء وهم أطفال صغار لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أو يعبرون عن حالهم وواقعهم.
          غالبًا هذه المعاملة تكون بطريقة غير مباشرة انتقامًا من ضرتها بواسطة أولادها،وقد يكون لها وجهان مختلفان وجه أمام الأب والناس،ووجه آخر عندما يكون الأب ليس موجودًا أو هي خالية بهم،فإذا كان الأب موجودًا تصنعت المواقف الجيدة فإذا غاب الأب عن مكائدها فإن الله لا تخفى عليه خافية:{يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}[غافر:19].
          روى البخاري برقم(3493،3494)،ومسلم برقم(2526)عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((تجدون الناس معادن،فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا،وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرمهم له قبل أن يقع فيه،وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين الذي هؤلاء بوجه)).
          لا تمش ذا وجهين من بين الورى شر البرية من له وجهـــان
          ولتعلمي أختي أن الله حرم الظلم وأن الظالم متوعد بالعذاب،قال تعالى:{ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع}[غافر:18].
          وقال ــ عز من قائل ــ :{وما للظالمين من أنصار}[البقرة:270].
          وقال صلى الله عليه وآله وسلم:((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)).
          يقول ابن عثيمين رحمه الله في معنى:((اتقوا الظلم)):أي:لا تظلموا أحدًا لا أنفسكم ولا غيركم((فإن الظلم ظلمات يوم القيامة))يوم القيامة ليس هناك نور إلا من أنار الله تعالى له.اهـ من شرح بلوغ المرام(4/541).
          تعامل آخر:وهي التي تخشى الله وتخافه وتجعل ذلك نصب عينيها دومًا،وهي التي تمنح أولاد الزوج اللطف والحنان وعمل المحبة،وتقوم عليهم برعايتها ابتغاء وجه الله عزوجل،وتحس بأن أبناء زوجها هم أبنائها،ولا تكدر عليهم صفو حياتهم،وربما فضلتهم على أولادها؛فهذه ممن خافت الله ورجت فضله وتمسكت بتعاليم الإسلام.

          تعليق


          • #35
            نصح الآباء والأمهات في تربية بناتهم

            نصح الآباء والأمهات في تربية بناتهم
            تختلف معاملة الآباء على حسب الخوف من الله عزو وجل ومراقبته،فمنهم من يبتعد عن كل ما يفرق شمل البنت وزوجها أو يكدر عيشهم أو صفو حياتهم،ويقدمون النصح والتوجيه والتأديب بصدق وورع،وردع الأخطاء إن حصل من ابنته شيء وهم قليل!
            عن عمر،قال: كنا معشر قريش قوما نغلب النساء،فلما قدمنا المدينة وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم،فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم،قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي.
            فتغضبت يومًا على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت:ما تنكر أن أراجعك،فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليُراجِعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل.
            فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت:أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟فقالت:نعم،فقلت أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟قالت:نعم،قلت:قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر،أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت،لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئًا وسليني ما بدا لك،ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك ــ يريد عائشة ــ الحديث.
            أخرجه البخاري برقم(5191)ومسلم برقم(1479).

            وعن أنس قال:كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة،فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع،فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها،فكان في بيت عائشة،فجاءت زينب فمد يده إليها فقالت:هذه زينب،فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده فتقاولتا حتى استخبتا وأقيمت الصلاة.
            فمر أبو بكر على ذلك فسمع أصواتهما فقال:اخرج يا رسول الله إلى الصلا واحث في أفواههن التراب،فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة:الآن يقضي النبي صلى الله عليه وسلم صلاته فيجيء أبو بكر فيفعل بي ويفعل،فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أتاها أبو بكر فقال لها قولاً شديدًا،وقال:أتصنعين هذا.
            أخرجه مسلم برقم(1462).
            عن عائشة أنها قالت:خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره،حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي،فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه،وأقام الناس معه وليسوا على ماء،وليس معهم ماء،فأتى النبي إلى أبي بكر فقالوا:ألا ترى إلى ما صنعت عائشة،أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء.

            فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال:حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء،قالت:فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول،وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي،فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء،فأنزل الله آية التيمم فتيمموا.
            فقال أسيد بن الحضيروهو أحد النقباء:ما هي بأول بركتكم يا آل أبا بكر،فقالت عائشة:فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته.
            أخرجه البخاري برقم(334)ومسلم برقم(367).
            وزوج أسماء بن خارجة ابنته هندًا من الحجاج بن يوسف،فلما كانت ليلة أراد البناء بها قال لها أسماء:يا بنية إن الأمهات يؤدبن البنات وإن أمك هلكت وأنت صغيرة،فعليك بأطيب الطيب الماء،وأحسن الحسن الكحل،وإياك وكثرة المعاتبة فإنها قطيعة للود،وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق،وكوني لزوجك أمة يكن لك عبدًا واعلمي أني القائل لأمك:
            خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

            ولا تنقريني نقرك الدف مرة فإنك لا تدرين كيف المغيب
            ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى ويأباك قلبي والقلوب تقلب
            فإني رأيت الحب في القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
            وقالت أم لابنتها حين زواجها:أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك؛ولكنها تذكرة للغافل،ومعونة للعاقل،ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه،ولكن النساء للرجال خلقن،ولهن خلق الرجال.
            أي بنية، إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه،وقرين لم تألفيه،فأصبح بملكه عليك رقيبًا ومليكًا؛فكوني له أمة يكن لك عبدًا وشيكًا.
            يا بنية، احملي عني عشر خصال،تكن لك ذخرًا وذكرًا:

            الصحبة بالقناعة،والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
            والتعهد لموقع عينه،والتفقد لموضع أنفه،فلا تقع عينه منك على قبيح،ولا يشم منك إلا أطب ريح.
            والكحل أحسن الحسن.
            والماء أطيب الطيب المفقود.
            والتعهد لوقت طعامه.
            والهدو عنه عند منامه،فإن حرارة الجوع ملهبة،وتنغيص النوم مغضبة.
            والاحتفاظ ببيته وماله؛ والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله؛فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير،والإرعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير.
            ولا تفشي له سرًّا،ولا تعصي له أمرًا؛فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره،وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
            ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان ترحًا،والاكتئاب عنده إن كان فرحًا؛فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانة من التكدير.

            وكوني أشد ما تكونين له إعظامًا يكن أشد ما يكون إكرمًا؛وأشد ما تكونين له موافقة،يكون أطول ما تكونين له مرافقة.
            واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك،وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك.
            فحملت فسلمت إليه فعظمت موقعها منه،وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن.

            تعليق


            • #36
              السحــــــر

              السحــــــر
              قال الله تعالى.{واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الأخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}[البقرة:102].
              وقال تعالى:{ولا يفلح الساحر حيث أتى}[طه:69].
              وقال تعالى:{فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}[يونس:81].
              وعن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اجتنبوا السبع الموبقات))قالوا:يا رسول الله وما هن؟قال:((الشرك بالله،والسحر،وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق،وأكل الربا،وأكل مال اليتيم،والتولي يوم الزحف،وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)).
              رواه البخاري برقم(2615)ومسلم برقم(89).
              وبسبب كثرة الجهل وقلة العلم وعدم العمل به انتشر السحر انتشارًا فظيعًا في كثير من البلدان لا سيما في أوساط النساء،وخصوصًا بعض من لا تخاف من الله إذا تزوج زوجها تركت الرضا بقضاء الله وقدره،وتأخذ ما قسم الله لها؛فتلجأ إلى السحر لتغالب قدر الله تعالى!!
              ومما تستعمله بعض النساء الجاهلات من السحر:إما للتفريق بين الزوجين،وإما ليحبها زوجها أكثر من غيرها،ويبغض الأخرى!
              وحكايات وقصص النساء في هذا كثيرة جدًّا،ولكن الشاهد أن السحر كفر فلا يجوز لمؤمنة بالله واليوم الآخر تعاطيه أو الرضا به.

              تعليق


              • #37
                الطـــلاق

                الطـــلاق
                الطلاق في اللغة: التخلية،يقال:طلقت الناقة إذا سرحت حيث شاءت.
                ومعناه شرعًا:حل عقد النكاح أو بعضه.
                وأما حكمه:فهو يختلف باختلاف الظروف والأحوال تارة يكون مباحًا،وتارة يكون مكروهًا، وتارة يكون واجبًا، وتارة يكون حرامًا،فتأتي عليه الأحكام الخمسة.
                فيكون مباحًا إذا احتاج إليه الزوج لسوء خلق المرأة والتضرر بها مع عدم حصول الغرض من الزواج مع البقاء عليه.
                ويكره الطلاق إذا كان لغير حاجة بأن كانت حال الزوجين مستقيمة وعند بعض الأئمة يحرم في هذا الحال والراجح أنه مباح مع الكراهة لحديث:((أبغض الحلال إلى الله الطلاق))رواه أبو داود وابن ماجه ورجاله ثقات.
                فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث حلالاً مع كراهته؛لأن فيه إزالة للنكاح المشتمل على المصالح المطلوبة شرعًا.
                ويستحب الطلاق في حال الحاجة إليه بحيث يكون في البقاء على الزوجين ضرر على الزوجة كما في حال الشقاق بينها وبين الزوج.
                والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:((لا ضرر ولا ضرار)).
                ويجب الطلاق على الزوج إذا كانت الزوجة غير مستقيمة في دينها كما إذا كانت تترك الصلاة أو تؤخرها عن وقتها أولم تقم بها،أو كانت غير نزيهة في عرضها فيجب عليه طلاقها في تلك الحال على أصح القولين.
                قال شيخ الإسلام تيمية رحمه الله:إذا كانت المرأة تزني لم يكن له أن يمسكها على تلك الحال،بل يفارقها وإلا كان ديوثـًا،وكذا إذا كان الزوج غير مستقيم في دينه وجب على الزوجة طلب الطلاق منه أو مفارقته بخلع وفدية ولا تبقى معه وهو مضيع لدينه.
                وكذا يجب على الزوج الطلاق إذا آلى من زوجته بأن حلف على ترك وطئها ومضت عليه أربعة أشهر وأبى أن يطأها ويكفر عن يمينه، بل استمر على الامتناع عن وطئها فإنه حينئذ يجب عليه طلاقها يجبر عليه،لقوله تعالى:{للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءو فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم}[البقرة:226 ـ227].
                ويحرم الطلاق على الزوج في حال حيض الزوجة ونفاسها وفي طهر وطئها فيه لم يتبين حملها،وكذا إذا طلقها ثلاثًا ويأتي بيان هذا إن شاء الله.
                ودليل مشروعية الطلاق:الكتاب والسنة والإجماع.
                قال تعالى:{الطلاق مرتان}[البقرة:229].
                وقال تعالى:{ياأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}[الطلاق:1].
                وقد حكى الإجماع على مشروعية الطلاق غير واحد من أهل العلم،والحكمة فيه ظاهرة وهو من محاسن هذا الدين الإسلامي العظيم فإن فيه حلاًّ للمشكلة الزوجية عند الحاجة إليه.
                وقال تعالى:{فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}[البقرة:229].
                وقال تعالى:{وإن يتفرقا يغن الله كلاّ من سعته وكان الله واسعًا حكيمًا}[النساء:130].
                فإذا لم يكن هناك مصلحة في البقاء على الزوجية،أو أن الزوج هو الذي بيده الأمر وأن المرأة ليست في الطلاق شيء؛ولهذا وصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإحسان إلى النساء.
                فالواجب على المسلمين عامة وطلبة العلم خاصة:أن يتقوا الله في نسائهم،فأبغض الناس يستعمل ما منعه الله من القوة والقدرة في الإساءة إلى زوجته ومضايقتها وامتهان كرامتها وانتقاصاً منها والتقليل،وتكليفها بأعمال شاقة وضربها بدون مبرر خاصة في بلدنا ومنعها من زيارة أهلها.
                ويكره بعض الرجال زوجاتهم ويقوم بالجور عليهاومضايقتها حتى تسعى إلى التخلص منه بطلب الطلاق.
                وبعض الرجال يقوم بمضايقتها وإهانته لها لغرض الحصول على المهر الذي دفعه وهذه من الظلم وأخذ أموال الناس بغير حق والله عزوجل يقول:{ياأيها الذين ءامنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما ءاتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وءاتيتم إحداهن قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا أتأخذونه بهتانًا وإثمًا مبينًأ وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًأ}[النساء:19ـ21].
                وبعض الناس الذي لا يخاف الله يقوم بترك زوجته عند أهلها والتزوج عليها ثم لا يقبل استمرارها معه ولا يقوم بطلاقها .
                ومن الرجال من يتعامل مع زوجته بغلظة وقسوة العقاب لها لأنها أنجبت له أنثى،مع العلم أن ذلك من المرأة،وذلك بقدر الله عزوجل.
                هذه بعض أسباب الطلاق،ونها إجبار الأهل ابنهم على الزواج من الفتاة التي لا يرغبها،أو جبر البنت على الموافقة على شاب لا تقبله.
                وبعض الشباب باختيار الفتاة صاحبت الحسن والجمال والمظهر،ولكن كثير من هؤلاء يرجع في نهاية الأمر إلى الطلاق وعدم القناعة بحيث يشعر كل واحد من الزوجين بأنه هو أرفع من الآخر وأفضل،وبهذا لا تستكمل الحياة الزوجية ومنها المفاهيم الخاطئة التي يفهمها كل واحد من الآخر عدم التكافؤ كل بالآخر.
                وكثرة المشاكل تضيق منها الصدور تجعل كلاًّ من الطرفين كأنه يعيش خارج مجتمعه،وطول المشاكل تجعل الزوج سرعان ما يبحث عن المخرج السريع.
                والله أعلم.

                تعليق


                • #38
                  الـخـلــع

                  الـخـلــع
                  قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح بلوغ المرام(3/614):الخلع يقال بضم الخاء وفتحها،فالخلع بالفتح هو المصدر،والخلع اسم لهذا المعنى.
                  والخلع: هو فراق الزوجة بألفاظ معلومة وهو مأخوذ من قولهم خلعت الثوب إذا فارقته.
                  وسماه الله فداء؛فقال سبحانه وتعالى:{فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به}[البقرة:229].
                  وإنما سماه الله فداء؛لأن المرأة تفتدي بنفسها من زوجها.
                  الخلع يترتب عليه أمران:
                  الأول:الفراق.
                  والثاني:بذل المال.
                  فالفراق يكون من الزوج لا غيره.
                  أما بذل المال فيصح أن تبذله الزوجة ويصح أن يبذله وليها،ويصح أن يبذله أجنبي؛فكل من صح تبرعه صح أن يبذل عوضه الخلع.
                  مسألة هل الخلع جائز أو غير جائز؟
                  الجواب: أن الخلع لا يجوز إلا بشرط وهو إن خافا ألا يقيما حدود الله،فإن كانت الحال صالحة فإنه لا يجوز للمرأة أن تطلب المخالعة مع كون الحال جائزًا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:((من سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)).
                  وعلى هذا نقول الخلع مع استقامة الحال غير جائز،أما مع عدم الاستقامة ولا سبيل إلى الطلاق فإنه جائز.
                  وهذا آخر ما يسره الله وأعان عليه من نصيحة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم،فما كان فيه من حق وصواب فمن الله تعالى هو المتفضل به والموفق له،وما كان فيه من خطأ فمني والشيطان واستغفر الله العظيم،ولا حول ولا قوة إلا بالله.

                  تعليق


                  • #39
                    المحتويات

                    المحتويات

                    مقدمة الشيخ أبي عمرو الحجوري-حفظه الله-....7
                    مقدمة الشيخ يحيى الحجوري-حفظه الله-.........9
                    مقدمة المؤلفة.................................10
                    الحكمة من مشروعية الزواج....................1 3
                    حكم النكاح.............................. ...17
                    الحكمة من مشروعية تعدد الزوجات..............21
                    الأنبياء وتعدد الزوجات..........................27
                    زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم............28
                    أبو بكررضي الله عنه وتعدد الزوجات...............29
                    عمررضي الله عنه وتعدد الزوجات...................30
                    عثما رضي الله عنه وتعدد الزوجات..................32
                    علي رضي الله عنه وتعدد الزوجات..................33
                    ويحرم أن يتزوج بأكثر من أربع.......................35
                    يجوز أن ينكح من الإماء ما أراد.....................38
                    فتنة النساء..................................... ..39
                    حب النبي- صلى الله عليه وسلم- النساء............41
                    حال الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته.............45
                    غربة تعدد الزوجات في أيامنا.........................49
                    دور القوانين الوضعية في محاربة التعدد..................56
                    شبهات حول تعدد الزوجات..........................67
                    الشبهة الأولى:............................... .......67
                    الشبهة الثانية:.......................................69
                    الشبهة الثالثة:........................................70
                    الشبهة الرابعة:........................................71
                    الشبهة الخامسة:............................... ......71
                    الشبهة السادسة:.............................. .......71
                    حقوق الزوجة في الإسلام...............................73
                    وجوب العدل في القسم بين الزوجات....................76
                    المسلمة والكتابية سواء في القسم........................82
                    إن كان للرجل امرأتان في بلدين........................83
                    الغيرة موجودة.........................................84
                    التعاون بين الزوجات................................. .92
                    تعامل بعض زوجات الأب مع أولادها....................94
                    تعامل زوجات الآباء مع أولادهم من غي..................96
                    نصح الآباء والأمهات في تربية بناتهم......................98
                    السحر............................................. ...102
                    الطلاق............................................ ....104
                    الخلع............................................. .....108

                    المحتويات......................................... ......110

                    تعليق


                    • #40
                      أشكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ على إعانته لي على كتابة هذه الرسالة لمؤلفتها:أم داود الحجورية العمرية حفظها الله
                      وأسال الله أن يزيدنا من فضله.
                      كما أنني أوجه الشكر للقائمين على هذه الشبكة السلفية
                      الخالية من الحزبية المساخة.
                      وأخيرًا أوجه الشكر لأخي أبي مصعب الذي كان السبب في
                      نشر هذاالخير.

                      تعليق


                      • #41
                        بارك الله في جهدك أخي الكريم عبد الرحيم،وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك يوم لا تنفع إلا الحسنات،كما أسأله جل شأنه أن يجعلنا من المتحابين والمتعاونين فيه.
                        كما أطلب_متلهفا_ من إخواننا الذين عندهم خبرة بالنت،أن يحولوا هذه السلسلة المباركة،إلى صيغة: بي دي إف،ولهم مني الشكر الجزيل،والله لا يضيع جهدهم.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X