إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ الإلمام في تلخيص أحكام الصيام ] : موضوع متجدد:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    فصل
    الإجماع على صيام رمضان

    وقد أجمعت الأمة على وجوب صوم رمضان وأن من أنكر على وجوبه كفر وصار مرتداً .
    وممن نقل الإجماع ابن حزم وابن عبد البر وابن رشد ويحيى العمراني واللنووي وابن قدامة وآخرون رحمة الله عليهم .

    قال الإمام النوور رحمه الله: في المجموع [6 /252] وَهَذَا الْحُكْمُ الَّذِي ذَكَرَهُ وَهُوَ كَوْنُ صَوْمِ رَمَضَانَ رُكْنًا وَفَرْضًا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ وَدَلَائِلُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ مُتَظَاهِرَةٌ عَلَيْهِ واجمعوا على أنه لا يجب غيره اهـ


    فصل
    أركان الصيام



    الركن الأول: النية
    عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا ، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ » .متفق عليه
    الركن الثاني الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس .
    قال تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187] .
    الركن الثالث: الصائموله شروط ستأتي في الفصل الذي بعد هذا .
    فصل
    شروط الصيام خمسة



    الأول: الإسلام: وضده الكفر فلا يجب على الكافر ولا يصح منه ولا يجب عليه قضاؤه بعد إسلامه لأنه لا يقبل عمله .
    قال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 54] .
    وقال تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23] .

    الشرط الثاني: التكليف فلا يجب على غير المكلف والمراد بالمكلف البالغ العاقل فخرج الصبي والمجنون ولا يجب على المجنون القضاء .
    لحديث عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ أُتِي عُمَرُ بِمَجْنُونَةٍ قَدْ زَنَتْ فَاسْتَشَارَ فِيهَا أُنَاسًا فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ فَمُرَّ بِهَا عَلَى عَلِىِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَقَالَ مَا شَأْنُ هَذِهِ قَالُوا مَجْنُونَةُ بَنِي فُلاَنٍ زَنَتْ فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ قَالَ فَقَالَ ارْجِعُوا بِهَا ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ قَدْ رُفِعَ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِىِّ حَتَّى يَعْقِلَ قَالَ بَلَى. قَالَ فَمَا بَالُ هَذِهِ تُرْجَمُ قَالَ لاَ شَىْءَ قَالَ فَأَرْسِلْهَا قَالَ فَأَرْسَلَهَا قَالَ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ ".
    رواه أبو داود وهو في الصحيح المسند لشيخنا العلامة مقبل الوادعي رحمه الله .
    الشرط الثال: القدرة فلا يجب على العاجر مثل الشيخ الكبير والمريض الذي لا يرجى برؤه ومن كان مريضاً ويرجى برؤه يجب عليه القضاء
    قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184] .
    الشرط الرابع: الإقامة فلا يجب على المسافر ويجب عليه القضاء .
    قال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ ﴾ [البقرة: 185].
    والخامس: الطهارة من الحيض والنفاس الحائض والنفساء لا يجب عليهما ولا يصح عنهما ويجب عليهما القضاء بالإجماع .
    لحديث « أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ » قُلْنَ بَلَى قَالَ « فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا » . متفق عليه عن أبي سعيد رضي الله
    ولحديث « اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنِ الصَّلاَةِ وَعَنِ الصِّيَامِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ شَطْرَ الصَّلاَةِ أَوْ نِصْفَ الصَّلاَةِ وَالصَّوْمَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَعَنِ الْمُرْضِعِ أَوِ الْحُبْلَى »
    .
    رواه أبو داود من حديث أنس بن مالك الكعبي وهو في الصحيح المسند لشيخنا رحمه الله.
    وعَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِى الصَّوْمَ وَلاَ تَقْضِى الصَّلاَةَ فَقَالَتْ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ قُلْتُ لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ وَلَكِنِّى أَسْأَلُ. قَالَتْ كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلاَ نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ ".
    متفق عليه .
    قال العمراني رحمه الله: في البيان [3/461] ويتحتم وجوب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل طاهرٍ قادر مقيم.اهـ .
    وقال أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله: ويتحم وجوب ذلك علي كل مسلم بالغ عاقل طاهر قادر مقيم اهـ
    وقال الإمام النووي رحمه الله: في المجموع [6 /254] قَالَ أَصْحَابُنَا: شُرُوطُ صِحَّةِ الصَّوْمِ أَرْبَعَةٌ النَّقَاءُ عَنْ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَالْإِسْلَامُ وَالتَّمْيِيزُ وَالْوَقْتُ الْقَابِلُ لِلصَّوْمِ اهـ .
    وقال الحجاوي رحمه الله: في زاد المستقنع [ص 81] ويلزم الصوم لكل مسلم مكلف قادر اهـ .
    وقال محمد بن أحمد بن جزي الغرناطي رحمه الله: في القوانين الفقهية [ص 77] شروط الصيام وهي ستة الإسلام والبلوغ والعقل والطهارة من دم النفاس والحيض والصحة والإقامة اهـ
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 21-06-2014, 07:28 PM.

    تعليق


    • #17
      فصل
      أحوال فرض الصيام

      كان أول ما أمر به المسلمين العشراء لحديث عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ » .
      رواه البخاري (1893) ومسلم (1125) .
      ولحديث عبدالله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ صَامَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَاشُورَاءَ ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لاَ يَصُومُهُ ، إِلاَّ أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ .
      رواه البخاري (1892) مسلم (1126)

      ولما فرض الله الصيام على المسلمين كانوا مخيرين بين الصوم والفدية قال تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : 184] ثم نسخ الله ذلك فرض الصيام فقال تعالى﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة : 185] والدليل حديث عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضى الله عنه قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ كَانَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِي حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا.
      رواه البخاري (4507) ومسلم (1145) .
      وفي رواية لمسلم عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ كُنَّا فِي رَمَضَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ فَافْتَدَى بِطَعَامِ مِسْكِينٍ حَتَّى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ .
      وعَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا ، فَحَضَرَ الإِفْطَارُ ، فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ وَلاَ يَوْمَهُ ، حَتَّى يُمْسِي ، وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الأَنْصَارِي كَانَ صَائِمًا ، فَلَمَّا حَضَرَ الإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ ، فَقَالَ لَهَا أَعِنْدَكِ طَعَامٌ قَالَتْ لاَ وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ ، فَأَطْلُبُ لَكَ وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ خَيْبَةً لَكَ فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِىَ عَلَيْهِ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ فَفَرِحُوا بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا ، وَنَزَلَتْ ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ﴾
      رواه البخاري (1915) .

      تعليق


      • #18
        فصل
        حكمة الصيام

        الحكمة من الصيام عظيمة وهي تقوى الله تعالى التي هي سبب كل خير وفوز وفلاح وقد بين الله ذلك في كتابه الكريم .
        فقال جل في علاه : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة:183] .
        قال العلامة السعدي رحمه الله: في القواعد الحسان [ص 40] يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام، أي لعلكم تتقون المحارم عموماً، ولعلكم تتقون ما حرم الله على الصائمين من المفطرات والممنوعات، ومن كل الأحوال والصفات السيئة والخبيثة، ولعلكم تتصفون بصفة التقوى، وتحصلون على كل ما يقيكم مما تكرهون، وتتخلقون بأخلاقها اهـ .
        وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » .
        متفق عليه .

        فصل
        لماذا سمي رمضان بهذا الاسم

        قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (4 / 113) واختلف في تسمية هذا الشهر رمضان فقيل لأنه ترمض فيه الذنوب أي تحرق لأن الرمضاء شدة الحر وقيل وافق ابتداء الصوم فيه زمناً حاراً والله أعلم اهـ .
        وقد رود بهذا حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله تدرون لم سمى رمضان لأنه ترمض فيه الذنوب وإن في رمضان ثلاث ليال من فاتته فاته خير كثير ليلة سبع عشر وليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين وآخر ليلة فقال عمر يا رسول الله هي سوى ليلة القدر قال نعم ومن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له ".
        موضوع .
        فيه زياد بن ميمون كذاب راجع الضعيفة [3223] .

        تعليق


        • #19
          جزاك الله خيرا وبارك فيك

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة تابتي جيلالي مشاهدة المشاركة
            جزاك الله خيرا وبارك فيك
            آمين وأنت جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفع بك

            تعليق


            • #21
              فصل
              هل يجوز أن يقال رمضان أم يقال شهر رمضان ؟


              لا بأس بذلك عند الجمهور لأحاديث كثيرة تقدم بعضها ومنها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .رواه البخاري (37) ومسلم (760) سيأتي كثير منها في مواضع من هذه الرسالة والله الموفق.
              قال الإمام النووي رحمه الله: في المجموع [6/248] وَالصَّوَابُ أَنَّهُ لَا كَرَاهَةَ فِي قَوْلِ رَمَضَانَ مُطْلَقًا وَالْمَذْهَبَانِ الْآخَرَانِ فَاسِدَانِ لِأَنَّ الْكَرَاهَةَ إنَّمَا تَثْبُتُ بِنَهْيِ الشَّرْعِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِيهِ نَهْيٌ وَقَوْلُهُمْ إنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَ بِصَحِيحٍ وَلَمْ يَصِحَّ فيه شئ وَأَسْمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى تَوْقِيفِيَّةٌ اهـ

              وقد ذهب بعض العلماء إلى كراهية أن يقال رمضان لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَقُولُوا رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ ، وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ ».
              ضعيف .
              رواه ابن عدي في الكامل (7 / 53) ومن طريقه البيهقي في الكبرى (4 / 201) من طريق مُحَمَّد بْن أَبِى مَعْشَرٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به
              نجيح بن عبد الرحمن السندي أبو معشر المدني مولى بني هاشم قيل كان اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال ( مشهور بكنيته ) ضعيف
              وحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم صمت رمضان وقمت رمضان ولا صنعت في رمضان كذا وكذا فإن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل العظام ولكن قولوا شهر رمضان كما قال ربكم عز وجل في كتابه".
              ضعيف .
              رواه تمام بن محمد في فوائده (241)
              من طريق ناشب بن عمرو أبو عمرو الشيباني ثنا مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عمر به .
              ناشب بن عمرو أبو عمرو هو الشيباني .
              قال البخاري منكر الحديث وقال الدارقطني ضعيف اهـ .

              الضحاك بن مزاحم الهلالي قال أبو زرعة الضحاك عن علي رضي الله عنه مرسل ولم يسمع من بن عمر شيئا ولا من بن عباس اهـ من جامع التحصيل .


              فصل
              هل فرض الصيام على من قبلنا ؟


              قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183] .
              قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ قيل هم اليهود وقيل هم النصارى وقيل يشمل من كان قبلنا من الإمم وهو الأظهر والله أعلم
              وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ ».
              رواه مسلم .
              هل فرض عليهم شهر رمضان علي الإمم الماضية ؟

              لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك شيئ .
              ومما ورد في ذلك حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام رمضان كتبه الله على الامم قبلكم ".
              ضعيف .
              رواه ابن أبي حاتم في التفسير [1 /304] من طريق عبد الله بن الوليد عن أبي الربيع رجل من أهل المدينة عن عبد الله بن عمر به .

              فيه علتان الأولى : عبد الله بن الوليد هو ابن قيس بن الأخرم التجيبي المصري .
              قال الدارقطني: لا يعتبر بحديثه .
              العلة الثانية: أبو الربيع رجل من أهل المدينة.
              قال الدارقطني: مجهول.
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 25-06-2014, 11:34 AM.

              تعليق


              • #22
                فصل
                فضائل الصيام

                قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة : 183].
                في الآية دليل على فضل الصيام وأنه سبب لتقوى الله تعالى وهي فعل المأمور وترك المنهي .
                وقال تعالى:﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة : 185].
                في هذه الآية الكريمة فضل شهر رمضان وأن من خصائصه إنزال القرآن الكريم .
                وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب : 35].
                قال تعالى: ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184] .
                وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .
                متفق عليه .
                وعَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ » .
                متفق عليه .
                وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ » .
                متفق عليه .
                وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِي مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِي مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِىَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِي مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِي مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ » فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا عَلَى مَنْ دُعِي مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا قَالَ « نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ » .
                متفق عليه .
                وعن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ « اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ ».
                هذا حديث رواه الترمذي وأحمد وغيرهما .
                وعن عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ« الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنْ النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْقِتَالِ ». وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « صِيَامٌ حَسَنٌ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ الشَّهْرِ ».
                هذا حديث صحيح رواه أحمد .
                وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَالَ « نَعَمْ ». قَالَ وَاللَّهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا ".
                رواه مسلم .
                وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيّ رضي الله عنه أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ».

                رواه مسلم .
                والأحاديث في فضائل الصيام كثيرة .


                فصل
                فضائل شهر رمضان وبعض خصائصه

                قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185] .
                وقال تعالى: ﴿ حم (*) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (*) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (*) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 1 ، 4].
                وقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (*) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (*) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (*) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (*) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [القدر: 1 ، 5] .
                وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ » .
                متفق عليه.
                وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ » .
                رواه مسلم .
                وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَىَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ ».
                هذا حديث حسن رواه أحمد والترمذي .

                تعليق


                • #23
                  فصل
                  الإكثار من تلاوة القرآن والأعمال الصالحة في شهر رمضان


                  عن عبدالله بْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِى رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ .
                  رواه البخاري (1902) ومسلم (2308)
                  فصل
                  وحوب الابتعاد من الكذب والقول الزور والغبية والنميمة والفسوق وغيرها من المنكرات
                  على الصائم وغيره.


                  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » .
                  رواه البخاري .
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 28-06-2014, 09:54 AM.

                  تعليق


                  • #24
                    فصل
                    ماذا يعرف دخول رمضان



                    يعرف بأحد أمرين الأول: رؤية الهلال والثاني: إكمال عدة ثلاثين شعبان لحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْهِلاَلَ فَقَالَ « إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ أُغْمِىَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِينَ ».
                    رواه البخاري (1909) ومسلم (1081) .
                    وحديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ ».
                    رواه البخاري (1900) ومسلم (1080) .
                    وفي رواية لمسلم
                    « فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ أُغْمِىَ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ ثَلاَثِينَ ».
                    وعَن عبدالله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ عَجِبْتُ مِمَّنْ يَتَقَدَّمُ الشَّهْرَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاَثِينَ ».
                    رواه النسائي في الكبرى (2137) وعبدالله بن الإمام أحمد في زاوئد المسند (1 / 221)
                    وهو في الصحيح المسند لشيخنا العلامة رحمه الله .
                    وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تُقَدِّمُوا الشَّهْرَ حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ أَوْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثُمَّ صُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ أَوْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ».
                    رواه أبو داود (2328) والنسائي (2126) وهو حديث صحيح وهو في الصحيح المسند لشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله .


                    فصل
                    في حكم معرفة دخول الشهر عن طريق الحساب



                    في هذه الأحاديث دليل على بطلان معرفة دخول الشهر بطريق الحساب .
                    قال ابن دقيق العيد رحمه الله: في إحكام الأحكام إنَّ الْحِسَابَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُعْتَمَدَ عَلَيْهِ فِي الصَّوْمِ، لِمُفَارَقَةِ الْقَمَرِ لِلشَّمْسِ، عَلَى مَا يَرَاهُ الْمُنَجِّمُونَ، مِنْ تَقَدُّمِ الشَّهْرِ بِالْحِسَابِ عَلَى الشَّهْرِ بِالرُّؤْيَةِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ فَإِنَّ ذَلِكَ إحْدَاثٌ لِسَبَبٍ لَمْ يُشَرِّعْهُ اللَّهُ تَعَالَى.اهـ .
                    وقال الصنعاني رحمه الله: قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: فِي الْحَدِيثِ دَفْعٌ لِمُرَاعَاةِ الْمُنَجِّمِينَ ، وَإِنَّمَا الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ رُؤْيَةُ الْأَهِلَّةِ وَقَدْ نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ ، وَقَدْ قَالَ الْبَاجِيُّ فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّهُ يَجُوزُ لِلْحَاسِبِ وَالْمُنَجِّمِ وَغَيْرِهِمَا الصَّوْمُ وَالْإِفْطَارُ اعْتِمَادًا عَلَى النُّجُومِ: إنَّ إجْمَاعَ السَّلَفِ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ ابْنُ بَزِيزَةَ: هُوَ مَذْهَبٌ بَاطِلٌ قَدْ نَهَتْ الشَّرِيعَةُ عَلَى الْخَوْضِ فِي عِلْمِ النُّجُومِ ؛ لِأَنَّهَا حَدْسٌ وَتَخْمِينٌ لَيْسَ فِيهَا قَطْعٌ .اهـ
                    وقال أيضاً:وَالْجَوَابُ الْوَاضِحُ عَلَيْهِمْ مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرَ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تِسْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً ».اهـ والحديث رواه مسلم
                    وقال صديق حسن رحمه الله: في الروضة الندية قال صاحب سبل السلام: التوقيت في الأيام والشهور والسنوات بالحساب للمنازل القمرية بدعة باتفاق الأمة فلا يمكن عالم من علماء الدنيا أن يدعي أن ذلك كان في عصره صلى الله تعالى عليه وسلم أو عصر خلفائه الراشدين وإنما هو بدعة لعلها ظهرت في عصر المأمون حين أخرج كتب الفلاسفة وعرّبها ومنها المنطق والنجوم فإنه علم أولئك الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ فأقل أحوال المقرين على حساب المنازل القمرية أنهم مبتدعون وكل بدعة ضلالة ولقد عظمت هذه البدعة في الحرمين الشريفين فإنهم في مكة المكرمة لا يعتمدون إلا على ذلك ولهم فيه أنواع مؤلفات مثل الربع المجيَّب ونحوه يدرِّسونه ويقرءونه ويعتمدونه وهو من العلم الذي قال فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "علم لا ينفع وجهل لا يضر" وهو من علم أهل الكتاب فإن أعيادهم ونحوها تدور على حساب سير الشمس, ولعله دخل على المسلمين من علم اليونان وأهل الكتاب ومات رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعد أن أنزل الله تعالى عليه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ﴾ وكان أهل بيته وأصحابه رض على ذلك لا يعرفون منازل الزيادة والنقصان ولا ما يجعله المتأخرون هو الميزان ولا شيئاً من هذه الأمور التي صار ذلك التكليف الموقت عليها يدور انتهى.

                    قال أبو عبد الله: "علم لا ينفع وجهل لا يضر"
                    رواه ابن عبد البر في جامع بينان العلم وفضله [
                    721] من حديث أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى جمعا من الناس على رجل فقال: "وما هذا؟" قالوا: يا رسول الله رجل علامة. قال: "وما العلامة؟" قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب، وأعلم الناس بعربية، وأعلم الناس بشعر، وأعلم الناس بما اختلف فيه العرب. فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "هذا علم لا ينفع، وجهل لا يضر".

                    ضعيف
                    قال عبد البر رحمه الله: قال أبو عمر: في إسناد هذا الحديث رجلان لا يحتج بهما، وهما: سليمان وبقية .

                    وقال الحافظ ابن حجر: بقية بن الوليد ابن صائد ابن كعب الكلاعي أبو يحمد صدوق كثير التدليس عن الضعفاء .



                    تعليق


                    • #25
                      فصل
                      إذا رأى أهل بلد فهل يلزم بقية أهل البلدان الصوم أم لا ؟

                      في المسألة أقوال أرجحها أنه يلزم بقية أهل البلدان الصوم .
                      للأدلة المتقدمة وهذا قول أحمد والشافعي ومالك وقد رجح هذا شيخ الإسلام ابن تيمية .

                      وقال الشوكاني رحمه الله: في النيل وهذا لا يختص بأهل ناحية على جهة الانفراد بل هو خطاب لكل من يصلح له من المسلمين فالاستدلال به على لزوم رؤية أهل بلد لغيرهم من أهل البلاد أظهر من الاستدلال به على عدم اللزوم لأنه إذا رآه أهل بلد فقد رآه المسلمون فيلزم غيرهم ما لزمهم اهـ

                      قال الشيخ الفاضل محمد بن حزام حفظه الله: والقولان الأولان قويان إلا أن الذي يظهر -والله أعلم-أن الأول أقوى لعموم الدليل الذي استدلوا به والشرع عام ولو كان الحكم غير ذلك لبينه النبي صلى الله عليه وسلم .اهـ
                      يراجع إتحاف الأنام في بأحكام ومسائل الصيام .


                      فصل
                      حكم تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين


                      الراجح من قولي العلماء التحريم .
                      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ » .
                      متفق عليه .قال الصنعاني رحمه الله: الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ صَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ قَبْلَ رَمَضَانَ.اهـ
                      فصل
                      حكم الصيام بعد النصف من شعبان


                      الراجح الجواز
                      عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِى شَعْبَانَ ".
                      متفق عليه .
                      وفي رواية عند مسلم " كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ".
                      وأما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا ». رواه الخمسة فهو من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به
                      أنكر على العلاء بن عبد الرحمن أنكره أحمد يحيى بن معين وأبو زرعة وغيرهم
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 01-07-2014, 12:17 PM.

                      تعليق


                      • #26
                        فصل
                        بماذا يثبت رؤية الهلال ؟

                        في المسألة ثلاثة أقوال أرجحها يثبت برؤية واحد عدل .
                        ليحديث عبدالله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلاَلَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ ".
                        رواه أبو داود وهو حديث صحيح .
                        وكذلك شهادة المرأة مقبولة .

                        وأما الصبي فلا يقبل شهادته لأنه غير مكلف .

                        وأما الفاسق والكفار والمغلف فلا يقبل شهادتهما بلا خلاف بين العلماء .
                        قال الإمام النووي رحمه الله: في المجموع وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْفَاسِقُ وَالْمُغَفَّلُ فَلَا يُقْبَلُ قَوْلُهُمْ فِيهِ بِلَا خِلَافٍ اهـ
                        يراجع في إتحاف الأنام .
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 02-07-2014, 02:05 PM.

                        تعليق


                        • #27
                          فصل
                          رؤية الهلال بالنهار

                          إذا كانت الرؤية بعد زوال الشمس .
                          قال ابن حزم رحمه الله: في المحلىوَإِذَا رُئِيَ الْهِلالُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَهُوَ مِنْ الْبَارِحَةِ وَيَصُومُ النَّاسُ مِنْ حِينَئِذٍ بَاقِيَ يَوْمِهِمْ إنْ كَانَ أَوَّلَ رَمَضَانَ وَيُفْطِرُونَ إنْ كَانَ آخِرَهُ، فَإِنْ رُئِيَ بَعْدَ الزَّوَالِ فَهُوَ لِلَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ بُرْهَانُ ذَلِكَ: قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ " فَخَرَجَ مِنْ هَذَا الظَّاهِرُ إذَا رُئِيَ بَعْدَ الزَّوَالِ بِالإِجْمَاعِ الْمُتَيَقِّنِ، وَلَمْ يَجِبْ الصَّوْمُ إلا مِنْ الْغَدِ؛ اهـ.
                          وأما إن كانت الرؤية قبل زوال الشمس فالراجح أنها لليلة المقبلة .

                          والدليل ما رواه أَبو وَائِلٍ ، قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ وَنَحْنُ بِخَانقِينَ ؛ أَنَّ الأَهِلَّةَ بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ ، فَإِذَا رَأَيْتُمَ الْهِلاَلَ نَهَارًا فَلاَ تُفْطِرُوا ، حَتَّى يَشْهَدَ رَجُلاَنِ مُسْلِمَانِ أَنَّهُمَا أَهَلاَّهُ بِالأَمْسِ ".
                          رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة والدارقطني وابن عبد البر والبيهقي بسند صحيح .
                          وهذا قول الجمهور .
                          يراجع في إتحاف الأنام
                          .

                          تعليق


                          • #28
                            فصل
                            من رأى الهلال وحده هل يجب عليه الصيام والفطر

                            الراجح أنه يجب عليه الصيام .
                            لحديث ". صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ".
                            متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
                            فصل
                            ماذا يثبت هلال شوال ؟

                            الراجح أنه يثبت برؤية بشاهدين .
                            عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَصْبَحَ النَّاسُ صِيَامًا لِتَمَامِ ثَلَاثِينَ قَالَ فَجَاءَ أَعْرَابِيَّانِ فَشَهِدَا أَنَّهُمَا أَهَلَّا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَأَفْطَرُوا ".
                            هذا حديث صحيح رواه أحمد وأبوداود وفي رواية عند أبي داود
                            .

                            تعليق


                            • #29
                              فصل
                              إذا ثبت هلال شهر شوال في النهار والناس صيام وجب عليهم الفطر

                              قال ابن عبد البر رحمه الله: في التمهيد [14 /358] وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ إِذَا ثَبَتَ أن الهلال من شوال ريء بِمَوْضِعِ اسْتِهْلَالِهِ لَيْلًا وَكَانَ ثُبُوتُ ذَلِكَ وَقَدْ مَضَى مِنَ النَّهَارِ بَعْضُهُ أَنَّ النَّاسَ يُفْطِرُونَ ساعة جَاءَهُمُ الْخَبَرُ الثَّبَتُ فِي ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ قَبْلَ الزَّوَالِ صَلُّوا الْعِيدَ بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَأَفْطَرُوا اهـ
                              وأذا علموا العيد قبل الزوال خرجوا للعيد وإن علموا بعد الزوال خرجوا العيد من الغد .
                              عَنْ أَبِى عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَكْبًا جَاءُوا إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَشْهَدُونَ أَنَّهُمْ رَأَوُا الْهِلاَلَ بِالأَمْسِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إِلَى مُصَلاَّهُمْ ".
                              رواه أبو داود وغيره بسند صحيح .
                              فصل

                              أذا أصبح الشخص مفطرا يظن أنه في شعبان
                              ثم تبين له أنه في رمضان ماذا عليه ؟

                              في المسألة خمسة أقوال أرجحها أنه ينوي الصيام حين ببلغه الخبر ويجزئه
                              والدليل حديث سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ أَمَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنْ أَسْلَمَ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ « أَنَّ مَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ ، فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ » .
                              رواه البخاري (2007) ومسلم (1135) .
                              وعَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ رضي الله عنه قَالَتْ أَرْسَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ « مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ ، وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيَصُمْ » قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا ، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ ، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ رواه البخاري (1960) ومسلم (1136) .
                              والذي تطمئن إليه النفس أنه يقضي بدله يوماً والله أعلم
                              .
                              وقد رجح هذا القول الشيخ الفاضل محمد بن حزام حفظه الله ثم قال: والأحوط أن يقضي يوماً كما قال الجمهور وبالله التوفيق ا
                              هـ .

                              تعليق


                              • #30
                                فصول في النية
                                تقدم أن النية ركن من أركان الصيام .
                                وجعلها بعض أهل العلم شرطاً من شروط الصيام .

                                قال ابن قدامة رحمه الله في المغني [6/115] وَأَمَّا الصَّوْمُ فَإِنَّ النِّيَّةَ شَرْطٌ أَوْ رُكْنٌ فِيهِ، فَلَا يُتَصَوَّرُ وُجُودُهُ بِدُونِ شَرْطِهِ وَرُكْنِهِ اهـ
                                والدليل حديث: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ؛ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْه ».
                                متفق عليه
                                .
                                فيه دليل على وجوب النية في الصوم وغيره من الأعمال والأقوال
                                معنى النية في اللغة: القصد والإرادة.
                                وفي الشرع: العزم على فعل العبادات تقرباً إلى الله تعالى.
                                ومحلها:القلب والتلفظ بها بدعة .
                                وللنية مرتبتان: تمييز العبادة عن العادة وتمييز بعضها عن بعض والإخلاص
                                قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: واعلم أنّ النيَّةَ في اللُّغة نوعٌ من القَصدِ والإرادة ، وإن كان قد فُرق بينَ هذه الألفاظ بما ليس هذا موضع ذكره والنيةُ في كلام العُلماء تقعُ بمعنيين:
                                أحدهما: بمعنى تمييز العباداتِ بعضها عن بعضٍ ، كتمييزِ صلاة الظُّهر مِنْ صلاةِ العصر مثلاً ، وتمييزِ صيام رمضان من صيام غيرِه ، أو تمييز العباداتِ مِنَ العادات ، كتمييز الغُسلِ من الجَنَابةِ مِنْ غسل التَّبرُّد والتَّنظُّف ، ونحو ذلك ، وهذه النيةُ هي التي تُوجَدُ كثيراً في كلامِ الفُقهاء في كتبهم .
                                والمعنى الثاني:
                                بمعنى تمييزِ المقصودِ بالعمل ، وهل هو لله وحده لا شريكَ له ، أم غيره ، أم الله وغيرُه ، وهذه النيّة هي التي يتكلَّمُ فيها العارفُونَ في كتبهم في كلامهم على الإخلاص وتوابعه ، وهي التي تُوجَدُ كثيراً في كلام السَّلَفِ المتقدّمين .اهـ .
                                التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن إسماعيل أبو عبد الله; الساعة 07-07-2014, 01:34 PM.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X