بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله محمد ، وآله وصحبه وبعد:
فقد اطلعت على ما كتبه المتلون هشام بن حسن في منتدى (الكلّ سلفيون) وقد بدأ القوم يفصحون يوما بعد يوم عمّا في صدورهم ، ويخرجون ما في قلوبهم ، انتقاما وتشفيّا بعد أن أحرقتهم نار الحقّ ، وبهتتهم حجج الصدق ، فلم يجدوا ما يتعلّقون به غير (قشّة الغريق) فتحالف أتباع أبي الحسن ، وأتباع ابن مرعي ، على هدف واحد ، وغاية واحدة ، هي الطعن في دماج والنيل منها ، والله يقول: ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا))
ألا تذكرياصاحب المقال يوم لقيتَ الأخ حمزة السوفي في العاصمة ، كيف هششت له بششت ، وتملقت لديه وتزلّفت ، مع أنّك -أنت- كنت تصفه بأبشع الأوصاف على صفحات (الكل سلفيون) فلمّا لقيته تلوّنت تلوّن الحرباء ، فكيف بك إذا لقيت الشيخ سعيدا بن دعاس ، الذي سطرت هذا المقال في الطعن فيه ، ووعدت بحلقات أخرى تليه ؟!!
ولا تسأل عن حالك لو لقيت الشيخ العلاّمة يحيى الحجوري -حفظه الله- الذي هو المقصود الأوّل بالطعون الرعناء ، التي تسطرها أنت وإخوانك من المرعيين.
قال هشام -هذا-: فقد أشغلوا طلبة العلم هنالك بالردود الرعناء وبالفتن المدلهمات .أهـ
قلت: يا هذا ! أما لك عقل؟! ألا تعلم أنّهم شغلوهم بالعلم والتعليم ، والدعوة والتصنيف ، هذه مصنّفاتهم وكتبهم وتواليفهم ودروسهم شاهدة على هذا ، ألاّ تعلم أنّ الصّغار في دمّاج يحفظون الصحيحين ، فهل يحفظهما في الجزائر الكبار؟!! أم تنكر النظر في كتب الرّدود ؟! أم تحرّمها على من لم يطلب الفقه عشر سنين !! كما قال (بعض الناس) اعلم يا هشام أنّ طلبة العلم في دماج ، أكثر منك ومن أمثالك طلبا للعم ، وأفضل منك ومن أمثالك تمسّكا بالسنّة ، مع قراءتهم للردود ، وردّهم على المبطلين والمخطئين ، فأشفق على الرأس لا تشفق على الجبل.
وقال: فلا عجب أن انفصل عنها وتركها كثير من طلبة العلم السلفيين .أهـ
قلت: دعوى خالية من البرهان ، والصواب أن تقول: طرد منها ، أو فرّ منها ، كثير من المفتونين؛ أمّا من فيها فهم من خيرة طلبة العلم السلفيين ، لا كهشام وأمثاله.
وقال: بل وحذّر منها أهل العلم كالشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- وشيخنا أبو عبد المعز -وفقه الله- وغيرهما.أهـ
قلت: أما طعن الشيخ عبيد في العلامة يحيى الحجوري ، فبرره أنّه لسفهه !!!! وفحشه! -زعموا- والسفه نقص في العقل ! وبعضه يوجب الحجر على السفيه!! ، بأن يمنع من التصرّف في ماله ، والفحش مجاوزة في الحدّ ! وهو يريد به مجاوزة الحدّ في الكلام.
فبالله عليكم يا أهل العدل والإنصاف هل مثل الناصح الأمين يوصف بالسّفَه؟؟! وهو قائم على أكبر مركز لأهل السنّة في اليمن ، فيه آلاف الطلاب ، وفيه عدد كبير من المدرسين ، ويخرج منه الكثير من الدعاة إلى الله !!
والله إنها المرّة الأولى التي يسجّل فيها التاريخ سفيها له أكثر من مائة كتاب مصنّف ، وله أزيد من ألف شريط مسجّل ، وله آلاف من الطلاب الذين تخرجوا على يده ، وله ثمانية دروس في اليَوْم ، ويا خسارة علم الإمام الوادعي إذا صار يوصي للسفهاء !! وحقا إن هذا التفسير ليس له تفسير ، بل هو غير وارد ، وكان الأولى عدم مناقشته ، ثمّ لو سألتَ الشيخ الجابري عن سبب طعنه في الناصح الأمين ، فهل سيقول: لأنّه سفيه ؟؟! فيا خسارة علمه إذًا إذا صار يملي الردود على السفهاء.
أمّا الفحش الذي هو مجاوزة الحدّ ، فمن تأمل ردود الناصح الأمين على الشيخ الجابري ، وجد فيها اتزانا وصبرا ، وتبيينا للحق وتأدبا ، بعكس ردود الشيخ عبيد على الناصح الأمين ، فإنّ فيها كثيرا من التجاوز للحدّ ، كما في مسألة الجامعة ، فقد بين الناصح الأمين أنّ كلامه قد بُتر ، وقال للشيخ عبيد أنَّهُ يُجلّ مثله أن يقع منه هذا البتر!! لكن الشيخ الجابري لم يجبه عن هذا بل وصفه بالسفيه!!
فمن الذي جاوز الحدّ إذا ، ثم هل مثل مسألة الجامعة ، تصلح لأن يحذّر بسببها من دماج كلها ، لا وألف لا ، بل إنّ هذا هو عين مجاوزة الحد ، فعاد الكلام على قائله والحمد لله.
ثمّ إنّ الشيخ عبيدا -نفسه- قد تكلّم في الحلبي بكلام شديد وجرحه ، وبدّع أبا الحسن ، وقال عن العيد شريفي (شيطان) فمابالكم لا تأخذون أقواله التي وافق فيها الحق ، وتأخذون ما قال فيه بالباطل؟؟!
أمّا الشيخ فركوس ، فقد ردّ تحذيره أخونا أبو حاتم يوسف بن العيد الجزائري ، في رسالته القيّمة (شعاع الفانوس) ولقد كان الأولى بالشيخ فركوس -حفظه الله- أن يحذّر من جامعة الخرّوبة ، وجامعة الأمير عبد القادر ، لما فيهما من الآفات والمهلكات ، والبدع والموبقات ، فالطالب الحاصل على (الباكلوريا) يجد نفسه بعد التحاقه بتلك الجامعات بين أيدي مدرّسين ، أفضلهم حالا من يكون عاميّا جاهلا ، وإلاّ فالأغلبيّة الساحقة منهم مبتدعة متقنون لبدعتهم ، ملقّنون لشبهتهم ، بين صوفي وأشعري ، ومعتزليّ وإخوانني ، بل في جامعة الأمير شيعي يقال له الكناني ، أمّا وجود مدرّس (سلفي!!) فهو أندر من الكبريت الأحمر -هناك- مع ما فيهما من اختلاط ، وما في الخروبة من تبرّج فاحش فاضح ، والطالب المسكين ، جاهل بدينه لانشغاله عنه بدراسة العلوم الدنيوية ، المباحة أو المحرّمة ، فمثله كمثل من لا يحسن السباحة ، ويلقى في خضمّ بحر هائج ، وقلّ أن ينجو ، وما أكثر من فتن بسبب هذه المدارس والجامعات ، إما فتنة الشبهات أو الشهوات ، مع ما يستسيغه الطالب من الموبقات في سبيل الالتحاق بالجامعات ، ومن أعظم الذنوب المرتكبة في هذه المدارس تضييع الصلاة جماعة في المسجد ، بل في كثير من أيام الشتاء يخرجُ الطالب صلاة العصر عن وقتها ، لكونه لا يصل البيت إلاّ بعد غروب الشمس ، ومع هذا كلّه: فالدّراسة في هذه المدارس حلال!!! والدّراسة في دار الحديث السلفية بدماج حرام !!!
قال هشام: ومن شنيع أمره وسوء خلقه تجرؤه على شيخنا أبي عبد المعز -حفظه الله- من خلال رسالتيه : (دَرْءُ الْبَلاء بكشف ما تضمنته فتوى الشيخ فركوس من الشبه في إباحة اختلاط الرجال بالنساء)) و ((تَمَادِيْ فَرْكُوس فِي مُخَالَفَة الحَقِّ وَبُرهَانِهَ المَنْقُولِوَالمَحْسُوسِ)) قدّم للأولى منهما الشيخ يحيى الحجوري كما اطلع هو نفسه على الثانية ونصح بطبعها ! والرسالتان منشورتان في شبكة العلوم للسبّ والشتم والطعن في الأعراض ! أبان فيهما كاتبهما عن سوء خلقه وقلّة حيائه وبذاءة لسانه وجفوة طِباعه .أهـ
قلت: سبحان الله! كلّ هذه الأوصاف الشنيعة النكراء في حقّ رجل من أهل السنّة ، لا لشيء إلاّ لأنّه ردّ على الشيخ فركوس خطأه ، بيّن الصواب ، ونصح للأمّة ، فلماذا تجعل ردّه على الشيخ فركوس أمرا شنيعا ، وسوء خلق وقلّة حياء . .و . .إلخ ؟!! ألأنّ المردود عليه مصيب ؟! أم لأن المردود عليه هو الشيخ فركوس ؟!! فإن كانت الأولى فهذه رسالة الشيخ سعيد دعاس حفظه الله ، لماذا لا تناقشه فيها نقاشا علميّا تبيّن خطأه وخطأ من حرّم الاختلاط !!! وتبيّن صواب من أباح الاختلاط في المدارس والجامعات !! أم أنّ فاقد الشيءلا يعطيه ؟! فأنت فاقد للحجّة والبرهان ، فأنى لك أن تردّ على (درء البلاء) !!!
وإن كانت الثانية ، فاعلم أن الردّ على من أخطأ ، من أجلّ القربات ، وأعظم العبادات ، سواء أكان المردود عليه هو الشيخ فركوس أو الشيخ يحيى أو غيرهما ، ولقد كانت رسالة (درء البلاء) رسالة علميّة طيّبة قويّة ، ناقش فيها الشيخ سعيد حفظه الله مسألة الاختلاط في المدارس ، وبيّن فيها الحقّ وردّ على الباطل ، ففرح بها أهل السنّة الصادقون المحبون للحقّ والدّليل ، وكانت قرّة عين لهم ، وقد التزم فيها الشيخ سعيد الأدب مع الشيخ فركوس ، قال الشيخ العلامة يحيى الحجوري -حفظه الله- في تقديمه للرسالة: ((فقد قرأت رسالة: "دَرءِ البَلاء بكَشفِ ما تضمَّنته فتوى الشَّيخِ فركوس من الشُّبه في إباحةِ اختلاطِ الرجالِ بالنساء", التي ناقش فيها الشيخ سعيد بن دعَّاس اليافعي, فتوى للشيخ محمد بن علي فركوس –وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه-, فرأيته ناقشه نقاشاً علمياً رصيناً, بيَّن فيه زلقته في تلك الفتوى المذكورة, التي نشرت حاملةً تفصيلاً في الدراسة الاختلاطية, غير صحيح, فكان ما أبانه أخونا الشيخ سعيد على تلك الفتوى رداً للحكم في هذه المسألة المهمة إلى مجراه, والأصل إلى معناه, فجزاه الله خيراً.))
فما كان من الشيخ فركوس -حفظه الله- إلاّ أن أخرج رسالة بعنوان ((تقويم الصراط)) ذكر فيها كلاما غليظا تحت عنوان (اعتراض فيه تقوّل)
فكتب الشيخ سعيد دعاس -حفظه الله- رسالة أخرى بعنوان ((تمادي فركوس)) ردّ فيها الظلم عن نفسه ، وبيّن بوضوح أكبر خطأ الشيخ فركوس في (تقويم الصراط) وأنّه كان البادئ بالألفاظ الغليظة ، والتهجّم على المخالف بغير حقّ ولو كان من أهل السنّة.
وواجبنا -نحن أهل السنّة- من هذه القضيّة ، هو ما ذكره شيخ الإسلام -رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" (28/15) ((وإذا وقع بين معلم ومعلم أو تلميذ وتلميذ أو معلم وتلميذ خصومة ومشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق فلا يعاونه بجهل ولا بهوى بل ينظر في الأمر فإذا تبين له الحق أعان المحق منهما على المبطل سواء كان المحق من أصحابه أو أصحاب غيره ؛ وسواء كان المبطل من أصحابه أو أصحاب غيره فيكون المقصود عبادة الله وحده وطاعة رسوله ؛ واتباع الحق والقيام بالقسط قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ يقال : لوى يلوي لسانه : فيخبر بالكذب . والإعراض : أن يكتم الحق ؛ فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس . ومن مال مع صاحبه - سواء كان الحق له أو عليه - فقد حكم بحكم الجاهلية وخرج عن حكم الله ورسوله والواجب على جميعهم أن يكونوا يدا واحدة مع المحق على المبطل فيكون المعظم عندهم من عظمه الله ورسوله والمقدم عندهم من قدمه الله ورسوله والمحبوب عندهم من أحبه الله ورسوله والمهان عندهم من أهانه الله ورسوله بحسب ما يرضي الله ورسوله لا بحسب الأهواء ؛ فإنه من يطع الله ورسوله فقد رشد ؛ ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه . فهذا هو الأصل الذي عليهم اعتماده .))أهـ
سئل فضيلة الشيخ العلاّمة ربيع المدخلي -حفظه الله-: هل تنصحون بما يفعله بعض طلبة العلم في تجرّدهم لنقد كتب بعض علمائنا صحّة وضعفًا، كالنظرات في السلسلة والنظرات في صفة الصلاة؟
فأجاب:
باب النقد للألباني ولأمثاله مفتوح -والله- ولا يغضب من ذلك لا الألباني ولا أمثاله من حملة السنّة ، النقد المؤدَّب الذي يحترم العلماء ، وليس له هدف إلاّ بيان الحقّ ، فهذا بدأ من عهد الصحابة ولا ينتهي.
فقد انتقد الشافعي مالكًا، وانتقد أصحاب أبي حنيفة وانتقد أحمد -بارك الله فيك- كلّ هذه المذاهب واستمر هذا النقد إلى يومنا هذا في شتى العلوم.
فالنقد -يا إخوان- لا يجوز سدّ هذا الباب، لأنّنا نقول بسدّ باب الاجتهاد -بارك الله فيكم-
ولا نعطي قداسة لأفكار أحد أبدًا كائنًا مَن كان. فالخطأ يُردّ من أيّ شخص كان، سلفيًّا أو غير سلفي.
ولكنّ التعامل مع أهل الحقّ والسنّة الذين عرفنا إخلاصهم واجتهادهم ونصحهم لله ولكتابه ورسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم التعامل معهم غير التعامل مع أهل البدع والضلال.
وارجعوا إلى كتاب الحافظ ابن رجب رحمه الله (الفرق بين النصيحة والتعيير)
إذ تكلّم وبيَّن فقال: بيان الهدى وبيان الحقّ لابدّ منه وقد انتُقد سعيد بن المسيب وابن عباس وطاووس وأصحاب ابن عباس وانتُقِدوا وانتُقِدوا، وما قال أحد: إنّ هذا طعن، ما يقول بهذا إلاّ أهل الأهواء، فنحن إذا انتقدنا الألباني ما نسلك مسلك أهل الأهواء فنقول: لا لا تنتقدوا الألباني، طيِّب أخطاؤه تنتشر باسم الدين؟!! وإلاّ أخطاء ابن باز، وإلاّ أخطاء ابن تيمية وإلاّ أخطاء أيّ واحد؟!!
أيّ خطأ يجب أن يبيّن للناس أنّ هذا خطأ، مهما عَلَت منزلة هذا الشخص الذي صدر منه هذا الخطأ. لأنّنا كما قلنا غير مرّة بأنّ خطأه يُنسب إلى دين الله. . . . . . . فالشاهد أنّ النقد لأهل العلم ومن أهل العلم ينتقد بعضهم بعضًا ويبيّنون للناس الخطأ تحاشيًا من نسبة هذا الخطأ إلى دين الله عزّ وجلّ هذا واجب ولا نقول: جائز. . . . . فالنقد هذا موجود ويجب أن يستمر للصغير والكبير والجليل والحقير من الأمور، بيان الخطأ وبيان البدع ونقد الأخطاء ونقد البدع، مع التصريح باحترام أهل السنّة وإثبات أنّ للمجتهد إذا أصاب أجرين، وإذا أخطأ فله أجر واحد، هذا ما ندين الله به في نقد أهل السنّة وليس كذلك أهل البدع.)) أهـ (أسئلة أبي رواحة/السؤال الثالث)
تعقيب على كلام عبد الرحمن عقيب
علّق عبد الرحمن عقيب على هذا المقال ، وذكر أنّه قد حوكم في دماج ، وذكر من ما حوكم بسببه فقال: ((أني قلت أنا لا أستفيد من درس ابن حزام على الواسطية فائدة كبيرة فنهاني القاضي عن ذلك وقال لي الصواب أن تقول أنا أحتاج إلى درس أعلى كالطحاوية لا أن تقول أنا لا أستفيد من درس ابن حزام لأنه طعن في دماج ومن فعل دهمه السيل وله الويل))
قلت: ونسيت أن تذكر شيئا يا عبد الرحمن ، وهو أنّك لما اتهموك بهذا أنكرته ، وكذّبت من شهد عليك بهذا ، وها أنت الآن تقرّ به أمام الناس ، فلماذا الكذب الصراح ، ألا تذكر يا عبد الرحمن أنك كلمتني في الهاتف لمّا كنت في دماج ، وجعلت تحلف بالله أنّك لم تقل هذا الكلام ،وأنه كذب عليك ، وقد شهد عليك اثنان من الإخوة السلفيين في جيجل أنّك قلت لهم هذا عبر الهاتف ، ثمّ لما كلمتني ادعيت أنّهم هم من سألوك عن هذا ، فأجبتهم قائلا: (لا) وكان هذا كذبا منك بإقرارك أنت على نفسك.
ولك من الكذب غير هذا ، فقد ادّعيت على الشيخ عبد الغني عويسات أنّه يحذّر من دمّاج ، وأنّه أخبرك بهذا مباشرة ، وهذا كذب عليه ، فقد أخبرني الأخ حمزة السوفي أّنه سأله عن هذا فقال أنّه كذب عليه ، وادعيت على الشيخ فركوس أنّه سمح لك بالكلام في مجلسه ، أعطاك (المكرفون) وقدّمك للطعن في الشيخ يحيى والتنفير عن دار الحديث السلفية بدمّاج ، وادّعيت أنّه بعد أن أنهيت كلامك بحضرته قال: (ما ارتحنا من فالح إلاّ وخرج يحيى) فلماذا الكذب ؟؟!
وادعيت عن اثنين من الإخوة في دماج أنهما قد هجرا بعضهما ، فاتصلنا بهما فكذّباك ، فلماذا الكذب ؟؟!
وكلّ هذا الكذب -ولعل ما خفي أعظم- ظهر منك بعد أن فتنت بفتنة ابن مرعي ، أما قبلها فلم نعهد عليك الكذب ، فلما دخلت في الفتنة بالباطل رأينا منك اليمين الغموس !!! فأسأل الله أن يردّك إلى رشدك ، وأن يردّ لك عقلك.
والله يعلم أني لم أكن أريد التشهير بك ، وأنت تعلم هذا جيّدا ، بل أحبّ لك الخير والهدى ، وأن ترجع أحسن مما كنت ، ولكنك جنيت على نفسك ، وفضحت أمرك وشهّرت بنفسك ، فاجلس ساعة مختليا بنفسك ، واستخر ربّك ، وانظر في حالك ، كيف كنت؟؟ وكيف صرت ؟؟
ولعلك نسيت أن تذكر أنك لما كنت في دماج ، كنت تذهب إلى الطلاب الجدد ، وتحرضهم على الخروج من دمّاج ، وأن يطلبوا العلم في بيوتهم من الكتب والأشرطة !!! ومع هذا لمّا رفعوك للشيخ يحيى عفا عنك ، ولم يطردك ، فانظر إلى حلم العلماء وصبرهم.
ونسيت أن تذكر أنّك أخبرتني لما ناصحتك أنّ رجلين من الشلف ، أرادا السفر إلى دماج ، فنهيتهما هاتفيا ، فعجبا كيف تنهاهما عن السفر إلى دماج ، وأنت نفسك في دماج !!! وعلى كلٍّ: فقد أخبراني أنّ الذي نهاهما هو علي الشلفي ، فأحدكما كاذب.
أمّا ما قاله لك القاضي ، فهو حقّ ، فدروس الشيخ الفاضل محمد بن حزام الإبي نافعة جدّا ، ومن أراد أن يتأكد بنفسه فليتمع إلى شيء منها ، وبعضها منشور في شبكة العلوم السلفية ، التي كنتَ أنت من كتابها .
أمّا قولك: ولقد سألت مرة ابن حزام عن كتاب الكردي في الشيخ مشهور
فقال لي مشهور يسقط يسقط ثم قال لي: الشيخ النجمي قال أن الإنتقادات صائبة .
فسألته هل قرأ الكتاب فقال لي لم أقرأه ولكن سآخده لأقرأه وذلك قبل الأضحى
فابن حزام من عقلائهم يا أخانا عمر الكرخي فكيف بسفهائهم.أهـ
فأقول: صدق الشيخ ابن حزام ، وصدق العلامة النجمي إذ قال -رحمه الله-: ((وبالتالي فإن المؤلف قد ردّ على مشهور حسن في كل ما ذكر ، وأبان به الحق وأبطل به التمويه ، لذلك فإني أحث الشباب على قراءة هذا الرد لما حواه من الفوائد))
أمّا قولك:ولما رجعت إلى الجزائر هجرني أصحابي.أهـ
فهذا كذب منك ، والصواب أنّك أنت من هجر أصحابك ، بل وهجرت من ساعدوك وأعانوك على السفر إلى دماج ، ولن أتكلّم عن نفسي ، بل سأتكلم عن ذلك الذي أعانك على السفر إلى دماج ، ثمّ لما رجعت هجرته وكان جالسا في مسجد عمر بن الخطاب ، ورفّ المصاحب بجانبه ، فأخذت المصحف من الرف ولم تكلّمه ولم تلق عليه السلام ، وليس بينك وبينه إلا نصف متر أو أقلّ ، وأنت إلى الآن لا تكلّمه ،لا لشيء إلا لأنه لم يقبل طعونك في الشيخ يحيى ، وعن الآخر الذي دعاك إلى وليمته فحضرت وملأت بطنك من طعامه ، وبعد يومين دخلت مكتبة الاستقامة فوجدته هناك فصافحت صاحب المكتبة ولم تصافحه ، لا لشيء إلاّ لأنه كان يريد استقبال الشيخ عبد الحميد الحجوري في بيته ، أمّا الأخ حسين الجيجلي فمن أوّل ما كلّمك قلت له: (لا تكلّمني أنت) ولم تكتف بهذا ، بل قلت لأخيه: (قل لأخيك لا ينظر إليّ) !!! فمن هجر من !!
لمّا رجعتَ من اليمن لقيتك في مسجد الأرقم فمررت واكتفيت بتحريك رأسك ، مع أنّنا لم نلتق منذ أكثر من سنة ، فلمّا ناديتك أقبلت متثاقلا ومددت يدك للمصافحة ، فابتدرتك وعانقتك ، وسألتك عن حالك ، وطلبت منك أن نجلس معا ، فرفضت بحجّة أنّك لا تتكلم في الفتنة !! وكذبت فقد كنت تتنقل من مسجد إلى مسجد ومن حيّ إلى حيّ تجمع الإخوة وتكلّمهم في الفتنة !! فلماذا التلوّن والكذب ؟؟! أشفق على نفسك يا أخي وتب إلى ربّك ، واترك عنك هذا النهج الردي ، فلست من أهله ، وليس مكانك.
أمّا قولك: بحجة أنه يدافع عن أبي الحسن ومن هذا وصفه في اليمن يسمى حسنيا باطراد.أهـ فيناقض قولك: أني قلت دروس البرعي لا يوجد مثلها.أهـ فالشيخ البرعي ممن يقول بهذا ، فكيف تثني عليه ، وتقدح فيمن قال مثل قوله؟؟!
هذا الردّ على الحلقة الأولى من تقوّلات هشام بن حسن وأصحابه ، وسأرد إن شاء الله على الباقي الحلقات التي أوعد بها ، عند خروجها -إن شاء الله- أسأل الله التوفيق والسداد ، والحمد لله ربّ العالمين.
كتبه: ياسر الجيجلي
تعليق