إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{ سلسلة الفوائد والفرائد والغرائب } ~ موضوع متجدد ~

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عمار عمير الصيداوي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ، والأسماء أخي الكريم علي ما يفعل بها هل يغيرها من سماه أبيه بسعد الدين ونحوه أم هذا معفو عنه ولا يدخل في باب تزكية النفس ؟ ، الحاصل في حاضرنا أن هذه الألقاب صارت أسماء ولا تعتبر تذكية في حال أسم الشخص محي الدين أو ناصر الدين .
    وأنت جزاك الله خيراً
    وأما عن سؤالك فقد أجاب عنه الإمام الطبري وحلاه الألباني ببديع بيانه وهاكه :
    قال الطبري _ رحمه الله _ : " لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى ، و لا باسم يقتضي التزكية له ، و لا باسم معناه السبُّ ، و لو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص ، لايقصد بها حقيقة الصفة ، لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم ، فيظن أنه صفة للمسمَّى ، فلذلك كان ( صلى الله عليه وسلم ) يحوَّل الاسم إلى ما إذا دُعي به صاحبه ؛ كان صدقا "
    قال : "و قد غيَّر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عدة أسماء " .
    ذكره في " الفتح " ( 10 / 476 ) .
    قلت (الألباني ) : على ذلك ؛ فلا يجوز التسمية بـ (عز الدين) و (محي الدين) و (ناصر الدين)... و نحو ذلك
    ومن أقبح الأسماء التي راجت في العصر , ويجب المبادرة إلى تغييرها لقبح معانيها , هذه الأسماء التي أخذ الآباء يطلقونها على بناتهم , مثل [وصال] و [سهام] و [نهاد : وهي المرأة إذا كعب ثديها و وارتفع عن الصدر , صارله حجم] و [غادة : وهي المرأة الناعمة اللينة البينة الغيد] و [فتنة] .. ونحو ذلك , والله المستعان اهـ [ رقم الحديث 207]
    وفي فتاوى نور على الدرب للعلامة العثيمين وهي موجودة في موقعه :
    (( فضيلة الشيخ ما حكم التسمي بهذه الأسماء (شمس الدين) ، (محي الدين) ، (قمر الدين) ، وغير ذلك من الأسماء؟ ))
    فأجاب - رحمه الله - : هذه الأسماء كلها حادثة لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا في عهد أصحابه ، والذي وجد سيف الله أو أسد الله أما الأوصاف التي تنم عن ديانة فهذه إنما حدثت أخيراً وقد تصدق على من تسمى بها وقد لا تصدق فالذي أرى العدول عن هذه الألقاب كما أن فيها مفسدة أخرى وهي أن الملقب بها قد يزهو بنفسه ويعجب بها ويترفع بهذا اللقب على غيره اهـ
    خلاصته
    كراهة التسمي بمثل هذه الألقاب قال العلامة بكر أبو زيد في فصل الواو من كتابه الفذ معجم المناهي اللفظية : وتُكرهُ التَّسميةُ بكُلِّ اسمٍ مُضافٍ مِن اسمٍ أو مصدرٍ أو صفةٍ مُشبَّهة مضافةٍ إلى لفظِ ( الدينِ ) ولفظ ( الإسلام ) ؛ مثل : نور الدين ، ضياء الدين ، سيف الإسلام ، نور الإسلام .. وذلك لعظيمِ منزلةِ هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) ، فالإضافةُ إليهما على وجْهِ التَّسميةِ فيها دعوى فجَّةٌ تُطِلُّ على الكذبِ ، ولهذا نصَّ بعضُ العلماءِ على التَّحريمِ ، والأكثرُ على الكراهةِ ؛ لأنَّ منها ما يوهِمُ معاني غير صحيحةٍ ممَّا لا يجوزُ إطلاقُه ، وكانت في أوَّلِ حدوثها ألقاباً زائدةُ عن الاسمِ ، ثم استُعْمِلتْ أسماءً .
    وقد يكونُ الاسمُ من هذه الأسماء منهيّاً عنهُ من جهتينِ ؛ مثلُ شهابِ الدين ؛ فإنَّ الشهابَ : الشُّعلةُ مِن النَّارِ ، ثم إضافةُ ذلك إلى الدِّينِ ، وقد بلغ الحالُ في إندونيسيا التسمية بنحوِ : ذهبِ الدِّينِ ، ماسِ الدِّين !
    وكان النوويُّ - رحمه الله تعالى - يكرهُ تلقيبهُ بمُحيي الدِّين ، وشيخُ الإسلام ابنُ تيمية - رحمه الله تعالى - يكْرهُ تلقيبهُ بتقيِّ الدِّين ، ويقولُ : (( لكنَّ أهْلي لقَّبوني بذلك فاشتهر )) . اهـ
    وظاهر ما نقله عن شيخ الإسلام الجواز إذا اشتهر إذا لم يقصد التزكية وربما يؤكد ذلك قوله في مجموع الفتاوى 6/183 :\
    سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ اسْمُهُ أَبُو بَكْرٍ صَارَ جُنْدِيًّا وَغَيَّرَ اسْمَهُ وَسَمَّى رُوحَهُ اسْمَ الْمَمَالِيكِ فَهَلْ عَلَيْهِ إثْمٌ ؟
    الْجَوَابُ
    فَأَجَابَ : إذَا سَمَّى اسْمَهُ بَاسِمٍ تُرْكِيٍّ لِمَصْلَحَةٍ لَهُ فِي ذَلِكَ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِ، وَيَكُونُ لَهُ اسْمَانِ ، كَمَا يَكُونُ لَهُ اسْم مَنْ سَمَّاهُ بِهِ أَبَوَاهُ ثُمَّ يُلَقِّبُهُ النَّاسُ بِبَعْضِ الْأَلْقَابِ كَفُلَانِ الدِّينِ .اهـ
    و قال الصنعاني كما في سبل السلام - (ج 6 / ص 334)
    وَمِنْ الْأَلْقَابِ الْقَبِيحَةِ مَا قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ : إنَّهُ تَوَسَّعَ النَّاسُ فِي زَمَانِنَا حَتَّى لَقَّبُوا السَّفَلَةَ بِأَلْقَابِ الْعَلِيَّةِ ، وَهَبْ أَنَّ الْعُذْرَ مَبْسُوطٌ فَمَا أَقُولُ فِي تَلْقِيبِ مَنْ لَيْسَ مِنْ الدِّينِ فِي قَبِيلٍ وَلَا دَبِيرٍ بِفُلَانِ الدِّينِ هِيَ لَعَمْرِي وَاَللَّهِ لِلْغُصَّةِ الَّتِي لَا تُسَاغُ . اهـ
    وللمزيد راجع كتاب تغريب الألقاب للعلامة بكر ففيه الخير الكثير
    فائدة في أول ظهور هذه الألقاب
    قال الحافظ السخاوي في كتابه "الجواهر و الدرر " (1/48) :
    وقد أفاد صاحب الترجمة فيما قرأته بخطه أن التلقب بالإضافة إلى الدين ، إنما حدث في أول دولة الترك ببغداد ، الذين طرأُوا على الدّيلم . وكانوا في زمن الدّيلم يضيفون الألقاب إلى الدولة . فكان من أواخرهم جَلال الدولة ابن بويه وكان أول ملوك الترك طغرُل بك فلقبوه نصرة الدين ، ثم انتشرت الأَلقاب من يومئذ ، ولم يكثر إلا بعد ذلك بمدة مديدة )) اهـ


    المشاركة الأصلية بواسطة محجوبي زكريا مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل علي فوائدك عزيزة والله
    أسأل الله يجزيك خيرا
    آمين وأنت جزاك الله خيراً

    تعليق


    • #77
      بارك الله فيك أخي علي ونفع بك
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمار عمير الصيداوي; الساعة 23-10-2011, 11:08 AM.

      تعليق


      • #78
        المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركة
        فأنا أنقل من دفتري دفتر الفوائد ـ وبالله التوفيق ـ


        الله أكبر دفاتر تحتوى على مثل هذه الفوائد ما شاء الله زادك الله من فضله علي

        تعليق


        • #79
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو عمار عمير الصيداوي مشاهدة المشاركة
          بارك الله فيك أخي علي ونفع بك
          وأنت بارك الله فيك أخانا الفاضل أبا عمار
          المشاركة الأصلية بواسطة محجوبي زكريا مشاهدة المشاركة

          الله أكبر دفاتر تحتوى على مثل هذه الفوائد ما شاء الله زادك الله من فضله علي
          آمين وجزاك الله خيراً أخانا الفاضل أبا العباس

          مسألة / وضع اليدين قبل الركبتين عند الهوي
          للعلامة المحدث الفقيه الألباني بحث نفيس في المسألة كما في ( تمام المنة ص 193) عند قول سيد سابق أن هذا القول : قول أصحاب الحديث
          قال _ رحمه الله _ : قلت : وهو الصواب لأنه الذي ثبت عنه صلى الله عليه وسلم فعلا وأمرا : أما الفعل فمن حديث ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضع يديه قبل ركبتيه "
          أخرجه جماعة منهم الحاكم وقال : " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبي وهو كما قالا
          وصححه أيضا ابن خزيمة ( 1 / 318 / 627 ) وهو مخرج في " الارواء " ( 2 / 77 - 78 )
          وأما الأمر فمن حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه "
          أخرجه أبو داود والنسائي وجماعة وإسناده جيد كما قال النووي والزرقاني وقواه الحافظ ابن حجر كما يأتي
          وهو مخرج أيضا في المصدر المذكور آنفا ( 2 / 78 ) وفي " صحيح أبي داود " ( 789 )
          وليس لهذين الحديثين ما يعارضهما إلا حديث وائل بن حجر الذي نقله المؤلف عن ابن القيم وهو حديث ضعيف لأنه من حديث شريك وهو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف سيئ الحفظ فلا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف ؟ ولذلك قال الحافظ في بلوغ المرام : " إن حديث أبي هريرة هذا أقوى من حديث وائل "
          وذكر نحوه عبد الحق الاشبيلي فانظر " صفة الصلاة " ( ص 147 )
          ولقد أخطأ ابن القيم في " زاد المعاد " خطأ بينا حين رجح حديث وائل على حديث ابن عمر وأبي هريرة كما أخطأ أخطاء أخرى في هذه المسألة قد قمت بالرد عليه مفصلا في " التعليقات الجياد على زاد المعاد " وغيرها ويحسن بي هنا أن أضرب على ذلك مثلا واحدا لأنه شديد الاتصال بما نحن فيه وبه يتضح معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " . . فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه "
          زعم ابن القيم رحمه الله أن الحديث انقلب على الراوي وأن أصله : " وليضع ركبتيه قبل يديه " وإنما حمله على هذا زعم آخر له وهو قوله : " إن البعير يضع يديه قبل ركبتيه " قال : " فمقتضى النهي عن البروك كبروك البعير أن يضع المصلي ركبتيه قبل يديه " وسبب هذا كله أنه خفي عليه ما ذكره علماء اللغة كالفيروز آبادي وغيره : " أن ركبتي البعير في يديه الأماميتين "
          ولذلك قال الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 1 / 150 ) : " إن البعير ركبتاه في يديه وكذلك في سائر البهائم وبنو آدم ليسوا كذلك فقال : لا يبرك على ركبتيه اللتين في رجليه كما يبرك البعير على ركبتيه اللتين في يديه ولكن يبدأ فيضع أولا يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه ثم يضع ركبتيه فيكون ما يفعل في ذلك بخلاف ما يفعل البعير "
          وبهذا ظهر معنى الحديث ظهورا لا غموض فيه
          والحمد لله على توفيقه اهـ
          وهو بحث نفيس يجلي لك إشكالاً قوياً طالما حصل فيها الجدال !
          ولشيخنا العلامة يحيى الحجوري استدلال دقيق قل من يتفطن له بل لم أره لغيره وهو قوله في المبادئ المفيدة : النزول إلى السجود على اليدين، والدليل حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا قال سمع الله لمن حمده، لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ساجدا، ثم نقع سجودا بعده. متفق عليه، وانحناء الظهر يكون في النزول على اليدين. اهـ
          وهذا من دقائق الاستدلال عند شيخنا وله من هذا الكثير يتعجب من حسنه وهذا يعرفه من لم يطمس الهوى والعصبية نور بصيرته !

          تعليق


          • #80
            هل أذن النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم _
            سئل الحافظ ابن حجر _ رحمه الله_ : هل صح أنه _ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم _ أذن في بعض أسفاره ؟
            فأجاب : وقع في الترمذي ذلك لكن أخرجه أحمد في " المسند " من الطريق الذي أخرجه الترمذي فقال فيه : فأمر بلالاً _ رضي الله عنه _ فأذن فظهر بذلك أن من أطلق أنه أذن تجوز في ذلك كما يقال : أعطى الخليفة فلاناً كذا وكذا والي يباشر العطية هو الخازن مثلاً فيكون معنى أذن : أمر بالأذان اهـ [ الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر ص 933]

            تعليق


            • #81
              كلام لشيخ الإسلام في غاية النفاسة في ضابط الشدة المحمودة
              قال _ رحمه الله _ : وهو يرد على من اتهمه بالشدة :
              فَصْلٌ :
              مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ . وَقَالَ : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } وَقَالَ : { إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } { كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ .
              وَمِمَّا يَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّهُ لَا يَسُوغُ فِي الْعَقْلِ وَلَا الدِّينِ طَلَبُ رِضَا الْمَخْلُوقِينَ لِوَجْهَيْنِ :
              أَحَدُهُمَا : أَنَّ هَذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ . كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رِضَا النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ . فَعَلَيْك بِالْأَمْرِ الَّذِي يُصْلِحُك فَالْزَمْهُ وَدَعْ مَا سِوَاهُ وَلَا تُعَانِهِ .
              وَالثَّانِي : أَنَّا مَأْمُورُونَ بِأَنْ نَتَحَرَّى رِضَا اللَّهِ وَرَسُولِهِ . كَمَا قَالَ تَعَالَى :{ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ } وَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ فَلَا نَخَافُ أَحَدًا إلَّا اللَّهَ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } . وَقَالَ : { فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ } وَقَالَ : { فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } { وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ } . فَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ وَنَتَّقِيَهُ فِي النَّاسِ ، فَلَا نَظْلِمَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَلَا جَوَارِحِنَا وَنُؤَدِّيَ إلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَجَوَارِحِنَا ، وَلَا نَخَافَهُمْ فِي اللَّهِ فَنَتْرُكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ خِيفَةً مِنْهُمْ . وَمَنْ لَزِمَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ كَانَتْ الْعَاقِبَةُ لَهُ كَمَا كَتَبَتْ عَائِشَةُ إلَى مُعَاوِيَةَ : " أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّهُ مَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ وَعَادَ حَامِدُهُ مِنْ النَّاسِ ذَامًّا ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ " . فَالْمُؤْمِنُ لَا تَكُونُ فِكْرَتُهُ وَقَصْدُهُ إلَّا رِضَا رَبِّهِ وَاجْتِنَابَ سَخَطِهِ وَالْعَاقِبَةُ لَهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ .
              ...
              .. الْأَصْلُ الَّذِي يَجِبُ اتِّبَاعُهُ هُوَ الْأَوَّلُ وَقَوْلُ النَّبِيِّ " { لَا تَبْدَءُوهُمْ بِقِتَالِ وَإِنْ أكثبوكم فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ } " . عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ وَلَمْ نَرْمِ إلَّا بَعْدَ أَنْ قَصَدُوا شَرَّنَا وَبَعْدَ أَنْ أكثبونا وَلِهَذَا نَفَعَ اللَّهُ بِذَلِكَ . اهـ [ مجموع الفتاوى 3/233]
              قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : هذا كلام جميل وفيه قاعدة طيبة ومفيدة كالنبراس لطالب الحق بلا شطط ولا وكس
              وحديث
              { لَا تَبْدَءُوهُمْ بِقِتَالِ وَإِنْ أكثبوكم فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ } أخرجه البخاري عن أبي أسيد واسمه مالك بن ربيعة الأنصاري
              ونظير هذا الكلام الجميل قوله في موضع آخر :

              وَلَوْ قَالَ مَا قَالَ : - مِنْ الْكَذِبِ عَلَيَّ وَالْكُفْرِ وَالْمُجَادَلَةِ - عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَقْتَضِي الْجَوَابَ بِالْحُسْنَى لَفَعَلْت ذَلِكَ فَإِنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ رُوحًا وَصَبْرًا عَلَى مُرِّ الْكَلَامِ وَأَعْظَمِ النَّاسِ عَدْلًا فِي الْمُخَاطَبَةِ لِأَقَلِّ النَّاسِ ، دَعْ ( لِوُلَاةِ الْأُمُورِ لَكِنَّهُ جَاءَ مَجِيءَ الْمُكْرَهِ عَلَى أَنْ أُوَافِقَ إلَى مَا دَعَا إلَيْهِ وَأَخْرَجَ دُرْجًا فِيهِ مِنْ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ وَالدُّعَاءِ إلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَالنَّهْيِ عَنْ طَاعَتِهِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ وَجَعَلْت كُلَّمَا أَرَدْت أَنْ أُجِيبَهُ وَأُحَمِّلَهُ رِسَالَةً يُبَلِّغُهَا لَا يُرِيدُ أَنْ يَسْمَعَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَيُبَلِّغَهُ بَلْ لَا يُرِيدُ إلَّا مَا مَضْمُونُهُ الْإِقْرَارُ بِمَا ذَكَرَ وَالْتِزَامُ عَدَمِ الْعَوْدِ إلَيْهِ وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } . فَمَتَى ظَلَمَ الْمُخَاطَبُ لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُجِيبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ بَلْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِعُرْوَةِ بْنِ مَسْعُودٍ بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَالَ : إنِّي لَأَرَى أَوْبَاشًا مِنْ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوك - اُمْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ مَنْ كَانُوا . وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } . فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَهُوَ الْأَعْلَى كَائِنًا مَنْ كَانَ . وَمَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى : { إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } . وَأَنَا أَوْ غَيْرِي مِنْ أَيِّ الْقِسْمَيْنِ كُنْت فَإِنَّ اللَّهَ يُعَامِلُنِي وَغَيْرِي بِمَا وَعَدَهُ فَإِنَّ قَوْلَهُ الْحَقُّ { وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ } اهـ [ 3/252]
              فاجعل هذا الكلام نصب عينك حتى لا تغتر بشقشقة المميعة ولا بهوس الحدادية _ والله ولي التوفيق _

              تعليق


              • #82
                جزاك الله خيراً أخانا علي

                تعليق


                • #83
                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو أويس سعيد البيضاوي مشاهدة المشاركة
                  جزاك الله خيراً أخانا علي
                  وأنت جزاك الله خيراً أبا سعيد
                  يهودي خير من فرعوني
                  قال شيخ الإسلام _ رحمه الله _ وهو يتكلم عن الاتحادية _ لعنهم الله _ :
                  وَحَدَّثَنِي الشَّيْخُ عَبْدُ السَّيِّدِ الَّذِي كَانَ قَاضِيَ الْيَهُودِ ثُمَّ أَسْلَمَ وَكَانَ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ وَمِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ وَأَحْسَنِهِمْ إسْلَامًا أَنَّهُ كَانَ يَجْتَمِعُ بِشَيْخِ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الشَّرَفُ البلاسي يُطْلَبُ مِنْهُ الْمَعْرِفَةُ وَالْعِلْمُ . قَالَ : فَدَعَانِي إلَى هَذَا الْمَذْهَبِ فَقُلْت لَهُ : قَوْلُكُمْ يُشْبِهُ قَوْلَ فِرْعَوْنَ قَالَ : وَنَحْنُ عَلَى قَوْلِ فِرْعَوْنَ فَقُلْت لِعَبْدِ السَّيِّدِ وَاعْتَرَفَ لَك بِهَذَا ؟ قَالَ نَعَمْ وَكَانَ عَبْدُ السَّيِّدِ إذْ ذَاكَ قَدْ ذَاكَرَنِي بِهَذَا الْمَذْهَبِ فَقُلْت لَهُ : هَذَا مَذْهَبٌ فَاسِدٌ وَهُوَ يَئُولُ إلَى قَوْلِ فِرْعَوْنَ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا فَقُلْت لَهُ مَا ظَنَنْت أَنَّهُمْ يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ عَلَى قَوْلِ فِرْعَوْنَ لَكِنْ مَعَ إقْرَارِ الْخَصْمِ مَا يَحْتَاجُ إلَى بَيِّنَةٍ . قَالَ عَبْدُ السَّيِّدِ فَقُلْت لَهُ : لَا أَدَعُ مُوسَى وَأَذْهَبُ إلَى فِرْعَوْنَ فَقَالَ : وَلِمَ ؟ قُلْت : لِأَنَّ مُوسَى أَغْرَقَ فِرْعَوْنَ فَانْقَطَعَ وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِالظُّهُورِ الْكَوْنِيِّ فَقُلْت لِعَبْدِ السَّيِّدِ - وَكَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ - نَفَعَتْك الْيَهُودِيَّةُ يَهُودِيٌّ خَيْرٌ مِنْ فِرْعَوْنِيٍّ .اهـ [ مجموع الفتاوى 13/188]

                  تعليق


                  • #84
                    سبحان الله ... الله المستعان
                    جزاك الله خيراً أخانا الفاضل علي بن رشيد ونفع بك

                    تعليق


                    • #85
                      المشاركة الأصلية بواسطة ياسر بن مسعود الجيجلي مشاهدة المشاركة
                      الله أكبر

                      ما أعظم شيخ الإسلام ، فسرها على حقيقتها ، ولم يدّعِ أنّها كرامة له.

                      بل قال _ رحمه الله _ :
                      وَقَدْ ذَكَرَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ أَعْرِفُهُمْ أَنَّهُمْ اسْتَغَاثُوا بِي فَرَأَوْنِي فِي الْهَوَاءِ وَقَدْ أَتَيْتهمْ وَخَلَّصْتهمْ مِنْ تِلْكَ الشَّدَائِدِ مِثْلَ مَنْ أَحَاطَ بِهِ النَّصَارَى الْأَرْمَنُ لِيَأْخُذُوهُ وَآخَرُ قَدْ أَحَاطَ بِهِ الْعَدُوُّ وَمَعَهُ كُتُبٌ مُلَطِّفَاتٌ مِنْ مناصحين لَوْ اطَّلَعُوا عَلَى مَا مَعَهُ لَقَتَلُوهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ فَذَكَرْت لَهُمْ أَنِّي مَا دَرَيْت بِمَا جَرَى أَصْلًا وَحَلَفْت لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى لَا يَظُنُّوا أَنِّي كَتَمْت ذَلِكَ كَمَا تُكْتَمُ الْكَرَامَاتُ وَأَنَا قَدْ عَلِمْت أَنَّ الَّذِي فَعَلُوهُ لَيْسَ بِمَشْرُوعِ بَلْ هُوَ شِرْكٌ وَبِدْعَةٌ ثُمَّ تَبَيَّنَ لِي فِيمَا بَعْدُ وَبَيَّنْت لَهُمْ أَنَّ هَذِهِ شَيَاطِينُ تَتَصَوَّرُ عَلَى صُورَةِ الْمُسْتَغَاثِ بِهِ . اهـ [ مجموع الفتاوى 17/458]
                      فلو كان من هؤلاء الصوفية الذين يأكلون بدينهم ويحسبون أنهم على هدى للبس عليهم لكن بتوفيق الله له تبصر فعلم كيد هذا الأفاك المريد فحذر من أساليبه في إغواء عباد الله !

                      تعليق


                      • #86
                        المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد سعيد بن حسن السعدي مشاهدة المشاركة
                        سبحان الله ... الله المستعان
                        جزاك الله خيراً أخانا الفاضل علي بن رشيد ونفع بك
                        جزاك الله خيراً أبا محمد ومرحى بك أخي
                        وعندي سؤال : قد ذكر ابن بطوطة في رحلته أن مر بزيلع ولم ينزل بها لأن أكثر أهلها الرافضة فهل بقي منهم أحد في هذا العصر ؟!

                        تعليق


                        • #87
                          المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركة

                          وعندي سؤال : قد ذكر ابن بطوطة في رحلته أن مر بزيلع ولم ينزل بها لأن أكثر أهلها الرافضة فهل بقي منهم أحد في هذا العصر ؟!
                          أخي علي إن أشد ما ابتلى الله به الصوماليين من أهل البدع هم الصوفية فهم كانوا المسيطرين على قلوب الناس قبل أن يعرف الناس الدعوة السلفية ومما يذكر لنا الآباء والأمهات أنه قبل بضعة عشرة سنة في مدينة هرجيسا وغيرها عند زمن زيارة القبور ما كان يبقي فيها إلا القليل وكانت الشاحنات والسيارة تنقل الناس إلى المشاهد وكان بعضهم يعتقد أنه إذا زار المشاهد بأن الحج سقط عنه!! والله المستعان فكان الناس غارقين في الشركيات والبدع ولكن بفضل الله لما عرف الناس دعوة أهل السنة والتوحيد تركوا تلك العقائد الفاسدة إلا القليل.
                          أما الرافضة فالصوماليون - اعني العوام منهم - لا يعرفون مذهبهم وعقيدهم وعندما يُذكر لهم عقائدهم الفاسدة يستنكرون ذلك أشد الإستنكار ولكن أحسب أنما ذكره ابن بطوطة كان موجوداً آنذاك لأن بعض تقاليد الرافضة يذكر عن الصوماليين القدماء مثل ما يسمى بــــ"نوروز" وهو أول يوم من كل سنة للإيرانيين وكان هذا اليوم للصوماليين القدماء عند انتهاء فصل الربيع وابتداء فصل الصيف فكانوا يحتفلون بذلك اليوم ويوقدون ناراً فيرمونها الى حهة من الجهات بل وكانوا يسمون من ولد في تلك الليلة باسم "نوروز" وهذا اليوم معروف عند الإرانيين فهذه بعض الآثار عن الرافضة التي تذكر عن الصوماليين فهذا يدل على أن الرافضة كان لهم وجود في الأراضي الصومالية ولكن في هذا الوقت لا أظن أنهم موجودون لأنه لم يُر أي أثر عنهم وبعض إخواننا يذهبون إلى زيلع ولم يرو ولم يذكروا أي رافضة هناك والله أعلم.

                          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 22-01-2012, 11:36 PM.

                          تعليق


                          • #88
                            جزاك الله خيرا أخانا الفاضل علي بن رشيد العفري على إتحافك لنا بهذه الفوائد
                            بارك الله فيكم وفي وقتكم

                            تعليق


                            • #89
                              المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد سعيد بن حسن السعدي مشاهدة المشاركة
                              ولكن في هذا الوقت لا أظن أنهم موجودون لأنه لم يُر أي أثر عنهم وبعض إخواننا يذهبون إلى زيلع ولم يرو ولم يذكروا أي رافضة هناك والله أعلم.
                              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              جزاك الله خيراً و الحمد لله على اندراسهم هناك


                              المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي مشاهدة المشاركة
                              جزاك الله خيرا أخانا الفاضل علي بن رشيد العفري على إتحافك لنا بهذه الفوائد
                              بارك الله فيكم وفي وقتكم
                              وأنت جزاك الله خيراً وبارك فيك
                              من جرح وعدل لا يسمى في عرف أهل الحديث أنه يتكلم في عرض الناس
                              قال الإمام الذهبي في ترجمة الحافظ، أبي الفضل السُلامي شيخ ابن الجوزي :ومن جرّح وعدّل لم يسمَّ في عرف أهل الحديث أنه يتكلم في أعراض الناس، بل قال ما يجب عليه،اهـ [ تاريخ الإسلام 37/407]

                              تعليق


                              • #90
                                المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركة

                                وعندي سؤال : قد ذكر ابن بطوطة في رحلته أن مر بزيلع ولم ينزل بها لأن أكثر أهلها الرافضة فهل بقي منهم أحد في هذا العصر ؟!
                                أخانا علي بخصوص ابن بطوطة ماذا تعرف عن ترجمته؟
                                أفدنا أفادك الله ونفع بك

                                تعليق

                                يعمل...
                                X