المشاركة الأصلية بواسطة أبو عمار عمير الصيداوي
مشاهدة المشاركة
وأما عن سؤالك فقد أجاب عنه الإمام الطبري وحلاه الألباني ببديع بيانه وهاكه :
قال الطبري _ رحمه الله _ : " لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى ، و لا باسم يقتضي التزكية له ، و لا باسم معناه السبُّ ، و لو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص ، لايقصد بها حقيقة الصفة ، لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم ، فيظن أنه صفة للمسمَّى ، فلذلك كان ( صلى الله عليه وسلم ) يحوَّل الاسم إلى ما إذا دُعي به صاحبه ؛ كان صدقا "
قال : "و قد غيَّر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عدة أسماء " .
ذكره في " الفتح " ( 10 / 476 ) .
قلت (الألباني ) : على ذلك ؛ فلا يجوز التسمية بـ (عز الدين) و (محي الدين) و (ناصر الدين)... و نحو ذلك
ومن أقبح الأسماء التي راجت في العصر , ويجب المبادرة إلى تغييرها لقبح معانيها , هذه الأسماء التي أخذ الآباء يطلقونها على بناتهم , مثل [وصال] و [سهام] و [نهاد : وهي المرأة إذا كعب ثديها و وارتفع عن الصدر , صارله حجم] و [غادة : وهي المرأة الناعمة اللينة البينة الغيد] و [فتنة] .. ونحو ذلك , والله المستعان اهـ [ رقم الحديث 207]
وفي فتاوى نور على الدرب للعلامة العثيمين وهي موجودة في موقعه :
(( فضيلة الشيخ ما حكم التسمي بهذه الأسماء (شمس الدين) ، (محي الدين) ، (قمر الدين) ، وغير ذلك من الأسماء؟ ))
فأجاب - رحمه الله - : هذه الأسماء كلها حادثة لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا في عهد أصحابه ، والذي وجد سيف الله أو أسد الله أما الأوصاف التي تنم عن ديانة فهذه إنما حدثت أخيراً وقد تصدق على من تسمى بها وقد لا تصدق فالذي أرى العدول عن هذه الألقاب كما أن فيها مفسدة أخرى وهي أن الملقب بها قد يزهو بنفسه ويعجب بها ويترفع بهذا اللقب على غيره اهـ
خلاصته
كراهة التسمي بمثل هذه الألقاب قال العلامة بكر أبو زيد في فصل الواو من كتابه الفذ معجم المناهي اللفظية : وتُكرهُ التَّسميةُ بكُلِّ اسمٍ مُضافٍ مِن اسمٍ أو مصدرٍ أو صفةٍ مُشبَّهة مضافةٍ إلى لفظِ ( الدينِ ) ولفظ ( الإسلام ) ؛ مثل : نور الدين ، ضياء الدين ، سيف الإسلام ، نور الإسلام .. وذلك لعظيمِ منزلةِ هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) ، فالإضافةُ إليهما على وجْهِ التَّسميةِ فيها دعوى فجَّةٌ تُطِلُّ على الكذبِ ، ولهذا نصَّ بعضُ العلماءِ على التَّحريمِ ، والأكثرُ على الكراهةِ ؛ لأنَّ منها ما يوهِمُ معاني غير صحيحةٍ ممَّا لا يجوزُ إطلاقُه ، وكانت في أوَّلِ حدوثها ألقاباً زائدةُ عن الاسمِ ، ثم استُعْمِلتْ أسماءً .وقد يكونُ الاسمُ من هذه الأسماء منهيّاً عنهُ من جهتينِ ؛ مثلُ شهابِ الدين ؛ فإنَّ الشهابَ : الشُّعلةُ مِن النَّارِ ، ثم إضافةُ ذلك إلى الدِّينِ ، وقد بلغ الحالُ في إندونيسيا التسمية بنحوِ : ذهبِ الدِّينِ ، ماسِ الدِّين !
وكان النوويُّ - رحمه الله تعالى - يكرهُ تلقيبهُ بمُحيي الدِّين ، وشيخُ الإسلام ابنُ تيمية - رحمه الله تعالى - يكْرهُ تلقيبهُ بتقيِّ الدِّين ، ويقولُ : (( لكنَّ أهْلي لقَّبوني بذلك فاشتهر )) . اهـ
وظاهر ما نقله عن شيخ الإسلام الجواز إذا اشتهر إذا لم يقصد التزكية وربما يؤكد ذلك قوله في مجموع الفتاوى 6/183 :\
سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ اسْمُهُ أَبُو بَكْرٍ صَارَ جُنْدِيًّا وَغَيَّرَ اسْمَهُ وَسَمَّى رُوحَهُ اسْمَ الْمَمَالِيكِ فَهَلْ عَلَيْهِ إثْمٌ ؟
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ : إذَا سَمَّى اسْمَهُ بَاسِمٍ تُرْكِيٍّ لِمَصْلَحَةٍ لَهُ فِي ذَلِكَ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِ، وَيَكُونُ لَهُ اسْمَانِ ، كَمَا يَكُونُ لَهُ اسْم مَنْ سَمَّاهُ بِهِ أَبَوَاهُ ثُمَّ يُلَقِّبُهُ النَّاسُ بِبَعْضِ الْأَلْقَابِ كَفُلَانِ الدِّينِ .اهـ
و قال الصنعاني كما في سبل السلام - (ج 6 / ص 334)
وَمِنْ الْأَلْقَابِ الْقَبِيحَةِ مَا قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ : إنَّهُ تَوَسَّعَ النَّاسُ فِي زَمَانِنَا حَتَّى لَقَّبُوا السَّفَلَةَ بِأَلْقَابِ الْعَلِيَّةِ ، وَهَبْ أَنَّ الْعُذْرَ مَبْسُوطٌ فَمَا أَقُولُ فِي تَلْقِيبِ مَنْ لَيْسَ مِنْ الدِّينِ فِي قَبِيلٍ وَلَا دَبِيرٍ بِفُلَانِ الدِّينِ هِيَ لَعَمْرِي وَاَللَّهِ لِلْغُصَّةِ الَّتِي لَا تُسَاغُ . اهـ
وللمزيد راجع كتاب تغريب الألقاب للعلامة بكر ففيه الخير الكثير
فائدة في أول ظهور هذه الألقاب
قال الحافظ السخاوي في كتابه "الجواهر و الدرر " (1/48) :وقد أفاد صاحب الترجمة فيما قرأته بخطه أن التلقب بالإضافة إلى الدين ، إنما حدث في أول دولة الترك ببغداد ، الذين طرأُوا على الدّيلم . وكانوا في زمن الدّيلم يضيفون الألقاب إلى الدولة . فكان من أواخرهم جَلال الدولة ابن بويه وكان أول ملوك الترك طغرُل بك فلقبوه نصرة الدين ، ثم انتشرت الأَلقاب من يومئذ ، ولم يكثر إلا بعد ذلك بمدة مديدة )) اهـ
المشاركة الأصلية بواسطة محجوبي زكريا
مشاهدة المشاركة
تعليق