إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[متجدد] دروس من كتاب (الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي تعليق الأخ الفاضل أبي عبدالله عبدالرقيب بن أمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الدرس الحادي والثلاثون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنافي درسنا السابق متعلقة بسورة الضحى السورة المكية باتفاق وآياتها احدى عشرة آية وذكرالإمام الوادعي لها سبب نزول مما جاء في الصحيحين وغيرهما عن جندب بن عبدالله ومانقله عن ابن كثير في تفسيره وساق سنده إلى عبد الله بن عباس في سبب نزول قول الله تعالى {ولسوف يعطيك ربك فترضى}

    في يومنا هذ نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
    سورة الليل فنقول سورة الليل سورة مكية وآياتهاإحدى وعشرون آية

    قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم


    وقال الشوكاني وهي مكية عند الجمهور، وقيل: مدنية. وأخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي عن ابن عباس قال:نزلت سورة والليل إذا يغشى مكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.


    قلت وقول الشوكاني وقيل مدنية قيل من صيغ التمريض


    قال ابن أبي زمنين وهي مكية كلها


    ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول


    قال البخاري رحمه الله باب قول الله تعالى: {
    فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى}
    ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم
    قال: " ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا "
    وحديث علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم
    قال«أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة» ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى]في الصحيحين والسنن الأربع إلا النسائي

    نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

    تعليق


    • #32
      بسم الله الرحمن الرحيم

      الدرس الثاني والثلاثون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنافي درسنا السابق متعلقة بسورة الليل وأنها سورة مكية وآياتهااحدى وعشرون آية ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول

      في يومناهذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
      سورة الشمس فنقول سورة الشمس سورة مكية باتفاق وآياتها خمس عشرة آية

      قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم.


      وقال القرطبي مكية باتفاق


      وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت «
      والشمس وضحاها» بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.

      قال ابن أبي زمنين وهي مكية كلها


      ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول

      ذكر ماجاء في قراءتها عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
      قال لمعاذ ـ لما صلى بقومه العشاء فاأطال ـ : «هلا صليت بسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والليل إذا يغشى؟"رواه البخاري ومسلم
      وعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
      " كان يقرأ في صلاة العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها من السور "رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني في صفة الصلاة..ولم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - (صلوا ركعتي الضحى بسورتيها:(والشمس وضحاها)و(الضحى) قال الألباني فيه موضوع كما في الضعيفة برقم 3774

      وعن عبد الله بن زمعة
      أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (({إذ انبعث أشقاها} انبعث لها رجل عزيز عارم، منيع في رهطه، مثل أبي زمعة)).رواه البخاري وغيره

      فائدة

      من أضواء البيان قال المتمم له "يقسم الله تعالى سبع مرات بسبع آيات كونية، هي: الشمس، والقمر، والليل، والنهار، والسماء، والأرض، والنفس البشرية، مع حالة لكل مقسم به، وذلك على شيء واحد، وهو فلاح من زكى تلك النفس وخيبة من دساها، ومع كل آية جاء القسم بها توجيها إلى أثرها العظيم المشاهد الملموس، الدال على القدرة الباهرة"أ.ه‍ـ

      قلت :وأقسم الله في هذه السورة أحدى عشر قسماً .


      فائدة "قوله تعالى "
      والأرض وماطحاها" قال ابن كثير" وقال مجاهد وقتادة والضحاك والسدي والثوري وأبو صالح وابن زيد طحاها بسطها، وهذا أشهر الأقوال وعليه الأكثر من المفسرين، وهو المعروف عند أهل اللغة، قال الجوهري:طحوته مثل دحوته أي بسطته."أ.ه‍ـ

      ‍ نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

      تعليق


      • #33
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الدرس الثالث والثلاثون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله

        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة الشمس وأنها سورة مكية وآياتها خمس عشر آية وعُلِمَ ..أن النبي صلى الله عليه وسلم حث معاذا على قراءتهافي العشاء - بل " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في العشاء وأشباهها من السور "- ولم يثبت حديث (صلوا ركعتي الضحى بسورتيها) ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول

        في يومنا هذا نتذاكر معكم ما يتيسر مذاكرته حول
        سورة البلد

        فنقول سورة البلد سورة مكية باتفاق وآياتها عشرون آية

        قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم

        وقال القرطبي مكية باتفاق

        وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف
        وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة لا أقسم بهذا البلد بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله

        قال ابن أبي زمنين وهي مكية كلها

        ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول قوله:«
        لا أقسم » قال العلامة العثيمين(لا..)للاستفتاح، أي: استفتاح الكلام وتوكيده، وليست نافية، لأن المراد إثبات القسم، يعني أنا أقسم بهذا البلد لكن (لا) هذه تأتي هنا للتنبيه والتأكيد و {أقسم}
        و قال أبو عبيدة وجماعة من المفسرين: إن لا زائدة، والتقدير: أقسم

        وقال السمرقندي: أجمع المفسرون أن معنى لا أقسم: أقسم، واختلفوا في تفسير لا، فقال بعضهم: هي زائدة، وزيادتها جارية في كلام العرب كما في قوله:
        ما منعك ألا تسجد" يعني أن تسجد، "ولئلا يعلم أهل الكتاب"«انظر فتح القدير في تفسير الشوكاني لسورة القيامة

        قال السعدي والمقسم عليه قوله: {
        لقد خلقنا الإنسان في كبد} يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم
        قوله تعالى: (
        أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) قال القرطبي« أي أيظن ابن آدم أن لن يعاقبه الله عز وجل. (يقول أهلكت) أي أنفقت.
        (
        مالا لبدا) أي كثيرا مجتمعا أيحسب أي أيظن
        (
        أن لم يره) أي أن لم يعاينه أحد بل علم الله عز وجل ذلك منه، فكان كاذبا في قوله: أهلكت ولم يكن أنفقه وقال السعدي ثم قرره بنعمه،
        فقال: {
        ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين} للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم الدنيا، ثم قال في نعم الدين: {وهديناه النجدين} أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي.

        فائدة
        قال البخاري رحمه الله سورة {لا أقسم}
        وقال مجاهد: {
        بهذا البلد} مكة ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم.
        {
        ووالد} آدم {وما ولد}، {لبدا} كثيرا.
        و{
        النجدين} الخير والشر. {مسغبة} مجاعة {متربة} الساقط في التراب.
        يقال: {
        فلا اقتحم العقبة} فلم يقتحم العقبة في الدنيا، ثم فسر العقبة فقال: {وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة}."أ.ه‍ـــ أصحاب المشئمة:أي النار
        {
        عليهم نار مؤصدة} أي: مغلقة، في عمد ممددة،

        نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

        تعليق


        • #34
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الدرس الرابع والثلاثون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله

          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة البلد وأنها سورة مكية باتفاق وآياتها عشرون آية وعُلِم قول السمرقندي:في اجماع المفسرين أن معنى لاأقسم:أقسم واختلفوا في تفسير لا وأنها زائدة وأن الامام الوادعي لم يذكرلسورة البلد سبب نزول

          في يومنا هذا نتذاكر معكم ما يتيسر مذاكرته حول
          سورة الفجر

          فنقول سورة الفجر سورة مكية باتفاق وآياتها ثلاثون آية

          قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم

          وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف
          وأخرج ابن الضريس، والنحاس في ناسخه، وابن مردويه والبيهقي من طرق عن ابن عباس قال: نزلت والفجر بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعائشة مثله

          قال ابن أبي زمنين وهي مكية كلها

          ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول

          قال ابن كثير"أما الفجر فمعروف وهو الصبح، قاله علي وابن عباس وعكرمة ومجاهد والسدي، وعن مسروق ومحمد بن كعب ومجاهد: المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر، وقيل المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده كما قاله عكرمة، وقيل المراد به جميع النهار، وهو رواية عن ابن عباس، والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف"

          وقال صاحب أضواءالبيان"اختلف في المراد بالفجر، فقيل: انفجار النهار من ظلمة الليل.
          وقيل: صلاة الفجر.
          وكلا القولين له شاهد من القرآن.
          أما انفجار النهار، فكما في قوله تعالى: "والصبح إذا تنفس"
          وأما صلاة الفجر فكما في قوله: "
          وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" ولكن في السياق ما يقرب القول الأول، إذ هو في الأيام والليالي: " الفجر وليال عشر "، " الليل إذا يسري "، وكلها آيات زمنية أنسب لها انفجار النهار"أ.ه‍ـ- قوله«لذي حجر»أي لذي عقل
          موعظة بليغة
          قال الله {
          ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد * وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربك سوط عذاب * إن ربك لبالمرصاد}
          فهذه موعظة لكل جبار باغي ولكل مجرم طاغي «
          إن ربك لبالمرصاد» فهل من معتبر
          قال السعدي{
          إن ربك لبالمرصاد} لمن عصاه يمهله قليلا ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر
          قوله «
          فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمني * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني»
          قال السعدي "يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من حيث هو، وأنه جاهل ظالم، لا علم له بالعواقب، يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا تزول، ويظن أن إكرام الله في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته عنده وقربه منه، وأنه إذا {
          قدر عليه رزقه} أي: ضيقه، فصار يقدر قوته لا يفضل منه، أن هذا إهانة من الله له،
          فرد الله عليه هذا الحسبان: بقوله {
          كلا} أي: ليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي، وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق، ابتلاء من الله، وامتحان يمتحن به العباد، ليرى من يقوم له بالشكر والصبر، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، ممن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل»أ.هــ
          قوله{
          وتأكلون التراث} أي: المال المخلف
          {
          أكلا لما} أي: ذريعا، لا تبقون على شيء منه
          {
          وتحبون المال حبا جما}أي: كثيرا شديدا
          قوله:{
          كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجيء يومئذ بجهنم } وفي الآيات بيان حال الأرض من الدك وتقدم في سورة الزلزلة نحو هذا
          وفي الآيات إثبات صفة المجيئ لله تعالى
          وفيها أن جهنم يؤتى بها
          وقدجاء من حديث ابن مسعودقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «
          يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها»رواه مسلم (2842)
          ثم ختمت السورة بقول الله تعالى{
          يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى * يقول يا ليتني قدمت لحياتي * فيومئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد * يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي}فلم تنفعه ياليتني ولم تنفعه حسرته وندامتهومثل هذه الآية{ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتاه ليتني لم اتخذ فلانا خليلا} ‍

          نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

          تعليق


          • #35
            بسم الله الرحمن الرحيم

            الدرس الخامس والثلاثون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله

            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنافي درسنا السابق متعلقة بسورة الفجر وأنهاسورة مكية باتفاق وآياتها ثلاثون
            وعُلِمَ مانقله ابن كثير في تفسيره من أقوال المفسرين في المقصود بالفجر..من قول الله تعالى "والفجروليالٍ عشر"..الآيات و لم يذكر الامام الوادعي لها سورةسبب نزول .

            في يومناهذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
            سورة الغاشية

            فنقول الغاشية سورة مكية باتفاق وآياتها ستة وعشرون آية


            قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم.


            وقال القرطبي وهي مكية في قول الجميع.


            وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف، أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة الغاشية بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله"أ.هـ


            قال ابن أبي زمنين وهي مكية كلها


            ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول


            وجاء من حديث النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «
            كان يقرأ سبح اسم ربك الأعلى، والغاشية في صلاة العيد، ويوم الجمعة» قال وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين"رواه مسلم وأصحاب السنن الأربع وجاء عن سمرة عندالنسائي وأبي داود وعندابن ماجة عن أبي عنبة الخولاني وابن عباس .

            قال ابن كثير الغاشية: من أسماء يوم القيامة. قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لأنها تغشى الناس وتعمهم.


            وقال السعدي"يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، فيجازون بأعمالهم، ويتميزون

            [ إلى] فريقين: فريقا في الجنة، وفريقا في السعير.
            فأخبر عن وصف كلا الفريقين، فقال في [ وصف أهل النار: {
            وجوه يومئذ}أي: يوم القيامة {خاشعة} من الذل، والفضيحة والخزي.
            {
            عاملة ناصبة} أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار"أ.هـ

            قلت: وفي هذه السورة موعظة عظيمة وذكرى "
            لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" ومن لم يجعل القرآن له واعظا فلا واعظ له

            قال الله {
            هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين} وقال جل شأنه {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}

            نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

            تعليق


            • #36
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الدرس السادس والثلاثون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله

              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنافي درسنا السابق متعلقة بسورة الغاشية وأنهاسورة مكية باتفاق وآياتها ستة وعشرون آية و لم يذكر الامام الوادعي لهاسورةسبب نزول .

              في يومنا هذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
              سورة الأعلى

              فنقول الأعلى سورة مكية في قول الجمهور وآياتهاتسع عشرة آية


              قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم.


              وقال القرطبي مكية في قول الجمهور. وقال الضحاك: مدنية.

              ـ
              ونقل الشوكاني ذلك وزاد

              وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة سبح اسم ربك الأعلى بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعائشة مثله»
              ــ
              قال ابن كثير: والدليل على أنها مكية ما رواه البخاري ثم ذكرحديث البراء بن عازب قال:
              أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن. ثم جاء عمار وبلال وسعد.ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين. ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم. فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به. حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء. فما جاء حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى، في سور مثلها.

              قال ابن أبي زمنين وهي مكية كلها


              ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول

              وأخرج مسلم وغيره عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم «
              كان يقرأ في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى» .
              وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي بن كعب قال: «
              كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد» .
              وتقدم في الدرس الماضي حديث النعمان بن بشيروغيره أن رسول الله كان يقرأبها وبالغاشية في صلاة العيدين والجمعة.
              وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: «
              هلا صليت بسبح اسم ربك الأعلى، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى» .

              فائدة
              قال العلامة العثيمين"في تفسيره

              {
              سبح اسم ربك الأعلى}
              الخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والخطاب الموجه للرسول في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام:
              *القسم الأول: أن يقوم الدليل على أنه خاص به فيختص به.
              *القسم الثاني: أن يقوم الدليل على أنه عام فيعم.
              *القسم الثالث: أن لا يدل دليل على هذا ولا على هذا، فيكون خاصا به لفظا، عاما له وللأمة حكما.
              مثال الأول: قوله تبارك وتعالى: {
              ألم نشرح لك صدرك.ووضعنا عنك وزرك}[الشرح: 1، 2].
              ومثاله أيضا قوله تعالى: {
              وأرسلناك للناس رسولا}[ النساء: 79]. فإن هذا من المعلوم أنه خاص بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
              ومثال الثاني الموجه للرسول عليه الصلاة والسلام، وفيه قرينة تدل على العموم: قوله تعالى: {
              يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}[ الطلاق: 1] فوجه الخطاب أولا للرسول عليه الصلاة والسلام قال: {يا أيها النبي} ولم يقل «يا أيها الذين آمنوا إذا طلقتم» قال: {يا أيها النبي إذا طلقتم}، ولم يقل: (يا أيها النبي إذا طلقت) قال: {يا أيها النبي إذا طلقتم}فدل هذا على أن الخطاب الموجه للرسول عليه الصلاة والسلام موجه له وللأمة.
              وأما أمثلة الثالث: فهي كثيرة جدا يوجه الله الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، والمراد الخطاب له لفظا وللعموم حكما.

              نكتفي بهذا القدرإلى هنا وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله

              تعليق


              • #37
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الدرس السابع والثلاثون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله

                الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة الأعلى وعلم أنها سورة مكية في قول الجمهور وآياتها تسع عشرة آية وأخذنا فائدة من ابن عثمين وذلك أن الخطاب الموجه للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام و لم يذكر الامام الوادعي لها سورة سبب نزول

                في يومناهذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
                سورة الطارق

                فنقول سورة الطارق سورة. مكية، وهي سبع عشرة آية

                قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم

                وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف،
                وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت والسماء والطارق بمكة

                قال ابن أبي زمنين وهي مكية كلها

                ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول

                قال الواحدي: قال المفسرون:أقسم الله بالسماء والطارق، يعني الكواكب تطرق بالليل وتخفى بالنهار"أ.ه‍ـ
                وفسره بقوله النجم الثاقب أي المضيئُ قاله ابن عباس وقال السدي: يثقب الشياطين "راجع تفسير ابن كثير"
                وجواب القسم قوله: إنه لقول فصل أي القرآن .إن كل نفس لما عليها حافظ : من الملائكة
                "والترائب"ـ قال الزجاج: قال أهل اللغة أجمعون: التربة، موضع القلادة من الصدر، والجمع: ترائب
                قال عباس وترائب المرأة. وهو موضع قلادتها"أ.ه‍ــ

                قلت:وهوقول جمهور أهل التفسير
                {
                يوم تبلى السرائر}قال السعدي أي: تختبر سرائر الصدور، ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه
                {
                فما له من قوة} يدفع بها عن نفسه
                {
                ولا ناصر} خارجي ينتصر به، فهذا القسم على حالة العاملين وقت عملهم وعند جزائهم.
                ثم أقسم قسما ثانيا على صحة القرآن، فقال: {
                والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع} "أ.هـــ
                الرجع:المطر
                والصدع :الشق من الأرض يخرج منه النبات
                قال الإمام الشوكاني كما في فتح القدير«والأرض ذات الشق الذي يخرج منه النبات ونحوه، وجواب القسم قوله: إنه لقول فصل أي:إن القرآن لقول يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما وما هو بالهزل أي: لم ينزل باللعب، فهو جد ليس بالهزل، والهزل ضد الجد»أ.ه‍ــ
                «
                إنهم يكيدون كيدا.وأكيد كيدا» والكيد من صفات المقابلة لايثبت مطلقا ولاينفى مطلقا وإنما يثبت بالمقابله كقوله تعالى«ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين»وقوله تعالى «إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم»وقوله«وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون»الشاهد أن هذه تسمى صفات مقابلة تدل على عظمة الله وقدرته وعزته سبحانه وتعالى المتنزه عن النقاص والعيوب «ليس كمثله شيئ وهو السميع العليم»ومفهوم الآية كما قال الله«سنستدرجهم من حيث لايعلمون أملي لهم إن كيدي متين»
                قال ابن أبي زمنين « وكيده: أخذه إياهم بالعذاب» قوله«
                فمهل الكافرين أملهم رويدا» قال السمعاني في تفسيره« أمهلهم قليلا».
                وقال«وقد أخذهم يوم بدر بالسيف، وسيأخذهم بعذاب الآخرة عن قريب»
                ختاما فائدة من أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله
                قال رحمه الله«وهو يتحدث عن هذه السورة ومناسبة أقوال المفسرين في تأويل آياتها قال " تضمنت ثلاثة أدلة من أدلة البعث:
                الأول: السماء ذات الطارق ; لعظم خلقتها، وعظم دلالتها على القدرة
                الثاني: خلق الإنسان أولا من ماء دافق، كما في قوله: قل يحييها الذي أنشأها أول مرة
                الثالث: مجموع قوله: والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع، أي: إنزال المطر، وإنبات النبات وهو إحياء الأرض بعد موتها
                فناسب أن يكون الإقسام على تحقق البعث
                وأكد هذا ما جاء بعده من الوعيد بالإمهال رويدا، وقد سمي يوم القيامة بيوم الفصل، كما في قوله: (
                لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل ويل يومئذ للمكذبين)
                وذكر الويل في هذه الآية للمكذبين، يعادل الإمهال في هذه السورة للكافرين، وإذا ربطنا بين القسم والمقسم عليه، لكان أظهر وأوضح ; لأن رجع الماء بعد فنائه بتلقيح السحاب من جديد، يعادل رجع الإنسان بعد فنائه في الأرض، وتشقق الأرض عن النبات يناسب تشققها يوم البعث عن الخلائق والله تعالى أعلم"أ.هــ

                إلى هنا وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه والحمدلله

                تعليق


                • #38
                  بسم الله الرحمن الرحيم




                  الدرس الثامن والثلاثون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله

                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
                  وبعد
                  فقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة الطارق وعلم أنها سورة مكية بلا خلاف وآياتها سبع عشرة آية وأخذنا بعض معان السورة وقول جمهور المفسرين في الأتراب أنها موضع القلادة للمرأة و لم يذكر الامام الوادعي له اسبب نزول .

                  في يومناهذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
                  سورة البروج

                  فنقول البروج سورة مكية، وآياتها اثنتان وعشرون آية.


                  قال ابن الجوزي
                  وهي مكية كلها بإجماعهم.

                  وقال القرطبي
                  مكية باتفاق.

                  وقال الشوكاني
                  وهي مكية بلا خلاف، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت والسماء ذات البروج بمكة.

                  قال ابن أبي زمنين
                  وهي مكية كلها

                  ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول


                  قال ابن كثير"قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة والسدي: البروج النجوم"أ .ه‍ـ

                  وقيل أنها منازل الشمس والقمر وهي اثنا عشر برجا، تسير الشمس في كل واحد منها شهرا ويسير القمر.

                  وهذا القول اختاره ابن جرير .

                  ومن المسائل المتعلقة بهذه السورة
                  ما يتعلق بقوله تعالى (
                  وشاهد ومشهود) تعددت أقوال المفسرين في تأويل الشاهد والمشهود
                  وأرجحها الشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والدليل{
                  فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}
                  وفي سورة النحل{
                  ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}

                  (
                  ومشهود) المقصودبه يوم القيامة، قال الله "ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود"
                  وهذا القول الذي ذهب إليه ابن عباس وهو القول الصحيح للأدلة المذكورة
                  ومما يتعلق بهذه السورة قصة أصحاب الأخدود
                  وقد ذكرها الإمام مسلم في صحيحه وبوب عليها الإمام النووي فقال "باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام"ثم ساق حديث صهيب الرومي برقم -(3005) وهوعندالترمذي 3340 وأحمد في مسند صهيب الرومي وغيرهم
                  وقد ذكرها الإمام النووي في رياض الصالحين برقم 30
                  وهي قصة عظيمة ذكر لها العلامة العثيمين فوائد في شرحه لرياض الصالحين ارجع إليها غير مأمور.



                  إلى هنا وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه والحمدلله
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالرحمن محمد وازع المقداد; الساعة 25-05-2015, 01:58 PM.

                  تعليق


                  • #39
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الدرس التاسع والثلاثون
                    من الدروس المتعلقة
                    بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله

                    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
                    فقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة البروج وعُلِمَ أنها سورة مكية وآياتها اثنتان وعشرون آية وأن البروج: النجوم"وقوله تعالى(وشاهد ومشهود) الشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (ومشهود) المقصودبه يوم القيامة،وعلم أن لأصحاب الأخدود قصة ذكرها الإمام مسلم في صحيحه ذكر لها العلامة العثيمين مسائل مهمة في شرحه لرياض الصالحين تشدلها الرحال لم يذكر الامام الوادعي لها سبب نزول

                    في يومنا هذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
                    سورة الانشقاق

                    فنقول سورةالانشقاق سورة مكية باتفاق وآياتها خمس وعشرون آية

                    قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم

                    وقال القرطبي مكية في قول الجميع

                    وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف

                    وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة الانشقاق بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله

                    قال ابن أبي زمنين وهي مكية كلها

                    ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول

                    ولهذه السورة مسائل متعددة منها
                    قال البخاري {
                    وأذنت}«سمعت وأطاعت»
                    وقال ابن بطة كما في الإبانة"ج١٢٢/٧"{
                    وأذنت لربها وحقت}"استمعت لربها وأطاعت، وحق لها أن تسمع"
                    وقال الطحاوي في شرح مشكل الآثار "ج٣٤٦/٣"تسمعت ما يأمرها ربها عز وجل به."
                    قال البخاري{
                    وألقت} أخرجت{ما فيها:من الموتى»، {وتخلت : عنهم»،
                    {
                    والليل وما وسق} وما جمع من دابة
                    {
                    اتسق}استوى
                    {
                    ظن أن لن يحور:لا يرجع إلينا»

                    وقال ابن عباس: {
                    يوعون} "يسرون"
                    {
                    لتركبن طبقا عن طبق}قال ابن عباس: قال «حالا بعد حال»،
                    قال: «هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم» وعليه بوب البخاري فقال باب {
                    لتركبن طبقا عن طبق}
                    ومما يتعلق بهذه السورة من المسائل
                    ما أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي رافع
                    قال: «صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ: إذا السماء انشقت فسجد، فقلت له، فقال: سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه» وعليه بوب فقال باب الجهر في العشاء

                    قلت :وفيه أن قراءتها في صلاة العشاء من السنة
                    وعن أبي سلمة، قال: رأيت أبا هريرة رضي الله عنه، قرأ: إذا السماء انشقت، فسجد بها، فقلت: يا أبا هريرة ألم أرك تسجد؟
                    قال: «لو لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يسجد لم أسجد»وعليه بوب البخاري فقال "باب سجدة إذا السماء انشقت"
                    وأخرج مسلم وأهل السنن وغيرهم عن أبي هريرة قال:
                    «سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك»
                    قال الترمذي باب في السجدة في: {
                    اقرأ باسم ربك الذي خلق} و {إذا السماء انشقت}
                    ومما يتعلق بهذه السورة ماجاء عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
                    قال من نوقش الحساب عذب فقلت أليس يقول الله فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا فقال إنما ذلك العرض وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك"ـ رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم وفي رواية قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن؟ قال: «أية آية يا عائشة؟»، قالت: قول الله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} [ النساء: 123] ، قال: «أما علمت يا عائشة، أن المؤمن تصيبه النكبة، أو الشوكة فيكافأ بأسوإ عمله ومن حوسب عذب» قالت: أليس الله يقول: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} ، قال: «ذاكم العرض، يا عائشة من نوقش الحساب عذب»وفي رواية" من نوقش الحساب هلك قلت يا رسول الله إن الله تعالى يقول (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا) قال ذلك العرض"رواه الترمذي وصححه الألباني برقم 2426 وفي ظلال الجنة برقم(885)
                    وبوب البخاري فقال باب: من نوقش الحساب عذب وبوب النووي على صحيح مسلم فقال: باب إثبات الحساب وعند البزار والطبراني عن ابن الزبير رضي الله عنهما قال
                    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب هلك "وهوفي صحيح الترغيب والترهيب برقم3595 قال الألباني(صحيح لغيره)

                    نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                    تعليق


                    • #40
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      الدرس الأربعون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله
                      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة الانشقاق وعلم أنها سورة مكية باتفاق وآياتها خمس وعشرون آية.وعلم أن قراءتها في صلاة العشاء من السنة وأن أبا هريرة قال: «سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك» .وأن قوله«حسابا يسيرا »المقصود به العرض.ولم يذكر الامام الوادعي لهاسبب نزول .

                      في يومناهذا نتذاكر معكم ما يتيسر مذاكرته حول
                      سورة المطففين

                      فنقول سورة المطففين سورة مكية على القول الراجح وآخر مانزل بمكة وأول مانزل بالمدينة فالسورة مكية لابتداء نزولها وآياتها ست وثلاثون آية.


                      قال ابن الجوزي وفيها ثلاثة أقوال: أحدها: أنها مكية، قاله ابن مسعود، والضحاك، ويحيى بن سلام.

                      والثاني: مدنية، قاله ابن عباس،والحسن،وعكرمة،وقتادة، ومقاتل، إلا أن ابن عباس، وقتادة قالا: فيها ثمان آيات مكية،من قوله عز وجل: إن الذين أجرموا إلى آخرها"أ. ه‍ـ

                      قال القرطبي "قال الكلبي وجابر بن زيد: نزلت بين مكة والمدينة.


                      وقال الشوكاني وأخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة المطففين بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: آخر ما نزل بمكة"أ.ه‍ـ


                      قلت: ومما يدل على أن أولها نزل بالمدينة ماجاء عندابن ماجة برقم "2223"باسناد يحسنه الألباني رحمه الله

                      عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله سبحانه (
                      ويل للمطففين) فأحسنوا الكيل بعد ذلك"أ.ه‍ـ

                      فعلم أنها آخر مانزل بمكة وأول مانزل بالمدينة ولانقول السورة مكية مدنية وإنما نسير على القاعدة التي تذاكرناها في أوائل هذه الدروس أن مانزل قبل الهجرة مكي وإن نزل بعضه بالمدينة ومانزل بعد الهجرة مدني وإن نزل بعضه بمكة وضربنا لذلك أمثلة..منهاهذه السورة

                      فالسورة مكية على القول الراجح

                      قال ابن أبي زمنين"وهي مكية كلها"


                      قلت قوله" كلها" باعتبار نزولها ابتداء.


                      وذكر الإمام الوادعي في هذه السورة سبب نزول أولها وهو ماجاء عند ابن ماجة

                      وساق سنده إلى ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله سبحانه وتعالى: {
                      ويل للمطففين} فأحسنوا الكيل وبعد ذلك.قال الإمام الوادعي الحديث أخرجه النسائي كما قال الحافظ ابن كثير ج4 ص483 من طريق محمد بن عقيل به.
                      وسنده رجاله ثقات إلا علي بن الحسين بن واقد ففيه كلام، وأما محمد بن عقيل فهو مقرون فلا يضر السند ما فيه من الكلام، وأخرجه ابن حبان ص438 من موارد الظمآن، ابن جرير ج29 ص91 وعنده متابعة لعلي بن حسين بن واقد فقد تابعه يحيى بن واضح وهو الحافظ من رجال الجماعة لكن شيخ ابن جرير فيه كلام أعني محمد بن حميد الرازي الحافظ، والحاكم ج2 ص33 وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي. وعنده أيضا متابعة لعلي بن الحسن بن شقيق من رجال الجماعة كما في تهذيب التهذيب لكن في الطريق إليه محمد بن موسى بن حاتم القاشاني وقد قال تلميذه هنا القاسم بن القاسم السياري أنا بريء من عهدته، وقال ابن أبي سعدان كان محمد بن علي الحافظ سيء الرأي فيه كذا في لسان الميزان، لكن مجموع هذه المتابعات تدل على ثبوت الحديث.
                      والله أعلم.وقدتقدم تحسين الإمام الألباني للحديث

                      فائدة
                      قال العثيمين'في تفسيره لهذه السورة
                      {
                      ويل}كلمة ويل تكررت في القرآن كثيرا، وهي على الأصح كلمة وعيد يتوعد الله سبحانه وتعالى بها من خالف أمره، أو ارتكب نهيه"،أ.ه‍ـ

                      نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                      تعليق


                      • #41
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        الدرس الحادي والأربعون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله
                        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة المطففين وعُلِمَ أنها سورة مكية على الراجح وآياتها ست وثلاثون آية ومما تذاكرناأن {ويل}كلمة وعيدوليست وادٍ في جهنم.وذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول أولها.

                        في يومنا هذا نتذاكر معكم ما يتيسر مذاكرته حول
                        سورة الانفطار

                        فنقول سورة الانفطار سورة مكية باتفاق وآياتها. تسع عشرة آية.


                        قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم.


                        قال القرطبي"مكية عند الجميع"


                        وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت إذا السماء انفطرت بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.


                        قال ابن أبي زمنين"وهي مكية كلها".


                        ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول.


                        قوله تعالى"
                        إذا السماءانفطرت»أي انشقت"
                        «
                        وإذا الكواكب انتثرت»أي تساقطت.
                        «
                        وإذا البحارفجرت»:أي سجرت واحترقت واشتعلت نارا.
                        «
                        وإذا القبور بعثرت» قال القرطبي أي قلبت وأخرج ما فيها من أهلها أحياء)أ.هـ
                        «
                        علمت نفس ماقدمت وأخرت» ومثلها «علمت نفس ما أحضرت»وقوله تعالى«ووجدوا ما عملوا حاضراولا يظلم ربك أحدا»
                        قال الله عزوجل«
                        يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم» قال ابن كثير”هذا تهديد لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب حيث قال الكريم حتى يقول قائلهم غره كرمه، بل المعنى في هذه الآية:ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم أي العظيم حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق"أ.ه‍ـ
                        و قال الزجاج: أي: ما خدعك وسول لك حتى أضعت ما وجب عليك؟»أ.ه‍ـ
                        «
                        الذي خلقك فسواك فعدَلك» ومثلها قوله تعالى«لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم»
                        وبالمناسبة جاء عن بسر بن جحاش القرشي
                        أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق يوما في كفه فوضع عليها أصبعه ثم قال: «قال الله عز وجل: يا ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه؟ حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة؟»
                        رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهما يصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم
                        1099و 1143 قوله:«
                        فعدلك» قرئت بفتح الدال وتشديده
                        قال ابن الجوزي في زاد المسير « قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر «
                        فعدَّلك» بالتشديد. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي «فعدَلك» بالتخفيف.»أ.ه‍ـ
                        قال الله «
                        كلا بل تكذبون بالدين»أي يوم القيامة
                        «
                        وإن عليكم لحافظين»يعني:الكتبه من الملائكة
                        «
                        يعلمون ما تفعلون» من الظاهر فيكتبونه.أما الباطن فلايعلمه إلا الله وحده.
                        «
                        إن الأبرارلفي نعيم»أي في الجنة
                        «
                        وإن الفجار»يعني: الكفار والمشركين
                        «
                        لفي جحيم»أي النار"يصلونها يوم الدين وماهم عنها بغائبين"
                        «
                        وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين»يعني يوم القيامة

                        قال ابن أبي زمنين«ثنى ذكره تعظيما له

                        «
                        يوم لا تملك نفس لنفس شيئا»أي: لا تنفعها «والأمر يومئذ لله»أ.ه‍ـ

                        ومما نتذاكره به حول هذه السورة ما تقدم في الدروس السابقة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاذا أن يقرأ بها في صلاة العشاء كما عندالنسائي وأبي داودعن جابر


                        نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                        تعليق


                        • #42
                          بسم الله الرحمن الرحيم


                          الدرس الثاني والأربعون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله
                          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة الانفطار وعُلِمَ أنها سورة مكية باتفاق وآياتها تسع عشرة آية ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول.

                          في يومناهذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
                          سورة التكوير

                          فنقول سورة التكوير سورة مكية باتفاق وآياتها تسع وعشرون آية


                          قال ابن الجوزي وهي مكية كلها بإجماعهم.


                          وقال القرطبي " مكية في قول الجميع.


                          وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة إذا الشمس كورت بمكة.
                          وأخرج ابن مردويه عن عائشة وابن الزبير مثله.


                          قال ابن أبي زمنين"وهي مكية كلها".


                          ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول.


                          قال القرطبي رحمه الله "وأصل التكوير: الجمع، مأخوذ من كار العمامة على رأسه يكورها أي لاثها وجمعها فهي تكور ويمحى ضوءها"


                          وقال البخاري في صحيحه«تكور حتى يذهب ضوءها»

                          انظر( باب صفة الشمس والقمر بحسبان)

                          وقال الطبري" جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فرمى بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوءها ".

                          عن أبي هريرة رضي الله عنه،
                          عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر مكوران يوم القيامة» رواه البخاري برقم 3200وفي السلسلة الصحيحة برقم124
                          ويعد قراءتها في صلاة الفجر من السنة.
                          ففي صحيح مسلم برقم 475 عن عمرو بن حريث، قال:
                          " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الفجر فسمعته يقرأ {فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس} وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجدا "وهوعند ابن ماجة برقم 817وأبي داود برقم (776) وبوب عليه أبو داود فقال "باب القراءة في الفجر"وعند النسائي برقم 951
                          قال: عمرو بن حريث رضي الله عنه :
                          سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: {إذا الشمس كورت}
                          فعلم من هذا أن قراءتها في صلاة الفجر من السنة.

                          ومما يذكر حول هذه السورة من عظيم شأنها
                          ماجاءعن ابن عمررضي الله عنه قال:
                          قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ: {إذا الشمس كورت} و{إذا السماء انفطرت}و{إذا السماء انشقت رواه أحمدوالترمذي والحاكم وصححه الألباني في الصحيحة برقم1081.وهو في صحيح الترغيب والترهيب برقم( 2115)

                          نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                          تعليق


                          • #43
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            الدرس الثالث والأربعون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله
                            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق متعلقة بسورة التكوير وعُلِمَ أنها مكية باتفاق وآياتها تسع وعشرون آية "وأن أصل التكوير:الجمع" وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر مكوران يوم القيامة»رواه البخاري برقم 3200 وعُلم أن قراءتها في صلاة الفجر من السنة ولم يذكر الإمام الوادعي لها سبب نزول.

                            في يومنا هذا نتذاكر معكم ما يتيسر مذاكرته حول ما تبقى من السورة


                            فنقول: ومما يذكر من عظيم شأنها ماجاءعن ابن عمررضي الله عنه قال:
                            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ:{إذا الشمس كورت}و{إذا السماءانفطرت}و{إذا السماء انشقترواه أحمدوالترمذي والحاكم وصححه الألباني في الصحيحة برقم1081.وهو في صحيح الترغيب والترهيب برقم( 2115)

                            ذكرمعاني مفردات السورة"

                            {
                            النجوم انكدرت}:انتثرت وسقطت
                            {
                            الجبال سيرت}:زالت ونسفت
                            {
                            العشارعطلت}:والعشار الإبل وعطلت:تركت وسيبت وأهملت
                            {
                            الوحوش حشرت}:جمعت
                            {
                            البحار سجرت}: احترقت واشتعلت نارا.
                            {
                            النفوس زوجت}:قال السعدي" فجُمِعَ الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار "أ.هـ
                            {
                            الموؤدة سئلت}:قال ابن كثير" والموؤودة هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات، فيوم القيامة تسأل الموؤودة على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدا لقاتلها، فإنه إذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذاً؟ "أ.هـ
                            وقال القرطبي" سؤال الموؤودة سؤال توبيخ لقاتلها "أ.هـ
                            {
                            الصحف نشرت}:قال السعدي" وفرقت على أهلها، فآخذ كتابه بيمينه،وآخذ كتابه بشماله،أو من وراء ظهره"أ.هـ
                            {
                            السماء كشطت}:قال القرطبي" الكشط: قلع عن شدة التزاق، فالسماء تكشط كما يكشط الجلد عن الكبش وغيره"أ.هـ
                            {
                            الجحيم سعرت}:أوقدت وزيدفي اضرمها
                            {
                            الجنة أزلفت}: قربت
                            {
                            علمت نفس ماأحضرت}قال ابن كثير" هذا هو الجواب أي إذا وقعت هذه الأمور حينئذ تعلم كل نفس ما عملت وأحضر ذلك لها كما قال تعالى:{يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرمحضراوما عملت من سوءتو دلو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}وقال تعالى:{ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر"أ.هـ

                            قلت: فحق لنا بعد هذا أن نفهم

                            قول الله تعالى:{
                            يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }
                            قال السعدي" وهذه الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة، من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلها الكروب،وترتعد الفرائص وتعم المخاوف،وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم،وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم"أ.ه‍ـ

                            {
                            الخنس}الكواكب التي تخنس أي تتأخر
                            {
                            الجوارالكنس}التي تسترفي النهار.
                            {
                            عسعس}أدبر وقيل أقبل وتصلح للأمرين.
                            {
                            تنفس}بان وظهر
                            {
                            إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * }المقصود بهذه الآيات جبريل عليه السلام
                            {
                            أمين}قال السعدي"ذو أمانة وقيام بما أمر به، لا يزيد ولا ينقص، ولا يتعدى ما حد له"أ.هـ
                            {
                            وماصاحبكم بمجنون}:أي النبي صلى الله عليه وسلم وفي الآية رد على ماكان يدعيه المشركون كذبا وزورا .
                            {
                            ولقد رءآه بالأفق المبين}أي رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على هيئته التي خلقه الله بها له ستمائة جناح الجناح الواحد يسد الأفق .
                            {
                            بضنين} بمتهم أي لانتهمه على الوحي فهو أمين لايزيد ولاينقص.
                            {
                            وماهوبقول شيطان رجيم}يعني القرآن لذا قال:{إن هو إلا ذكر للعالمين}
                            {
                            لمن شاء منكم أن يستقيم}أي فعليه بهذا القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم.
                            {
                            وماتشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين}قال ابن كثير-رحمه الله-« أي: ليست المشيئة موكولة إليكم، فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل، بل ذلك كله تابع لمشيئة الله عز وجل رب العالمين. »أ.هـ

                            نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين
                            واعذرونا على الاطالة رعاكم الله

                            تعليق


                            • #44
                              بسم الله الرحمن الرحيم


                              الدرس الرابع والأربعون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله
                              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فسنتذاكر معكم هذا اليوم ما يتيسر مذاكرته حول سورة عبس

                              فنقول سورة عبسَ سورة مكية باتفاق وآياتها إحدى وأربعون آية


                              قال الشوكاني رحمه الله وتسمى سورة السفرة.


                              وقال ابن الجوزي " وهي مكية كلها بإجماعهم "


                              وقال القرطبي" مكية في قول الجميع"


                              ومثله قال الشوكاني وزاد" وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة عبس بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله"


                              وذكرالإمام الوادعي رحمه الله في هذه السورة سبب نزول وذلك ما ساق سنده الإمام الترمذي إلى عائشة رضي الله عنها قالت أنزلت {
                              عبس وتولى} في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر. ويقول: "ترى بما أقول بأسا" ففي هذا نزل".
                              قال العلامة الوادعي رحمه الله
                              الحديث قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء ج4 ص244 رجاله رجال الصحيح. وقد أخرجه ابن حبان كما في موارد الظمآن ص438، وابن جرير ج30 ص50، والحاكم ج2 ص514 وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة قال الذهبي وهو الصواب.

                              الحديث له شاهد قال الشوكاني في فتح القدير ج5 ص386 وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو يعلى عن أنس قال جاء ابن أم مكتوم وهو يكلم أبي ابن خلف فأعرض عنه فأنزل الله {
                              عبس وتولى* أن جاءه الأعمى}
                              فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد ذلك يكرمه.
                              وسنده في تفسير ابن كثير ج4 ص470 رجاله رجال الصحيح إلا شيخ أبي يعلى محمد بن مهدي فلم يتيسر لي الوقوف على ترجمته لكنني أظن أنه تصحف من محمد بن مهران فقد ذكروه من الرواة عن عبد الرزاق فهو من رجال الصحيح وعلى كل فلا يضر الحديث ما دام أنه قد رواه عبد الرزاق فرجاله رجال الصحيح وهذا سنده من ابن كثير قال أبو يعلى في سنده حدثنا محمد بن مهدي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس رضي الله عنه في قوله: {
                              عبس وتولى}
                              قال جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكره.

                              قلت فهذه الحادثة سبب نزول "
                              عبس وتولى"
                              وقد صحح الألباني إسناد حديث عائشة في صحيح سنن الترمذي برقم (3331)

                              والحديثان دليلان على أن الأنبياء يجتهدون وهم أولى بالاجتهاد من غيرهم لكنهم يتميزون بتصويب الوحي لهم إن حصل التجانب للصواب.

                              قال الشوكاني وقد أجمع المفسرون على أن سبب نزول الآية: أن قوما من أشراف قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وقد طمع في إسلامهم، فأقبل عبد الله بن أم مكتوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع عليه ابن أم مكتوم كلامه، فأعرض عنه»أ.هـ

                              قال ابن كثير« وهكذا ذكر عروة بن الزبير ومجاهد وأبو مالك وقتادة والضحاك وابن زيد وغير واحد من السلف والخلف أنها نزلت في ابن أم مكتوم»أ.هــ

                              قال الذهبي في السير(ج٣٦٠/١)" ابن أم مكتوم القرشي العامري *
                              مختلف في اسمه:
                              فأهل المدينة يقولون: عبد الله بن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة القرشي، العامري.
                              وأما أهل العراق: فسموه عمرا.
                              وأمه أم مكتوم: هي عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم بن يقظة المخزومية.
                              من السابقين المهاجرين.
                              وكان ضريرا، مؤذنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع بلال، وسعد القرظ، وأبي محذورة مؤذن مكة.هاجر بعد وقعة بدر بيسير.«قاله ابن سعد».أ.ه‍ـ
                              «والمشهورأن اسمه عبدالله»قاله ابن كثير.

                              ختاماً

                              عن عبدالله ابن عمر- رضي الله عنهما قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى
                              فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم))رواه مسلم برقم «1092»

                              إلى هنا وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله

                              تعليق


                              • #45
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                الدرس الخامس والأربعون من الدروس المتعلقة بـ(الصحيح المسند من أسباب النزول)للإمام الوادعي رحمه الله

                                الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدفقد كانت مذاكرنا في درسنا السابق متعلقة بسورة عبسَ.
                                وعلم أنها نزلت في ابن أم مكتوم كما نقل الاجماع في هذا غير واحد

                                في يومنا هذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول
                                سورة النازعات

                                فنقول سورة النازعات سورة مكية باتفاق وآياتها ست وأربعون آية

                                قال الشوكاني رحمه الله وتسمى سورة الساهرة

                                وقال ابن الجوزي " وهي مكية كلها بإجماعهم "

                                وقال القرطبي " مكية باجماع"

                                وقال الشوكاني وهي مكية بلا خلاف

                                وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة النازعات بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.

                                وقال ابن أبي زمنين "وهي مكية كلها".

                                وذكرالإمام الوادعي رحمه الله في هذه السورة سبب نزول وذلك في قول الله تعالى {
                                يسألونك عن الساعة أيان مرساها، فيم أنت من ذكراها} الآيات.

                                وذكر سند ابن جرير إلى عائشة - رضي الله عنها-
                                قالت لم يزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل الله عز وجل {فيم أنت من ذكراها، إلى ربك منتهاها}.
                                قال العلامة الوادعي الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ج1 ص5، وأبو نعيم في الحلية ج7 ص314 وقال الحاكم هذا حديث لم يخرج في الصحيحين وهو محفوظ صحيح على شرطهما معا وج2 ص513...الخ انظر الأصل

                                قال البخاري رحمه الله وقال مجاهد: {
                                الآية الكبرى} : " عصاه ويده
                                يقال: الناخرة والنخرة سواء، مثل الطامع والطمع، والباخل والبخيل "
                                وقال بعضهم: " النخرة البالية، والناخرة: العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر "
                                وقال ابن عباس: {الحافرة}
                                {
                                أيان مرساها} «متى منتهاها، ومرسى السفينة حيث تنتهي»،
                                {
                                الطامة}: «تطم على كل شيء»
                                (
                                ترجف الراجفة) تنفخ النفخة الأولى التي تحرك كل شيء تحريكا شديدا.
                                {
                                الراجفة}{تتبعها الرادفة} : «النفخة الثانية»

                                نكتفي بهذا القدر والحمدلله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X