بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
-1كِتَاب بدْءِ الْوحْيِ بَاب بَدْءُ الْوَحْيِ
-1كِتَاب بدْءِ الْوحْيِ بَاب بَدْءُ الْوَحْيِ
قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى آمِينَ :
-1كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ :
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ)
.................................................. ............................................
الشرح :
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ)
.................................................. ............................................
الشرح :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على نبيينا محمد و على آله و صحبه أحمعين
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري رحمه الله :
كتاب بدء الوحي :
قال : (باب كيف كان بدء الوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم)
والوحي ذكروا له عدة معاني، ذكرها السيوطي في الإتقان وقبله الزركشي في البرهان فنقرأه من مصدره إن شاء الله اذا جيئ به.
قال : (وقول الله جل ذكره: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ).
هذا دليل على أن أول الأنبياء المرسلين هو : نوح عليه الصلاة والسلام. ويؤيده ما في الصحيحين حديث الشفاعة : (إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا)
فالمقصود أول الرسل إلى أهل الأرض بهذا القيد.
وقدم الله عز وجل ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لتشريفه :
( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) ونظير ذلك (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)
فقدم ذكره على التفصيل قبلهم، ذكرهم على الإجمال ثم ذكره على التفصيل، ذكره قبلهم، وهكذا (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ).
كل هذه الآيات فيها تقديم النبي صلى الله عليه وسلم وبيان انه أولوا العزم أن المذكورين أولي العزم وفي هذا رد على من قال إدريس قبل نوح لأن الله يقول (وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) ولا يعني مطلقاَ أن النبيين جميعا بعده فأبوه آدم أبو جميع الأنبياء وجميع البشر قبله وهو نبي مكلّف ولكن المقصود النبيين المرسلين بنص الحديث المشار إليه.
قال السيوطي رحمه الله في الإتقان صفحة 64 من هذه الطبعة :
" وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات إحداهما - المقصود معاني الوحي أيضا- ان يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح وفي مسند احمد عن عبد الله ابن عمر انه قال (سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، أَسْمَعُ صَلَاصِلَ ، ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ) وقيل هو صوت خفقٍ، خفقُ أجنحة الملك والحكمة في ذلك أنه يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره وفي الصحيح أن هذه الحالة أشدّ حالات الوحي عليه."
والحالة الثانية: ان ينفث في روعه الكلام نفثا كما قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ) اخرجه الحاكم وهذا قد يرجع الى الحالة الاولى وهو الحديث حسن
الحالة الثالثة: أن ياتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح (يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ أَحْيَانًا رَجُلا , فَيُكَلِّمُنِي , فأَعِي مَا يَقُولُ)
الحالة الرابعة: أن يأتيه المَلكُ في النوم وعد قومٌ منها سورة الكوثر وقد تقدم ما فيه
الحالة الخامسة: ان يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الاسراء وإما في النوم كما في حديث معاذ اتاني ربي فقال فيم يختصم الملأ الأعلى الحديث، وليس في القرآن من هذا النوع شيئ في ما اعلم نعم يمكن ان يعد منه آخر سورة البقرة كما تقدم ينظرون أيضا معاني الوحي معاني في اللغة. نقرأ منه او نحفظ منه بعض ادلتها كلام اوسع في هذا الموضع يعني في معنى الإشارة ومعنى الالهام ومعنى نزول الملك.
قال الحافظ رحمه الله تعالى :
"والوحي لغة الاعلام من خفاء بخفاء والوحي ايضا الكتابة والمكتوب والبعد والالهام والامر والايماء والاشارة والتصويت شيئا بعد شيئ ، وقيل اصله التفهيم وكل ما دللت به من كلام و كتابة ورسالة او اشارة فهو وحي، وشرعا الإعلام بالشرع وقد يطلق الوحي ويراد اسم مفعول منه أي الموحى وهو كلام الله."
المراد هنا هو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
" وقد اعترض محمد بن إسماعيل التيمي على هذه الترجمة فقال كيف كان الوحي لكان احسن لانه تعرض فيه لبيان كيفية الوحي لا لبيان كيفية بدء الوحي فقط وتعقب بان المراد من بدء الوحي حاله مع كل ما يتعلق بشأنه اي تعلق كان والله أعلم". إنتهى كلام الحافظ
قال: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ) قيل مناسبة إفتتاح الإمام البخاري صحيحه بهذا الإمام ذكر هذا الحافظ قال منسوب الى حميد بن اسامة بطن من بني اسد بن عبد العزى بن قصي (رهط) خديجة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع معها في اسد ويجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي إمام كبير ومصنف رافق الشافعي في الطلب عن ابن عيينة وطبقته واخذ عنه الفقه ورحل معه إلى مصر ورجع بعد وفاته إلى مكة الى ان مات فيها سنة تسع عشر ومأتين فكان البخاري امتثل قوله صلى الله عليه وسلم (قَدِّمُوا قُرَيْشًا) فاستفتح كتابه بالرواية عن الحميدي لكونه افقه قرشي أخذ عنه وله مناسبة اخرى وهو انه مكي كشيخه فناسب أن يذكر في اول ترجمة بدء الوحي لأن إبتدائه كان في مكة ومن ثم بالرواية عن مالك لانه شيخ أهل المدينة ولان المدينة تالية لمكة في نزول الوحي وفي جميع الفضل ومالك وابن عيينة قرينان قال الشافعي: لولاهما لذهب العلم من الحجاز.
يعني قل إن الاسناد اكثره حجازي ولأن مبدأ الوحي من هناك ولقد اعترض على المصنف ادخال هذا الحديث انما الاعمال في ترجمة بدء الوحي وانه لا تعلق به اصلا ذهب الاعتراض في غير موضعه فابتداء الكتاب بهذا امر مهم في تصحيح النية قال (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [حجازي] قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِي [دار الحديث عليه] قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ [ما صح الحديث إلا عن عمر فقط] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) نرجي شرحه إلى غد لما تقدم تفضلوا بارك الله فيكم
اللهم صل و سلم على نبيينا محمد و على آله و صحبه أحمعين
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري رحمه الله :
كتاب بدء الوحي :
قال : (باب كيف كان بدء الوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم)
والوحي ذكروا له عدة معاني، ذكرها السيوطي في الإتقان وقبله الزركشي في البرهان فنقرأه من مصدره إن شاء الله اذا جيئ به.
قال : (وقول الله جل ذكره: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ).
هذا دليل على أن أول الأنبياء المرسلين هو : نوح عليه الصلاة والسلام. ويؤيده ما في الصحيحين حديث الشفاعة : (إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا)
فالمقصود أول الرسل إلى أهل الأرض بهذا القيد.
وقدم الله عز وجل ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لتشريفه :
( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) ونظير ذلك (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)
فقدم ذكره على التفصيل قبلهم، ذكرهم على الإجمال ثم ذكره على التفصيل، ذكره قبلهم، وهكذا (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ).
كل هذه الآيات فيها تقديم النبي صلى الله عليه وسلم وبيان انه أولوا العزم أن المذكورين أولي العزم وفي هذا رد على من قال إدريس قبل نوح لأن الله يقول (وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) ولا يعني مطلقاَ أن النبيين جميعا بعده فأبوه آدم أبو جميع الأنبياء وجميع البشر قبله وهو نبي مكلّف ولكن المقصود النبيين المرسلين بنص الحديث المشار إليه.
قال السيوطي رحمه الله في الإتقان صفحة 64 من هذه الطبعة :
" وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات إحداهما - المقصود معاني الوحي أيضا- ان يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح وفي مسند احمد عن عبد الله ابن عمر انه قال (سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، أَسْمَعُ صَلَاصِلَ ، ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ) وقيل هو صوت خفقٍ، خفقُ أجنحة الملك والحكمة في ذلك أنه يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره وفي الصحيح أن هذه الحالة أشدّ حالات الوحي عليه."
والحالة الثانية: ان ينفث في روعه الكلام نفثا كما قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ) اخرجه الحاكم وهذا قد يرجع الى الحالة الاولى وهو الحديث حسن
الحالة الثالثة: أن ياتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح (يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ أَحْيَانًا رَجُلا , فَيُكَلِّمُنِي , فأَعِي مَا يَقُولُ)
الحالة الرابعة: أن يأتيه المَلكُ في النوم وعد قومٌ منها سورة الكوثر وقد تقدم ما فيه
الحالة الخامسة: ان يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الاسراء وإما في النوم كما في حديث معاذ اتاني ربي فقال فيم يختصم الملأ الأعلى الحديث، وليس في القرآن من هذا النوع شيئ في ما اعلم نعم يمكن ان يعد منه آخر سورة البقرة كما تقدم ينظرون أيضا معاني الوحي معاني في اللغة. نقرأ منه او نحفظ منه بعض ادلتها كلام اوسع في هذا الموضع يعني في معنى الإشارة ومعنى الالهام ومعنى نزول الملك.
قال الحافظ رحمه الله تعالى :
"والوحي لغة الاعلام من خفاء بخفاء والوحي ايضا الكتابة والمكتوب والبعد والالهام والامر والايماء والاشارة والتصويت شيئا بعد شيئ ، وقيل اصله التفهيم وكل ما دللت به من كلام و كتابة ورسالة او اشارة فهو وحي، وشرعا الإعلام بالشرع وقد يطلق الوحي ويراد اسم مفعول منه أي الموحى وهو كلام الله."
المراد هنا هو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
" وقد اعترض محمد بن إسماعيل التيمي على هذه الترجمة فقال كيف كان الوحي لكان احسن لانه تعرض فيه لبيان كيفية الوحي لا لبيان كيفية بدء الوحي فقط وتعقب بان المراد من بدء الوحي حاله مع كل ما يتعلق بشأنه اي تعلق كان والله أعلم". إنتهى كلام الحافظ
قال: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ) قيل مناسبة إفتتاح الإمام البخاري صحيحه بهذا الإمام ذكر هذا الحافظ قال منسوب الى حميد بن اسامة بطن من بني اسد بن عبد العزى بن قصي (رهط) خديجة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع معها في اسد ويجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي إمام كبير ومصنف رافق الشافعي في الطلب عن ابن عيينة وطبقته واخذ عنه الفقه ورحل معه إلى مصر ورجع بعد وفاته إلى مكة الى ان مات فيها سنة تسع عشر ومأتين فكان البخاري امتثل قوله صلى الله عليه وسلم (قَدِّمُوا قُرَيْشًا) فاستفتح كتابه بالرواية عن الحميدي لكونه افقه قرشي أخذ عنه وله مناسبة اخرى وهو انه مكي كشيخه فناسب أن يذكر في اول ترجمة بدء الوحي لأن إبتدائه كان في مكة ومن ثم بالرواية عن مالك لانه شيخ أهل المدينة ولان المدينة تالية لمكة في نزول الوحي وفي جميع الفضل ومالك وابن عيينة قرينان قال الشافعي: لولاهما لذهب العلم من الحجاز.
يعني قل إن الاسناد اكثره حجازي ولأن مبدأ الوحي من هناك ولقد اعترض على المصنف ادخال هذا الحديث انما الاعمال في ترجمة بدء الوحي وانه لا تعلق به اصلا ذهب الاعتراض في غير موضعه فابتداء الكتاب بهذا امر مهم في تصحيح النية قال (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [حجازي] قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِي [دار الحديث عليه] قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ [ما صح الحديث إلا عن عمر فقط] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) نرجي شرحه إلى غد لما تقدم تفضلوا بارك الله فيكم
وفرغه : عبد الله بن حسن زوبيري المغربي
المادة الصوتية من هنا
تعليق