إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح كتاب بدء الوحي من صحيح البخاري لشيخنا يحيى بن علي الحجوري مفرغ كاملا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح كتاب بدء الوحي من صحيح البخاري لشيخنا يحيى بن علي الحجوري مفرغ كاملا

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


    -1كِتَاب بدْءِ الْوحْيِ بَاب بَدْءُ الْوَحْيِ









    قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى آمِينَ :









    -1كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ :
    (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ)
    .................................................. ............................................
    الشرح :








    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل و سلم على نبيينا محمد و على آله و صحبه أحمعين
    قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري رحمه الله :
    كتاب بدء الوحي :
    قال : (باب كيف كان بدء الوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم)
    والوحي ذكروا له عدة معاني، ذكرها السيوطي في الإتقان وقبله الزركشي في البرهان فنقرأه من مصدره إن شاء الله اذا جيئ به.
    قال : (وقول الله جل ذكره: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ).
    هذا دليل على أن أول الأنبياء المرسلين هو : نوح عليه الصلاة والسلام. ويؤيده ما في الصحيحين حديث الشفاعة : (إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا)
    فالمقصود أول الرسل إلى أهل الأرض بهذا القيد.
    وقدم الله عز وجل ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لتشريفه :
    ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) ونظير ذلك (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)
    فقدم ذكره على التفصيل قبلهم، ذكرهم على الإجمال ثم ذكره على التفصيل، ذكره قبلهم، وهكذا (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ).
    كل هذه الآيات فيها تقديم النبي صلى الله عليه وسلم وبيان انه أولوا العزم أن المذكورين أولي العزم وفي هذا رد على من قال إدريس قبل نوح لأن الله يقول (وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) ولا يعني مطلقاَ أن النبيين جميعا بعده فأبوه آدم أبو جميع الأنبياء وجميع البشر قبله وهو نبي مكلّف ولكن المقصود النبيين المرسلين بنص الحديث المشار إليه.
    قال السيوطي رحمه الله في الإتقان صفحة 64 من هذه الطبعة :
    " وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات إحداهما - المقصود معاني الوحي أيضا- ان يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح وفي مسند احمد عن عبد الله ابن عمر انه قال (سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، أَسْمَعُ صَلَاصِلَ ، ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ) وقيل هو صوت خفقٍ، خفقُ أجنحة الملك والحكمة في ذلك أنه يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره وفي الصحيح أن هذه الحالة أشدّ حالات الوحي عليه."
    والحالة الثانية: ان ينفث في روعه الكلام نفثا كما قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ) اخرجه الحاكم وهذا قد يرجع الى الحالة الاولى وهو الحديث حسن
    الحالة الثالثة: أن ياتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح (يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ أَحْيَانًا رَجُلا , فَيُكَلِّمُنِي , فأَعِي مَا يَقُولُ)
    الحالة الرابعة: أن يأتيه المَلكُ في النوم وعد قومٌ منها سورة الكوثر وقد تقدم ما فيه
    الحالة الخامسة: ان يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الاسراء وإما في النوم كما في حديث معاذ اتاني ربي فقال فيم يختصم الملأ الأعلى الحديث، وليس في القرآن من هذا النوع شيئ في ما اعلم نعم يمكن ان يعد منه آخر سورة البقرة كما تقدم ينظرون أيضا معاني الوحي معاني في اللغة. نقرأ منه او نحفظ منه بعض ادلتها كلام اوسع في هذا الموضع يعني في معنى الإشارة ومعنى الالهام ومعنى نزول الملك.
    قال الحافظ رحمه الله تعالى :
    "والوحي لغة الاعلام من خفاء بخفاء والوحي ايضا الكتابة والمكتوب والبعد والالهام والامر والايماء والاشارة والتصويت شيئا بعد شيئ ، وقيل اصله التفهيم وكل ما دللت به من كلام و كتابة ورسالة او اشارة فهو وحي، وشرعا الإعلام بالشرع وقد يطلق الوحي ويراد اسم مفعول منه أي الموحى وهو كلام الله."
    المراد هنا هو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
    " وقد اعترض محمد بن إسماعيل التيمي على هذه الترجمة فقال كيف كان الوحي لكان احسن لانه تعرض فيه لبيان كيفية الوحي لا لبيان كيفية بدء الوحي فقط وتعقب بان المراد من بدء الوحي حاله مع كل ما يتعلق بشأنه اي تعلق كان والله أعلم". إنتهى كلام الحافظ
    قال: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ) قيل مناسبة إفتتاح الإمام البخاري صحيحه بهذا الإمام ذكر هذا الحافظ قال منسوب الى حميد بن اسامة بطن من بني اسد بن عبد العزى بن قصي (رهط) خديجة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع معها في اسد ويجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي إمام كبير ومصنف رافق الشافعي في الطلب عن ابن عيينة وطبقته واخذ عنه الفقه ورحل معه إلى مصر ورجع بعد وفاته إلى مكة الى ان مات فيها سنة تسع عشر ومأتين فكان البخاري امتثل قوله صلى الله عليه وسلم (قَدِّمُوا قُرَيْشًا) فاستفتح كتابه بالرواية عن الحميدي لكونه افقه قرشي أخذ عنه وله مناسبة اخرى وهو انه مكي كشيخه فناسب أن يذكر في اول ترجمة بدء الوحي لأن إبتدائه كان في مكة ومن ثم بالرواية عن مالك لانه شيخ أهل المدينة ولان المدينة تالية لمكة في نزول الوحي وفي جميع الفضل ومالك وابن عيينة قرينان قال الشافعي: لولاهما لذهب العلم من الحجاز.
    يعني قل إن الاسناد اكثره حجازي ولأن مبدأ الوحي من هناك ولقد اعترض على المصنف ادخال هذا الحديث انما الاعمال في ترجمة بدء الوحي وانه لا تعلق به اصلا ذهب الاعتراض في غير موضعه فابتداء الكتاب بهذا امر مهم في تصحيح النية قال (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [حجازي] قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِي [دار الحديث عليه] قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ [ما صح الحديث إلا عن عمر فقط] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) نرجي شرحه إلى غد لما تقدم تفضلوا بارك الله فيكم






    وفرغه : عبد الله بن حسن زوبيري المغربي

    المادة الصوتية من هنا
    التعديل الأخير تم بواسطة حسن بن بوشعيب زوبيري; الساعة 23-08-2012, 10:21 PM.

  • #2
    نعم ما تفعله يا عبد الله بارك الله لك في وقتك ورزق العلم وهيأ لك من أمرك رشداً وكثر الله في فتيان المسلمين أمثالك وجعلك قرة عين لوالديك

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيراً أخانا عبد الله
      ويسَّر الله لك إتمام التفريغ وأعانك

      تعليق


      • #4
        واياكم اخواني

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
        تتمة شرح حديث:
        (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)
        وبداية شرح حديث
        (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا)
        ----------------------------------------------------------
        الشرح:
        هذا الحديث في شرحه رسالة من فتح الباري رسالة اعني بترتيبها وتنسيقها يصير رسالة مستقلة نأخذ ما نراه مهما من شرحه ان شاء الله .
        (بعد ان علم ان الاجماعَ قائم على ثبوته وتلقي الامة له بالقبول كما نقله الامام الشوكاني في "أدب الطلب" مناسبة ذكره في هذا الموضع قال ابن رشيد لم يقصد البخاري بايراده سوى بيان حسن نيته فيه في هذا التاليف وقد كلفت مناسبته للترجمة فقال كل بحسب ما ظهر له انتهى.
        وقد قيل انه اراد ان يقيمه مقام الخطبة للكتاب لان في سياقه ان عمر قال على المنبر بمحضر الصحابة فاذا صلح ان يكون في خطبة المنبر صلح ان يكون في خطبة الكتاب وحكى المؤَلف ان النبي صلى الله عليه سلم خطب به حين قدم المدينة مهاجرا فنسب ان يراده في بدء الوحي لان الاحوال التي كانت قبل الهجرة كانت كالمقدمة لها لان بالهجرة افتتح الاذن في قتال المشركين ويعقبه النصر والظفر والفتح انتهى.
        وهذا وجه حسن الا انني لم ارى ما ذكره من كونه خطب به أول ما هاجر منقولا وهذا القول فيه نظر وقد وقع في باب ترك الحيل بلفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ايها الناس انما الاعمال بالنية" حديث ففي هذا ايمان الى انه كان في حال خطبة يعني كلمة ايها الناس اما كونه كان في ابتداء قدومه الى المدينة فلم ار ما يدل عليه ولعل قائله استند الى ما روي في قصة مهاجر ام قيس قال ابن دقيق العيد نقلوا ان رجلا هاجر من مكة الى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وانما هاجر ليتزوج بإمرأة تسمى أم قيس لهذا خص في الحديث ذكر المرأة دون سائر ما ينوى به انتهى. تقدم انه لم يكن سبب ورود الحديث مهاجر ام قيس وهذا لو صح لم يستلزم البذائة بذكره في اول الهجرة النبوية
        وقصة مهاجر أم قيس رواها سعيد بن منصور قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : من هاجر يبتغي شيئا فإنما له ذلك ، هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس فكان يقال له مهاجر أم قيس هذه القصة ثابتة رواه الطبراني من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس . وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك).
        تنبه لهذه الفقرة ان الحديث ليس سبب وروده مهاجر ام قيس
        (قوله لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك و لم أر في شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك . وأيضا فلو أراد البخاري إقامته مقام الخطبة فقط أو الابتداء به تيمنا وترغيبا في الإخلاص لكان سياقه قبل الترجمة كما قال الإسماعيلي وغيره ونقل ابن بطال عن أبي عبد الله بن النجار قال : التبويب يتعلق بالآية والحديث معا ; لأن الله تعالى أوحى إلى الأنبياء ثم إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - ،)
        الى ان قال: (وقال ابن المنير في أول التراجم : كان مقدمة النبوة في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - الهجرة إلى الله تعالى بالخلوة في غار حراء فناسب الافتتاح بحديث الهجرة . ومن المناسبات البديعة الوجيزة ما تقدمت الإشارة إليه أن الكتاب لما كان موضوعا لجمع وحي السنة صدره ببدء الوحي ، ولما كان الوحي لبيان الأعمال الشرعية).
        السنة وحي السنة وحي يوحى (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ( 1 ) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 ) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ( 3 ) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ) ذكر ذلك ابن كثير في مقدمة تفسيره صدره بحديث الأعمال ، ومع هذه المناسبات لا يليق الجزم بأنه لا تعلق له بالترجمة أصلا .
        (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم . وقد تواتر النقل عن الأئمة في تعظيم قدر هذا الحديث : قال أبو عبد الله : ليس في أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء أجمع وأغنى وأكثر فائدة من هذا الحديث أي البخاري واتفق عبد الرحمن بن مهدي والشافعي فيما نقله البويطي عنه وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو داود والترمذي والدارقطني وحمزة الكناني على أنه ثلث الإسلام ، ومنهم من قال ربعه ، واختلفوا في تعيين الباقي وقال ابن مهدي
        )
        أيضا يعني هذا متفق عليه والباقي ايش الذي باقي الاسلام دار الاسلام عليها (أيضا : يدخل في ثلاثين بابا من العلم ، وقال الشافعي : يدخل في سبعين بابا ، ويحتمل أن يريد بهذا العدد المبالغة . وقال عبد الرحمن بن مهدي أيضا : ينبغي أن يجعل هذا الحديث رأس كل باب ووجه البيهقي كونه ثلث العلم بأن كسب العبد يقع بقلبه ولسانه وجوارحه ، فالنية أحد أقسامها الثلاثة وأرجحها)
        ثم اتى بالاحاديث الباقية التي جمعها المعافي:
        عمدة الدين عندنا كلمات أربع قالهن خير البرية
        اتق السيئات ، وازهد ، ودع ما ليس يعنيك ، واعملن بنية
        فنعم وفيه خلاف ذكرناه في شرح الاربعين الى ان قال (ثم ان هذا الحديث متفق على صحته مع انه آحاد على هؤلاء الذين يردون اخبار الآحاد يكونون ردوا الاجماع أخرجه الأئمة المشهورون إلا الموطأ ، ووهم من زعم أنه في الموطأ مغترا بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك)
        أي موطأ (مالك قال أبو جعفر الطبري : قد يكون هذا الحديث على طريقة بعض الناس مردودا لكونه فردا)
        طريقة المعتزلة الذين مايقبلون اخبار الآحاد من الضلال (لأنه لا يروى عن عمر إلا من رواية علقمة ، ولا عن علقمة (علقمة بن وقاص) إلا من رواية محمد بن إبراهيم ولا عن محمد بن إبراهيم إلا من رواية يحيى بن سعيد)
        الحديث دار على يحيى ومخرجه يحيى بن سعيد الانصاري فهو آحاد يعتبر من ضمن الآحاد (وهو كما قال فإنه إنما اشتهر عن يحيى بن سعيد وتفرد به من فوقه وبذلك جزم الترمذي والنسائي والبزار وابن السكن وحمزة بن محمد الكناني)
        حمزة الكناني من ائمة العلل (وأطلق الخطابي نفي الخلاف بين أهل الحديث في أنه لا يعرف إلا بهذا الإسناد)
        ولا خلاف بين أهل الحديث في أنه لا يعرف إلا بهذا السند يحيى بن سعيد الأنصاري عن سفيان عن محمد ابراهيم التيّمي عن علقمة بن وقاص اللّيثي عن عمر بالسماع و(هو كما قال لكن بقيدين : أحدهما الصحة لأنه ورد من طريق معلولة ذكرها الدارقطني)
        يعني لا يلتفت الى ماعدا هذا الطريق (عرف بهذا التقرير غلط من زعم أن حديث عمر متواتر ، إلا إن حمل على التواتر المعنوي فيحتمل)
        نعم يحتمل من حيث ما يتعلق بفضل النية وانه لا بد من نية في الاعمال وغير ذلك (نعم قد تواتر عن يحيى بن سعيد : فحكى محمد بن علي بن سعيد النقاش الحافظ أنه رواه عن يحيى بن سعيد مائتان وخمسون نفسا فيه مبالغة بعضها فيه مبالغة كما سياتي وسرد أسماءهم أبو القاسم بن منده فجاوز الثلاثمائة)
        أي الذين رووه عن يحيى بن سعيد كلهم اخذوا الحديث عن يحيى مخرجه يحيى (وروى أبو موسى المديني عن بعض مشايخه مذاكرة عن الحافظ أبي إسماعيل الأنصاري الهروي قال : كتبته من حديث سبعمائة من أصحاب يحيى)
        قلنا فيه مبالغة في هذا (قلت : وأنا أستبعد صحة هذا)
        أي انه اخذه عن يحيى سبعمائة من تلاميذه فيه بعد(فقد تتبعت طرقه من الروايات المشهورة والأجزاء المنثورة منذ طلبت الحديث إلى وقتي هذا)
        هذا كلام الحافظ النحرير (فما قدرت على تكميل المائة ، وقد تتبعت طرق غيره فزدت على ما نقل عمن تقدم ، كما سيأتي مثال لذلك في الكلام على حديث ابن عمر في غسل الجمعة إن شاء الله تعالى)
        هذا هو المقصود بسند الحديث قصد بيان ثبوته ورد على من رد خبر الآحاد أما فقهه ففقهه كثير ربما صنف رسالة ماجستير او دكتوراه لفقه هذا الحديث او ماكان من بابه وناتي على ماذكره الحافظ وكفى قال (واستدل بهذا الحديث على أنه لا يجوز الإقدام على العمل قبل معرفة الحكم ; لأن فيه أن العمل يكون منتفيا إذا خلا عن النية)
        أي لايصح (ولا يصح نية فعل الشيء إلا بعد معرفة حكمه ، وعلى أن الغافل لا تكليف عليه)
        هذا فيه نظر على انه لاتصح الا بعد معرفة حكمه لأن القصد يستلزم العلم بالمقصود والغافل غير قاصد ، وعلى أن من صام تطوعا بنية قبل الزوال أن لا يحسب له إلا من وقت النية وهو مقتضى الحديث (لكن تمسك من قال بانعطافها بدليل آخر ، ونظيره حديث " من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها " أي : أدرك فضيلة الجماعة أو الوقت ، وذلك بالانعطاف الذي اقتضاه فضل الله تعالى ، وعلى أن الواحد الثقة إذا كان في مجلس جماعة ثم ذكر عن ذلك المجلس شيئا لا يمكن غفلتهم عنه ولم يذكره غيره أن ذلك لا يقدح في صدقه ، خلافا لمن أعل بذلك ; لأن علقمة ذكر أن عمر خطب به على المنبر ثم لم يصح من جهة أحد عنه غير علقمة على المنبر واستدل بمفهومه على أن ما ليس بعمل لا تشترط النية فيه ، ومن أمثلة ذلك جمع التقديم فإن الراجح من حيث النظر أنه لا يشترط له نية ، بخلاف ما رجحه كثير من الشافعية وخالفهم شيخنا شيخ الإسلام)
        ابن حجر غالبا او العراقي (وقال : الجمع ليس بعمل ، وإنما العمل الصلاة . ويقوي ذلك أنه عليه الصلاة والسلام جمع في غزوة تبوك ولم يذكر ذلك للمأمومين الذين معه ، ولو كان شرطا لأعلمهم به ، واستدل به على أن العمل إذا كان مضافا إلى سبب ويجمع متعدده جنس أن نية الجنس تكفي كمن أعتق عن كفارة ولم يعين كونها عن ظهار أو غيره ; لأن معنى الحديث أن الأعمال بنياتها ، والعمل هنا القيام بالذي يخرج عن الكفارة اللازمة وهو غير محوج إلى تعيين سبب ، وعلى هذا لو كانت عليه كفارة - وشك في سببها - أجزأه إخراجها بغير تعيين . وفيه زيادة النص على السبب ; لأن الحديث سيق في قصة المهاجر لتزويج المرأة)
        لاهذا ماهو صحيح (وقال شيخنا شيخ الإسلام : فيه إطلاق العام وإن كان سببه خاصا ، فيستنبط منه الإشارة إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وسيأتي ذكر كثير من فوائد هذا الحديث في كتاب الإيمان حيث قال المصنف في الترجمة فدخل فيه العبادات والأحكام إن شاء الله تعالى ، وبالله التوفيق)


        يعني هنا اتى بنبذة من فوائده ثم احال الى ماعداها من الفوائد فيما يأتي ان شاء الله حيث أشار المصنف الى هذا المقصود عند هذا الصف يقرئون ............................(الطلاب يراجعون الحديث على الشيخ)............................................ .......................
        الحمد لله هذا الحديث بهذا السند يحفظه كثير من الصغار فضلا عن الكبار


        قال البخاري رحمه الله :
        باب: أي من باب بدء الوحي
        حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (حجازي هذا حجازي يقولون بمناسبته ان الوحي كان في الحجاز لذا ناسب ان يذكر الباب الثاني من اسانيد اهل الحجاز واتى بحديث عائشة رضي الله عنها من اجل انها افضل امهات المؤمنين ربما استنبطوا هذا والله اعلم فقدمها ربما لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها ولانه فضلها فقال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وكل ما يذكرون من هذه الاستنباطات يسعها الصحيح وابوابه ومتونه بالاجماع القائم بانه انفع كتاب مصنف وان الابواب لها غاية في الفقه والدقة وكذا المتون ايضا لايسوقها الابفقه دقيق) سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لا يعني ان الوحي ما اتى النبي صلى الله عليه وسلم الا في الحجاز فاليتنبه فقد انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم سور في تبوك حين قال ابن سلول لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل وهكذا نزلت في غزوات اخرى خارج الحجاز وانما اصل الوحي وجملته واكثره في الحجاز المكة ثم المدينة وآيات وسور نزلت في غير تلك المواضع منها مايكون في اليل ومنها ما يكون في النهار ومنها مايكون في الصيف ومنها مايكون في الشتاء ومنها مايكون في السفر ومنها مايكون في الحضر ومنها مايكون و هو على فراشه ومنها مايكون في السماء ذكروا منها ما كان نزل من الادلة في السماء من الاسراء والمعراج وغيرها من الوحي ذكر هذا السيوطي رحمه الله تعالى في فصل نافع من كتابه الاتقان) أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ (يعني اشد انواع الوحي) فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ (وفيها ان الملك يتمثل على صورة رجل ويقال عن الملائكة ذكور وجاء عن ادلة كثيرة تصفهم بانهم رجال: رجل كذا وسياتي كلام ابن المسيب اللذي لم يثبت عنه حسب مارأينا انه نهى ان يقال ذكور وليس هذا بصحيح ) قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا
        انا سنلقي عليك قولا ثقيلا هذا من بابه الى هنا حفظكم الله
        __________________________________________________ _________
        ملاحظة:
        مابين قوسين كلام الحافظ العسقلاني من كتابه شرح الباري


        وفرغه عبد الله بن حسن زوبيري المغربي

        المادة الصوتية من هنا




        التعديل الأخير تم بواسطة حسن بن بوشعيب زوبيري; الساعة 15-02-2012, 01:58 PM.

        تعليق


        • #5
          أحسنت يا عبد الله واصل عملك
          أعانك الله

          تعليق


          • #6
            واياكم جميعا
            --------------------
            المتن:
            حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
            الشرح:

            ---------------------------------------------------------


            حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ (أي يكون خاليا بمفرده، خلوة) وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ (والان يتجمعون تمر من هناك في الطريق وناس كثير جدا في ذلك الجبل الوف يجتمعون في ذلك الغار (بغير ما سنة) ولا امر شرعي فلا يشرع التحنث هناك وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لا على انه كان يتحرى ولم يكن الصحابة يتحرون الذهاب الى غار حراء للتعبد فيه ) فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ ((قال الزهري في التحنث: وهو التعبد الليالي ذوات العدد) يعني في الليل وهو يعبد الله في ذلك المكان في الليل في ذلك الجبل او في ذلك الغار مسافة عن مكة يعني على الاقدام ربما يمشي اليه انسان فيتعب في المشي اليه والطلوع كما رايتم يطلع في ذلك الغار ويتعبد) وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا (اي يبقى عند خديجة زوجته ثم يستريح اياما او اكثر ثم يرجع الى الجبل الى الغار يعبد الله في ذلك الموضع ثم يرجع ) حتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ (اي ما احسن اقرء ) قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ (يقال فلان قارئ وفلان ماهو بقارئ للذي هو امي يقال له ليس بقارئ ) فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (نبئ بخمس آيات من اقرأ هذا مبدأ النبوة ونزول الوحي عليه فالقول بانه نبئ باقرأ اي بخمس ايات من اولها وليس بها كلها بعضها ما نزل الا بعد ان اوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم وبعث (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى ) الى اخرها وارسل بخمس ايات من اول سورة المدثر
            (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ *وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)
            وليس بكل المدثر فما تراه من الكتب انه نبئ باقرأ وارسل بالمدثر هذا معناه وايضاحه ) فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي
            (المزمل هو الملتحف والمدثر ايضا وهو بمعنى زوملوني دثروني وفي بعض الالفاظ دثروني دثروني ) فَزَمَّلُوهُ (اي لفوه زملوني اي لفوني هكذا يقول الحافظ ) حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ (قال الحافظ الفزع فلما ذهب عن ابراهيم الروع وجائته رسلنا يجادلوننا في قوم لوط. الروع الفزع) فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا (ثم استدلت على هذا القول بامور من كانت فيه لايخزيه الله ) إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ (من اسباب تجنب الخزي والسلامة منه صلة الرحم ) وَتَحْمِلُ الْكَلَّ (الكل هو الشخص الذي هو كل على مولاه لا يغتسل. النبي صلى الله عليه وسلم كانت له عناية بالمساكين فمعناه انه يحمل المسكين الذي لايجد مايغنيه ولا يستطيع يغتسل يحمله ويكفله رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ (ومعناه على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي مايشح به الناس يكسبه وفيه رواية وتكسب بضم اوله وهي رواية صحيحة هذا هو الصواب وتكسب المعدوم وقيل تكسب المُعدِم اي المعدِم تكسبه وتعطيه فهي نظير تحمل الكل فكانها قالت اذا رغب غيرك ان يستفيد مالا موجودا رغبت انت ان تستفيد رجلا عاجزا فتعاونه مايعدمه غيره ويعجز عنه يصيبه هو ويكسبه قال اعرابي يمدح انسانا كان أكسبهم لمعدوم واعطاهم لمحروم وأنشد في وصف ذئب كسوب كذا المعدوم من كسب واحد طيب عرف معنى تكسب المعدوم اي تعطي ما الناس يشحون به او ما لا يجده الناس مما اعطاك الله وهذا من شدة كرم النبي صلى الله عليه وسلم من كان في ذلك الزمن يستطيع ان يعطي مائة من الابل سبع مائة ناقة في مقام واحد فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين اعطى سبع مائة ناقة الاقرع بن حابس وعيينة بن حصن وكذا عباس بن مرداس وعلقمة بن علاثة عدد من اللذين [كلام غير مفهوم] يعطي الواحد منهم مائة ناقة وما بقي قسم بينه هذا معنى وتكسب المعدوم تعطي الرجل غنما بين جبلين اي مما يشح به الناس ويشمل هذا القول وتكسب المعدم اي تكرمه حتى يصير عنده كسب او عنده شيئ يتمول به المعدم فاستدلت خديجة رضي الله عنها بهذه الاوصاف صلة تصل الرحم وتكسب المعدوم ) وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ (اربع اوصاف جميلة ماتوفرت في احد الا كانت من اعظم سجايا المسلمين العرب وبعد ذلك اعظم سجايا المسلمين التي اقرها الاسلام صلة الرحم واعانة الفقير المحتاج وحمل المسكين واكرامه فرب امراة ضعيفة لو لم يحملها حامل من اقاربها لهلكت فيرعاها وينتبه لها ويقوم على شئونها ورب رجل صار شيخا كبيرا او شخص صار يتيما صبي او مسكينا لا يستطيع يكتسب شيئا عاجز اللذي يحمله يؤجر الاجر العظيم ويقال كل لكونه لا يستطيع الكسب ومادة كل من هذا الباب يعني كلال كل الشيئ تاتي من هذا الشيئ كل الحد هذا السكين صار كلا لا يقطع تصل الرحم وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق خمس صفات استدلت بها هذه المرأة المبشرة بالجنة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم على انه لا يخزيه وفيه مواساة المروع وفيه تسكينه وتهدئته بما له من المناقب والاعمال الصالحة او بما يقوم به من الخير وفيه فضيلة الجليس الصالح من الرجال او النساء فانطلقت به هذه المراة وهي بنت الاربعين وهو مازال شابا يعني في حدود الاربعين لكن هي اكبر منه سنا ) فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى (من اهل الجنة) ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ (يعني كانه ماهو من حيث النسب قول ابن اخي نسبا لكن عادة العرب يقول يا ابن اخي والولد يقول ياعم فلان وهكذا عادة العرب) اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ (راى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان بعث وامن به ومات على ذلك فهو صحابي هذا ورقة بن نوفل رضي الله عنه هذا علمه ورقة من الكتب المتقدمة ماكان بكهانة ولا تنجيم ولا طلسمة ولكن نبي امي سيظهر صفاته كذا وكذا ومبشرا برسول من بعدي اسمه احمد وكانت توجد بالكتب المتقدمة اخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبار انه سيظهر فبشر به عيسى عليه السلام الكتب المتقدمة فيه ذكر رسول لله صلى الله عليه وسلم وانه سيبعث وذكر بعض اوصافه فاستدل بها لاطلاعه ولمعرفته على ماحصل لموسى على ان محمد صلى الله عليه وسلم نبي هكذا هرقل ان كان كما تقول ليملكن موضع قدمي هاتين وهكذا النجاشي حين قرا عليه من سورة مريم بكى حتى اخضبت لحيته وقال والله ما جاوز عيسى بن مريم ما ذكر في الاية يعني كل الملوك كانت لهم كتب واطلاعات ومعرفة بما من نبي اتي من خلال دراستهم لا مجرد طلسمة ولا كهانة ثم انهم ايضا في الامم الماضية ماكانوا يتحرجون عن ما نهي عنه في هذا الشرع من كثير من الامور لاسيما بعض التنجيم وكذا هم انفسهم لقلة ورع بعض الملوك ولقلة اطلاعهم على هذا الشرع العظيم اللذي نهى عن ذلك لعدمه لانه لم يكن عندهم فلا يمنع ان يكون لديهم تنجيم وطلسمة ونحو ذلك فما اخذ من الكتب المتقدمة الموثوقة تكون حقا وما كان من الطلسمة منها ما هو باطل و الباطل فيه اكثر ومنها ما قد يصيب وهذا النادر كما جاء في حديث قرقرة الدجاج فيقرقرها الشيطان في أذن الكاهن كقرقرة الدجاج الحديث وأشار بقوله " هذا " إلى الملك الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في خبره ، ونزله منزلة القريب لقرب ذكره . والناموس : صاحب السر كما جزم به المؤلف في أحاديث الأنبياء . وزعم ابن ظفر أن الناموس صاحب سر الخير ، والجاسوس صاحب سر الشر . والأول الصحيح الذي عليه الجمهور . وقد سوى بينهما رؤبة بن العجاج لا الناموس هو الوحي معبر به هنا عن الوحي اللذي نزل به على موسى وفيه شرف عظيم اللذي نزل على موسى ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ (يعني ان هذا بداية الوحي اقرا بداية الوحي وبعد ذلك فتر الوحي ومن ثم قال " زملوني " . والخشية المذكورة اختلف العلماء في المراد بها على اثني عشر قولا خشيت على نفسي في موضع خشيت على نفسي : أولها : الجنون وأن يكون ما رآه من جنس الكهانة ، جاء مصرحا به في عدة طرق ، وأبطله أبو بكر بن العربي وحق له أن يبطل ، لكن حمله الإسماعيلي على أن ذلك حصل له قبل حصول العلم الضروري له ثانيها : الهاجس ، . ثالثها : الموت من شدة الرعب . رابعها : المرض ، وقد جزم به ابن أبي جمرة . خامسها : دوام المرض . سادسها : العجز عن حمل أعباء النبوة . سابعها : العجز عن النظر إلى الملك من الرعب . ثامنها : عدم الصبر على أذى قومه . تاسعها : أن يقتلوه . عاشرها : مفارقة الوطن . حادي عشرها : تكذيبهم إياه . ثاني عشرها : تعييرهم إياه . وأولى هذه الأقوال بالصواب وأسلمها من الارتياب الثالث واللذان بعده نعم خشيت على نفسي الموت خشيت على نفسي المرض الخ اما يخاف على نفسه الجنون او هاجس هذا ماهو صحيح ابطله الحافط وحق له ذلك وما صاحبكم بمجنون وفي هذه القصة فوائد استحباب تانيس من نزل عليه امر بتيسيره عليه وتهوينه عليه وان من نزل له امر احب ان يطلع عليه من يثق بنصيحته وصحة رايه العقلاء عند النوائب تجد عندهم الحلول والتهدئة والجهلة عند النوائب تجد لديهم الطيش والاثارة والارتعاد والزعزعة الى هنا وفقكم الله)
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
            وفرغه عبد الله بن حسن زوبيري المغربي
            المادة الصوتيةمن هنا
            التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله بن حسن المغربي; الساعة 15-02-2012, 12:31 AM.

            تعليق


            • #7

              جزاك الله خير عبد الله وفقك الله وبارك فيك.

              تعليق


              • #8
                واياك يا عم علي

                تعليق


                • #9
                  عمل طيب و مجهود مشكور ، أسأل الله أن يبارك فيك يا أخي الحبيب عبد الله ، و أن يرزقك و والدك الأخ حسن العلم النافع ، والعمل الصالح .

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيكم جميعا كنت فرغت المادتين 4 و5 ولكن لم ييسر لي الله مراجعتهما قبل اليوم وقد قمت بمراجعة المادة الرابعة وساحاول ان اضع المادة الخامسة في اقرب وقت إن شاء الله

                    المتن

                    قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو صَالِحٍ وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ بَوَادِرُهُ

                    مرفقا بشرح حديث



                    حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ قَالَ جَمْعُهُ لَكَ فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ




                    .................................................. .................................................. .................................................
                    شرح


                    قال ابن شهاب وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرضفرعبت منه فرجعت فقلت زملوني زملوني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر إلى قوله والرجز فاهجر فحمي الوحي وتتابع تابعه عبد الله بن يوسف وأبو صالح وتابعه هلال بن رداد عن الزهري وقال يونس ومعمر بوادره ترجف بوادره
                    فرائصه ترجف فؤاده في الحديث الاول كل هذا لا يتنافى قال:( قال ابن شهاب : أخبرني أبو سلمة ) إنما أتى بحرف العطف ليعلم أنه معطوف على ما سبق ، كأنه قال : أخبرني عروة بكذا ، وأخبرني أبو سلمة بكذا ، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف ، وأخطأ من زعم أن هذا معلقا وإن كانت صورته صورة التعليق ، ولو لم يكن في ذلك إلا ثبوت الواو العاطفة فإنها دالة على تقدم شيء عطفته ، وقد تقدم قوله : عن ابن شهاب عن عروة فساق الحديث إلى آخره ثم قال : قال ابن شهاب - أي : بالسند المذكور - وأخبرني أبو سلمة بخبر آخر وهو كذا يعني ساقه عن طريق ابي سلمة عن جابر ومن طريق عروة عن عائشة فسمعه الزهري من شخصين الزهري سمعه عن عروة ابن الزبير عن عائشة وسمعه عن ابي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر فنعم ساقه ولهذا عطف سند الى جابر على ما مضى به حسب السماع الماضي فهو متصل وليس معلقا كما نبه الحافظ رحمه الله حمي الوحي اي جاء كثيرا وتتابع تاكيد لقوله حمي تاكيد معنوي قوله : ( تابعه ) الضمير يعود على يحيى بن بكير ، ومتابعة عبد الله بن يوسف عن الليث هذه عند المؤلف في قصة موسى .
                    وفيه من اللطائف قوله عن الزهري : سمعت عروة قوله : ( وأبو صالح ) هو عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وقد أكثر البخاري عنه من المعلقات ، وعلق عن الليث جملة كثيرة من أفراد أبي صالح عنه يعني كل المعلقات عن طريق ابي صالح عن الليث ورواية عبد الله بن صالح وهو كاتب الليث عن الليث لهذا الحديث أخرجها يعقوب بن سفيان في تاريخه عنه مقرونا بيحيى بن بكير ، ووهم من زعم - كالدمياطي - أنه أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني بل هو كاتب عبد الله بن صالح ابو صالح كاتب الليث فيه ضعف والبوادر جمع بادرة وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق تضطرب عند فزع الإنسان ، فالروايتان فؤاده ترجف بوادره مستويتان في أصل المعنى ; لأن كلا منهما دال على الفزع ، وقد بينا ما في رواية يونس كون الفؤاد يرجف والبوادر ترجف كل هذا يدل على مقصود واحد وهو الفزع وان الانسان يخاف مما يفزعه وان الخوف ليس كله شركيا ففررت منكم لما خفتكم فمنه ماهو خوف طبيعي يحصل للانسان حتى لو كان شجاعا وموسى عليه السلام خرج منها خائفا يترقب وهكذا نبي الله ترجف فؤاده وغير ذلك مما حصل كل هذا وان كان للشجاع قد يحصل له ما يستدعي الخوف فما من قلب الا وهو فيه الخوف من الله والخوف الطبيعي لاسيما من قلوب المؤمنين في الخوف من الله واما الكفار قد يكون فيه الخوف الطبيعي اما الخوف من الله قد يتلاشى من قلوب الكفار القصد ان الخوف منه ما هو طبيعي والناس يتفاوتون فيه فمنه ما يشتد عنده الخوف الطبيعي حتى يبقى مجرد عبارة موسوس او صاحب اوهام او الرعددة ومنه ما يكون الخوف لدواعيه انبياء الله ورسل الله هم ذروة المتوكلين على الله الواثقين به وهذه الصفة تبعث الشجاعة في القلب لكن الخوف الطبيعي لايخلف ذلك"قال رحمه الله باب حدثنا موسى اي باب من باب بدء الوحي اي باب ملحق بذلك الكتاب
                    حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا موسى بن أبي عائشة قال حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به اي بالوحي بالقرآن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه لاجل ذلك فقال ابن عباس فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما (مسلسل) فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه قال جمعه لك في صدرك وتقرأه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا بيانه ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه
                    اي كما قرا جبريل وفائدة هذا زيادة البيان في الوصف على القول ، وعبر في الأول بقوله " كان يحركهما " وفي الثاني برأيت ; لأن ابن عباس لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك الحالة ; لأن سورة القيامة مكية باتفاق ، بل الظاهر أن نزول هذه الآيات كان في أول الأمر وإلى هذا جنح البخاري في إيراده هذا الحديث في بدء الوحي ، ولم يكن ابن عباس إذ ذاك ولد ; لأنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين أو أقل لكن يجوز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبره بذلك بعد ، أو بعض الصحابة أخبره أنه شاهد النبي - صلى الله عليه وسلم والأول هو الصواب ، فقد ثبت ذلك صريحا في مسند أبي داود الطيالسي قال : حدثنا أبو عوانة بسنده . وأما سعيد بن جبير فرأى ذلك من ابن عباس فلا نزاع كانه اخبره بعض الصحابة او ان النبي صلى الله عليه وسلم كرر هذا وقوله فأنزل الله لا تحرك به لسانك لا تنافي بينهما ; لأن تحريك الشفتين ، بالكلام المشتمل على الحروف التي لا ينطق بها إلا اللسان يلزم منه تحريك اللسان ، أو اكتفى بالشفتين وحذف اللسان لوضوحه ; لأنه الأصل في النطق إذ الأصل حركة الفم ، وكل من الحركتين ناشئ عن ذلك ، وقد مضى أن في رواية جرير في التفسير " يحرك به لسانه وشفتيه " فجمع بينهما ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في ابتداء الأمر إذا لقن القرآن نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ لئلا ينفلت منه شيء ، قاله الحسن وغيره . ووقع في رواية للترمذي " يحرك به لسانه يريد أن يحفظه " وللنسائي " يعجل بقراءته ليحفظه " ولابن أبي حاتم " يتلقى أوله ، ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره ويحتمل أن يراد بالبيان بيان مجملاته وتوضيح مشكلاته ، فيستدل به على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب كما هو الصحيح في الأصول عن وقت الخطاب يجوز اما عن وقت الحاجة فلا يجوز فرق بين البيان عن وقت الخطاب والبيان عن وقت الحاجة طيب نستفيد من هذا الحرص على حفظ القرآن وتفهمه وان تلاوة القرآن فيها تحريك الشفتين وانما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحرك شفتيه في حال نزول الوحي اما بعد ان يوحى اليه في ذلك فانه يقرئها ويحرك بها شفتيه وكانت صلاته تعرف باضطراب لحيته فمن صلى ولم يحرك شفتيه ما صلى من اول صلاته الى اخرها مطبق شفتيه بالقراءة والتسبيح وانما عبارة عن وسوسة صدرية هذا ما صلى واما قول الله عز وجل من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي فالمقصود بمفرده بدلالة من ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير فلا يعني ان مجرد الذكر النفساني يكتب ذكرا بمجرد عدم النطق وقد ذهب النووي رحمه الله وجماعة من اهل العلم انه يجتمع مع اللفظ الذكر وهذا يشمل ذكرني في نفسه وان اللفظ من دون ذكر لا يسمى ذكرا يعني بغير نية كان يتلفظ بلسانه من غير استحضار يسبح ويحمد وغير ذلك من غير استحضار">هل معنى ذلك ان الخائف يزمل يدثر حتى يذهب عنه خوفه ؟ هذا ينظر إما لان النبي صلى الله عليه وسلم لشدة الفزع اصيب ببرد فطلب ان يزمل حتى يذهب عنه البرد يدثر من كان هذا حاله لا باس واما ان علاج الخوف ان يزمل الخائف او يدثر هذا قد لا ينطبق عليه هذا الحديث لانه قد حصل خوف كثير يوم الاحزاب وبلغت القلوب الحناجر كما ذكر الله عز وجل ولم يعلم من احدهم انه كان في ذلك الحال يلتحف او يتزمل حتى يزول الخوف و فيه ان جمع القران في الصدر من الله من جمعه الله عزوجل له في صدره فان هذا ان علينا جمعه وقرآنه اي لك ومن جمعه الله عزوجل له في صدره فان هذا هيبة من الله يهبها من يشاء لا لمجرد الذكاء وان الاستعجال في الخير مطلوب ولكن النبي صلى الله عليه سلم نهي عنه الاستعجال في هذا الوقت لان الله وعده ان يجمعه له في صدره ان علينا جمعه وقرانه اي بيانه لك حتى تحفظه حتى تفهمه لان هذ وحي تبلغه للامة
                    وفيه ان جبريل كان يقراه على النبي صلى الله عليه وسلم جبريل ينزل الوحي ان علينا جمعه وقرانه اي قرائته لك فاذا قراناه فاتبع قرانه فاتبعه المقروء واقراءه ايضا
                    وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا فرغ من الوحي اعاد السورة من قوله فاتبع قرانه فربما ينزل الوحي بالليل ويصلي بهم بها في الفجر وربما اذا نزل في الظهر صلى بهم بها في المغرب وهكذا يسمعهم ايها او يدعوا من يكتب تلك السورة ومن حوله يسمعون يمليها عليه ومن حوله يسمعون حتى ولو لم يكن في صلاة يدعوا من يكتبها ويقول ضع اية كذا في مكان كذا واية كذا في مكان كذا ان الله تكفل ببيان كتابه وحفظه الله بين دينه للناس بين كتابه للناس وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم وانزل الله الذكر لهذا البيان فهذا كتاب مبين واضح لا لبس فيه وما اشتبه على شخص لايشتبه على اهل العلم والراسخون في العلم يقولون كل من عند ربنا وعلى القراءة الاولى انهم يعلمون المتشابه منه وقد نزل بلغة فصيحة عربية لسان عربي مبين فلهذا كان مفهوما حتى عند الجاهليين اتبع قرانه
                    وفيه ان اتباع القران يشمل التلاوة والعمل به واجب اتباع القرآن (اتبع ما اوحي اليك من ربك) وقال (يا ايها النبيئ اتق الله ولا تطع الكافرين ان الله كان عليما حكيما) (واتبع ما يوحى اليك من ربك ان الله كان بما تعملون خبيرا) (اتبعوا ما انزل اليكم من ربكما تبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ماتذكرون)
                    وفيه اهمية التلقي تلقي القرآن وانه يؤخذ من افواه ذويه ومعلميه اهل الصلاح اهل التلاوة الصحيحة واهل الاستقامة ولا تزال هذه السنة جارية ماضية بتلقي القرآن من افواه القراء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبَّي ان الله امرني ان اقرا عليك لم يكن الذين كفروا قال وسماني قال نعم فجعل أبَّيْ يبكي خص الله عز وجل أبيا بالتعريف بان يعلمه هذه السورة ويقراها عليه وابي يستمع والتلقي اما بالسماع واما بالتلاوة واما بالسماع والتطبيق انه بعد ان يسمع يقرا فيطبق نص السورة وكله من انواع التلقي وان جبريل هو اللذي ينزل بالوحي والرافضة اخزاهم الله يقولون خان الامين خان الامين اذا سلموا مايقولون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقولون خان الامين خان الامين اي جبريل خان وانما الرسالة كانت الى علي رضي الله عنه وجبريل اخذها واوصلها الى محمد هؤلاء فجرة (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين)
                    هذا الكلام منهم طعن في رب العالمين وفي جبريل وفي رسول لله صلى الله عليه وسلم كان المسالة رشاوي ومغالطات هذا كفر من قال هذا القول فهو كافر مكذب لكتاب لله من اعتقد هذه العقيدة فهو كافر مكفر خارج من الملة مكذب لكتاب الله تاول او لم يتاول فلا تاويل يساغ في ذلك البتة قال وجرت العادة بسكون الرعدة بالتلفيف الرعدة المصحوبة بالبرد الرعشة غالبا تكون بالبرد الرعشة بذلك بل بعضهم عند الرعشة والرعدة حتى ولو كان في الصيف قد يصاب بحمى وغيرها يصاب ببرد قد تاتي عليه باعداد الالحفة و لا يزال يرتعد من تحتها
                    إلى هنا وفقكم الله
                    التعديل الأخير تم بواسطة حسن بن بوشعيب زوبيري; الساعة 07-03-2012, 03:21 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      جزاك الله خيراً وأعانك على هذا العمل الجليل
                      وحفظ الله شيخنا العلّامة الناصح الأمين
                      المجاهد أبا عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري

                      تعليق


                      • #12
                        وفيكم
                        -----------------------------------------------------------------
                        المتن:

                        قال الإمام البخاري رحمه الله باب :
                        حدثنا عبدان قال أخبرنا عبد الله(يعني ابن المبارك عبدان هو عبد الله بن عثمان بن جبلة المروزي وابن المبارك مروزي)
                        قال أخبرنا يونس عن الزهري نحوه قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة
                        --------
                        الشرح:
                        الشاهد منه ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلقاه جبريل وانه حين يلقاه جبريل اي في الوحي ينزل عليه بالوحي يدارسه القرآن رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد كرما الى كرمه وفيه شرعية المدارسة في رمضان بل وفي غيره.
                        ومن المعلوم ان المدارسة قال: قيل الحكمة فيه أن مدارسة القرآن تجدد له العهد بمزيد غنى النفس ، والغنى سبب الجود . والجود في الشرع إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي الجود إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من الصدقة وأيضا فرمضان موسم الخيرات لأن نعم الله على عباده فيه زائدة على غيره فعلا صدقة البركة فيه عظيمة شهر رمضان فكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤثر متابعة سنة الله في عباده . فبمجموع ما ذكر من الوقت والمنزول به والنازل والمذاكرة حصل المزيد في الجود . والعلم عند الله تعالى وقال النووي : في الحديث فوائد :
                        منها الحث على الجود في كل وقت اي انه تاسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وانما في رمضان يكون اكثر ومنها الزيادة في رمضان وعند الاجتماع بأهل الصلاح .
                        وفيه زيارة الصلحاء وأهل الخير ، وتكرار ذلك إذا كان المزور لا يكرهه ، واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار ، إذ لو كان الذكر أفضل أو مساويا لفعلاه . فإن قيل المقصود تجويد الحفظ ، قلنا الحفظ كان حاصلا ، والزيادة فيه تحصل ببعض المجالس ، وأنه يجوز أن يقال رمضان من غير إضافة اي من غير ان يقال شهر وغير ذلك مما يظهر بالتأمل . قلت : وفيه إشارة إلى أن ابتداء نزول القرآن كان في شهر رمضان ; لأن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة كان في رمضان كما ثبت من حديث ابن عباس ، فكان جبريل يتعاهده في كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من رمضان إلى رمضان ، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه به مرتين المعارضة والمدارسة تقرا السورة ثم يقراها بعدك من يدارسك تعرض عليه ويعرض عليك تقرا عليه ويقرا عليك يقال له معارضة ويقال له مدارسة و اذا قرات عليه ولم يقرا عليك معناه انك تعرض عليه وهو يستمع وقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود ان يعرض عليه القرآن اي يقرا عليه هذا هو العرض قال اقرا علي قال اقرا عليك وعليك انزل قال احب ان اسمع من غيري
                        فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه به مرتين كما ثبت في الصحيح عن فاطمة رضي الله عنها . وبهذا يجاب من سأل عن مناسبة إيراد هذا الحديث في هذا الباب (باب الوحي واضح)
                        اضافة الى ما ذكر الحافظ من الفوائد فيه ضرب الامثال قول اجود بالخير من الريح المرسلة
                        الناس يعرفون الريح المرسلة فاذا ارسل بذالك صار هذا واضحا وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس ولا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم ماسئل شيئا الا اعطاه مما هو فيه يملكه من المال وكان لايرد سائلا وفيه ان الذي يدارس ينبغي ان يواظب ولا يتخلف قال كان يدارسه كل ليلة من رمضان المدارس ينبغي ان يواظب لان الذي يدارسه يكون منتظرا ولما جاء جبريل ليلة على موعد ولم يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني استبطئه فخرج ينظر فاذا به لم يدخل من اجل ذرو كان تحت سرير للحسن
                        ومن فوائد المدارسة تثبيت الحفظ لاسيما اذا راجعه قبل ان يسمع مراجعة طيبة ومن فوائدها تصفيح الخطأ عند من يستمع لك فهو ينظر الى المصحف بدقة وانت تقرا فاذا حصل خطا قد اعتدت ربما ولم تنتبه له سينبهك عليه
                        ومن فوائدها التنشيط على التسميع تنشطه وينشط واذا قرا الانسان بمفرده قد لا ينشط كما يقرا بمن يعرض عليه يسمع له وهو كذلك ومن فوائدها التلقي تتلقى منه وهو يتلقى منك وعلى هذا ينبغي ان يكون المسمع لك نشيطا وتكون نشيطا بحيث تعينه على الخير وكذلك هو, وتفهم بعض الايات فتفهمه ويفهمك هو، فليس المقصود من المدارسة فقط مجرد الاماني و التلاوة ولكن المدارسة ايضا تفهيم القران فيما اشكل ما اشكل عليك يفهمك و ما يشكل عليه تفهمه لاسيما في وقت السكوت اما في حال القراءة و الوقوف والكلام والقراءة والوقوف والكلام هذا عند اهل العلم خلاف الاولى فاذا قرأ لايفصل قرائته الا بامر لابد منه كالسلام والعطاس و الحمد لله عز و جل و نحوه ثم يستمر اما انه يقرا ويتكلم ويقرا ويتكلم هذا يفوت عليه فائدة التدبر والاستفادة
                        تفضلوا جزاكم الله خيرا

                        تعليق


                        • #13
                          ..........................

                          المتن
                          حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانُوا تِجَارًا بِالشَّأْمِ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ لَا قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ يَغْدِرُ قُلْتُ لَا وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا قَالَ وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ قَالَ فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ قُلْتُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ وَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ سُقُفًّا عَلَى نَصَارَى الشَّأْمِ يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ أَصْبَحَ يَوْمًا خَبِيثَ النَّفْسِ فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ قَدْ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ الْخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالُوا لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا الْيَهُودُ فَلَا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ وَاكْتُبْ إِلَى مَدَايِنِ مُلْكِكَ فَيَقْتُلُوا مَنْ فِيهِمْ مِنْ الْيَهُودِ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لَا فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ وَسَأَلَهُ عَنْ الْعَرَبِ فَقَالَ هُمْ يَخْتَتِنُونَ فَقَالَ هِرَقْلُ هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ وَكَانَ نَظِيرَهُ فِي الْعِلْمِ وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ نَبِيٌّ فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الرُّومِ هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِيَّ فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الْأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ مِنْ الْإِيمَانِ قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَيَّ وَقَالَ إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ

                          .........................
                          الشرح


                          حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ (ابن ابي حمزة وابو حمزة اسمه دينار) عَنْ الزُّهْرِيِّ (محمد بن مسلم بن عبيد الله ابو بكر) قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانُوا تِجَارًا بِالشَّأْمِ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ (اي برسول الله صلى الله عليه وسلم) الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا (اي اليه) فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ (يعني خلفه يسمعون كلامه) ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا الرَّجُلِ (في نسخة عن هذا الرجل) فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ (ابو سفيان انذاك منعه عن الكذب الحياء الحياء خير كله وهو رجل من (صراة) القوم ولا يحب ان يعلم عنه الكذب مع بغضه انذاك للنبي صلى الله عليه وسلم ومحاولته ان يشين سمعته ولكن اهل الشيم يتنزهون عن الكذب حتى وان كان ذلك الشخص عاصيا فالكذب من ابشع المذمات في الجاهلية والاسلام الكذاب منقوص مذموم في الجاهلية والاسلام ) ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ (يعني يلزم الصدق فلو قال غير ذلك سيكذبه من خلفه وسيؤثر عنه الكذب ولن يقبل منه قوله وابو سفيان يتحرز من ذلك اما في هذه الازمنة فمن السياسة عند كثير من الناس الكذب ربما يكون كبيييرا ويكذب نسال الله العافية يعني رتبته وموضوعه تظن انه في غاية التحري واذا به الكذب عنده مثل اكل الملوخية) قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ (يعني هل ادعى النبوة يعني هذا اللذي يخبركم به من الوحي ) قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ (ميم زائدة هل كان من ابائه ملك) قُلْتُ لَا قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ (يعني النسب وهل قال هذا القول احد قبله وهل كان ابوه ملكا بعض اباءه ملكا ومن اللذي يتبعه هذا السؤال الرابع) فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ (السؤال السادس) بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ (هذا سؤال سابع) قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ (السؤال (السابع)) قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ يَغْدِرُ قُلْتُ لَا وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا (يعني هذه يحاول يدخل منها مع انه لامدخل له فيها) قَالَ وَلَمْ تُمْكِنِّي (هنا قال يمكني) كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ قَالَ فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ (التاسع ام الثامن التاسع) قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ قُلْتُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ (وهذا صحيح كل هذه الاجوبة) قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ (كل هذا يامر به الرسول صلى الله عليه وسلم اجاب بالصدق فعلا يامرهم بعبادة الله وينهاهم عن الشرك ويحذرهم عما كان عليه ابائهم من الجاهلية والاقوال الباطلة) وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا (ولهذا قالوا لقمان عليه السلام ليس بنبي وانما الحكيم لانه كان عبدا نوبيا والانبياء يبعثون في انساب قومها الا بلسان قومه ومن نسب قومه) وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ (يعني غالبا الابن اذا كان ابوه ملك يحاول ان يطلب ملك ابيه) وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ (هرقل ملك داهية الا انه ما وفق) وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ (يعني يزيد الايمان حتى يتم فهذا دليل الايمان) وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ (يعني الزراع وسائر من ترعاهم) وَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ (من بطارقته واصحابه ظنوا انه سيسلم) وَأُخْرِجْنَا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ (انظر كيف مانسبه الى عبد المطلب ولا الى عبد الله ولا الى قرشي من قريش بل مانسبه الى امه الاصلية نسبه الى ابي كبشة اللذي هو ارتضع من امراته حليمة السعدية واحد صحابي رضي الله عنه من البادية وقريش كانوا يتفاخرون على غيرهم فاعتبره ابنه ذلك الرجل من الرضاعة وما نسبه الى قريش من اشد التقير انذاك ومن اشد تقليب الحقائق انذاك وهذا نموذج على ان من لم يعظم الحق لا يعظم اهله فهو ولده من الرضاعة ابو كبشة النبي صلى الله عليه وسلم ابنه من الرضاعة رضع من زوجته حليمة السعدية) إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ (ابو سفيان دخل الى قلبه اليقين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيظهر) حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ سُقُفًّا عَلَى نَصَارَى الشَّأْمِ يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ أَصْبَحَ يَوْمًا خَبِيثَ النَّفْسِ فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ قَدْ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ الْخِتَانِ (يعني النصارى ما يختتنون) قَدْ ظَهَرَ فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالُوا لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا الْيَهُودُ فَلَا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ وَاكْتُبْ إِلَى مَدَايِنِ مُلْكِكَ فَيَقْتُلُوا مَنْ فِيهِمْ مِنْ الْيَهُودِ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وهذا حرص منه على الملك) فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لَا فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ وَسَأَلَهُ عَنْ الْعَرَبِ فَقَالَ هُمْ يَخْتَتِنُونَ فَقَالَ هِرَقْلُ هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ وَكَانَ نَظِيرَهُ فِي الْعِلْمِ وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ (حمص بالشام) عَلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ نَبِيٌّ (الان الحزائون من النصارى اتفقت اقوالهم على هذا الكهان منهم كهانهم ) فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الرُّومِ هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِيَّ (رجل ايقن بان ملكه سيزول وانه ما يبقى الا ملك النبي صلى الله عليه وسلم هل لكم في الفلاح والرشد وهذا والله هذا هو الفلاح الاسلام والرشد هو وثبات الملك هذا ثبات الملك الاسلام من حققه ثبت ملكه) فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الْأَبْوَابِ (هؤلاء جلساء سوء هؤلاء نصارى عنده) فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ مِنْ الْإِيمَانِ (يعني لا يستطيع ان يؤمن في اوساطهم ربما قتلوه ونفروا عنه وخرجوا عن دولته وهو يعلم يقينا ان ماعليه النبي صلى الله عليه وسلم ماعليه هو الحق وان هو ظاهره ايش الذي الان رجحه هرقل؟ الملك رجح الملك ورجح ماهو فيه من الابهة ورضي بالحياة الدنيا من الاخرة ماوفق على الصحيح انه ما اسلم هذا اللذي يظهر) قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَيَّ وَقَالَ إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ (يعني سلاهم يقول انا اختبركم هل انتم اثبات على دينكم النصرانية ام لا) فَقَدْ رَأَيْتُ (يعني ثباتكم) فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ (هذا هو انه ما اسلم وسنرى كلام الحافظ ايضا) هذا كتاب عظيم وحديث عظيم هنا رسالة في فتح الباري لشرحه
                          قوله : ( من الإيمان ) أي : من إيمانهم لما أظهروه ، ومن إيمانه لأنه شح بملكه كما قدمنا ، وكان يحب أن يطيعوه فيستمر ملكه ويسلم ويسلموا بإسلامهم ، فما أيس من الإيمان إلا بالشرط الذي أراده ، وإلا فقد كان قادرا على أن يفر عنهم ويترك ملكه رغبة فيما عند الله والله الموفق
                          نعم والله الموفق ماوفقه الله عنده غاية التاكد بالحق اللذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من ادلة القدر ( فكان ذلك آخر شأن هرقل أي : فيما يتعلق بهذه القصة المتعلقة بدعائه إلى الإيمان خاصة ; لأنه انقضى أمره حينئذ ومات ، أو أنه أطلق الآخرية بالنسبة إلى ما في علمه ، وهذا أوجه ; لأن هرقل وقعت له قصص أخرى بعد ذلك)


                          ( تنبيه : لما كان أمر هرقل في الإيمان عند كثير من الناس مستبهما ; لأنه يحتمل أن يكون عدم تصريحه بالإيمان للخوف على نفسه من القتل ، ويحتمل أن يكون استمر على الشك حتى مات كافرا ، وقال الراوي في آخر القصة فكان ذلك آخر شأن هرقل ، ختم به البخاري هذا الباب الذي استفتحه بحديث الأعمال بالنيات كأنه قال إن صدقت نيته انتفع بها في الجملة ، وإلا فقد خاب وخسر . فظهرت مناسبة إيراد قصة ابن الناطور في بدء الوحي لمناسبتها حديث الأعمال المصدر الباب به . ويؤخذ للمصنف من آخر لفظ في القصة براعة الاختتام ، وهو واضح مما قررناه )
                          يعني فكان البخاري لم يتضح له امات على الكفر ظاهرا والايمان باطنا فان كان الامر كذلك فربما كانت خاتمته كذلك او مات على الكفر ظاهرا وباطنا وحرصا منه على الملك لم يبث البخاري الحكم في اسلام هرقل


                          فإن قيل : ما مناسبة حديث أبي سفيان في قصة هرقل ببدء الوحي ؟
                          فالجواب أنها تضمنت كيفية حال الناس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الابتداء ; ولأن الآية المكتوبة إلى هرقل للدعاء إلى الإسلام ملتئمة مع الآية التي في الترجمة وهي قوله تعالى : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح ...الآية .
                          وقال تعالى : شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ...الآية ، فبان أنه أوحى إليهم كلهم أن أقيموا الدين ، وهو معنى قوله تعالى :
                          سواء بيننا وبينكم ...الآية
                          . والخلاف مطروح في الاصابة ويظهر من حاله انه لم يوفق للاسلام والى هنا وفقكم الله .


                          تم بحمد الله
                          في هذا اليوم 5 شوال خميس 1433 بدماج حرسها الله

                          تعليق


                          • #14
                            ماشاء الله اللهم بارك

                            بارك الله فيكم أخانا الفاضل عبد الله
                            وواصل وصلك الله بحبله

                            تعليق

                            يعمل...
                            X