بسم الله الرحمن الرحيم
رحم الله أخانا البطل عبد الرحمن بن علي المهذري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن تبع هداه.رحم الله أخانا البطل عبد الرحمن بن علي المهذري
أما بعد:
فيقول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران: 185]
ويقول تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي، وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ» رواه مسلم
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " رواه أبوداود في سننه
فقد ذهب أخونا عبد الرحمن بن علي المهذري رحمه الله إلى أرض العزة والكرامة للجهاد في سبيل الله وقتل مقبل غير مدبر وإننا نحتسبه في الشهداء عند الله إن شاء الله تعالى .
ونقول لوالده وأهله : عظم الله لكم الأجر فصبروا واحتسبوا فالموعد الجنة بإذن الله، وهنيئا لكم فقد قدمتم بطلًا مجاهدًا في سبيل الله فيما نحسبه .
ولقد كان أخونا عبد الرحمن صاحب أدب جم وأخلاق طيبة خدومًا لإخوانه على صغر سنه فقد قتل وهو في ميدان العزة والبطولة مرابطًا في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة دين الله ونصرة المظلومين ضد أعداء الإسلام الرافضة الزنادقة أحفاد ابن سبأ عجل الله بزوالهم فختم الله له بتلك الخاتمة الطيبة،
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا» رواه البخاري(2892) من حديث سهل بن سعد الساعدي.
ولقد كان أخونا عبد الرحمن رحمه الله قد قارب الانتهاء من حفظ القرآن وأخبرني الإخوة الذي كانوا معه في مكان الرباط أنه كان يسمع القرآن كثيرًا ويصوم الاثنين والخميس مع إخوانه حفظهم الله وكتب أجرهم، وأخبرونا أنه مات من حينه وكانت صورته مستنيرة مشرقة وكأنه نائم وتنبعث منه رائحة طيبة، ولقد حزن عليه إخوانه كثيرًا وكان عمره نحوًا من السادسة عشرة وكان بارًا بوالديه، وكانوا عنه راضين.
وقد ذكر شيخنا يحيى حفظه الله خبر موته ودعا له بالمغفرة والرحمة.
ولقد زاد موته إخوانه عزيمة وإصرارًا وقوة من فضل الله تعالى على مواصلة الرباط
فنسأل الله أن يرحمه ويغفر له ولوالدية ويسكنه الفردوس الأعلى
أبو مالك أحمد السامدي
ولقد زاد موته إخوانه عزيمة وإصرارًا وقوة من فضل الله تعالى على مواصلة الرباط
فنسأل الله أن يرحمه ويغفر له ولوالدية ويسكنه الفردوس الأعلى
أبو مالك أحمد السامدي
تعليق