تبشير الأخيار
بعزيز الانتصار
على شيعة الشيطان
الروافض الفُجَّار
أهل الزندقة والنفاق والإضرار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمـدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين -صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا- ورضي الله عن الصحب أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.
فإنَّ جهاد أهل الإسلام للرافضة البغاة المعتدين على أهل السنة والجماعة في دار الحديث السلفية بدماج بصعدة بشمال اليمن، إنَّ جهادهم لأمثال هؤلاء وإغلاظهم عليهم لَمِن أعظم القربات،وأَجَلِّ الطاعات، والمجاهِد لهم تابعٌ للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في العمل بالأمر الوارد في قوله -تعالى-:
{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
وهذه الآية قد جاءت بنصها في موضعين من كتاب الله، أحدهما في سورة "براءة" وثانيهما في سورة "المنافقون"بما يدل على تأكيد الأمر بجهاد الكفار والمنافقين، والإغلاظ عليهم، وتبشير المسلمين بسوء مآل هؤلاء، ولا شك في وجوب مقاتلة الفئة الباغية لقوله -تعالى-:
{فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}
هذا إذا كانت الفئة الباغية مؤمنة!! فكيف إذا كانت أهل زندقة ونفاق -مع إظهار ما يُظهِرون من ذلك- وكانت بوابة من أعظم بوابات النفاق التي يَدخل منها المنافقون للكَيْد للإسلام وأهله، والطعن في الإسلام وأهله، والنَيْلِ من الإسلام وأهله، وكانت مستحِلَّةً للدماء المحرَّمة والأعراض المصونة، والأموال المعصومة؟!
إنَّ الأمر بقتالهم -لاشك- أولى.
فمَن جاهَدهم مخلِصًا ظَفِرَ بإحدى الحسنيين،النصر أو الشهادة، ويالهما!! من بشارتين.
إذا عُلِمَ هذا، فليُعْلَم أن المُخَذِّل عن جهاد أمثال هؤلاء يبوء بإثم تخذيله وبإثم مَن استنَّ به في سنة التخذيل عن جهادهم، وبإثم من تخاذل عن جهادهم صادرًا في تخاذله عن تخذيل هذا المخذِّل، وقد أعاذ اللهُ أهلَ العلم والإيمان عن التخذيل عن جهاد هؤلاء الرافضة، بخلاف مَن تدثَّر بدثار العلم وليس من أهله.
(التخذيل عن الجهاد سنة شيطانية)
واعلم -رحمني الله وإياك، ووقاني وإياك الاقتداء بإبليس في سننه- اعلم أن التخذيل عن الجهاد وسبُل الخير سنة شيطانية، ففي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
«إنَّ الشيطان قَعَد لابن آدمَ بأطْرُقِهِ، فقعدَ له بطريق الإسلام، فقال: تُسْلِم وتذرُ دينَك ودينَ آبائك وآباء آبائك؟! فعصاه فأسلَم، ثم قَعَدَ له بطريق الهجرة، فقال: تُهاجِر وتدعَ أرضَك وسماءك، وإنما مَثَلُ المهاجِر كَمَثَل الفرس في الطِّوَلِ؟! فعصاه فهاجَر، ثم قَعَدَ له بطريق الجهاد، فقال: تُجاهِدُ، فهو جَهْدُ النفس والمال، فتُقاتِلُ فتُقْتَل،فتُنْكَحُ المرأةُ، ويُقْسَمُ المال؟! فعصاه فجاهَد، فمَن فَعَلَ ذلك كان حقًّا على الله أن يُدْخِله الجنة، ومَن قُتِل كان حقًّا على الله أن يُدْخِله الجنة، وإن غَرقَ كان حقًّا على الله أن يُدْخِلُه الجنة، وإن وَقَصَته دابته كان حقًّا على الله أن يُدْخِلُه الجنة»
الحديث في صحيح الجامع برقم ( 1652) عن سَبْرَة بن أبي فاكِه،مرموزًا له برمز أحمد والنسائي وابن حبان.
"والطِوَل والطِيَل بالكسر:
الحبل الطويل يُشَدُّ أحدُ طَرَفَيه في وَتَدٍ أو غيره والطرفُ الأخر في يدِ الفرس ليدورَ فيه ويرعى ولا يَذهبَ لوجهه".
انتهى من النهاية، وهو في حاشية صحيح الجامع.
(عَدْلُ أهل السنة)
هذا، وإن أهل السنة العدول لا يُسَوون بين مَن ناصَر أهل السنة في جهادهم ضد هؤلاء الروافض، ولو كان المناصِر لهم من أهل البدع، لا يسوون بينه وبين مَن خَذَلَهم، فليس سواءً ناصرٌ وخذول.
(من التوبة التصدُّق)
فعلى المتخاذِل عن جهاد الروافض، أو المخذِّل عن جهادهم، مع وجوب جهادهم عليه، أو مناصرته للمجاهدين لهم، عليه أن يتوب إلى الله -تعالى- وقد جاء الأمر بالتوبة إلى الله -تعالى- في غير ما آية من كتاب الله -سبحانَه- منها قوله -تعالى-:
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
فمَن اعتـرف بتخاذله أو تخذيله عن الجهاد، وتاب إلى الله مِن ذلك، تاب الله عليه، قال الله -عز وجل-: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وعسى مِن الله موجِبة، كما جاء عن بعض السلف.
وإنَّ مِن توبة المتخاذِل -فضلًا عن المخذِّل- عن الجهاد التصدُّق بشيء من ماله، وقد قال الله -عز وجل- بعد الآية السابقة في سورة التوبة التي أَكَّدَتْ على أمر الجهاد، ونوَّهَت بشأنه، وأطنبَت في مدحه:
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}؟!
وقد ثبت في الصحيحين من حديث كعب بن مالك في قصة توبته وتوبة صاحبيه -رضي الله عنهم- مِن التخلُّف عن غزوة تبوك أنه قال للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
يا رسول الله! إنَّ مِن توبتي أن أَنْخَلِع مِن مالي صدقةً إلى الله وإلى رسول الله، فقال له النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
«أَمْسِك عليك بعض مالِك، فإنه خير لك»
قال: فإني أُمسك سهمي الذي بخيبر.
(استبدالُ مَن تولَّى عن الإنفاق في سبيل الله سنة كونية)
أمَّا المتخاذل الذي لا يعترف بتخاذله، والمخذِّل الذي لا يعترف بتخذيله، والبخيل الذي لا يعترف ببخله، فلا حيلة لنا فيهم، ونسأل الله أن يُبْدِل أهلَ الجهاد خيرًا منهم، فقد قال-تعالى-:
{هَا أَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّه فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّه الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}
وَعْدَ الله لا يُخْلِف الله الميعاد.
(تجاري هوى التخذيل بأصحاب البيان)
هذا، وقد خرج علينا بعض الناس ممن ينتسب إلى العلم ببيانٍ أبان عن جهلهم وضلالهم، وتخذيلهم عن جهاد الرافضة،
فهذا البيان عمش وعور وليس ببيان، نعم، هو بيان تخذيلي، فقد تَفَارَط بأصحابه العناد، وتجارى بهم الهوى في التخذيل، كتجاري الكَلَبِ بصاحبه،وكتجاري الوَسْواسِ بصاحبه -عياذًا بالله من ذلك- وقد قال -تعالى- في سورة الأنفال المتعلقة بالجهاد من أولها إلى آخرها:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
فالاستجابة لداعي الجهاد بالمال أو النفس أو بهما معًا مِن أعظم أسباب الحياة الطيبة، في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد،فبالجهاد يعيش المؤمنون سعداء أعِزَّاء أو يموتون شهداء، وبالجهاد تتحقق كثير من المصالح للإسلام وأهله، وبالجهاد يُقْتَل أعداء الله، وقد قال الله في هذه السورة:
{فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}
وَلَمَّا كان قَتْلُ أعداءِ الله مشروعًا كان سببًا للحياة، كما قال الله -تعالى-:
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
فللمؤمنين في الجهاد حياة، كما أن لهم في القصاص حياة، بل إن للمجاهدين حياة طيبة قبل يوم القيامة، وذلك على إثر مقتلهم،قال -تعالى-:
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}
وقال: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}
ويمكن -فيما يظهر لي- أن تدخل تلك الحياةالمذكورة في هذه الآيات، يمكن أن تدخل في الحياة المذكورة في قوله -تعالى-:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
فالمجاهِد مستجيبٌ لله وللرسول، فإذا قُتِل حييى حياة طيبة، كما يدخل فيها -أي في الحياة المذكورة في الآية -فيما يظهر لي- الحياة الأخروية -أيضًا- فالحياة الأخروية هي الحياة الحقيقية التامة الكاملة التي لا يَلْحَقُها زوال، ولا يَلْحَق أهلها فناء، قال -تعالى-:
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
والذي يؤكِّد ما استظهرتُه من دخولِ الحياة الأخروية في قول الله -تعالى- في الآية: {لِمَا يُحْيِيكُمْ} أنه لم يُقيِّده بقوله: في الحياة الدنيا، والله أعلم.
فالمجاهد حيٌّ حياة طيبة على كل حال، والمتخاذل -فضلًا عن المخذِّل- محرومٌ من ذلك الفضل كله، والله المستعان.
قلت:
قد قلت هذا الكلام تفقُّهًا، ثم راجعتُ بعض التفاسير، فوجدت في تفسير القرطبي عند تفسير قوله تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
قوله:
"وقال مجاهد والجمهور: المعنى استجيبوا للطاعة وما تضمنه القرآن من أوامر ونواهي ففيه الحياة الأبدية، والنعمة السرمدية، وقيل: المراد بقوله: {لِمَا يُحْيِيكُمْ} الجهاد، فإنه سبب الحياة في الظاهر؛ لأن العدو إذا لم يُغز غَزَا وفي غزوه الموت، والموت والجهاد الحياةُ الأبدية قال الله -عز وجل-:
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}
والصحيح العموم كما قال الجمهور"
قلت:
فهذا لا ينافي ما ذَكَرنا -ولله الحمد والمنة-.
ثم إنه ليس بين قول الجمهور وقول غيرهم ممن نقل القرطبي عنهم قولهم منافاة ولا تعارض، فليُتَفَطَّن.
وقد نبَّه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على نفي التعارض في مثل هذا، وأقره عليه ابن كثير -رحمه الله- وسار عليه في تفسيره في غير ما موضع.
وإليك ما يدل على تخذيل أصحاب البيان مِن بيانهم حيث قالوا:
"... ألا وإنَّ من الاعتداءات المتكررة، ما هو حاصل من الحوثي وأتباعه على أهل السنة بدمّاج، ظلمًا وبغيًا وعدوانًا، فاضطرّ أهل السنة للدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأموالهم، وهم يعتبـرون في ذلك مجاهدين في سبيل الله، وهذا ما يسميه أهل العلم بجهاد الدفع المأذون به شرعًا، ومَن قُتل منهم رجونا له الشهادة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد"
ونحن ندعوا الدولة وفقها الله لكل خير بالقيام بما أوجبه الله عليها من نصرة المظلوم ودفع هذا الظلم والأخذ على يد الظالم ، وأن تحلّ القضية حلًّا تعصم به الدماء والأموال والأعراض ، وتؤمن السبل .
ونهيب بالعلماء ومشايخ القبائل وأعيان الناس الخيّـِرين الصالحين، أن يقفوا مع الدولة لتحقيق ذلك .
ونناشد الجميع بالله أن يعجّلوا بذلك، حيث وإخواننا في دمّاج قد مسّهم الضرّ .
كذلك ندعوا الدولة والعلماء ومشايخ القبائل وأعيان الناس الخيّـرين، إلى أن يتعاونوا في إخماد كل فتنة في جميع المحافظات، ليعمّ الأمن والاستقرار جميع اليمنيين في ربوع اليمن، لقول الله تعالى :
" وتعاونوا على البـرِّ والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوٰن واتقوا الله إن الله شديد العقاب "(المائدة:2)
فإنّ الأمن والاستقرار من أعظم مقاصد الشريعة.
...
ولكن من استطاع أن يذهب إلى دمّاج لدفع الظلم عن إخوانه فليفعل .
وندعو أهل السنة في جميع المدن والقرى اليمنية من طلاب العلم وغيرهم إلى الاستمرار على طلب العلم والدعوة إلى الله، والرجوع إلى أهل العلم، والبعد عن الفتن، والمحافظة على دعوة أهل السنة والجماعة كلٌ بحسبه"ولينصرنّ اللهُ من ينصره إنّ الله لقويّ عزيز "(الحج:40)
وأن يدعو لإخواننا في دمّاج أن يعجّل الله لهم الفرج،وأن يكشف ما بهم من ضرٍّ...
مكة ليلة 1434/12/15 هــ
كتبه ...
محمد بن عبدالوهاب الوصابي / محمد بن عبدالله الإمام.
محمد بن صالح الصوملي / عبدالله بن عثمان الذماري.
عبدالعزيز بن يحيى البرعي".
قلت:
لم يُشِر البيان من قريب ولا من بعيد، ولا مِن طرف جلي ولا خفي إلى وجوب اللحاق بجبهات القتال المفتوحة لاستقبال المجاهدين لقتال الروافض، مِن أمثال جبهة كتاف بوائلة التي كانت السبب الأعظم -بعد توفيق اللهوفضله- في رفع الحصار عن إخواننا في دماج في الحرب السابقة، وفي هزيمة الرافضة هزيمة منكرة، إلى غير ذلك من الجبهات -حرسها الله-.
ولاشك في وجوب اللحاق بجبهة كتاف وغيرها من الجبهات المتاحة والمهيأة الآن لجهاد الروافض من أجل الضغط عليهم لرفع الحصار عن إخواننا في دماج، ومِن أجل إيقاف ضرباتهم لإخواننا هناك بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
أقول:
لاشك في وجوب هذا اللحاق بمثل تلك الجبهات وجوبًا مؤكَّدًافوريًّا بلا تمهُّلٍ ولا تراخٍ،
فالمقام يستوجب المبادرة والإسراع والتعجيل بجهادالدفع؛ دفعًا للضرر ورفعًا له، وهذا -أعني اللحاق بتلك الجبهات- هو المستطاع الذي لا يمكن رفع الحصار ودفع بغي الرافضة على إخواننا الآن إلَّا به، وقد أَمَرَ الله بفِعْل المستطاع من تقواه فقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}
فَتَـرْكُ الإشارةِ في هذا البيان -فضلًا عن التصريح- إلى سلوك هذا السبيل الممكن الذي يقتضيه مقام جهاد الدفع هو مِن أعظم الخِذلان والتخذيل عن القيام بواجب جهاد دفع الرافضة عن حصارهم لإخواننا في دماج،وبغيهم عليهم.
أرأيتَ لو أن داءً أو سببًا للداء كهذا الذي يسمى بالميكروب أو الفيـروس،هاجَم أو أصاب عضوًا ما من الأعضاء كالقلب -مثلًا- فأصابه، ولم يمكن دفع أذى وضرر هذا الداء عن هذا العضو المهاجَم أو المصاب مِن جهة هذا العضو نفسه، وأَمْكَن هذا الدفع من جهة أخرى ومكان وعضو آخر، ولم يمكن سوى ذلك الدفع -بالنظر إلى الواقع- إذ إنه هو المتاح والممكن والمستطاع، أليس يكون واجبًا متعيِّنًا على الطبيب أن يقوم بدفع هذه المهاجمة، ورَفْعِ هذه الإصابة بإبطال مفعول هذا السبب المهاجِم المتسبب في إصابة هذا العضو، ولا يجوز العدول أو السكوت عن هذا السبيل في العلاج وفي دفع هذا الداء ورفعه عن هذا العضو، ولا إخفاء ولا كتمان بيان هذا السبيل الممكن؟!
إذ إنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة تحت دعوى مناشدة وزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية -مثلًا- بأنْ تعالِج هذا الداء، والله أعلم هل ستستجيب لهذه المناشدة؟ أمر يكون أو لا يكون، خاصة إذا كانت تلك الوزارة أو المنظَّمة قد نوشِدَت من قبل لعلاج هذا الداء نفسه في هجوم سابق على ذاك العضو نفسه، فلم تستجب ولم تفعل، وقد تم البُـرء منه ودفعه ورفعه، والشفاء منه بفضل الله، ثم بسلوك السبيل الممكن والمتاح والمستطاع في علاج هذا الداء في حينه وأوانه، لا بسبيل الوزارة ولا تلك المنظمة.
أليس إعراض الطبيب عن سلوك مثل هذا السبيل الممكن وعدم الأخذ بالأسباب الممكنة، واللجوء إلى مناشدات تتحقق أم لا، ويستجاب لها أم لا، وإلى اقتـراح معالَجات لا تفي بالمقصود، أليس كل هذا يُعَدُّ قدْحًا من هذا الطبيب في الطب؛ إذ تَرَكَ الأسباب الطبية الممكنة، وأحال على محال أو متعذِّر أو عَسِر أو محتمل، أوغير موفٍ بالمقصود؟!
أليس هذا المسلك من هذا الطبيب يُعَدُّ قدْحًا في عقله ونقصًا فيه؟!
ويُعَدُّ حماقة وغباوة وبَلادَة منه -في أحسن أحوالِه-؟!
أليس هذا المسلك من هذا الطبيب يُعَدُّ غِشًّا منه، وخيانة للأمانةالطبية المنوطة به، ويُعَدُّ عدم نُصْحٍ لهذا المريض من هذا الطبيب -في أسوأ أحواله-؟!
اللهم بلى.
فهذا المَثَل الذي ضربناه هو مَثَلُ أصحاب هذا البيان، وحالهم كحال هذا الطبيب -إنْ صـح أن يسمى طبيبًا- فهل مِثلُ هذاالطبيب الأحمق الغبي البليد -في أحسن أحواله- الغاش، الخائن للأمانة، الكتوم للنصيحة للمريض، التارِك للواجب عليه تجاهه -في أسوا أحواله-؟! هل يصح أو يصلح أن يكون مثل هذا طبيبًا معالِجًا، عالِمًا بالطب،مَرْجِعًا فيه عمومًا، وفي نوازل الطب خصوصًا؟!
اللهم لا.
وكذلك أصحاب هذا البيان، فإنهم لا يَخرجون عن أحد حالي هذا الطبيب في بيانهم هذا، بل هم متهمون بأسوأ الاتهامَين، وموسومون بأسوأ الحالَين، بل هم أسوأ من هذا الطبيب بمراحل، ذلك؛ لتعلُّق أمرِ تخذيل أصحاب هذا البيان بدين ودماء وأعراض وأموال طائفة عظيمة من المسلمين بأرض دماج، وهي طائفة أهل السنة والحديث والعلم والإيمان والتقوى -فيما نحسبهم والله حسيبهم، ولا نزكي على الله أحدًا- والجهاد لأعداء الله عمومًا بالبيان، والجهاد لأعداء الله الرافضة بصعدة بشمال اليمن، وذلك بالسنان والبنان واللسان.
وهذا الموقف التخذيلي من هؤلاء القوم اليوم هو موقفهم بالأمس في الحرب السابقة، إن لم يكن أسوأ من سابِقِه في التخذيل، وقد أكَدُّوا تخذيلهم هذا بقولهم في جديد بيانهم، وحديث تخذيلهم:
"وندعو أهل السنة في جميع المدن والقرى اليمنية من طلاب العلم وغيرهم إلى الاستمرار على طلب العلم والدعوة إلى الله، والرجوع إلى أهل العلم ، والبعد عن الفتن، والمحافظة على دعوة أهل السنة والجماعة كلٌ بحسبه)
فمَن مِن الناس إذًا أبقاه أصحاب هذا البيان لجهاد الروافض ؟!
فالقوم -والله- مخذِّلون متخاذلون معوِّقون عن جهاد الرافضة، فما أشبههم بمن قال الله فيهم:
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا}
فكيف بمَن لا يأتي البأسَ قليلًا ولا كثيرًا؟!
هذا،
وقد قال العالِم المجاهِد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-:
"وعلى الحكومة اليمنية وإخوانهم من أهل السنة أن ينهضوا معهم لمواجهة هذا الطغيان والقضاء على أهله، وتخليص المسلمين من رجس هؤلاء الروافض إناستطاعوا ذلك
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
{وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ* لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ}
إن الصراع بين أهل السنة والروافض الباطنية صراعٌ بين الكفر والإسلام،فعلى أهل السنة في كل مكان في اليمن وغيـره أن يهبوا لنصرة إخوانهم، ونسأل الله أن يقطع دابر الروافض الباطنية وكل أعداء الإسلام في كل مكان"
قلت:
هذا الكلام الواضح الصريح من الشيخ -سدد الله خطاه- يتضمن الرد البليغ على ما تضمنه بيان القوم من تخذيل في قولهم:
" ولكن من استطاع أن يذهب إلى دمّاج لدفع الظلم عن إخوانه فليفعل .
وندعو أهل السنة في جميع المدن والقرى اليمنية من طلاب العلم وغيرهم إلى الاستمرار على طلب العلم والدعوة إلى الله، والرجوع إلى أهل العلم، والبعد عن الفتن، والمحافظة على دعوة أهل السنة والجماعة كلٌ بحسبه"
فجزى الله الشيخ ربيعًا خيرًا على نصرته أهل السنة في دماج.
هذا، وليس لأصحاب هذا البيان عذر في تخذيلهم هذا، فالحجة قائمة عليهم بالكتاب والسنة، وفتاوى العلماء، وردود أهل العلم المدعومة بالأدلة من الحرب السابقة إلى اليوم.
ولا تظن أننا تقوَّلنا على أصـحاب هذا البيان، وإنما آخذناهم بقولهم وصنيعهم قديمًا وحديثًا، وهذا بيانهم شاهد عليهم، فأَمْرُهم كما قال ابن القيم -رحمه الله-:
يامَن يَظُنُّ بأننا حِفْنَا عليهم*** كُتْبُهُم تُنْبِيكَ عَن ذا الشانِ
(المخذِّل مفتونٌ ومُعينٌ على الفتنة)
اعلم -رحمني الله وإياك- أن المجاهِد ساعٍ في إطفاء الفتن والقضاء عليها بخلاف المخذِّل، فقد قال الله -عز وجل-: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}
وقال:
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّـى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}
فمَن خالَف هذا الأمر المذكور في الآيات بالتخذيل عن جهاد أمثال هؤلاء، فهو فاتن مفتون، قال الله -عز وجل-:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية:
"وقوله:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}
أي عن أَمْر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته، فتوزَن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافَق ذلك قُبِلَ وماخالَفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنًا مَن كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال:
«مَن عمل عملًا ليس عليهأمرنا فهو رد»(1)أي فليحذر وليخشَ مَن خالف شريعة الرسول باطنًا وظاهرًا.
{أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ } أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي في الدنيا بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك " انتهى
قلت:
فمَن خالَف أَمْر رسول الله فقد خالَف أمر الله، ومَن خالف أمر الله فقد خالف أمر رسول الله، ومَن خالف أمْر الله ورسوله فهو مفتون واقعٌ في الفتنة ويجب عليه أن يحذر مما هو أعظم منها -من الفتنة- كالشرك والكفر، كما قال الله-:
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيـرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَـرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَـرُ مِنَ الْقَتْلِ}
وبهذا تعلم مدى إمعان أصحاب البيان في الإجمال في بيانهم -والإجمال في المقال مع اقتضاء المقام للبيان هو سبيل أهل البدع- وتعلم مدى تخذيلهم في بيانهم هذا الذي هم فيه أعون للرافضة منهم لأهل السنة، حيث قالوا فيه:
" وندعو أهل السنة في جميع المدن والقرى اليمنية من طلاب العلم وغيرهم إلى الاستمرار على طلب العلم والدعوة إلى الله، والرجوع إلى أهل العلم، والبعد عن الفتن، والمحافظة على دعوة أهل السنة والجماعة كلٌ بحسبه"
قلت:
فالفتنة هي في التخذيل عن اللحاق بجبهات القتال المفتوحة لمَن أحَبَّ اللحاق بها تحت ستار دعوة جميع أهل السنة إلى الاستمرار على طلب العلم والدعوة إلى الله والرجوع إلى أهل العلم، وقد عُلِمَ من مواقفهم التخذيلية السابقة أنهم كانوا يخذِّلون عن اللحاق بمثل تلك الجبهات في الحرب السابقة، وهم يؤكدون هذا التخذيل في هذا البيان تحت الستار المذكور وتحت ستار البعد عن الفتن والمحافظة على دعوة أهل السنة والجماعة كلٌّ بحسبه -زعموا-.
فهذا البيان منهم أشأم بيان؛ حيث إنه مبنيٌّ على التخذيل بطريق الإمعان في الإجمال في المقال،
وقد قال ابن القيم -رحمه الله- في كافيته وشافيته:
فعليــــك بالتميــــــيز والتبييـــن فــــــالــ ***الإطلاق والإجمال دون بيانِ
قدأفسدا هذا الوجود وخبَّطا الــ*** الأذهــــــان والآراء كـــــل زمــــــــــــان
وقال:
فعليك بالتفصيل إن هم أطلقوا*** أو أجمـــلـوا فعليــك بالتبيــــان
فموقفهم وبيانهم هذا في هذه الحرب أشأم وأخطر وأضر من مواقفهم وبيانهم في الحرب السابقة لجلاء موقفهم التخذيلي في الحرب السابقة وخفائه هنا، وقد عُلِم أنَّ الشر كلَّما اشتد خفاؤه اشتد خطره وضرره وشؤمه.
(خطر الرافضة على الإسلام وأهله)
هذا، وَلْيُعْلَم أن الحرب القائمة الآن ليست حربًا بين بلدين أحدهما قوي والآخر ضعيف يريد أن يتغلَّب القوي عليه لمجرد قوة وضعف، وليست حربًا بين قليل وكثيـر، يريد الكثيـر أن يحوز عليه وأن يضمَّه ويحوزه إليه لمجرد قلة وكثـرة، وإنما الأمر أعظم من ذلك، ومما يدور هنالك، فهي حرب بين حق وباطل وأهل كلٍّ، وبين زندقة ونفاق ورفض من جهة، وقرآن وسنة وإيمان من جهة أخرى، وأهل كلٍّ، ورقعة الحرب ليست مقتصرة عند الباغي على الحق وأهله بأرض دماج، وإنما المقصود الحرب على الإسلام وأهله، وعلى السنة وأهلها بكل بقعة ورقعة بأرض الله.
(حثُّ أهل الإسلام على الدفاع عن الإسلام)
وإذا عُلِم عِظَم الخَطْب عُلِم عِظَم خطر تخذيل المخذلين، فالله الله -معشر المسلمين- في الإسلام والسنة ومذهب السلف، ولا عُذر لكم -معشر اليمنيين- عند الله إن خَلصَ الرافضة إلى أهل السنة ومذهبهم بسوء وأنتم قادرون على أن تمنعوا ذلك، وَتَحُولُوا دون وصول الرافضة إلى أهل السنة بدماج أو بغيرها بأدنى أذى أو بأي أذى، فهبُّوا هَبَّة رجل واحد، وكونوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، وانفروا لمقاتلة أعداء الله الرافضة البغاة في عقر دارهم، فإنهم لو تمكَّنوا وَأَتَوْكم في دياركم لَسَلَبوا وغَصَبوا أموالكم، وانتهكوا أعراضكم، وروَّعوكم، وبَدَّلوا أمنكم خوفًا، وجعلوا حياتكم تَعْسًا وضنكًا، وَلَأفسدوا عليكم دينكم، وفعلوا بكم الأفاعيل، وبَدَّلوا عزكم ذلًّا،فـ {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
(إساءة الظن بالرافضة)
وإياكم وإحسان الظن بالرافضة، فإنه لا يُحسن الظن بالرافضة إلَّا غبـي أو غوي، وارفضوهم كما رفضوا أهل الحق.
(قيام سوق الجهاد)
واعلموا أن الجهاد سوق قائم اليوم، يربح فيه مَن يربح، ويخسر فيه من يخسر، وياله من ربحٍ!! ويالها من خسارة!! فكونوا عباد الله رابحين غانمين، وإياكم أن تكونوا من الخاسرين أو المغبونين أو الغارمين، وعيشوا أعزة كرامًا، أو موتوا شهداء بررة، وعيشوا على ما عاش عليه أسلافكم الأخيار من المهاجرين والأنصار الذين نصروا الله ورسوله، وموتوا على ما ماتوا عليه ففازوا برضوان الله، والنعيم المقيم بدار القرار.
(إثم عموم المسلمين إذا لم يَقم بعضهم بالفرض الكفائي في جهاد الرافضة)
هذا، ولْيُعلَم
أنه لا يجوز لأهل القدرة باليمن على دفع بغي الرافضة عن إخواننا أهل السنة بدار الحديث السلفية بدماج بصعدة باليمن، لا يجوز لهم أن يتخاذلوا عن القيام بما أوجَب الله عليهم -حكامًا ومحكومين- مِن دَفْع هذا البغي الرافضي الخبيث لأي مقصد لا يُغني عن صاحبه يوم القيامة شيئًا، فإنَّ من الأمانة قيامَ العبد بما أوجب الله عليه من دفع بغي الباغي عن المبغي عليه.
وكلٌّ بحسبه، فيجب على القوي مالا يجب على الضعيف، ويجب على القادر مالا يجب على العاجز، ولاشك في أن الجيش اليمني داخلٌ في هذه القدرة دخولًا أوليًّا وأولويًّا.
(جهاد الرافضة أمانة، وتركه خيانة)
وإنَّ من الخيانة
تَرْكَ العبد القيام بما أَوْجَبَ الله عليه من ذلك مع قدرته على القيام به، وقد نهى الله عن خيانة الأمانة في سورة الأنفال التي فيها الأمر بالتحريض على الجهاد،والأمر بإعداد عُدَّة الجهاد، فقال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
وهذا يدل على أن الجهاد مِن أعظم الأمانات التي يجب أداؤها، والقيام بها، ولا يجوز خيانتها، ثم قال:
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}
فلا يجوز التلهِّي بالأموال والأولاد عن الجهادالواجب في سبيل الله، فإن التلهِّي بذلك عنه فتنة للمفتونين.
وقد جعل النبيُّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-خيانة الأمانة من آية النفاق، فقال -كما في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-:
«آية المنافق ثلاث، إذا حدَّث كذب، وإذاوَعَدَ أَخْلَف، وإذا اؤتمن خان»
رواه البخاري برقم: (33) ومسلم برقم: [107- (59)].
والخائن مأخوذٌ، ومقدورٌ عليه، ومُمْكَنٌ منه، قال -تعالى-:
{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
قلت:
ولاشك في كَوْن الرافضة وغيرهم من البغاة المحاربين وجواسيسهم خَوَنَة، فلهم نصيب من هذه الآية.
(الجهاد عزٌّ، وتركه ذل)
إنَّ تَرْك الجهاد سببٌ للهَلَكة وإدالة أعداءالإسلام على أهل الإسلام، وسبب للذل والصغار، قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
«إذا تبايعتم بالعِينَة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سَلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»
الحديث في صحيح الجامع برقم (423) مرموزًا له برمز أبي داود وغيره عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.
والذلُّ والمسكنة وَصْفٌ لليهود، قال -عز وجل-:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ من اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ من اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ }
فمَن صار ذليلًا بمعصيته كان فيه شبه باليهود المساكين الأذلة، الذين تركوا العمل بما علِموا.
(التارك للجهاد الواجب شبيهٌ ببني إسرائيل)
هذا، وإن مَن ترك الجهاد الواجب عليه كان فيه شبه ببني إسرائيل الذين تركوا ما أوجب الله عليهم من ذلك، حيث قال الله عنهم:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}
(حقارة الرافضة)
هذا، ولا يجوز لأهل الإسلام باليمن أن يَقْدروا قوة الرافضة فوق قدرها، ولا أن يتجاوزوا بها حدَّها، ولا أن يَستعظِموا قوة الرافضة استعظامًا يمنعهم من القيام بما أوجبه الله عليهم وأقدرهم عليه من جهاد هؤلاء الرافضة البغاة، ولا أنْ يَنكِلوا عن جهادهم، فإن أهل الإسلام باليمن أضعاف الرافضة، وعندهم من السلاح ما يُرهِبون به أهل الرفض، ويجاهدونهم به، فمَن نَكَلَ عن جهادهم ولم يُجِب داعيَ الجهاد -وشأنه ما ذُكِر-كان فيه شبه ببني إسرائيل، وخُشي عليه من سوء عاقبته كالوقوع في التِّيه في الأرض كوقوع بني إسرائيل في تِيههم حيث لم يستجيبوا لأمر موسى إياهم بدخول الأرض المقدسةمع ما آتاهم الله -عز وجل- قال الله -عز وجل-:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}
فمَن خالَف أمر الله بجهاد أعدائه، تخبَّطَ في حاله، وتحيَّر في مقاله، وضلَّ في سعيه، فهو في تِيهٍ ولو كان في عقر داره، وقد قال الله في المنافقين:
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلًا * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }
(ماذا يكون لوتمكَّن الرافضة باليمن؟)
هذا، ويجب على أهل الإسلام أن يُعِزُّوا ويُعَزِّزوا دولة الإسلام والسنة، وأهل الإسلام والسنة، ويُذِلُّوا أهل الزندقة والنفاق من الروافض شيعة الشيطان، وألَّا يكونوا سببًا لتمكينهم في الأرض، فإن الرافضة في صعدة لو تمكَّنوا من إعلان استقلال محافظة صعدة أو غيرها عن حُكْم اليمن، وتمكنوا مِن جَعْلِها دولة رافضية مستقلة لَفَعلوا،ولَصَاروا شوكة في ظهر بلاد اليمن من جهة الشمال، وشوكة في ظهر بلاد الحرمين من جهة الجنوب، وَلَأصبحت تهدِّد أمن المنطقة بأسرها، وَلَأصبح أهل السنة ذليلين تحت وطأة حكمهم، تابعين لدولتهم بعد أن كانوا أعِزَّةً حاكمين لهم، وياله حينئذٍ مِن ذل!! -أعاذ الله أهل السنة من ذلك- .
إن الرافضة
لو أعلنوا استقلالهم عن حُكْم اليمن، وجعلوا أنفسهم دولة مستقلة ذات حكم مستقل وسيادة، لرأيتَ المنظمات الدولية والهيئات العالمية التي يرأسها بلاد الكفر تهرول زرافاتٍ ووحدانًا إلى الاعتراف بها، وَدَعْمها كَيْدًا للإسلام وأهله، وما أمْر انفصال دولة جنوب السودان عن السودان الإسلامية الكبرى، ووقوعها تحت حُكْم النصارى، ما أَمْر ذلك مِنَّا ببعيد، وأي عاقل أو حر يرضى لنفسه أن يُغَلَّ بأغلال الرافضة أو أن يُشَدَّ بوَثاقها؟!
فجاهِدوا الرافضة الزنادقة -أعزكم الله-.
▼ يُتبَع إن شاء الله ▼
فموقفهم وبيانهم هذا في هذه الحرب أشأم وأخطر وأضر من مواقفهم وبيانهم في الحرب السابقة لجلاء موقفهم التخذيلي في الحرب السابقة وخفائه هنا، وقد عُلِم أنَّ الشر كلَّما اشتد خفاؤه اشتد خطره وضرره وشؤمه.
(خطر الرافضة على الإسلام وأهله)
هذا، وَلْيُعْلَم أن الحرب القائمة الآن ليست حربًا بين بلدين أحدهما قوي والآخر ضعيف يريد أن يتغلَّب القوي عليه لمجرد قوة وضعف، وليست حربًا بين قليل وكثيـر، يريد الكثيـر أن يحوز عليه وأن يضمَّه ويحوزه إليه لمجرد قلة وكثـرة، وإنما الأمر أعظم من ذلك، ومما يدور هنالك، فهي حرب بين حق وباطل وأهل كلٍّ، وبين زندقة ونفاق ورفض من جهة، وقرآن وسنة وإيمان من جهة أخرى، وأهل كلٍّ، ورقعة الحرب ليست مقتصرة عند الباغي على الحق وأهله بأرض دماج، وإنما المقصود الحرب على الإسلام وأهله، وعلى السنة وأهلها بكل بقعة ورقعة بأرض الله.
(حثُّ أهل الإسلام على الدفاع عن الإسلام)
وإذا عُلِم عِظَم الخَطْب عُلِم عِظَم خطر تخذيل المخذلين، فالله الله -معشر المسلمين- في الإسلام والسنة ومذهب السلف، ولا عُذر لكم -معشر اليمنيين- عند الله إن خَلصَ الرافضة إلى أهل السنة ومذهبهم بسوء وأنتم قادرون على أن تمنعوا ذلك، وَتَحُولُوا دون وصول الرافضة إلى أهل السنة بدماج أو بغيرها بأدنى أذى أو بأي أذى، فهبُّوا هَبَّة رجل واحد، وكونوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، وانفروا لمقاتلة أعداء الله الرافضة البغاة في عقر دارهم، فإنهم لو تمكَّنوا وَأَتَوْكم في دياركم لَسَلَبوا وغَصَبوا أموالكم، وانتهكوا أعراضكم، وروَّعوكم، وبَدَّلوا أمنكم خوفًا، وجعلوا حياتكم تَعْسًا وضنكًا، وَلَأفسدوا عليكم دينكم، وفعلوا بكم الأفاعيل، وبَدَّلوا عزكم ذلًّا،فـ {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
(إساءة الظن بالرافضة)
وإياكم وإحسان الظن بالرافضة، فإنه لا يُحسن الظن بالرافضة إلَّا غبـي أو غوي، وارفضوهم كما رفضوا أهل الحق.
(قيام سوق الجهاد)
واعلموا أن الجهاد سوق قائم اليوم، يربح فيه مَن يربح، ويخسر فيه من يخسر، وياله من ربحٍ!! ويالها من خسارة!! فكونوا عباد الله رابحين غانمين، وإياكم أن تكونوا من الخاسرين أو المغبونين أو الغارمين، وعيشوا أعزة كرامًا، أو موتوا شهداء بررة، وعيشوا على ما عاش عليه أسلافكم الأخيار من المهاجرين والأنصار الذين نصروا الله ورسوله، وموتوا على ما ماتوا عليه ففازوا برضوان الله، والنعيم المقيم بدار القرار.
(إثم عموم المسلمين إذا لم يَقم بعضهم بالفرض الكفائي في جهاد الرافضة)
هذا، ولْيُعلَم
أنه لا يجوز لأهل القدرة باليمن على دفع بغي الرافضة عن إخواننا أهل السنة بدار الحديث السلفية بدماج بصعدة باليمن، لا يجوز لهم أن يتخاذلوا عن القيام بما أوجَب الله عليهم -حكامًا ومحكومين- مِن دَفْع هذا البغي الرافضي الخبيث لأي مقصد لا يُغني عن صاحبه يوم القيامة شيئًا، فإنَّ من الأمانة قيامَ العبد بما أوجب الله عليه من دفع بغي الباغي عن المبغي عليه.
وكلٌّ بحسبه، فيجب على القوي مالا يجب على الضعيف، ويجب على القادر مالا يجب على العاجز، ولاشك في أن الجيش اليمني داخلٌ في هذه القدرة دخولًا أوليًّا وأولويًّا.
(جهاد الرافضة أمانة، وتركه خيانة)
وإنَّ من الخيانة
تَرْكَ العبد القيام بما أَوْجَبَ الله عليه من ذلك مع قدرته على القيام به، وقد نهى الله عن خيانة الأمانة في سورة الأنفال التي فيها الأمر بالتحريض على الجهاد،والأمر بإعداد عُدَّة الجهاد، فقال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
وهذا يدل على أن الجهاد مِن أعظم الأمانات التي يجب أداؤها، والقيام بها، ولا يجوز خيانتها، ثم قال:
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}
فلا يجوز التلهِّي بالأموال والأولاد عن الجهادالواجب في سبيل الله، فإن التلهِّي بذلك عنه فتنة للمفتونين.
وقد جعل النبيُّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-خيانة الأمانة من آية النفاق، فقال -كما في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-:
«آية المنافق ثلاث، إذا حدَّث كذب، وإذاوَعَدَ أَخْلَف، وإذا اؤتمن خان»
رواه البخاري برقم: (33) ومسلم برقم: [107- (59)].
والخائن مأخوذٌ، ومقدورٌ عليه، ومُمْكَنٌ منه، قال -تعالى-:
{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
قلت:
ولاشك في كَوْن الرافضة وغيرهم من البغاة المحاربين وجواسيسهم خَوَنَة، فلهم نصيب من هذه الآية.
(الجهاد عزٌّ، وتركه ذل)
إنَّ تَرْك الجهاد سببٌ للهَلَكة وإدالة أعداءالإسلام على أهل الإسلام، وسبب للذل والصغار، قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
«إذا تبايعتم بالعِينَة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سَلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»
الحديث في صحيح الجامع برقم (423) مرموزًا له برمز أبي داود وغيره عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.
والذلُّ والمسكنة وَصْفٌ لليهود، قال -عز وجل-:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ من اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ من اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ }
فمَن صار ذليلًا بمعصيته كان فيه شبه باليهود المساكين الأذلة، الذين تركوا العمل بما علِموا.
(التارك للجهاد الواجب شبيهٌ ببني إسرائيل)
هذا، وإن مَن ترك الجهاد الواجب عليه كان فيه شبه ببني إسرائيل الذين تركوا ما أوجب الله عليهم من ذلك، حيث قال الله عنهم:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}
(حقارة الرافضة)
هذا، ولا يجوز لأهل الإسلام باليمن أن يَقْدروا قوة الرافضة فوق قدرها، ولا أن يتجاوزوا بها حدَّها، ولا أن يَستعظِموا قوة الرافضة استعظامًا يمنعهم من القيام بما أوجبه الله عليهم وأقدرهم عليه من جهاد هؤلاء الرافضة البغاة، ولا أنْ يَنكِلوا عن جهادهم، فإن أهل الإسلام باليمن أضعاف الرافضة، وعندهم من السلاح ما يُرهِبون به أهل الرفض، ويجاهدونهم به، فمَن نَكَلَ عن جهادهم ولم يُجِب داعيَ الجهاد -وشأنه ما ذُكِر-كان فيه شبه ببني إسرائيل، وخُشي عليه من سوء عاقبته كالوقوع في التِّيه في الأرض كوقوع بني إسرائيل في تِيههم حيث لم يستجيبوا لأمر موسى إياهم بدخول الأرض المقدسةمع ما آتاهم الله -عز وجل- قال الله -عز وجل-:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}
فمَن خالَف أمر الله بجهاد أعدائه، تخبَّطَ في حاله، وتحيَّر في مقاله، وضلَّ في سعيه، فهو في تِيهٍ ولو كان في عقر داره، وقد قال الله في المنافقين:
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلًا * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }
(ماذا يكون لوتمكَّن الرافضة باليمن؟)
هذا، ويجب على أهل الإسلام أن يُعِزُّوا ويُعَزِّزوا دولة الإسلام والسنة، وأهل الإسلام والسنة، ويُذِلُّوا أهل الزندقة والنفاق من الروافض شيعة الشيطان، وألَّا يكونوا سببًا لتمكينهم في الأرض، فإن الرافضة في صعدة لو تمكَّنوا من إعلان استقلال محافظة صعدة أو غيرها عن حُكْم اليمن، وتمكنوا مِن جَعْلِها دولة رافضية مستقلة لَفَعلوا،ولَصَاروا شوكة في ظهر بلاد اليمن من جهة الشمال، وشوكة في ظهر بلاد الحرمين من جهة الجنوب، وَلَأصبحت تهدِّد أمن المنطقة بأسرها، وَلَأصبح أهل السنة ذليلين تحت وطأة حكمهم، تابعين لدولتهم بعد أن كانوا أعِزَّةً حاكمين لهم، وياله حينئذٍ مِن ذل!! -أعاذ الله أهل السنة من ذلك- .
إن الرافضة
لو أعلنوا استقلالهم عن حُكْم اليمن، وجعلوا أنفسهم دولة مستقلة ذات حكم مستقل وسيادة، لرأيتَ المنظمات الدولية والهيئات العالمية التي يرأسها بلاد الكفر تهرول زرافاتٍ ووحدانًا إلى الاعتراف بها، وَدَعْمها كَيْدًا للإسلام وأهله، وما أمْر انفصال دولة جنوب السودان عن السودان الإسلامية الكبرى، ووقوعها تحت حُكْم النصارى، ما أَمْر ذلك مِنَّا ببعيد، وأي عاقل أو حر يرضى لنفسه أن يُغَلَّ بأغلال الرافضة أو أن يُشَدَّ بوَثاقها؟!
فجاهِدوا الرافضة الزنادقة -أعزكم الله-.
▼ يُتبَع إن شاء الله ▼
[1]-قلت: لفظ الصحيحين: «مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد» أمَّا هذا اللفظ فقد رواه مسلم في صحيحه ورواه البخاري في صحيحه معلَّقًا بصيغة الجزم، فليس هو على شرط البخاري في صحيحه، واللفظان كلاهما من حديث عائشة-رضي الله عنها-.
تعليق