وا أسفاه.. أين أنتم من كتاف يا إخوتاه
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز أهل طاعته، مذل أهل معصيته، قاهر الكفرة بقوته، ودامغ باطلهم بحجته، وهازم جنود إبليس بحزبه وملائكته، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبدالله رافع رايته، والداعي إلى شرعته، وعلى آله وصحبه والتابعين لطريقته، أما بعد:
فإلى كل غيور على كتاب الله، وغيور على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، وغيور على عرض رسول الله، وغيور على أصحاب رسول –رضي الله عنهم-، وغيور على أولياء الله، وغيور على دين الله، أوجه له كتابي، وأرسل إليه خطابي، وقد علم ما إخوانه عليه اليوم من جهاد الرافضة الحوثيين، والزنادقة المعتدين، والرباط في سبيل الله بين الصخور، وعلى تلك الثغور، لدفع شر الأشرار، وكيد الفجار، عن عباد الله المؤمنين، والرجال والأطفال والنساء العاجزين، مما أبان للقاصي والداني –بحمد الله ومنته- أهلية أهل السنة والجماعة في الدفاع عن دين الله وشرعه، والدفاع عن أنفسهم، مع حرصهم الشديد في البعد عن الفتن، وأوضح أيضًا ثمرة العلم النافع وتلقيه، بعد لمز أهل الأهواء لهم بالقواعد، أو علماء حيض ونفاس، ونحو هذه الألفاظ التي يرجون منها تنفير الناس عن الحق وطلب العلم النافع.
وقد أجرى الله سبحانه بمنه وكرمه وإحسانه في قهر عملاء إيران وإذلال عكازة الأمريكان، على أيدي رجال التوحيد والسنة بكتاف وحجور من أبناء اليمن ما لم يكن –والله- بالحسبان، ولم يخطر بالجَنان، مما دعا إلى دهشة وتعجب كثير من الناس في مختلف البلدان!! هل ما نسمعه من انتصارات عظيمة، وضربات على رؤوس الرافضة جسيمة، حق وصحيح أم هو نسج من الخيال، ومجرد إعلام وتحفيز للرجال؟!!!
ولكن من علق قلبه بالله، وآوى إلى ركنه الشديد، وتذكر قوله سبحانه: ﴿وما بكم من نعمة فمن الله﴾، وقوله: ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم﴾، وقوله: ﴿وما النصر إلا من عند الله﴾، وقوله: ﴿كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين﴾ انزاح عنه العجب، وازداد شكرًا لخالقه واقترب، ﴿وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم﴾.
فيا أهل الإسلام والغيرة على محارم الله وسنة رسول الله!! هلمّوا إلى مصدر عزكم وشرفكم، واطرقوا باب مجدكم وكرامتكم، وسابقوا إلى منازله العلية، ورتبه السمية، وإياكم والتسويف، أو الاعتذارات التافهة، وأخذ الأمر بالهزل، أو التخذيل عنه –تلميحًا أو تصريحًا-، فإن شر الرافضة لا حد له، إن شر الرافضة لا حد له، إن شر الرافضة لا حد له. افهموا هذا جيدًّا ولا تستهينوا بأمر الرافضة وقضية جهادهم.
واعلموا: أن نصر رجال التوحيد والسنة من أبناء اليمن على هذه الفئة الباغية، والطائفة المارقة نصر لدين الله ينال شرفه المرابطون في الثغور، والمجاهدون فوق الجبال والصخور. وإن حصلت هزيمة -عياذًا بالله- فهي عامة مع ما يلحق المتخاذلين أو المتباطئين، أو المسوفين من إثم وخزي وعار.
أين أنتم من قول الله عز وجل: ﴿وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر﴾؟! أين أنتم من قول الله جلَّ شأنه: ﴿يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليمًا ويستبدل قومًا غيركم ولا تضروه شيئًا﴾؟!
أما قرأتم قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِين﴾؟! وهكذا قوله: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾؟!
إن الرافضة لو تمكنوا من البلاد –لا مكنهم الله- لعاثوا في الأرض فسادًا، ولأهلكوا الحرث والنسل، ولأَتوا كُلَّ سنيٍّ تقيٍّ إلى بيته، وأخذوه من بين أولاده، وانتهكوا عرضه، وأخذوا كتبه. ولكم في تاريخ الرافضة أحفاد المجوس –قديمًا وحديثًا- عبرة، وما حال نساء العراق عنكم ببعيد!!!
يا رجال التوحيد والسنة والله إنه ليشق على إخوانكم في ميادين الشرف والبطولة ألَّا يجدوكم، ولا يروا لكم أثرًا.
يا رجال الإسلام والغيرة على دين الله فإنا لا نخفيكم عما نجده في نفوسنا من تأخركم وتخلفكم.
يا إخواننا في العقيدة إني لأكتب ما ترون وقلبي -والله- يتعصر دمًا، وعيني تقطر دمعًا حارًّا، ألا نراكم ولا نجدكم بيننا وفينا. والله ثم والله ثم والله لا أدري كيف يهنأ لكم عيش، ويطيب لكم مسكن، ويكتحل لكم عين، وتسعدون بزوجة وولد ومال، وإخوانكم في سهر وتعب؟! وإخوانكم بين برد وحر؟! وإخوانكم منهم القتيل ومنهم الجريح ومنهم الكسير، ﴿منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا﴾، وهم مع ذلك ثابتون محتسبون.
لا إله إلا الله، أذهب من قلوبكم ثمرة العلم النافع الذي تلقيتموه؟! أغفلتم أم تغافلتم عن فضل الرباط في سبيل الله، وما أعده الله من الأجور الكبيرة لأهله؟!
أهانت في نفوسكم الجنة وأنتم تقرؤون قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم﴾.
أرخصت عندكم الجنة وأنتم تسمعون حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أخرجه مسلم عن أنس بن مالك أنه قال يوم بدر: «قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض»، فقال عمير بن الحمام الأنصاري –رضي الله عنه-: يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض؟! قال: «نعم» ، قال: بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ما يحملك على قولك بخ بخ؟» قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال: «فإنك من أهلها»، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل.
الله أكبر، هذه الهمم العالية، والنفوس السامية:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ..... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ألا تذكرون قصة الرجل الأعرابي الذي أسلم فقُسم له من المغنم فرده ولم يكن في نفسه إلا طلب الشهادة!
يا تُرى كم قد حفظ من القرآن، بل كم قرأ فيه؟ وكم سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن مواعظه؟
أتدري يا أخي أنه لم يحفظ من القرآن ولم يسمع منه إلا يسيرًا جدًّا، ولم يأخذ عن رسول الله علمًا كثيرًا؟ وكثير من إخواننا قد حفظ وقرأ وسمع وعلم، ولا ترى له حسًّا ولا أثرًا فإلى الله المشتكى.
أين أنتم يا رجال التوحيد والسنة؟! أين أنتم يا أهل حضرموت، والمهرة، وصنعاء، وصعدة، ومعبر، وذمار، ويريم، وإب، وتعز، والضالع، والبيضاء، ومأرب، والجوف، وشبوة، وعدن، والحديدة، وتهامة، وأبين، وعمران، ولحج، ويافع و...و...و... لقد كنا نحاضر هنا وهناك، فنرى جموعًا أين هي اليوم؟!!
إني لأكتب هذه الأسطر وأنا أرجو من الله أن تحل محلها، وتصيب أهلها، وتحدوا بهم إلى ميادين الشرف والبطولة، ومواطن العز والكرامة، لينالوا ما ناله إخوانهم المخلصون المحتسبون، من الأجور الكثيرة، والمثوبات الوفيرة، ويفرحوا حين يفرحون، ويحزنوا حين يحزنون، ويسهروا حين يسهرون، ويتعبوا حين يتعبون، ما دام باب الجهاد في سبيل الله مفتوحًا، وطريق الرباط واسعًا مسلوكًا.
يا إخوتاه! إن جحافل الرفض قد هُزِمَت، وفلولهم قد كُسِرَت، وجموعهم قد تفرقت، فهلَّا جهودًا تتظافر، وجموعًا في الحق تتناصر، وأعدادًا وعتادًا في قهر الباطل يتواتر.
يا إخوتاه! لا يليق بكم التأخر والتباطؤ أو أقبح من ذلك التخاذل، وأهل الباطل يتناصرون على باطلهم، ويتعاونون في رفع رايتهم، ويتسابقون إلى تحقيق غايتهم –لا نصرهم الله ولا رفع لهم راية، ولا حقق لهم غاية-.
فالسباق السباق يا رعاكم الله إلى أبواب العز والرفعة، وطرق الشرف والمجد، لتسعدوا بالنصر العظيم، والظفر الكبير، الذي كلما ذكرتموه سكنت نفوسكم، واطمأنت قلوبكم، وانشرحت صدوركم، أو إن رأيتموه في صحفكم يوم لقاء ربكم ارتفعت رؤوسكم، وعلت مكانتكم، لما بذلتموه في نصرة دين الله من إعانة بدنية، أو علمية، أو إرشادية، أو مالية، أو غيرها.
يا إخوتاه باب جهاد زنادقة الرافضة، والرباط في سبيل الله مفتوح اليوم فسابق لعلك لا تجده غدًا فتندم طيلة حياتك، وتُعير به إلى منتهى أجلك.
اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزم الرافضة الحوثيين ومن عاونهم أو ناصرهم، وانصرنا عليهم نصرًا مؤزرًا عاجلًا غير آجل، اللهم واربط على قلوبنا، وقوِ عزائمنا، وثبت أقدامنا.
اللهم واقطع دابر الحوثيين وفتنتهم، واكسر شوكتهم، وأذهب قوتهم، وفرق جمعهم، واقصم ظهورهم، وأحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبقِ منهم أحدًا.
كتبه بأرض وائلة، أخوكم المحب لكم:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد باجمال
صباح الجمعة الثلاثين من ربيع ثاني عام 1433هـ
حمّل المقال بصيغة وورد من هنا
تعليق