تجييش الجيش
لغزو غوايات البرعي
صاحب
مفرق حبيش
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد:
فإني قد اطلعت على كلام لأبي ذر عبد العزيز بن يحيى البرعي، صاحب مفرق حبيش، بمحافظة إب الخضراء ببلاد اليمن، أجاب به على أسئلة أحد السائلين، يدعى أحمد فرحان حجر، وذلك عبر الهاتف، وكانت أسئلته متعلقة بجهاد أهل السنة لأعداء الله الرافضة بشمال اليمن بديار صعدة وما حولها، فوجدته لم ينصر في جوابه سنة ولم يكسر فيه بدعة، وسلك فيه صاحبه مسلك التخذيل عن جهاد الرافضة الزنادقة المنافقين البغاة المعتدين القتلة لأهل السنة بغير وجه حق، ثم أردف جوابه ذلك بعدُ بكلام عزز به جوابه الأول وزاد عليه، فأوجب ذلك الرد عليه خشية الاغترار به وبانتساب قائله إلى السنة، وهاكم تفريغ نص أسئلة السائل، ونص أجوبة المقصود بالرد مع نص كلامه التابع لتلك الأجوبة، وقد جهد بعض إخواننا في تفريغ كلامه تفريغًا حرفيًا قدر الإمكان، وقد استعين بالشيخ عبد الرقيب الكوكباني الصنعاني في معرفة بعض الكلمات، فجزاه الله خيرًا، وقد قابلته على كلامه المسموع مع أحد إخواننا، وجهدنا قدر الإمكان في مطابقة المفرغ للمسموع، وهناك بعض المداخلات لم تتضح لنا، فوضعنا مكانها ثلاث نقاط، إشارة إلى كلام غير مسموع أو غير مفهوم، والله أسأل التوفيق والسداد.
نص (الاتصال) الهاتفي، مع الرد عليه فقرة فقرة.
ويمكنكم سماع المقطع الصوتي من هنا:
http://jumbofiles.com/c8rp5g8vmvpy
البرعي: نعم.
حجر: السلام عليكم.
البرعي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حجر: كيف حالك يا شيخ عبد العزيز؟
البرعي: حياكم الله.
حجر: معاك أحمد فرحان حجر.
البرعي: حياكم الله، من اين تتصل؟
حجر: أنا اتصل الآن يا شيخ من .. يعني من إب .. أحمد فرحان حجر، عرفتني حجر؟
البرعي: من اين؟
حجر: أحمد حجر، أحمد حجر من إب.
البرعي: حياك الله، منين تتصل؟
حجر: من إب، من إب.
البرعي: حياك الله.
حجر: الله يحييك، عرفتني، ولا ماشي؟ أحمد حجر، صاحب الباص!.
البرعي: أيوه عرفتك.
حجر: حياك الله، أنا متوجه يا شيخ، تعرف ما معانا طريق إلا من وايلة يا شيخ، إلى وايلة.
البرعي: كيف؟
حجر: أقول لك: ما معانا طريق إلا من وايلة، من وايلة، عرفت وايلة؟
البرعي: أعرفها.
حجر: أيوه، ما معانا طريق يا شيخ إلا منها، حرف سفيان كله شيعة، طريق ..طريق الـ حرض برضه شيعة، مافيش معانا إلا منفذ واحد، يعني من من.. من وايلة، وأغلبية الشباب اليوم كنا مسافرين، وقالوا إنهم اتصلوا عليك يا شيخ، وقلت لهم: إنو ما تنصحون بالذهاب من وايلة من ...
قلت:
ليس في الذهاب إلى دماج عن طريق وائلة محذور شرعي، فقد أفتى أهل العلم بجهاد الروافض البغاة المعتدين، وأيدوا جبهة وائلة في جهادها للروافض، ولو لم تكن تلك الجبهة جبهة جهاد، ما أقرها أهل العلم ولا أيدوها.
البرعي: وطريق وايلة ما فيش فيه شيعة؟
حجر: ما فيه شيعة، نمشي على طريق مأرب؟
البرعي: أنا داري، لكن عندما تصلون إلى وايلة، من بعد وايلة ما فيه شيعة؟
حجر: خلاص نبدأ الحرب، من بعد وايلة نبدأ الحرب.
قلت:
صدق ابن حجر، ونحن نؤيدك على هذا الدرب، فليس دون فك الحصار عن دماج وتأمينها، وتأمين السبيل إليها إلا الحرب، وهذا قول كل عاقل، ولو بُذل في سبيل ذلك الـمُهَج والأرواح.
البرعي: والله أنا ما منعت واحدًا.
حجر: والله في بعض .. أنا الآن كنت مسافر يا شيخ، اليوم مسافر، وبعض الشباب اتصلوا علي، قالوا يعتذروا، ليش يا شباب؟ قالوا: اتصلنا لـ الشيخ عبد العزيز، وقال لنا: ما هي .. ما .. إنه ما هو جهاد في وايلة، إنه يعني من يريد يمشي .. يمشي إلى دماج رأسًا، ما في معانا إلا المنفذ هذا يا شيخ، الله يحفظك.
قلت:
بل منعت، وذلك بكلامك، وليس من شرط المنع أن تضع في طريق الممنوع المتارس والحواجز والسدود الحجرية، فكفى بكلامك هذا حاجزًا وسدًا ومترسًا وصدًا!!
وإذا كنت لا تؤيد جبهة وائلة، ولا تنصح بدخول دماج عن طريقها، فهذا هو عين المنع؛ لأن دخول دماج من غير هذا السبيل متعذِّر أو متعسر جدًا، فانظر ما أنت قائل، ولقد جمعتَ حَشَفًا وسوء كِيْلة، وعندنا في مصر يقولون: "لا منه، ولا من كفاية شره" أي لا منه تحصيل خير، ولا منه دفع شر، فمن لم ينصح بتلك الجبهة -والشأن ما ذكر- فليس بناصح ولا بصير ولا مأمون، خاصة إذا لم يكن هناك منفذ متيسر سواها.
البرعي: المهم -بارك الله فيك-أنا لا حد يسألني، لا حد يسألني، أنا مانش مقتنع بهذه حق وايلة من أولها لآخرها ..
قلت:
قد قدر الله أن تُسأل ليَخرج عدم اقتناعك بجبهة وائلة، التي قنع بها العلماء وأيدوها وفرحوا بها، وليظهر مخالفتكم للعلماء الذين تتمسحون بهم، ومَن لم يقنع بما عليه أهل العلم من الحق، فلا قنَّعه الله.
حجر: طيب يا شيخ..
البرعي: لا حد يسألني .
حجر: يا شيخ عبد العزيز ..
البرعي: اتفضل
حجر: الله يحفظك، يعني الآن أصحاب أبي الحسن موجودين هنا في وايلة
البرعي: هي هذه المصيبة الخلط.. عاد علينا بالمصيبة ..
حجر: طيب يا شيخ، يا شيخ .
البرعي: وجمعية الجهاد فيها، وجمعية الحكمة فيها .
حجر: لا لا.
البرعي: من أين نفتي بوجود جهاد من هذا النوع؟!
قلت:
قد أفتى أهل العلم بوجوب جهاد الرافضة، ومنهم من قال: ولو كان معهم أشاعرة ولو كان معهم بعض الصوفية، أي في هذا الجهاد مع أهل السنة ضد الرافضة، بلا نكير نعلمه عن أحد من أهل العلم، وللضرورة أحكامها، على أن الراية -ولله الحمد- سلفية، والأمر والنهي في ساحة القتال للسلفيين، ومَن أراد المكر بالدعوة السلفية، فإن الله سيمكر به، وهو خير الماكرين، قال -تعالى-:
{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}.
وقال: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.
وقال: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} الآية.
وقال:{وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}.
ولماذا لم يحملكم حرصكم!! على تنقية الصف السلفي -زعمتم- لماذا لم يحملكم هذا الحرص على المبادرة بالتقدم إلى جبهة القتال في وائلة أو غيرها حتى تعينوا السلفيين، وتكفوهم أمر اضطرارهم إلى هؤلاء، وحتى تفوِّتوا على هؤلاء الآخرين وجودهم في الجبهة، وحتى لا تضطروا السلفيين إلى قبولهم في صفوفهم؟!
والحقيقة أن الأمر كما قيل: أسمع جَعجَعة، ولا أرى طِحْنًا.
حجر: طيب يا شيخ هم قاموا،.. طيب اسمعني يا شيخ! اسمعني الله يحفظك.
البرعي: أه.
حجر: بداية الأمر كانت قافلة سلمية وقبائل، والله عبارة عن قبائل فقط.
البرعي: لا لا لا لا لا، لا وبارك الله فيك، نحن نعلم من البداية أنهم يقولون: باندخّل القافلة بالوجه دا ولا بالثاني، كيف؟!
حجر: لا لا لا، من بداية الأمر والله ما طلعنا من إب.
البرعي: من بدايتها، وهم يقولون إن دخلونا، وإلا فعلنا حرب.
حجر: يا شيخ! إحنا أول ما طلعنا من إب والله قافلة سلمية، إحنا معانا ديينّاكان معانا ديينّا وباص، والله طلعنا بدون أسلحة، تصدق يا شيخ؟!
قلت:
قال الأخ أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَري -حفظه الله- في كتابه القيم (حصار دماج كرامات وبركات وعبر وعظات) بتقديم العلامة الشيخ يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- صفحة مائة، تحت عنوان: (حقد الرافضة لا مثل له) قال وهو يعدد بعض الأمثلة على حقدهم:
3- منع القافلة الغذائية، التي قامت بها قبائل الخير، من أنحاء اليمن، محملة بالغذاء فحسب بأنواعه، وقصدهم الخير وفك الحصار الأثيم، ووالله لم يأتوا لحرب من أول يوم، وإنما جاءوا لفك الحصار سلميًا، فمن حقدهم منعوا دخولها والكذب عليها أنها قافلة مسلحة. اهــ
البرعي: يا أخي الله يحفظك، أنا متابع للموضوع، ولو شئت أن أسمي لك من قال هذا الكلام، لسميته.
حجر: طيب يا شيخ ..
البرعي:.. أنهم يقولون: إن دخلت القافلة وإلا فعلنا حرب، كِيف؟!
حجر:.. والله ما أدري كيف، طيب الآن ..
البرعي: .. ومن البداية، والقافلة لا تزال في الطريق، والكلام في آثارنا وأنا لا أزال في السعودية، والكلام هذا عندي، أنه إن فتحوا للقافلة، وإلا سنجري حربًا، كِيف؟!
هذا الكلام موجود!!
قلت:
وما العيب في ذلك؟!
وما الضرر في ذلك؟!
وما المخالفة في ذلك؟!
ألم يقل الله: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْر اللهِ}؟!
فكيف إذا كان الطائفة الباغية هم من الروافض الكفرة الفجرة الزنادقة المنافقين، وكانت الطائفة المبغي عليها هم من طلبة العلم السلفيين العُزَّل؟!
ألم يقل النبي: «انصر أخاك ظالـِمًا أو مظلومًا» فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالـِمًا كيف أنصره؟ قال:
«تحجزه، أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره»
رواه البخاري بهذا اللفظ في صحيحه برقم: (6952)
فكيف إذا كان الظالم ليس أخًا لنا، وكان باغيًا فاجرًا كافرًا منافقًا ؟!
وأعجب من قوله:" كيف"!! وكأن ما يعزم عليه أصحاب القافلة من مقاتلة أعداء الله البغاة، إن مُنِعوا من إغاثة إخوانهم بدار الحديث السلفية بدماج، كأنهم خالفوا المعقول والمنقول حينما يعزمون على نصرة إخوانهم الذين يحاصرهم الروافض، ويقتلونهم، ويمثلون بهم؟!
وليس مع هذا المستفهم المتعجب المستنكر نقل صحيح ولا عقل صريح في استفهامه ذاك، فتأمل!!
وإذا تأملت كلامه هذا والذي يعقبه، علمت أن الرجل يمنع من حرب أهل السنة بجبهة كتاف للرافضة دون ذكره لعلة الخلط!!
وإنما ذكر علة كثرة الرافضة زعم!!.
حجر: طيب ما الرافضة .. طيب الآن يا شيخ، دعونا من الكلام هذا، طيب الآن الناس .. أمس الشيخ يحيى أفتى بالجهاد، أمس قتلى اثنين وعشرين أخ، وستين جريح، وما في معانا إلا المنفذ هذا يا شيخ، ما معانا إلا هذا المنفذ، منفذ وايلة.
البرعي: أسأل الله -عز وجل- أن يحقن دمائهم، أنا ما منعت أحدًا، لا حد يسألني، أما إنّ بارك الله فيك يسألني أحد يتصل بي ويسألني ماذا أقول؟
أنا أحمِّس الناس؟ أرمي بهم إلى .. إلى آل أبو جبارة، نرمي بنفوسنا هناك هكذا.
قلت:
ما أشبه قوله بقول من قال الله فيهم:
{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}!!
نعم تحمس الناس، وما لك ألا تحمسهم وتحرضهم على الجهاد في سبيل الله؟! وقد قال -عز وجل-:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}.
وقال: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً}.
والتحريض على القتال، تحريض على الأخذ بأسباب القتال وإعداد العدة لذلك، وليس في ذلك من غضاضة ولا تهور، ولو كان القتال في تبوك أو أقصى المشرق أو المغرب، فكيف بأرض آل أبي جبارة الواقعة داخل الحدود اليمنية بالقرب من نجران؟!
على أني نزلت بوادي جبارة، وتكلمت أكثر من مرة في بعض مساجدها مع بعض إخواننا ما بين خطبة جمعة وكلمة، وصلينا معهم العيد مرة، وصدعنا بين ظهرانَيهم بالحق، وأنكرنا تزويجهم للمكارمة الباطنية منهم، وهم قوم أهل إجارة للمستجير، وأهل كرم -أيضًا- على ما هو معروف من عادات القبائل العربية -جعلهم الله من أنصار دينه-.
وأُذكر هذاالقائل بما رواه البخاري في صحيحه برقم (4609) بسنده إلى مخارق عن طارق عن عبد الله قال: قال المقداد يوم بدر: يا رسول الله! إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فاذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا هاهنا قاعدون، ولكن امض ونحن معك، فكأنه سُرِّي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وأقول لهذا القائل:
هب أن والديك وزوجك وأولادك وإخوانك حاصرهم الرافضة في وادي جبارة أو في دماج، أكان يكون هذا كلامك بشأنهم؟!
وهب أن الذي استنصرك هو صاحب الحُديدة، أو صاحب معبر، أو غيرهم من الذين توادهم أكان يكون هذا جوابك؟!
نعوذ بالله من العصبية المقيتة العمياء.
حجر: طيب.
البرعي: يعني -بارك الله فيك- إلى الآن ما عندهم الأسلحة اللي تمشِّيِهِم!! هم أنفسهم!! يتصل بي واحد من هناك من أمس، يريدنا نحمِّس الناس وكذا وكذا.
قلت له: أنتم مسلحون؟ قال: بعضنا!! كيف نجمِّع الناس إلى هناك، كأنهم رايحين شواعة في عرس، يا أحمد الله يعافيك ! هذا ماهوش كلام، هذا -بارك الله فيك- مغامرة في حرب غير مدروسة، اعقلوا.
قلت:
إخواننا أهل عقل ونقل معًا، وقد أحكموا هذين الأمرين، ولله الحمد، وقد غنَّم الله أهل السنة من سلاح عدوهم وعتاده، ومكنهم من رقابهم، ونصرهم عليهم، ولقد كان ضعف أهل السنة من جهة، وبغي الرافضة عليهم، وحصارهم إياهم من جهة أخرى، سببًا في نصر أهل السنة عليهم، كما قال الله -عز وجل-:
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
وقال -عز وجل-: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم}.
وقال: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ}.
وقال: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.
هذا، وقد بذل الشيخ يحيى من أسباب تهدئة الأمور ودفع الحرب الشيء الكثير، ولكن أبى الله -عز وجل- إلا أن تكون لهم ذات الشوكة، كما كان يوم بدر، قال -عز وجل-:
{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- مجلد 2، جـ4، صـ13:
"ومعنى قوله تعالى: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} أي يحبون أن الطائفة التي لاحد لها ولا منعة ولا قتال تكون لهم وهي العير, {وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} أي هو يريد أن يجمع بينكم وبين الطائفة التي لها الشوكة والقتال ليظفركم بهم وينصركم عليهم, ويظهر دينه ويرفع كلمة الإسلام ويجعله غالبًا على الأديان, وهو أعلم بعواقب الأمور, وهو الذي دبركم بحسن تدبيره, وإن كان العباد يحبون خلاف ذلك فيما يظهر لهم كقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}" انتهى.
فتأمل كيف كسر الله الرافضة، الذين قاتلوا الدولة في حروب ست، وأخافوا العباد، فأهانهم الله، وأذلهم، وأخزاهم، وكسر شوكتهم على أيدي هؤلاء المستضعفين وأنصارهم، ولله في خلقه شئون!!
وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسير سورة (آل عمران) مجلد1، جـ2، صـ80:
"وقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون} أي يوم بدر, وكان يوم جمعة وافق السابع عشر من شهر رمضان من سنة اثنتين من الهجرة وهو يوم الفرقان الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله, ودمغ فيه الشرك, وخرب محله وحزبه هذا مع قلة عدد المسلمين يومئذ, فإنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً, فيهم فرسان وسبعون بعيرًا, والباقون مشاة ليس معهم من العدد جميع ما يحتاجون إليه. وكان العدو يومئذ ما بين التسعمائة إلى الألف في سوابغ الحديد والبيض والعدة الكاملة والخيول المسومة والحلي الزائد, فأعز الله رسوله وأظهر وحيه وتنزيله, وبيض وجه النبي وقبيله, وأخزى الشيطان وجيله, ولهذا قال تعالى ممتنًا على عباده المؤمنين وحزبه المتقين {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} أي قليل عددكم ليعلموا أن النصر إنما هو من عند الله لا بكثرة العدد والعُدد, ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى {وَيَومَ حُنُينٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمُ شَيْئًا -إلى- غَفُورٌ رَحِيْمٌ}" انتهى.
قلت:
ولم يجاوز النهر مع طالوت إلا عدد قليل من المؤمنين، ونصرهم الله على عدوهم الكثيف الكثير.
قال -تعالى-:
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّمَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
قال ابن كثير جـ1، صـ396:
"وقد روى ابن جرير من طريق إسرائيل وسفيان الثوري ومسعر بن كدام عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب, قال: كنا نتحدث أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, الذين كانوا يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر على عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر, وما جازه معه إلا مؤمن, ورواه البخاري عن عبد الله بن رجاء, عن إسرائيل بن يونس, عن أبي إسحاق, عن جده, عن البراء قال وكنا أصحاب محمد نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة ثم رواه من حديث سفيان الثوري وزهير عن أبي إسحاق عن البراء بنحوه, ولهذا قال تعالى:{فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ} أي استقلوا أنفسهم عن لقاء عدوهم لكثرتهم, فشجعهم علماؤهم العالمون بأن وعد الله حق, فإن النصر من عند الله ليس عن كثرة عدد ولا عدد. ولهذا قالوا {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}
قلت:
ثم قال -تعالى-: {وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
قال ابن كثير -رحمه الله- جـ1، صـ 396 - 397:
"أي لما واجه حزب الإيمان, وهم قليل من أصحاب طالوت, لعدوهم أصحاب جالوت, وهم عدد كثير {قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} أي أنزل علينا صبرًا من عندك {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} أي في لقاء الأعداء, وجنبنا الفرار والعجز {وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} .قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ} أي غلبوهم وقهروهم بنصر الله لهم {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ}
...
ثم قال تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} أي لولا الله يدفع عن قوم بآخرين كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا كما قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}الآية
...
وقوله {وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} أي ذو منّ عليهم ورحمة بهم, يدفع عنهم ببعضهم بعضًا, وله الحكم والحكمة والحجة على خلقه في جميع أفعاله وأقواله" انتهى.
ثم أقول:
لا بأس بذهاب من لا سلاح معه إلى جبهة القتال إذا احتيج إليه، كأن يقاتل بسلاح أخيه، متى مرض أخوه، أو قُتِل، وكأن يتناوب هو وإخوانه في الرباط أو الحراسة، أو نقل الجرحى أو القتلى، أو الإمداد بالطعام والذخيرة، أو يأتي إخوانه بخبر القوم، أو يحمس إخوانه على الجهاد، أو يبني المتارس ويحفر الخنادق، ويقوي قلوب إخوانه المقاتلين، ويحرضهم على القتال، ونحو ذلك، وما أكثره!
وكل ذلك مصالح شرعية معتبرة في الجهاد، كل هذا، مع أخذ الحذر من العدو، بل إن تكثير سواد المجاهدين معتبر شرعًا، قال -عز وجل-:
{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ}.
قال ابن كثير -رحمه الله- مجلد1 جـ2، صـ114:
"ثم قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ} أي فراركم بين يدي عدوكم وقتلهم لجماعة منكم وجراحتهم لآخرين, كان بقضاء الله وقدره, وله الحكمة في ذلك {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} أي الذين صبروا وثبتوا ولم يتزلزلوا {وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُوا ْفِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} يعني بذلك أصحاب عبد الله بن أبي ابن سلول الذين رجعوا معه في أثناء الطريق, فاتبعهم رجال من المؤمنين يحرضونهم على الإياب والقتال والمساعدة, ولهذا قال {أَوِ ادْفَعُواْ} قال ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وأبو صالح والحسن والسدي: يعني كثروا سواد المسلمين, وقال الحسن بن صالح: ادفعوا بالدعاء, وقال غيره: رابطوا, فتعللوا قائلين {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} قال مجاهد: يعنون لو نعلم أنكم تلقون حربًا لجئناكم, ولكن لا تلقون قتالاً" انتهى.
قلت:
وتكثير السواد على هذه الوجوه ونحوها مما يشجع الناس على الإنفاق على المجاهدين بالتسليح وغيره، كما أنه كلما كثر عدد الطلاب في مكان تشجع أهل الخير على الإنفاق عليهم، والإحسان إليهم، فكلما ظهر داعي الإنفاق وسببه، تَشَجَّع الناس على الإنفاق، وأقبلوا عليه، وهذا أمر معلوم، ولو تأملت كلامه هنا وجدته كلام من لا ناقة له في هذا الجهاد ولا جمل!!
فأين نصرته للمجاهدين بالحث والتعاون على قضاء حوائجهم وشد أزرهم وتكثير عددهم وإمدادهم بالمال والسلاح ؟!
فهذا الكلام منه تثبيط للمجاهدين وأي تثبيط!!
وتأمل قوله :"كأنهم رايحين شواعة في عرس"
تجد فيه من التثبيط ما فيه، قال الشيخ عبدالرقيب الكوكباني -حفظه الله-: في تفسير هذا القول على عرف اليمنيين في الأعراس:
هو أن يطلق أهل العروس (الزوج) النار من السلاح الناري في الهواء عند بيت العروس (الزوجة) عند خروجها من بيت أهلها لتزف إلى بيت زوجها، قال: وفي هذا اللفظ تهكم بالإخوة المجاهدين أو كما قال -حفظه الله-.
قلت:
ومن كان بعيدًا عن فقه الجهاد في مثل هذا الحال، فهو عن فقه ما دونه أبعد.
حجر: طيب منين ندخل يا شيخ؟ منفذ البقع تعرف بإيد الحوثة.
البرعي: بارك الله فيك هذه القضية ..
حجر: طيب يا شيخ، تنصحنا يعني بالرجوع نروح بيوتنا ؟!
البرعي: ..
حجر: الصوت بيقطِّع يا شيخ.
البرعي: لا أحد يسألني، أنا ما فعلت مقالاً أحذِّر فيه، ما أنا مرتاح لهذه القضية، قضية وائلة هذه، والله ما دخلت لي بعقل، ما دخلت لي بعقل،
ولا هي رايحة تنجح.
قلت:
ليس من شرط التحذير من الجهاد في جبهة كتاف كتابة مقال للتحذير منه، فوسائل التحذير أعم من ذلك، ومنها ما هو أبلغ من كتابة مقال، وآخر كلامك هنا -إضافة إلى ما سبق وما لحق- دال على التحذير من اللحاق بالمجاهدين بجبهة كتاف بأبلغ العبارات، شئت أم أبيت، وإلا، فخبرني كيف تخلف الشباب المذكور آنفًا عن الركوب مع سائلك للحاق بالجبهة؟!
فاصدق يا رجل! فالصدق محمدة، وكن من الصادقين الذين ذكرهم الله في مقابل المنافقين في سورة الأحزاب!! في قوله:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُو االلَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}
وفي قوله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
وكن مع الصادقين الذين ذكرهم الله في مقابل المنافقين في سورة التوبة!! في قوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}.
أما عدم دخول قضية وائلة لك في عقل، فالعيب ليس في القضية، فإنها قضية جهاد شرعي واجب ضد أعداء الله الروافض البغاة، وقد رعا أُسود السنة هذه القضية، وانتصبوا لها، وهبوا بحزم وعزم لدحر الرافضة، وإنما العيب في العقول الفاسدة، التي لا تعقل الصواب، ولا تحسن الجواب.
أما قوله:
"ولا هي رايحة تنجح"!!
فهذه منه ثالثة الأثافي، كما يقال، وهذا منه زعم كاذب، وتثبيط أيضًا عن الجهاد وأي تثبيط!!
ولقد كذبه الله -عز وجل- إذ لا تزال الراية السلفية منصورة، ولا تزال راية الرفض والبغي منكوسة مدحورة، وهذا القول منه إنما هو بسبب التصورات الفاسدة، والظنون أو الاعتقادات الكاسدة، وما أشبه هذا الظن بظن المخلفين من الأعراب الذين قال الله فيهم في سورة الفتح:
{بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا}!!
وما أشبهه -أيضًا- بقول المنافقين الذين قال الله فيهم في سورة الأحزاب:
{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} !!
أما المؤمنون، فأمْرهم كما قال الله:{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}.
وأي تخذيل بعد هذا؟!
وأي منع للناس عن الجهاد بعد هذا؟!
أيجوز لقائل هذا أن يقول بعد ذلك: أنا ما منعت أحدًا -أي عن الجهاد-؟!
حجر: طيب، وجِّهُونا طيب، وجِّهونا منين نمشي؟ طيب، منين ندخل؟ من أي ممر؟
البرعي: ما أدري، أسأل الله -عز وجل- أن يحفظ إخواننا وكفى ..كِيف؟ إيش الحل؟! هذا الله -عز وجل- وهو على كل شيء قدير، الله على كل شيء قدير، ..
قلت:
شأنك مع أهل دماج كما قيل:
ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء
وكلامك هذا متضمن لترك الأسباب، وهو قدح في الشريعة.
فالله الذي هو على كل شيء قدير، هو الذي قال لنبيه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} الآية.
وهو القائل: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}.
وهو القائل: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ...} الآية.
وهو القائل: {وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ}.
وهو القائل: {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ}.
وهو القائل عن المنافقين: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً}.
وهو القائل: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ}.
وهو القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ}.
وهو القائل: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ...} الآية .
وهو القائل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ... } الآية.
وهو القائل: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ...} الآية.
إلى غير ذلك من الآيات التي فيها الأخذ بأسباب الجهاد.
فإن تَرْك الأسباب قدح في الشريعة، خاصة إذا كانت الأسباب ممكنة ومقدورة للعبد.
فالتارك للأسباب المعطل لها، يُعَدُّ من غلاة الصوفية الضلال.
إن الله -عز وجل- قد أمر بالأخذ بالأسباب، ولو كان السبب ضعيفًا، فإن الله يجعل منه ببركة امتثال الشرع خيرًا كثيرًا، قال الله -عز وجل- لمريم وهي نفساء: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا}.
وقال: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}.
وقال: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.
وقال -عز وجل-: {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
والأسباب الممكنة الداخلة في مقدور العبد، مأمور بها شرعًا، والعبد مكلف بها، قال -تعالى-: {لاَيُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}.
وقال: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}.
وقال: {فَاتَّقُو االلَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.
وقد روى البخاري في صحيحه برقم (7288) ومسلم في صحيحه برقم [412- (1337)] بسنديهما عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال :
«دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم».
هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم نحوه، وفيه سبب هذا الحديث، وفي هذا كله أمر بالأخذ بالأسباب.
وجهاد أهل السنة للرافضة في شمال اليمن اليوم هو من الممكن والمقدور والمستطاع، بل هو الواقع، والنصر حليف أهل السنة، ولله الحمد، فحل مشكلة دماج إنما هو في الجهاد ضرورة، وشأن هذا القائل كما قيل:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما *** والماء فوق ظهورها محمول
والتوفيق عزيز.
هذا، وقد تدبرت قوله -تعالى-: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
ونحوه في كثير من آيات كتاب الله -عز وجل- فوجدته مذكورًا في أعقاب الآيات التي تتعلق بأمور لا يقدر عليها إلا الله كقوله -تعالى-:
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}.
وقوله -تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}.
وقوله -تعالى-:{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-: {أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-: {فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله: {قُل ِاللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-: {قُل ْإِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-: {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-: {وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-:{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
وقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}.
وقوله -تعالى-:{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله -تعالى-:{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}.
وقوله -تعالى-:{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
إلى غير ذلك مما يدل على ما ذكرنا، إذ إن هذه الأمور وأمثالها ليست في مقدور العبد، فلم يأمر الله بها، ولم يكلف عباده بها، بخلاف الجهاد والقتال، فإن الله -عز وجل- قد أمر بهما في غير ما آية، فقال:
{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
وقال:{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
وقال: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
وقال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْا ْفَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
وقال: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}.
وقال: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}
إلى غير ذلك من الآيات التي فيها الأمر بالقتال أو الحث عليه، وما كان الله ليأمر عبده إلا بما هو مقدور له، وتدبر قوله -تعالى-:
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ *الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
ففيه الأخذ بالأسباب، وفيه الإذن بالقتال، وقد أقسم الله أن ينصر من ينصره، ولا يكون ذلك من جهة العبد إلا بالأخذ بالأسباب، وتدبر ذكر الله لقدرته على نصر المظلومين في الآية الأولى، فإنه لم يذكر ذلك إلا بعد الإذن لهم بالقتال، ولا قتال إلا بالأخذ بأسبابه، إذ كانت في مقدور العبد، بخلاف الآيات الأولى، التي فيها ذكر قدرة الله بعد أمور ليست في مقدور العبد، وقارن بين هذا الكلام وبين كلام المردود عليه هنا[1].
أقول:
وإذا كنت لا تدري كيف السبيل إلى دماج، فقد دراه أُسود السنة المجاهدون في جبهة كتاف التي تُخذل عنها، فهم أهل الدراية وأحق بالدراية منكم، وقد نصرهم الله، على الرافضة، ولله الحمد، ورفع الله بهم عن دماج الحصار، وألحقوا بالرافضة -بعون الله- الهزيمة والعار.
البرعي: لو دَخَلْت في حرب، أمامك كام كيلو؟ ...كام كيلو من آل أبو جبارة لدماج، كام كيلو؟
حجر:نصف ساعة.
البرعي: نصف ساعة بالسيارة؟
حجر: نصف ساعة بالسيارة، نعم.
البرعي:كام كيلو؟
حجر: لو تمشي على الجبال ياشيخ لو تدخل على الـجِـ .. على الجبال، يعني يمكن أنا أقول ..
البرعي: كلها قرى حوثية يا أحمد، كلها قرى حوثية، اعقل، كلها قرى حوثية.
حجر: نعم .....، يقولون: أغلبيته سنة وحوثية.
البرعي: ... قرى حوثية ، إذا كان هناك من يستطيع يتسلل إلى دماج، يتسلل.
قلت:
قارن بين هذا الأسلوب التخذيلي في قوله كلها قرى حوثية!! وقول الله تعالى عن المشركين مع كثرتهم في بدر:
{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُم ْفِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ}
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره مجلد2ج4 صـ (48:49):
"قال مجاهد: أراه الله إياهم في منامه قليلاً، فأخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه بذلك، فكان تثبيتاً لهم، وكذا قال ابن إسحاق وغير واحد
...
وقوله: {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ} أي لجبنتم عنهم، واختلفتم فيما بينكم، {وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ} أي من ذلك، بأن أراكهم قليلاً
...
وقوله: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً} وهذا أيضًا من لطفه تعالى بهم إذ أراهم إياهم قليلاً في رأي العين، فيجرئهم عليهم، ويطمعهم فيهم،
...
وقوله: {وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد عن الزبير بن الخِرِّيت عن عكرمة: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} الآية، قال: حضض بعضهم على بعض، إسناد صحيح
...
ومعنى هذا أنه تعالى أغرى كلاً من الفريقين بالآخر، وقلله في عينه ليطمع فيه، وذلك عند المواجهة، فلما التحم القتال وأيد الله المؤمنين بألف من الملائكة مردفين، بقي حزب الكفار يرى حزب الإيمان ضعفيه، كما قال تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء} وهذا هو الجمع بين هاتين الآيتين، فإن كلاً منهما حقٌ وصدق، ولله الحمد والمنة" انتهى .
فتأمل -رحمك الله- تقليل الله للكثير في هذا السياق، وتكثير الرجل للقليل!!
فتلك القرى التي يتحدث عنها الرجل لو كانت كلها حوثية لكانت قليلة بالنسبة لعموم اليمينين، فكيف إذا لم تكن كذلك؟!
ثم إن الرجل يتكلم عن التسلل، ورافضة صعدة محكِمون للحصار على دماج، ومعلنون للحرب عليهم، ولو تمكنوا من إبادة أهل السنة بدماج عن بكرة أبيهم لفعلوا بفخر!!.
ولو كان التسلل أمرًا ميسورًا لكُفي إخواننا بدماج زمن الحصار، أو لخُفِّفَ عنهم -على الأقل-.
يا أيها الرجل:
إن مَن فَرَضَ الحصار على إخواننا بدماج هم رافضة منافقون زنادقة، أكفر من اليهود والنصارى، لا يرقبون في مؤمن إلاَّ ولا ذمة، معلنون للحرب على الإسلام وأهله، وقد حاربوا الدولة ست حروب، وأمثال هؤلاء لا يُعَالَجون بالتسلل، وإنما بالضرب فوق الأعناق، وبالضرب لكل بنان منهم، أولئك قوم شأنهم كما قال الله -عز وجل- في آخرين:
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}
فكان عاقبة أمرهم كما قال في قوم آخرين يشبهونهم:
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْل ِالْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}.
فالعلاج لمشكلة دماج ومحنتهم، إنما يكون باستخدام القوة والسلاح، لا بالتسلل، وإلى متى هذا التسلل -لو كان ميسورًا-؟!
أَبَلَغ الذل والهوان بأهل السنة في اليمن، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، إلى هذا الحد وهو التسلل، مع إعلان شرذمة الرفض القليلة للحرب على دار الحديث السلفية بدماج؟!
إنها والله لإحدى الكبر!!
اللهم إني أبرأ إليك مما يفعل الرافضة، وأعتذر إليك مما يقول هؤلاء المخذلون.
حجر: منين يتسلل؟! ما فيش معانا إلا هذا المنفذ يا شيخ!
البرعي: مش قضية -بارك الله فيك- والمسألة ما هي سهلة.
قلت:
إذًا ما القضية؟!
أهو الإخلاد إلى الأرض، وتَرْك الجهاد في سبيل الله، وترك إخواننا يُقَتَّلون، ويمثل بجثثهم، وترك النساء والشيوخ والأطفال يتضورون جوعًا، أو يموتون؟!
أما قوله: "المسألة ما هي سهلة"
فهو تعويق، وقد هدد الله المعوقين وغيرهم بقوله:
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً} الآية.
نعم، الجهاد كُره لنا، ولكنه مكتوب علينا، فسمعًا وطاعة للحكيم العليم، قال -عز وجل-:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
حجر: طيب، طيب يا شيخ ..
البرعي: هذا حفظك الله لعلكم ترجمون بأنفسكم، هذا انتحار!! هذا انتحار!! يا أحمد الله يحفظك.
قلت:
هذا كلام من لا يدري ما الانتحار، فالانتحار هو أن ينحر الشخص نفسه بنفسه -أي يقتلها-.
روى البخاري في صحيحه برقم (5778) ومسلم في صحيحه برقم [175- (109)] بسنديهما إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًا فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا»
هذا لفظ مسلم.
أما مقاتلة المسلم للكافر، وإلقاء المسلم نفسه في صفوف الأعداء لإحداث النكاية فيهم، وإرهابهم، فليس من الانتحار في شيء، وإنما هو من الشجاعة، ومن الجهاد في سبيل الله، الذي قعد عنه القاعدون، وخَذَّل عنه المخذلون، وعَوَّق عنه المعوقون.
ولو قلنا بأن مثل هذا انتحار، وإلقاء بالنفس إلى التهلكة، لكان مَن قُتل في الجهاد وهو مهاجم لعدوه لكان منتحرًا، وملقيًا بنفسه إلى التهلكة، ولكان عِدة أهل بدر، وعِدة قوم طالوت منتحرين لقلتهم بالنسبة لعدوهم، وهذا باطل محال.
بل إن الإلقاء باليد إلى التهلكة، إنما هو في ترك الجهاد بالنفس والمال، أو التخاذل عنه، أو التخذيل عنه، أو التعويق عنه، أو التثبيط عنه، قال -تعالى-:
{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
والإلقاء باليد إلى التهلكة لا يكون بسبب الجهاد الشرعي ومقاتلة أعداء الله، وإنما يكون عند من يعقل بترك أعداء الله من الروافض المقبوحين يقتلون إخواننا، ويمثلون بهم، ويحاصرون قرية كاملة حصارًا شاملاً كاملاً، يشمل الإنسان والحيوان والطير والزروع، وليس انتحارًا أن يَهُب الغيورون الأبطال الشجعان لنصرة إخوانهم في دماج، وإرغام الرافضة وإجبارهم على رفع الحصار عنهم، فلو كانت هذه الشجاعة والنجدة والشهامة والمروءة والإغاثة والنصرة، لو كانت انتحارًا، لكان هذا الانتحار محمودًا، ولو كانت هذه الأوصاف الحميدة، والخصال النبيلة تسمى انتحارًا، أو إلقاء بالنفس إلى التهلكة، فماذا يسمى الجبن، والخور، والتخاذل، والتخذيل، والقعود عن مقاتلة أعداء الله، مع وجوب تلك المقاتلة، وتعيينها، ومع وجود القدرة عليها؟!
إن الإلقاء بالنفس إلى التهلكة إنما يكون بترك الإنفاق في الجهاد في سبيل الله، أو عدم القيام بالواجب في هذا، قال ابن كثير –رحمه الله- عند تفسير هذه الآية، مجلد1 جــ1 صـ301:
"ومضمون الآية الأمر بالإنفاق في سبيل الله, في سائر وجوه القربات ووجوه الطاعات, وخاصة صرف الأموال في قتال الأعداء, وبذلها فيما يقوى به المسلمون على عدوهم, والإخبار عن ترك فعل ذلك بأنه هلاك ودمار لمن لزمه واعتاده, ثم عطف بالأمر بالإحسان, وهو أعلى مقامات الطاعة, فقال: {وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}" انتهى.
حجر: طيب إذا اتسللنا يا شيخ هانوصل؟!..
البرعي: ... تقطع الصوت.
حجر: طيب يا شيخ إذا اتسللنا لدماج ما هو الفائدة نتسلل وما فيش لا أكل ولا شرب داخل دماج؟!
قلت:
أصبتَ يا حجر، ما يغني تسلل هذا المتسلل -لو أمكنه التسلل- في رفع حصار شامل على قرية بأكملها؟!
حَسْبُ هذا المتسلل أن ينجو بنفسه -لو نجا- بلا نكاية في جموع الرافضة المقبوحين، الذين بيتوا لهذا الحصار ولتلك الحرب بليل، وبلا أثر يُذكر في رفع الحصار عن إخوانه، فأين فقه الواقع عند هذا القائل؟
وما دمنا تطرقنا إلى ذكر الطعام والجوع -نعوذ بالله منه، فإنه بئس الضجيع- فإننا نرغب إلى إخواننا في تتبع حلقات سلسلة الجوع أيام الحصار، ونشرها -ولو أسرة أسرة- فهذا يدعو إلى معرفة قدر الابتلاء الذي ابتلي به أهل دماج، كما يدعو إلى معرفة درجة الصبر التي بلغها هؤلاء الصابرون، ومعرفة أقدارهم، وكما يدعو إلى تحميس جبهات الجهاد ضد الرافضة، هذا لو رأى إخواننا في دماج ذلك، فإننا إلى أخبارهم بالأشواق.
قلت:
وكتاب أخينا أبي حمزة السٍّوَري -حفظه الله- (حصار دماج كرامات وبركات وعبر وعظات) متضمن لشيء من ذلك.
::: يُتبع إن شاء الله الجزء الثاني من الرد :::
[1] - وقد استعنت في هذا الموضع بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي -رحمه الله-.
وكتاب أخينا أبي حمزة السٍّوَري -حفظه الله- (حصار دماج كرامات وبركات وعبر وعظات) متضمن لشيء من ذلك.
::: يُتبع إن شاء الله الجزء الثاني من الرد :::
تعليق