ومضى عثمان ... آخر من وصل و أول من قتل!!
كلمات حول مقتل طالب العلم السلفي عثمان بن سليمان حلافي السوداني
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : { وَ لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما ءاتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألّا خوف عليهم و لا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله و فضل و أن الله لا يضيع أجر المؤمنين }
هو عثمان بن سليمان حلافي
من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة بالسودان
تخرج في جامعة الجزيرة ( كلية الإقتصاد و العلوم السياسية)
و كان حينها ضمن جماعة أنصار السنة قبل أن يتعرف على الدعوة السلفية ، ثم مّن الله عليه بالإستقامة على منهج السلف ، فشرع يطلب العلم حفظاً للمتون و مسابقة إلي الدروس و مكوثاً في المراكز العلمية
و شهوداً للمحاضرات بعيدها و قريبها .....كل ذلك مع خلق عالٍ و نفسٍ مطمئنة و أدب رفيع و زهد في الدنيا و عفة وتعفف ....إذ كان عثمان يأكل من كد يده نصبا وشظىً في جوف المصانع و المعامل .... و كثيراً ما كنت
أراه يسير على قدميه المسافات البعيدة لا يفارقه البشر و لا البشاشة . و ما أحسب ذلك إلا لشدة ذكره لربه و إتصاله بمولاه .
تعلق عثمان بدماج و أشرب حبها السنين الطوال ، فجعلها هدفاً أوحداً وحلماً دائما يدخر من كده الزهيد دريهمات على دريهمات سعياً إلي هدفه الكبير ،ومع أنه كان من أول الشباب شروعاً في السفر إلي دار الحديث غير أن الله قد شاء أن يكون آخرهم وصولاُ .
فكان يردد و هو في درس الشيخ يحيى –حفظه الله–( أخشى ان أكون في حلم لا حقيقة).
كان المرض ضيفا كثير التردد على عثمان و هو في أرضه ووطنه و كذلك في غربته و ظعنه ، فلم يحل بينه و بين طلب العلم و الدعوة إلي الله تعالى ...
و كذلك ما حال بينه و بين الجهاد في سبيل الله تعالى برغم إصرار إخوانه و إلحاحهم عليه بالنزول عن موقعه في
الجبل فما أطاعهم إلا يوما واحداً ارتاح فيه بدنه ولكن تعبت فيه نفسه فنهض ثقيلاً ، يقول : أأظل هاهنا أبقى إذا ما
قتل أخي منيب (شهيداً) قلت ياليتني كنت مكانه ؟ ثم صعد الجبل يروم الشهادة التي كان يسأل ربه إياها كل صلاة
و قد حدث إخوانه عنه أنه كان يقول في أيامه الأخيرة : إني أحب أن أقتل في سبيل الله .
وفي ضحى يوم الأربعاء حانت لحظة اللقاء و دنا ميقات الرحيل بعد أشهر معدودات قضاها الفتى النحيل في دماج
التي أحبها ... فانطلقت رصاصة غادرة من رافضي خبيث ...خرقت ظهر عثمان و خرجت من بطنه....
ليسقط على أرض الكرامة و صخور المجد تتوجه العزة و يلفه الشرف .
وقد ظل - رحمه الله- طيلة ساعتين بعد إصابته يردد أعظم كلمة في الوجود ( لا إله إلا الله) بل إنه و من عجب يتيمم و هو مضرج بدمائه يريد أداء صلاة الظهر و لا يستطيع ، ليجود بروحه بعدها فداءً للتوحيد و ذوداً عن السنن...
هو عثمان بن سليمان حلافي
من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة بالسودان
تخرج في جامعة الجزيرة ( كلية الإقتصاد و العلوم السياسية)
و كان حينها ضمن جماعة أنصار السنة قبل أن يتعرف على الدعوة السلفية ، ثم مّن الله عليه بالإستقامة على منهج السلف ، فشرع يطلب العلم حفظاً للمتون و مسابقة إلي الدروس و مكوثاً في المراكز العلمية
و شهوداً للمحاضرات بعيدها و قريبها .....كل ذلك مع خلق عالٍ و نفسٍ مطمئنة و أدب رفيع و زهد في الدنيا و عفة وتعفف ....إذ كان عثمان يأكل من كد يده نصبا وشظىً في جوف المصانع و المعامل .... و كثيراً ما كنت
أراه يسير على قدميه المسافات البعيدة لا يفارقه البشر و لا البشاشة . و ما أحسب ذلك إلا لشدة ذكره لربه و إتصاله بمولاه .
تعلق عثمان بدماج و أشرب حبها السنين الطوال ، فجعلها هدفاً أوحداً وحلماً دائما يدخر من كده الزهيد دريهمات على دريهمات سعياً إلي هدفه الكبير ،ومع أنه كان من أول الشباب شروعاً في السفر إلي دار الحديث غير أن الله قد شاء أن يكون آخرهم وصولاُ .
فكان يردد و هو في درس الشيخ يحيى –حفظه الله–( أخشى ان أكون في حلم لا حقيقة).
كان المرض ضيفا كثير التردد على عثمان و هو في أرضه ووطنه و كذلك في غربته و ظعنه ، فلم يحل بينه و بين طلب العلم و الدعوة إلي الله تعالى ...
و كذلك ما حال بينه و بين الجهاد في سبيل الله تعالى برغم إصرار إخوانه و إلحاحهم عليه بالنزول عن موقعه في
الجبل فما أطاعهم إلا يوما واحداً ارتاح فيه بدنه ولكن تعبت فيه نفسه فنهض ثقيلاً ، يقول : أأظل هاهنا أبقى إذا ما
قتل أخي منيب (شهيداً) قلت ياليتني كنت مكانه ؟ ثم صعد الجبل يروم الشهادة التي كان يسأل ربه إياها كل صلاة
و قد حدث إخوانه عنه أنه كان يقول في أيامه الأخيرة : إني أحب أن أقتل في سبيل الله .
وفي ضحى يوم الأربعاء حانت لحظة اللقاء و دنا ميقات الرحيل بعد أشهر معدودات قضاها الفتى النحيل في دماج
التي أحبها ... فانطلقت رصاصة غادرة من رافضي خبيث ...خرقت ظهر عثمان و خرجت من بطنه....
ليسقط على أرض الكرامة و صخور المجد تتوجه العزة و يلفه الشرف .
وقد ظل - رحمه الله- طيلة ساعتين بعد إصابته يردد أعظم كلمة في الوجود ( لا إله إلا الله) بل إنه و من عجب يتيمم و هو مضرج بدمائه يريد أداء صلاة الظهر و لا يستطيع ، ليجود بروحه بعدها فداءً للتوحيد و ذوداً عن السنن...
هكذا فلتمت الرجال و هكذا فلتكن البطولة.
ألا فرحم الله عثمان و أنزله منازل الشهداء وأسعد والديه و إخوته بشفاعته يوم القيامة و أعانهم على العمل بوصيته ، و قد رأينا منهم صبرا و تسليماً فجزاهم الله خيرا و جمعهم بفقيدهم و فقيدنا في الجنة
تعليق