وهذا تعليق العتيبي على الموضوع الأول من الرد على الزعابي
وفيه الدفاع على العلامة يحيى الحجوري
قال الأخ سعيد بن عفير : 1-[هداك الله يا أبا عمر قل لي بالله عليك ماهو الذي أخطأ به سعيد الزعابي!!!؟].
أخطأ الأخ سعيد الزعابي في عدة أمور :
الأمر الأول: وضع علامات تعجب على بعض الجمل من كلام الشيخ يحيى الحجوري مستنكراً لها وهي:
[أدبه ربه بالوحي أدبه ربه بالوحي ، أدبه ربه !]
مع أنها عبارة صحيحة عند أهل العلم فالله -عزَّ وجلَّ- أدب نبيه أي علمه الأدب وهذا يتوافق مع قوله تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم}..
فالله هدى نبيه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، ووفقه لمكارم الأخلاق وأحسنها ، وعصمه قبل بعثته من الكفر والكبائر والقبائح.
[وأنزل قرآن يتلى في بيان تصويب هذا الخطأ (!!). ]
وهذا الكلام صحيح المعنى ، وتصويب الخطأ هو هداية الله لنبيه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وتعليمه له .
وهذا مقتضى كلام الشيخ أحمد بن يحيى النجمي أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- اجتهد ، ولكن هذا الاجتهاد بين الله -عزَّ وجلَّ- له وعاتبه على اجتهاده ..
قال قتادة -رحمهُ اللهُ- : [قال قتادة وعمرو بن ميمون: ثنتان فعلهما النبي صلى الله عليه وسلم و لم يؤمر بهما، إذنه لطائفة من المنافقين في التخلف عنه ولم يكن له أن يمضي شيئا إلا بوحي ، وأخذه من الأسارى الفدية فعاتبه الله كما تسمعون] تفسير القرطبي(8/154-155) .
وكذلك هو كلام اللجنة الدائمة الصريح جداً .
ولو عبر الشيخ يحيى بتعبير آخر أفضل لكان أليق وأولى .
الأمر الثاني: قال أخي سعيد: [ولاريب أن مثل هذا الكلام الذي قاله الشيخ الحجوري ـ هدانا الله وإيّاه ـ في جناب النبي صلى الله عليه وسلم هو من الشتم الذي يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذي المؤمنين !].
فجعل كلام الشيخ يحيى الحجوري وهو محتمل من الشتم للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وجعله من الأذى للرسول -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وللمؤمنين..
وهذه شدة ليست في محلها .
الأمر الثالث: قال أخي سعيد: [وأما عن تخطئة الحجوري -غفر الله لنا وله- للنبي صلى الله عليه وسلم في قصة عبس وتولى فهذا مردود عليه وهو من القول على الله بلا علم].
فجعل من يقول إن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أخطأ فيما فعله مع ابن أم مكتوم من القائلين على الله بلا علم ورد قولهم عليهم ..
بل قال: [فكيف يجرؤ هذا الحجوري هداه الله على تخطأة النبي صلى الله عليه وسلم وإيذاءه بمثل هذا الكلام !]
والمشكلة أن الأخ سعيدَ الزعابي وفقه الله جاء بكلام القاضي عياض وهو إنما يتكلم عن ذنب ومعصية ..
والشيخ يحيى ما قال : إن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وقع في معصية أو ذنب بل قال أخطأ ..
ومعلوم أن الشخص قد يخطيء ويكون مأجوراً لأنه عمل ما في وسعه والدليل على ذلك قوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران ، وإذا حكم فأخطأ فله أجران)).
والذي عليه أهل السنة أن الحاكم المخطيء يقال له مخطيء كما وصفه النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- بذلك ومع ذلك هو مأجور..
فأين في كلام الشيخ يحيى الحجوري أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أذنب أو عصى؟!
وأين في كلام القاضي عياض أن الذنب والمعصية تساوي الخطأ ؟ وأين في كلامه أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لا يقال له أخطأ؟
بل في كلام القاضي إشارة إلى أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أخطأ حيث قال : [و أن الصواب و الأولى ـ لو كشف لك حال الرجلين ـ الإقبال على الأعمى..] ومعلوم أن مقابل الصواب : الخطأ ..
## وكذلك نقل كلام الشيخ ابن حجر بوطامي -رحمهُ اللهُ- وفيه: [فما ظهر منه في بعض الأوقات النادرة خلافه ، عاتبه عليه ، وعرفه أن ذلك غير
لائق ، فيكون ذلك من باب ترك الأولى]..
فهل ما يكون [غير لائق] صواباً أم خطأ ؟ لا نقول ذنباً أو معصية فتنبهوا..
الأمر الرابع: نقل الأخ سعيد كلام الشيخ بوطامي: [فحضره هذا الأعمى ، ولم يعرف كيفية الحال ، فسأل مسأله في خلال مكالمة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل ، فاشتد عليه ذلك ، إذا كان ذلك قطعا للكلام ، وإفسادا لما كان يحاوله من إسلام ذلك الرجل ، فأعرض عنه ، فنهاه الله تعالى عن ذلك ، وأمره بالإقبال على كل من أتاه من شريف ووضيع وغني وفقير..].
وهذا كلام سيء في الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم -رضي اللهُ عنه- لا ينبغي أن ينقل أو يقال..
فهل سيأتي متعصب أو صاحب هوى فيقول: يا سعيد أنت رافضي لأنك طعنت في أصحاب النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وهذه أذية لرسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لأن هذا شتم لأصحابه؟
أعوذ بالله من هذا القول الذي لا يقوله إلا زائغ ضال ..
ومع ذلك يجب على الأخ سعيد أن يمحوه ويعتذر عن نقله ..
الأمر الخامس: ذكر الأخ سعيد أن الشيخ يحيى الحجوري خطأ النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في منهجه ..
وهذا غير صحيح ..
فالشيخ يحيى أبداً ما قال هذا ولا هو سياق كلامه -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ-
فالشيخ يحيى الحجوري يتضح من سياق كلامه أنه يرد على من يقول إن وسائل الدعوة غير توقيفية مبيناً لهم أنها توقيفية لأن هذا موجب الاقتداء بالنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ..
لأن وسائل الدعوة لو وكلت إلى الأشخاص لحرفوا الدعوة عن مسارها ، ولأدخلوا فيها كل بدعة وبلاء كما هو الحاصل الآن فباب الوسائل عند الحزبيين مفتوح على مصراعيه من تمثيل وأناشيد وموسيقى وكذب ونفاق وتعاون مع الفجرة والكفرة وغير ذلك ..
وكان من أدلة الشيخ يحيى -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- على خطورة باب وسائل الدعوة (أفراد الوسائل، وليس منهج الدعوة ككل) أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- المعصوم سيد البشر أخشى الناس وأتقاهم لربه قد فعل بعض الوسائل فعاتبه عليها ودله على الصواب فيها وذلك لأنه مؤيد بالوحي ...
فهذا حصل للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وهو أكمل البشر ..
فلو فتح باب وسائل الدعوة فأخطأ فيها المخطيء باجتهاده فمن المصوب لهم حينئذ إذا قيل إنها ليست توقيفية ؟
بل سيفتح باب الصراع والخلاف بين المجتهدين في أمر قد حسم وهو أن وسائل الدعوة توقيفية ..
هذا هو خلاصة كلام الشيخ يحيى الحجوري ..
فقد قال -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- : [الشاهد أن كثيرا من الناس أتوا من هذا الباب أن مسألة الدعوة للإنسان أن يخوض للإنسان فيها أن يخوض ويصول ويجول وبرأيه وبحكمته فيما يزعم هو ، بحكمته فيما يزعم
وبحذلقته وببرمجته إلى آخر ما يقولون ...].
وقد دلل على كلامه بأدلة كان من الأفضل والأحسن أن يعبر بتعبيرات أحسن منها وأدق حتى يقطع السبيل على المخالف ..
فكلامه فيما يتعلق بقوله تعالى: {عبس وتولى} ليس فيه أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أذنب أو عصى ..
وكذلك في قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي..} الآية ..
وكذلك قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء ..} .
فليس في كلام الشيخ يحيى كلمة عصيان أو ذنب أو خطيئة إنما كلمة "أخطأ" و"غلط" والعلماء وقع في كلامهم نحو هذا ..
فقد نقلنا كلام اللجنة الدائمة وفيه : [الأنبياء والرسل قد يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم].
وكلام الشيخ يحيى في وسائل الدعوة في بعضها وأمثلة منها وليس في منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في دعوته ..
فثمة فرق بين من يخطئ النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في منهجه وهذه ردة عن الإسلام ، وبين من يحكم بخطأ بعض الحالات الواقعة تحت المنهج الكلي للدعوة ..
فمثلاً : منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في دعوة الناس هو دعوتهم جميعاً فقيرهم وغنيهم رفيعهم ووضيعهم ، وهذا ما سار عليه من أول بعثته إلى أن توفاه الله -عزَّ وجلَّ- ..
ولكن في أثناء هذا المنهج الذي سلكه النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وأرشد أمته إليه وقعت حوادث عاتبه الله عليها ودله على الكمال فيها ..
فتلك الحوادث ليست قادحة في منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- بل لا تخرج عما قرره العلماء في مسألة العصمة لأنبياء الله ورسله ..
فليس في كلام الشيخ يحيى الحجوري تخطئة لمنهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أبداً ..
قال سعيد بن عفير: [ياأباعمر ماموقفك من الحجوري عندما قال فالح الحربي أنه أوخز الدعوه السلفيه!!!].
الجواب:
هذا لا علاقة له في موضوع العصمة ولا ما تكلمت فيه هنا ..
وكلامك هذا لم يثبت عندي ..
ولو كان صحيحاً فهو باطل مردود على قائله ومعتقده..
فالشيخ فالح -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- من أعلام السلفية ومن أئمتها وليس هو بالمعصوم حاله حال إخوانه من المشايخ السلفيين .. (1)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
تنبيه: أرجو أن تبرز عن نفسك حتى أعرف مع من أتحدث ....
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
--------
(1) هذا الكلام قديم من الشيخ حفظه الله تعالى في ثناءه على فالح الحربي الحدادي
http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?p=9445
ومما جعلني أضع هذا التعليق هواعتراف العتيبي به
يتبع ان شاء الله
وفيه الدفاع على العلامة يحيى الحجوري
قال الأخ سعيد بن عفير : 1-[هداك الله يا أبا عمر قل لي بالله عليك ماهو الذي أخطأ به سعيد الزعابي!!!؟].
أخطأ الأخ سعيد الزعابي في عدة أمور :
الأمر الأول: وضع علامات تعجب على بعض الجمل من كلام الشيخ يحيى الحجوري مستنكراً لها وهي:
[أدبه ربه بالوحي أدبه ربه بالوحي ، أدبه ربه !]
مع أنها عبارة صحيحة عند أهل العلم فالله -عزَّ وجلَّ- أدب نبيه أي علمه الأدب وهذا يتوافق مع قوله تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم}..
فالله هدى نبيه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، ووفقه لمكارم الأخلاق وأحسنها ، وعصمه قبل بعثته من الكفر والكبائر والقبائح.
[وأنزل قرآن يتلى في بيان تصويب هذا الخطأ (!!). ]
وهذا الكلام صحيح المعنى ، وتصويب الخطأ هو هداية الله لنبيه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وتعليمه له .
وهذا مقتضى كلام الشيخ أحمد بن يحيى النجمي أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- اجتهد ، ولكن هذا الاجتهاد بين الله -عزَّ وجلَّ- له وعاتبه على اجتهاده ..
قال قتادة -رحمهُ اللهُ- : [قال قتادة وعمرو بن ميمون: ثنتان فعلهما النبي صلى الله عليه وسلم و لم يؤمر بهما، إذنه لطائفة من المنافقين في التخلف عنه ولم يكن له أن يمضي شيئا إلا بوحي ، وأخذه من الأسارى الفدية فعاتبه الله كما تسمعون] تفسير القرطبي(8/154-155) .
وكذلك هو كلام اللجنة الدائمة الصريح جداً .
ولو عبر الشيخ يحيى بتعبير آخر أفضل لكان أليق وأولى .
الأمر الثاني: قال أخي سعيد: [ولاريب أن مثل هذا الكلام الذي قاله الشيخ الحجوري ـ هدانا الله وإيّاه ـ في جناب النبي صلى الله عليه وسلم هو من الشتم الذي يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذي المؤمنين !].
فجعل كلام الشيخ يحيى الحجوري وهو محتمل من الشتم للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وجعله من الأذى للرسول -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وللمؤمنين..
وهذه شدة ليست في محلها .
الأمر الثالث: قال أخي سعيد: [وأما عن تخطئة الحجوري -غفر الله لنا وله- للنبي صلى الله عليه وسلم في قصة عبس وتولى فهذا مردود عليه وهو من القول على الله بلا علم].
فجعل من يقول إن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أخطأ فيما فعله مع ابن أم مكتوم من القائلين على الله بلا علم ورد قولهم عليهم ..
بل قال: [فكيف يجرؤ هذا الحجوري هداه الله على تخطأة النبي صلى الله عليه وسلم وإيذاءه بمثل هذا الكلام !]
والمشكلة أن الأخ سعيدَ الزعابي وفقه الله جاء بكلام القاضي عياض وهو إنما يتكلم عن ذنب ومعصية ..
والشيخ يحيى ما قال : إن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وقع في معصية أو ذنب بل قال أخطأ ..
ومعلوم أن الشخص قد يخطيء ويكون مأجوراً لأنه عمل ما في وسعه والدليل على ذلك قوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران ، وإذا حكم فأخطأ فله أجران)).
والذي عليه أهل السنة أن الحاكم المخطيء يقال له مخطيء كما وصفه النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- بذلك ومع ذلك هو مأجور..
فأين في كلام الشيخ يحيى الحجوري أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أذنب أو عصى؟!
وأين في كلام القاضي عياض أن الذنب والمعصية تساوي الخطأ ؟ وأين في كلامه أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لا يقال له أخطأ؟
بل في كلام القاضي إشارة إلى أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أخطأ حيث قال : [و أن الصواب و الأولى ـ لو كشف لك حال الرجلين ـ الإقبال على الأعمى..] ومعلوم أن مقابل الصواب : الخطأ ..
## وكذلك نقل كلام الشيخ ابن حجر بوطامي -رحمهُ اللهُ- وفيه: [فما ظهر منه في بعض الأوقات النادرة خلافه ، عاتبه عليه ، وعرفه أن ذلك غير
لائق ، فيكون ذلك من باب ترك الأولى]..
فهل ما يكون [غير لائق] صواباً أم خطأ ؟ لا نقول ذنباً أو معصية فتنبهوا..
الأمر الرابع: نقل الأخ سعيد كلام الشيخ بوطامي: [فحضره هذا الأعمى ، ولم يعرف كيفية الحال ، فسأل مسأله في خلال مكالمة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل ، فاشتد عليه ذلك ، إذا كان ذلك قطعا للكلام ، وإفسادا لما كان يحاوله من إسلام ذلك الرجل ، فأعرض عنه ، فنهاه الله تعالى عن ذلك ، وأمره بالإقبال على كل من أتاه من شريف ووضيع وغني وفقير..].
وهذا كلام سيء في الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم -رضي اللهُ عنه- لا ينبغي أن ينقل أو يقال..
فهل سيأتي متعصب أو صاحب هوى فيقول: يا سعيد أنت رافضي لأنك طعنت في أصحاب النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وهذه أذية لرسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لأن هذا شتم لأصحابه؟
أعوذ بالله من هذا القول الذي لا يقوله إلا زائغ ضال ..
ومع ذلك يجب على الأخ سعيد أن يمحوه ويعتذر عن نقله ..
الأمر الخامس: ذكر الأخ سعيد أن الشيخ يحيى الحجوري خطأ النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في منهجه ..
وهذا غير صحيح ..
فالشيخ يحيى أبداً ما قال هذا ولا هو سياق كلامه -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ-
فالشيخ يحيى الحجوري يتضح من سياق كلامه أنه يرد على من يقول إن وسائل الدعوة غير توقيفية مبيناً لهم أنها توقيفية لأن هذا موجب الاقتداء بالنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ..
لأن وسائل الدعوة لو وكلت إلى الأشخاص لحرفوا الدعوة عن مسارها ، ولأدخلوا فيها كل بدعة وبلاء كما هو الحاصل الآن فباب الوسائل عند الحزبيين مفتوح على مصراعيه من تمثيل وأناشيد وموسيقى وكذب ونفاق وتعاون مع الفجرة والكفرة وغير ذلك ..
وكان من أدلة الشيخ يحيى -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- على خطورة باب وسائل الدعوة (أفراد الوسائل، وليس منهج الدعوة ككل) أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- المعصوم سيد البشر أخشى الناس وأتقاهم لربه قد فعل بعض الوسائل فعاتبه عليها ودله على الصواب فيها وذلك لأنه مؤيد بالوحي ...
فهذا حصل للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وهو أكمل البشر ..
فلو فتح باب وسائل الدعوة فأخطأ فيها المخطيء باجتهاده فمن المصوب لهم حينئذ إذا قيل إنها ليست توقيفية ؟
بل سيفتح باب الصراع والخلاف بين المجتهدين في أمر قد حسم وهو أن وسائل الدعوة توقيفية ..
هذا هو خلاصة كلام الشيخ يحيى الحجوري ..
فقد قال -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- : [الشاهد أن كثيرا من الناس أتوا من هذا الباب أن مسألة الدعوة للإنسان أن يخوض للإنسان فيها أن يخوض ويصول ويجول وبرأيه وبحكمته فيما يزعم هو ، بحكمته فيما يزعم
وبحذلقته وببرمجته إلى آخر ما يقولون ...].
وقد دلل على كلامه بأدلة كان من الأفضل والأحسن أن يعبر بتعبيرات أحسن منها وأدق حتى يقطع السبيل على المخالف ..
فكلامه فيما يتعلق بقوله تعالى: {عبس وتولى} ليس فيه أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أذنب أو عصى ..
وكذلك في قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي..} الآية ..
وكذلك قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء ..} .
فليس في كلام الشيخ يحيى كلمة عصيان أو ذنب أو خطيئة إنما كلمة "أخطأ" و"غلط" والعلماء وقع في كلامهم نحو هذا ..
فقد نقلنا كلام اللجنة الدائمة وفيه : [الأنبياء والرسل قد يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم].
وكلام الشيخ يحيى في وسائل الدعوة في بعضها وأمثلة منها وليس في منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في دعوته ..
فثمة فرق بين من يخطئ النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في منهجه وهذه ردة عن الإسلام ، وبين من يحكم بخطأ بعض الحالات الواقعة تحت المنهج الكلي للدعوة ..
فمثلاً : منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في دعوة الناس هو دعوتهم جميعاً فقيرهم وغنيهم رفيعهم ووضيعهم ، وهذا ما سار عليه من أول بعثته إلى أن توفاه الله -عزَّ وجلَّ- ..
ولكن في أثناء هذا المنهج الذي سلكه النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وأرشد أمته إليه وقعت حوادث عاتبه الله عليها ودله على الكمال فيها ..
فتلك الحوادث ليست قادحة في منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- بل لا تخرج عما قرره العلماء في مسألة العصمة لأنبياء الله ورسله ..
فليس في كلام الشيخ يحيى الحجوري تخطئة لمنهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أبداً ..
قال سعيد بن عفير: [ياأباعمر ماموقفك من الحجوري عندما قال فالح الحربي أنه أوخز الدعوه السلفيه!!!].
الجواب:
هذا لا علاقة له في موضوع العصمة ولا ما تكلمت فيه هنا ..
وكلامك هذا لم يثبت عندي ..
ولو كان صحيحاً فهو باطل مردود على قائله ومعتقده..
فالشيخ فالح -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- من أعلام السلفية ومن أئمتها وليس هو بالمعصوم حاله حال إخوانه من المشايخ السلفيين .. (1)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
تنبيه: أرجو أن تبرز عن نفسك حتى أعرف مع من أتحدث ....
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
--------
(1) هذا الكلام قديم من الشيخ حفظه الله تعالى في ثناءه على فالح الحربي الحدادي
http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?p=9445
ومما جعلني أضع هذا التعليق هواعتراف العتيبي به
يتبع ان شاء الله
تعليق