مُخْتَارُ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ وَالأَقَاوِيلِ
لِبَعْضِ مَا يَتَعَلَّق بِالسَّرَاوِيلِ
بسم الله الرحمن الرحيم
لِبَعْضِ مَا يَتَعَلَّق بِالسَّرَاوِيلِ
كَتَبَهُ أَبُو عَبْد اللهِ خَالِد بن مُحَمَّد الغُرْبَانِي
بسم الله الرحمن الرحيم
مُقَدِّمَةٌ
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّهُ لا يَضُرُّ إِلاّ نَفْسَهُ وَلا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مَنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
أَمَّا بَعْدُ :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مَنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
فَنِعَمُ اللهِ عَلَيْنَا كَثِيرةٌ لا تُعَدُّ وَلا تُحْصَى وَمِنْ هَذِهِ النِّعَمْ نِعْمَةُ اللِّبَاسِ كَيْ نُوَارِيَ سَوْءَاتِنَا كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) الأَعْرَاف آية26.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِه عِنْدَ هَذِهِ الآيَةِ : يَمْتَنُّ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ بِمَا جَعَلَ لَهُمْ مِنَ اللِّبَاسِ والرِّيشِ. فَاللِّبَاسُ الْمَذْكُورُ هُنَا لِسَتْرِ الْعَوْرَاتِ، وَهْيَ السَّوْآتُ . والرَّيَاشُ والرِّيِشُ مَا يُتَجَمَّلُ بَهِ ظَاهِرًا . فَالأَوَّلُ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ، والرِّيشُ مِنَ التَكَمُلاتِ وَالزِّيَادَاتِ .
قُلْتُ : وَخَيْرُ اللِّبَاس مَا كَانَ مُوَافِقًا لِلْهَدْيِ النَّبَوِيِ، وَشَرُّهُ مَا كَانَ مُخَالِفًا لِهَدْيهِ ، فَمَا أَحْوَجَنَا لِلإِقْتِدَاءِ بِنَبِيّنَا صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، لاَ سِيِّمَا فِي هَذَا الْعَصْرِ الَّذِي انْقَلَبَت فِيهِ المَوَازِينُ فَأَصْبَحَ المُتَمَسِّكُ فِيهِ بِالسُّنَةِ مُتَخَلِّفًا رَجْعِيًّا، وَالمُتَزَيِّ بِلِبَاسِ الكُفَارِ مُتَحَضِّرًا، فَحَسْبنَا الله وَنِعْمَ الوَكِيل .
بَلْ قَدْ سَمِعْنَا عَنِ الْكَثِيرِ - مِمَّنْ يُنْسَبُ لِلْعِلْمِ - إِذَا سَافَرَ إِلَى دُوَلِ الْكُفْرِ لَبِسَ لِبَاسَهُمْ بَحُجَّةِ التَّأَقْلُمِ، فَتَرَاهُ قَدْ لَبِسَ (الْبِنْطَال) و (الْكَرَفِتَّة). بَيْنَمَا تَجِدْ الكُفَارَ إِذَا جَاءُوا لِبِلادِنَا لاَ يَلْبَسُونَ لَبَاسَنَا، بَلْ يَفْتَخِرُونَ بِلِبَاسِهِم وَشِعَارَاتِهِم.
وَمِنْ شِعَارَاتِهِم لِبْسُ السراويل دُونَ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ شَيْءٌ.
وَقَدْ تَفَنَنَ الكُفَارُ فِي هَذَا السراويل وطَوَرُوه إِلى (البِنْطَال) أَوْ (البَنْطَلُون) فَتَرَى مِنْهُ مَا يُسَمَّى بـ(الجِينْز) و(المَظْغُوط) حَتَى يَصِفَ العَوْرَةَ .
ولِلسَّرَاوِيلِ أَحْكَامٌ فِقْهِية أَحْبَبْتُ أَنْ أُنَبِّه عَلَى بَعْضِهَا، وَالعِلْمُ يَدْعُونَا إِلى ذَلِكَ حَتَّى نَتَفَقَّهَ في دِيِنِنَا وَنَعْرِفَ سُنَّةَ نَبِيِّنَا - صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم - ، وَبَعْد ذَلِكَ فَمَا عَلَى المُسْلِم الحَقّ إِلا الانْقِيَاد لِلسُنّةِ وَالحَقّ وَلا يَقُول الأَمْر سَهْل ، وَالمَسْأَلَةُ خِلافِيّة ، وَالعُلَمَاء اخْتَلَفُوا ، بَلْ عَلَيهِ أَنْ يُبَادِرَ إِلى السُّنّةِ وَيَلْتَزِمَ بهَا ، وَيَتَشرّف بهَا، وَلَوْ قَالَ النَّاس مَا قَالُوا ، فَإِنّهُ مَنْ أَرْضَى النَّاس بِسَخَطِ اللهِ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ وَمَنْ أَسْخَطَ النَّاسَ بِرَضَى اللهِ رَضِي اللهُ عَنْهُ .
وَهَذَا جَمْعٌ مُخْتصر ، ذكرتُ فيهِ بَعْض مَا يَتَعَلَّق بالسَّرَاويل ، أَسْألُهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – الإعَانة وَأَنْ يَجْعَل عَمَلِي خَالِصًا لِوجْهِه الَكَريم .
وَقَدْ سَمّيْتهُ مُخْتَارُ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ وَالأَقَاوِيلِ لِبَعْضِ مَا يَتَعَلَّق بِالسَّرَاوِيلِ .
وكان الفراغ منه قبل سنوات ثم راجعته وعدلت ما يحتاج إلى تعديل وما زال الكتاب تحت المراجعة يسر الله إتمامه .
كَتَبَهُ أَبُو عَبْد اللهِ خَالِد بن مُحَمَّد الغُرْبَانِي
من الهجرة النبوية الشريفة
محتويات الكتاب :
من هنا التحميل
- مَعْنَى السَّرَاوِيل
- الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها ذكر السراويل وما فيها من أحكام
- الآثار عن السلف في السراويل
- هل لبس النبي صلى الله عليه وآله وسلم السراويل
- حكم لبس السراويل في الحج
- حكم الصلاة بالسراويل
- هل يطلق على السراويل اسم كسوة
- الأحاديث الضعيفة في السراويل
- بعض فتاوى أهل العلم المعاصرين
من هنا التحميل
تعليق