إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بشرى : كتابي الدرر النقية في شرح المنظومة البيقونية - يقدم بحلة جديدة للطبعة الثانية

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بشرى : كتابي الدرر النقية في شرح المنظومة البيقونية - يقدم بحلة جديدة للطبعة الثانية

    سأنزله تباعا هنا للإستفادة , وللعلم فالحقوق محفوظة , وإذا انتهيت من إنزاله هنا سأرفقه في ملف

    مُقَدِمَةُ الشيْخ الفَاضِل المحُدِث العَلامَة النَّاصِح الأمِين
    يَحيَى بن عَلي الحَجُورِي حَفِظَه الله تَعَالى

    الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمَين ، وَأَشْهَدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنَّ مُحَمْداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أمَّا بَعدُ :
    فَإنَّ هَذهِ المنْظُومَةَ المُخْتَصَرةَ لِلنَّاظمِ البَيقُونِي رَحمهُ اللهُ عَلى قِلةِ عددِ أَبْيَاتِها جَعلَ اللهُ فِيْها بَرَكةً عَظِيمةً لِطُلابِ العِلْمِ فَصَارتْ مِفتَاحَاً للبَادِئينَ في عِلْمِ المُصْطَلحِ وَمنْ أَجْلِ ذَلكَ كَثُرتْ شُروحُهُا، فالعَادةُ أنَّ مَا عَظُمَ نَفْعهُ عَظُمَتْ العِنَايةُ بهِ ،وكانَ مِنْ تِلكَ الشُرُوحِ الكَثيرةِ هَذَا الشَرحُ المفِيْد ، فَهوَ يُعْتبرُ مِنْ أَحْسَنِ مَا رَأَيْتُ مِنَ الشُّروحِ لهذهِ المنْظُومَةِ ، فَقَدِ استَخْلَصهُ أخُونَا الفَاضلُ تُركِي بِن مِسْفِر العَبْدِيْنِي نَفَعَهُ اللهُ وَنَفَعَ بهِ مِنْ شُروحِهَا التِّي أَلمْحَ إِليهَا في مُقَدِمَتهِ للشَّرحِ المَذْكُورِ ، وَمِنْ مَصَادرَ أُخرى في علمِ المصطلحِ كَما يُلاحِظُ ذلكَ منْ نظرَ عزوهُ إلى تلكَ المصادرِ ، فجزاهُ اللهُ خيراً.
    كَتَبهُ: يَحيى بِنْ عَلِي الحَجُوْرِي
    3/جمَاد الثَاني 1428هـ

    مُقَدِّمَة ُ الشَّارِح
    الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ ، حَمداً كَثيراً طَيباً مُباركاً فيهِ كَما يحُبُ رَبنَا وَيَرضى، وأَشْهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحْدهُ لا شَريكَ لهُ ، وأَشْهدُ أنَّ محُمَداً عَبدُ اللهِ ورَسُولهُ ، وصَفِيهُ منْ خَلْقهِ ، وخَلِيْلُهُ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأَصْحَابهِ والتَّابِعيْن.
    أمَّا بَعدُ:
    فَإنَّ المنْظُومةَ البَيْقُونِيةَ فِي مُصطَلحِ الحَديثِ قدْ لَاقتْ شُهرةً وَاسِعةً بينَ طُلابِ العِلمِ والعُلماءِ , ومَا ذَاكَ إِلا لِسُهولةِ عِبَاراتِهَا ، وَعُذوبةِ أَلفَاظِهَا، وإخْلَاصِ نَاظِمهَا نَحْسبهُ كَذلكَ واللهُ حَسيبُهُ , ممَّا يَسرَ لِكَثيرٍ مِنَ المبتَدِئينَ الوُلوجُ فِي هَذا العِلمِ مِنْ طَريقهَا بِسُهولةٍ ويُسرٍ عَلى مَا فيهَا مِنْ قُصورٍ يَسيرٍ لَا يُخلُ بنَفاسَتها , وَمَكَانتهَا عِندَ أهْلِ العِلمِ وَطُلابهِ .
    وقَدْ كُنتُ مُتَردِداً في كِتَابةِ شَرحٍ عَليْها ، لِما رَأيتُ مِنَ الشُروحِ الكَثيرةِ لهَا ، المَطْبُوعةِ والمخْطُوطةِ ، ولِكُلِ شَرحٍ مَكانَتُهُ العَامَةُ في المكْتَبةِ العِلْمِيةِ ، وَمَكَانَتُه الخَاصةُ عِندَ مُؤَلِفهِ , فَقَلَّبْتُ النَظَرَ في كَثيرٍ مِنْ هَذهِ الشُرُوح ، فَرَأيْتُ جمَعاً مِن الشُرَّاحِ لَا يَتَطَرَّقُونَ لِفَكِ عبَارةِ البَيْتِ وَتَوْضِيْحِهَا , وَإِنَما يَشْرعُونَ في شَرحِ النَّوعِ المتَعَلقِ بِذَلكَ البَيْتِ مُبَاشَرةً ، وَلا يَخفَى عَلَى كَثيرٍ أَنَّ مَنْ أَرادَ دِرَاسةَ البَيْقُونِية فإنَّه أَوْلاً وَقَبلَ كُلِ شَيءٍ يُريْدُ فَهْمَ عِبَارَاتِها ، وَفَكَ وَتَوْضِيْحَ مَكْنُونِ أبْيَاتِها قَبلَ الخَوضِ فِي مَسائلِ النَّوعِ .
    وَهَذَا مَا سَلَكْتُهُ فِي هَذَا الشَّرْحِ , وَلله الحَمْدُ الذِي لَيْسَ بِالمُخْتَصَرِ المُخِلْ ، وَلَا هُوَ بِالطَوِيْلِ المُمِلِ ، ظَاهِر الفَهم ، سَلِس العِبَارةِ ، مُرَتَب ، مُنَقَّح ، وَحَرصْتُ فِيْه عَلى جمَعِ المَادَة المُهِمَةِ المُنَاسبةِ للمُبتَدىء في هَذا الشَّأنِ ، وَلمْ أُهْملْ هَذا الشَّرح مِنْ فَوائِدَ نَفِيسَةٍ ،وَتَقْييدَاتٍ فَريْدةٍ لَا يَسْتَغْني عَنْها طَالِبُ هَذا الفَن. وَهَذا الشَّرحُ لهَذه المنْظُومَة لَيْسَ بأَوَل شَرْح كَما تَعْلَم وَلَا هُوَ بِالأَخِيْر وِإنَّمَا هُو مُوَاكِبٌ لِذَلِك المَسِير لِشُروحِ هَذه المنْظُومَة الشَائِعةِ الذِّكْر.
    كَتَبَهُ :
    تُرْكِي بِنْ مِسْفِر بِنْ هَادِي مجَلِّي العَبْدِيْنِي
    دَارُ الحَدِيْثِ بِدَ مَّاجْ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد العزيز تركي العبديني; الساعة 08-09-2008, 04:53 PM.

  • #2
    عمَلِي فِي هَذَا الكِتَاب

    كَانَ عَمَلِي مُلَخَّصَاً فِي التَّالي :
    1- اعْتَمَدتُ فِي ضَبْطِ أَبْيَاتِ المَنْظُومَةِ عَلَى ثَلاثِ نُسَخً خَطْيَّة ، وَعِدَة مَطْبُوعَاتٍ أشْهرهَا مَطْبوعَة مَدَار الوَطن .
    2- اعْتَمَدتُ كَلَامَ بَعضِ الشُّراحِ المتَقَدمِينَ الذيْنَ اعْتَنوا بضَبْط الأبْيَات.
    3- لمْ أَسْتَفِد مِن المَخْطُوطَاتِ كَبير فَائِدة ، فَفِيهَا أخْطَاءٌ وَتصْحِيفَاتٌ تَجعلُ الشَّخصَ لا يَطْمَئن إلى مَا فِيهَا .
    4- نَقَلتُ هَذا الشَّرحَ مِنْ كَلامِ أهْلِ العِلْم مَعَ الإحَالَة إلى مَصَادرِ النَّقْلِ .
    5- نَبَّهتُ عَلى كَثِير مِن الضَّبطِ الذِي قَد يَقَع الغَلَط فيهِ وَمِن ذلكَ قولُ النَّاظِم:
    (وَذِي مِنَ اقْسَامِ الحَديثِ) فتنطق اقْسَام بإهْمَالِ الهَمْزَة لِأجْل النَّظْم .
    (ولم يَشُذَّ) بِفتحِ اليَاء، وضَمِ الشِّين المعجَمَة، وتَشْديْد الدَّال .
    (وَالحَسَنُ المعْرُوفُ طُرْقًا) بِإسكانِ الراءِ في طُرْقًا .
    (يَنْقُلَ عَمَّنْ فَوقَهُ بِعَنْ وَأَنْ) هَكَذا تُضْبَط، وَغَير ذَلكَ مما سَتجِدْهُ في ثَنَايا هَذَا الشَرح .

    تَرْجمةُ النَّاظم البَيقُوني رَحمهُ الله تعَالى
    ِفي «الأعْلَام» للزركلي (ج5/ص 64): البيقوني ؛ عمر (أو طه) بن محمد بن فتوح البيقوني، عالم بمصطلح الحديث، دمشقي، شافعي، اشتهر بمنظومته المعروفة باسمه " البيقونية " في المصطلح.
    وفي «معجم المؤلفين» (ج 5/ص 44): البيقوني (كان حيا قبل 1080ﻫ) = (1669 م): طه بن محمد بن فتوح البيقوني، محدث، أصولي، له البيقونية في مصطلح الحديث.
    وفي «الرسالة المستطرفة» (ص 215): و (لعمر بن محمد بن فتوح البيقوني الدمشقي الشافعي) منظومة تعرف (بالبيقونية) في علم المصطلح أيضا، وضع الناس عليها أيضا شروحا عديدة.

    شروح المنظومة البيقونية المطبوعة والمخطوطة ( )
    المنظومة البيقونية أو منظومة البيقوني هي منظومة من بحر الرجز تقع في (34) بيتًا كما ذكر المؤلف ذلك في آخرها، وطبعت عدة مرات.
    وقد اعتنى بهذه المنظومة جماعة من العلماء شرحًا وتعليقًا ومن ذلك:
    1 ـ شرح الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي المتوفى سنة (1122هـ) وهو مطبوع( )، وللشيخ عطية الله بن عطية الأجهوري الشافعي المتوفى سنة (1190هـ) رحمه الله تعالى حاشية على هذا الشرح طبعت عدة مرات.
    2 ـ شرح الشيخ محمود بن محمد بن عبد الدائم الشهير بنشابة المتوفى سنة (1308هـ) رحمه الله تعالى المسمى: " البهجة الوضية شرح متن البيقونية "، طبع سنة (1328هـ).
    3 ـ شرح الشيخ عثمان بن المكي التوزي الزبيدي المتوفى بعد سنة (1330هـ) رحمه الله تعالى سماه " القلائد العنبرية علي المنظومة البيقونية "، طبع مرتين.
    4 ـ شرح الشيخ محمد بن خليفة النبهاني المالكي المتوفى سنة (1369ﻫ) رحمه الله تعالى سماه " النخبة النبهانية بشرح المنظومة البيقونية "، طبع مرات.
    5 ـ شرح الشيخ حسن بن محمد المشاط المتوفى سنة (1399هـ) رحمه الله المسمى: " التقريرات السنية في شرح المنظومة البيقونية "، وهو شرح مختصر، طبع عدة مرات .
    6 ـ شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين المسمى " شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث " نشرته مكتبة الرشد في الرياض، الطبعة الأولى سنة (1415هـ) .
    7 ـ شرح الشيخ سيف الرحمن أحمد المسمى " بالسهل المسهل " طبعته دار الدعوة في الهند .
    8 ـ " التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية " للشيخ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد " طبعت الطبعة الأولى سنة (1413هـ)، كما طبعت ثانية سنة (1414هـ) نشر المكتبة الإسلامية في الأردن .
    9ـ شرح الشيخ محمد أمين بن عبد الله الأثيوبي المسمى " الباكورة الجنية من قطاف متن البيقونية " طبع في مطابع الصفا بمكة المكرمة .
    10 شرح شيخنا الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، وما زال في أشرطة، وغيرها من الشروح الكثيرة للعلماء المعاصرين حفظهم الله المطبوعة، والمسجلة .

    ومن الشروح المخطوطة:
    1 ـ شرح الشيخ عبد القادر بن جلال الدين المحلي الذي كان حيًا سنة
    (1065هـ) المسمى" فتح القادر المعين في شرح منظومة البيقوني في علم الحديث "، منه نسخة في مكتبة الملك سعود برقم (342) .
    2 ـ شرح الشيخ أحمد بن محمد الحسيني الحموي الحنفي المتوفى سنة (1098هـ)، منه نسخة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
    3 ـ شرح الشيخ محمد بن محمد البديري الدمياطي المشهور بابن الميت المتوفى سنة (1140هـ) المسمى " صفوة الملح في شرح منظومة البيقوني في متن المصطلح "، منه نسخة في دار الكتب المصرية برقم (23264/ت) وأخرى برقم (25882/ب) ونسخة في المكتبات الوقفية في حلب، ومنها صورة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونسخة في الأزهرية( ) .
    4 ـ شرح الشيخ خالد الجزماتي المتوفى بعد سنة (1315هـ) رحمه الله المسمى " الزهرة السمية " منه نسخة في الخزانة الطلسية .
    5 ـ شرح الشيخ محمد بدر الدين بن يوسف المدني الدمشقي المتوفى سنة (1354هـ) المسمى " الدرة البهية في شرح المنظومة البيقونية" منه نسخة في الخزانة العامة في الرباط، ومنها صورة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (6439 ف) .
    6 ـ " حواش ِِعلى المنظومة البيقونية " للشيخ عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى الأهدل المتوفى سنة (1250هـ) رحمه الله تعالى، منه نسخة في مكتبة جامعة الملك سعود برقم (598) وأخرى برقم (1351) .
    7 " كشف الظنون والدر المصون بشرح متن البيقون "، للشيخ: مصطفى بن ملا محمد الكردي، مازال مخطوطا في دار المخطوطات ببغداد.
    8 " شرح البيقونية في مصطلح الحديث " للسيد محمد عثمان بن محمد المكي الميرغني (ت1268 هـ) .
    9 "شرح البيقونية في مصطلح الحديث " للشيخ حسن بن غالي الأزهري المالكي الحداوي المصري (ت1202هـ).( )
    10 " التحفة الزينية في شرح المنظومة البيقونية "، للشيخ زين بن أحمد بن زين الصياد المرصفي الأزهري الشافعي (ت 1300ﻫ) .
    11 "شرح البيقونية " للشيخ عبد الغني بن محمد السوداني البرهاني ت 1151هـ .
    12 " شرح البيقونية " للشيخ محمد بن معدان الحاجري، الفقيه، الشافعي الشهير " بمحمد جاد المولى " (ت 1228 هـ).( )
    13 الكواكب النورانية على البيقونية للعلامة عبد الله بن علي بن عبد الرحمن الأزبكي المصري الشافعي الملقب بالصغير والمعروف بسويدان (ت 1234ﻫ) .
    14 شرح البيقونية للفقيه الأصولي النحوي علي بن محمد بن عامر النجار المصري الشافعي (ت 1351 هـ) .
    15 حاشية على البيقونية لمصطفى بن علي البلتاني كان حيا سنة 1249هـ.( ) .
    16 شرح للشيخ أبي الطيب صديق بن حسن خان القنوجي البخاري الهندي (ت 1307 هـ) سماه " العرجون في شرح البيقون ".

    نص المنظومة البيقونية[عدد الأبيات: 34] [البحر: الرجز]


    أَبْدَأُ بِالحَمْدِ مُصَلِّيًا عَلَىٰ
    مُحَمَّـدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلاَ

    وَ ذِي مِنَ اقْسَامِ الحَدِيثِ عِدَّهْ
    وَكُلُّ وَاحِدٍ أَتَى وَحَدَّهْ

    أَوَّلُهَا الصَّحِيحُ وَهْوَ مَا اتَّصَلْ
    إِسْنَادُهُ وَلَمْ يَشُذَّ أَوْ يُعَلْ

    يَرْويـهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثلِهِ
    مُعْتَمَدٌ فِي ضَبْطِهِ وَ نَقْلِهِ

    وَالحَسَنُ المَعْرُوفُ طُرْقًا وَغَدَتْ
    رِجَالُهُ لاَ كَالصَّحيحِ اشْتَهَرَتْ

    وَكُلُّ مَا عَنْ رُتْبَةِ الحُسْنِ قَصُرْ
    فَهْوَ الضَّعِيفُ وَهْوَ أَقْسَامٌ كُثُرْ

    ومَا أُضِيفَ للنَّبِي المَرْفُوعُ
    وَمَا لِتَابِعٍ هُوَ المَقْطُوعُ

    وَالمُسْنَدُ المُتَّصِلُ الإِسْنَادِ مِنْ
    رَاوِيهِ حَتَّى المُصْطَفَى وَ لَمْ يَبِنْ

    ومَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِلْ
    إِسْنادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَالمُتَّصِلْ

    مسَلْسَلٌ قُلْ مَا عَلَى وَصْفٍ أَتَى
    مِثْلُ أمَا وَ اللهِ أَنْبَانِي الفَتَى

    كذَاكَ قَدْ حَدَّثَنِيهِ قَائِمَا
    وْ بَعْدَ أنْ حَدَّثَنِي تَبَسَّمَا

    عزِيزُ مَرْوِي اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَهْ
    مَشْهُورُ مَروِيْ فَوْقَ مَا ثَلاَثَهْ

    معَنْعَنٌ كَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ كَرَمْ
    وَمُبْهَمٌ مَا فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمْ

    وَ كُلُّ ما قَلَّتْ رِجَالُهُ عَلاَ
    وَ ضِدُّهُ ذَاكَ الَّذِي قَدْ نَزَلاَ

    وَمَا أَضَفْتَهُ إِلَى الأَصْحَابِ مِنْ
    قَوْلٍ وَفِعْلٍ فَهْوَ مَوْقُوفٌ زُكِنْ

    وَمُرْسَلٌ مِنْهُ الصَّحَابِيُّ سَقَطْ
    وَقُلْ غَرِيبٌ مَا رَوَى رَاوٍ فَقَطْ

    وَكُلُّ مَا لَمْ يَتَّصِلْ بِحَالِ
    إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعُ الأوْصَالِ

    وَالمُعْضَلُ السَّاقِطُ مِنْهُ اثْنَانِ
    وَمَـا أَتَى مُدَلَّـسًا نَوْعَانِ

    الأوَّلُ الإسْقُاطُ للشَّـيْخِ وَأَنْ
    يَنْقُلَ عَمَّنْ فَوقَهُ بِعَنْ وَأَنْ

    وَالثَّانِ لا يُسْقِطُهُ لٰكِنْ يَصِفْ
    أوْصَافَهُ بِمَا بِهِ لاَ يَنْعَـرفْ

    وَمَا يُخالِفْ ثِقَةٌ بِهِ المَلاَ
    فَالشَّاذُ وَالمَقْلُوبُ قِسْمانِ تَلاَ

    إِبْدَالُ رَاوٍ مَا بِرَاوٍ قِسْـمُ
    وَقَلْـُب إِسْنَادٍ لِمَتْنٍ قِسْـمُ

    وَالفَرْدُ مَا قَيَّدْتَهُ بِثِقَةِ
    أو جَمْعٍ أوْ قَصْرٍ عَلَى رِوايَةِ

    وَمَا بِعِلَّةٍ غُمُوضٍ أَوْ خَفَا
    مُعَلَّلٌ عِنْدَهُمُ قَدْ عُـرِفَا

    وَذُو اخْتِلاَفِ سَنَدٍ أوْ مَتْنِ
    مُضْطَربٌ عِنْدَ أُهَيْلِ الفَنِّ

    وَالمُدْرَجَاتُ فِي الحَدِيثِ مَا أَتَتْ
    مِنْ بَعْضِ ألفاظ الرُّوَاةِ اتَّصَلَتْ

    وَمَا رَوَى كُلُّ قَرِينٍ عَنْ أخِهْ
    مُدَبَّجٌ فَاعْرِفْهُ حَقًّا وَانْتَخِهْ

    مُتَّفِقٌ لَفْظًا و خَطًّا مُتَّفِقْ
    وَضِدُّهُ فِيمَا ذَكَرْنَا المُفْتَرِقْ

    مُؤْتَلِفٌ مُتَّفِقُ الخَطِّ فَقَطْ
    وَضِدُّهُ مُخْتَلِفٌ فَاخْشَ الغَلَطْ

    وَالمُنْكَرُ الفَرْدُ بِهِ رَاوٍ غَدَا
    تَعْدِيلُهُ لاَ يَحْمِلُ التَّفَرُّدَا

    متْرُوكُهُ مَا وَاحدٌ بِهِ انْفَرَدْ
    وَأجْمَعُوا لِضَعْفِهِ فَهْوَ كَرَدْ

    وَالكَذِبُ المُخْتَلَقُ المَصْنُوعُ
    عَلَى النَّبِي فَذَلِكَ المَوْضُوعُ

    وَقَدْ أتَتْ كَالجَوْهَرِ المَكْنُونِ
    سَمَّيْتُهَا مَنْظُومَةَ البَيْقُونِي

    فوْقَ الثَّلاثِينَ بِأَربَعٍ أَتَتْ
    أَبْياتُهَا تَمَّتْ بِخَـيْرٍ خُتِمَتْ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد العزيز تركي العبديني; الساعة 08-09-2008, 04:45 PM.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكم وفي علمكم أبا عبد العزيز

      تعليق


      • #4
        COLOR="Red"]قال الناظم رحمه الله تعالى:
        أَبْدَأُ بِالحَمْدِ مُصَلِّيًا عَلَىٰ
        مُحَمَّـدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلاَ

        وَذِي مِنَ أَقْسَامِ الحَدِيثِ عِدَّهْ
        وَكُلُّ وَاحِدٍ أَتَى وَحَدَّهْ

        الشرح والتوضيح:[/COLOR]
        " أَبْدَأُ ": يحتمل أنه ابتدأ به بدأ حقيقيا ً، بناء على أن الناظم لم يذكر البسملة أصلًا، وما يوجد في أوائل بعض النسخ فهو من وضع الطلبة، ويكون المراد منه المفهوم الكلي الذي هو الثناء على الله، وهو يحصل بالحمدلة، ويحتمل أنه ابتدأ به بدأ إضافيًا، بناء على أن البسملة من وضع المصنف، وجمع بينهما محافظة علي الأكمل والأفضل، ويحتمل أن المعنى: أبدأ في النظم بالحمد؛ أي أجعله جزءً فيه، وهو لا ينافي تقدم البسملة عليه.( )
        " بِالحَمْدِ ": أي لله، ولم يصرح به لضيق النظم، ولأنه معلوم، إذ المحامد كلها مختصة به تعالى.( )
        " مُصَلِّيًا عَلَىٰ مُحَمَّـدٍ ": (مُصَلِّيًا عَلَىٰ ): حال , و(مُحَمَّـد) علم منقول من صفة الحمد , وهو بمعنى محمود سماه به جده وهو أشهر أسمائه > وقد تكرر في القرآن في أربعة مواضع هي قوله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ }[آل عمران/144] , وقوله تعالى : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [الأحزاب/40] , وقوله تعالى : {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ }[محمد/2] , وقوله تعالى :{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح/29] .
        " خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلاَ ": خيرته على الإطلاق، وحتى أولى العزم فخيرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم على غير المرسلين من باب أولى، والدليل على كونه أفضل الخلق على الإطلاق المستفاد من كلام المصنف قرآني وسني.
        أما القرآني: فقوله تعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: 110)، فقد أفادت هذه الآية، أفضلية هذه الأمة على غيرها من الأمم، وأفضليتها بسبب تبعيتها لنبيها لا لشئ فيها غير التبعية، فيستفاد أفضليته على غيره.( )
        وأما السنة فقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ ". متفق عليه.
        و قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ القَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ". رواه مسلم.
        قال النووي( ): والعلماء أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير الخلق كلهم من الملائكة، والآدميين؛ فإن قيل: كيف قلتم بالتفضيل؟
        وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي : صلى الله عليه وسلم: " لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ "( )،وفي الحديث الآخر "لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ ".( )
        فالجواب من أوجه:
        أحدها: أن النهى عن تفضيل يؤدى إلى تنقيص بعضهم، فإن ذلك كفر بلا خلاف.
        الثاني: أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى قبل أن يعلم أنه خير الخلق، فلما علم قال: أنا سيد ولد آدم.( )
        الثالث: نهى تأدبا، وتواضعا.
        الرابع: نهى لئلا يؤدى إلى الخصومة، كما ثبت في الصحيح في سبب ذلك.
        الخامس: نهى عن التفضيل في نفس النبوة، لا في ذوات الأنبياء، ولا تتفاوت النبوة، وإنما التفاوت بالخصائص، وقد قال الله تعالى: ﴿فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ الله وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾ (سورة البقرة: 253)
        " وَ ذِي": مُبتدأ، أي هذه، فهي إشارةٌ إِلى موجودٍ فِي الذهنِ إنْ كانتْ قبلَ التأليفِ . ( )
        " مِنَ ": تبعيضية، وهذا هو اللائق بهذه المنظومة، فالناظم ذكر بعضا من أقسام الحديث لا كل أقسام الحديث وأنواعه، والله أعلم.
        " اقْسَامِ الحَدِيثِ ": بِنَقْل حَركة الهَمزة إلى الساكن قَبْلها لِلوزن , ( )فتُنطق بإهمال الهمزة ، فيقال: (مِنَ اقْسام الحديث عِدَّة).
        والظاهر أنه لا حاجة لتقدير المضاف الذي قدره الزرقاني بقوله : "من أقسام علم الحديث " , لأن الحديث يسمى بتلك الأسماء اصطلاحاً ؛ فيقال : حديث صحيح , وحديث حسن , وحديث ضعيف .. إلخ .( )
        و (أقسام): مأخوذة من (قسم)، قال ابن فارس: " القاف، والسين، والميم، أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما على جمالٍ، وحُسن، والآخر على تجزئة شيء ".( ) والمعنى الثاني، هو ما أراده الناظم رحمه الله.
        وأراد بالأقسام هنا، ما يشمل الأنواع المندرجة تحت الأقسام، وإلا فأقسام الحديث لا تخرج عن ثلاثة، كما قال الأكثرون صحيح، وحسن، وضعيف؛ لأنها إن اشتملت من أوصاف القبول على أعلاها؛ فالصحيح، أو على أدناها، فالحسن، أولم تشتمل على شيء منهما، فالضعيف , ومنهم من لم يفرد نوع الحسن، ويجعله مندرجا في الصحيح.( )
        " عدة ": بكسر العين المهملة خبر المبتدأ , أي معدودة، وقد عدها أكثر شراح البيقونية اثنان وثلاثون نوعا.
        " وَكُلُّ وَاحِدٍ أَتَى وَحَدَّهْ ": يعني أن كل واحد من الأقسام المذكورة، وضع له اسم يخصه من كونه صحيحًا أو حسنًا... إلى آخرها، مع تعريفه برسمه ببعض خواصه كالحديث الصحيح، أو بالمثال كالحديث المعنعن.( )
        فكل نوع، وقسم أتى في المنظومة، ومعه حدُّه أي: تعريفه.
        وقوله: (وحدّه): بتشديد الدال وفتحها منصوب على أنه مفعول معه , قال ابن فارس( ): (حد)؛ الحاء والدال أصلان: الأوّل المنع، والثاني طَرَف الشيء. فالحدّ: الحاجز بَيْنَ الشَّيئين. وفلان محدودٌ، إذا كان ممنوعًا،.. ويقال للبوَّاب حَدّاد، لمنْعِه النَّاسَ من الدخول....وأمّا الأصل الآخَر: فقولهم: حدُّ السَّيف وهو حَرْفه، وحدُّ السِّكِّين. أ. هـ
        وفي اصطلاحهم عرف بتعاريف أكثرها منطقية , ورأيت له تعريفًا مناسبًا سهلاً وهو : وصف الشيء وصفًا مساويًا . ونعني بالمساواة أن ليس فيه زيادة تخرج فردًا من أفراد الموصوف، ولا نقصان يدخل فيه غيره.( )

        تعليق


        • #5
          أَولاً: الحَديثُ الصَّحـِــيحُ
          قَال َالنَّاظِمُ رحِمَه الله ُ تَعَالى:
          أَوَّلُهَـاالصَّحِيــحُ وَهْـوَمَا اتَّصَــلْ إِسْنَادُهُ وَلَمْ يَشُذَّ أَوْ يُعَلْ

          يَرْويـهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثلِهِ مُعْتَمَدٌ فِي ضَبْطِهِ وَ نَقْلِهِ


          الشرح والتوضيح:
          " أَوَّلُهَا ": أي الأقسام .
          " الصَّحِــيحُ ": وقدمه لاستحقاقه التقديم رتبة ووضعا ( ) وهو في اللغة ضد المكسور والسقيم ( ) واصطلاحا هو ما اتصل إسناده، بنقل عدل، تام الضبط، عن مثله ، إلى منتهاه ، ولا يكون شاذا، ولا معللا بقادح .
          فجمع هذا التعريف شروطا للحديث الصحيح كالتالي:إتصال السند.
          العدالة.
          الضبط التام.
          عدم الشذوذ.
          عدم العلة.
          ولتعريف اتصال السند لا بد أن نعرف طرفيه وهما:
          السند: وهو معرف بعدة تعريفات:
          التعريف الأول: سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن .
          التعريف الثاني: الإخبار عن طريق المتن ،( ) أو حكاية طريق المتن ( ).
          التعريف الثالث: رفع الحديث إلى قائله.
          والتعريف الأول قد انتقد كما في شرح لغة المحدث( ) , وبالرغم من شهرة هذا التعريف عند المعاصرين إلا أنني لم أره في شيء من كتب أئمة المصطلح ممن صنف على غرار كتاب ابن الصلاح والله أعلم .
          ، والتعريف الثالث إنما هو معناه لغة على الأصح( )، وإن كان بعض العلماء جعله اصطلاحاً( )، وإلا فالسند والإسناد عند المحدثين شيء واحد، والثاني أحسن تعريف.
          2 الاتصال: والمتصل هو ما سَلِمَ إِسنادُه مِن سُقوطٍ فيهِ، بحيثُ يكونُ كُلٌّ مِن رجالِه سَمِعَ ذلكَ المَرْوِيَّ مِنْ شيخِهِ( )، أو تلقاه عنه بالأجازة، أو المناولة، أو نحو ذلك من طرق التحمل المعتبرة.
          " وَهْوَ مَا اتَّصَلْ إِسْنَادُهُ ": قوله: "وهْو"، بتسكين (الهاء)؛ فتحريك (الهاء) يُخل بالنظم , فشرط الحديث الصحيح اتصال السند ، فخرج بذلك مالم يتصل إسناده بحال ، كالمرسل , والمنقطع , والمعضل، والمعلق .
          " وَلَمْ يَشُذَّ ": بفتح الياء التحتية وضم الشين المعجمة وتشديد الذال.
          والشذوذ في اللغة:
          قال ابن فارس( ): (شذ) الشين، والذال، يدلُّ على الانفراد، والمفارَقة، شَذّ الشيء، يَشِذُّ، شذوذًا .
          وفي الإصطلاح: يطلق على مخالفة من يحتج به لمن هو أولى منه، وعلى تفرد الراوي ما لا يحتمله، وسيأتي مزيد بسطٍ لهما.
          " أو يُعَلّ ": من العلّة ويقصد بها هنا العلة القادحة وهي عبارة عن أسباب خفية غامضة قادحة في الحديث، فالحديث المعل هو: الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته، مع أن الظاهر السلامة منها ".( ) وسيأتي مزيد بسط لذلك في موضعه.
          " يَرْويـهِ عَدْلٌ ": والمُرادُ بالعَدْلِ: مَنْ لهُ مَلَكَةٌ تَحْمِلُهُ على مُلازمةِ التَّقوى والمُروءةِ. قاله الحافظ ابن حجر.( )
          وتعقبه الصنعاني فقال( ): تفسير العدالة بما ذكره الحافظ تطابقت عليه كتب الأصول... ثم قال( ): والحاصل أن تفسير العدالة بالملكة المذكورة ليس معناها لغة، ولا أتى عن الشارع حرف واحد بما يفيدها، والله تعالى قال في الشهود: ﴿وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ﴾، ﴿مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ﴾، وهو كالتفسير للعدل.
          والمرضي: من تسكن النفس إلى خبره، ويرضى به القلب ولا يضطرب من خبره، ويرتاب،... فالعدل من اطمأن القلب إلى خبره، وسكنت النفس إلى ما رواه.
          ثم قال: فهذا تشديد في العدالة لا يتم إلا في حق المعصومين، وأفراد من خلص المؤمنين... وقال: وحصول هذه الملكة في كل راو من رواة الحديث عزيز الحصول لا يكاد يقع، ومن طالع تراجم الرواة علم ذلك، وأنه ليس العدل إلا من قارب، وسدد، وغلب خيره، شره.
          ثم قال: وهذا بحث لغوي، لا يقلد فيه أهل الأصول، وإن تطابقوا عليه، فهو مما يقوله الأول، ثم يتابعه عليه الآخر، من غير نظر.
          وقال أيضًا( ): وقد قال الشافعي في العدالة قولا، استحسنه كثير من العقلاء من بعده قال: " لو كان العدل من لم يذنب، لم نجد عدلا، ولو كان كل ذنب لا يمنع من العدالة، لم نجد مجروحًا، ولكن من ترك الكبائر، وكانت محاسنه أكثر من مساوئه، فهو عدل ".
          " ضَابِطٌ ": للضبط عدة معان في اللغة( ): منها: الحزم، ولزوم الشيء مع عدم مفارقته، ومنها: الحفظ، ومنها: إصلاح الخلل فيقال ضبط الكتاب، ونحوه، أي أصلح خلله، وصححه، ونحوه.
          والضبط في الإصطلاح: هو أن يكون الراوي متيقظًا، غير مغفلٍ، ولا ساهٍ، ولا شاكٍ، في حالتي التحمل والأداء.( )
          وقال الكفوي: سماع الكلام كما يحق سماعه، ثم فهم معناه الذي أريد به، ثم حفظه ببذل مجهوده، والثبات عليه بمذاكرته إلى حين أدائه، وكمال الوقوف على معانيه الشرعية.( )
          قال ابن الأثير رحمه الله( ): الضبط نوعان: ظاهر، وباطن.
          فالظاهر، ضبط معناه من حيث اللغة.
          والباطن، ضبط معناه من حيث تعلق الحكم الشرعي به وهو الفقه.
          ومطلق الضبط الذي هو شرط الراوي هو الضبط ظاهرا عند الأكثر لأنه يجوز نقل الخبر بالمعنى.
          والضَّبْطُ الذي هو الظاهر على تقسيم ابن الأثير ((ضبطان )):( )
          ضَبْطُ صَدْرٍ : وهُو أَنْ يُثْبِتَ ما سَمِعَهُ بحيثُ يتمكَّنُ مِن استحضارِهِ مَتى شاء. والمقصود منه أن يتعاهد حفظه، وإلا فالنسيان، والسهو، يطرأ على الإنسان، وكان لهم طرق متعددة في تعاهد الحفظ، فتارة بالمذاكرة بأن يجلس اثنان أو أكثر فيتذاكرون حفظهم عن شيوخهم وتارة بالتكرار.
          وضَبْطُ كِتابٍ : وهُو صيانَتُهُ لديهِ مُنذُ سمِعَ فيهِ وصحَّحَهُ إِلى أَنْ يُؤدِّيَ منهُ.
          وضبط الكتاب يكون من جهتين :
          1 أن يكون ضابطا له أثناء الكتابة فلا يأخذه إلا من أصل صحيح، ويعرض ما كتبه من أصل شيخه عليه، فقد قال غندر رحمه الله: " لزمت شعبة عشرين سنة، لم أكتب من أحد غيره شيئا، وكنت إذا كتبت عنه، عرضت عليه ". كما في تهذيب التهذيب.
          2 حفظه في مكان يسلم فيه من أثر رطوبة، أو حرارة، أو عبث عابث كالأطفال، أو تغيير فيه من وراقي السوء، فقد ضعف قوم بسبب وراقيهم كسفيان بن وكيع بن الجراح وقيس بن الربيع.
          " عَنْ مِثلِهِ ": في العدالة، والضبط، والإتقان، من أول السند، إلى آخره، بأن ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو إلى من دونه، فيشمل الموقوف، وغيره.
          " مُعْتَمَدٌ فِي ضَبْطِهِ وَنَقْلِهِ ": بياناً لضابط، أي في ضبطه صدراً، أو نقله كتاباً( ) , وهذا تأكيد لشرطية الضبط في الراوي .
          مثال الحديث الصحيح:ما رواه إمام الأئمة، الإمام البخاري رحمه الله في أول صحيحه قال:
          حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ؛ عَبْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ؛ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ؛ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى المِنْبَر ِقَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُولُ: " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ".
          ولنتعرف الآن على الحديث؛ فننظر هل تجتمع فيه شروط الصحيح ؛ فيكون مقبولاً، أم ينقصه شرط ، أو أكثر.
          أما الشرط الأول: فهو اتصال السند ؛ وهذا الحديث إسناده متصلٌ ؛ لأن كل راوٍ من رواته سمعه من شيخه .
          أما الشرط الثاني والثالث: فعدالة الرواة وتمام الضبط ؛ وعند تتبع حال رواته وأوصافهم ـ في الكتب التي تعنى بتراجم الرواة والتعريف بهم ـ ولنأخذ التقريب لابن حجر كمثال فقد وجدناهم عدولاً ضابطين ، وإليك وصفهم منه:
          عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحميدي المكي أبو بكر ثقة حافظ فقيه , أجل أصحاب بن عيينة , من العاشرة , مات بمكة سنة تسع عشرة وقيل بعدها , قال الحاكم : كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره .
          سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه إمام حجة...
          يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي ثقة ثبت .
          محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي أبو عبد الله المدني ثقة .
          علقمة بن وقاص بتشديد القاف الليثي المدني ثقة ثبت .
          عمر بن الخطاب صحابي جليل القدر ولا يبحث في الصحابة، فكلهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم .
          أما الشرط الرابع: فهو عدم الشذوذ وهذا حديث محفوظ ـ غير شاذ ـ
          وأما الشرط الخامس: فهو عدم العلة؛ وهذا الحديث ليس فيه علة من العلل.
          درجته: بعد أن درسنا هذا الحديث إسنادا ومتنا تبيّن لنا أن هذا الحديث صحيح؛ لأن إسناده متصلٌ، ولكون رواته ثقات متقنين، وليس شاذا ولا معللاً.

          تعليق


          • #6
            ثانيًا: الحديث الحسن
            قال الناظم رحمه الله تعالى:
            وَالحَسَنُ المَعْرُوفُ طُرْقًا وَغَدَتْ
            رِجَالُهُ لاَ كَالصَّحيحِ اشْتَهَرَتْ


            الشرح والتوضيح:
            (( وَالحَسَنُ )) وهو لغة ضد القبيح وقدم لاشتراكه مع الصحيح في الحجة , والحسن لما كان بالنظر لقسميه الاثنين تتجاذبه الصحة والضعف اختلف تعبير الأئمة في تعريفه فقيل كما ذكر الناظم رحمه الله :
            ((المَعْرُوفُ طُرْقًا )) أي المعروف مخرجه وهو كونه شامياً , عراقياً , مكياً , كوفياً كأن يكون الحديث من رواية راو قد اشتهر برواية حديث أهل بلده كقتادة ونحوه في البصريين , فإن حديث البصريين إذا جاء عن قتادة ونحوه كان مخرجه معروفا بخلافه عن غيرهم , وذلك كناية عن الاتصال إذا المرسل,والمنقطع,والمعضل لعدم بروز رجالها لا يعلم مخرج الحديث منها.( )
            ومع ذلك فهذا التعريف الذي عرفه الناظم تبعا لغيره ليس فيه كبير تلخيص , فالصحيح أيضا عرفت طرقه وعرف مخرجه واشتهرت رجاله , وكذا الضعيف عرف مخرجه بالضعف .
            ((وَغَدَتْ )) : من غدا، يغدو، غدوًا، وهو هنا بمعنى صارت .
            (( رِجَالُهُ لاَ كَالصَّحيحِ اشْتَهَرَتْ )) : هذا هو مراد كثير ممن عرف الحديث الحسن كالخطابي ومن تبعه كالناظم فإن العلائي يقول : إنما يتوجه الاعتراض على الخطابي أن لو كان عرف الحسن فقط أما وقد عرف الصحيح أولا ثم عرف الحسن فيتعين حمل كلامه على أنه أراد بقوله عرف مخرجه واشتهر رجاله ما لم يبلغ درجة الصحيح ويعرف هذا من مجموع كلامه. انتهى.( )
            ومع هذا فهو تعريف غير منضبط , وليس على صناعة الحدود والتعريفات ( ) ,
            ولتوضيح الحديث الحسن أقول : ينقسم الحديث الحسن إلى قسمين: حسن لذاته , وحسن لغيره .
            1 فالحسن لذاته: هو ما اتصل سنده بنقل عدل خفيف الضبط عن مثله أو أرفع منه إلى منتهاه، ولا يكون شاذا ولا معلا .
            ومحصله أنه هو والصحيح سواء إلا في تفاوت الضبط ، فراوي الصحيح يشترط أن يكون موصوفا بالضبط الكامل.
            وراوي الحسن لا يشترط أن يبلغ تلك الدرجة، وإن كان ليس عريّاً عن الضبط في الجملة، ليخرج عن كونه مغفلاً، وعن كونه كثير الخطأ، وما عدا ذلك من الأوصاف المشترطة في الصحيح، فلا بد من اشتراط كله في النوعين. انتهى( )
            قال طاهر الجزائري رحمه الله( ): والحسن لذاته إذا ورد من طريق آخر، مساوٍ للطريق الذي ورد منه، أو أرجح، ارتفع إلى درجة الصحيح لغيره.( )
            وهو الحسن لذاته، إذا روي من طريق آخر مثله، أو أقوى منه وسمّي صحيحا لغيره لأن الصحة لم تأت من ذات السند، وإنما جاءت من انضمام غيره إليه.
            2 والحسن لغيره: هو كل حديث ضعيف انجبر ضعفه بمجيئه من طريق آخر مثله، أو فوقه.
            مثال للحديث الحسن لذاته
            قال الإمام أبوداود في سننه برقم (3667):
            حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ يَعْنِي ابْنَ مُطَهَّرٍ أَبُو ظَفَرٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ العَمِّىُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  قَالَ:
            قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ الله تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ الله مِنْ صَلَاةِ العَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً ".
            ولو قمنا بتتبع رجال إسناد هذا الحديث من أقرب المصادر، وهو التقريب مثلا، نجد ما يلي:
            محمد بن المثنى بن عبيد العنزي بفتح النون والزاي أبو موسى البصري، المعروف بالزمن مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت من العاشرة، وكان هو وبندار فرسي رهان وماتا في سنة واحدة.
            عبد السلام بن مطهر بن حسام الأزدي أبو ظفر بفتح المعجمة والفاء البصري صدوق( ) من التاسعة مات سنة أربع وعشرين.
            موسى بن خلف العمي بتشديد الميم أبو خلف البصري صدوق عابد له أوهام من السابعة.
            قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي أبو الخطاب البصري ثقة ثبت يقال ولد أكمه وهو رأس الطبقة الرابعة مات سنة بضع عشرة.
            وأما أنس بن مالك فصحابي جليل، وهم معدلون بتعديل الله لهم.
            قال شيخنا مقبل رحمه الله في الصحيح المسند (1/86): هذا حديث حسن، رجاله رجال الصحيح، إلا موسى بن خلف وهو حسن الحديث.
            فمن هذا يتبين لك أن في السند من وصف بكون حفظه ليس بالتام، وهي مرتبة الصدوق ونحوها، فمثل هذا يحسن العلماء حديثه، وينزل من درجة الصحيح إلى درجة الحسن لخفة ضبطه.
            مثالين للحديث الحسن لغيره:
            1 حديث "من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني الله له قصرا في الجنة" أخرجه أحمد عن معاذ بن أنس الجهني.( )
            وقد أدرجت تخريجه مختصرا في الحاشية.
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
            حسن لغيره. رواه " أحمد " (3/437) وابن السني في" عمل اليوم والليلة " (693) و الطبراني في "المعجم الكبير" (20/151 152) رقم (397) و (398) وغيرهم من طريقي رشدين بن سعد وابن لهيعة عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه به.
            وهذا إسناد ضعيف، لضعف زبان وكذا القول في سهل فإنه يروي عن زبان .
            وقد قال " الحافظ " في " التقريب ": لا بأس به إلا في روايات زبان عنه، وأما ابن لهيعة ورشدين وإن كانا ضعيفين إلا أن أحدهما جبر صاحبه بمتابعته والله أعلم.
            وللحديث شاهد مرسل صحيح الإسناد رجاله كلهم ثقات رواه الدارمي ج2/ص551 برقم (3429) فقال: حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة قال أخبرني أبو عقيل انه سمع سعيد بن المسيب يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بها قصر في الجنة ومن قرأ عشرين مرة بني له بها قصران في الجنة ومن قرأها ثلاثين مرة بني له بها ثلاثة قصور في الجنة ".


            2 حديث: " ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " أخرجه الترمذي و" ابن ماجه " وغيرهما وتفصيل تخريجه في الحاشية.( ).
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
            حسن لغيره. رواه " أحمد " (2/362) و " الترمذي " (3370) و" ابن ماجه " (3829)
            وغيرهم من طريق عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أخي الحسن عن أبي هريرة.
            وهذا إسناد ضعيف لضعف عمران وهو ابن داور وقد أورده " العقيلي " في ضعفائه (3/301) وذكر له هذا الحديث، وقال: لا يتابع عليه بهذا اللفظ، ولا يعرف إلا به.
            وذكره " البخاري " في تاريخه الكبير ج2/ص355 هكذا: حميد أبو المليح الفارسي المديني سمع أبا صالح سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ". قلت: وهذا معلق وفيه أبو صالح وهو الخوزي ضعيف.
            ورواه "القضاعي" في "مسنده" ج2/ص214 رقم (1214) من طريق بشار الخفاف نا عبد الرحمن بن مهدي عن أبان العطار عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة به .
            وهذا إسناد ضعيف وبشار هو ابن موسى الخفاف ضعيف كثير الغلط كثير الحديث كما في " التقريب ".

            تعليق


            • #7
              ثالثًا: الحَدِيث الضَّعِيفُ
              قال الناظم رحمه الله تعالى:
              وَكُلُّ مَا عَنْ رُتْبَةِ الحُسْنِ قَصُرْ
              فَهْوَ الضَّعِيفُ وَهْوَ أَقْسَامٌ كُثُرْ

              الشرح والتوضيح:
              " وَكُلُّ مَا ": الواو إما عاطفة، أو استئنافية، وكل للعموم.
              وعبارة الناظم في تعريفه للضعيف؛ أخذها من تعريف بعض الأئمة للضعيف حيث ضبطه بعضهم بنحو ما ذكر الناظم كالعراقي، وابن دقيق العيد، والسخاوي وغيرهم، وذلك بجعل الضعيف ؛ كل ما قَصر عن رتبة الحسَن.
              وأما ابن الصلاح ، والنووي ، وابن جماعة ، والطيبي ، و ابن كثير، وابن الملقن ، والجرجاني ، وغيرهم فيجمعون بين صفة الصحيح و الحسن في تعريفه.
              والاقتصار على الأول أولى لأن ما لم يجمع صفة الحسن، فهو عن صفات الصحيح أبعد.
              وعرفه الحافظ بقوله: كل حديث لم تجتمع فيه صفات القبول.( )
              وصفات أو شروطُ القبولِ هي شروطُ الصحيحِ والحسنِ، وهي ستةٌ:
              1 اتصالُ السندِ
              2 وعدالةُ الرجالِ.
              3 وضبطهم.
              4 والسلامةُ من الشذوذِ.
              5 والسلامةُ من العلةِ القادحةِ.
              6 والعاضد عند الإحتياج إليه.
              " عَنْ رُتْبَةِ ": أي عن منزلة.
              "الحُسْنِ قَصُرْ ": الحسن بضم الحاء المهملة، مع تسكين السين المهملة،
              و" قصر " بفتح القاف المثناة من فوق، وضم الصاد المهملة، و يلزم منه القصور عن رتبة الصحيح، أي: وكل ما عن رتبة الحسن، ولم يتجاوزه إليه فهو الضعيف.
              قال الجوهري في الصحاح: قَصَرْتُ الشيءَ على كذا، إذا لم تجاوز به إلى غيره( ) وقال الكفوي: وقصر على كذا، لم يجاوز به إلى غيره.
              والقصر في الاصطلاح: جعل أحد طرفي النسبة في الكلام... مخصوصا بالآخر بحيث لا يتجاوزه.( )
              " فَهْوَ الضَّعِيفُ ": بتسكين الهاء حتى لا ينكسر البيت.
              " وهو أقسام كثر": وأقسام الحديث الضعيف كثيرة، والضعف يرجع إلى سببين رئيسيين:
              الأول: السقط في الإسناد ويدخل تحته أنواع منها: المرسل، والمنقطع، والمُدلس، والمعضل، والمعلق.
              والثاني: الطعن في الراوي ويدخل تحته: المُعلل، والمقلوب، والشاذ، والمضطرب، والمنكر وغيرها.

              تعليق


              • #8
                المَــرْفُـــوعُ و المَقْـــطُـــوعُ
                قال الناظم رحمه الله تعالى
                :
                و مَا أُضِيفَ للنَّبِي المَرْفُوعُ
                وَمَا لِتَابِعٍ هُوَ المَقْطُوعُ


                الشرح والتوضيح:
                " و مَا ": موصولة بمعنى الذي.
                "أُضِيفَ ": الإضافة في اللغة: نسبة الشيء إلى الشيء مطلقاً.( )
                " للنَّبيْ ": بتخفيف الياء، وسكونها للوزن.
                " المرفوع ": اختلفَ في حدِّ الحديثِ المرفوعِ فالمشهورُ أنَّهُ: ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قولًا له، أو فعلًا، أو تًقْريرًا، أو وَصْفًا( ) فهذه أربعة أمور فقط: قول، أو فعل، أو تقرير، أوصف، وما عداها يدخل تحتها، فلا يصلح جعلها في التعريف لأن التعاريف تصان عن الإسهاب كما هو معلوم.
                وأما ما يضيفه بعضهم هنا من قولهم " أو هم، أو إشارة، أو كتابة "، فالإشارة، والكتابة لا شك داخلة في الفعل، وكذا الهَمة فهي خفية، لا يُطَّلع عليها إلا بقول، أو فعل ، وسواءٌ أضافَهُ إليه، صحابيٌّ، أو تابعيٌّ، أو مَنْ بعدَهما، وسواءٌ اتّصلَ إسنادُهُ، أم لا.( ) وسمي بالمرفوع لارتفاع رتبته بنسبته و إضافته إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لأن الكلام يرتفع في أعلى المقامات، ويتشرف بشرف من ينسب إليه.( )
                تنبيهات:- ينظر في المرفوع إلى المتن بغض النظر عن الإسناد، فلابد أن يكون المرفوع معزواً إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
                ولو قيل فيه فقط قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سمي مرفوعًا.
                - لا يشترط في المرفوع صحة السند فمنه الصحيح، والحسن، والضعيف.
                " وَمَا لِتَابِعٍ ": قال ابن فارس (تبع) التاء والباء والعين، أصل واحد، لا يشذ عنه من الباب شيءٌ، وهو التُّلُوُّ والقَفْو، يقال تبِعْتُ فلانًا إذا تَلَوْتَه و اتّبعْتَه، وأتْبَعْتُهُ إذا لحِقْتَه , و اصطلاحاً: اخْتُلِفَ في حدِّ التابعيِّ
                والصحيح ما قالَ الحاكمُ وغيرهُ: " إنَّ التابعيَّ مَنْ لقيَ واحدًا منَ الصحابةِ فأكثرَ "، وعليهِ عملُ الأكثرينَ.
                وقالَ الخطيبُ: " التابعيُّ مَنْ صَحِبَ الصحابيَّ "( )وتعريف الحاكم الذي قبله أصحُّ , ولذا قالَ النوويُّ في " التقريبِ والتيسيرِ "( ): قيلَ: هُو من صحبَ الصَّحابي، وقيلَ: مَنْ لقيهُ، وهُو الأظْهرُ.
                وبعض أهل العلم يقسمهم إلى:
                1 كبار التابعين: وهو من لقي جماعة من الصحابة وجالسهم وكانت جل روايته عنهم.
                2 وصغار التابعين: من لم يلق منهم إلا العدد اليسير، أو لقي جماعة إلا أن جل روايته عن بعض التابعين.( )
                " هُوَ المَقْطُوعُ ": وجمعه مقاطع ومقاطيع , وهو الموقوف على التابعين قولًا وفعلًا ( )
                قال الزركشي : في إدخاله في أنواع الحديث تسامح كثير , فإن أقوال التابعين ومذاهبهم لا مدخل لها في الحديث فكيف يكون نوعا منه . ( )
                قال الخطيب : وأما المقاطيع فهي الموقوفات على التابعين , فيلزم كتبها والنظر فيها لتتخير من أقوالهم ولا تشذ عن مذاهبهم ( )

                تعليق


                • #9
                  شرح ومجهود طيب جزاك الله خيرا
                  ولا نحب مقاطعتك فاستمر لعل الله ينفع بما كتبت

                  تعليق


                  • #10
                    الـــمُـــسْــنَــد
                    قال الناظم رحمه الله تعالى:
                    وَالمُسْنَدُ المُتَّصِلُ الإِسْنَادِ مِنْ رَاوِيهِ حَتَّى المُصْطَفَى وَلَمْ يَبِنْ


                    الشرح والتوضيح:
                    " وَ المُسْنَدُ " بضم الميم وفتح النون وهو لغة يدلُّ على انضمام الشيء إلى الشيء، يقال سَنَدتُ إلى الشيء أَسْنُدُ سنودًا، واستندت استنادًا..
                    وأما اصطلاحاً: فعرفه الحافظ في النكت بقوله ( ): المسند عندهم: ما أضافه من سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه بسند ظاهره الاتصال فمن سمع أعم من أن يكون صحابيًا، أو تحمل أثناء كفره وأسلم بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وأما في «نزهة النظر» ( )فقال:هو مرفوعُ صَحابِيٍّ بِسَنَدٍ ظاهِرُهُ الاتِّصالُ.. انتهى، فقيده بكونه مرفوع صحابي.
                    ثم قال: وفي قولي: ((ظاهِرُهُ الاتِّصالُ)) يُخْرِجُ ما ظاهِرُه الانقطاعُ، ويُدخِل ما فيه الاحتمالُ، وما يوجَدُ فيه حقيقةُ الاتِّصالِ مِن بابِ أَولى، ويُفهَمُ مِن التَّقييدِ بالظُّهورِ أَنَّ الانقطاعَ الخفيَّ كعنعَنَةِ المدلِّسِ والمُعاصرِ الذي لم يثبُتْ لُقِيُّهُ؛ لا يُخرِجُ عن الحديثَ عن كونِه مُسنَداً؛ لإِطباقِ الأئمَّةِ الَّذينَ خَرَّجوا المسانيدَ على ذلك .
                    " المُتَّصِلُ الإِسْنَادِ ": يصح في لفظة الإسناد أن يكون فاعلًا بالمتصل، أو تمييزًا له، فهو إما مضاف لفاعله، أو لمميزه.
                    " مِنْ رَاوِيهِ ": أي مبتدأ ذلك الاتصال من أول إسناده.
                    " حَتَّى المُصْطَفَى":أي إلى أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فحتى بمعنى إلى، وإن كان خلاف الأصل فيها بدلالة المقام.( )
                    " وَ لَمْ يَبِنْ ": أي لم ينفصل بانقطاع، ولا إعضال، ولا إرسال.
                    والمعنى أن المسند هو الذي ذكرت رجاله كلها من أول شيخ للراوي إلى أن ينتهي للصحابي، ولم يسقط منها أحد( ) في الظاهر ، وهو أرجح الأقوال الثلاثة في المسند( ) كما تقدم تعريفه.

                    المُتَّصِلْ
                    قال الناظم رحمه الله تعالى:
                    و مَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِلْ
                    إِسْنادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَالمُتَّصِلْ


                    الشرح والتوضيح:
                    " و مَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِلْ إِسْنادُهُ ": فيه تقديم، وتأخير، تقديره: والحديث الذي يتصل إسناده بسمع كل واحد من رواته بحيث يسمعه كل واحد من شيخه ويرويه عنه.
                    " لِلْمُصْطَفَى ": ليس هذا بقيد، وهو مما انتقد على الناظم رحمه الله، وسيأتي توضيحه.
                    " فَالمُتَّصِلْ ": ويقال الموصول , والمؤتصل –بالفك والهمز -( ) وتعريفه الصحيح: وهو أن يسلم السند من ابتدائه إلى انتهائه من السقط حقيقة وحكما ( )بأن يكون كل راو سمع ذلك الحديث من شيخه أو تلقاه عنه بطريقة من طرق التحمل المعتبرة .
                    وهو إما أن يتّصلَ إسنادُهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو إلى يتّصلَ إسنادُهُ إلى أحد الصحابةِ من قوله .
                    وأما أقوالُ التابعينَ إذا اتصلتِ الأسانيدُ إليهم، فلا يسمّونها متصلةً.( )
                    قال ابن الصلاح( ): ومطلقُهُ، أي: المتصلِ، يقعُ على المرفوعِ والموقوفِ.
                    قال العراقي: وإنّما يَمتنعُ اسمُ المتصلِ في المقطوعِ في حالةِ الإطلاقِ. أما مع التقييدِ فجائزٌ، واقعٌ في كلامِهِم، كقولِهِم: هذا متصلٌ إلى سعيدِ بنِ المسيِّبِ، أو إلى الزهريِّ، أو إلى مالكٍ ونحو ذلك.( )
                    وقيل: والنُّكتة في ذلك أنَّها تُسمَّى مَقَاطيع، فإطْلاق المُتَّصل عليها، كالوَصْف لشيء واحد بمُتضادين لغة.( )
                    تنبيــه: يحتاج التنبه إلى الفرق بين المسند، و المتصل، و المرفوع: فالمرفوع ينظر فيه إلى حال المتن، فمتى أضيف إلي ذات خير الخلق صلى الله عليه وسلم ، فهو المرفوع من غير نظر إلى اتصال سند أو إنقطاعه.
                    وأما المتصل فينظر فيه إلى حال السند، من حيث شرط ذكر كل الرواة، وسواء رفعه، أو أوقفه.
                    وأما المسند فينظر فيه إلى الحالين معًا (حال السند والمتن ) ، فيجمع شرطي الاتصال (ولو في الظاهر )، والرفع، فيكون أخص من كل منهما، فكل مسند مرفوع، وكل مسند متصل، وليس كل مرفوعٍ مسندًا، ولا كل متصلٍ مسندًا.( )

                    تعليق


                    • #11
                      المُسَـلْسَـلْ
                      قال الناظم رحمه الله تعالى:
                      مسَلْسَلٌ قُلْ مَا عَلَى وَصْفٍ أَتَى
                      مِثْلُ أمَا وَ اللهِ أَنْبَانِي الفَتَى

                      كذَاكَ قَدْ حَدَّثَنِيهِ قَائِمَا
                      وْ بَعْدَ أنْ حَدَّثَنِي تَبَسَّمَا

                      الشرح والتوضيح:
                      " مسَلْسَلٌ ": قال ابن فارس: قال بعضُ أهل اللغة: السَّلْسَلَة اتّصال الشيء بالشيء، وبذلك سُمّيت سِلسلة الحديد.
                      وقال: سمّيت بذلك لأنها ممتدة في اتّصال , ومن ذلك تَسَلْسَل الماء في الحلْق، إذا جرى , وماءٌ سَلْسَلٌ وسَلْسَالٌ وسُلاسِل.( )
                      تعريفه اصطلاحاً:وردت عدة تعاريف للحديث المسلسل في كتب مصطلح الحديث أجمعها ما قاله ابن جماعة في المنهل الروي:
                      " وهو ما تتابع رجال إسناده عند روايته، على صفة، أو حالة، إما في الراوي، أو في الرواية، وصفة الراوي إما قول، أو فعل، أو غير ذلك. "( )
                      أقسام المسلسل: هما قسمان؛ حسب التوارد:
                      فالأول: التوارد على حال.
                      والثاني: على وصف، وهاك تفصيله:
                      القسم الأول: التوارد على حال، وفيه ثلاثة فروع:

                      الفرع الأول: التوارد على قول: ومن أمثلته المسلسل بقول كل راو أنا أحبك فقل ذكره بسنده العلائي( ) وهو حديث معاذ مرفوعا: " إني أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ".
                      الحكم على الحديث والتسلسل:
                      قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.( )
                      وقال العلائي: هذا صحيح الإسناد، والتسلسل.( )
                      وقال السيوطي: صحيح الإسناد والتسلسل( ).
                      الفرع الثاني: التوارد على فعل؛ ومن أمثلته: المسلسل بوضع اليد على الرأس.
                      ذكره العلائي( ): بسنده، إلى أبي غسان مالك بن يحيى ثنا علي بن عاصم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
                      قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ما منكم من أحد ينجيه عمله من النار ولا يدخله الجنة . قالوا : ولا أنت يا رسول الله !
                      قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة وفضل .
                      ووضع يده على رأسه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
                      تخريج أصل الحديث:
                      في صحيح البخاري رقم 5241، وصحيح مسلم رقم 5037
                      الحكم على التسلسل:
                      قال العلائي( ): كذا وقع لنا غير متصل التسلسل من أعلاه، أي أن التسلسل فيه إلى أبي غسان ثم انقطع بعده.
                      الفرع الثالث: التوارد على قول وفعل؛ ومثاله: المسلسل بقبض اللحية وبقوله آمنت بالقدر.
                      أورد ه الحاكم في كتاب معرفة علوم الحديث( )، ولم يحكم عليه بصحة أو ضعف من حيث الأصل أو التسلسل.
                      قلت: و في إسناده يزيد بن أبان الرقاشي البصري وقد ترك فعلى هذا يكون ضعيف الإسناد والتسلسل.
                      القسم الثاني: التوارد على وصف:وهو أن يشترك رواة الحديث في وصف لهم وله فروع عدة منها( ):
                      الفرع الأول: التوارد على وصف للرواة:وهو أن يكون التسلسل الواقع في السند يقع ضمن أوصاف الرواة، وتنقسم أوصاف الرواة، إلى صفة قولية، وصفة فعلية.( )
                      أ توارد على أوصاف الرواة القولية:وهو أن يتفق الرواة على صفة قولية، تتعلق بالراوي، مثل أن يتفقوا على رواية أصح حديث، أو غير ذلك.
                      ومن أمثلته: المسلسل بقراءة سورة الصف.
                      ذكره العلائي( ): بسنده إلى الإمام أبو محمد عبد الله الدارمي أنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام رضى الله عنه قال: قعد نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله، لعملناه فأنزل الله عز وجل: ﴿سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، حتى ختمها.
                      قال عبد الله: فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى ختمها.
                      قال أبو سلمة فقرأها علينا ابن سلام حتى ختمها.
                      قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة.
                      قال الأوزاعي: فقرأها علينا يحيى.
                      قال محمد بن كثير: فقرأها علينا الأوزاعي.
                      قال الدارمي: فقرأها علينا ابن كثير...
                      الحكم على الحديث والتسلسل:
                      رواه الترمذي برقم 3309، و ابن حبان: 10/454، وغيرهما.
                      قال الترمذي: وقد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي وروى ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن أبي يسار عن عبد الله بن سلام( )
                      قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.( )
                      قال العلائي: هذا أصح حديث مسلسل وقع لي متصلاً، وقد أخرجه الترمذي عن الإمام الدارمي به.( )
                      قال السيوطي: هذا من أصح مسلسل يروى في الدنيا( ).
                      ب التوارد على أوصاف الرواة الفعلية :وهو أن يتفق الرواة على وصف لهم من ابتداء السند إلى آخره ويكون هذا الوصف فعلياً مثل الحفظ والاتفاق وغير ذلك ومن الأمثلة على هذا القسم( ):
                      1. الحديث المسلسل بالحفاظ: ذكره العلائي .( )
                      الحكم على الحديث والتسلسل: قال العلائي( ): هذا إسناده عجيب جداً من تسلسل الحفاظ من رواية الأقران بعضهم عن بعض.
                      2. الحديث المسلسل بالفقهاء: ذكره العلائي .( )
                      الحكم على الحديث والتسلسل:
                      قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله: هذا حديث غريب الإسناد، عجيب السلسلة( ).
                      الفرع الثاني: التوارد على وصف يتعلق بالتحمل بما يرجع إلى( ):صيغ الأداء كأن يتفق الرواة على قول حدثنا أو أخبرنا أو غيرها من صيغ الأداء من ابتداء السند إلى منتهاه.
                      تاريخ الرواية: كأن يتفق الرواة على ذكر تاريخ الرواية كأول حديث سمعه من شيخه أو أن الراوي آخر من حدث عن شيخه.
                      وفيما يأتي تفصيل ذلك:
                      1 التوارد على وصف يتعلق بصيغ الأداء. وهو أن يتفق الرواة على صيغة من صيغ أداء الحديث مثل حدثنا وأخبرنا وغير ذلك( ) ومن أمثلته:
                      أ الحديث المسلسل بقولهم حدثنا، ذكره الحاكم بسنده( )
                      ب الحديث المسلسل بسمعت، ذكره الحاكم بسنده.( )
                      2 التوارد على وصف يتعلق بتاريخ الرواية وذلك أن يذكر راوي الحديث أول حديث سمعه من شيخه، أو كون الراوي آخر من يروي عن شيخه.
                      وله فروع منها( ):
                      الحديث المسلسل بالأولية: قال السيوطي( ): حدثني أبو هريرة بن الملقن من لفظه وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثني جدي وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا أبو الفتح الميدولي وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا أبو الفرج الحراني وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا أبو الفرج ابن الجوزي وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثني والدي وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا سفيان بن عيينة وهو أول حديث سمعته منه عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
                      تخريج أصل الحديث: رواه الترمذي 1847، و أبو داود 4290
                      الحكم على الحديث والتسلسل:
                      قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح( ).
                      قال السيوطي: وقلَّما يسلم عن خلل في التسلسل وقد ينقطع تسلسله في وسطه أو أوله أو آخره [ كمسلسل أوَّل حديث سمعته] وهو حديث :
                      عبد الله بن عَمرو: «الرَّاحمُون يَرْحمهم الرَّحمن.. " فإنَّه انْتَهَى فيه التَّسلسل إلى سُفيان بن عُيينة، وانقطع في سماع سُفيان من عَمرو بن دينار، وانقطع في سَمَاع عَمرو من أبي قَابُوس، وفي سَمَاع أبي قابُوس من عبد الله بن عَمرو، وفي سماع عبد الله من النَّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم [عَلَى ما هو الصَّحيح فيه] وقد رواهُ بعضهم كامل السلسلة، فوهم فيه.( )
                      ب. الحديث المسلسل بالآخرية: ذكره عبد الحي اللكنوي . ( )
                      تخريج أصل الحديث :رواه أحمد: كتاب باقي مسند المكثرين، باب باقي المسند السابق رقم الحديث 9327، والبخاري في التاريخ الكبير (2/301) من طريق عمار بن محمد به.
                      الحكم على الحديث والتسلسل:
                      قال ابن حجر الهيتمي: حسن الإسناد، عجيب التسلسل بالآخرية، ولا ينافي كونه حسنا قول النسائي في الصلت بن يزيد، أنه منكر الحديث، لأن ابن حبان وثقه، وجزم بكونه من التابعين( ).
                      قلت: ذلك التوثيق من ابن حبان غير مقبول، والحديث لا يصح، وكذا التسلسل.

                      تعليق


                      • #12
                        العَزِيْزُ و المَشْهُورُ
                        قال الناظم رحمه الله تعالى:
                        عزِيزُ مَرْوِي اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَهْ
                        مَشْهُورُ مَروِيْ فَوْقَ مَا ثَلاَثَهْ


                        الشرح والتوضيح:
                        " عزِيزُ ": بضم الزاي المعجمة، بلا تنوين للضرورة , والعين والزاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على شدّةٍ وقوّةٍ وما ضاهاهما، من غلبةٍ وَقهر , ويقال: عَزّ الشّيء حتى يكاد لا يوجد .( )
                        " مَرْوِي اثْنَيْنِ ": بسكون الياء، وتحذف لالتقاء ساكنين.
                        " أَوْ ثَلاَثَهْ ": تنوعت عبارات الأئمة في ضبطهم للعزيز، فابن منده، وتبعه ابن الصلاح، وابن دقيق العيد، والعراقي، والنووي، وابن جماعة، وغيرهم يذكرون العزيز على عبارة الناظم رحمه الله من أنه ما رواه اثنين أو ثلاثة .
                        بينما يخصه غيرهم بما رواه اثنان كالحافظ ابن حجر ومن بعده كالسخاوي و الصنعاني وغيرهما وعندي أن الأمر في هذا سهل وأن هذا مجرد اصطلاح لضبط الأقسام , وإلا فالأصل أن الأحاديث أما غرائب أو مشاهير .
                        وبمقتضى ذلك يجتمع المشهور والعزيز في الثلاثة , ويختص العزيز بالإثنين , والمشهور بما فوق الثلاثة ما لم يتواتر . وعلى هذا له صورتان :
                        الأولى: أَنْ لا يقل أحد طبقات إسناده عنِ اثْنَيْنِ .
                        ومثال هذه الصورة : حديث يرويه صحابيان عن النبي صلى الله عليه وسلم , ثم يرويه عن الصحابي الأول راويان , ويرويه عنهما مثلهما أو أكثر وهكذا إلى نهاية الإسناد , ويرويه عن الصحابي الثاني راويان أيضا وعنهما اثنان أو أكثر وهكذا .
                        والثانية: أَنْ لا يَرْويَهُ أَقَلُّ مِن اثْنَيْنِ عنِ اثْنَيْنِ وهذه قل أن توجد .
                        " مَشْهُورُ ": بلا تنوين للضرورة.
                        " مَروِيْ ": بسكون الياء، وبإسقاطها مع التنوين.
                        " فَوْقَ مَا ثَلاَثَهْ ": ما زائدة، وعرفه الناظم تبعًا للحافظ ابن منده وغيره أنه ما رواه أكثر من ثلاثة، وعرفه الحافظ في النخبة بما رواه أكثر من اثنين .
                        بقي تنبيه مهم وهو أن الإطلاق الأكثر لكلمة : عزيز تطلق على معنى آخر هو أشهر في كتب الأئمة وهو قولهم فلان عزيز الحديث أو هذا حديث عزيز وتجد الإسناد لا يطابق التعريف المذكور فهذا يراد به الندرة والقلة لما يروي الراوي وقد وجدت هذه العبارة ونحوها في كلام كثير من الأئمة كأحمد , والدارقطني , وابن عدي, وغيرهم .

                        تعليق


                        • #13
                          جزاك الله خير أبو عبد العزيز
                          ننتظر الكتاب كاملا بصيغة الوُرد

                          تعليق


                          • #14
                            الـمُعَنْعَن و الـمُـبْهَم
                            قال الناظم رحمه الله تعالى:
                            معَنْعَنٌ كَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ كَرَمْ
                            وَمُبْهَمٌ مَا فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمْ


                            الشرح والتوضيح:
                            " معَنْعَنٌ ": من عنعن الحديث إذا رواه بعن، ولا يقول حدثني، ولا أخبرني، ولا سمعت، ولا غير ذلك، بل يقول مثلًا عن ثابت عن أنس أو كما مثل الناظم هنا .
                            " كَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ كَرَمْ " بفتح الكاف ، واختلفوا في حكم الإسناد المعنعن:
                            فذهب بعض أهل الحديث إلى عدم الاحتجاج بالإسناد المعنعن مطلقًا.
                            وخالفهم جمهور أهل العلم في ذلك فقبلوا الإسناد المعنعن بشروط( ) هي:
                            1 ـ عدالة المحدثين في أحوالهم .
                            2 ـ والمعاصرة أو لقاء بعضهم بعضا ومجالسته والسماع منه .
                            3 وأن يكونوا براء من التدليس .
                            ويدخل في حكم السند المعنعن عند الجمهور ما يسمى "بالمؤنن" وهو الذي يقال فيه : فلان أن فلاناً قال .
                            " وَمُبْهَمٌ مَا فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمْ ": وهو مَنْ أُبهمَ ذكرُهُ في المتن ، أوْ في الإسنادِ منَ الرجالِ والنساءِ فيقال فيه عن رجل ، وقدْ صنَّفَ في ذلكَ جماعةٌ منَ الحفاظِ منهم:عبدُ الغنيِّ بنُ سعيدٍ ، والخطيبُ، وأبو القاسمِ ابنُ بَشْكُوالَ، والنوويُّ.
                            ويُستدلُّ على معرفةِ الشخصِ المبهمِ بورودهِ مسمى في بعضِ طرقِ الحديثِ؛ أوْ بتنصيصِ أهلِ السِّيَرِ على كثيرٍ منهم.( )
                            والمبهم يأتي على صورتين:
                            الأولى: في المتن. ويُمثَّل لذلك بما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كَانُوا فِي سَفَرٍ فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ، فَقَالُوا لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ؛ فَإِنَّ سَيِّدَ الحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ مُصَابٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعَمْ فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ.
                            كذا في الصحيحين من رواية الإبهام , إلا أنه قد جاء في بعض الروايات التصريح بالراقي وأنه أَبو سَعِيدٍ الخُدْرِيّ.
                            وهو فن قليل الجدوى بالنسبة إلى معرفة الحكم من الحديث، ولكنه شيء يتحلى به كثير من المحدثين وغيرهم.( )
                            والثانية: في السند وهو أن يأتي الراوي مبهم الاسم في السند، فيقال: عن رجلٍ عن محمد بن المنكدر عن جابر مثلاً فهذا إبهام في السند وكما إذا ورد في سند : عن فلان بن فلان ، أو عن أبيه ، أو عمه ، أو أمه فوردت تسمية هذا المبهم من طريق أخرى فإننا والحالة هذه ننظر في هذا المبهم الذي صرح باسمه أثقة هو أو ضعيف فنستطيع من خلاله الحكم على الحديث صحا أو ضعفا فهذا النوع أنفع مما يقع في المتن .
                            تنبيه: الإبهام له موقعان في السند:
                            أما الأول: فهو أن يأتي في طبقة الصحابة.
                            أما الثاني: فهو أن يكون دون طبقة الصحابة كطبقة التابعين ومن دونهم .
                            فإن كان مبهمًا في الموقع الثاني كان سندًا ضعيفًا .
                            وأما الموقع الأول فمعلوم أنه إذا عُلِمَ أنه صحابي؛ فالصحابة عدول ولا يضر إبهامهم.
                            فائدة: الفرق بين المُبْهَم والمُهْمَل:
                            أن المبهم لم يذكر له اسم، والمهمل ذُكِر اسمه مع الاشتباه.

                            تعليق


                            • #15
                              العَالِي والنَّازِل
                              قال الناظم رحمه الله تعالى:
                              وَ كُلُّ ما قَلَّتْ رِجَالُهُ عَلاَ
                              وَ ضِدُّهُ ذَاكَ الَّذِي قَدْ نَزَلاَ


                              الشرح والتوضيح:
                              " وَ كُلُّ ما قَلَّتْ رِجَالُهُ عَلاَ ": العلو هو قلة الوسائط في السند، أو قدم سماع الراوي أو وفاته.( )
                              وقسمه أبو الفضل بن طاهر، وابن الصلاح، ومن تابعه كالنووي، والأبناسي، وابن جماعة، وغيرهم إلى خمسة أقسام.
                              قال السخاوي( ): وهي ترجع إلى علو مسافة، وهو قلة الوسائط، وإلى علو صفة ثم ذكر أن أقسام علو المسافة؛ ثلاثة فقال:
                              فالأول من الأقسام؛ مما هو علو مسافة؛ علو مطلق: وهو ما فيه قرب من حيث العدد من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ثم تارة يكون بالنظر لسائر الأسانيد ، وتارة بالنسبة إلى سند آخر فأكثر يرد به ذلك الحديث بعينه عدده أكثر.
                              وهذا القسم هو الأفضل الأجل من باقي أقسامه؛ وأعلى من سائر العوالي ولكن محله إن صح الإسناد بالنقل , لأن القرب مع ضعفه بسبب بعض رواته لا اعتداد به ولا التفات إليه , خصوصا إن اشتد الضعف حيث كان من طريق بعض الكذابين الذين ادعوا السماع من الصحابة كأبي هدبة إبراهيم بن هدبة وخراش ودينار...( )
                              والثاني من الأقسام: علو نسبي وهو قسم القرب من إمام من أئمة الحديث ذي صفة علية من حفظ وفقه وضبط كالأعمش وابن جريج والأوزاعي وشعبة والثوري والليث ومالك وابن عيينة وهشيم وغيرهم....( )
                              والثالث من الأقسام: علو نسبي، لكن مقيد أيضا بنسبة للكتب الستة، التي هي الصحيحان والسنن الأربعة خاصة، لا مطلق الكتب، على ما هو الأغلب من استعمالهم.( )
                              ثم حيث انقضت الأقسام الثلاثة التي هي علو المسافة فلنشرع في علو الصفة:
                              فأول أقسام علو الصفة وهو الرابع علو الإسناد بسبب قدم الوفاة في أحد رواته بالنسبة لراو آخر متأخر الوفاة عنه اشترك معه في الرواية عن شيخه بعينه.( )
                              وممن صرح بهذا القسم في العلو أبو يعلى الخليلي في الإرشاد( ) فقال:
                              قد يكون الإسناد يعلو على غيره بتقدم موت راويه وإن كانا متساويين في العدد( ) . قال أبو يعلى الخليلي : مثاله : أن علي بن أحمد بن صالح حدثنا عن محمد بن مسعود الأسدي عن سهل بن زنجلة عن وكيع.
                              وحدثنا محمد بن إسحاق عن أبيه عن علي بن حرب عن وكيع.
                              فسهل أعلى من علي بن حرب، لأنه مات قبل علي بن حرب بعشرين سنة.
                              ومن ذلك: أن رجلين يرويان عن أحد الأئمة ثم يكون أحدهما أعلى؛فإن قتيبة بن سعيد يروي عن مالك ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
                              ويروي عن مالك؛ عبد الله بن وهب ومات سنة ثمان وتسعين ومائة، فهما سواء في مالك، لكن ابن وهب لقدم موته، وجلالته لا يوازيه قتيبة مع توثيقه وصلاحه( )
                              ثم يليه ثاني أقسام الصفة وهو خامس الأقسام علو الإسناد بسبب قدم السماع لأحد رواته بالنسبة لراو آخر اشترك معه في السماع من شيخه، أو لراو سمع من رفيق لشيخه، وذلك بأن يكون سماع أحدهما من ستين (أي سنة )مثلا، والآخر من أربعين (أي سنة ) ويتساوى العدد إليهما (أي عدد طبقات رواة الإسناد ) ، فالأول (أي الذي سمع من شيخه منذ ستين سنة ) أعلى سواء تقدمت وفاته عن الآخر أو لا .( ) (لأنه أقدم في سماعه من الشيخ )
                              نعود إلى شرح البيت:
                              " وَ كُلُّ ما ": أي وكل إسناد.
                              " قَلَّتْ رِجَالُهُ ": الموصلة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
                              " عَلاَ ": أي ارتفع للقرب منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
                              " وَ ضِدُّهُ ": أي ضد العالي.
                              " ذَاكَ الَّذِي قَدْ نَزَلاَ ": لبعده عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو مفضول على الصحيح، وقيل بتفضيله على العالي لأن التعب فيه أكثر بالنظر إلى الفحص والتتبع والبحث عن كل رواته فالأجر فيه أكثر.
                              قالَ ابنُ الصلاحِ: وهذا مذهبٌ ضعيفُ الحجَّةِ.( )
                              قالَ ابنُ دقيقِ العيدِ: لأنَّ كثرةَ المشقةِ ليستْ مطلوبةً لنفسِها.
                              قالَ: " ومراعاةُ المعنى المقصودِ من الروايةِ، وَهُوَ الصحةُ أوْلَى ". أ.ﻫ ( )
                              والمعتمد تفضيل العالي على النازل , قال العراقي: وذلكَ أنَّ المقصودَ من الحديثِ التَّوَصُّلُ إلى صحَّتِهِ وبُعْدُ الوَهَمِ وكلَّما كثُرَ رجالُ الإسنادِ تطرَّقَ إليهِ احتمالُ الخطأ والخلَلِ، وكلَّما قَصُرَ السندُ كانَ أسلمَ اللهمَّ إلاَّ أنْ يكونَ رجالُ السندِ النازلِ، أوثقَ، أو أحفظَ، أو أفقهَ، ونحوَ ذلكَ ( )
                              فالنزول حينئذ ليس بمذمومٍ بل فاضل.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X