إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنوار الشروق في معرفة بعض الفروق::موضوع متجدد :: لكل من أراد أن يُدلي بدلوه ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنوار الشروق في معرفة بعض الفروق::موضوع متجدد :: لكل من أراد أن يُدلي بدلوه ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، وصلَّى الله و سلم على نبينا محمدٍ الذي بعثه الله فرقاناً و معلما؛ أما بعد :
    فإن معرفة الفروق أمر مهم جداً ، ونفعه شامل لجميع العلوم الشرعية و عدم الإعتناء به صاحبه معرض للوقوع فيما يذم عليه .فرأيت أن أجمع شيئاً و إن لم أكن أرى نفسي أهلاً لما هنالك ، و لا من فرسان ميادين تلك المسالك ، فلا يمنعني من أن أجود بقلمي و أفضل الصدقة جهد المقل كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
    (1)

    ورحم الله القائل:
    أسير وراء الركب ذا عرج *** مؤملاً جبر ما لا قيت من عرج
    فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا *** فكم لربِّ الورى في الناس من فرج


    و قد وقفت على كلمة للإمام ابن القيم-رحمه الله- حث فيها على الإعتناء بهذا الفن وذكر شيئاً من فوائده ؛ قال –رحمه الله- : ((وهذا باب من الفروق مطول ولعل إن ساعد القدر أن نفرد فيه كتابا كبيرا وإنما نبهنا بما ذكرنا على أصوله واللبيب يكتفي ببعض ذلك والدين كله فرق وكتاب الله فرقان ومحمد فرق بين الناس ومن اتقى الله جعل له فرقانا يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وسمى يوم بدر يوم الفرقان لأنه فرق بين أولياء الله وأعدائه فالهدى كله فرقان والضلال أصله الجمع كما جمع المشركون بين عبادة الله وعبادة الأوثان ومحبته ومحبة الأوثان وبين ما يحبه ويرضاه وبين ما قدره وقضاه فجعلوا الأمر واحد واستدلوا بقضائه وقدره على محبته ورضاه وجمعوا بين الربا والبيع فقالوا إنما البيع مثل الربا وجمعوا بين المذكي والميتة وقالوا كيف نأكل ما قتلنا ولا نأكل ما قتل الله وجمع المنسلخون عن الشرائع بين الحلال والحرام فقالوا هذه المرأة خلقها الله وهذه خلقها وهذا الحيوان خلقه وهذا خلقه فكيف يحل هذا ويحرم هذا وجمعوا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وجاءت طائفة الاتحادية فطموا الوادي على القرى وجمعوا الكل في ذات واحدة وقالوا هي الله الذي لا إله إلا هو وقال صاحب فصوصهم(2) و واضع نصوصهم : واعلم أن الأمر قرآن لا فرقانما الأمر إلا نسق واحد ... ما فيه من مدح ولا ذموإنما العادة قد خصصت ... والطبعُ والشارع بالحكمِ والمقصود أن أرباب البصائر هم أصحاب الفرقان فأعظم الناس فرقانا بين المشتبهات أعظم الناس بصيرة .والتشابه يقع في الأقوال والأعمال والأحوال والأموال والرجال، وإنما أتى أكثر أهل العلم من المتشابهات في ذلك كله ، ولا يحصل الفرقان إلا بنور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده يرى في ضوئه حقائق الأمور ويميز بين حقها وباطلها وصحيحها وسقيمها {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور:40].
    ولا تَستَطِلْ هذا الفصل فلعله من أنفع فصول الكتاب، والحاجة إليه شديدة، فإن رزقك الله فيه بصيرة خرجت منه إلى فرقان أعظم منه وهو الفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد المعطلين ،والفرق بين تنزيه الرسل وتنزيه أهل التعطيل والفرق بين إثبات الصفات والعلو والتكلم والتكليم حقيقة وبين التشبيه والتمثيل، والفرق بين تجريد التوحيد العملي الإرادي وبين هضم أرباب المراتب مراتبهم التي أنزلهم الله إياها ، والفرق بين تجريد متابعة المعصوم وبين إهدار أقوال العلماء وإلغائها وعدم الالتفات إليها ، والفرق بين تقليد العالم وبين الاستضاءة بنور علمه والاستعانة بفهمه ، والفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، والفرق بين الحال الإيماني الرحماني والحال الشيطاني الكفري والحال النفساني، والفرق بين الحكم المنزَّل الواجب الاتباع على كل واحد والحكم المؤول الذي نهايته أن يكون جائز الإتباع عند الضرورة ولا درك على مخالفه.))اهـ."الروح"(ص/350-351).

    كما أرجوا من إخواني الأفاضل-حفظهم الله تعالى- في هذه الشبكة العلمية الطيبة-حرسها الله - أن يدلوا كل واحد بدلوه و يشارك في هذا الموضوع حتى يثرى الموضوع فبعد ذلك يتعدى النفع و يحصل القصد-إن شاء الله تعالى- .فالله نسأله التوفيق والسداد فمنه نستمد العون فإياه نعبد وإياه نستعين .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    و به نستعين :

    (1)- الابتهار و الابتيار:
    قال صاحب "تاج العروس"(مادة بور) : ((ويقال للرجل إِذا قَذَفَ امرأَةً بنفسِه أَنْه فَجَرَ بها فإِن كان كاذباً فقد ابْتَهَرَها ، وإِن كان صادقاً فهو الابْتِيارُ ، بغير همزةٍ ، افتعالٌ مِن : بُرْتُ الشيءَ أَبُورُهُ : اختبرتُه ، وقال الكُمَيت :
    قَبِيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتا*** ةِ إِمَّا ابْتِهاراً وإِمّا ابْتِيارا
    يقولُ : إِمّا بُهْتَاناً وما اختباراً بالصِّدْق ، لاستخراجِ ما عندَهَا .))اهـ
    .
    قال ابن سيده في"المحكم والمحيط الأعظم": ((وقيل : الابتهار : أن ترمي الرجل بما فيه ، و الابتيار : أن ترميه بما ليس فيه .))اهـ.انظر. "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (ص/425) ،"تهذيب اللغة" (15/161) ، "لسان العرب"(1/371)"، "تفسير ابن كثير"(1/429)-سورة النساء (الآية:06)- .و الله أعلم .
    (2)- الإباحة و الامتنان:
    قال ابن النجار في "شرح الكوكب المنير"(3/22) :((وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِبَاحَةِ: أَنَّ الإِبَاحَةَ مُجَرَّدُ إذْنٍ ، وَالامْتِنَانُ لا بُدَّ فِيهِ مِنْ اقْتِرَانِ حَاجَةِ الْخَلْقِ لِذَلِكَ وَعَدَمِ قُدْرَتِهِمْ عَلَيْهِ.))اهـ.
    انظر "فتح الرحموت"(1/372)،"نهاية السُّول"( 2/18) ،"الإبهاج في شرح المنهاج"(2/19)،"المحلي على جمع الجوامع" (1/373)،"البحر المحيط"(2/93)للزركشي
    .

    ---------------------------------------------------------------------------------------------------
    (1)- أخرجه البغوي في " حديث أبي الجهم العلاء بن موسى " ( 2 / 2 ) من حديث جابر-رضي الله عنه- و له شواهد يصحح بمجموعها.انظر"الصحيحة"(2/105) .

    (2)- يعني الزنديق ابن عربي صاحب كتاب "الفصوص" .
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين بن مسعود الجيجلي; الساعة 12-03-2013, 02:49 PM.

  • #2
    منقول بتصرف : متابعة للفروق

    الفرق بين البصر والنظر:

    البصر: من أهم عمليَّات العين:
    البصر، ويرادُ بما يرادفه وهو النَّظر، والرُّؤية، والمشاهدة، والملاحظة، والاطِّلاع، فالبصر هو إدراك العين، ويطلق على القوة الباصرة، وهو قوة مُرتَّبة في العصبين المجوفين، التي من شأنِها إدراك أشباح الصور، بانعكاس الضوء فيها؛ إذ البصر هو حاسة الرُّؤية.


    وَرَد في القرآن مع ما يتعلق به من العمليَّات في "274" موضعًا؛
    ليدلَّ على العلم القوي المضاهي لإدراك الرُّؤية،
    فيقال:
    بصر بالشيء: علمه عن عيان، فهو بصير به.


    قال تعالى:

    «فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ» [القلم: 5]،
    «فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ» [الحاقة: 38 - 39]،
    «يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا» [مريم: 42].

    وبيان أنَّ العين هي أداة الإبصار في :

    «أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا» [الأعراف: 195]،

    وفرق بين النظر والبصر؛

    «وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ» [الأعراف: 198]؛

    فالنظر هو عبارة عن تقليب الحدقة نحو المرئي التماسًا لرؤيته، ولما كانت الرُّؤية من توابع النظر ولوازمه غالبًا، أُجْرِيَ لفظُ النظر على الرُّؤية على سبيل إطلاق اسم السبب على المسبب، كما ورد في حكاية عن طلب موسى؛

    «رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» [الأعراف: 143]؛

    فكان الردُّ:

    «قَالَ لَنْ تَرَانِي» [الأعراف: 143]

    الفرق بين الموت والوفاة :

    في سورة الزمر

    (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42))

    الوفاة: يقولون وفّى ماله من الرجل أي استوفاه كاملاً غير منقوص أي قبضه وأخذه فلما يقال توفي فلان كأنه قُبِضت روحه كاملة غير منقوصة.

    والموت هو مفارقة الحياة وليس فيها معنى القبض ولذلك يستعمل لفظ الموت أحياناً استعمالاً مجازياً يقال ماتت الريح أي سكنت وهمدت والذي ينام مستغرقاً يقال له مات فلان إذا نام نوماً عميقاً مستغرقاً.

    هذا السكون للموت فكأن هذا الشيء الذي يفارق جسد الإنسان بالمفارقة موت والذي توفّي تقبضه ملائكة الموت.


    الفرق بين العام والسنة :

    في قوله تعالى

    (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) العنكبوت)

    العام هو لما فيه خير والسنة لما فيه شر.

    العلماء يقولون الغالب وليست مسألة مطلقة.

    لكن في الاستعمال القرآني أحياناً يستعمل

    (تزرعون سبع سنين دأباً)

    (ثم يأتي عام فيه يغاث الناس)

    الزرع فيه جهد في هذه السنين.

    في قصة نوح

    (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً)

    كأن الخمسين عاماً هي الخمسين الأولى من حياته التي كان مرتاحاً فيها وبقية السنين ال 950 كان في مشقة معهم حتى بلغ أن يقول

    (ولا يلدوا إلا فاجراً كفّارا)

    هذه تجربة.

    هذا الغالب ومن أراد أن يلتزم الاستعمال القرآني يحرص على استعمال السنة في جدب وقحط والعام لما فيه خير .

    في سورة الكهف ذكر القرآن

    (ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعاً)

    لم يقل وازدادوا تسعة أعوام .

    الفرق بين يعملون ويفعلون وبين الفعل والعمل :

    يقولون العمل ما كان فيه امتداد زمن، العمل أخصّ من الفعل فكل عمل فعل ولا ينعكس.

    والعمل فيه امتداد زمن

    (يعملون له ما يشاء من محاريب)

    هذا للجانّ وهذا العمل يقتضي منهم وقتاً لكن لما تحدث تعالى عن الملائكة قال

    (ويفعلون ما يؤمرون)

    لأن فعل الملائكة برمش العين.

    وقال أيضا :

    (ألم تر كيف فعل ربك بعاد)

    باللحظة أرسل عليهم حجارة،

    (ألم تر كيف فعل ربك بعاد)

    خسف بهم ،

    وقال:

    (وتبين لكم كيف فعلنا بهم)

    العقوبات .
    الفرق بين النصيب والكفل :

    قال تعالى في سورة النساء

    (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً «85»)

    من معاني الكفل في اللغة النصيب المساوي ومنها المِثل.

    أما النصيب فهو مُطلق وليس له شيء محدد.

    وفي القرآن الكريم استخدمت كلمة كفل عند ذكر السيئة

    (له كفل منها)

    لأن السيئات تُجزى بقدرها ولا يزيد عليها بدليل قوله تعالى

    (ومن عمل سيئة فلا يُجزى إلا مثلها)،

    أما الحسنة فتضاعف وتتسع وتعظم وقد تكون عشرة أضغاف وقد تكون أكثر ولم يحدد أنها مثلها لذا جاءت كلمة نصيب مع الحسنات لأن الحسنة لها نصيب أكثر من السيئات.



    الفرق بين جاء وأتى :

    قال تعالى

    (فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ «61 الحجر»)

    وقال تعالى

    (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً «43»مريم)

    وقال تعالى

    (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً «1» الإنسان).

    إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه لم تستعمل صيغة المضارع للفعل جاء مطلقاً في القرآن كله ولا صيغة فعل أمر ولا اسم فاعل ولا اسم مفعول ،وإنما استعمل دائماً بصيغة الماضي.

    أما فعل أتى فقد استخدم بصيغة المضارع.


    من الناحية اللغوية:

    جاء تستعمل لما فيه مشقة أما أتى فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر .

    قال تعالى في سورة النحل

    (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ «1»)

    وقال تعالى

    (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78))

    هنا أشقّ لأن فيه قضاء وخسراناً وعقاباً.


    وكذلك في قوله تعالى

    (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110))

    وقوله

    (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34))

    تكذيب الرسل شيء معهود لكن الاستيئاس هذا شيء عظيم أن يصل الرسول إلى هذه الدرحة فهذا أمر شاق لذا وردت كلمة جاءهم في الآية الأولى أما في الثانية فالتكذيب هو أمر طبيعي أن يُكذّب الرسل لذا وردت أتاهم وليس جاءهم.

    الفرق بين الإنصات والاستماع:

    الإنصات: هو عدم الكلام والسكوت لإعجاب المستمع بحديث المتكلم فيسكت ويستمع للاستفادة والفهم.

    (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ «204» الأعراف)

    و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ «29» الأحقاف).

    والاستماع:

    هو سماع مقصود ومخططٌ له من قبل المستمع ويصل بالمستمع إلى التأمل في المعاني التي يستمع إليها بقصد الفهم والتعلم والاستفادة.

    (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ «204» الأعراف)

    و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ «29» الأحقاف)

    الفرق بين النبي والرسول :

    معنى النبي والرسول شرعاً:

    فالنبي: هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول

    قال تعالى:

    " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى .........(52) الحج

    وقوله "من رسول ولا نبي" فذكر إرسالاً يعم النوعين وقد خص أحدهما بأنه رسول فإن هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته إلى من خالف الله كإرساله نوح ،

    وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بُعث إلى أهل الأرض وقد كان قبله أنبياء كشيت وإدريس وقبلهما آدم كان نبيا مكلما وقال تعالى:

    " مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ(43) فصلت...

    فإن الرسل ترسل إلى مخالفين فيكذبهم بعضهم ...

    وقوله "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي"

    دليل على أن النبي مرسل ولا يسمى رسولاً عند الإطلاق لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه ،بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    " العلماء ورثة الانبياء" .


    الفرق بين اللعب واللهو :

    قيل اللعب ما يشتغل به الإنسان، ولا يكون فيه ضرورة في الحال، ولا منفعة في المآل. ... ، وإن شغله عن مهماته فهو اللهو ؛ ولهذا جاز الجمع بينهما حيث وردا في القرآن. ..... فالفرق ما بين اللعب واللهو ، أن اللعب شيء للترويح ، لكن اللهو يكون وليد الرغبة والشهوة ، وقد يلهي عن ذكر الله ، فأي شيء يلهي يأخذ هذا الحكم ويعتبر من الدنيا .

    ((وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)) الأنعام 32

    وكذلك قال :
    ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ )) الحديد 20 .

    فقد قدم اللعب في أكثر الآيات على اللهو ؛لأن اللعب هو لعب الصبيان فيكون في زمن الصبا بينما اللهو يكون في زمن الشباب وما بعده .

    الفرق بين الخلق والجعْل :

    الخلق : إيجاد شيء معدوم من شيء موجود ،

    (خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ (2)) الأنعام ،

    (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ (11)) لقمان .

    (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ «4») التين .

    الجعل: هو خلقٌ لوظيفة الأشياء.

    الله خلق الأرض ووظيفتها أنه جعلها بساطاً ،

    (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا «19») نوح،

    و(جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا (5)) يونس ،
    و(جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا (22)) البقرة،
    (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ «80») النحل.

    فكلمة جعلّ تعني خلقاً ، ولكنْ خلق لوظائف المخلوقات، وحينئذٍ كل شيء خلقه لكي يكون وظيفة لمخلوق آخر هذا الجعل.
    التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 12-03-2013, 04:50 PM.

    تعليق


    • #3
      3-الاتفاق والإجماع :
      الإتفاق مغاير للإجماع عند بعضهم في مسائل معيَّنة ، فمن ذلك :
      1- قول بعضهم: الإتفاق يعني به اتفاق الأئمة الأربعة(1) .
      2- و قد يعنون به اتفاق المذهب ،فقد يكون المؤلف ملتزماً مذهباً معيناً؛ فيعبَّر بالاتفاق، كما هو صنيع المرداوي في "الإنصاف"في الغالب.
      3- وقد يريدون –أيضاً- بالاتفاق عند عدم الجزم بالإجماع فيكون الاتفاق ظنياً.
      قال ابن حزم في"مراتب الإجماع"(ص/231): ((و اتفقوا –فيما أظنُّ- أن في المأمومة إذا كانت في الرأس...))اهـ .
      و لم أره يقول : أجمعوا فيما أظن ، ممَّا يدلُّ أن الإجماع أقوى عنده ؛ لأنَّ العالم يجزم بالإجماع.بتصرف
      انظر"إدمان الطروق"(ص/14)للشيخ أبي عمار ياسر العدني-حفظه الله-.

      4- الإثم و الذنب :
      أما من حيث المعنى اللغوي :
      فالإثم كما قال ابن فارس: (( تدلُّ على أصلٍ واحد، وهو البطء والتأخُّر. يقال ناقة آثِمةٌ أي متأخِّرة.
      قال الأعشى:
      .......................*** إذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرا .
      (2)
      والإثم مشتقٌّ من ذلك، لأنَّ ذا الإثمِ بطيءٌ عن الخير متأخّر عنه.))اهـ.
      أما الذَّنْب ؛ قال-رحمه الله- : ((الذال والنون والباء أصول ثلاثة: أحدها الجُرم، والآخر مؤخَّر الشيء، والثالث كالحظِّ والنّصيب.فالأوّل الذّنب والجُرم. يقال أَذْنَبَ يُذْنِبُ. والاسم الذّنْب، وهو مُذْنِبٌ...))اهـ.
      أمَّا من حيث المعنى الإصطلاحي ؛ قال صاحب "الكليات"(ص/38) : ((وبين الذنب والإثم فرق من حيث أن الذنب مطلق الجرم عمدا كان أو سهوا بخلاف الإثم فإنه ما يستحق فاعله العقاب فيختص بما يكون عمدا ويسمى الذنب تبعة اعتبارا بذنب الشيء كما أن العقوبة باعتبار ما يحصل من عاقبته والهمزة فيه من الواو كأنه يثم الأعمال.))اهـ .
      و انظر "الفروق اللغوية"(ص/15) للعسكري.
      5- الإثم والعدوان :
      و قد تكلَّم عن الفرق بينهما الإمام المحقق ابن القيم-رحمه الله- ؛ فقال : ((قال الله تعالى:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }. وكل منهما إذا أفرد تضمن الآخر فكل إثم عدوان إذ هو فعل ما نهى الله عنه أو ترك ما أمر الله به فهو عدوان على أمره ونهيه وكل عدوان إثم فإنه يأثم به صاحبه ولكن عند اقترانهما فهما شيئان بحسب متعلقهما ووصفهما ،فالإثم ما كان محرم الجنس كالكذب والزنا وشرب الخمر ونحو ذلك والعدوان ما كان محرم القدر والزيادة فالعدوان تعدى ما أبيح منه إلى القدر المحرم والزيادة كالإعتداء في أخذ الحق ممن هو عليه إما بأن يتعدى على ماله أو بدنه أو عرضه فإذا غصبه خشبة لم يرض عوضها إلا داره وإذا أتلف عليه شيئا أتلف عليه أضعافه وإذا قال فيه كلمة قال فيه أضعافها فهذا كله عدوان وتعد للعدل .))اهـ.
      "التفسير القيم"(ص/228) .و انظر "تفسير الطبري"(9/490)،"زاد المسير"(2/166) ."تيسير الكريم الرحمن"(ص/216)
      ---------------------------------------------------------------
      (1) - و هذا غير صحيح إلا من التزم ذلك في كتابه ، لذلك قيل هو اصطلاح ابن هبيرة .انظر"الإجماعات الواردة في الفرائض"(ص/13)للشيخ زايد الوصابي-حفظه الله- .
      (2) - و صدر البيت : جُمَالِيّةٍ تَغْتَلي بِالرِّدَافِ ****.............. . انظر "ديوانه" (2/22) .



      يتبع إن شاء الله تعالى...
      التعديل الأخير تم بواسطة حسين بن مسعود الجيجلي; الساعة 12-03-2013, 06:59 PM.

      تعليق


      • #4
        ** أنوار الشروق في معرفة بعص الفروق **
        ::تكملة::

        (5)-الإجارة(1) والجعالة(2) :
        قال السيوطي-رحمه الله-: ((مَا افْتَرَقَ فِيهِ الْإِجَارَةُ وَالْجِعَالَةُ: افْتَرَقَا فِي أَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا تَعْيِينُ الْعَامِلِ يُعْتَبَرُ فِي الْإِجَارَةِ دُونَ الْجِعَالَةِ. وَالْآخَرُ: الْعِلْمُ بِمِقْدَارِ الْعَمَلِ مُعْتَبَرٌ فِي الْإِجَارَةِ دُونَ الْجِعَالَةِ.))اهـ."الأشباه و النظائر"(ص/525).
        أي : أَنَّ الْإِجَارَةَ يَتَقَدَّرُ فِيهَا الْعِوَضُ وَالْمُعَوَّضُ مِنْ الْجِهَتَيْنِ، وَالْجَعَالَةُ يَتَقَدَّرُ فِيهَا الْجُعَلُ وَالْعَمَلُ غَيْرُ مُقَدَّرٍ.قاله ابن العربي المالكي في"أحكام القرآن"(3/65).
        (6)- الفرق بين الإجماع و نفي الخلاف :
        1/ الإجماع هو ما يقطع به ولا أحد يعارض فيه ؛ ونفي الخلاف(3) ما أصاب العالِم فيه تردد جعله لا يجرؤ على نقل الإجماع الصريح(القطعي) أو نفى (عدم الخلاف) في حدود علمه ولفظه (لا أعلم خلافاً).
        2/ عبارة (نفي الخلاف) قد يُراد بها نفي خلاف محصور ببلد معيَّن ، أو مذهبٍ معين ، بحسَبِ اصطلاح قائلها ، بخلاف عبارات الإجماع إذا أطلقت فالغالب أن المراد بها إجماع العلماء كلهم.
        إتماماً للفائدة :
        (لا أعلم خلافاً) هل هو إجماع؟

        قال الزركشي-رحمه الله- : ((قَوْلُ الْقَائِلِ: لَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي كَذَا. قَالَ الصَّيْرَفِيُّ: لَا يَكُونُ إجْمَاعًا، لِجَوَازِ الِاخْتِلَافِ، وَكَذَا قَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي الْإِحْكَامِ. وَقَالَ فِي كِتَابِ الْإِعْرَابِ ": إنَّ الشَّافِعِيَّ نَصَّ عَلَيْهِ فِي الرِّسَالَةِ " وَكَذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. قَالَ الصَّيْرَفِيُّ: وَإِنَّمَا يَسُوغُ هَذَا الْقَوْلُ لِمَنْ بَحَثَ الْبَحْثَ الشَّدِيدَ، وَعَلِمَ أُصُولَ الْعِلْمِ، وَحَمَلَهُ، فَإِذَا عَلِمَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ، لَمْ يَجُزْ الْخُرُوجُ مِنْهُ؛ لِأَنَّ الْخِلَافَ لَمْ يَظْهَرْ، وَلِهَذَا لَا نَقُولُ لِلْإِنْسَانِ عَدْلٌ قَبْلَ الْخِبْرَةِ، فَإِذَا عَلِمْنَاهُ بِمَا يُعْلَمُ بِهِ مُسْلِمٌ حَكَمْنَا بِعَدَالَتِهِ، وَإِنْ جَازَ خِلَافُ مَا عَلِمْنَاهُ. وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ: قَوْلُ الْقَائِلِ: لَا أَعْلَمُ خِلَافًا يَظْهَرُ، إنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَهُوَ حُجَّةٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ الَّذِينَ كَشَفُوا الْإِجْمَاعَ وَالِاخْتِلَافَ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ وَقَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: إذَا قَالَ: لَا أَعْرِفُ بَيْنَهُمْ خِلَافًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ، وَمِمَّنْ أَحَاطَ عِلْمًا بِالْإِجْمَاعِ وَالِاخْتِلَافِ، لَمْ يَثْبُتْ الْإِجْمَاعُ بِقَوْلِهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ، فَاخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا، فَأَثْبَتَ الْإِجْمَاعَ بِهِ قَوْمٌ، وَنَفَاهُ آخَرُونَ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ الْعَالِمَ إذَا قَالَ: لَا أَعْلَمُ خِلَافًا، فَهُوَ إجْمَاعٌ، وَهُوَ قَوْلٌ فَاسِدٌ، وَلَوْ قَالَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيِّ، إنَّا لَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَجْمَعَ مِنْهُ لِأَقَاوِيلِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلَكِنْ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ.

        وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي زَكَاةِ الْبَقَرِ: لَا أَعْلَمُ خِلَافًا فِي أَنَّهُ لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنْهَا تَبِيعٌ، وَالْخِلَافُ فِي ذَلِكَ مَشْهُورٌ، فَإِنَّ قَوْمًا يَرَوْنَ الزَّكَاةَ عَلَى الْخَمْسِ كَزَكَاةِ الْإِبِلِ. وَقَالَ مَالِكٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ – فِي"مُوَطَّئِهِ ": ((وَقَدْ ذَكَرَ الْحُكْمَ بِرَدِّ الْيَمِينِ، وَهَذَا مِمَّا لَا خِلَافَ فِيهِ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، وَلَا بَلَدٍ مِنْ الْبُلْدَانِ))، وَالْخِلَافُ فِيهِ شَهِيرٌ، وَكَانَ عُثْمَانُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَا يَرَى رَدَّ الْيَمِينِ، وَيَقْضِي بِالنُّكُولِ، وَكَذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمِنْ التَّابِعِينَ الْحَكَمُ وَغَيْرُهُ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى: وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ، وَهُمْ كَانُوا الْقُضَاةَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. فَإِذَا كَانَ مِثْلَ مَنْ ذَكَرْنَا يَخْفَى عَلَيْهِ الْخِلَافُ، فَمَا ظَنُّك بِغَيْرِهِ.))اهـ." البحر المحيط"(4/517-518).

        -----------------------------
        (1)- الإجارة لغة : الكِراء على العمل."معجم المقاييس في اللغة" لابن فارس مادة " أجر ".
        واصطلاحاً: عَقْد مُعاوَضَة على تمليك منفعة بعِوَضٍ بما يدلُّ على تمليك المنفعة من لفظٍ أو غيره. "الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك" للدردير(6/4).
        *واستدلَّ القرافي في"تنقيح الفصول"(2/34) على أصل مشروعية الإجارة بقوله تعالى :{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ}[القصص: 27]. و انظرللإستفادة "الذخيرة "(5/371)، واستخرج ابن العربي ثلاثين مسألة من هذه الآية، واستنبط منها أحكاماً كثيرة. و أنكرها-الإجارة- الأصَمُّ و هو عن الشريعة أصمُّ كما قال ابن العربي –رحمه الله- في "أحكام القرآن" (3 / 65).
        (2)- الجعالة لغة: بتثليث الجيم( بالضم ، والفتح ، والكسر)، وهي ما جُعل للإنسان من شيءٍ على فعلٍ ما. انظر مادة ((جعل)) في"لسان العرب"(2/301) ،و "المفردات"(ص/94) للراغب.

        واصطلاحاً: عرَّفها ابن عرفة بقوله: ((عقد معاوضةٍ على عمل آدميٍّ بعوضٍ غير ناشيء عن مَحَلِّه به، لا يجب إلا بتمامه)) . "شرح حدود ابن عرفة"(2/529) للرصَّاع. راجع "بداية المجتهد"(2/177) لابن رشد.
        (3)- و هوما يسمى بالإجماع الإقراري والإستقرائي ، بأن يستقرئ أقوال العلماء فلا يجد في ذلك خلافاً أو يشتهر القول في القرآن و لا يعلم أحد أنكره. فإن جُزِم بانتفاء الخلاف فالإجماع القطعي ،وأماإذاكان يظن عدمه ولا يقطع به فهو حجة ظنية مع جواز الإحتجاج به . "مجموع الفتاوى"(19/267) لشيخ الإسلام رحمه الله-بتصرفٍ-.


        * * * * * *

        يتبع إن شاء الله تعالى. . .







        تعليق


        • #5
          **أنوار الشروق في معرفة الفروق**
          تكملة

          الاحتقار والإهانة :
          قال الزركشي-رحمه الله- في"البحر المحيط"(2/98): ((وَفَرَّقَ جَمَاعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّخْيِيرِ بِأَنَّ الْإِهَانَةَ إنَّمَا تَكُونُ بِالْقَوْلِ أو بِالْفِعْلِ أو تَرْكِهِمَا دُونَ مُجَرَّدِ الِاعْتِقَادِ وَالِاحْتِقَارُ إمَّا مُخْتَصٌّ بِهِ أو وَإِنْ لم يَكُنْ كَذَلِكَ لَكِنَّهُ لَا مَحَالَةَ يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ الِاعْتِقَادِ بِدَلِيلِ أَنَّ من اعْتَقَدَ في شَيْءٍ أَنَّهُ لَا يَعْبَأُ بِهِ وَلَا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ يُقَالُ إنَّهُ احْتَقَرَهُ وَلَا يُقَالُ إنَّهُ أَهَانَهُ ما لم يَصْدُرْ منه قَوْلٌ أو فِعْلٌ يُنْبِئُ عنه.))اهـ.
          . انظر"شرح الكوكب المنير"(3/27) ، "فواتح الرحموت"(1/372) ،"التحبير شرح التحرير"(5/2192)،"نهاية السؤل"(1/335).

          يتبع إن شاء الله تعالى. . .

          تعليق


          • #6
            **أنوار الشروق في معرفة الفروق**
            تكملة
            الحسد والغبطة :


            1- أَنَّ الْحَسَدَ تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنْ الْغَيْرِ ، وَالْغِبْطَةُ تَمَنِّي حُصُولِ مِثْلِهَا مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِطَلَبِ زَوَالِهَا عَنْ صَاحِبِهَا.
            2- أن الحسد محرم في حكم الشرع ، أما الغبطة فحكمه الإباحة لِعَدَمِ تَعَلُّقِهِ بِمَفْسَدَةٍ أَلْبَتَّةَ .وتحْرِيمِ الْحَسَدِ دلَّ عليه الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ ؛ فَالْكِتَابُ قَوْله تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ } [الفلق:5] ،{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }[النساء:54] ،وقَوْله تَعَالَى:{ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ }[النساء32] أَيْ: لَا تَتَمَنَّوْا زَوَالَهُ ؛ لِأَنَّ قَرِينَةَ النَّهْيِ دَالَّةٌ عَلَى هَذَا الْحَذْفِ ، وَأَمَّا السُّنَّةُ فَقَوْلُهُ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَلَا حَسَدَ إلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ - تَعَالَى - مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ))(1) أَيْ : لَا غِبْطَةَ إلَّا فِي هَاتَيْنِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَالَغَةِ .
            3- أن الغبطة يمكن التعبير عنها بلفظ الحسد كما في الحديث السابق ،أما الحسد فلا يجوز التعبير عنه بالغبطة لما تقدم من الفرق الحاصل بينهما .
            4- أنَّ الْحَسَدَ أَوَّلُ مَعْصِيَةٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهَا فِي الْأَرْضِ ، حَسَدَ إبْلِيسُ آدَمَ فَلَمْ يَسْجُدْ له .
            مأخوذ من
            كتاب "الفروق"(4/331) للقرافي-بتصرفٍ- من باب تسهيل الفائدة ، وانظر"الذخيرة"(13/249) له ، و"الزواجر عن اقتراف الكبائر"(1/52) لابن حجر الهيتمي.




            و إتماماً للفائدة :


            1/ القاسم المشترك بين الحسد والغبطة :
            الغبطة والحسد اشتركا فِي كونها طَلَبٌ مِنْ الْقَلْبِ. "الفروق"(4/331)للقرافي.

            2/ الْحَسَدُ حَسَدَانِ:
            - تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ وَحُصُولِهَا لِلْحَاسِدِ.
            - وَتَمَنِّي زَوَالِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْلُبَ حُصُولَهَا لِلْحَاسِدِ ، وَهُوَ شَرُّ الْحَاسِدِينَ ؛ لِأَنَّهُ طَلَبَ الْمَفْسَدَةَ الصِّرْفَةَ مِنْ غَيْرِ مُعَارِضٍ عَادِيٍّ أَوْ طَبِيعِيٍّ.قاله القرافي(4/331) .
            3/ من آفات الحسد .
            قال الهيتمي في"الزواجر"(1/52): ((وَمِنْ آفَاتِ الْحَسَدِ أَنَّ فِيهِ سَخَطًا لِقَضَاءِ اللَّهِ - تَعَالَى - إذَا أَنْعَمَ عَلَى الْغَيْرِ بِمَا لَا مَضَرَّةَ عَلَيْك فِيهِ وَشَمَاتَةً بِأَخِيك الْمُسْلِمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{ إنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا }[آل عمران120] ،{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ }[البقرة:109] ، {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً }[النساء:89]، { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }[النساء:54] ا هـ .
            --------------------

            (1)- أخرجه البخاري (73) ، ومسلم(816) وغيرهما من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .

            يتبع إن شاء الله . . . .


            تعليق


            • #7
              **أنوار الشروق في معرفة الفروق**
              تكملة

              العاصي بسفره و العاصي في سفره:
              و الفرق بين الصورتين في موضعين :
              الموضع الأول : في أصل السفر وسببه ؛ إذ أن السفر وسيلة إلى غاية على القول الصحيح .
              فالعاصي في سفره يكون سفره عقِد-على الأقل- من أجل أمر مباح ، لكن فعل فيه أموراً محرمة ، كسماع الغناء ، وشرب الدخان و غيرها فهذا عاص في سفره
              أما العاصي بسفره فمنشأ سفره من أجل المعصية ، و سفره كان وسيلة إلى محرم لولاه لم يتمكن من فعلها ، كمن سافر بقصد عمل الفواحش ، أو من أجل طلب علم محرم كعلم الكلام و السحر و غيرها .
              الموضع الثاني : الترخص في السفر
              العاصي في سفره ؛اتفقوا على جواز أخده بالرخص في السفر كالجمع والفطر في نهار رمضان ، والمسح ثلاثاً و وجوب القصر وغيرها .انظر" إيثار الإنصاف" (ص/50)
              أما العاصي بسفره فقد وقع خلاف في جواز ترخصه حين سفره .
              قال فضيلة الشيخ يحي بن علي الحجوري-حفظه الله- في" ضياء السالكين" (ص/80-81): ((ذهب جمهور العلماء([1]) إلى أن العاصي بسفره لا يجوز له القصر في السفر و لا المسح على الخفين و لا الفطر في نهار رمضان ، وأنه لا يترخص بهذه الرخصة إلا إذا كان طائعاً بسفره مثال ذلك :
              أحد مسافر إلى الحج أو العمرة و في طريقه شرب خمراً هذا طائع بسفره و عاصٍ في سفره ، له أت يقصر الصلاة عندهم .
              وآخر مسافر لفعل الزنا في بلاد الكفار أو غيرها و في سفره تصدق على مسكين أو أمر بالمعروف و نهى عن المنكر و نحو ذلك ، فهذا عاصٍ بسفره طائعٌ في سفره ، وليس له أن يقصر في الصلاة عندهم.
              و قالوا : الذي يسافر إلى معصية لا ينبغي أن يرخص له ويسهَّل عليه فيُعان على المعصية بالرخص .هذه حجتهم ، وأنت لا تكاد تجد دليلاً للقائلين بهذا القول سوى مجرد الرأي و الاستحسان مع معارضته لنصوص السنَّة و القرآن ، وقد أبان كتاب ربنا سبحانه و تعالى و سنَّة نبيِّنا – صلى الله عليه وسلَّم- وجوب القصر في الصلاة مطلقاً في حقِّ من ضرب في الأرض طائعاً كان بسفره أو عاصياً ، فأين المخصص لعمومات الأدلة السابق ذكرها ، وقد قال بالقصر لكل مسافر مطلقاً سواء سفر طاعة أو سفر معصية الأوزاعي و الثوري و المزني و أبو حنيفة كما في"المجموع"للنووي(4/346) وابن حزم في"المحلى"(مسألة512) ، وصدِّيق حسن خان في"الروضة النديَّة"(1/375) .
              و كذلك الفطر في نهار رمضان و المسخ على الخفين لكل مسلم ضرب في الأرض و الحق في المسألة واضح فإن الله عزَّ وجلَّ يقول:( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ)[النساء:101]، وفي "الصحيحين" من حديث عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت : « فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاَةَ حِينَ فَرَضَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِى الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ ، فَأُقِرَّتْ صَلاَةُ السَّفَرِ ، وَزِيدَ فِى صَلاَةِ الْحَضَرِ » .
              أما قول الجمهور أنه يعامل بنقيض قصده فيمنع من رخصة السفر فهذا غير صحيح ؛ لأن معاملة الناس شرعاً بنقيض قصدهم ليس إلينا بل إلى الله سبحانه : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)[الشورى:10].
              و انظر "المجموع"(4/330) ، و"المغني"لابن قدامة(2/259). ))اهـ .



              [1] - و هو مذهب أحمد والشافعي .انظر"إيثارالإنصاف"(ص/50).


              يتبع إن شاء الله . . . .

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة علي بن إبراهيم جحاف مشاهدة المشاركة

                الخلق : إيجاد شيء معدوم من شيء موجود ،

                هذا خلق التحويل ، وليس مما اختص به الله نفسه فالبشر قد يوجد الشيء من الشيء فيسمى بذلك خالقاً {فتبارك الله أحسن الخالقين}، أما الخلق الذي اختص الله به نفسه فهو إيجاد الشيء من العدم أو من غير مثالٍ سابق .
                أما الجعل فإذا تعدى لمفعولٍ واحدٍ فيراد به نوع من الخلق و هو إيجاد الشيء من الشيء قال الله تعالى " {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} ، وإذا تعدى لمفعولين فيطلق بمعنى التصيير قال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}، و قوله أيضا :{ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} ، و قوله :{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}.
                أما إذا كان (الجعل) لازماً غير متعد فهو من أفعال المقاربة نحو:
                وقد جَعَلْتُ إذا ما قُمْتُ يُثْقِلُني *** ثَوْبي فأَنْهَضُ نَهْضَ الشَّارِبِ الثَّمِلِ
                و نحو :
                وقَدْ جَعَلتْ قَلُوصُ ابْنَي سُهَيلٍ *** مِن الأَكْوارِ مَرتَعُها قَرِيبُ

                تعليق


                • #9
                  **أنوار الشروق في معرفة الفروق**
                  تكملة
                  الفرق بين الصيانة والتكبر:
                  قال العلامة المحقق ابن القيم رحمه الله:((
                  فصل:
                  والفرق بين الصيانة والتكبر




                  أن الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس ثوبًا جديدًا نقيّ البياض ذا ثمن فهو يدخل به على الملوك فمن دونهم فهو يصونه عن الوسخ والغبار والطبوع وأنواع الآثار إبقاءً على بياضه ونقائه فتراه صاحب تعزز وهروب من المواضع التي يخشى منها عليه التلوّث فلا يسمح بأثر ولا طبع ولا لوث يعلو ثوبه وإن أصابه شيء من ذلك على غرة بادر إلى قلعة وإزالته ومحو أثره وهكذا الصائن لقلبه ودينه تراه يجتنب طبوع الذنوب وآثارها فإن لها في القلب طبوعًا وآثارًا أعظم من الطبوع الفاحشة في الثوب النقي للبياض ولكن على العيون غشاوة أن تدرك تلك الطبوع فتراه يهرب من مظان التلوث ويحترس من الخلق ويتباعد من تخالطهم مخافة أن يحصل لقلبه ما يحصل للثوب الذي يخالط الدباغين والذباحين والطباخين ونحوهم



                  بخلاف صاحب العلو فإنه وإن شَابَه هذا في تحرُّزه وتجنبه فهو يقصد أن يعلو رقابهم ويجعلهم تحت قدمه ،فهذا لون وذاك لون.))اهـ."الروح"(ص/352).
                  قال أبو عبد الله عفا الله عنه: فجعل أئمة الهدى ومصابيح الدجى تحت الأقدام، أثر من آثار التكبر المقيت
                  نسأل الله السلامة والعافية.


                  يتبع إن شاء الله . . . .

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك على هذه الدرر
                    نسأل الله أن يبارك فيك

                    تعليق

                    يعمل...
                    X