إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موقف حسين الحوثي من عقيدة المسلمين وأتباعها والكتب المؤلفة في ذلك وموقفه من الزيدية والرافضة وغيرهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موقف حسين الحوثي من عقيدة المسلمين وأتباعها والكتب المؤلفة في ذلك وموقفه من الزيدية والرافضة وغيرهم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد:
    فقد كنت جمعت أقوال حسين الحوثي في صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وقد جاوز المائة والخمسين عنوانا، أردت بذلك أن يعرف الناس ما عليه هذا الرجل من الحقد على خير القرون المشهود لهم - قرآنا وسنة- بالخيرية، وها أنا اليوم أنقل ومن ملازمة بإصداريها الجديد ومحيلا على القديم مواقف له أخرى من العقيدة الإسلامية الحقة ومن أتباعها ورجالها ومن كتبهم، وموقفه من الزيدية والرافضة ومواقف ستراها ضمن هذا النقل وآمل من كل قارئ أن يرجع إلى الملازم نفسها قبل الاتهام بالتزوير فما هذا طبع أهل السنة السلفيين والتاريخ خير شاهد على ذلك، والله المستعان.


    إذا ما قلت لهم: فلان يقول: أن الله يُرَى! بعضهم لا يستنكر، لا تثيره هذه القضية، إلا إذا كان قد تعلم وعرف معرفة لا بأس ([1]).


    كثير من الناس حول هذه المسألة لا يتعقل ما فيها من سوء حتى يرى بأن عليه أن ينزه الله منها، فنحن متى ما نزهنا الله ينزهه الكثير من منطلق إيماني: بأنه هكذا نزه نفسه، فنحن ننزه نفسه. لهذا متى ما سمع كثير من العوام إذا ما قلت لهم: فلان يقول: أن الله يُرَى! بعضهم لا يستنكر، لا تثيره هذه القضية، إلا إذا كان قد تعلم وعرف معرفة لا بأس.


    لا يمكن أن تدركه الأبصار، كيفما كانت هذه الأبصار ([2]).


    لا يمكن أن تدركه الأبصار، كيفما كانت هذه الأبصار، سواء قالوا حاسة سادسة أو سابعة أو ثامنة أو حاسة تاسعة أو كيفما قالوا فهي لا تخرج عن كونها أبْصَار، وعملية الرؤية لا تخرج عن كونها إبْصَار، فهو سبحانه وتعالى نزه ذاته عن أن تدركه الأبصار.
    قالوا: يعني هذا في الدنيا أما في الآخرة فسنراه، ويدعون الله أيضاً أن يريهم وجهه الكريم، ومن أدعيتهم: اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، اللهم أرنا وجهك، وهكذا. الباطل, النقص الذي نزه الله ذاته عنه يصبح عند بعض المسلمين عبادة يتعبدون الله بنسبتها إليه، ويطلبون من الله أن يمكنهم من الحصول عليها.
    {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} وتأتي العبارة مطلقة، وكلما هو تن‍زيه لذاته فهو تن‍زيه لذاته في الدنيا والآخرة؛ لأنه كما قال سابقاً:{وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ}(القصص: من الآية70) فكلما هو تن‍زيه لذاته هو تن‍زيه مطلق لذاته سواء في الدنيا أو في الآخرة، والدنيا والآخرة بالنسبة لله سبحانه وتعالى ليستا عالمين متغيرين، لا يحدث هذا التغير في الكون أي تغير بالنسبة لله سبحانه وتعالى، عالم واحد وضعية واحدة الله لا يتغير بتغيرها، ولا يطرأ عليه شيء من خلال تغيرها, فهو من لا يمكن أن تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة.
    ولماذا ننزه ذاته عن أن تدركه الأبصار كما نزه هو ذاته عن أن تدركه الأبصار؟ نفس الكلام الذي قلناه في قولـه تعالى عندما نزه نفسه عن أن يكون له ولد أو أن تكون له صاحبة أن هذا يعني: إثبات نقص في الله سبحانه وتعالى؛ لأنه متى ما قلنا بأنه يمكن أن يُرى فالرؤية لا تتحقق إلا من خلال شروط: أن يكون بينك وبين الطرف المرئي مسافة معقولة تمكنك من رؤيته، ويكون هو على كيفية محدودة تتمكن من رؤيته، وتسقط عليه الأشعة لتنقل صوراً من الكيفية التي هو عليها إلى [شَبَكِيَّة] إبصارك, أو بأي وسيلة كانت، ولا بد أن يكون على كيفية محددة، والتحديد والتكييف هو من خواص المحدثات, وهو من دلائل الحدوث، إذاً فيلزم أن يكون محدثاً, فيلزم أن يكون مخلوقاً، إذاً فيلزم أن يكون هناك من خلقه, ومن أحدثه، وإذا لزم أن يكون هناك من خلقه أو أحدثه، فلزم أن يكون ناقصاً, وأن يكون محتاجاً، وأن يكون هناك من هو أكمل منه، وهذا ينتهي إلى ماذا؟ إلى كفر بالله سبحانه وتعالى، فلا يمكن أن تدركه الأبصار إطلاقاً.


    القرآن هو نزل وهو واثق من نفسه، القرآن في الدنيا
    هذه واثق من نفسه (
    [3]).


    طيب هذه قاعدة لنا عندما نقول أننا نريد أن نتعلم، نريد نعرف، يريد واحد يعرف حق وباطل، يريد واحد يقرأ كل شيء، يريد يعرف كل شيء، يمشي على الطريقة هذه، وستمشي واثق, واثق من نفسك، بثقتك بالقرآن؛ لأن القرآن هو نزل وهو واثق من نفسه، القرآن في الدنيا هذه واثق من نفسه؛ لأن ما هناك أي ثقافة أخرى، أو ديانة أخرى، أو منطق آخر يمكنه أبداً أن يتغلب عليك أبداً، من ينطلقون بانطلاقته، من يتثقفون بثقافته، من يعرفون هداه يكونون بهذا الشكل.


    الأحاديث كلها ظنيات ([4]).


    ألم يطلع الدين كله ظنيات في الأخير؟ القرآن، الأحاديث كلها ظنيات، كلها ربَّاط هكذا، وكلها، ما عاد رأى الناس الذي هو صراط مستقيم.
    الظن هل ممكن يصنع صراطاً مستقيماً؟ { إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً}(النجم28) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}(الحجرات12) لكن إذا عاد الناس إلى القرآن، في الأخير يرون صراط خطين، وليس خط واحد فقط، سريع، مثلما تقول: الخط السريع، ما هو يكون خط فسيح جداً؟


    المحدثين هم مثل الصحفيين سواء، حدثنا، أخبرنا، وهكذا، قرقرة وجمَّاع أحاديث من أجل يطلع الحافظ فلان، أو شيخ الإسلام فلان؛ لأنه يحفظ أحاديث. مثل الصحفيين؛
    ولهذا سطَّروا الكذب (
    [5]).


    [ فافتروا الكذب فيه وهم لا يشعرون]؛ لأنه قد يكون الموضوع أنه ربما قد لا يكون بعض الرواة يرويه على أساس أن عنده هدف هو: أن يخلق تشكيك في القرآن مثلاً، لكن روايات، المحدثين هم مثل الصحفيين سواء، حدثنا، أخبرنا، وهكذا، قرقرة وجمَّاع أحاديث من أجل يطلع الحافظ فلان، أو شيخ الإسلام فلان؛ لأنه يحفظ أحاديث. مثل الصحفيين؛ ولهذا سطَّروا الكذب، وبقي الكذب، خلدوا الكذب بالطريقة هذه.


    ألم يضربوا هم القرآن في الأخير؟ طلعوه ظنيات، طلعوه حمَّال أوجه، طلعوه ممكن يتأقلم مع هذا، ويتأقلم مع هذا! هذا غير صحيح ([6]).


    هذا يفيدك كثيراً عندما ترجع إلى القرآن الكريم، عندما ترجع إليه يفيدك كثيراً هذا الأسلوب، لكن تأتي بطريقة أخرى، آلية تتصور آلية ليست آلية صحيحة أن تدخل إلى القرآن بشكل مقلوب، ما يمكن يعطيك القرآن أي فائدة، ثم يطلعوا في الأخير هم يضربوا القرآن.
    ألم يضربوا هم القرآن في الأخير؟ طلعوه ظنيات، طلعوه حمَّال أوجه، طلعوه ممكن يتأقلم مع هذا، ويتأقلم مع هذا! هذا غير صحيح. إن الله قال فيه: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}(هود1) آيات محكمة، هل هذا من الإحكام؟ أنه يتأقلم مع كل واحد، ويعطي كل واحد معنى يخالف المعنى الآخر؟ لا يصح هذا، ولا من صح أن يكون تفصيل، ولا بيان، ولا هدى، ولا نور، وكان هذا هو الاختلاف، والتناقض، لو كان سيعطي كل واحد وجه، ويتمشى مع كل واحد، وجوه متناقضة، آراء مختلفة، وجوه متباينة، ويقول لك: هذه كلها، القرآن حمَّال أوجه.


    ما يرضوا يثقوا، ما يرضوا ينطلقوا! نوعية يستحقوا جهنم، وهي أرقى شيء. الله ما عنده إلا أرقى شيء، عنده أرقى شيء في العذاب، وأرقى شيء في النعيم ([7]).


    القرآن بهدايته، بسعته، بنوره، بوعوده هنا في الدنيا قبل الآخرة. ما يرضوا يثقوا، ما يرضوا ينطلقوا! نوعية يستحقوا جهنم، وهي أرقى شيء. الله ما عنده إلا أرقى شيء، عنده أرقى شيء في العذاب، وأرقى شيء في النعيم. فتستحق أسوء، وأشد عذاب؛ لأنك تركت أفضل، وأحسن، وأقوم أليست هكذا؟ أفضل طريقة، أحسن طريقة، أقوم هدى تركته فتستحق عقوبة أشد عقوبة.

    تعريضه بمن يا تُرى ([8]).


    تن‍زيهه عن ما لا يليق به في ذاته أن تنسب إليه نقصاً، أن تنسب إليه من العيوب ما لا يليق بأن تنسبها إليه كما نسب إليه الآخرون من أنه ذو أعضاء أو ينسب إليه ما يلزم منه مشابهته لخلقه, تن‍زيهه له أيضاً في أفعاله، من أنه يقدر المعاصي، ويخلق المعاصي والفواحش, ويريدها ويقضي بها. فهو من لا يظلم, من لا يفعل الفساد، ومن لا يفعل ما يتنافى مع الحكمة، هو من خلق كل شيء فقدره تقديراً، تن‍زيه له سبحانه وتعالى أيضاً في تشريعه, وفي هدايته, أنزهه عن أن يشرع لي طاعة من يعصيه، أو يوجب علي أن أطيع الظالمين والجبارين والطواغيت والمتكبرين وهو من يلعنهم في كتابه, وهو من يستنصرني لأقف في وجوههم فكيف يأمرني بطاعتهم؟ وهل يشرف الله سبحانه وتعالى, أو يليق به أن يكون هؤلاء من يوجب علينا أن نطيعهم وهم مفسدون ومجرمون وطواغيت وكافرون.. ألست أنت من تحاول أن تطرد ابنك من بيتك إذا ما وجدته ابناً فاسداً؟. والآخرون يقولون لك اطرده من بيتك؟. وأنت تقول لابنك: أنت شوهت سمعتي, أنت لا تشرفني أن يقال أنت أبني .. فالله سبحانه وتعالى كيف يمكن أن يوجب علينا أن نطيع أعداءه .. هذه واحدة من العقائد الباطلة التي نسبوها إلى دين الله, ودين الله هو تشريعه وهديه.
    ولو تأتي تتبع ما نسب إلى الله سبحانه وتعالى من هذا القبيل لوجدت بأنهم نسبوا إليه ما لا يليق به، وأمام هؤلاء استنفر الله كل مخلوقاته لتسبحه لعظم قبح ما نسبوا إليه في تشريعه، أو في هديه, أو في أفعاله، أو في ذاته سبحانه وتعالى.


    إذا ما قلت لهم: فلان يقول: أن الله يُرَى! بعضهم لا يستنكر، لا تثيره هذه القضية، إلا إذا كان قد تعلم وعرف معرفة لا بأس ([9]).


    ولهذا نحن نقول في عقائدنا: لا يجوز أن نقول: أن لله وجهاً, كما يقول الآخرون، وليس له يد, ليس له أعين كما يقول الآخرون، هذه آليات خلقها لنا نحن الناقصين، نحن القاصرين، نحن المحتاجين. لو قلنا بأن له وجهاً, وله يداً, وله رِجلاً حتى ولو قلنا كما يقولون: وجه يليق به، يد تليق به، رِجْل تليق به.. هكذا يقولون. إسألهم : هل وجهه غير يده، ويده غير رجله؟ أم أن وجهه يده، ويده رجله, ورجله وجهه؟. سيقول لك: لا, هي بالطبع وجهه غير يده، ورجله غير وجهه. إذاً مَن الذي منحه وجهاً هو مغاير ليده، ويداً مغايرة لرجله، إذاً أثبتم له أعضاء وإن كنتم تقولون بأننا لا نعرف كيفيتها، فالتن‍زيه لا يعني فقط بأنك تقول أنك لا تعرف الكيفية التي عليها هذا الوجه الذي أثبتّه لله، بل أن تنفي عنه من الأساس أن يكون له عضو، أو يكون مركباً من أجزاء، أن يكون مؤلفاً، لا يصح؛ لماذا؟. لأن التركيب علامة من علامات الحدوث.
    ماذا يعني الحدوث؟. أي أن هناك مَن منحه وجهه كما منحك وجهك، ومن منحه يده وجعلها في موضع في غير موضع وجهه ولها أعمال غير أعمال وجهه، وله رِجْل لها أعمال غير أعمال يده، وموضعها غير موضع يده، كما هو الحال بالنسبة لنا أليس كذلك.
    إذاً فهذه علامات الحدوث, إذاً هناك من منحه هذه الأشياء, إذاً فهو ناقص ومن منحه هذه الأشياء هو أكمل منه، إذاً فليس رباً ولا إلهاً، أليست المسألة تنتهي إلى هذه؟ المسألة تنتهي في الأخير إلى كفر بالله؛ ولهذا أذكر أن أحد أعمامي (رحمة الله عليه) وهو العلامة السيد [حسين بن حسن الحوثي] وزع قبل سنوات فتوى يحكم فيها بكفر من يعتقد: أن الله يُرى, ويقول: أن الله يرى.


    عملنا ثورة على الله - إن صح التعبير -
    ونزعنا سلطاننا من يده (
    [10]).


    فنحن عملنا نحن المسلمين عملنا ثورة على الله - إن صح التعبير - ونزعنا سلطاننا من يده، وجئنا لنقول: الأمر لنا, والملك لنا, والزعامة لنا ونحن من نتحكم فيها ونمنحها من نشاء!


    [1] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (8) صـ 10.
    وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.
    [2] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (8) صـ 23 - 24.
    وهي في نفس الملزمة صـ 9 - 10 من الإصدار القديم.
    [3] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (4) صـ 5.
    وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.
    [4] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 9.
    وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
    [5] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 17.
    وهي في نفس الملزمة صـ 15 من الإصدار القديم.
    [6] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 10.
    وهي في نفس الملزمة صـ 9 من الإصدار القديم.
    [7] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 13.
    وهي في نفس الملزمة صـ 11 من الإصدار القديم.
    [8] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (8) صـ 29 - 30.
    وهي في نفس الملزمة صـ 12 من الإصدار القديم.
    [9] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (8) صـ 13 - 14.
    وهي في نفس الملزمة صـ 5 - 6 من الإصدار القديم.
    [10] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (6) صـ 27 - 28.
    وهي في نفس الملزمة صـ 11 من الإصدار القديم.

  • #2
    تابع

    [بالعرش] الذي يعني: السلطان والمملكة، الاستواء على العرش معناه: ثم اتجه نحو تدبير شئونه, هو خلقه ثم دبره ([1]).


    {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} عندما يقولون: هناك عرش يعني: سرير أو كرسي الله استوى عليه. ولكن قالوا: كيف استوى عليه هل جلس كذا أو كذا؟ قالوا: استواء يليق به، لكن ما الذي قد ثبت في الصورة؟. هو أن هناك عرشاً والله جاء فوقه لكن ما عرفنا كيف يكون استواؤه فوقه؟.. أليس هذا الذي يحصل في الذهنية؟. هناك عرش وهناك جلس فوقه ـ على حد عبارة من يقولون استواء يليق به ـ.
    كلمة: استوى على العرش تبين لك أن الله من حيث المبدأ خلق السماوات والأرض, كوّنها, لكن السماوات والأرض شؤونها واسعة، مملكة عظيمة، مملكة واسعة، شئونها كثيرة جداً{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (الرحمن: من الآية29) {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} (السجدة: من الآية5) شئون مملكته في اليوم الواحد ينجز فيها ما لا ينجز إلا في ألف سنة مما نعد، فهذا الكون الذي خلقه لم يخلقه ثم يرمي به هناك، خلقه ثم اتجه إلى تدبيره، اتجه إلى تدبير شئونه, تدبير شئون هذا العالم الفسيح، وهذا هو ما يعبر عنه [بالعرش] الذي يعني: السلطان والمملكة، الاستواء على العرش معناه: ثم اتجه نحو تدبير شئونه, هو خلقه ثم دبره، وجاء صريحاً هذا في أول [سورة يونس] ـ ومعظم ما تأتي عبارة استوى على العرش تأتي في مقام عرض لمظاهر قدرته سبحانه وتعالى ـ في أول [سورة يونس] يقول تعالى:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} (يونس: من الآية3) .


    - قضايا أفعال الإنسان هل هي منه أم هي من الله، حول قضايا من هذا النوع، سببها أن الجميع ابتعدوا عن القرآن الكريم فلم يكن لله في نفوسهم العظمة، العظمة التي تجعل كل مسلم ينـزه الله تلقائياً عن أن يقضي بالباطل، أو يقدر المعاصي، أو يريد الظلم، أو يريد القبائح، أو يخلقها أو يقدرها أو يسيَّر إليها ([2]).


    فنحن عندما ننطلق لنتعرف على إلهنا يجب أن نعتمد على القرآن الكريم، وأن نتوجه إلى الغوص في بحور معرفته.. معرفته الواسعة.
    عندما نأتي إلى كتب علم الكلام نجدها تتحدث عن قضايا محدودة وبأسلوب محدود ومناقشات [طويلة عريضة] حول قضايا أفعال الإنسان هل هي منه أم هي من الله، حول قضايا من هذا النوع، سببها أن الجميع ابتعدوا عن القرآن الكريم فلم يكن لله في نفوسهم العظمة، العظمة التي تجعل كل مسلم ينـزه الله تلقائياً عن أن يقضي بالباطل، أو يقدر المعاصي، أو يريد الظلم، أو يريد القبائح، أو يخلقها أو يقدرها أو يسيَّر إليها.

    - وقال أيضا ([3]).


    هل هناك شفاعة لأهل الكبائر أم ليس هناك شفاعة فيما يتعلق بقضايا اليوم الآخر، نوقشت هذه فيما يتعلق بالأبحاث حول اليوم الآخر وكأنها لا علاقة لها بالله إلا من منظار واحد هو: ارتباطها بمجرد عدله أنه ليس من العدل أن يقدر عليك المعصية أو يخلقها فيك أو يجبرك عليها ثم يعذبك.


    - تأويل الكرسي بالعلم ([4]).


    {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}(البقرة: من الآية255) يقال: علمه، ويقال: ملكه، معنى كلمة:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، وأظهر ما تكون أنها بمعنى علمه بعد أن قال:{وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}(البقرة: من الآية255) لأنه هو من أحاط علمه بالسماوات والأرض {وَلا يَؤُودُهُ}(البقرة: من الآية255) : لا يثقله، لا يتعبه، لا يشق عليه{حِفْظُهُمَا}حفظ السماوات والأرض{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا}(فاطر: من الآية41) .


    - يوم القيامة هل هو عبارة عن اجتماع عام أو حفل عام؟ ([5]).


    هذا اليوم يوم القيامة هل هو عبارة عن اجتماع عام أو حفل عام؟ أو يوم ماذا؟ يوم الفصل{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} (النبأ:17 ـ18).


    - عقيدة الزيدية إنكار الشفاعة للعصاة ([6]).


    فإذا كان الزيدية هم أصحاب هذه العقيدة المنسجمة مع القرآن الكريم، مع تصريحات آيات القرآن الكريم بالخلود في جهنم، وهم من يجادلون الآخرين. ألسنا نحن من نجادل الآخرين؟ ألسنا نحن من نجادل الآخرين، نقول: أبدا لا ليس هناك شفاعة للمجرمين، أبداً ليس هناك أحد سيخرج من جهنم. ألسنا من نجادل الآخرين؟ ولكننا لو رأينا أنفسنا وواقعنا لرأينا أنفسنا أحوج الناس إلى جزء من هذه العقيدة لو كانت صحيحة، ولو وجدنا أنفسنا نحن من يجب أن نخاف، ومن نكون أكثر الطوائف الإسلامية جهادا في سبيل الله خوفا من جهنم، وعملا على إعلاء كلمة الله، ووقوفا في وجوه أعداء الله.
    لأننا من نقول لأنفسنا ونعتقد ـ وهي العقيدة الصحيحة ـ أن جهنم لا أحد يخرج منها، وأن المجرم لا يمكن أن يشفع له الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). فما بالنا نحن نرى أنفسنا أقل الطوائف اهتماما؟! أضعف الطوائف أثراً؟! أبعد الطوائف عن أي عمل في لله رضا؟.


    وقال في ملزمة " معرفة الله وعده ووعيده " الدرس (1) صـ 24:
    وهو في نفس الملزمة صـ 10 الإصدار القديم


    قالوا عن أحد العلماء ـ وقد مات قبل فترة رحمه الله ـ قالوا عنه: كان ينظر إلى مسألة الخلود في جهنم هذه فيقول هي وحدها الشيء الذي يخيف. الخلود في جهنم هو الشيء الذي يخيف جداً. لو أن البقاء في جهنم ألف سنة، خمسة آلاف سنة، وهناك أمل في الخروج منها لكانت المسألة ما تزال هينة، لكن الخلود ـ نعوذ بالله من الخلود في قعر جهنم ـ وهو الشيء الذي تؤكده الآيات الكريمة:{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}(النساء: من الآية57) {خَالِداً فِيهَا}(النساء: من الآية14) الخلود معناه: أن تمر آلاف السنين{لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} (النبأ:23) أحقاباً متتابعة، آلاف السنين، مليون سنة، مليونين سنة، مليار سنة، الخلود في جهنم ـ نعوذ بالله ـ هي الحالة المزعجة.
    ولهذا تجد الآخرين من عبيد الدنيا كيف يحاولون أن يتهربوا عن الخلود في جهنم فينطلقون إلى الشفاعة لأهل الكبائر، أو البقاء في جهنم فقط بمقدار ما عمل، وأشياء من هذه يدل على فهم مغلوط للقرآن الكريم ولمنهجية القرآن الكريم، في حديثه عن العقوبات بما فيها النار، فأنت لن تقعد في جهنم إلا بمقدار ما عملت، ليست المسألة على هذا النحو، أنت عملك هو الذي أوصلك إلى جهنم حقيقة، لكن ماذا؟.


    - عقيدة الزيدية إنكار الشفاعة للعصاة وأن الكافر لا يعذب على اسمه لأن اسمه كافر ([7]).


    نحن هنا نسمع في هذه الآيات{وَالَّذِينَ كَفَرُوا}(فاطر: من الآية36) وكأنه فقط أولئك الكافرون أما نحن من قد أسلمنا ـ ولو انطلقنا في أعمال كأعمال الكافرين ـ فإننا بعيدون عن هذا التهديد وعن هذا الوعيد. هل هذا صحيح أم لا؟ ليس صحيحا أنه فقط من يحملون اسم كافر هم وحدهم من سيعذبون. لأن الكافر لا يعذب على اسمه لأن اسمه كافر! يعذب على أعمال يعملها: إعراض عن دين الله، صد عن سبيل الله، عمل في سبيل الطاغوت.
    أو لم يكن في المسلمين من كانت أعمالهم أسوأ من أعمال أولئك الكافرين؟ بلى هناك في المسلمين من يظلم، في المسلمين من يصد عن سبيل الله، في المسلمين من يقتل القائمين بالقسط من عباد الله. فهل أن الله سبحانه وتعالى إنما يعذب أولئك لأن اسمهم كافرين؟ لا. على أعمالهم.
    أما أنت متى حملت اسم إسلام فلن تعذب؟ سيصبح الإسلام حينئذ عبارة عن رخصة للمجرمين، أنت تريد أن تحصل على ترخيص لترتكب كل الجرائم ثم لا تعذب إذاً قل: [لا إله إلا الله محمد رسول الله]. يصبح الإسلام هكذا. ويصبح الكافرون كل واحد منهم أحمق. أنت لم تسلم لأنك لا تريد أن تبتعد عن هذه الأعمال التي أنت عليها. أسلم إذاً بإمكانك أن تستمر عليها، ثم عندما تقدم في يوم القيامة سيشفع لك محمد، وتدخل الجنة. يصبح الإسلام حينئذ وسيلة أمن للمجرمين، وبطاقة ترخيص للمجرمين.
    فبدلا من أن تكون مجرما، تتهدد بهذا التهديد الشديد، ويواجهك المسلمون بالاحتقار، ويواجهونك بسيوفهم في الدنيا ، كن مجرما محترما، اسلم لتكن مجرما محترما.
    أليس هذا هو إسلام من يقولون بأن الشفاعة لأهل الكبائر؟! الإنسان هو الإنسان، رغباته، شهواته، ومطامعه، هو هو، سواء كان يهودياً، أو نصرانياً، أو وثنياً كافراً، أو مسلماً.


    - الإيمان بالشفاعة عقيدة تؤمن الناس من ماذا؟
    من عذاب الله (
    [8]).


    عادة الإختلاف بعد الأنبياء يكون بشكل مقلق للطرف هذا الذي يخالف فيحاول أن يقدم معتقدات معينة غالباً ما تكون بالشكل الذي يؤمن الناس من ماذا؟ من عذاب الله .
    موضوع شفاعات أليست هذه حصلت في الرسالات من بعد الأنبياء عند اليهود؟ تقدم ما قال الله عنهم:{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً }(البقرة: من الآية80). والنصارى أيضاً حصل عندهم بأن المسيح يدخلهم الجنة ، أما هو فقد شفع من الآن ذبحه كفارة لخطيئات الناس ! يخطي واحد كيفما أراد فليس عليه شيء وهو يحب المسيح.!
    لاحظ كل هذه يعني: أن قضية جهنم قضية مزعجة، وأن يظل الناس خائفين من جهنم يكونون بشكل أعني: بعيدين عن الاستجابة لأطراف أخرى في أشياء قد تبدوا في مرحلة من المراحل ، أو في موقف من المواقف، أو على أيدي أحد من الناس أنها قضايا خطيرة تؤدي بأصحابها إلى النار فيكونون قد أمنوا ، هناك شفاعات ! هذه حصلت بعد موسى ، وحصلت بعد عيسى داخل أهل الكتاب كلهم ، وحصلت بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ، ألم تقدم هذه القضية: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]
    إذاً أنت لاحظ هنا يقول لك في موضوع المال، وأمام أمر بطاعة:{أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ }(البقرة: من الآية254). أنتم عندما لا تنفقون مما رزقناكم تقدمون على الله خاسرين ليس هناك شفاعة، ليس هناك بيع ولا خلة ولا شفاعة؟ فإذا كان ينفي الشفاعة هنا هل يمكن أن تفترضها صحيحة فيما يتعلق بالمخالفات للأنبياء؟ هل يمكن أن تفترضها صحيحة في القضايا الكبيرة التي فيها اختلاف بعد الأنبياء واقتتال وتقديم ضلال؟ لا يمكن . هنا ينفيها في موضوع أعني: هو وجه إلى عمل معين ويقول لك: أنت بحاجة إليه؛ لأنه ليس هناك شفاعة فكيف يمكن أن يُؤمِّن مجرمين ويقول لهم: أن هناك شفاعة؟
    فيقول في آية الكرسي: بأن الله وحده الإله ، فليس موسى إله ، وليس عيسى إله، وليس محمد إله، وليس أحد من الناس يمكن أن يكون له نفوذ في ذلك اليوم ، هو وحده الإله ، وهو قيوم السموات والأرض وفي نفس الوقت، في اليوم الآخر هو يعلم ذلك اليوم ، هو الذي يأتي بذلك اليوم ، في الموعد الذي حدده هو، وهو الذي يبعث عباده ، يبعث الناس، وهو الذي يحشرهم ، وهو الذي يحاسبهم ليس هناك نفوذ لأحد من خلقه على الإطلاق كائناً من كان{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، وكلمة:{بإذْنِهِ} ستعرف بأنه بعيد أن يشفع للمجرمين عندما ترى أنه يقول لمن لا ينفقون في سبيل الله : أنهم لن يجدوا شفاعة ، فكيف من يكونون على هذا النحو الذي يحصل من بعد الأنبياء ، وعلى طول مراحل ـ تقريباً ـ التاريخ: جرائم كبيرة ، إنتهاك للأعراض، قتل، سفك للدماء، تحريف للدين، جرائم كبيرة فكيف يمكن أن تقبل [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]؟.
    أليس الله يقول: بأنه ليس هناك شفاعة على الإطلاق؟ هو يعلم هو ما معنى أنه يخبر عن يوم قد تأتي فيه ترتيبات آخرين يرتبون هذا اليوم، أو الذين دعوا إليه هم آخرون فتكون القضية احتمالات ربما تأتي شفاعة ، لا، هو ، هو يعلم بأنه لا يمكن أبداً لأنه هو الذي يقوم بشئون ذلك اليوم هو سبحانه وتعالى{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}(غافر: من الآية16).
    {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}(البقرة: من الآية255)يؤكد إحاطة علمه بحيث لا يبقى أي احتمالات بأنه ربما يكون هناك شفاعة ، أو ربما تقبل مغالطة معينة ، نرتب مسألة معينة فقد تنفق هناك، هو يعلم بدينه الحق، ويعلم بالضلال، ويعلم بالضالين، ويعلم بالمهتدين، ويعلم بأنه لا أحد يشفع لهؤلاء على الإطلاق، وأنه لا تتم شفاعة هناك إلا بإذنه، وهو يعلم لمن سيأذن ، أليس الله هو سيعلم لمن سيأذن؟


    - عقيدة الزيدية إنكار الشفاعة للعصاة فلماذا أناس يعذبون وأناس لا يعذبون على جرائمهم؟ ([9]).


    حينئذ ستصبح القضية هكذا: أن الله سيكيل مع الناس بمكيالين، فمجرمون ينطلقون في شتى الجرائم، وكبارها يظلمون عباد الله، ويصدون عن سبيل الله، ويحرفون دينه، وينشرون الفساد في أرضه، ويهتكون أعراض عباده ثم سيشفع لهم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
    الكافر ماذا يعمل إذاً؟! هل هناك نوع آخر لدى الكافر؟ إنما يعمل هكذا عندما نقول: إن الزنا محرم, وهو محرم، لكن لماذا يعذب عليه الكافر ولا يعذب عليه من اقترفه ممن يحمل اسم إسلام؟
    أليست عملية واحدة؟ وجريمة واحدة عند اليهودي، والنصراني، والكافر والمسلم؟ هي فاحشة. الظلم هو نفسه. ليس هناك نوع من الظلم لا يمكن أن يصدر من الكافر، أو لا يمكن أن يصدر من المسلم الأعمال واحدة التي نريد أن نفهمها: أن الناس كل الناس على اختلاف العناوين اتجاهاتهم واحدة، وجرائمهم، ومطامعهم، وشهواتهم، ومقاصدهم واحدة. فلماذا أناس يعذبون وأناس لا يعذبون على جرائمهم؟ يصبح الدين حينئذ بدلا من أن يكون دينا للحياة، وبدلا من أن يكون دينا لمكافحة الجريمة، وبدلا من أن يكون دينا كما قال الله عنه: ليزكي النفوس، ليطهرها يصبح عبارة عن رخصة لكل من يريد أن يستمر في إجرامه.
    فبدلا من أن تبقى مستحقا للعذاب الشديد، أسلم. والإسلام مجرد قول، ثم ابقَ على أعمالك! وحينئذ لا جهنم، وحينئذ ستدخل الجنة مع المؤمنين، وسيشفع لك محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)!!.
    ألم يصبح الإسلام عبارة عن رخصة؟ ألم يصبح دينا بدلا من أن يكافح الجريمة يشجع عليها؟ بدلا من أن يخوف النفوس، ليزكيها، ليطهرها بتشريعاته وهديه، هو من يؤمن تلك النفوس لتغرق في مستنقع الجريمة والرذيلة؟.


    - إنكار الحوثي رؤية الله في الآخرة ([10]).


    {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}(الأعراف: من الآية143)، هم قالوا: إن موسى لما سأل هو أنهم قالوا هم: أنهم لو سألوا هم يمكن ما يجيب إنما يسأل هو باعتباره أقرب شخص إلى الله فليسأل هو،{قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} (الأعراف: من الآية143)، أغمي عليه، ويبدو أن الذين معه أنهم أيضاً ماتوا في نفس الوقت، ماتوا ولكن أحياهم الله من جديد، مجموعة النقباء الذين كانوا معه.
    فالقضية هي تقدم مثلما مر في سورة [الأنعام] بأن الله سبحانه وتعالى يأتي بالآيات البينات للناس لدرجة أن ما هناك حاجة إلى أن يروه، هذه قضية، أنه في جانب نعمه يعطيهم نعم كثيرة جداً بما فيها الجنة الموعودة للمؤمنين وبدون حاجة إلى أن يروه؛ لهذا جاء بآية:{لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}(الأنعام: من الآية103) في سياق تنزيه ذاته، وفي سياق بأن البشر ليسوا بحاجة إلى هذا، هو يعطيهم بصائر، وهو قال بعد في نفس الآية:{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ}(الأنعام: من الآية104)، يقولون: نريد أن نراه بالأبصار، يأتي لكم ببصائر وافية كافية، وما يكون هناك حاجة إلى أن يطلبوا أن يروا الله.
    الآية هنا هي فوق ما يقولون: هل جاز، أو يجوز له أن يسأل؟ أو كيف جاز له أن يسأل، أو أشياء من هذه. موضوع الهداية أوسع من هذه الأشياء كلها، موسى يعرف قومه عاشوا في بيئة يعبدون أصناماً يرونها ويلمسونها ويبخرون لها، هكذا، هم يعرفون في نفس الوقت بأن الله إله ما قد رأوه، لكن يعتقدون ربما قد هم متجهون على طريقته وموحدين له فيمكن يرونه، القضية لا تقوم على أساس الجدل، حتى أننا نقول بالنسبة للمعتقدات هي تؤخذ من كلام الله، هي لا تقوم على أسس جدلية فلسفية، المعتقدات.
    موسى نفسه ما قد حصل من جانبه هو فيما حكا الله عنه أنه في مرة من المرات فكر أنه يريد أن يرى الله، هذا وإن لم يذكر قومه معه، ذكر في مقام آخر القصة هي كانت على هذا النحو مع الناس الذين اضطروه إلى أنه يسأل الله أن يريهم، أن يروه جهرة، قال: تمام {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} لسنا بحاجة أن نقول: إذاً موسى ارتكب خطيئة، إذاً موسى ارتكب كذا، أو نتأول له أنه كيف عمل، وأشياء من هذه. هو يعرف قومه، ويعرف الله بأنه رحيم، ويعرف سنة الله أيضاً في الهداية.
    قدم لنا في السور السابقة في سياق الكلام عن بني إسرائيل أنه يأتي أشياء الله عالم لوضعيتهم لا يؤاخذهم في حالة معينة، مثل الجبل ألم يرفعه فوقهم ورده مكانه، وفي مقامات أخرى يضربهم؛ لهذا يأتي في كثير منها: ثم عفونا عنكم من بعد ذلك، ثم عفونا عنكم، تتكرر.
    الآخرون قالوا: لولا أنها جائزة لما سأل موسى الله ألرؤية، لولا أنها جائزة أي ممكنة، ويجوز سؤالها وهي ممكنة لما سألها!. لا، نحن نقول: أن الذي جعل الأشياء على هذا النحو، مقاييس عملناها نحن [يجوز وما يجوز] أنظر إلى القضية قضية هداية، قضية تعامل نبي مع أمة وهو يفهم، قد يكون مثلاً يقول لهم: ما هناك حاجة إلى هذه، أو القضية واضحة، ولم يقل الله بأنه يمكن أن نراه، أو أشياء من هذه، لكن يصروا عليه فقال:{رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً}، يعني: إذاً لن تراني، أليس معناها لن تراني؟ لا أنت ولا هؤلاء القوم الذين قالوا لازم،{لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}.
    جعل لهم آية واضحة أمامهم يقنعون، جبل كبير ينهد، يصبح مستوي بالأرض، ونفس هذه الالتفاتة إلى الجبل من آيات الله، آيات الله، أمام الإنسان بالشكل الذي يرى الله ظاهراً أظهر من مخلوقاته كلها، لا يحتاج إلى أن يراه.
    {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}(الأعراف: من الآية143) اعتبر نفسه بأنه حصل من جانبه شيء يجب أن يعود إلى الله، يرجع إلى الله، ويتوب إليه منه، {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}، أنا أول المؤمنين بك وبقولك: {لَنْ تَرَانِي}.
    {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الأعراف:144) اصطفيتك على الناس، مع أنه ذكر بالنسبة للناس من بني إسرائيل أنه اصطفاهم، ألم يذكر أنه اصطفاهم؟ فهو اصطفاه على بني إسرائيل، ومصطفى على الناس جميعاً، اصطفاه لهذه المهمة، وليختصه بهذه المهمة:{بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي} اختصيتك بأن أكلمك أنت، وقلنا في درس سابق: هذه القضية مهمة بالنسبة لموسى، موسى كانت مهمته صعبة جداً، أن يتحرك وهو إنسان لا قومه أقوياء، وفي نفس الوقت قد قتل واحداً من الفراعنة، قد خرج هارباً من مصر، ويعود رسولاً إلى فرعون وهامان وجنودهم، ويقول لهم: يؤمنون بالله، ويحاول ينقذ بني إسرائيل يخرجهم! هذه مهمة صعبة جداً، كبيرة.
    بقدر ما تكون المهمة كبيرة يكون ماذا؟ التأييد الإلهي، والأنس الإلهي كبيراً جداً، هناك حصل التكليم لله في جانب الطور، كلمه الله أي: أنه كلمه، لم يكن عن طريق وحي بواسطة ملك من ملائكته. {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ} ويسمى كله كلام من جهة الله،{إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} (الشورى: من الآية51) ألم يبين هنا الموضوع كيف يكون، هنا كلم الله موسى بما تعنيه الكلمة، لكن ليس معناه أنه رآه، هو يقول:{أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}، ذكر في آية أخرى أن الكلام انطلق إلى موسى من الشجرة، من شجرة كانت قريبة منه.
    {فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ}، لاحظ هنا الرسالة هذه موجهة إليه هو أن يأخذها {وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} وكن من الشاكرين لأنها فضل عظيم من الله، أن اصطفاه، أنه يعتبر نعمة كبيرة عليه من جهة الله أنه اصطفاه، وجعل القيام بهذه المهمة على يده، وهذه المهمة عظيمة، وفضل عظيم، كبير على الناس جميعاً، يأتي على يديه. إذاً هو في وضعية يجب عليه أن يتذكر بأن يشكر الله على ما آتاه، هذه القضية ـ مثلما قلنا سابقاً في درس ـ أن الإنسان فيما يتعلق بدين الله كلما وُجِه إليك، يجب أن تشكر الله عليه، تعتبر أنه فضل، وإن بدت القضية وكأنها صعبة، أو شديدة، أشكر الله أنه وجه إليك أن تقوم بهذا العمل، مثلما قال بالنسبة للصيام، وهي نفس المسألة من أصلها، ألم يوجه موسى هنا بأن يشكره على أن أوكل إليه حمل هذه الرسالة؟ حمل هذا الدين،{فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} يعني تذكر بأن هذا فضل عظيم.


    [1] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (6) صـ 15 - 16.
    وهي في نفس الملزمة صـ 6 من الإصدار القديم.
    [2] - من ملزمة " معرفة الله – الثقة بالله" الدرس (2) صـ 5.
    وهي في نفس الملزمة صـ 2 من الإصدار القديم.
    [3] - من ملزمة " معرفة الله – الثقة بالله" الدرس (2) صـ 6.
    وهي في نفس الملزمة صـ 2 - 3 من الإصدار القديم.
    [4] - من ملزمة " معرفة الله – الثقة بالله" الدرس (1) صـ 13.
    وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
    [5] - من ملزمة " معرفة الله وعده ووعيده" الدرس (15) صـ 18.
    وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
    [6] - من ملزمة " معرفة الله وعده ووعيده" الدرس (15) صـ 13.
    وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
    [7] - من ملزمة " معرفة الله وعده ووعيده" الدرس (15) صـ 17 - 18.
    وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
    [8] - من ملزمة " سورة البقرة" الدرس (11) صـ 16 - 17.
    [9] - من ملزمة " معرفة الله وعده ووعيده" الدرس (15) صـ 19 - 20.
    وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
    [10] - من ملزمة " سورة الأعراف" الدرس (28) صـ 31 - 36.

    تعليق


    • #3
      تابع

      - الكرسي معناه العلم عند حسين الحوثي ([1]).


      {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ).الكرسي هنا: بمعنى العلم ، وقد تختلف مسميات العلم ، قد تكون مثلاً عندك علم لكن علمك عبارة عن معلومات ، أو تكون أنت عندك علم بالشكل الذي يجعلك أنت مصدر معلومات ، مصدر علم مثلما يقولون: [فلان كرسي الزيدية] ألم تكن هذه عبارة معروفة ؟ ماذا يعني ؟ هذا عنده علم ، وهذا عنده علم ، وهذا عنده علم لكن علم هذا ، عنده علم يعتبر ماذا؟ مصدر علم يؤتي علم ، منبع علم.


      - اليهود - والله أعلم - قد يكون لديهم أشياء أخرى، أمارات أخرى في هذا الزمن بالذات يركزون على ما يتعلق بالشيعة ، ويركزون أيضاً على ما يتعلق بالحرمين الشريفين ، قد يكون لديهم ملاحم أو لديهم أخبار أو أشياء من هذه ([2]).


      وربما أن اليهود - والله أعلم - قد يكون لديهم أشياء أخرى، أمارات أخرى في هذا الزمن بالذات يركزون على ما يتعلق بالشيعة ، ويركزون أيضاً على ما يتعلق بالحرمين الشريفين ، قد يكون لديهم ملاحم أو لديهم أخبار أو أشياء من هذه ، يعني يتصرفون كتصرف فرعون ، يحاولون أن يحولوا دون ما يريد الله أن ينفذ {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}(يوسف: من الآية21) فتحركهم في هذه المرحلة ومن قبل هذه المرحلة ومن قبل فترة كنا نعتقد أنه تحرك يوحي بأنهم يعرفون شيئاً ، كما كان تحرك أولئك اليهود الذين عرفوا أن محمداً سيُبعث في حينه، وصرخوا في مكة، وصرخوا في المدينة بعضهم قال: [طلع نجم محمد] هكذا هم من عرفوا بأنه سيبعث, وأحد علمائهم قال لسلمان الفارسي: أنه قد أظلك زمان سيبعث فيه نبي، وأعطاه علاماته.
      هم من يعرفون ربما أن الأمة أصبحت في وضعية يمكن أن تشكل خطورة عليهم ، وأن الشيعة هم من يشكلون خطورة بالغة عليهم ، فهم من يسارعون كما سارع فرعون لكن الله سبحانه وتعالى هو الذي قال عن نفسه:{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}.


      - التعريض بعقيدة الإثنى عشرية في مهديهم الموجود من [عام 255 هجرية] وأنها ليس لها أساس من الصحة ([3]).


      لاحظ مثلاً تحصل داخل المسلمين الآن تجد علماءً كباراً لكن قضايا معينة هي في الواقع ليس لها أساس من الصحة تجده يتهيب أن يخرج منها ، ولها أثر في نفسه ، تجد كُتّاباً كباراً من [الاثنا عشرية] وعلماء مراجع كبار[آية الله كذا] ، ومؤمن بمسألة أن المهدي موجود من [عام 255 هجرية] إلى الآن ، وإلى الله أعلم ، إلى أي وقت ، قضية مستبعدة جداً أن يكون هذا إمام وحجة يجلس غائب الفترة الطويلة هذه وهو حجة الله على عباده! لكن الأخذ والرد والثقافة التي نشأ وهي تردد في البيت ، في المدرسة ، في المسجد ، في المناسبات ، في التجمعات، في كذا، جعلته يتأثر بهذه.


      - عندما تقرأ كتب محمد بن عبد الوهاب، وتنظر فعلاً إلى رؤية المستعمرين، رؤية المحتلين، رؤية الأعداء الذين يحاولون أن يزيلوا الأشياء التي هي آثار تشد الناس إلى تاريخهم الديني إلى بداية حركتة في الإسلام [شرك شرك، شرك] ([4]).


      {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً}(البقرة: من الآية125) أمر من الله لما لهذا من أثر نفسي، ولما لهذا من ربط تاريخي، ربط روحي، هذه قضية هامة، استشعار وحدة المسيرة الإلهية، وأن تبقى آثار من آثار إبراهيم، مقام إبراهيم لا يزال باقياً تصلي بالقرب من ذلك المكان، يربط مشاعرك بإبراهيم، هذا يلهم فيما يتعلق بماذا؟ بالإقتداء، فيما يتعلق بالسلوك؛ لأن قضية الآثار، الآثار الدينية التي تمثل معلَما من معالم مسيرة الدين يكون لها أثرها الروحي في الناس .
      هذا يبين أهمية الآثار، المعالم الدينية فيما تتركه من أثر في النفوس، والأعداء يفهمون هذه؛ لهذا حاولوا في كثير من الآثار الدينية، في مكة والمدينة أن يجردوها تماماً من أي شكلية يجعلها توحي بهذا الشكل، مسجد معين يحولونه، ويغيرونه إلى نمط جديد من البناء فلا تعد ترى فيه أي أثر إلا أنه بني في عام ألف وأربعمائة وكذا! أعني قبل عشر سنين ثمان سنين لم تعد الآثار الإسلامية باقية .
      كان المفروض حتى مسجد رسول الله (صلوات الله وعلى آله) يحافظون عليه بشكليته، يحافظون على نمط المدينة بشكليتها يعملون لهم عمراناً خارج محيط هذه، ويجعلونها منطقة غير قابلة إلا فقط للترميم على نفس النمط، كما يعملون هم بماذا؟ بآثارهم هم، آل سعود، قصر [الديرة] في الرياض تراه يملجونه بطين، ويتركون بابه على ما هو عليه، بنفس النمط الذي هو عليه من يوم أن اقتحمه[عبد العزيز]،لأن عبد العزيز اقتحمه وقتل الأمير الذي كان فيه .
      تلاحظ كيف كانت فعلاً قضية تؤكد: بأن الأشياء التي تعتبر من الأساسيات في معتقدات الوهابية: نسف الإلتفاتة الدينية لآثار إسلامية، أو معالم دينية، قالوا: شرك! أن هذه فعلاً عندما تقرأ كتب محمد بن عبد الوهاب، وتنظر فعلاً إلى رؤية المستعمرين، رؤية المحتلين، رؤية الأعداء الذين يحاولون أن يزيلوا الأشياء التي هي آثار تشد الناس إلى تاريخهم الديني إلى بداية حركتة في الإسلام [شرك شرك، شرك] كلها يحاولون أن يغيروا معالمها مهما أمكن، يغيرون معالمها تماماً، ولا يتركونك ترى الكثير منها ليخلقوا فراغاً روحياً عند الناس، فراغاً روحياً ينسف ذلك التأثر الذي ماذا؟ له قيمة إيجابية، وتربطك بتاريخك الديني .
      عندما تدخل المدينة وكأنك عدت إلى القرن الأول ترى مسجد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ترى الأشياء وكأنك سافرت إلى ما وراء ألف وأربعمائة سنة، أليس الأثر سيكون كبيراً في النفس؟ هم يعرفون أهمية التراث؛ ولهذا عندهم قضية هامة موضوع التراث، لكن التراث الجاهلي يهتمون به أما التراث الديني يحاربونه، كلهم يحاربونه، كلهم يحاربونه، الأعداء، ومذهب من داخل الأمة تقوم عقائده على نسف معالم الدين، وآثار الدين ! حتى أنهم حاولوا في مرحلة من مراحل حركتهم الوهابيين أن يدمروا قبة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) !
      يحاولون في ترتيبات بناء المسجد، وزيارة قبر رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن تكون بالشكل الذي لا تتمكن أن تراه، أو تستحضر في ذهنيتك: أن هناك داخل هذا المبنى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فقط ممر واحد، وممر ضيق، ومجموعة من المطاوعة، والجنود يدفعونك: [هيا، تحرك !] باب واحد تدخل من باب، وتخرج من باب بسرعة [هيا بسرعة] لا يتركونك تلتفت لشيء، لا يتركونك تبقى تستحضر في ذهنيتك، تعود إلى ما قبل ألف وأربعمائة سنة أبداً! ألم يكن بالإمكان أن تكون الزيارة ممرين ؟ كان بالإمكان أن تكون ممرين، لكن لا، ممر واحد فقط وبسرعة هيا! محراب النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) يضعون فيه مجموعة كراسي، يملؤونه بالكراسي لا يتركونك تجلس فيه، أو تصلي فيه كل هذه الأشياء [بدعة، شرك، هيا، لاتلمس شيئاً]عندما تلمس شيئاً يبدو وكأنك تلمس شيئاً يعود بذهنيتك إلى قرون من تاريخ الأمة هذه يقول لك: ممنوع! وبطريقة وقحة، بعض المطاوعة يركلون الناس بأقدامهم، يركلونهم فعلاً، يدفعونهم، ويركلون بعضهم، ويضربونهم، والبعض يقودونه إلى السجن؛ لأنه حاول أن يلمس قبة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ويقبِّلها! لكن اذهب لتقبِّل جنب الأمير لا يوجد مانع، قبَّل جنبه، قبّل يده وهو حتى لا يبادلك التقبيل يبقى واقفاً وهم يقومون بتقبيله في جنبه، أو يقبلون يده فقط، وهو لا يبادلهم، ويتبركون بهذا، وتراهم يذهبون لهذا! لكن هناك، لا، ممنوع!


      - الوهابيون عندما انطلقوا هذا المنطلق فعملوا على أن لا تُخْلق لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عظمة في النفوس كيف تَجَنَّوْا عليه، وكيف أصبحوا هم في أنفسهم أجلافاً غلاظاً قساة ... أحيانا أرى فعلاً مطوعاً وأرى شخصاً آخر بدون ذقن ويبدو لي هذا إنساناً دَمْثاً لطيفاً عليه سيماء هدوء ورزانة ولين، ترى أنك قريباً له وأنه طبيعي بالنسبة لك، وذلك المطوع تراه مظلماً في شكله ، في كلامه ، في حركاته ... تراهم عند قبة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يحاولون أن لا يظهر في أوساط الزائرين له (صلوات الله عليه وعلى آله) ما يكشف عن تعظيمهم له، أصبح التعظيم في نظرهم شركاً ([5]).


      لاحظوا كيف عندما جاء من يتعامل مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كمحمد ، ومع كلمة:[ رسول] أنه رسول من طرف القرية يأخذ مكتوباً ويسيره للآخرين ومع السلامة ثم مات ، الوهابيون عندما انطلقوا هذا المنطلق فعملوا على أن لا تُخْلق لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عظمة في النفوس كيف تَجَنَّوْا عليه، وكيف أصبحوا هم في أنفسهم أجلافاً غلاظاً قساة ، ترى [المطوع] الذي هو عادة رجل الدين الذي يجب أن تبرز على ملامحه سيماء الدين والتقوى والخلق الحسن واللطف واللين والبشاشة لأنه يجب أن يتحلى بأخلاق يقتبسها من الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الذي قال الله عنه { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم: 4)، لكن تجدهم هناك جفاة غلاظ قساة ، مَن منكم رأى مطوُعاً ينشد إليه قلبه ويرتاح له؟ . بل عندما تراه ترى ظلمة، ترى جفوة ، ترى قسوة ، ترى غلظة ، ترى جفاء . أحيانا أرى فعلاً مطوعاً وأرى شخصاً آخر بدون ذقن ويبدو لي هذا إنساناً دَمْثاً لطيفاً عليه سيماء هدوء ورزانة ولين، ترى أنك قريباً له وأنه طبيعي بالنسبة لك، وذلك المطوع تراه مظلماً في شكله ، في كلامه ، في حركاته.
      تراهم عند قبة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يحاولون أن لا يظهر في أوساط الزائرين له (صلوات الله عليه وعلى آله) ما يكشف عن تعظيمهم له، أصبح التعظيم في نظرهم شركاً، التعظيم الذي هو الغاية التي تراد من خلال ترسيخ مبدأ كمال هذا الرجل (صلوات الله عليه وعلى آله) أن نجِلّه أن نحترمه ، أن نعظمه، أن نقدره ، أن نذوب في ولاءنا له ، يركلون الناس بأقدامهم ، متى وقف شخص يريد أن يمسح ويقبل حجراً متصلة بتربة لها علاقة على بعد أمتار بجسد الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ، أليس هذا يعني أنه يحبه ومنشد إليه ؟. هؤلاء بجفوتهم بغلظتهم بوحشيتهم عند قبره يركلون الناس بأقدامهم ؛ لأنهم تربوا على ماذا؟ على مسح الشعور بأنه عظيم .


      - القات جرعة إسعافية من الله وهو بالنسبة لنا كأنه أشبه شيء بطائر السلوى الذي منحه الله بني إسرائيل أيام التيه ([6]).


      لكن ماذا؟ يبدو وكأن الله سبحانه وتعالى منحنا جرعة إسعافية مؤقتة لسكان الأرياف، القات من شمال اليمن إلى معظم المناطق الغربية، هذه معظم المناطق الغربية في محافظة صعدة ومحافظة حجة، وإب، وهكذا يعتمد الناس فيها على القات، في محافظة صنعاء وعمران والمحويت والجوف يعتمدون فيها على القات.
      مع أننا نصيح من زراعة القات أنه ليس هو ما يجب أن نعتمد عليه باستمرار، هذه شجرة إذا ظل الشعب معتمداً عليها باستمرار فبالتأكيد لا يستطيع أن يكون له موقف من أعداء الإسلام، هذه الشجرة لا تستطيع أن تمضغها إلا بعد أن يكون بطنك ممتلئاً وأنت شابع، أما إذا كنت جائعا فهل تستطيع أن تمضغ القات؟. لا.
      إذاً فبالنسبة للقات، بالنسبة لشجرة القات، مناسب أن تكون لنا نظرة صحيحة بالنسبة لهذه الشجرة ، هي في الواقع نعمة، لكن أعتقد أنها أشبه شيء بنعمة مؤقتة من جانب الله سبحانه وتعالى في فترة التيه.. هذه الأمة خاصة نحن اليمنيين في فترة التيه كما كان بنوا إسرائيل، والله سبحانه وتعالى رحيم. فالقات بالنسبة لنا كأنه أشبه شيء بطائر السلوى الذي منحه الله بني إسرائيل أيام التيه، المن والسلوى.
      ويقول قبلها في صـ 7 وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم:
      التخازين في البلاد قليل ، أليس معظم الناس يخزنون مجانا؟. يحاولون أن يفكروا أن يبحثوا عن أنواع أخرى. وليس من منطلق أنهم فيما إذا ضرب الله هذه الشجرة ، نحن لسنا بحاجة إليها ، سنفكر في نوع آخر وعندنا بديل آخر! لا.
      أعتقد بأنها من جهة ـ والله أعلم ـ هذه الشجرة قد تكون نعمة كبيرة للناس في هذه الظروف فقط في هذه الظروف الخاصة ، في حالة قلة الأمطار ، في حالة عدم تمكن الناس من زراعة أشياء كثيرة ، حيث لا دعم من جانب الدولة للمزارعين.
      هذه الشجرة التي تعيش في مختلف أنواع التربة ، وتتحمل العطش بنسبة كبيرة ، وتأتي في السنة بأكثر من محصول ، تعتبر نعمة كبيرة على الناس ، والناس يفهمون هذا أنها نعمة كبيرة ، حتى كثير يقول: لو لا نعمة الله علينا بهذه الشجرة لكانت وضعية الناس سيئة.
      التعداد السكاني متزايد كل سنة ، أصبحت الأسر ما بين عشرين شخص إلى خمسة عشر شخصاً ما بين ثلاثين إلى عشرة إلى اثنا عشر. فيأتي الرزق بواسطة هذه الشجرة.
      إذاً أشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ، حتى وإن كان في الواقع أن وضعيتنا تفرض علينا أن نهتم بزراعة الأشياء التي هي ضرورية بالنسبة لنا كالحبوب ، والبقوليات الأخرى ، ولكن هذا يحتاج إلى دعم من الدولة ، وأيضاً يحتاج إلى دعم إلهي.
      ويقول قبلها في صـ 9 - 10 وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم:
      ولكن لا نعتبرها مصيبة ، ولا نعتبرها طامة في ظروف كهذه.. لا. هي نعمة في ظروف كهذه ، هي رحمة من الله ، رحمة من الله كما رحم بني إسرائيل بطائر السلوى في فترة التيه ، وهم تائهون في صحراء سيناء، فكثير من الناس يلعنون هذه الشجرة ، يلعنونها وينسبون إليها كل سوء! هي رحمة ، هي نعمة ، ولكن في نفس الوقت ليحذر أولئك الذين يعملون على أن يبدلوا نعمة الله كفراً ، وأن يحلوا قومهم دار البوار ، من يبيعون القات فيدخلون في مبايعات محرمة ، يدخلون في مبايعات فيها الكثير من الأيمان الفاجرة ، فيها الكثير من الكذب.
      ثم يناقض نفسه ويقول بعدها في نفس الملزمة صـ 12 - 13 وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم:
      ثم إذا كنا مصرين على أن نزرع القات جيلاً بعد جيل ، هذا أيضاً من الإصرار على أننا لسنا مستعدين على أن نقف موقفاً يرضي الله سبحانه وتعالى ، في مجال نصر دينه ، وإعلاء كلمته ، وأن نقف في وجه المفسدين في الأرض ، اليهود والنصارى وأولياؤهم ، إذا كنت مصراً على زراعة القات باستمرار وأن تورثها للأجيال من بعدك فأنت مصر على قعودك عن نصر دين الله ؛ لأن الله عندما يقول لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}(الصف: من الآية14) يأمرنا بأمر يوجب علينا أن نهيئ وضعيتنا بالشكل الذي نستطيع أن نكون فيه ممن يحقق نصر الله ، ومنه الجانب الإقتصادي ، تأمين غذائنا.


      - نشأت سبل متعددة جائرة على أيدي من هم يريدون أن يصلوا بالناس إلى تعبد الله سبحانه وتعالى فيما شرع لهم ([7]).


      بل نحن الآن ألسنا نشكو بأننا ـ ونحن نقدم هدي الله لعباده لدقة المسألة، لخطورتها ـ ألسنا نشكو من أخطاء كثيرة وقعت على أيدي علماء من هنا وهنا؟. والكل أو أكثرهم فعلاً ينطلقون بحسن نية، ويرون بأنهم يبلغون عن الله، ويبلغون هدي الله، وحتى أولئك الذين يقولون: كل إنسان ينطلق ويبحث عن خالقه، ثم يبحث عن الأحكام التي يتعبد الله بها إنما انطلقوا من شعور بأنه يجب على الإنسان أن يعبد الله ، لكن قدمت القضية على هذا النحو المغلوط الذي أدى إلى إبعاد الناس، إبعاد المسلمين عن هدي الله، أو أكثرهم أبعدوا عن هدي الله ، ثم نشأت سبل متعددة جائرة على أيدي من هم يريدون أن يصلوا بالناس إلى تعبد الله سبحانه وتعالى فيما شرع لهم.


      - أننا نشتكي من ثقافة رهيبة جداً في أخطائها، هم محاولون كيف يسيرون على طريقة هم قد علموا قطعاً بأنها تؤدي إلى الاختلاف! طريقة [أصول الفقه] [وعلم الكلام] وهذه المناهج التي قدمت تؤدي إلى الاختلاف وجربت وأدت إلى الاختلاف وأصبح الاختلاف باباً من الأبواب التي تبحث فيها ([8]).


      عندما ينهانا نحن الآية هذه موجهة إلى المسلمين بالذات ينهاهم عن التفرق والإختلاف، أن لا نكون كأولئك الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، أليس معنى هذا بأنه بالتأكيد أن الله قد وضع بينات للناس للمسلمين أنفسهم توضح لهم الطريقة التي إذا ساروا عليها لا يختلفون ولا يتفرقون، ما الذي حصل؟ ولهذا نقول أننا نشتكي من ثقافة رهيبة جداً في أخطائها، هم محاولون كيف يسيرون على طريقة هم قد علموا قطعاً بأنها تؤدي إلى الإختلاف! طريقة [أصول الفقه] [وعلم الكلام] وهذه المناهج التي قدمت تؤدي إلى الإختلاف وجربت وأدت إلى الإختلاف وأصبح الإختلاف باباً من الأبواب التي تبحث فيها، أعني من المباحث التي أصبحت تتناوله كتب علم الكلام وكتب أصول الفقه نفس الإختلاف، وقدموا المسألة ضرورية يعني لازم اختلاف، ثم انطلقوا يحاولون كيف يجعلون الإختلاف مشروعاً أليست هذه طامّة ثانية؟ أي كان المفروض أنهم إذا عرفوا بأنهم عندما ساروا على منهجية معينة أدت بالسائرين عليها إلى الإختلاف، أن يحصل تقييم يقولون : [إذاً هذه طريقة غلط نحاول ننظر إذا كان هناك طريقة إذا سرنا عليها لا نختلف] بدل هذه اتجهوا إلى ماذا؟ إلى أن يحاولوا أن يضفوا على الإختلاف شرعية! أليست هذه تعتبر طامّة ثانية؟.


      - [أصول الفقه] رسخ النظرة الفردية ([9]).


      إذاً فتجد أنه فعلاً بسبب النظرة الفردية التي رسخها أصول الفقه، جعلت كل إنسان يبدي على الدين واختار الأشياء التي يمكن يأخذها، واعتزل له هناك، وبقية الأشياء يقول: [لا نستطيع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ما يلزمنا] وأشياء من هذه.


      - عقدة من [أصول الفقه] ([10]).


      بل قضية كانت معروفة عند أهل البيت السابقين الذي يقرأ مثلاً للإمام القاسم بن إبراهيم أو الإمام الهادي أو الإمام زيد بن علي أو الإمام علي في فقرات داخل [ نهج البلاغة] تجدها قضية معروفة لديهم ، وعند المتأخرين جعلوها شروطاً هم يقدمونها وتقنين من عندهم هم كيف تكون المسألة إلى أن طلع نماذج خطأ إلى أن أصبحت الساحة بالشكل الذي لا تقبل نماذج صحيحة وفق المقاييس الإلهية التي ذكرها في القرآن [هل قرأت أصول فقه ؟ هل قرأت علم كلام ؟ مادم أنك لم تقرأهما إذاً لست عالماً لا تصلح لشي إذاً] أليست هذه واحدة ؟


      [1] - من ملزمة " سورة البقرة" الدرس (11) صـ 18.
      [2] - من ملزمة " خطر دخول أمريكا اليمن" ص 43 - 44.
      وهي في نفس الملزمة صـ 15 من الإصدار القديم.
      [3] - من ملزمة " سورة الأعراف" الدرس (28) صـ 31 - 36.
      [4] - من ملزمة " سورة البقرة" الدرس (7) صـ 50 - 53.
      [5] - من ملزمة " سورة المائدة" الدرس (2) صـ 8.
      وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
      [6] - من ملزمة " معرفة الله نعم الله" الدرس (5) صـ 8 - 9.
      وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.
      [7] - من ملزمة " معرفة الله نعم الله" الدرس (5) صـ 33 - 34.
      وهي في نفس الملزمة صـ 14 من الإصدار القديم.
      [8] - من ملزمة " سورة آل عمران" الدرس (14) صـ 54 - 55.
      [9] - من ملزمة " سورة الأعراف" الدرس (28) صـ 6.
      [10] - من ملزمة " سورة آل عمران" الدرس (13) صـ 17 - 18.

      تعليق


      • #4
        تابع
        • الذي يموت في سبيل الله يقهر الموت نفسه ([1]).

        هنا يبين بالنسبة للناس بشكل عام بعد الحديث عن الجهاد وعن قتلى في سبيل الله وعن جرحى وأشياء من هذه، بأن يفهم كل إنسان بأنه سيموت، لتعرف بعد بأنه نعمة عظيمة كبيرة عليك أن يفتح لك باب جهاد في سبيل الله فتستغل موتك، تستثمر موتك فتحظى بالشهادة، وإلا كل واحد سيموت وإذا أنت ستموت لا شك، فأين أفضل لك تموت هكذا، أو يكون موتك له فائدة بالنسبة لك، أليس أفضل للإنسان أن يكون موته يكون فيه فضل عظيم ودرجة رفيعة له؟ بل يقهر الموت نفسه؛ لأن الشهيد عندما يقول الله: {وَلاَ
        تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} (البقرة : من الآية 154) لا تسموهم أمواتاً، وليسوا بأموات إنما هي نقله بسرعة أليس هؤلاء استطاعوا أن يقهروا الموت وأن لا يكونوا أمواتاً؟.

        • تشبيه كتاب الله بخلقه ووصفه بالمركوز ([2]).

        {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ}(الأعراف: من الآية169)، وفعلاً قد درسوا ما فيه لكن قد هناك قواعد أخرى ينطلقون على أساسها، قد صار يمر على ما فيه وقد معه تأويلات له وانتهى الموضوع، هذه حاصلة في المسلمين 100%، الطريقة هذه حاصلة داخلهم بشكل عجيب .

        ثم يقول بعدها: {وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ}(الأعراف: من الآية169)، يعقل الناس هم، ويعقل هؤلاء الخلف، {أَفَلا تَعْقِلُونَ} كيف تأتي الأجيال تتعاقب، تعاقب الأجيال من بعد ما يحصل ضلال، كيف يؤدي في الأخير إلى انه يبقى الكتاب، ثم يصبح الكتاب عبارة عن ماذا؟ عن مثل الخليفة العباسي في أيام حكم الأتراك، والفرس، في الدولة العباسية، يكون عبارة عن شيء [مركوز]، لم يعد له أي ثقل، لم يعد له أي دور في الحياة .

        • نحن العرب الأغبياء عندما نحج، اليهود يفهمون قيمة الحج أكثر مما نفهمه ([3]).

        لأن الحج هذا الحج الذي لا نفهمه نحن عندما نحج من اليمن ومن السعودية ومن مصر نحن العرب الأغبياء عندما نحج، اليهود يفهمون قيمة الحج أكثر مما نفهمه ، اليهود يعرفون خطورة الحج وأهمية الحج أكثر مما نفهمه نحن . ما أكثر من يحجون ولا يفهمون قيمة الحج.

        • السعودية الآن في حالة سيئه أضطرهم الأمر إلى أن يلجئوا إلى إيران وأن يتصالحوا مع إيران ،وأن يحسنوا علاقتهم مع إيران ، وفعلاً الإيرانيون حجوا هذه السنة كثيراً حوالي خمسه وثمانين ألفاً، واستطاعوا أن ينشروا كتباً كثيرة ،وبياناً للسيد الخامنائي انتشر بأعداد كبيرة ([4]).

        السعودية الآن في حالة سيئه أضطرهم الأمر إلى أن يلجئوا إلى إيران وأن يتصالحوا مع إيران ،وأن يحسنوا علاقتهم مع إيران ، وفعلاً الإيرانيون حجوا هذه السنة كثيراً حوالي خمسه وثمانين ألفاً، واستطاعوا أن ينشروا كتباً كثيرة ،وبياناً للسيد الخامنائي انتشر بأعداد كبيرة، وتسهيلات كبيرة لهم.

        بدءوا يخافون جداً أن هناك عمل مرتب ضدهم ،اليهود يريدون أن يسيطروا على الحج..لماذا ؟. ليحولوا دون أن يستخدم الحج من قِبَل أي فئة من المسلمين لديها وعي إسلامي صحيح فيعمم في أوساط المسلمين في هذا المؤتمر الإسلامي الهام الحج ،الذي يحضره المسلمون من كل بقعه.
        لاحظوا عندما اتجه الإيرانيون لتوزيع هذا البيان وتوزيع هذه الكتب وهذه الأشرطة و(سيد يهات) الكمبيوتر، أليست تصل إلى أكثر بقاع الدنيا؟ هكذا يرى اليهود والنصارى أن الحج يشكل خطورة بالغة عليهم.

        • من هو الأمريكي واليهودي عند الحوثيين ([5]).

        عندما يصل الأمر إلى هذه الدرجة يخططون للاستيلاء على الحرمين الشريفين، يخططون للاستيلاء على اليمن، لكنْ استعمارٌ حديث، احتلال حديث لم يعد بالشكل الأول أن يجعلون زعيماً أمريكياً يحكم، لا لن يجعلوه أمريكياً، سيجعلونه يهودياً سواء يهودي من أصل إسرائيلي، أو يهودياً يمنياً من أصل يمني أو كيفما كان، المهم يهودياً سواء يحمل هوية إسلامية أو يهودياً حقيقياً يكون بالشكل الذي ينسجم معهم.

        • كنا نقول أمام الوهابيين من زمان: نريد من الدولة أن تتخلى عنا وعنهم على الرغم من ضعفنا ... لو كانوا يتركوننا من زمان لما استقوى الوهابيون ([6]).

        كنا نقول أمام الوهابيين من زمان: نريد من الدولة أن تتخلى عنا وعنهم على الرغم من ضعفنا ، كان زمان قبل سنوات إذا ما حصل خصومة في مسجد بين وهابيين وزيود كان يظهر من أقسام الشرطة ومن القادة ومن الجنود ومن الدولة تعاطف مع الوهابيين ضدنا فيزجون بعالم من علمائنا أو بمجاميع من شبابنا في السجون ، وترى الوهابي أيضاً إذا ما سجن يخرج في اليوم الثاني ، ترى الوهابي يستطيع أن يتصل مباشرة بـ(علي محسن) ويستطيع هو أن يتدخل في قضيته ، وحصل مثل هذا في [رازح ]، حصل خصومة في [شعاره] كان الوهابيون يستطيعون أن يتصلوا مباشرة بـ(علي محسن) ، والزيود لا يستطيع أن يتجاوب معهم ولا المحافظ ولا مدير الناحية ، - أوليسوا هم الذين يقولون عنهم الآن أنهم إرهابيون -، كنا نقول: يكفينا أن تتخلوا عنا وعنهم ، دعونا نتصارع نحن وهم إما أن يقهرونا أو نقهرهم ، نحن في مواجهة دينية معهم ، و هم من يعتدون علينا فدعونا نحن نقف في وجوههم لكنا كنا كلما تحركنا ضدهم قالوا: إذاً معكم إمام .

        في (المحابشة) كان القاضي صلاح ومجموعة من الشباب في مواجهة كلامية مع وهابيين قبل سنوات - قبل الوحدة - ثم يُتهم هذا الشخص بأنه يريد الإمامة وأنه يريد أن يعمل إمامة ، كانوا يواجهون الناس بها في كل موقف ، هؤلاء الذين أنتم تقولون أنهم إرهابيون ولم تتركونا نواجههم ، وكنتم أنتم من تقفون معهم ، وكنتم أنتم من تشجعونهم ، هاأنتم أيضاً تقبلون أن يدخل الأمريكيون اليمن بحجة مطاردتهم ، نقول من جديد: دعوا الشعب هو يتعامل مع الإرهابيين الحقيقيين ، هو الذي يستطيع أن يوقفهم عند حدهم . وفعلاً لو كانوا يتركوننا من زمان لما استقوى الوهابيون ، ثم لما تحولوا - كما يقال عنهم - إلى إرهابيين تصبح أعمالهم من وجهة نظر الدولة مبرراً لدخول الأمريكيين إلى بلادنا ، أما كان هناك ما يغنينا عن هذا كله ؟. لكننا دائماً نُخدع ، نحن حكومات وشعوب مسئولون ومواطنون نُخدع من قبل أعدائنا .

        • الإمام الخميني الذي عرف الحج بمعناه القرآني، هو من عرف كيف يتعامل مع الحج فوجه الإيرانيين إلى أن يرفعوا شعار البراءة من أمريكا البراءة من المشركين البراءة من إسرائيل... الحج عبادة مهمة إنما عطلها آل سعود، وعطلها اليهود والنصارى ولم يكتفوا بما يعمله آل سعود ([7]).

        الإمام الخميني الذي عرف الحج بمعناه القرآني، هو من عرف كيف يتعامل مع الحج فوجه الإيرانيين إلى أن يرفعوا شعار البراءة من أمريكا البراءة من المشركين البراءة من إسرائيل، ونحن هنا كنا نقول: لماذا يعمل هؤلاء، ولم ندرِ بأن أول عَمَلٍ لتحويل الحج إلى حج إسلامي تَصَدَّر ببراءة ٍقرأها الإمام علي (عليه السلام) ـ إمامُنا ـ العشر الآيات الأولى من سورة براءة هي بداية تحويل الحج إلى حج إسلامي {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}(التوبة: من الآية3) ورسوله بريء من المشركين وقرأ البراءة من المشركين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

        ونحن كنا نقول هنا ونحن شيعة الإمام علي (عليه السلام):ما بال هؤلاء يرفعون (الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل) البراءة من المشركين هذا حج؟ ”حج يا حاج”. وحجنا نحن اليمنيين نردد: ” حج يا حاج ” عجالين ونحن نطوف ونسعى ونرمي الجمار نردد:”حج يا حاج ” على عجلة.
        فالإمام الخميني عندما أمرهم أن يرفعوا البراءة من المشركين في الحج أنه هكذا بداية تحويل الحج أن يُصبَغ بالصبغة الإسلامية تَصدَّر بإعلان البراءة قرأها الإمام علي(عليه السلام) وهي براءة من الله ورسوله ،هذا هو الحج.
        حتى البراءة التي يعلنها الإيرانيون أو يعلنها أي أحد من الناس هي ما تزال أقل من البراءة التي قرأها الإمام علي (عليه السلام)، الإمام علي (عليه السلام) قرأ براءة من نوع أكثر مما يرفعه الإيرانيون في الحج ،براءة من المشركين وإعلان الحرب عليهم ،وإعلان بأنه لا يجوز أن يعودوا أبداً إلى هذه المواقع المقدسة. وكان فينا من يقول: لا، نحج وبس، هذه عبادة ”ماهو وقت أمريكا وإسرائيل”.
        هكذا نقول لأننا لا نفهم شيئاً، هذه مشكلتنا لا نفهم إلا السطحيات، الحج عبادة مهمة ، لها علاقتها الكبيرة بوحدة الأمة ،لها علاقتها الكبيرة بتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها من اليهود والنصارى.
        عبادة مهمة إنما عطلها آل سعود، وعطلها اليهود والنصارى ولم يكتفوا بما يعمله آل سعود.

        • تشبيه كتاب الله بخلقه ووصفه بالمركوز ([8]).

        الضعيف لا يصدق عليه بأنة من أولياء الله لأن هذا هو شاهد من واقع الحياة ، شاهد من واقع الحياة ، لو كنت ولياً لله فإنك لا تضعف أبداً لأنك ولي للقوي العزيز ، ولهذا قال في هذه الآية:{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج: من الآية40) وأنتم تسمون أنفسكم أولياء للقوي العزيز ، وأنتم تستمدون قوتكم من القوي العزيز . فعندما تضعف فإنك فعلاً بعيد عن الله سبحانه وتعالى .

        • عندما نزور حمزة ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يرحمه، وأن يجزيه عن رسول الله، وعن الإسلام خير الجزاء، ونقرأ [الفاتحة، والإخلاص] إلى روحه ([9]).

        فنحن عندما نزور حمزة ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يرحمه، وأن يجزيه عن رسول الله، وعن الإسلام خير الجزاء، ونقرأ [الفاتحة، والإخلاص] إلى روحه.

        • فمن يأتي ليقول: إن الحاكم الفلاني هو خليفة المسلمين يجب طاعته لأنه أصبح ولي الأمر فتجب طاعته، فهو يحدثني بكلمة: [تجب طاعته] يضفي على المسألة امتداداً شرعياً أي أن الله أوجب علي طاعة هذا أليس كذلك؟ أي: أن من شريعة الله من دين الله أن أطيع هذا.. هذا لا يمكن أبداً أن يكون من دين الله ، لا يمكن أبداً أن يكون مما يرضى به الله سبحانه وتعالى ([10]).

        هو الذي لعن الظالمين، هل يمكن أن يوجب عليّ طاعتهم؟..لا. فمن يأتي ليقول: إن الحاكم الفلاني هو خليفة المسلمين يجب طاعته لأنه أصبح ولي الأمر فتجب طاعته، فهو يحدثني بكلمة: [تجب طاعته] يضفي على المسألة امتداداً شرعياً أي أن الله أوجب علي طاعة هذا أليس كذلك؟ أي: أن من شريعة الله من دين الله أن أطيع هذا.. هذا لا يمكن أبداً أن يكون من دين الله ، لا يمكن أبداً أن يكون مما يرضى به الله سبحانه وتعالى .

        وهكذا ظهرت أشياء كثيرة جداً نسبت إلى دين الله سواءً في مجال العقائد ، أو في المواقف ، أو في التشريعات الأخرى ، قد يلقاها أي إنسان طالب علم ، فإذا ما كان ينطلق من هذه القاعدة: [تنـزيه الله سبحانه وتعالى] فسيرى كم ستفيده هذه القاعدة ، وسيرى البصيرة العظيمة التي تتحقق له من وراء اعتماده على هذه القاعدة ، قاعدة ماذا؟. تنـزيه الله سبحانه وتعالى؟.


        [1] - من ملزمة " سورة آل عمران " الدرس (16) صـ 42 - 43.
        [2] - من ملزمة " سورة الأعراف " الدرس (29) صـ 39 - 40.
        [3] - من ملزمة " لا عذر للجميع أمام الله" ص 31.
        وهي في نفس الملزمة صـ 11 من الإصدار القديم.
        [4] - من ملزمة " لا عذر للجميع أمام الله" ص 32.
        وهي في نفس الملزمة صـ 12 من الإصدار القديم.
        [5] - من ملزمة " لا عذر للجميع أمام الله" ص 34.
        وهي في نفس الملزمة صـ 12 - 13 من الإصدار القديم.
        [6] - من ملزمة " خطر دخول أمريكا اليمن" ص 34 - 35.
        وهي في نفس الملزمة صـ 12 من الإصدار القديم.
        [7] - من ملزمة " لا عذر للجميع أمام الله" ص 35 - 36.
        وهي في نفس الملزمة صـ 13 من الإصدار القديم.
        [8] - من ملزمة " معنى التسبيح" ص 12.
        وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.
        [9] - من ملزمة " سورة الأعراف " الدرس (29) صـ 39 - 40.
        [10] - من ملزمة " سورة الأعراف " الدرس (29) صـ 39 - 40.

        تعليق


        • #5
          تابع
          • تنـزل (ملزمة من وزارة الأوقاف) تثقف الناس حول طاعة ولي الأمر ، تجمع كل تلك الأحاديث التي لا يقبلها حتى ولا الأمريكيون ، لا يقبلها حتى ولا الأوربيون ، بوجوب طاعة الحاكم وإن كان ظالماً ، وإن كان غشوماً ، وإن كان لا يهتدي بهدي ولا يستن بسنة ، وإن أخذ أموال الناس ، وإن أستبد بخيرات البلاد له ولأسرته ، يجب أن تسمع وتطيع وتصبر وتسأل الله مالك وأَدِّ ما عليك ([1]).

          عندما تنـزل (ملزمة من وزارة الأوقاف) تثقف الناس حول طاعة ولي الأمر ، تجمع كل تلك الأحاديث التي لا يقبلها حتى ولا الأمريكيون ، لا يقبلها حتى ولا الأوربيون ، بوجوب طاعة الحاكم وإن كان ظالماً ، وإن كان غشوماً ، وإن كان لا يهتدي بهدي ولا يستن بسنة ، وإن أخذ أموال الناس ، وإن أستبد بخيرات البلاد له ولأسرته ، يجب أن تسمع وتطيع وتصبر وتسأل الله مالك وأَدِّ ما عليك ، أدّ زكاتك ، وأدّ ضريبتك ،وعندما تقول نريد كذا ؟. لا. إسأل الله، ولا تعترض ،ولا تنقد إلا إذا تمكنت أن تأخذ بيد الحاكم وتحادثه وتشاوره سراً ، أما أن تنقد أما أن تعترض ، أما أن تهاجمه. فلا ، هذا يعتبر تشهيراً بالسلطان ، بمن هو ظل الله في أرضه وهكذا.

          ـ الحديث عن طاعة ولي الأمر في هذه المرحلة تمهيد لفرض ولاية أمر يهودية
          ملزمة تنـزل وتعمم ، ويُراد منها أن يتثقف بها الخطباء والمرشدون ؛ ليخاطبوا المجتمع بها ، هذا شيء مما يُعد حرباً للقرآن نفسه ، وتمهيداً لأن يسيطر علينا عملاء أمريكا ، وتمهيداً لأن يحكمنا حتى اليهود أنفسهم.
          من العجيب أن هذه الملزمة نفسها في آخرها لم يكتفِ بمسألة أن تسمع وتطيع للحاكم الظالم ، بل وحتى وإن كان هناك كفراً وهيمنة كفر ، أنت يمكن أن تعيش في ظله ، عندما ترى نفسك ،عندما يرى الناس أنفسهم أنهم لا يستطيعون أن يزيلوا هذا الكفر، إذاً فليعيشوا وبس ، فيكذبون على الناس كذبه رهيبة جداً ، وقد يُخدَع الناس بشكل كبير عندما لا يفهمون.
          قالوا (رسول الله عاش في ظل الكفر ثلاثة عشر سنة في مكة). أليست هذه من تقديم حياة الرسول الجهادية ، حياة وهو يصدع بما يؤمر ، حياة وهو يباين أقاربه ،ويباين قومه ، حياة وهو يُعذَّب أصحابُه ، وهو يلصق به أسوأ التهم ، تارة يقولون شاعر ،وتارة يقولون مفتري ،كذاب ،ساحر ، ويقولون عن القرآن الذي جاء به أساطير الأولين ، وهو يتصارع مع أولئك تفسر في الأخير أنها ماذا ؟ أنها عيش في ظل نظام الكفر ، فكما عاش ثلاثة عشر عاماً ـ وهو النبي ـ إذاً ممكن كلنا نعيش في ظل الكفر. ماذا يعني هذا ؟.

          • انتقاد حسين الحوثي لقول الإمام الألباني: لا يجوز الخروج على الكافر المقطوع بكفره عندما يكون الناس في وضعية يرون أنفسهم أنهم لا يستطيعون أن يزيلوا الكفر ([2]).

          عندما تخرج من قراءة تلك الملزمة ، وعادةً القارئ يكون أقرب شيء ملاصقة لذهنه آخر ما يخرج به من كتاب معين من ملزمة معينة ، فكان آخر ما تخرج به من تلك الملزمة هو ماذا ؟ كلام (للفوزان وللألباني) الذي كان عالم السنة قبل فترة ، وعالم معتمد في تصحيح الأحاديث وتضعيفها ـ عندهم ـ أنه قال هو بالحرف الواحد (أنه لا يجوز الخروج على الكافر المقطوع بكفره إطلاقاً) ـ بالعبارة هذه ـ عندما يكون الناس في وضعية يرون أنفسهم أنهم لا يستطيعون أن يزيلوا الكفر،،

          • كان يمكن أن تقرأ هذه الآية في أيام الخلفاء الأمويين والعباسيين ، لأنه مازال (منكم ) ، مازال حاكم عربي ، مازالت تعتبر قراراته من داخل ، لا يوجد دولة أخرى تفرض عليه إملاءات ، ومع هذا كان الناس يقولون: لا . هؤلاء هم ليسوا من أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم ([3]).

          فنحن نقول لمن يستخدموا آية
          } أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ { أين هم الزعماء الذين تصدق عليهم كلمة (منكم)؟. ونحن نراهم أقرب إلى أمريكا منا ، وأقرب إلى سياسة أمريكا منا ، وأقرب إلى طاعة أمريكا من الاستجابة لشعوبهم ، لم يعد وقت الآية بكلها ، كان يمكن أن تقرأ هذه الآية في أيام الخلفاء الأمويين والعباسيين ، لأنه مازال (منكم ) ، مازال حاكم عربي ، مازالت تعتبر قراراته من داخل ، لا يوجد دولة أخرى تفرض عليه إملاءات ، ومع هذا كان الناس يقولون: لا . هؤلاء هم ليسوا من أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم.

          • فأنا يجب علي أن أؤمن بأن هؤلاء هم صفوة، أي هو اصطفاهم لأن يكونوا ورثة للكتاب ، أليس هذا الواجب؟. في الآية القرآنية هل بإمكانك أن تقول: أن الظالم لنفسه ليس ممن اصطفاهم؟. ليس من الفئة التي اصطفاها؟.
            هل تستطيع أن تقول ذلك؟ (
            [4]).

          قضية أن تأتي الصلاة على هذا النحو المطلق ، عندما قال لهم الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في تفسير الآية ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) هل أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لا يعلم أنه سيكون في ذريته من ليسوا بصالحين؟. هو يعلم ، فما هو الفارق؟. مثل الآية القرآنية تماماً{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} (فاطر:من الآية 32) .

          عندما يقول في الآية: ( فمنهم ..ومنهم ..ومنهم ) من يريد، مِمّن؟. مِن مَن اصطفاهم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} فمنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو{ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ}، ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو{مُّقْتَصِدٌ}، ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو{سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} وكأنه يقول: هم مصطفين على الرغم من آنافنا ـ إن صح التعبير ـ ألم يجب الله على أي تساؤل من هذا القبيل؟ لحكمة ، وليس لأنه يريد أن يربطك بظالم رغماً عنك أو بفاسق رغماً عنك. لا، بل حاول أنت أن تفهم المسألة على هذا النحو: نحن اصطفينا فئة من عبادنا ، هذه واحدة، جعلناهم ورثة للكتاب.
          وليس صحيحاً أن تأتي وتقول: لكن فيهم، ولكن فيهم، وفيهم ؟. وكيف نعمل إذا فيهم؟. هو يعلم بكل شيء من قبل أن تعلم أنت، وهو يقول لك: هنا وراثة الكتاب، وأنا الذي سأتكفل بوضع الهداة داخل ورثة الكتاب، فأنا يجب علي أن أؤمن بأن هؤلاء هم صفوة، أي هو اصطفاهم لأن يكونوا ورثة للكتاب ، أليس هذا الواجب؟. في الآية القرآنية هل بإمكانك أن تقول: أن الظالم لنفسه ليس ممن اصطفاهم؟. ليس من الفئة التي اصطفاها؟. هل تستطيع أن تقول ذلك؟.
          وهو قال في الآية ثلاث مرات: فمنهم ..ومنهم ..ومنهم، ألم يقل هكذا؟.{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ} يعني من من؟. ممن اصطفاهم {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} هل بإمكاني أو بإمكان أي واحد أن يقول: لا، أن أقول: الظالم ليس من الفئة التي اصطفاها الله. هل بإمكاني أن أقل هكذا؟. لو قلت لكنت مكذباً بالقرآن، هو منهم لكن هو شخصياً لا أتبعه ، هو شخصياً لا أتولاه ، لا علاقة لي به.
          هو اصطفى هذه الفئة بصورة عامة ، فلو قلنا بأن هذا الشخص الذي هو ظالم فلان ابن فلان ظالم لنفسه مجرم ، أصبح بكونه مجرماً أو ظالم خرج عن دائرة من اصطفوا، ثم نشأ منه الذرية الصالحة وكأن منهم هداة ، من أين هؤلاء؟. ألم نكن قد قطعنا الطريق نهائياً؟. ممكن أن يخرج الحي من الميت ، هكذا، فيخرج من هذا الظالم من هو ولي وهادي وقائد للأمة ، وهذا الشخص الجيد من أين؟. أليس ابن المجرم؟. إذاً فما زال من المصطفين؟. وهذا يعني أن الإصطفاء للمجموع لهذه الفئة .

          • لا تكون هداة الأمة إلا من آل البيت ([5]).

          والمسألة هي كما قال الإمام زيد (( أهل بيتي فيهم ـ كما قلت ـ المخطئ والمصيب إلا أنه لا تكون هداة الأمة إلا منهم )). هذا شيء مؤكد.

          • السنية أنفسهم هم يؤمنون بمحبة أهل البيت ، ومن عقائدهم، وجوب محبة آل محمد ، لكن ماذا يقولون: [لكن من كان منهم متبعاً للسنة] فالشافعي منهم يريد من كان من أهل البيت على مذهبه والحنفي ... ([6]).


          السنية أنفسهم هم يؤمنون بمحبة أهل البيت ، ومن عقائدهم، وجوب محبة آل محمد ، لكن ماذا يقولون: [لكن من كان منهم متبعاً للسنة] فالشافعي منهم يريد من كان من أهل البيت على مذهبه والحنفي منهم يريد من كان من أهل البيت على الذي يرى بأنه صالح ، أي من كان على ما هو عليه من المذهب ، أليس كذلك؟. والمالكي كذلك ، والحنبلي كذلك ، والزيدي كذلك ، والجعفري كذلك ، والباطني كذلك وكل طائفة على هذا التصنيف.

          • أي واحد منا سيفرق، هو يفرق، سأعرف بأن ذلك هو الجدير بأن أتبعه وليس ذلك الجاهل، وليس ذلك الفاسق ، هل أحد منا سيتجه إلى الجاهل يتبعه؟. وليس معه أي شيء يمكن أن يتبعه فيه.
          • لكن أحبه لأنه من قرابة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ([7]).

          إذا قد صح لي فقط أن الله يريد مني أن أتبع أهل البيت ويريد من الأمة جميعا أن تتمسك بأهل البيت. إذاً فلنتمسك بأهل البيت ولو حصل التمسك بأهل البيت من أول يوم من بعدما مات الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لما تفرقت الأمة أبداً ، ولما اختلفت في الدين أبداً ، فما نشأت هذه التساؤلات إلا من بعد ، ولأنني أنا بطبيعتي وبنظرتي، أي واحد منا سيفرق، هو يفرق، سأعرف بأن ذلك هو الجدير بأن أتبعه وليس ذلك الجاهل، وليس ذلك الفاسق ، هل أحد منا سيتجه إلى الجاهل يتبعه؟. وليس معه أي شيء يمكن أن يتبعه فيه.

          لكن أحبه لأنه من قرابة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ، ذلك الفاسق من أهل البيت هل أحد منا يفكر أن يتبعه؟. وإذا كان هناك أشخاص مثلاً فاسقين من أهل البيت ولهم أناس يتبعونهم فهل هم يتبعونهم على أساس أنهم متبعين لأهل البيت؟. لا. وهذا معلوم ، وأسألهم هم.
          الناس بطبيعتهم يفرقون ، والله سبحانه وتعالى هو من سيتكفل بأن يجعل لأمته هداة من داخل أهل بيت نبيه ، في كل عصر بدون تساؤلات بدون تصنيفات. وهل قد قال الله لك أن تحب الفاسق منهم أو تتولى الفاسق؟. هل قد قال كذا حتى تقول: كيف؟ ولماذا؟ لم يقل ذلك.

          • محبتي لأهل البيت هي لغاية أخرى أن أؤمر بالإرتباط بهم وبمحبتهم ؛ لأن محبتي لهم هي تساعد على اتباعي لهم وتمسكي بهم ، فهي تدفعني إلى طريقهم وإلى السير على هديهم ، محبتي لك أنت كمؤمن لكن لست ملزماً بأن أقتدي بك ، بل أنا وأنت ملزمون بأن نقتدي بأهل البيت ، أليس كذلك؟ ([8]).

          المحبة لأهل البيت لمهمة أخرى ، لغرض آخر ، أن تولي أهل البيت هو من نوع آخر ، كما قلنا سابقاً: هل تستوي محبتي للإمام علي( عليه السلام) ومحبتي لعمار؟ والتولي للإمام علي (عليه السلام) والتولي لعمار؟.

          عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ} (المائدة:من الآية55) وهناك قال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}(التوبة:من الآية71) هل قوله: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ} مثل {وَلِيُّكُمُ}؟. ليست المسألة سواء، بل هناك فوارق. محبتي لأهل البيت هي لغاية أخرى أن أؤمر بالإرتباط بهم وبمحبتهم ؛ لأن محبتي لهم هي تساعد على اتباعي لهم وتمسكي بهم ، فهي تدفعني إلى طريقهم وإلى السير على هديهم ، محبتي لك أنت كمؤمن لكن لست ملزماً بأن أقتدي بك ، بل أنا وأنت ملزمون بأن نقتدي بأهل البيت ، أليس كذلك؟.

          • الآخرين الذين عقائدهم باطلة في الله ويقولون: (سبحان ربي العظيم وبحمده) أليسوا يكذبون في قولهم هذا؟ عندما يقولون: (الله أكبر) وهم يأمرون بطاعة الظالم، أليسوا يكذبون؟ ([9]).

          نحن قلنا في جلسات سابقة: أن الآخرين الذين عقائدهم باطلة في الله ويقولون: (سبحان ربي العظيم وبحمده) أليسوا يكذبون في قولهم هذا؟ عندما يقولون: (الله أكبر) وهم يأمرون بطاعة الظالم، أليسوا يكذبون؟ وهكذا من أول الصلاة إلى آخرها هم يشهدون على أنفسهم بالباطل ، وعندما تتجه إلى عقائدنا تجد صلاتنا وإذا هي صحيحة من أولها إلى آخرها لفظاً ومعنى فيما تعطيه من دلالة ، نحن نقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ونتمسك بمحمد وآل محمد ..أليس كذلك؟ لكن أن أقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ثم أذهب إلى آخرين هل هذا انسجام مع الصلاة أم مباينة؟.

          • أو لسنا نسمع حديث [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] أنه حديث صحيح، ويكتبوه بالذهب أو بالنحاس بخط كبير فوق باب من أبواب روضة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فالكثير من الناس؛ لأنه في أوله قال رسول الله ؛ أو عن رسول الله ؛ بطبيعة الحال أنه مسلم ومؤمن برسول الله ومصدق سيقول: إذاً هذا قاله رسول الله، نفق عنده. لماذا انطلى عليه هذا الباطل؟. ؛ لأنه لم يعرف الحقائق ([10]).

          هناك في الساحة الكثير من الناس ممن يسمع الكلام ويتعامل مع ما سمع؛ لأنه يكون لديه خلفية مسبقة يستطيع من خلالها أن يعرف بطلان ما سمع ، وإن نسب إلى الله، أو نسب إلى نبي من أنبيائه؛ لأنه قال عن أولئك أنهم كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله.. ألم يقدموه باسم الله وأنه من عنده، يقولون للناس هذا من عند الله وما هو من عند الله {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران: من الآية75).

          فكيف تستطيع أنت أن تعرف أن هذا الشيء من عند الله، أو أنه ليس من عند الله؟. مثلاً في القرآن الكريم ـ وهي قاعدة ثابتة عند أهل البيت ـ أنه كتاب يجب أن يعرض عليه أي شيء ينسب إلى الله، سواء كان حديثا قدسيا أو ينسب إلى رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) أما من يتدبر القرآن الكريم، من يتأمله ؛ لأن القرآن حقائق ، هو من يكتشف أن ذلك الذي نسب إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وإن قال المحدث الفلاني أن سنده صحيح وأنه رواه الثقة عن الثقة ستقطع بأنه ليس من عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) .
          أو لسنا نسمع حديث [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] أنه حديث صحيح، ويكتبوه بالذهب أو بالنحاس بخط كبير فوق باب من أبواب روضة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فالكثير من الناس؛ لأنه في أوله قال رسول الله ؛ أو عن رسول الله ؛ بطبيعة الحال أنه مسلم ومؤمن برسول الله ومصدق سيقول: إذاً هذا قاله رسول الله، نفق عنده. لماذا انطلى عليه هذا الباطل؟. ؛ لأنه لم يعرف الحقائق داخل القرآن الكريم التي تجعل مثل ذلك الحديث مثل تلك العقيدة لا يمكن أن تكون منسوبة إلى النبي، لا يمكن أن تكون منه أبداً.


          [1] - من ملزمة " الثقافة القرآنية" ص 47 - 48.
          وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.
          [2] - من ملزمة " الثقافة القرآنية " صـ 49.
          وهي في نفس الملزمة صـ 18 من الإصدار القديم.
          [3] - من ملزمة " الثقافة القرآنية " صـ 53 - 54.
          وهي في نفس الملزمة صـ 20 من الإصدار القديم.
          [4] - من ملزمة " معنى الصلاة على النبي وآله" صـ 15 - 17.
          وهي في نفس الملزمة صـ 6 من الإصدار القديم.
          [5] - من ملزمة " معنى الصلاة على النبي وآله " صـ 19.
          وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
          [6] - من ملزمة " معنى الصلاة على النبي وآله " صـ 20.
          وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
          [7] - من ملزمة " معنى الصلاة على النبي وآله " صـ 21.
          وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
          [8] - من ملزمة " معنى الصلاة على النبي وآله " صـ 22 - 23.
          وهي في نفس الملزمة صـ 9 من الإصدار القديم.
          [9] - من ملزمة " معنى الصلاة على النبي وآله " صـ 25 - 26.
          وهي في نفس الملزمة صـ 10 من الإصدار القديم.
          [10] - من ملزمة " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى" صـ 9 - 10.
          وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.

          تعليق


          • #6
            تابع
            • هناك الكثير من الزيدية منهم من تحول إلى وهابي ، ومنهم من تحول على علماني متنكر لدينه ، ومنهم من تحول إلى اثنا عشري ، أو إلى أي مذهب آخر ([1]).

            نحن طائفة لديها عقائد، والبعض منا كطلاب علم يعرف الأشياء عبارة عن عقائد مكتوبة في كتاب قرأها هو من كتب أهل البيت ومسلِّم معهم، وماشي معهم، ومصدق معهم ، وقد لا يكون وصل في إيمانه بتلك العقيدة إلى درجة عالية ، فتراه إذا ما تعرض لشبهة من جانب آخرين يهتز بل قد يتحول.. ألم نشاهد كهذا؟. ألم نشاهد أن هناك الكثير من الزيدية منهم من تحول إلى وهابي ، ومنهم من تحول على علماني متنكر لدينه ، ومنهم من تحول إلى اثنا عشري ، أو إلى أي مذهب آخر. ما الذي ينقصه؟. ينقصه أنه لم يعمل على أن يبصر ما حوله من الشواهد.

            • التحذير من اتباع مذهب السلف ([2]).
            لماذا تسمى شبهة؟. قالوا: لأنها تجعل القضية شبيهة بالحق ، فيصبح ما قاله لك ذلك الشخص الوهابي مثلاً وهو ينمق لك الكلام ويسرد عليك الأدلة: أخرجه فلان ورواه فلان ، وكانت هذه عقيدة السلف، فلان وفلان والأكثرية من الأمة عليه. وهكذا عبارات من هذه ، هي شبهة كلها ليست أدلة.

            • من هم أهل العقيدة الباطلة عند حسين الحوثي؟؟؟ ([3]).

            مثلاً عندما يقوم أمامك خطيب من طائفة عقيدتها باطلة ، في عقيدتها ضلال أنت تعرفه ، فيقوم في محراب المسجد ويكون شخصاً قديراً على الكلام ويتكلم بالقرآن ، ويسرد الكثير من الأحاديث ، ويحلل وينمق كلامه ، أنت من لا يمكن أن تتغير به؛ لأنك تعرف أن هذا من أساسه على ضلال فمن كان على ضلال لا يمكن أن يهدي إلى الحق ومن كان على هذا النحو لا يمكن أن أغتر به وأن أقبله قدوة لي وأن أعتمد عليه في ديني ؛ لأن المسألة أرقى من هذا ، المسألة أرقى من هذا ؛ أن المفترض هو أنك لا تقبل من لا يهدي إلى الحق إلا أن يهدى إليه ، الله قال {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}(يونس: من الآية35).

            • لا تكون هداة الأمة إلا من آل البيت ([4]).

            لكن السعوديون ظهر موقفهم جيداً، ظهر موقف الأمير عبد الله موقفاً جيداً فعلاً ، أحس فانطلق انطلاقة جيدة حسن علاقاته مع إيران. علي عبد الله إذا انطلق على هذه المسيرة: تمام، تمام ، كلما قالوا.. قال: تمام، نريد ندخل نعمل مساعدة، تمام، اعتبره منتهي هو ، هو أول من سيضرب ، وهو من سيعاني ، سواء أن تكون في مواقفه ما يثير سخط شعبه عليه ويسيء سمعته إلى شعبه ، وهو من قدم لشعبه كرمز للوحدة والديمقراطية، حينئذٍ سيجعله الأمريكيون، سيحولونه إلى شخص يسخط منه شعبه ويسخر منه شعبه ، أو يضربونه هو كما ضربوا عرفات بحجة أنه لم يكافح الإرهاب بالشكل المطلوب.

            يعملون تفجير في أي مكان قريب من منشئاتهم، أو مصالحهم، ثم يقولون: ألم تروا أنه لم يكافح الإرهاب بالشكل المطلوب؟. فيضربونه هو، وهذا محتمل جداً.
            فالمفترض هو ماذا؟ أن يبادر.. أن يبادر هو كما بادر الأمير عبد الله ليحسن علاقاته مع إيران، وليري أولئك من خلاله هو، ومن خلال الدولة، ومن خلال الشعب أنه لا يمكن أن ينطلي علينا هذا الخداع فإذا ما وقف الناس موقفاً صريحاً كموقف إيران على مستوى الدولة، وعلى مستوى الشعب فهذا هو الذي سيوقف أمريكا..

            • بلغوا إلى هذه الدرجة: أن الله هو الذي عليه أن يكون مراده تابع لما أدى إليه نظري، هذا هو أصول الفقه، ومن أراد أنه يريد يطلع مجتهد ([5]).

            بلغوا إلى هذه الدرجة: أن الله هو الذي عليه أن يكون مراده تابع لما أدى إليه نظري، هذا هو أصول الفقه، ومن أراد أنه يريد يطلع مجتهد، يطلع عبقري كما يظن يتفضل بأصول الفقه، لكن أعتقد هو لا يستطيع، ولو قرأ عشر سنين في أصول الفقه أن يصمد أمام إشكالات تطرح عليه في ليلة واحدة، ليلة واحدة يمكن أن تنسف قراءة عشر سنين من أصول الفقه لديه. هل تفهموا هذه؟.

            • التحريض للخروج على ولاة أمور المسلمين ([6]).

            وللأسف كان بعض الأشخاص الذين يتعصبون للمسألة هذه، أصول الفقه ونحوها، كانوا من يقولون هم في الماضي: يجب أن نحمل هم كبيراً، وقضايا الأمة، وقضايا الإسلام، وننطلق للعمل على إعلاء كلمة الإسلام، لما جاء وقت الصدق، وقد هو يريد يشغِّل الإجتهاد في تلك السهيلة، أو ضد أهل البيت، الذين ليس معهم دولة يخافها.

            يقوم على الأئمة كلهم بانقلاب، لكنه لن يجرؤ أن ينقلب على مدير ناحية، يعمل انقلاب على أئمة أهل البيت؛ لأن ما معهم دولة يخافها، تراه بطل شجاع يتحدى أهل البيت جميعاً، وأئمتهم جميعاً، لكن لا يمكن أن يخرج على مدير ناحية، لماذا؟ هو عارف. فيكون هكذا اجتهاد في الأشياء السهيلة، وضد الناس الذين ما عادهم موجودين، والذين ما معهم سلطة، والذين ما أنا خائف منهم.

            • لأن القضية هي قضية أعلام لدين الله، أنبياء، أو أئمة هداة. هكذا المسألة، هي على هذا النحو، كانت سائرة في بني إسرائيل، وهي سائرة في أمة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله ) لذلك نقول: سيكون هناك سؤالاً كبيراً يهز حكمة الله، يهز عدله، يهز رحمته، يهز كماله بكله. ([7]).

            أيضاً ما هو البديل؟ هل هناك بديل فيه الكفاية، هناك بديل فيه الكفاية؟ ما معنى بديل؟ أي: هل هناك أعلام؛ لأن القضية هي قضية أعلام لدين الله، أنبياء، أو أئمة هداة. هكذا المسألة، هي على هذا النحو، كانت سائرة في بني إسرائيل، وهي سائرة في أمة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله ) لذلك نقول: سيكون هناك سؤالاً كبيراً يهز حكمة الله، يهز عدله، يهز رحمته، يهز كماله بكله.

            من عدالتك أنك كان تترك محمداً في القرن العشرين، لا أن تبعثه قبل ألف وأربع مائة سنة، نبي للناس جميعاً، ومات واختلفنا عنه، وما زلنا مهددين بعذابك إذا ما عصيناك. اختلفنا عنه لما ضاع علينا دينه، لما أصبحنا كذا، وفي الأخير ما هناك ما نسير عليه! أليست هذه ستكون إشكالية؟ تطلع إشكالية كبيرة جداً بالنسبة لله سبحانه وتعالى، يعني: سؤال على الله ـ إن صحت العبارة ـ لكن الله يعلم أن أهل بيته قد جعل فيهم أعلاماً لدينه، وفي المسألة كفاية وفوق الكفاية .

            • لأن القضية هي قضية أعلام لدين الله، أنبياء، أو أئمة هداة. هكذا المسألة، هي على هذا النحو، كانت سائرة في بني إسرائيل، وهي سائرة في أمة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله ) لذلك نقول: سيكون هناك سؤالاً كبيراً يهز حكمة الله، يهز عدله، يهز رحمته، يهز كماله بكله. ([8]).

            عندما يكون الناس يتحدثون بما يتحدث به الآخرون ويحللون تحاليل قلب يترتب عليها تأييد ومعارضة, تأييد ومعارضة, هذه هي نفس القضية الخطيرة, يخرج الناس من مجلس معين بعد تخزينة وخاصة إذا هي بزغة جيدة وأذهان صافية والأريلات كلها تستقبل تأتي تحاليل ويخرج الإنسان وهو ما يدري, قد هو متجه لأن يصلي صلاة المغرب والعشاء وفي علم الله قد يكون ممن قال: { وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } ما معنى منهم؟ ألم يقل هناك: اليهود والنصارى؟ لا تتخذوا, جاء بالإسم لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء, فعند ما يقول: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } يعني ماذا فإنه من اليهود والنصارى.

            فيخرج واحد ولا سمح الله وقد هو يهودي متجه إلى المسجد من حيث لا يشعر يهودي بغير زنانير, يهودي بغير زنانير نتيجة التحليلات الخاطئة والفهم الخاطئ وسهولة اتخاذ الموقف على حسب ما يسمع.
            الشيء الذي لا بد منه أن الإنسان إذا ما تبينت له الأحداث يكون له موقف بأنه لا يتخذ من داخل نفسه تأييد أو معارضة إلا بعد أن يتبين له وجه الحق في المسألة, أو أن يرى ممن يثق بهم في فهمهم في تدينهم من قدواته لهم موقف من هذه المسألة فيقف موقفهم.

            • مفهومنا لولاية الأمر هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة عن أن يَلِي أمرها اليهود، أما المفاهيم الأخرى من يقول: [أطِعْ الأمير وإن قصم ظهرك, وإن كان لا يهتدي بهدى
              ولا يَسْتَنُّ بسنة] (
              [9]).

            ومفهومنا لولاية الأمر هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة عن أن يَلِي أمرها اليهود، أما المفاهيم الأخرى من يقول: [أطِعْ الأمير وإن قصم ظهرك, وإن كان لا يهتدي بهدى ولا يَسْتَنُّ بسنة] فإن هذا مما يهيئ الأمة لأن يَلِي الأمر أولئك, بل أن يلي الأمر اليهود أنفسهم، بل وإن الديمقراطية نفسها غير قادرة على أن تحمينا من فرض ولاية أمرهم علينا؛ لأن الديمقراطية أولاً: هي صنيعتهم، ثانياً: هي نظام هش ليس له معايير ولا مقاييس مستمدة من ثقافة هذه الأمة ومن دينها وقيمها الإسلامية.

            • الكل بحاجة إلى أن يذوبوا في الله ([10]).

            الكل بحاجة إلى أن يذوبوا في الله، والكل بحاجة إلى أن يتحركوا بجدية ، وكل واحد منهم يتحرك وكأنه هو القائد، وكأنه هو المعني بكل شيء، وكأنه هو المسئول عن كل شيء، وكأنه هو من عليه أن يهتم بكل شيء، بشكل مراقبة لواقع الآخرين وأعمال الآخرين وأي قصور أو تثبيط أو تخاذل يحدث من جانب الآخرين من زملائه.



            [1] - من ملزمة " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى" صـ 16.
            وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
            [2] - من ملزمة " معنى الصلاة على النبي وآله " صـ 19.
            وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
            [3] - من ملزمة " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى" صـ 18 - 19.
            وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
            [4] - من ملزمة " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى " صـ 31 - 32.
            وهي في نفس الملزمة صـ 13 من الإصدار القديم.
            [5] - من ملزمة " الإسلام وثقافة الاتباع " صـ 50.
            وهي في نفس الملزمة صـ 16 من الإصدار القديم.
            [6] - من ملزمة " الإسلام وثقافة الاتباع " صـ 56 - 57.
            وهي في نفس الملزمة صـ 19 من الإصدار القديم.
            [7] - من ملزمة " الإسلام وثقافة الاتباع " صـ 76 - 77.
            وهي في نفس الملزمة صـ 25 من الإصدار القديم.
            [8] - من ملزمة " الموالاة والمعاداة " صـ 5.
            وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
            [9] - من ملزمة " حديث الولاية " صـ 14.
            وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
            [10] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (1)" صـ 32.
            وهي في نفس الملزمة صـ 11 من الإصدار القديم.

            تعليق


            • #7
              تابع
              • الأصل معروف في المذهب الزيدي
                [الخروج على الظالم] (
                [1]).

              لكن أهل البيت في تاريخهم الطويل ، كان الإمام الذي يحكم هو من يسطر بيده وجوب الثورة عليه فيما إذا ظلم، وجوب الخروج عليه فيما إذا انحرف عن المسيرة العادلة ، كان الإمام الهادي (صلوات الله عليه) يبايع الناس على ((أن تطيعوني ما أطعت الله فيكم فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم ، بل يجب عليكم أن تقاتلوني)).

              والأصل معروف في المذهب الزيدي [الخروج على الظالم].. من الذي توارثه جيل بعد جيل؟. من الذي كتبه بيده؟. هم الأئمة الذين حكموا ، هم الذين كانوا يرون أن القضية ليست قضية مرتبطة بالزيدية هي قضية قرآنية ، أنه يجب أن تربى الأمة تربية جهادية في كل مراحلها ، وفي ظل أي دولة كانت فكانوا هم من ينطلقون ليربوا الناس تربية جهادية تربية إيمانية متكاملة.

              • إنكار الشفاعة كما هي العادة عند المعتزلة ([2]).

              هذه هي التي تضرب التربية الإيمانية أن يقال لك: بأن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) سيشفع لأهل الكبائر ، والفرار من الزحف هو من الكبائر إذاً فالجندي الذي ربيته ، وأطلق ذقنه طويلا ستكون خطواته قصيرة في ميدان الجهاد لأنه وإن رأى أن الفرار من الزحف كبيرة .. الكبيرة لا تشكل لديه أي شيء يزعجه.. الكبيرة زائد كبيرة أخرى زائد كبيرة يعني: أن تحظى بشفاعة محمد فتدخل الجنة، إذاً سيهرب من الزحف سينهزم في مواجهة اليهود ، سينهزم في مواجهة الكافرين ، أن يقول لهم المرشد الفلاني: لا يجوز الفرار من الزحف يجب المواجهة حتى آخر قطرة وإلا فالفرار من الزحف كبيرة ، هو من كان يحدثهم في المسجد قبل أيام: أن الرسول سيشفع لأهل الكبائر ، فكيف بإمكانه أن يوجد جنودا يندفعون ويخافون أن يقعوا في كبيرة .. أليس هذا تناقض؟. هل يمكنك أنت وأنت تنطلق لإرشاد الناس في ميادين المواجهة فتقول لهم ما قال الله في القرآن الكريم: أن الفرار من الزحف يبوء الإنسان فيه بغضب من الله وأنه من الكبائر ، وأنت من كنت تقول له سابقا: أن الرسول سيشفع لأهل الكبائر ، وأنت من كتبت فوق روضة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) على أحد أبواب روضته المطهرة [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]. هذا الحديث وحده وهذه العقيدة وحدها هي مما يحول دون تربية جيش إسلامي يصمد في وجه أعداء الله مهما كانت قوتهم.

              • وقال ([3]):

              نحن ليس في عقائدنا: أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يشفع لأهل الكبائر فيدخلون الجنة بشفاعته دون أن يكون قد حصل منهم في الدنيا توبة ولا تصميم على التخلي عن تلك الكبائر ولا رجوع عنها كما هي عقيدة الآخرين . نحن عقيدتنا: أن من مات عاصيا لله سبحانه وتعالى متجاوزا لحدوده وإن كان يقول: لا إله إلا الله وإن حمل اسم الإيمان فإنه فعلا ممن ينطبق عليه وعيد الله للمجرمين وللعاصين وللمتجاوزين لحدوده {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّين
              وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} (الانفطار:16) ونحن من يجب أن يكون إيماننا قويا وخوفنا من الله عظيما.
              لأن أولئك يطمئنون أنفسهم بالشفاعة وهي وهمية على ذلك النحو الذي يقولون هم أما نحن فليس في عقيدتنا الشفاعة ـ على ذلك النحو ـ لأهل الكبائر فنحن من يجب أن نخاف الله سبحانه وتعالى على أن لا نكون في واقعنا تاركين لشيء مما يجب علينا أمامه فنكون بذلك مرتكبين لكبيرة، نكون مرتكبين لكبيرة من كبائر العصيان التي تؤدي بالإنسان إلى الخلود في النار.

              • تربية إيمانية حقيقية في: [إيران] وفي [حزب الله]... الإلتزام حتى فيما يتعلق بالثوب والسواك... رأيت شابا يبدو من ملامحه أنه لبناني بدون ذقن وهو يقف بخشوع وهو يدعو الله دعاء حاراً أن يرزقه الشهادة في سبيله وهؤلاء بذقونهم أين الشهادة في سبيل الله؟ ... كانوا يلعنون الشيعة .. لماذا لا يلعنون اليهود!؟ . وهل أن الشيعة هم يشكلون الخطورة البالغة على الإسلام أشد من أمريكا وإسرائيل؟ ([4]).

              لكن لاحظ هناك تربية إيمانية حقيقية في: [إيران] وفي [حزب الله]، ألم يتجه حزب الله لضرب معسكرات إسرائيل بعد التهديد وهو مصنف في قائمة الإرهاب من زمان من قبل أن يقال عن الدعاة هؤلاء أنهم إرهابيون، ماذا عمل؟. حزب في نفسه عزيز على الكافرين وأذلة على المؤمنين حقيقة.

              يقول لأولئك الدعاة : أنتم بعقائدكم من ضربتم أنفسكم ، أما نحن فلم تكن ضربتكم ضربة لنا بل كانت شاهدا أعطانا قوة في إيماننا وبصيرة في عقائدنا، وإلا لو كنا ننظر نظرتكم لاهتزت ثقتنا بالقرآن وبالإسلام كله ، لأنكم كنتم تبرزون أمامنا كتلا من الإيمان كتلا من الإلتزام حتى فيما يتعلق بالثوب والسواك ، يحرك السواك وهو في الصف للصلاة إلتزاما بالسنة احتمال أن يكون المراد بأن السواك قبل الطهور أو أن يكون أيضا مقصودا به قبل التكبير للصلاة ، وأنت في الصف فيخرج السواك من جيبه ويتمسوك, ويقصر الثوب .. هم يبرزون بأنهم ملتزمون حتى في أدق الأشياء ، ثم تبخرت كل هذه الأشياء أمام صرخة واحدة من اليهود .. والذقنة كان بقاؤها وإطالتها ركن من أركان الإيمان، ركن من أركان الإسلام ، انطلقوا ليحلقوها سريعا.
              أذكر وأنا في مرة من المرات حول الكعبة قبل سنوات ورأيت شابا يبدو من ملامحه أنه لبناني بدون ذقن وهو يقف بخشوع وهو يدعو الله دعاء حاراً أن يرزقه الشهادة في سبيله.
              وهؤلاء بذقونهم أين الشهادة في سبيل الله؟. وهم فئة لها قاداتها لها إمكانياتها الهائلة إمكانياتهم أعظم من إمكانيات حزب الله، إمكانياتهم في اليمن وعددهم أكثر عدة وعددا من حزب الله في لبنان، ثم لماذا لا نسمع أنهم يهتفون بشعار : الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. وأن يلعنوا اليهود.
              كانوا يلعنون الشيعة .. لماذا لا يلعنون اليهود!؟ . وهل أن الشيعة هم يشكلون الخطورة البالغة على الإسلام أشد من أمريكا وإسرائيل؟ هم كانوا يلعنوننا ونحن هنا شيعة ضعاف مستضعفون فكانوا يلعنون الشيعة في مساجدهم وعلى منابرهم، لماذا لم ينطلقوا ليهتفوا بشعار: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل؟ وهو شعار له أثره المهم وأثره البالغ في نفوس اليهود والنصارى . لم نجد أي شيء من هذا، ولم نسمع أيضا منهم كلاما كثيرا عن فضح مؤامرات اليهود والنصارى وتعبئة عامة للمسلمين ضد اليهود والنصارى، تعبئة ولو فيما يتعلق بجانب الوعي.. لا شيء، ضاعوا هم وأصبحوا يلتجئون ـ كما يقال عن بعضهم ـ في الجبال وفي المغارات وانتهى الموضوع.

              • الاستهزاء باللحى واللباس الإسلامي ([5]).

              ((إن الحق لا يعرف بالرجال ـ كما قال الإمام علي عليه السلام ـ وإنما الرجال يعرفون بالحق فاعرف الحق تعرف أهله)) تجد شواهد الحق كثيرة، والإمام علي عليه السلام يريد من كلامه هذا أن شكليات الرجال: ذقونهم ملابسهم أجسامهم ضجيجهم حتى عبادتهم ليس هو المقياس على الحق، إعرف الحق .. نحن عرفنا الحق في القرآن الكريم أنه هو الوقوف في وجوه أعداء الله أليس كذلك.

              • الناصح الأمين!!! يرى أن نستعيض بالسجاير الأمريكية المستوردة بالمدايع والتتن المحلي ([6]).

              بإمكاننا مثلا أن نستعيض بدل التدخين السجائر هذه ـ وكم يستهلك الناس من أموال كثيرة في السجائر ـ يمكننا أن نترك التدخين نهائيا أو أن نستعيض عنها [بالتتن] ونعود إلى [المدايع] من جديد ونترك التدخين تماما وكم سيخسرون فيما لو ترك الناس التدخين بمفرده. احسب كم سيستهلك أبناء هذه المنطقة من أموال في الشهر الواحد في التدخين وحده لتعرف فيما بعد وأنت أمام سلعة واحدة من منتجاتهم كيف ستكون خسارتهم من منطقة واحدة.

              • الإشادة بحزب الله اللبناني الرافضي ([7]).

              {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً}(النساء: من الآية139) جميعا.. حزب الله أليس يبدو أمامنا عزيزا والزعماء يعرفون أن ذلك الحزب وزعيم ذلك الحزب يبدو عزيزا ، وهل يمتلكون شيئا مما يمتلكه الآخرون؟. لا.. من أين هذه العزة ؟. هي العزة الإيمانية { فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً}.

              • ونريد أن نحذر مما وقعنا فيه في العصور المتأخرة، إذا ما تثقف أهل البيت بثقافة الآخرين كما حصل في الماضي على أيدي [المعتزلة] و[الأشاعرة] و[السنية] ([8]).

              لقد كان دور أهل البيت دوراً مهماً في التاريخ كله، ولكنه في العصور المتأخرة، ونريد أن نحذر مما وقعنا فيه في العصور المتأخرة، إذا ما تثقف أهل البيت بثقافة الآخرين كما حصل في الماضي على أيدي [المعتزلة] و[الأشاعرة] و[السنية] إذا ما اتجهوا نحو الفنون التي هي دخيلة عليهم من الآخرين؛ فإنهم سيضلون، وإنهم سيتيهون.

              • يجب أن نحذر من أن نثقف أنفسنا بأي ثقافة أخرى فلا المناهج الدراسية يجوز لك أن تثقف نفسك بها، وتعتمد عليها، خذ فقط من المناهج الدراسية نص القرآن فقط، لا تاريخ، ولا عقائد، ولا فقه ([9]).

              يجب أن نأخذ عبرة من ماضينا، وما نحن فيه في حاضرنا شاهد على الأثر السيئ للثقافة المغلوطة التي زحفت إلينا من الآخرين ،ممن هم في ضلال، وفي ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض ،كذلك نحن يجب أن نحذر من أن نثقف أنفسنا بأي ثقافة أخرى فلا المناهج الدراسية يجوز لك أن تثقف نفسك بها، وتعتمد عليها، خذ فقط من المناهج الدراسية نص القرآن فقط، لا تاريخ، ولا عقائد، ولا فقه، ولا أي شيء أخر تعتمد عليه في المناهج الدراسية القائمة.

              • الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؛كان يرسل الكثير من الناس إلى مناطق أخرى لكنه اختار لليمن، وخاصة لهذا الإقليم من اليمن اختار له الإمام عليا عليه السلام أن يخرج إليه ليربط اليمنيين بعلي وارتبط اليمنيون في تاريخهم الطويل بعلي بن أبي طالب، وبأهل البيت ... لكن إذا ما كان أهل البيت على المستوى الذي يشد الناس إليهم، وكان أولئك الذين يأتون من أهل البيت يسهرون على مصالح الناس، يحرصون على هداية الناس، يكظمون غيظهم، يعفون ،يتسامحون، منطقهم لين، يتعاملون مع الناس كما يتعاملون مع أبنائهم أو أشد ([10]).

              ولقد برز من شيعت أهل البيت شخصيات عظيمة جداً في أيام الرسول وفي أيام الإمام علي، وفي أيام الحسن والحسين، وفي أيام زيد ، والقاسم ، والهادي ، وغيرهم من أهل البيت (صلوات الله عليهم)، واليمن نفسه هو من البلدان المرتبطة بأهل البيت، الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؛كان يرسل الكثير من الناس إلى مناطق أخرى لكنه اختار لليمن، وخاصة لهذا الإقليم من اليمن اختار له الإمام عليا عليه السلام أن يخرج إليه ليربط اليمنيين بعلي؛ وارتبط اليمنيون في تاريخهم الطويل بعلي بن أبي طالب، وبأهل البيت.

              هم من استدعوا الإمام الهادي إلى اليمن، هم من كانوا ينصرون من يأتي من أهل البيت من أقصى الدنيا، من [الديلم] هم من نصروا الإمام [القاسم بن علي العياني] عندما جاء من الحجاز، قلوبهم منشدة نحو أهل البيت؛ لكن إذا ما كان أهل البيت على المستوى الذي يشد الناس إليهم، وكان أولئك الذين يأتون من أهل البيت يسهرون على مصالح الناس، يحرصون على هداية الناس، يكظمون غيظهم، يعفون ،يتسامحون، منطقهم لين، يتعاملون مع الناس كما يتعاملون مع أبنائهم أو أشد.
              وكان أهل اليمن في تاريخهم يجاهدون تحت راية أهل البيت، ويتركون سلطنات أخرى قائمة على تراب هذا الوطن من [آل الضحاك] و[بني حاتم] و[آل يعفر] وغيرهم من السلطنات اليمنية، لم يكونوا يقولون: هؤلاء هم أبناء وطننا وأولئك دخلاء، إنهم منشدون إلى أهل البيت؛ لأنه كان في أهل البيت ما يشد الناس إليهم، كانوا يلمسون العدل، يلمسون الحق، كانوا يرون أن في الإمام الهادي، وفي أمثاله من أئمة أهل البيت روح محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، ودولة علي عليه السلام كانوا يرون العدل، والرأفة، والرحمة، والهداية، والحرية، والكرامة.


              [1] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (2)" صـ 2 - 3.
              وهي في نفس الملزمة صـ 2 من الإصدار القديم.
              [2] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (2)" صـ 10.
              وهي في نفس الملزمة صـ 6 - 7 من الإصدار القديم.
              [3] - في صـ 14 من نفس الملزمة و صـ 9 - 10 من الإصدار القديم.
              [4] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (2)" صـ 11 - 12.
              وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
              [5] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (2)" صـ 13.
              وهي في نفس الملزمة صـ 9 من الإصدار القديم.
              [6] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (2)" صـ 16.
              وهي في نفس الملزمة صـ 11 من الإصدار القديم.
              [7] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (2)" صـ 26.
              وهي في نفس الملزمة صـ 18 من الإصدار القديم.
              [8] - من ملزمة " مسئولية أهل البيت (ع)" صـ 11.
              وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
              [9] - من ملزمة " مسئولية أهل البيت (ع)" صـ 11.
              وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
              [10] - من ملزمة " مسئولية أهل البيت (ع)" صـ 14.
              وهي في نفس الملزمة صـ 8 - 9 من الإصدار القديم.

              تعليق


              • #8
                تابع
                • لو نستعرض لربما وجدنا نسبة الكفر لدينا بكثير من كتاب الله ربما أكثر مما حصل عند بني إسرائيل فيما يتعلق بالتوراة ([1]).

                لو نستعرض لربما وجدنا نسبة الكفر لدينا بكثير من كتاب الله ربما أكثر مما حصل عند بني إسرائيل فيما يتعلق بالتوراة، والقرآن الكريم هو أعظم بكثير من التوراة؛ لذا قال الله عنه بأنه مهيمن على كل الكتب السابقة،مهيمن عليها، هو يعتبر المرجع، ويعتبر الأساس، هو أوسع، هو أشمل.

                • تصدير قول الرسول صلى الله عليه وسلم بصيغة التمريض: يقال... ([2]).

                ما هو الإحسان؟. هل هو ما يقال: [أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك]. هذه العبارة [تعبد الله] عبارة واسعة ومهمة ، لكن الإحسان في القرآن الكريم قد تناوله القرآن في عدة مواضع كلها يرتبط مفهوم الإحسان بالاهتمام بأمر الآخرين ،اهتمام بأمر الدين ،والدين مرتبط بالآخرين.{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص:14).
                • أعتقد أن من أسوء ما ضربنا وأبعدنا عن كتاب الله وأبعدنا عن دين الله، وعن النظرة الصحيحة للحياة وللدين، وأبعدنا عن الله سبحانه وتعالى هو [علم أصول الفقه]. هو من أسوء الفنون وأن [علم الكلام] الذي جاء به المعتزلة هو من أسوء الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الواقع السيئ ،أبعدتنا عن الله، أبعدتنا عن رسوله، عن أنبيائه ([3]).

                أنا شخصيا أعتقد أن من أسوء ما ضربنا وأبعدنا عن كتاب الله وأبعدنا عن دين الله، وعن النظرة الصحيحة للحياة وللدين، وأبعدنا عن الله سبحانه وتعالى هو [علم أصول الفقه].

                بصراحة أقولها أن [فن أصول الفقه] هو من أسوء الفنون وأن [علم الكلام] الذي جاء به المعتزلة هو من أسوء الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الواقع السيئ ،أبعدتنا عن الله، أبعدتنا عن رسوله، عن أنبيائه.

                ... فما كان قد وصل إلينا عن طريق السنية، وما كان في الواقع هو من تراث السنية، أصول الفقه هو سني ،ليس صحيحاً أنه من علم أهل البيت، دخل إلى أهل البيت، ودخل إلى الزيدية وتلقفوه.
                علم الكلام جاء من عند المعتزلة، والمعتزلة سنية، [كتب الترغيب والترهيب] كثير منها ومنطق الترغيب والترهيب كثير منه من عند السنية، هذه علوم جاءتنا من عند فئة ضالة فأضلتنا أضلتنا فعلا، ونحن نشهد على أنفسنا بالضلال، هل نستطيع أن نشهد على واقعنا أنه واقع صحيح؟. وعلى أننا بالشكل المطلوب في أننا نؤدي ما أوجب الله علينا وما طلب منا وما يريد منا؟. لا . ما السبب في ذلك؟. هل أن الدنيا هكذا؟. أم أن ثقافتنا فيها أخطاء؟. ثقافتنا فيها أخطاء ولو اُتَيح لنا إن شاء الله في المستقبل أن ندرس كتابا في علم الكلام، وندرس كتابا في [أصول الفقه] لنبهناكم على الكثير، الكثير من الأخطاء التي أثرت تأثيراً سيئاً علينا ،أبعدتنا عن القرآن، عن الاهتداء بالقرآن.

                • أصبحنا أسوأ من المشركين أصبحنا في واقعنا في تعاملنا مع الله وثقتنا بالله أسوأ من المشركين ([4]).

                أصبحنا أسوأ من المشركين أصبحنا في واقعنا في تعاملنا مع الله وثقتنا بالله أسوأ من المشركين كان المشركون يعبدون آلهة متعددة ويعدون الله واحداً منها، ويرجونه ويرجو هذا ويرجو هذا، وقد يرجو الله أكثر أما نحن أصبحنا في واقعنا ـ وهو الذي يدل على عدم ثقتنا بالله ـ أصبح عندما يقول الله:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}(سـبأ: من الآية39) لا نثق به كما نثق بواحد منا عندما يقول: أعطني ألف ريال وأنا سأرده غداً.. أليس كذلك؟ هذا يدل أننا لم نعد نتعامل مع الله ـ تقريبا ـ كإله إلا فقط نذكر مجرد اسمه وهذا يعتبر حجة على أنفسنا يوم القيامة.

                يعدنا الوعود الصادقة فلا نثق! لو يأتي علي عبد الله فيقول: تحرك وأنا وراءك ألست ستتحرك؟ لو يأتي فيقول لك: انطلق أنت وأنا وراءك ضد أمريكا وإسرائيل ألستم ستنطلقون بسرعة، وتأخذون أسلحتكم وتتحركون؟. لكن إذا قال الله ذلك نقول: نحن خائفون من علي عبد الله، خائفون من فلان إذا ما تحركنا ضد اليهود والنصارى، يعني هذا ماذا؟ يعني: أن ثقتنا بالله ضعيفة أي أننا لم نعد نتعامل مع الله كما نتعامل مع علي عبد الله! أصبح علي عبد الله في الواقع هو إله بالنسبة لنا نخافه ونرجوه أكثر مما نخاف ونرجو الله، أليس هذا هو الواقع؟ حتى في مقام الرغبة وما أكثر، وما أكثر ما ينحرف الناس بالترغيب والترهيب وسببه هو أنهم لم يترسخ في أنفسهم أنه لا إله إلا هو.

                • نحن شيعة أهل البيت أننا متمسكون، أو نؤمن بالتمسك بالثقلين: كتاب الله، وعترة نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأننا نؤمن أن عقائدنا التي نؤمن بها صحيحة ... هذه نعمة أعتقد نعمة عظيمة علينا نحن الشيعة أكثر من غيرنا، من يعرف ما يتخبط فيه الآخرون من الضلال ([5]).

                إذا لم نحاول أن نتعرف على هذه النعمة العظيمة التي نحن فيها ، نعمة الهداية ، أننا مؤمنون بالله ، أننا مؤمنون برسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ، أننا مؤمنون بكتابه الكريم ، أننا مؤمنون بهذا الدين العظيم، دين الإسلام ، يضاف إلى ذلك بالنسبة لنا نحن شيعة أهل البيت أننا متمسكون، أو نؤمن بالتمسك بالثقلين: كتاب الله، وعترة نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأننا نؤمن أن عقائدنا التي نؤمن بها صحيحة ، هذه نعمة أعتقد نعمة عظيمة علينا نحن الشيعة أكثر من غيرنا، من يعرف ما يتخبط فيه الآخرون من الضلال سيجد أنه في نعمة عظيمة يجب عليه أن يشكر الله عليها ، كلما يتذكر يشكر الله عليها باستمرار {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} فإذا ما وجدنا أنفسنا فعلاً، من هدانا الله للإيمان ، ما نحن مؤمنون به هو حق، ما نحن نعتقده هو حق، إذاً فنعمة الله علينا أعظم ، والمسئولية التي ستتبعها علينا أكبر ، والحق علينا أوجب .

                • لا يصح أن ننطلق نحذر الناس من الدنيا ؛ لأنها خداعة مكارة! هي نعمة عظيمة ، إذاً تعال حذر من الألسن وقل اقطعوا الألسن ([6]).

                لا يصح أن ننطلق نحذر الناس من الدنيا ؛ لأنها خداعة مكارة! هي نعمة عظيمة ، إذاً تعال حذر من الألسن وقل اقطعوا الألسن أيها الناس، فإن الألسن تكذب، وتشهد الزور، وتحلف الأيمان الفاجرة، وتؤيد الباطل، وتنطق بالباطل، وتعيب هذا، وتسخر من أولياء الله، وهكذا، الألسن، الألسن اقطعوها، هل هذا منطق؟. لا.

                هكذا حديث أولئك عن الدنيا نفس الحديث ، إذا كنت تريد أن تعزل الناس عن الدنيا وأن يتركوها ويبقوا صعاليك فلا يستطيعون أن يعملوا شيئاً لدينهم ، ولا يستطيعون أن يعملوا شيئاً يعزون به أنفسهم ويستغنون به عن أعدائهم؛ لكون الدنيا هي مكارة وخداعة ، إذاً قل للناس أن يقطعوا ألسنتهم؛ فألسنتهم تكذب .

                • غير صحيح عندما يقول لك: ما تساوي عند الله جناح بعوضة, لها قيمتها عند الله ([7]).

                ما كلها هنا في حركة الدنيا وأجوائها؟ وجودها بهذا الشكل, هي تعتبر درة ثمينة غالية لها قيمتها عند الله, غير صحيح عندما يقول لك: ما تساوي عند الله جناح بعوضة, لها قيمتها عند الله؛ لأن الحكيم لكل شيء قيمته, ما هو باعتبار حاجته إليه, كونه في نفسه ذو قيمة.

                • نصر ديننا مرتبط بالماء ([8]).

                والحياة مرتبطة بالماء ، الأرزاق مرتبطة بالماء ، بل حريتنا مرتبطة بالماء ، بل نصر ديننا مرتبط بالماء ، والماء بيد من؟؟

                • ويقول بعدها ([9]):

                هكذا مباشرة ، فمن يبذر بالماء كأنه شيطان ، أي كأنه يعمل على أن يضرب الأمة من أساسها ، حتى لا تستطيع أن تقف على قدميها في النهوض بواجباتها الدينية {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} هو لا يقدر نعمة الله سبحانه وتعالى ، ولا يعترف بالأهمية الكبرى للماء في أنه هو أساس الحياة ، هو عمود الحياة ، حياة الأرض ، وحياة الأنفس ، بل حياة الإيمان ، حياة الدين ، بل حياة الأمة، عزتها كرامتها.

                • هل هو القول بالجبر وقد يكون فيما يفعلون ما يلامون عليه فكيف يعاقبهم الله عليه والله عندك لا يقدر إلا الخير؟؟؟ ([10]).

                حتى وإن كان الناس هنا في الدنيا يتصرفون بعيدين عن الله سبحانه وتعالى، فهذا يتزعم على هذا الشعب، وهذا يتملك على ذلك الشعب، وهذا يقفز على هذا الشعب وهكذا هم ما زالوا في داخل محيط قدرته سبحانه وتعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} (الأنعام: من الآية18) بل كثير من الأمور تفرض عليهم بتهيئة من الله، من حيث لا يشعرون.



                [1] - من ملزمة " مسئولية طلاب العلوم الدينية" صـ 7.
                وهي في نفس الملزمة صـ 3 من الإصدار القديم.
                [2] - من ملزمة " مسئولية طلاب العلوم الدينية" صـ 25 - 26.
                وهي في نفس الملزمة صـ 12 من الإصدار القديم.
                [3] - من ملزمة " مسئولية طلاب العلوم الدينية" صـ 14.
                وهي في نفس الملزمة صـ 8 - 9 من الإصدار القديم.
                [4] - من ملزمة " معرفة الله – الثقة بالله" الدرس (1) صـ 35.
                وهي في نفس الملزمة صـ 15 من الإصدار القديم.
                [5] - من ملزمة " معرفة الله – نعم الله" الدرس (4) صـ 11 - 12.
                وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
                [6] - من ملزمة " معرفة الله – نعم الله" الدرس (5) صـ 30.
                وهي في نفس الملزمة صـ 10 من الإصدار القديم.
                [7] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (4) صـ 13.
                وهي في نفس الملزمة صـ 12 من الإصدار القديم.
                [8] - من ملزمة " معرفة الله – نعم الله" الدرس (5) صـ 12.
                وهي في نفس الملزمة صـ 10 من الإصدار القديم.
                [9] - في نفس الملزمة صـ 14 .
                وهي في نفس الملزمة صـ 6 من الإصدار القديم.
                [10] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (6) صـ 21.
                وهي في نفس الملزمة صـ 9 من الإصدار القديم.

                تعليق


                • #9
                  ما شاء الله اللهم بارك
                  جزاك الله خيراً أخانا عمر
                  وبارك الله فيك وفي وقتك

                  تعليق


                  • #10

                    جزاك الله خيراً، وأثابك، واستجاب دعاءك، فكم أنا بحاجة لدعاء إخواني.

                    تعليق


                    • #11
                      تابع
                      • ثم يناقض نفسه ([1]):

                      فهل سيَتَمَدّح بأنه الذي خلق المعاصي وخلق الظلم وخلق الفساد وخلق الكفر وخلق النفاق؟! هل هذا تمدُّح؟!. لو كان هو من خلق الكفر والضلال والفساد والنفاق والمعاصي والباطل لما استحق أن نثني عليه. نثني عليه مقابل ماذا؟ إذا كنا نقول: أنه مصدر القبيح ومصدر الفواحش، ومصدر الشرور, فلماذا نثني عليه؟. هل يستحق الثناء عليه فيما إذا وصفناه بأنه مصدر القبائح والفواحش؟ هل من هو مصدر القبائح والفواحش يستحق أن يُثْنَى عليه؟ هل الله سبحانه وتعالى ممكن أن يثني على نفسه, ويتحدث في مقام الثناء على ذاته بأنه من خلق الظلم والفواحش والفساد؟! هذا ليس مما يمكن أن يقوله من في قلبه مثقال ذرة من معرفة بالله صادقة, وشعور بعظمة الله سبحانه وتعالى.

                      هو من نزه نفسه في آيات أخرى عن الفساد والظلم، أنه لا يريد أن يظلم العباد:{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}(فصلت: من الآية46) وهو من قال:{ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِينَ}(آل عمران: من الآية108) , وكلمة ظلم تشمل ـ تقريباً ـ كل أنواع الفساد{إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}(لأعراف: من الآية28) {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90)
                      هو الذي ينهى عنها فكيف يتمدح بأنه هو من يخلقها، إذا كان هو من خلقها فيك فمعنى ذلك أنك انطلقت فيها بغير اختيار منك؛ لأن كلما خلقه الله فيك هو بغير اختيار منك، بل وبغير اختيار من أبيك, وبغير اختيار من أمك لونك, شكلك, طولك, قصرك, شكل أعضائك, هل هو باختيار منك؟ هل أنت قدمت لله مخططاً فقلت أريد أن تجعل أذني كذا وأنفي كذا وعيوني كذا وأن يكون طول وعرض وجهي على هذا النحو كما تعمل مخططاً لصاحب ورشة؟. لا.
                      إذاً فلو كان الله هو من خلق فينا المعاصي ومن ساقنا إليها ـ على اختلاف أقوالهم فهم يلتقون حول أنه خلقها ـ فكيف يمكن أن ينطلق هو ليلعن الشيطان ويأمرنا أن نعادي الشيطان وأن نلعنه والشيطان إنما يوسوس ليحملنا على الفحشاء فكيف يعمل هذا مع الشيطان وهو هو من خلق الفحشاء؟! من الأسوأ حينئذٍ من يخلق الفحشاء أو من يوسوس بها فقط؟. حينئذٍ جعلوا الله ـ سبحانه وتعالى ننزهه ونقدسه ـ جعلوه أسوأ من الشيطان! عقائد سيئة .. خلق الفواحش وهو من تنزل أول آية في كتاب الله الكريم بعد بسم الله الرحمن الرحيم هي [سورة الفاتحة] وأولها الثناء على الله{الْحَمْدُ لِلَّهِ}(الفاتحة: من الآية2) {الْحَمْدُ}بهذه العبارة التي تعني: كل الحمد، كل الثناء كل المجد{لِلَّهِ} سبحانه و تعالى{رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الفاتحة: من الآية2) فكيف يستحق الثناء من يخلق الفواحش، من يملأ القلوب كفراً ونفاقاً رغماً عن أصحابها، ثم هو في الأخير من يلعنهم، وفي الأخير من يقودهم إلى قعر جهنم؟! ماذا عملوا؟ ماذا عملت أنت؟ رغماً عنك يملأ قلبك كفراً ونفاقاً، ويملأ قلبك فساداً ثم يعذبك.. يتنافى هذا مع عدله، يتنافى مع حكمته، يتنافى مع رحمته، يتنافى مع كماله، يتنافى مع جلاله وعظمته وقدسيته. وهكذا, يقولون:[هذه عقيدة أهل السنة والجماعة، هذه عقيدتنا وهذا دليلها من القرآن{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ }(الأنعام: من الآية101)، والمعاصي هي أشياء إذاً هو الذي خلقها!!].
                      القرآن الكريم هو كتاب عربي, بلسان العرب, بأساليب العرب، ونحن نستخدم هذه العبارة, والقرائن المحيطة بها، والجو الذي تقدم فيه، الطرف الآخر الذي تتحدث معه هو من يعرف ماذا تعني, عندما تقول: تناولنا طعام الغداء عند فلان وقدم لنا من كل شيء.. ألسنا نقول هكذا؟ هل سيفهم الطرف الآخر أنه قدم لكم من كل شيء في الدنيا وفي السماوات والأرض؟ لا. من الأشياء المعلومة المعروفة.
                      فنقول في الآية: هذه الأشياء التي تشاهدونها, هذه الأشجار هذه الجبال والأحجار، هذه الدواب، هذه الكواكب، هذه السحب الله هو الذي خلقها{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ}.

                      • ويقول أيضا ([2]):

                      ثم أنت تجعل العقيدة الباطلة في قلبك والمنطق الصحيح على لسانك فقط والله يتعامل مع من؟ مع القلب أو مع اللسان؟ مع القلب. بل لو انطلقت من لسانك كلمة كفر تكره عليها وقلبك مطمئن بالإيمان لا يضر، لكن أن يكون قلبك مطمئنا بالكفر وتنطلق من لسانك كلمة إيمان لا تنفع ولا قيمة لها. يقرؤون القرآن أحياناً ويبكون, وفي الصلاة يسبحون: سبحان ربي العظيم وبحمده. اسأله عن ربه بعد سيقول لك : هو الذي يقدر كل شيء إذاً فلماذا تسبحه؛ لأن التسبيح لله يعني: التن‍زيه له عما لا يليق بكماله، وأنت نسبت إليه الآن بأن تلك الفاحشة التي اقترفها فلان, تلك الجريمة التي ارتكبها فلان الله هو الذي قدرها, هو الذي خلق الفعل الذي انطلق من هذا الشخص وهو ينفذ الجريمة! فكيف تسبحه، وكيف تلعن الشيطان وهو لم يعمل إلا أقل مما عمله ربك الذي قلت بأنه خلق الفاحشة وقدرها وساق ذلك الشخص إليها رغماً عنه. إنهم متناقضون .. عقائد خبيثة, عقائد تتنافى مع القرآن بشكل مفضوح.

                      • رمي أهل السنة بعقيدة الجبرية ([3]).

                      مثلما يقولون مثلاً بالنسبة لمن عندهم عقيدة أن الله هو الذي يقحم الإنسان في الباطل، في المعصية، في الكفر، في النفاق، ويسوقه إليه، ويجبره عليه. أليست هذه مقولة باطلة؟ يقول: قال تعالى: {يُضِلُّ مَن يَشَاءُ}(الرعد27) ذاك قدر أنه صدق!. إرجع إلى {يُضِلُّ مَن يَشَاءُ} لا يمكن يكون هذا المعنى مقبولاً على الإطلاق، يرفضه القرآن، يرفضه .

                      • جاءوا بالديمقراطية لتكون بديلاً عن نُظُم الإسلام، وعن نظام الإسلام ... فلا يدرون بأنهم يمنحون من حيث يشعرون أو لا يشعرون أن الله يهيئ من خلال ما أرادوا أن يفرضوه أن يكون هناك متنفساً لأوليائه ([4]).

                      جاءوا بالديمقراطية لتكون بديلاً عن نُظُم الإسلام، وعن نظام الإسلام، ولنكون نحن المسلمين من يمسح من ذهنيتنا أن هناك في الإسلام نظاماً، هناك ولاية أمر، هناك دولة فيأتون بالديمقراطية، الديمقراطية نفسها ما الذي حصل يُفرض داخلها حرية رأي، حرية التعبير، حرية الكلمة، حرية التحزب، حرية التجمع، حرية القول، أليس هذا هو ما يحصل؟. فكم أعطوا الناس من متنفس عظيم، من أين جاء هذا؟. هل نقول أنهم جاءوا بالديمقراطية رحمةً بنا؟. من أجل أن لا يكون هناك كَبْت ولا قهر؟ لا. لهم أهداف أخرى وغايات أخرى، لكن الله يهيئ حتى من خلال ما يفرضونه هم، وهم يتجهون نحو طمس معالم الإسلام حتى يغيب عن أذهاننا اتصاله بأي شأن من شؤون الحياة بما فيها شأن ولاية الأمر، فلا يدرون بأنهم يمنحون من حيث يشعرون أو لا يشعرون أن الله يهيئ من خلال ما أرادوا أن يفرضوه أن يكون هناك متنفساً لأوليائه، وما أكثر - لو تأمل الإنسان - ما أكثر الإنفراجات التي تأتي، ما أكثر الإنفراجات التي تحصل، لكن من لا يهيئ نفسه لأي عمل في سبيل الله تمر الأشياء ولا قيمة لها عنده، ولا يبالي.

                      • وأنها [الأرض] تتحرك بصورة مستمرة، ولها حركة حول نفسها،
                        وحركة حول الشمس (
                        [5]).

                      فأولئك الذين كانوا يقولون أن الأرض لها تكوير معين وأنها فوق قرن ثور وأشياء من هذه هي خرافات، بينما في القرآن ما يرشد فعلاً أو ما يشير إلى أن الأرض بهذا الشكل الذي اكتشفت أخيراً وصورت من بُعْد، وأنها كروية الشكل أو بيضاوية الشكل، وأنها تتحرك بصورة مستمرة، ولها حركة حول نفسها، وحركة حول الشمس. والليلُ والنهارُ في هذا العالم متعاقب على هذا النحو.

                      • ثم يناقض نفسه في نفس الملزمة ([6]).

                      {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ـ يدبر شئون مخلوقاته, سواء ما كان حركة هذه العالم بكله بما فيها إمساك السماوات والأرض أن تزولا{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} (فاطر: من الآية41).

                      • القرآن هو أرفع من مسألة الأسانيد، هل تحتاج الشمس حدثني فلان عن فلان،عن فلان أن هناك شمس تطلع كل يوم؟ هل هناك سند بأن هناك شمس؟ القرآن هو كالشمس لا يحتاج إلى سند على الإطلاق ([7]).

                      وكلهم حول حديث: نزل على سبعة أحرف. أليسوا حول هذا؟ طيب: القرآن الكريم هو أبعد من مسألة أن يكون نزل بكم لهجات، يكون نزل بلهجات متعددة، لهجات داخله متعددة هذا بعيد جدا؛ لأنك تجد القرآن نفسه هو هذا يؤكد على مسألة أن تكون اللغة العربية هي اللغة العالمية، فهو لن يأتي يحاول يدون لك كم لهجات، لو كان سيدون لهجات لدون أيضاً لغات أخرى؛ لأنه كتاب للعالمين.

                      ألم تكن الحاجة ماسة إلى أن يكون أيضاً باللغة الإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، وأشياء من هذه؟ فيكون نزل بسبع لغات، وليس بسبع لهجات عربية، يقول لك: يصح أن تقرأها على كذا، على لغة [هذيل]، ويصح أن تقرأها كذا على لغة [تميم]، ويصح أن تقرأها على لغة [قريش]! لا, لأن الذي هو من هذيل، والذي هو من تميم هو سيفهم المفردات بنزولها على لغة قريش أليس هو سيفهم؟ فهل يمكن أن القرآن يأتي ليراعي لهجته؟ أم أن الأولى إذا كانت المسألة بهذا الشكل أن يراعي لغات أخرى وهو للعالمين جميعاً، فيأتي أيضاً بصيغة انجليزية، بصيغة فارسية، بصيغة كذا. ألم يكن هذا هو الأحوج إليه لو كانت المسألة بهذا الشكل؟ لا،{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}(الشعراء195)؟ فإذا كان الهذيلي يستخدم [عتَّى] بدل [حتى] مثلاً فهو يعرف حتى، فهي ضمن اللغة المعروفة لديه، المتداولة في بلده، في محيطه.
                      ولهذا نقول: ما هي طريقة مناسبة أن يأتي واحد ويقول: قرأ السبع القراءات، علامة، أو تدور لك لمصحف ملان قراءات من هذه ليست جيدة نشرها بين الناس على الإطلاق. وقُرِأ كذا، وقُرِأ كذا، وقرأ فلان كذا، وقرأ فلان كذا. هذه طريقة تنزل للناس غير صحيحة، تساعد على تقبل أي تشكيك من الطرف الآخر، تساعد على تقبل التشكيك.
                      ثم إنهم ضبطوا القراءات في الأخير، جعلوها قضية رواية! فالقراءة هي: ما صح سندها، ووافقت العربية بوجه. أليست هكذا؟ وبعضهم قالوا: ووافقت الرسم العثماني. أي وافقت خط أي المصاحف العثمانية التي أمر عثمان بكتابتها وتوزيعها للمناطق. المسألة ليست مسألة تضع ضابط للقراءة التي هي صحيحة والقراءة التي ليست صحيحة.
                      القرآن هو أرفع من مسألة الأسانيد، هل تحتاج الشمس حدثني فلان عن فلان،عن فلان أن هناك شمس تطلع كل يوم؟ هل هناك سند بأن هناك شمس؟ القرآن هو كالشمس لا يحتاج إلى سند على الإطلاق.

                      • السنة هي هذه الأحاديث، هذه الروايات، هذه الكتب : البخاري، ومسلم، وكذا، وكذا.. هذه هي السنة !! وأنت ملزم بهذه كما أنت ملزم بالقرآن .نقول: المسألة لو كانت بالشكل هذا: أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما كان يتحدث مع الناس هو يعتبر كلامه نصوص كنصوص القرآن يجب أن تدون للأمة ... في تثقيفهم في الأخير يقول لك: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن! أليسوا هكذا يقولون؟ ([8]).

                      وفي الأخير ترجع في هذا، هذا أصل ترجع إلى ما يسمى: السنة ـ مثلما قلنا قبل أمس ـ موضوع السنة، أن السنة هي هذه الأحاديث، هذه الروايات، هذه الكتب : البخاري، ومسلم، وكذا، وكذا.. هذه هي السنة !! وأنت ملزم بهذه كما أنت ملزم بالقرآن .

                      نقول: المسألة لو كانت بالشكل هذا: أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما كان يتحدث مع الناس هو يعتبر كلامه نصوص كنصوص القرآن يجب أن تدون للأمة؛ لكان هو أول من يجب عليه أن يقوم بهذه المهمة، فمتى ما تكلم يُلزِم هناك من يكتب عنه، ثم بعد أن تنتهي الكتابة يجب بأن يحفظ الموضوع كما حفظ القرآن.
                      فكيف تفترض لي أمرين، قضيتين، أنت تقدمهما كمنهجين، وترفض عندما أقول لك: القرآن هو حكم؟ يرفضون هذه، بل في تثقيفهم في الأخير يقول لك: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن! أليسوا هكذا يقولون؟ خاصة أصحاب جامعة الإيمان، هذا التيار حقهم، يعني: لدادة بشكل رهيب على السنة، السنة، السنة يعني: هذه الأحاديث، الأحاديث هذه .
                      فأول ما ترد عليه لو كانت القضية على هذا النحو من بدايتها، والمطلوب الإلزام بها نصياً على هذا النحو لوجب أن تكون محفوظة كما حفظ القرآن، وإلا فجوب علي عندما أقول لك: لماذا احتاج كلام الله إلى أن يحفظ؟ أما كلام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فليس بحاجة إلى أن يحفظ! أين أحكم كلام الله، أو كلام رسوله؟.

                      • موضوع السنة هذه التي يسمونها السنة، موضوع يمكن داخله يلعبوا لعبة رهيبة، وكذب كثير: حدثنا فلان عن فلان عن فلان قال قال رسول الله .. كذبة يطلعها، ورسول الله بعيداً عنها ([9]).

                      كل كلام حول موضوع السنة، ويدافعون باستماتة عندما تقول أنه لازم أن تعرض على القرآن، لازم ما خالف القرآن نرفضه، يقولون: أبداً؛ لأن موضوع السنة هذه التي يسمونها السنة، موضوع يمكن داخله يلعبوا لعبة رهيبة، وكذب كثير: حدثنا فلان عن فلان عن فلان قال قال رسول الله .. كذبة يطلعها، ورسول الله بعيداً عنها.

                      أليس معناه أن هناك ثغرة، لو أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان يريد هذه الطريقة معناه أنه هو الذي فتح ثغرة هو، ونعتقد أنه صحيح فعلاً أنه نهى عن كتابة الأحاديث، عن كتابة كلامه، وهذه القضية معروفة، أن هذا الحديث ما بدأ تدوينه إلا من بداية القرن الثاني؛ ولهذا من يكتبون في اللغة العربية لا يستشهدون بالأحاديث؛ لأنها إنما رويت بالمعنى؛ لأن هناك فترة ما رويت فيها أحاديث، يعني: ما دونت، ما كتبت نهائياً، ما بدأ التدوين إلا متأخراً. عندما بدأ التدوين كانت الروايات بالمعنى، كانت الروايات هكذا بالمعنى.
                      طيب: مشكلة التدوين إذا لم يكن هناك حفظ هو أن التدوين يخلد الكذب، والضلال، فيجعله قضية يمكن أن تتوارث، بينما أن لا يكون هناك من هذا الشيء الكذب يتبخر، ينتهي، أساطير ما تحفظ. لكن هنا عن طريق التدوين غير المحكم سطروا لنا فخلدوا كذباً، وباطلاً، وضلالاً إلى الآن، إلى الآن ما يزال.
                      كيف هم يطلعون السنة تصبح أعظم من القرآن. وعندما يقولون: السنة، يعني: ما لديهم من رصيد أحاديث، وفي الأخير ما يفترض أن تحفظ كما يحفظ القرآن! والقرآن هنا يكرر في كثير من آياته ما يدل على أنه محفوظ، أن الله اعتنى بحفظه،{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر9 ) أليست هذه عبارة مكررة مؤكدة؟ .
                      ولهذا نقول: في منهجية الناس الثقافية، وأنت ترشد، وأنت تعلِّم، وهي طريقة نحن نسير عليها اعتقد وقد تكون هذه ملموسة في عملنا، نتجنب الروايات بشكل واضح، الأحاديث أليست نسبة بسيطة جداً داخل ما قلناه؟ لا تأت ـ يا أخي ـ على الناس تخطب: وقال قال رسول الله، وروي عن رسول الله أنه قال، وحدثنا فلان عن فلان أنه قال قال .. أنت هنا ترسخ عند الناس قابلية طريقة، سيأتي من يقرأ عليهم بالأسلوب هذا كذباً على رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) .
                      ... حدثنا فلان، عن فلان، قال قال رسول الله، وروي أن رسول الله قال قال ... هنا هو يرسخ أمام المجاميع من الناس ماذا؟ الأحاديث، منطق الأحاديث، تقبل الروايات. ما هو يرسخ تقبل الروايات؟.
                      يأتي آخر بروايات باطلة، يقول: حدثنا فلان عن فلان عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله، ويطلع لك حديثاً باطلاً، وهم قد صاروا متعودين على تقبل الروايات، هذه طريقة خاطئة.

                      • ويوصلون هدى الله إلى بعضهم بعض، سواء عن طريق المسجد، أو المدرسة، أو [جلسة تخزينه] أو أي عمل كان ([10]).

                      [قبل أن ينطلق الواحد منا لإرشاد الناس وهدايتهم، عندما يعلِّمهم، أو عندما يكتب خطبة، أو يكتب كتاباً] يسأل واحد نفسه، أو نسأل أنفسنا قبلُ: أننا ننطلق في عمل اسمه هداية الناس، أو إرشاد الناس، هذا يعني: أن الناس يتحركون على أساس نشر هداية، أليست هكذا المسألة؟ ويوصلون هدى الله إلى بعضهم بعض، سواء عن طريق المسجد، أو المدرسة، أو [جلسة تخزينه] أو أي عمل كان .



                      [1] - في ملزمة معرفة الله – عظمة الله" الدرس (8) صـ 16 - 18.
                      وهي في نفس الملزمة صـ 9 من الإصدار القديم.
                      [2] - في نفس الملزمة صـ 19 – 20.
                      وهي في الإصدار الأول صـ 8.
                      [3] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 18.
                      وهي في نفس الملزمة صـ 15 - 16 من الإصدار القديم.
                      [4] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (6) صـ 22.
                      وهي في نفس الملزمة صـ 9 من الإصدار القديم.
                      [5] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (6) صـ 23.
                      وهي في نفس الملزمة صـ 10 من الإصدار القديم.
                      [6] - من ملزمة " معرفة الله – عظمة الله" الدرس (6) صـ 28.
                      وهي في نفس الملزمة صـ 11 - 12 من الإصدار القديم.
                      [7] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 20.
                      وهي في نفس الملزمة صـ 17 - 18 من الإصدار القديم.
                      [8] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 22.
                      وهي في نفس الملزمة صـ 19 من الإصدار القديم.
                      [9] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 23 - 24.
                      وهي في نفس الملزمة صـ 20 من الإصدار القديم.
                      [10] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 1.

                      تعليق


                      • #12
                        تابع
                        • التمثيل من باب التهكم أن هذه الأمة رجم بالقرآن من السماء إلى بينهم وقال: تفضلوا كل واحد يقرأ، ويستنبط هو من عند نفسه ([1]).

                        القضية قدمت على هذا النحو: أمة مفككة رجم بالقرآن من السماء إلى بينهم وقال: تفضلوا كل واحد يقرأ، ويستنبط هو من عند نفسه، وما ترجح لديه فهو الحق! هكذا قدم، قدم بهذا الشكل.!

                        المسألة ما هي بالشكل هذا، الهدى من جهة الله سبحانه وتعالى مبني على بناء أمة واحدة...

                        • عندما يأتي واحد يرشد الناس، ولا يلحظ هذه القضية، وهو أن يرسخ في أذهانهم مسئولية أن يكونوا أنصار الله، أن يكونوا أمة، أن يكونوا كيان واحد، فتأكد أنه أول ما بيضربهم هو، وأنه أول فاشل، وسيفشل، ويفشلوا جميعاً ... لن يتدخل الله في موضوعهم من مرة، لن يتدخل يهديهم ([2]).

                        فعندما يأتي واحد يرشد الناس، ولا يلحظ هذه القضية، وهو أن يرسخ في أذهانهم مسئولية أن يكونوا أنصار الله، أن يكونوا أمة، أن يكونوا كيان واحد، فتأكد أنه أول ما بيضربهم هو، وأنه أول فاشل، وسيفشل، ويفشلوا جميعاً إذا لم يركز على هذا الجانب، إذا لم يركز على هذا الجانب لا يستطيع أن يجعلهم متحابين، ولا متآخين متآلفين، ولا صادقين، ولا أمناء، ولا شيء من هذا من مرة؛ لأنه لن يتدخل الله في موضوعهم من مرة، لن يتدخل يهديهم ؛لأنه ما هناك تركيز على النقطة الأساسية التي قال فيها فيما يتعلق بأهل المدينة الذين كانوا يقتتلون ما كان بيخرجوا يتقاتلوا خارج؟.

                        • التدخل الإلهي لا بد أن يكون معه إطار ([3]).

                        مثلاً أنت تركز على نقطة واحدة داخل محافظة، منطقة واحدة، هذه قضية أساسية، ما يعنى أنك ناسي للآخرين، أنت تحتاج إلى هذا ولو كان أمامك الدنيا كلها، تحتاج إلى النقطة هذه ولو كان أمامك الدنيا كلها .

                        لماذا؟ لأن التدخل الإلهي لا بد أن يكون معه إطار فيظهر في مواقفهم تدخل إلهي، تأييد إلهي، مساندة إلهية، ينشد الآخرين إليهم، الإنشداد إليهم يعني الإنشداد إلى طريقتهم، رأوها طريقة مهمة، طريقة مجدية، طريقة جعلتهم كلمتهم واحدة، جعلتهم ناجحين في مواقفهم، جعل لهم أثر في واقع الحياة على أساس الآخرين ينشدوا إليهم .

                        • إلى أن قال ([4]).

                        رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ما ذهب يقضي وقته كل مرة في قرية هكذا [مزوِّل]؛ لأنه في الحالة هذه أنت لا تصنع إطاراً للتدخل الإلهي الذي سيتجلى من خلاله الشهادة لطريقتك .. لكن وفي نفس الوقت يجب أن يكون في ذهنيتك أنك تلحظ أينما وصل الدين، يعني: أنت تنظر نظرة القرآن، لو أنك فقط تنظر مثلاً نظرة اليمن، تنظر مثلاً نظرة بقعة معينة، هذا أيضاً خلل، أيُّ خلل يؤثر، أي خلل يؤثر في نجاح المسألة.

                        • إلى أن قال ([5]).

                        وأن تأتي تهدي الناس إلى الدين فأنت تهديهم إليه وفق نظرة محدودة، كونها محدودة في الأخير يكون لها ماذا؟ سلبيات كثيرة فيما تقدمه، وتحول دون التدخل الإلهي، ونحن قلنا من البداية: أن الموضوع هو كله، هو تدخل إلهي، التدخل الإلهي يحتاج أن تكون الأشياء صحيحة هنا، اعمل الأسباب التي يتدخل هو ليهدي، ليحصل مدد من جانبه، أشياء كثيرة، في الأخير ما يصبح عمل الناس شيئاً بالنسبة لما يعمله الله سبحانه وتعالى.

                        • ليس الوهابيون فاشلون فقط، كلنا فشلنا: شوافع، زيود، وهابيون، كل الطوائف هذه فشلت ([6]).

                        عندما انطلقوا يتحركون حركات أخرى... ليس الوهابيون فاشلون فقط، كلنا فشلنا: شوافع، زيود، وهابيون، كل الطوائف هذه فشلت، والواقع الآن يشهد، بفشل الكل؛ لأن الإسلام ما هو بالشكل الذي كان ممكن مشاكل معينة تنهيه، بل هو بالشكل الذي يحول دون أن تظهر مشاكل، ويواجه إشكالات أخرى، وكلما تقدم الزمن كلما كبر وعظم، كلما ظهرت إيجابيته، كلما ظهرت جاذبيته، كلما انشد الناس إليه أكثر، كان هذا هو واقع الدين لكن المشكلة أنه عندما الناس هم انقلبوا على الدين، فلتوه، وانطلقوا هم، ظهر ضلال، ظهر خطأ، ظهر أشياء كثيرة حتى ضاعوا.

                        • ألست هنا تقدم نفسك فقط، تقدم رؤيتك فقط؟ قدم الدين بكماله ... ألست هنا تقدم نفسك فقط، تقدم رؤيتك فقط؟ قدم الدين بكماله ... فنكون نحن نساعد على ماذا؟ على خلق حالات من الكفر،
                          على تدنيس جناب الله سبحانه وتعالى ([7]).

                        ألست هنا تقدم نفسك فقط، تقدم رؤيتك فقط؟ قدم الدين بكماله، هذه قضية هامة جداً في إطار تنزيه الله سبحانه وتعالى ...لأنه في الأخير سيأتي آخرون يقولون: الدين هذا ليس بشيء، والدين أليس محسوباً أنه دين الله؟ فكأن الله ما استطاع يدبر شؤون عباده، ما استطاع يشرع لعباده، ما استطاع ينزِّل ديناً يمكن أن يسير عليه عباده، فتكون حياتهم أفضل! فنكون نحن نساعد على ماذا؟ على خلق حالات من الكفر، على تدنيس جناب الله سبحانه وتعالى .

                        • حسين الحوثي يرد على الإثنى عشرية في مسألة الإمام وأنه أعظم من النبي صلى الله عليه وسلم وأنه معصوم وأنه يعلم الغيب وأنه مهيمن على كل ذرات الكون ([8]).

                        لاحظ كيف غلطوا غلطة كبيرة الذين لم يفهموا هذه المسألة فافترضوا أنه يجب أن يكون معصوماً، معصوماً، وسعوا العصمة لمَّا طلعوا الإمام أعظم من النبي، لما ما عاد صح شيء إمام نهائياً، الإثنا عشرية، ولا عاد سبر لهم واحد؛ لأنهم قالوا: لازم أن يكون كذا، وأن يكون، وأن يكون، وأن، وأن، وأن، وأن.. ولا يخطئ، ولا يسهو، ولا ينسى، ولا، ولا، ولا ..الخ.. هذه كلها تقوم على أساس إذا هناك جهل بالله من فوق، القضية هنا؛ لأن المسألة بكلها، بكلها خليه يقدم لك أكمل عباده، نبي من الأنبياء، أكمل عباده، أن هذا الأكمل نفسه يكون هو أكثر الناس تواضعاً لله، أكثر الناس عبودية لله، أليست هكذا؟ وأنه لا يقدم نفسه بديلاً عن الله، هو طريق إلى الله، فيكون إيمانهم به في إطار الإيمان بالله، إتباعهم له في إطار الإتباع لله .

                        هو يقدم الله في ذهنيتهم أكثر مما يمكن أن يكون لديهم، هم أنفسهم لا ينظرون إليه كبديل عن الله ، هؤلاء في الأخير ينظرون وكأنه بديل عن الله، يفكر كيف يجب أن يكون هو حتى وكأنه هو ملك السموات والأرض، أليسوا في الأخير قالوا: الإمام مهيمن على كل ذرات الكون، ويجب أن يكون ... ثم توسعت المسألة، وأخيراً قالوا: يعلم الغيب، استنكروا عليهم، قالوا: يعني: إذا أحب أن يعلم يعلم! .... كل واحد يحب أن يعلم خاصة إذا هو في حركة.
                        لماذا افترضوا هذه الأشياء؛ لأنهم يفترضون وكأنه شخص بديل عن الله.

                        • رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أليسوا قد يفترضون فيه أنه قد يغلط؛ لأنه يراه الآخرون بأنه بشر ([9]).

                        القضية هي قضية دين إلى آخر مراحل الدنيا؛ ولأنه وهو بشر، رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أليسوا قد يفترضون فيه أنه قد يغلط؛ لأنه يراه الآخرون بأنه بشر فيفترضون فيه أنه قد يغلط...

                        • لو بدا شيء يبدو غلط، قد يستطيع الباري، قد يجعله له إيجابية بالنسبة لك ([10]).

                        طيب هنا أنت تتساءل حول موضوع ما أنت داري من أين القضية، هي من الله، الله سبحانه وتعالى هو عالم الغيب والشهادة، هو على كل شيء قدير، هو يعلم السر في السموات والأرض، هو حي قيوم، هو على كل شيء شهيد، هو، هو.. الخ، الأمور بيده بكلها، حتى لو بدا شيء يبدو غلط، قد يستطيع الباري، قد يجعله له إيجابية بالنسبة لك عندما تكون في طريق صحيح يجعل فيه إيجابية .



                        [1] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 13.
                        [2] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 17.
                        [3] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 19.
                        [4] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 20 - 21.
                        [5] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 22.
                        [6] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 33.
                        [7] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 36.
                        [8] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 38 - 39.
                        [9] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 40.
                        [10] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 44.

                        تعليق


                        • #13
                          تابع
                          • أصبحت الوهابية موجودة في معظم البلدان الإسلامية، ما كانت بالشكل الذي يبني المسلمين بناء صحيحاً فيكونون أقوياء، ولا بالشكل الذي يخلي الناس على أصلهم ... أنتقوا الوهابية بالذات، ما حاولوا مثلاً يغلطوا في الزيدية ([1]).

                          قد أصبحت الوهابية موجودة في معظم البلدان الإسلامية، ما كانت بالشكل الذي يبني المسلمين بناء صحيحاً فيكونون أقوياء، ولا بالشكل الذي يخلي الناس على أصلهم، وهم معدين من زمان للحالة هذه، يرتبون الأمور بالشكل هذا .. وكلمة إرهاب هذه ليست جديدة أساساً، فقط إنها بدأت تشتغل بشكل كبير وإلا من زمان، يعني: لها فتره من يوم ما بدأت تستخدم كوسيلة لتهمة يطرحونها على طرف آخر فيضرب، لها فترة طويلة.

                          فقط الآن تبنوها كتهمة عالمية أنتقوا الوهابية بالذات، ما حاولوا مثلاً يغلطوا في الزيدية مثلاً تلاحظ الأمريكيين لماذا ما حاولوا مثلاً يساعدون على انتشار الزيدية في العالم، وبعد ذلك يقولون: هؤلاء إرهابيين، أو يقولون: هؤلاء كذا.. ما يمكن هذا، من تكون غلطة من جانبهم، سيحنبوا عندما ينشرون الزيدية ويساعدون على نشر مذهب أهل البيت، وأشياء من هذه، سيرون بأنهم مكنوا الموضوع، ومكنوا الدين بشكل أكثر. لكن مذهب مثل الوهابية قابل يشتغل هكذا.. وفي الأخير ينسفونه.
                          هو صنيعة استعمارية من بدايته، له علاقة بالبريطانيين، من أو ما تأسس في السعودية، في نجد كان له علاقة بالبريطانيين أيام الإستعمار البريطاني لبلادهم . وهي قضية كنا نشك فيها حتى عندما حصل فترات تأملنا فيها نفس كتابات محمد بن عبد الوهاب، كتبه، وإذا هي فعلاً ليست عمل شخص من نجد، كأفكار، كأطروحة هذا عمل أشخاص باحثين، عمل أشخاص، يعني: مثلما تقول: البريطانيين هم كانوا مهتمين به، وهو يقوم على قضية يمهد للإستعمار؛ لأنه يساعد على تفريغ الهوية، يساعد على نسف بعض المبادئ التي تؤدي إلى أن يبقى المسلمون معتزين بولائهم، معتزين بتاريخهم، معتزين بأعلامهم، تنسف هذه، تقدم كلها باعتبارها بدعة، أو شرك! من عند مولد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وزيارته، والقباب هذه، يقولون: القباب هذه شرك، وأشياء من هذه.
                          وتركيز عليها بشكل كبير؛ لنسف كل المعالم الإسلامية في المنطقة، المعالم الإسلامية، هم حاولوا في هدم قبة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قالوا: إنها بدعة، وجودها هذه هو مخالف لسنة النبي! القبة ماذا فيها؟ القبة تشير إلى أن هناك واحد، مثلاً الإمام الفلاني، أو الشخص الفلاني، العالم الفلاني، أليسوا أعلام هكذا من تاريخ الإسلام؟ هم يريدون أن تصبح الأمة لا يوجد معها آثار، ولا أعلام، ولا شيء.... مبدأ التعظيم ، التعظيم هذا نفسه يضربونه تماماً، التعظيم على أساس ديني، هذا يضربونه.
                          أي الفكرة في البداية تقوم على نسف المعالم الإسلامية، ونسف التعظيم على أساس ديني لأي عالم مثلاً لأي أثر إسلامي، [هذا ما يجوز، شرك ..] عندما يسير واحد يزور رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ويريد يقبِّله، يقبل جدار القبة أو كذا ...... هذه وحدة كبيرة عندهم، يركلونه بأقدامهم، المطاوعة يركلون الزوار! وهذه من أسس تهيئة الأمة لقابلية الإستعمار، عندما تكون لم يعد لها علاقة بتاريخها الإسلامي، بماضيها الإسلامي، بأعلامها الإسلاميين، برموزها الدينية، ... هم كانوا يعتدون حتى على المقابر، مقابر المدن العلمية التي يكون فيها أضرحة، فيها العالم الفلاني، فلان، فلان.. إذا رأى لوحة يسقطها، يكسرون الأضرحة، في صعده، كسروا كثيراً، كانوا يغزون المقبرة في الليل ....

                          • الحلف بالأمانة ([2]).

                          فإذا فهم واحد بأن الإنسان في أصل تكوينه بالشكل الذي يتناسب مع الدين وفَّر عليك أشياء كثيرة جداً، وجعلك بالشكل الذي تحافظ عليه، توجِّهه، تقول له: امش كذا، امش هنا على الدين، لا تأتي تقمعه [ أمانه هذا فيه كذا اقمع أبوه، من أجل يكون طيب الله، لا يكون يعجبه أن يضع يده على البرقع] لأن بعضهم عاده لبس [الجنبية] يعجبه يضع يده على [الجنبية] يقول: [أمانه هذا منفخ خلني أواطيه قليل، نكسره] لا ، [انتفخ] كما تريد، لكن تعرف كيف تنتفخ، تعال هنا، تريد تكون كبيراً، تكون عظيماً، تكون كذا.. امش هنا... هذه لا آتي أحطمها، أليس رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما كان يعرض السيف يقول: (من الذي يعطي هذا حقه وهو له)، في القتال؟ عندما كان واحد يمشي مشية فيها تبختر، فيها نوع من تبختر، وهم متجهون إلى المعركة، أبو دجانة قال: ( إن هذه المشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن ) لم يقل: [ أمانه رأيناك اليوم فيك نخيط] فيأتي يقمعه، يتركه .. لا ، انتفخ هنا، خليك كبير، خلي نفسك كبيرة، يراك الأعداء كبيراً.

                          ولهذا لاحظ الناس كيف يعملون مع بعضهم بعض متى إذا قالوا: [ أمانه فلان أتحدث محافظ، أو شخص آخر عن فلان أو ... ] قالوا: [ يا خبير لا ذا عندك ما بلى مسكين الله، ما بلى موعظ، ولا له حاجة من شيء، ولا يتدخل في شيء ..] أليس الناس في الأخير يقولون هكذا عن بعضهم بعض؟ لا، لا يكن يقول الناس هكذا عن بعضهم .

                          • يضرب لنا أمثلة على يد أوليائه الذين يجسدون اهتمامه هو ـ إذا صحت العبارة ـ ، ما نملك عبارة غير هذه، يجسد فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى على يد أوليائه ([3]).

                          أليس الله يقول:{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِينَ}، ويضرب لنا أمثلة على يد أوليائه الذين يجسدون اهتمامه هو ـ إذا صحت العبارة ـ ، ما نملك عبارة غير هذه، يجسد فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى على يد أوليائه، لاحظ كيف ذو القرنين يعمل سداً.

                          • القرآن، هو نفسه ضلال، وهو نفسه هدى، هو ضلال لمن ضل عنه، وهدى ورشد لمن قبل منه ([4]).

                          نفس هذا الأمر في القرآن، هو نفسه ضلال، وهو نفسه هدى، هو ضلال لمن ضل عنه، وهدى ورشد لمن قبل منه، ونجاة لمن اتقى، ورحمة وبركات، وخزي على من تعدى، ونقمة وهلكة.

                          • وقال أيضا ([5]).

                          فالقرآن يمكن أن يضل يمكن أن يجهِّل، لك نوعية من الناس هذه النوعية: من جهله، من ضل عنه.

                          ويقول بعدها بسطر:
                          ما معناه أن نصوصه هي تتلون فيكون معناها مضل، معناها باطل، أبدا، ما يحصل هذا، معناه هو المعنى الحق دائما.
                          قلت – أبو حفص -: وانظر ما بعده من تخبطات في شأن كتاب ربنا تعالى.

                          • القرآن كلام الله، وهذا رد على من يقول خلاف ذلك ([6]).

                          هذه قضية هامة، حتى عندما تكون تقرؤه استشعر أنك تقرأ ماذا؟ كلام الله، يمكن تطلع فوق السطح ترى مظاهر خلق الله، فتعرف أن الله الذي خلق السماوات والأرض، وخلق هذه الأشياء كلها، هذا كلامه. في الأخير ترى أن هذا شيء كبير جدا، ونعمة كبيرة جدا أن تكون أنت تقرأ كلام الله، وتسمع كلام الله، ويكون لهداه أثر في نفسك. ما تكون أنت تقرأ المصحف مثلما تقرأ أي كتاب آخر، وكأنه كتاب ماله علاقة بصاحبه، تأمل ممن هو هذا القرآن الكريم، هو كلام الله هو من الله، نزله الله، هو وحي الله ، الله الذي خلقنا وخلق السماوات والأرض وما فيهما.
                          • القرآن كلام الله، وهذا رد على من يقول خلاف ذلك ([7]).

                          أمامك المفسرون كمثال واضح، الطبري، ابن كثير وغيرهم، أليسوا يحتاجون الطريقة هذه: يتأمل؟ يتأمل لكن منسوفة في ذهنه أن هناك ورثة لكتاب الله اصطفاهم الله، هم يهدون بالقرآن، لا يوجد عنده هذه، يطلِّع لك ضلال من تفسيره، وهو قد مر بكل آياته.

                          • ليست مثل عبارات الآخرين: القرآن أحوج إلى السنة من حاجة السنة إلى القرآن! هذه قاعدة عملوها!.. أي الأحاديث تصبح في الأخير حكم على القرآن ومهيمنة عليه!. والأحاديث التي يشهدون هم
                            الكثير منها مكذوب! (
                            [8]).

                          ليست مثل عبارات الآخرين: القرآن أحوج إلى السنة من حاجة السنة إلى القرآن! هذه قاعدة عملوها!.. أي الأحاديث تصبح في الأخير حكم على القرآن ومهيمنة عليه!. والأحاديث التي يشهدون هم بأن الكثير منها مكذوب! مع أنها تكون على نمط واحد، حدثنا فلان أخبرنا فلان قال فلان قال فلان، قال ثال رسول الله، أليست هكذا؟ أليست ترد على نمط واحد، ما هو صحيح، وما هو كذب.

                          • حقيقة{مِنْكُم} هذه كان تستعمل أيام الخلفاء العباسيين والأمويين وكانت تنفق على الناس ([9]).

                          نتحدى أي واحد أنه يستطيع أن يبرهن أنه ما يزال من الأمة هذه فعلاً، يمثل الأمة هذه ويقف الموقف الذي تريده الأمة هذه، ويتحرك الحركة التي تكون لصالح الأمة هذه، كلهم الآن إملاءات أمريكية ما بين من يدعي بأنها ضغوط أو عمالة، أليسوا كلهم هناك؟ إذاً لم تعد موجودة كلمة:{مِنْكُم} لم تعد صادقة عليهم كلهم، حقيقة{مِنْكُم} هذه كان تستعمل أيام الخلفاء العباسيين والأمويين وكانت تنفق على الناس؛ لأن الحاكم كان ما يزال منهم ويرونه منهم لم يكن مثل الحاكم الآن، أما الآن فلم يعد هناك ولا {مِنْكُم} لا هي صادقة كلمة:{أولِي الْأَمْرِ} ولا صادقة{مِنْكُم}.

                          • ابن تيمية بحر من الضلال ([10]).

                          ووجدنا فعلاً كيف أن بعض من الأشخاص، ممن إذا جئنا إلى تقييم اسم عالم برصات الكتب، أو بما أنتج من كتب، يقال: عالم بحر، تجده بحراً من الضلال، كابن تيمية مثلاً، بحر من الضلال، من الظلمات، عقائد لا يمكن أن يعتقدها أي واحد من الناس، الذي لا زال على فطرته، يعتقد عقائد فضيعة، وهو منتج، كم ألف من كتب، كم رصات كتب.



                          [1] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 40.
                          [2] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 93 - 94.
                          [3] - من ملزمة " لقاء المعلمين" صـ 98.
                          [4] - من ملزمة " مديح القرآن" (الدرس الخامس) صـ 16 الإصدار القديم.
                          [5] - من ملزمة " مديح القرآن" (الدرس السادس) صـ 12 الإصدار القديم.
                          [6] - من ملزمة " مديح القرآن" (الدرس السادس) صـ 4 الإصدار القديم.
                          [7] - من ملزمة " مديح القرآن" (الدرس السادس) صـ 14 الإصدار القديم.
                          [8] - من ملزمة " مديح القرآن" (الدرس السادس) صـ 16 الإصدار القديم.
                          [9] - من ملزمة " سورة النساء" الدرس (18) صـ 49 - 50.
                          [10] - الإسلام وثقافة الاتباع صـ 48.

                          تعليق


                          • #14
                            تابع
                            • وقال أيضا ([1]).

                            وفي الحقيقة ـ كما أسلفت ـ نحن نعرف أشخاصا كابن تيمية مثلاً من العلماء الذين عرفوا بغزارة العلم ـ بالمعنى المتعارف عليه ـ أي: كثرة المقروءات، والكتابة، والحديث هنا وهنا، في هذه المسألة وتلك المسألة، لكنه كان يفتقد إلى أسس، إلى أسس ينطلق منها، أسس يرشد إليها القرآن الكريم، لينطلق منها هو وغيره من أمثاله ممن يمكن أن تلمس لديهم عقائد باطلة، أقوال غريبة، وجهة نظر شاذة.


                            • الأعلام لا يصلح أن يكونوا من غير العرب ثم من آل البيت ([2]).

                            فالمسئولية كبيرة، ضياع، ضياع ما هو شرف لك، شرف لك في الدنيا وفي الآخرة، ومن شرفك به هو الله، سوف تسأل عنه يوم القيامة بين يدي الله {وَسَوْفَ تُسْأَلونَ}، لم يهتموا بهذا! شرفهم بأن اختار لهم قائداً، يؤمنون، ويسلِّمون بأنه أعظم فارس، ومقاتل، وأنه أكملهم بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، علي بن أبي طالب، فلم يلتفتوا إلى هذا، أختار لهم أهل بيته ليكونوا قرناء مع كتاب الله، فيكونون هم من تلتف حولهم الأمة، فرفضوا هذا، وبحثوا عن قدوات من هنا وهناك، من بخارى، ونيسابور، وطبرستان، وجرجان، وغيرها من المناطق الأخرى، حتى لم يعودوا يبحثون عن قدوات من العرب! البخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، من أين هم؟ من هناك، أعاجم! وابن جرير، والرازي، وفلان، وفلان، من أين هم؟.

                            العرب أنفسهم، من اختير لهم قدوة نبي من أنفسهم، وقائد من أنفسهم، وهداة وأعلام من أنفسهم، وكتاب بلغتهم، يرفضون هذا، ويطلِّعون عليه كتاب البخاري! أين كتب كتاب البخاري؟ ومن هو كاتب الكتاب هذا؟ لاحظ كيف يستبدلون هم لأنفسهم! {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا..}(البقرة: من الآية61) اهبطوا، أليس البخاري لديهم وهم يقولون أنه الكتاب الأول بعد القرآن؟ وعملياً، عملياً يقولون: [السنة حاكمة على القرآن]، حاكمة على القرآن، وأعظم كتاب لديهم في السنة هو البخاري .
                            إذاً فالبخاري حاكم على القرآن، أليس هكذا؟ ألم ينبذوا كتاب الله الذي نزل بلسانهم، ويبحثون عن كتاب من بخارى؟ ينبذون رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الذي هو من أنفسهم، وفي أكثر من آية {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ}(آل عمران: من الآية164) منهم، عربي. أنت أيها العربي، من كنت تنافس، ومن كنت تكاثر الآخرين حتى بالأموات، وكانوا يتنافسون في العدد، وفي البحث عن مقامات الشرف، حتى ينطلق بعضهم مع بعض ليقول: هذا عمي، وهذا خالي، وهذا جدي، في المقابر{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} (التكاثر:2) كان هنا التكاثر الحقيقي، كان هنا الشرف الحقيقي .
                            القراء الذين اختاروهم، قراء للقرآن، وأصحاب القراءات من أين هم؟ أكثر من 90 % منهم، أعتقد واحد منهم عربي، والباقي كلهم موالي، الكل موالي .
                            إذاً فهداتهم، وقادتهم، وأعلامهم، في التفسير، في الحديث، في القراءات كلهم من غير العرب، أما كان العرب هم منهم جديرون بأن يكون الشرف العظيم لهم؟ الآن أن يلتف العرب حول البخاري؟ أليس شرفاً لأهل بخارى، أن منا البخاري، ومنا فلان، ولأهل نيسابور، أن منا مسلم بن الحجاج، وهكذا، أليس فخراً لأولئك، وشرفاً لأولئك؟.
                            كان الشرف للعرب أن يكون منهم نبي الأمة، منهم آخر الرسل، هو سيد البشر، لكن افتخار حقيقي، يكونون بمستواه، وبلغتهم نزل القرآن، ومنهم أعلام الأمة، ومنهم هداة الأمة، ومنهم قادة الأمة، منهم علي، ومنهم أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لكن لا، ضيعوا، ضيعوا. إذاً قل أنها أصبحت القضية كنتم، [حمِّيْها، كنا نريد منكم أن تكونوا كذا، وكذا، ثم ضيعتم}.

                            • العودة إلى القرآن وإلى قرناء القرآن لا إلى أهل السنة وتفاسيرهم ([3]).
                            ولكن في هذه الأيام هل تسمعون من يدعو الأمة إلى أن تعود من جديد إلى القرآن؟.

                            وعندما تعود يجب أن تعود إلى القرآن وليس إلى المفسرين، تعود إلى القرآن وليس إلى المفسرين من أهل السنة، تتعرف على القرآن عن طريق قرناء القرآن ، وورثة القرآن ، ليس عن طريق [تفسير الطبري] و [تفسير ابن كثير] وغيرهما من المفسرين الذين يعطون وثائق لليهود بأن الأرض التي كتب الله لهم هي أرض الشام وليس فقط فلسطين ، أرض الشام تشمل سوريا ولبنان وفلسطين.

                            ليعود الناس إلى القرآن الكريم من خلال تدبر آياته ،ومن طريق قرناء القرآن الذين أرشد إليهم الرسول صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) وعن طريق القرآن الذي يؤكد في سورة الفاتحة{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}(الفاتحة:6ـ7) ليبحث الناس عن من هم الذين أنعم عليهم بأن جعلهم أعلاماً لدينه ، وهداة لعباده وقادة لخلقه ، يجب أن يبحثوا وهم يقرؤون دائماً{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة:6) لكن لا. أقصى ما يمكن أن يعملوه أن يقنتوا في الصلوات [ اللهم أهلك أمريكا ، اللهم أهلك إسرائيل ] ثم يدعون في القنوت لولي الأمر ولسلاطين المسلمين ، يدعون لهم وهم من يتولون اليهود والنصارى.
                            ليعود الناس إلى القرآن ، وليس إلى المفسرين الذين لعبوا بالقرآن وشوهوا القرآن وحرفوا القرآن.
                            هذا فيما يتعلق بهذه الآيات، ذكر شيئاً من الأشياء التي تعتبر خطيرة جداً ، ثم أرشد إلى القيادة التي يجب أن يلتجئ المسلمون إليها.

                            • الزيدية تجد نظرتهم للقرآن نظرة الزمخشري، نظرة المعتزلة، نظرة السنية، وعاد يقول نحن أهل البيت ، وكتاب الله وعترتي ، وسفينة نوح ، وأشياء من هذه! ما عاده هو في السفينة، لم يعد هو في السفينة، وهو يريد أن يكون سفينة، لم يعد هو في السفينة بكله ([4]).

                            هذا الكتاب، [ مديح القرآن ] يعطي رؤية صحيحة عن القرآن، مفاهيم صحيحة عن القرآن، هذا متروك لا يعملون به، الزيدية هنا لا يعملون به، ولا يسيرون عليه، ولا نظرتهم للقرآن نظرته! تجد نظرتهم للقرآن نظرة الزمخشري، نظرة المعتزلة، نظرة السنية، وعاد يقول نحن أهل البيت ، وكتاب الله وعترتي ، وسفينة نوح ، وأشياء من هذه! ما عاده هو في السفينة، لم يعد هو في السفينة، وهو يريد أن يكون سفينة، لم يعد هو في السفينة بكله.

                            • الفكرة التي يقدم على أساسها تثقيف الناس بأصول الفقه... هذه هي النظرة عند أهل البيت التي قدمها الإمام القاسم بن إبراهيم، وتلك ليس لها علاقة بأهل البيت نهائياً ([5]).

                            إذاً فالفكرة التي يقدم على أساسها تثقيف الناس بأصول الفقه، مسائل أنظر، واجتهد، وأرجح، ومن عندك اقلب الدنيا. هذه تدل على أن هذه هي النظرة عند أهل البيت التي قدمها الإمام القاسم بن إبراهيم، وتلك ليس لها علاقة بأهل البيت نهائياً.

                            • [الوهابيين]، تلاوتهم تشوه القرآن ([6]).

                            نحن نقول بالنسبة لتلاوة كثير من هؤلاء [الوهابيين]، تلاوتهم تشوه القرآن، ومثل هذه التلاوة التي نسمعها، تلاوة [المنشاوي] تلاوة جميلة، تلاوة شجية، يعني: كأنها تلامس معاني القرآن، تلاوة ليست بصوت غير مقبول، وليست مطولة. ونعمة كبيرة علينا، نعمة كبيرة في هذا الزمن أن يكون بإمكان الإنسان أن يستمع تلاوة القرآن بشكل جيد؛ لأنه قد يكون الكثير منا ليس لديهم أصوات جيدة، إذا قرأ القرآن سيشوهه. أعتقد أنه على أساس ما أعرف أنا، أنا نفسي عندما أستمع تلاوته يعجبني أحسن من لو تلوت أنا، أسمع تلاوته، وأتأمل على ضوء تلاوته، في موضوع الصوت هو يكفي، يقدمه بشكل جميل، وصوت شجي.

                            • موضوع العصمة لآدم عليه السلام عند حسين الحوثي غير واردة ([7]).

                            يأتي المفسرون بعضهم مشغول منطلق على قاعدة هناك، موضوع عصمة، عصمة.. إلى آخره. فيكون مستعجل عندما يطَّلِع على قصة آدم يحاول بسرعة يمشِّي حالها، ويتأول لآدم، [ربما أنه ما كان داري]، وأشياء من هذه، من أجل يخرج، يحافظ على آدم! آدم قد مات، وقد اجتباه الله، وتاب عليه وهداه وانتهى الموضوع، لماذا لا نحاول نأخذ منها العبرة لنا؟ نقدمها للأحياء؟ لا أن تحاول أن تحافظ على آدم وقد قال الله عنه:{ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (طـه:122) انتهت المسألة، سواء عصى عمداً أو خطئاً، المهم أن الله قد تاب عليه وانتهت القضية.

                            • [حديث الثقلين] حديث ثابت تجده في مراجع الحديث عند الكل، ويصححه المحدثون تعتبر: قواعد عامة، أشياء أساسية، فواصل في القضية، هذه ما استطاعوا أبداً أن يزيحوها، ممكن أحاديث أخرى فرعية يستطيع يقول: هذا نفسه حديث ضعيف فيه فلان وهو أحاديثه منكرة ([8]).

                            معك مثلاً فيما يتعلق بالأمة هذه [حديث الثقلين] حديث ثابت تجده في مراجع الحديث عند الكل، ويصححه المحدثون، أو منهم منشغلون بالتصحيح والتضعيف جيلاً بعد جيل [حديث الغدير]،[حديث المنزلة] أحاديث قد تكون مثلاً على أقل معدل اعتبرها عشرة أحاديث، لكن هذه الأحاديث هي تعتبر: قواعد عامة، أشياء أساسية، فواصل في القضية، هذه ما استطاعوا أبداً أن يزيحوها، ممكن أحاديث أخرى فرعية يستطيع يقول: هذا نفسه حديث ضعيف فيه فلان وهو أحاديثه منكرة، أو هو يعتبر كذا يتكلمون عليه، لكن أحاديث تمثل حجة تمثل آيات، تعتبر قواعد عامة، تعتبر أشياء أساسية لا يمكن أبداً أن يزيحوها، أبداً، ومتى ما تداولوها هم أثناء التدريس فإنه يقدم ذلك التأويل: ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه)) أي: من كنت أحبه فهذا علي يحبه !. فإذا هو يدرس أحداً في مدرسة، أو في مسجد أو في أي شيء يقدم هذا المعنى عندما يلقى الحديث! سلِم الحديث، سلِم.

                            • نحن نشكو من الجديد الذي هو دخيل على أهل البيت وعلى الزيدية، إنه هو الذي ضَرَبنا، هو الذي أثر علينا، هو الذي فرق كلمتنا، هو الذي جعلنا أذلة مستضعفين، جعلنا نصمت، نسكت على الرغم مما يواجه به الإسلام، والمسلمون من قبل أعداء الله ([9]).

                            أنا عندما أحدثكم لا آتي بجديد، من كتاب الله سبحانه وتعالى الذي عرفه من هو أكبر مني سناً من الحاضرين، وغيرهم، ومن أقوال أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) ومنهج أهل البيت، كالإمام الهادي، وغيره من قدماء العترة (صلوات الله عليهم) فنحن لم نأت بجديد، إنما نشكو من الجديد، نحن نشكو من الجديد الذي هو دخيل على أهل البيت وعلى الزيدية، إنه هو الذي ضَرَبنا، هو الذي أثر علينا، هو الذي فرق كلمتنا، هو الذي جعلنا أذلة مستضعفين، جعلنا نصمت، نسكت على الرغم مما يواجه به الإسلام، والمسلمون من قبل أعداء الله، فأنا شخصياً لا أقول جديداً، كتاب الله، وما نعلمه من قدماء أهل البيت (صلوات الله عليهم) ومنهجهم.

                            فعندما يلمس الآخرون تأثيراً لكلام آتي به، إنما هي بركة القرآن الكريم، وبركة أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) .

                            • لا يمكن أن تحصل تربية إيمانية للأمة ، تربية إيمانية للأمة إلا على يد أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعليهم)، أما الآخرون فلا يمكن أن يحصل على أيديهم تربية حتى ولا أن يوجهونا تربية إيمانية ويصرفوا أنظارنا إلى الآخرين إذا كانوا هم يخافون ([10]).

                            وكل طالب علم وكل شخص ينبغي له أن يتعرف عليها ، أنه لا يمكن أن تحصل تربية إيمانية للأمة ، تربية إيمانية للأمة إلا على يد أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعليهم)، أما الآخرون فلا يمكن أن يحصل على أيديهم تربية حتى ولا أن يوجهونا تربية إيمانية ويصرفوا أنظارنا إلى الآخرين إذا كانوا هم يخافون .. لماذا لا يربون الأمة تربية جهادية في مواجهة إسرائيل وأمريكا؟. لا يمكن .. لا يمكن لهم هذا.



                            [1] - من ملزمة " معرفة الله – الثقة بالله" الدرس (2) صـ 4.
                            وهي في نفس الملزمة صـ 2 من الإصدار القديم.
                            [2] - من ملزمة سورة آل عمران: الدرس الرابع صـ 20 – 22.
                            وهي في نفس الملزمة صـ 8 من الإصدار القديم.
                            [3] - من ملزمة " يوم القدس العالمي" صـ 46 - 47.
                            وفي الإصدار القديم صـ 17 من نفس الملزمة.
                            [4] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 27.
                            وهي في نفس الملزمة صـ 23 من الإصدار القديم.
                            [5] - من ملزمة " مديح القرآن" الدرس (2) صـ 32.
                            وهي في نفس الملزمة صـ 27 من الإصدار القديم.
                            [6] - من ملزمة " سورة الأعراف" الدرس (28) صـ 2 - 3.
                            [7] - من ملزمة " سورة الأعراف" الدرس (27) صـ 52.
                            [8] - من ملزمة " سورة البقرة" الدرس (5) صـ 31 - 32.
                            [9] - من ملزمة " منهجية الدعوة في القرآن الكريم [الجزء الثاني] (2) صـ 3.
                            [10] - من ملزمة " منهجية الدعوة في القرآن الكريم [الجزء الثاني] (3) صـ 11.

                            تعليق


                            • #15
                              تابع
                              • تهكم بالزيدية ومدح للباطنية والمكارمة ([1]).

                              اختلقوا حديثاً في أهل البيت ((إن آل أبي طالب ليسو لي بأولياء)) أن رسول الله قال كذا، لكن كَبُرت عليهم المسألة، حتى المحدثين تحاشوا أن يصدروها في كتبهم، فجعلوا بدلها ((فلان)) ((إن آل أبي فلان ليسو لي بأولياء))! قالوا هذه كبرت، لكن السند صحيح رواه فلان عن فلان ثقة ضابط، طبعاً [ضابط] أموي، برتبة [عميد].!

                              أقول نحن فعلاً [الزيدية] إذا لم نصل إلى القناعة بهذه المسألة بالثقلين، وأن نتحرك في إطار الثقلين فسنظل أخذل الأمة وأضعف الأمة، أتعرفون أننا الآن أضعف طائفة؟. وأننا الآن أقل الطوائف أم لا؟. تعال إلى المسلمين جميعا تجد المسلمين تحت أقدام اليهود، تعال إلى الشيعة تجد الشيعة طوائف متعددة كلها في وضعية جيدة احترمت نفسها، لماذا؟. لأنها -ربما- ليست المسئولية موجهة عليها بشكل كبير كما هي موجة إلى [الزيدية]، [الإثنا عشرية] محترمون ولديهم دولة ولديهم أحزاب قوية، ولديهم إمكانيات هائلة وصحف ومجلات ومطابع وأعلام وأشياء كثيرة يملئون الدنيا بها. [المكارمة] من يحسبوا أنفسهم على الشيعة، ونحن بعد لم نعترف بهذه النسبة، [الباطنية] في حراز وفي الهند. [البُهْرة] هؤلاء من يعدوا أنفسهم من الشيعة الإسماعيلية كلهم طوائف وضعيتها جيدة.
                              ما الذي حصل للمكارمة في [نجران]؟ عندما تعرض واحد من طلاب سيدهم إلى إهانة أو استجواب من السلطة السعودية ماذا عملوا؟. عملوا ثورة في نجران وخرجوا في الشوارع وضرب بالبنادق حتى ضربوا مكتب الأمين نفسه، وكسروا سيارات، أقاموا لعبة داخل السعودية. [البُهْرَة] طائفة غنية، طائفة منظمة، لكن الزيدية يلعب بهم مدير مدرسة، أو يلعب بهم محافظ, أو سارق, أو مدير ناحية أو حاكم أو عسكري، يعني وضعية سيئة جداً، لماذا؟. ليس لأن أولئك لديهم الحق، تعال تصفح لن تجد عندهم الحق، لكن عند هؤلاء الحق وهم من أضاعوا المسؤولية، هم من أضاعوا مسئوليتهم هم فاستحقوا أن يذلوا كما قلت سابقاً.

                              • أصبحنا كما يقال: [تَوْفِيَة مذاهب] من يريد أن يوفي مذهبه أخد له أنصار منا، أصبحنا تائهين، ليس لدينا شيء ثابت. يبرز شخص من هناك فينشدوا إليه، يرى لمبة مضاءة على الحرم يقول: [أشهد أن هؤلاء على الحق]، أو أي شيء بسيط، يبني صومعة، أو أناس يطوفون حول الحرم، أو رجل يلبس ثوب نظيف، أو صاحب ذقنة طويلة يقول: [كيف لا يكونوا على
                                حق وهم كأنهم عُطْب] (
                                [2]).

                              هل كان أعلام أهل البيت (عليهم السلام) مر؟. غير مقبولين لدى الأمة؟، هل الإمام علي (عليه السلام) غير مقبول لدى الأمة؟. لماذا كان غير مقبول؟. هل كان ظالماً أو كان جشعاً أو كان غبياً ماذا كان؟. أعلام يُشَدّ الناس إليهم فكيف يمكن أن يكونوا مراً؟. كيف يمكن أن لا يُقبلوا؟.

                              أنت عندما تمرض من [الملاريا] ويشتد بك المرض ألست تشرب [السَّنَا] وهي مر؟. أو سعال يحصل فيك أو أي شيء من الأمراض، تأكل مراً، تأكل [صبر]. الأمة هذه لا تدرك بأنها أصبحت مريضة، دع عنك الآخرين، نحن الزيود هل أننا بعد لم نفهم وضعيتنا؟. هل كل شيء صالح؟. لا والله ليس كل شيء صالح، وأننا تحت الصفر في كل شيء.
                              لنستعرض وضعنا: هل لدينا حزب؟. لا. هل لدينا مطبعة؟. لا. هل لدينا قناة تلفزيون؟. لا. هل لدينا إذاعة؟. لا. هل لدينا صحيفة أو مجلة؟. حتى الجمعيات نحن لا نهتم بها، ناقصين في كل مجال، نحن نعيش حالة ضلال رهيب. هل نحن طائفة واعية نستمسك بعلمائنا وبأعلامنا؟. أم أننا أصبحنا كما يقال: [تَوْفِيَة مذاهب] من يريد أن يوفي مذهبه أخد له أنصار منا، أصبحنا تائهين، ليس لدينا شيء ثابت. يبرز شخص من هناك فينشدوا إليه، يرى لمبة مضاءة على الحرم يقول: [أشهد أن هؤلاء على الحق]، أو أي شيء بسيط، يبني صومعة، أو أناس يطوفون حول الحرم، أو رجل يلبس ثوب نظيف، أو صاحب ذقنة طويلة يقول: [كيف لا يكونوا على حق وهم كأنهم عُطْب].

                              • لا يجوز لأمير المؤمنين أن ينهزم، إذا انهزم فإنه من يعشق السلطة ، من يعشق الحياة ، من يعشق المنصب ([3]).

                              يجب أن نفهم هذا حتى نميّز بين أساليب من يعشقون السلطة ، وكيف ستكون العواقب الوخيمة حتى ولو انطلق باسم الإسلام ، حتى ولو حكم تحت عنوان إسلامي ، حتى ولو حمل لقب [خليفة أو أمير المؤمنين!] أو غير ذلك.

                              ألم ينهزم [أمير المؤمنين محمد بن عمر!] في أفغانستان وهو باسم خليفة المسلمين ؟! هل أنهزم الإمام علي عليه السلام؟ أو انهزم الإمام الحسن عليه السلام؟ أو انهزم الإمام الحسين عليه السلام؟ أو انهزم الإمام زيد عليه السلام؟؟ أو انهزم الإمام الهادي عليه السلام؟ أو انهزم قبلهم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ؟ لا .. لا يجوز لأمير المؤمنين أن ينهزم، إذا انهزم فإنه من يعشق السلطة ، من يعشق الحياة ، من يعشق المنصب ، هو من يريد أن يتمتع أياماً متتاليه بلقب [أمير المؤمنين] ، و نحوه من الألقاب.

                              • ثم يناقض نفسه ([4]).

                              وهذه أحيانا تحصل، تحدث وضعيات كهذه، لكنها وضعيات هي نتيجة تقصير من قبل الناس أنفسهم يوم تخاذلوا مع الإمام علي (عليه السلام) كانت نتيجة تخاذلهم قوة للباطل في جانب بني أمية، جعلت مواجهتهم لذلك الباطل في أيام الإمام الحسن (عليه السلام) صعبة جداً، تخاذلوا معه أيضا جعلت المواجهة في أيام الإمام الحسين (عليه السلام) أكثر صعوبة أيضا، وصل الحال إلى أن يصبح واقع الأمة في عصر الإمام زين العابدين (عليه السلام) هو الانكسار، الهزيمة المطلقة، هي الظروف الصعبة, هي الحالات السيئة التي يصنعها تخاذل الناس.

                              هي حالات يخلقها ـ أحيانا ـ ضعف وعي ممن ينطلقون للعمل، وإن كانوا تحت راية الإمام علي (عليه السلام) ويحملون اسم جند الله وأنصار الله لكن وعيهم، لكن إيمانهم القاصر إيمانهم الناقص أدى إلى أن يرتكبوا جناية على الأمة فضيعة.

                              • ويقول في نفس الملزمة: ([5]).

                              كان الإمام زيد عليه السلام يقول: ((البصيرة ،البصيرة)), يقول في ذلك القرن في مطلع القرن الثاني: ((البصيرة، البصيرة)) يدعو أصحابه إلى أن يتحلوا بالوعي ، ألم ينهزم الكثير ممن خرجوا معه؟ ألم يتفرقوا عنه؟ لأنهم كانوا ضعفاء البصيرة كانوا ضعفاء الإيمان، كانوا قليلي الوعي أدى إلى أن يستشهد قائدهم العظيم أدى إلى أن تستحكم دولة بني أمية من جديد.

                              • الإمام الخميني ـ رحمة الله عليه ـ أربكهم أذلهم قهرهم جعلهم يتيهون ،حتى قال عنه الرئيس الأمريكي: [هذا رجل إلهي] قال عن الخميني رئيس أمريكا في أيامه: [هذا رجل إلهي حتى عندما عملوا على اختطافه من منـزله تضاربت الطائرات التي أرسلوها لاختطافه في صحراء ([6]).

                              أسامة لا يشكل خطراً على أمريكا ، ولكن أمريكا تصيح من أسامة وطالبان ، وأمريكا تعرف أن أسامة لا يشكل أي خطر على أمريكا ، اليهود يعرفون ـ ونحن نقطع ـ أن أمريكا واليهود يعرفون بأن أسامة وطالبان لا يشكلون أي خطورة حقيقية على أمريكا ؛لأنهم لا يحملون أي رؤية لهذه الأمة لتكون بمستوى المواجهة لأمريكا إطلاقاً ؛ ولهذا عملوا على ترميزهم ، عملوا على ترميز أسامة ليحل أسامة في ذهنية الأمة كخميني مزيف لأنه برز خميني حقيقي ، خميني حقيقي.

                              الإمام الخميني ـ رحمة الله عليه ـ أربكهم أذلهم قهرهم جعلهم يتيهون ،حتى قال عنه الرئيس الأمريكي: [هذا رجل إلهي] قال عن الخميني رئيس أمريكا في أيامه: [هذا رجل إلهي. عجزت أمريكا أن تعمل شيئاً معه، حتى عندما عملوا على اختطافه من منـزله تضاربت الطائرات التي أرسلوها لاختطافه في صحراء يسمونها صحراء بطَبَس] أو [قبس] في إيران.

                              • رأينا الإمام الخميني كيف هزم الغرب كيف أرعبهم كيف أربكهم. ورأينا [حزب الله] رأينا قائداً من أبناء رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حسن نصر الله كيف أربك إسرائيل ([7]).

                              الأمة لن تواجه اليهود ولن تهزم اليهود ولن تحبط كيد اليهود إلا تحت قيادة أهل البيت عليهم السلام الذين يتجهون اتجاه علي (عليه السلام) ويوالون علياً(عليه السلام) ، وإلا فهناك من أهل البيت كملك المغرب وملك الأردن سلموا القياد لإسرائيل ، لكنهم من أولياء الطرف الآخر.

                              أما أولياء الإمام علي (صلوات الله عليهم) فنحن رأينا في هذا الزمن ما يشهد لما عمله الرسول في خيبر ومما يشهد الآيات التي نقرأها فيما بعد في من هي الطائفة وما مواصفات من يمكن أن يقهر اليهود. رأينا الإمام الخميني كيف هزم الغرب كيف أرعبهم كيف أربكهم. ورأينا [حزب الله] رأينا قائداً من أبناء رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حسن نصر الله كيف أربك إسرائيل. وكيف قناة واحدة هي [قناة المنار] أربكت إعلام إسرائيل وشَوَّشْته حتى على اليهود داخل إسرائيل. قناة واحدة من حزب في بحر هذه الدول وهذه القنوات العربية المتعددة.
                              فعلاً لن يُهزم اليهود إلا تحت قيادة أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، تحت قيادة من سينهجون نهج علي (عليه السلام)، تحت قيادة من يوالون عليا (عليه السلام).

                              • من هم مؤهلون لضرب هذه الطائفة، ثم عن قيادة هذه الطائفة التي هي مؤهلة لضرب اليهود وقهرهم أنها يجب أن تتولى الله ورسوله والذين آمنوا ـ الإمام علي (عليه السلام) ـ وأهل بيت رسول الله (صلوات الله عليهم) ([8]).

                              الآيات تتحدث عن صراع، تتحدث عن الخلل الكبير وهو تولي اليهود والنصارى، ثم تتحدث عن من هم مؤهلون لضرب هذه الطائفة، ثم عن قيادة هذه الطائفة التي هي مؤهلة لضرب اليهود وقهرهم أنها يجب أن تتولى الله ورسوله والذين آمنوا ـ الإمام علي (عليه السلام) ـ وأهل بيت رسول الله (صلوات الله عليهم) ؛ ولأن المقام مقام حديث عن صراع ، قال بعدها:{وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} سيغلبون لا شك، لم يقل هنا:{ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} كما قال في [سورة المجادلة]:{أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(المجادلة: من الآية22) لأن المقام مقام صراع ليرشد الأمة حتى تكون بمستوى قهر اليهود وتتغلب عليهم ، يجب أن تتولى الله ، وتتولى رسوله ،و تتولى الذين آمنوا.

                              تتولى الله ليس فقط أن تدعوه ، أن تعرفه ، أن تثق به ، يعرفون الله حق معرفته ، يثقون به حق الثقة، إذا عرفوا الله ، إذا وثقوا بالله ، إذا عرفوا رسوله (صلوات الله عليه) ، تولوا الله ، تولوا رسوله ، وتولوا الإمام عليا (عليه السلام) ، وتولوا عترة رسول الله، أهل بيته حينئذٍ سيكونون حزب الله ، حينئذٍ سيحبهم الله ورسوله ، وسيكونون فعلاً حزب الله ، ولا بد أن يغلبوا، أولئك حزب الله {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }.

                              • عندما وجدوا [حسن نصر الله] برز في هذه الفترة الأخيرة ، وأصبحت قناة حزب الله تبث إلى بلدان أوروبا ، وبرز كقائد قوي، وبرزت إسرائيل عاجزة أمام حزب الله وأمام صيحات حسن نصر الله، وبدأ صيته ينتشر في البلاد العربية بدأ الناس حتى في صنعاء يأخذوا الأقمار التي تستقبل قناة حزب الله الفضائية، وتأثروا بنصر الله. واليهود يعرفون من هم الذين
                                يشكلون خطورة عليهم. (
                                [9]).

                              وأسامة بن لادن كان مرمّزاً من أيام [كارتر] من قبل، وكان الأمريكيون دائماً يرمزونه، وفي هذه الأيام في شهر شعبان رأيت في التلفزيون السعودي يقول: بأن مسئول سوداني أو وزير سوداني قال: أن الرئيس كارتر رفض عرضاً بتسليم أسامة بن لادن، عرضوا عليه أن يسلموا أسامة فرفض . نريده أن يبقى لنصنع منه رمزاً لكم أيها الأغبياء المسلمون يتجهون نحو أسامة ، وينصرفون عن الرموز الحقيقيين الذين يحملوا رؤية حقيقية ، من يحملون رؤية صائبة ضد أمريكا وإسرائيل ،من يحملون قوة نفسية ، من يحملون رؤية قرآنية.

                              يتجهون بهم إلى رموز وهميين وخطر وهمي. كما شدوا العرب في يوم من الأيام إلى صدام ، فالتفوا نحوه وقالوا:[حارس البوابة الشرقية]، [وبطل الأمة العربية]، [وبطل القومية العربية]، وشدوهم سابقاً إلى جمال، وهكذا يلعبون بأفكار المسلمين، أحياناً ينصبون لنا علماً في مجال القومية للقوميين، وأحياناً متى ما رأوا توجهاً دينياً نصبوا لنا علماً وهمياً ـ بذقنته بعمامته ـ باسم أنه يشكل خطورة على أمريكا، وأنه إنسان قوي ، وأنه .. وأنه .. إلى آخره.
                              أسامة ماذا أصابه؟. إذا لم تكن المسألة استغناء عن طالبان وعن أسامة فأتوقع أن تعود طالبان من جديد وأن يعود أسامة من جديد ، ولن يفرطوا في أسامة.
                              الأمريكيون عرفوا كيف يقتلون أحمد شاه مسعود ، كيف يقتلون أعداءهم في أي بقعة ، على مدى هذه السنوات الطويلة لم يعرفوا كيف يقتلون أسامة!. ماذا أصاب أسامة في هذه الحرب؟. لم يصبه شيء. من يدري ربما يكون أسامة في أي بلد من البلدان التي هي صديقة لأمريكا ، من يدري أن يكون أسامة في فندق من الفنادق بتمويل أمريكي ،من يدري. أنا لا أستبعد كل هذا.
                              هذه من الأشياء الخطيرة جداً على المسلمين ، أن اتجهوا إلى أن يصنعوا قدوات ، قدوات.
                              عندما وجدوا [حسن نصر الله] برز في هذه الفترة الأخيرة ، وأصبحت قناة حزب الله تبث إلى بلدان أوروبا ، وبرز كقائد قوي، وبرزت إسرائيل عاجزة أمام حزب الله وأمام صيحات حسن نصر الله، وبدأ صيته ينتشر في البلاد العربية بدأ الناس حتى في صنعاء يأخذوا الأقمار التي تستقبل قناة حزب الله الفضائية، وتأثروا بنصر الله. واليهود يعرفون من هم الذين يشكلون خطورة عليهم.
                              ليس في ذقنته، ليس في ترفعه، في رؤيته بالنهوض بهذه الأمة ، كيف يمكن أن نتوقع ممن لا يرى الإسلام إلا ذقنة وثوباً قصيراً و مسواكاً أن يجعل الإسلام بمستوى المواجهة ضد اليهود وضد الغرب!!.

                              • قيادة تستطيع أن تبني الأمة من جديد كما استطاع الإمام الخميني ، لقد كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) رحمة من الله وحجة على هذه الأمة العربية لو عرفت قدره ، قائد عظيم ، ورؤية صحيحة ... الإمام الخميني نعمة على العرب لو كانوا يريدون تحرراً من إسرائيل ([10]).

                              لا بد أن تبرز قيادة تستطيع أن تبني الأمة من جديد كما استطاع الإمام الخميني ، لقد كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) رحمة من الله وحجة على هذه الأمة العربية لو عرفت قدره ، قائد عظيم ، ورؤية صحيحة ، وشعب قوي في ثرواته وفي أعداده وفي قوته ، الإيرانيون معروفون بقوتهم في القتال، والشعب يمتلك ثروات هائلة، وقيادة حكيمة قوية، وتوجه نحو العداء لإسرائيل وأمريكا، وصرخ في العرب أنه مستعد.

                              لقد كان الإمام الخميني نعمة على العرب لو كانوا يريدون تحرراً من إسرائيل، ولكنهم بدلاً من أن يلتفوا حول الإمام الخميني وحول إيران ليضربوا إسرائيل ويحرروا أنفسهم من أمريكا. ماذا عملوا؟ اتجهوا هم لأن يقفوا ضد إيران وضد الخميني ليشغلوه عن أن يضرب إسرائيل، لم يتركوه وشأنه حتى يتجه ضد إسرائيل ، ثم هاهم الآن يصرخون من إسرائيل، وهم الذين حموا إسرائيل من الخميني، هم الذين حموا أمريكا من الخميني، هم الذين حموا إسرائيل من إيران، هم أنفسهم الذي يصرخون الآن ، هم الذين وقفوا لصالح إسرائيل يوم حربها ضد إيران ، وهي حرب لا مبرر لها وتحركوا بإشارة من أمريكا ليقف الجميع في خدمة أمريكا وإسرائيل لإيقاف الثورة الإسلامية ، وإيقاف الخميني حتى تبقى إسرائيل آمنة.


                              [1] - من ملزمة " سورة آل عمران" الدرس (1) صـ 24 - 25.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 9 - 10 من الإصدار القديم.
                              [2] - من ملزمة " سورة آل عمران" الدرس (1) صـ 28 - 29.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 11 من الإصدار القديم.
                              [3] - من ملزمة " دروس من وحي عاشوراء " صـ 14.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 5 من الإصدار القديم.
                              [4] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (1)" صـ 13.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 4 من الإصدار القديم.
                              [5] - من ملزمة " في ظلال دعاء مكارم الأخلاق (1)" صـ 21.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 7 من الإصدار القديم.
                              [6] - من ملزمة " دروس من وحي عاشوراء " صـ 49.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 18 من الإصدار القديم.
                              [7] - من ملزمة " يوم القدس العالمي" صـ 37 - 38.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 14 من الإصدار القديم.
                              [8] - من ملزمة " يوم القدس العالمي" صـ 42 - 43.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 16 من الإصدار القديم.
                              [9] - من ملزمة " يوم القدس العالمي" صـ 50 - 50.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 19 من الإصدار القديم.
                              [10] - من ملزمة " يوم القدس العالمي" صـ 53 - 54.
                              وهي في نفس الملزمة صـ 20 من الإصدار القديم.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X