الحلقة الرابعة عشرة
السؤال الثاني عشر :
تقول السائلة :ما معنى هذا الحديث (رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة )
وهل لو جعلتْ امرأة شعرها في أعلى رأسها ولم تُرِد التشبهَ بالكفار , فهل تدخل تحت هذا الحديث ؟
الجواب :
(رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة )[1] البخت :هي إبل عظيمات السنام ,فإذا كان مرتفعاً وجعلته هكذا كالسنام , فيعتبر تشبُّهاً بأعداء الإسلام .
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم )[2]
الإمام النووي رحمه الله تعالى :فسَّره بحسب ما يعرفه , كان في زمانه النساء يأخذن خِرقاً ويضعْنهن على رؤوسهن[3] فظن أنه هذا وفسر الحديث بهذا ، فنحن رأينا هذا بأعيننا ونحن في مكة , النساء ربما تجمع شعرها وترفعه على وسط رأسها , فهذا يعتبر تشبهاً بالكفار وهو الذي يصدق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
مداخلة [4]: وجمعه في مؤخَّر الرأس .
فأجاب الشيخ : هو يا إخوان الظاهر بارك الله فيكم أن المؤخر ما يصدق عليه هذا , هذا أمر , وأمر آخر: أن النساء ربما يكون شعر رأسها طويلاً , فهو يؤذيها ويجلب لها الحر فربما تجمعه هاهنا في المؤخر لا بأس بذلك إن شاء الله .
فقال السائل : في نفس السؤال ما حكم فرق الشعر على شِق يعني ما يسمى بالموضة من غير إرادة التشبه ؟
الجواب :
أقل شئ هو الكراهة , لأنه يعتبر تشبهاً ولو لم يقصد التشبه , أما الذي يقصد التشبه فيُخشى عليه من الكفر , كما ذكره صاحب سبل السلام في آخر كتاب الجامع من بلوغ المرام , لكن هو محرم وإن لم يقصد التشبه بأعداء الإسلام , أما إذا قصد التشبه معناه أنه يحتقر ما عليه المسلمون ويرى أن ما عليه الأعداء أعداء الإسلام يعتبر شيئاً راقيا وتطوراً , هذا يُخشى عليه من الكفر , وهذا أمر أخبر عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )[5].
الحلقة الرابعة عشرة من سردنا لكتاب:
(عنـــاقيـــد الكـــرامــة بالإجابة على أسئلة نســاء أهــل تهــامــة)
::أسئلة مُقدَّمة للإمام المجدد / مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ::
(عنـــاقيـــد الكـــرامــة بالإجابة على أسئلة نســاء أهــل تهــامــة)
::أسئلة مُقدَّمة للإمام المجدد / مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ::
السؤال الثاني عشر :
تقول السائلة :ما معنى هذا الحديث (رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة )
وهل لو جعلتْ امرأة شعرها في أعلى رأسها ولم تُرِد التشبهَ بالكفار , فهل تدخل تحت هذا الحديث ؟
الجواب :
(رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة )[1] البخت :هي إبل عظيمات السنام ,فإذا كان مرتفعاً وجعلته هكذا كالسنام , فيعتبر تشبُّهاً بأعداء الإسلام .
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم )[2]
الإمام النووي رحمه الله تعالى :فسَّره بحسب ما يعرفه , كان في زمانه النساء يأخذن خِرقاً ويضعْنهن على رؤوسهن[3] فظن أنه هذا وفسر الحديث بهذا ، فنحن رأينا هذا بأعيننا ونحن في مكة , النساء ربما تجمع شعرها وترفعه على وسط رأسها , فهذا يعتبر تشبهاً بالكفار وهو الذي يصدق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
مداخلة [4]: وجمعه في مؤخَّر الرأس .
فأجاب الشيخ : هو يا إخوان الظاهر بارك الله فيكم أن المؤخر ما يصدق عليه هذا , هذا أمر , وأمر آخر: أن النساء ربما يكون شعر رأسها طويلاً , فهو يؤذيها ويجلب لها الحر فربما تجمعه هاهنا في المؤخر لا بأس بذلك إن شاء الله .
فقال السائل : في نفس السؤال ما حكم فرق الشعر على شِق يعني ما يسمى بالموضة من غير إرادة التشبه ؟
الجواب :
أقل شئ هو الكراهة , لأنه يعتبر تشبهاً ولو لم يقصد التشبه , أما الذي يقصد التشبه فيُخشى عليه من الكفر , كما ذكره صاحب سبل السلام في آخر كتاب الجامع من بلوغ المرام , لكن هو محرم وإن لم يقصد التشبه بأعداء الإسلام , أما إذا قصد التشبه معناه أنه يحتقر ما عليه المسلمون ويرى أن ما عليه الأعداء أعداء الإسلام يعتبر شيئاً راقيا وتطوراً , هذا يُخشى عليه من الكفر , وهذا أمر أخبر عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )[5].
--------------------------------
[1] أخرجه مسلم كتاب اللباس والزينة باب النساء الكاسيات العاريات المائلات الممميلات برقم (125-2128) فقال: حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ). قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (4 / 2191)( صنفان من أهل النار لم أرهما ) هذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه و سلم فأما أصحاب السياط فهم غلمان والي الشرطة ونحوه , وأما الكاسيات ففيه أوجه أحدها معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها والثاني كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهن والاعتناء بالطاعات والثالث تكشف شيئا من بدنها إظهارا لجمالها فهن كاسيات عاريات والرابع يلبسن رقاقا تصف ما تحتها كاسيات عاريات في المعنى , وأما مائلات مميلات فقيل زائغات عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها , ومميلات يعلمن غيرهن مثل فعلهن وقيل مائلات متبخترات في مشيتهن مميلات أكتافهن وأعطافهن اهـوقال رحمه الله أيضاً 14/356: هَذَا الْحَدِيث مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة ، فَقَدْ وَقَعَ هَذَانِ الصِّنْفَانِ ، وَهُمَا مَوْجُودَانِ . وَفِيهِ ذَمّ هَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ قِيلَ : مَعْنَاهُ كَاسِيَات مِنْ نِعْمَة اللَّه عَارِيَات مِنْ شُكْرهَا ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تَسْتُر بَعْض بَدَنهَا ، وَتَكْشِف بَعْضه إِظْهَارًا بِحَالِهَا وَنَحْوه ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تَلْبَس ثَوْبًا رَقِيقًا يَصِف لَوْن بَدَنهَا .
قالت أم رواحة : وهذه الأصناف كلها موجودة ومشاهدة في صفوف المسلمين , نسأل الله السلامة والعافية .
[2] أخرجه أبو داود (4 / 78) برقم 4033 فقال : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِى مُنِيبٍ الْجُرَشِىِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ». قال الشيخ الألباني : حسن صحيح .وانظر الإرواء برقم 1269 والصحيحة (1/676) .
[3] ونص كلام النووي رحمه الله ( رؤوسهن كأسنمة البخت ) معناه يعظمن رأسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرؤوس حتى تشبه أسنمة الإبل اهـ شرح مسلم (4 / 2191)
[4] صاحب هذه المداخلة ( غير معروف ) .
[5] أخرجه البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة , باب : قول النبي r لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم برقم 7320, ومسلم كتاب العلم باب اتباع سنة اليهود النصارى برقم 2669 كلاهما من طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ .
قلت : وهذا هو لفظ الصحيحين وليس فيه عبارة ( حذو القذو بالقذة ) فهي في خارج الصحيحين , وقد أشار إلى هذا أخونا الشيخ أبو همام الصومعي وفقه الله في بحثه القيم : إرشاد المُعْلِم إلى أن لفظة حذو القذة بالقذة ليست في البخاري ومسلم , فقال : أما لفظة (( حذو القذة بالقذة )) فهي في حديث بلفظ ( ليحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلو من قبلكم أهل الكتاب حذو القذة بالقذة) أخرجه أحمد 4/125 من طريق هاشم بن القاسم وعلي بن الجعد في مسنده 2/1178 والطبراني في الكبير [7140] من طريق أسد بن موسى وأبي الوليد الطيالسي وعبد الله بن رجاء خمستهم هاشم وعلي بن الجعد وأسد بن موسى وأبو الوليد وعبد الله بن رجاء عن عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر بن حوشب حدثني عبد الرحمن بن غنم أن شداد بن أوس حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وذكره .
قالت أم رواحة : وهذه الأصناف كلها موجودة ومشاهدة في صفوف المسلمين , نسأل الله السلامة والعافية .
[2] أخرجه أبو داود (4 / 78) برقم 4033 فقال : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِى مُنِيبٍ الْجُرَشِىِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ». قال الشيخ الألباني : حسن صحيح .وانظر الإرواء برقم 1269 والصحيحة (1/676) .
[3] ونص كلام النووي رحمه الله ( رؤوسهن كأسنمة البخت ) معناه يعظمن رأسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرؤوس حتى تشبه أسنمة الإبل اهـ شرح مسلم (4 / 2191)
[4] صاحب هذه المداخلة ( غير معروف ) .
[5] أخرجه البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة , باب : قول النبي r لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم برقم 7320, ومسلم كتاب العلم باب اتباع سنة اليهود النصارى برقم 2669 كلاهما من طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ .
قلت : وهذا هو لفظ الصحيحين وليس فيه عبارة ( حذو القذو بالقذة ) فهي في خارج الصحيحين , وقد أشار إلى هذا أخونا الشيخ أبو همام الصومعي وفقه الله في بحثه القيم : إرشاد المُعْلِم إلى أن لفظة حذو القذة بالقذة ليست في البخاري ومسلم , فقال : أما لفظة (( حذو القذة بالقذة )) فهي في حديث بلفظ ( ليحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلو من قبلكم أهل الكتاب حذو القذة بالقذة) أخرجه أحمد 4/125 من طريق هاشم بن القاسم وعلي بن الجعد في مسنده 2/1178 والطبراني في الكبير [7140] من طريق أسد بن موسى وأبي الوليد الطيالسي وعبد الله بن رجاء خمستهم هاشم وعلي بن الجعد وأسد بن موسى وأبو الوليد وعبد الله بن رجاء عن عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر بن حوشب حدثني عبد الرحمن بن غنم أن شداد بن أوس حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وذكره .
تعليق