الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
وبعد، فمن المواقف الرائعة التي تدلّ على تواضع الإمام ابن باز وهضمه لنفسه، وزهده في المدائح وبعده عنها (مع جواز ذلك):
هذا الموقف الذي حصل للشيخ رحمه الله مع العلاّمة المغربي الكبير محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله؛ لمّا مدحه بقصيدته الرائية التي نشرتها ( مجلة الجامعة السلفية ) ببنارس / الهند في عددها التاسع .
فلمّا اطّلع الشيخ رحمه الله عليها ردّ بهذه الكلمة :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه .
أما بعد، فقد اطّلعتُ على قصيدة نُشِرَت في العدد ( التاسع ) من ( مجلة الجامعة السلفية ) في بنارس - الهند لفضيلة الدكتور تقي الدين الهلالي، وقد كدّرتني كثيراً، وأسفتُ أن تصدر من مثله ... وذلك لِما تضمّنته من الغلوّ في المدح لي ولعموم قبيلتي، وتنقّصه الزاهد المشهور إبراهيم بن أدهم رحمه الله وتفضيله لي عليه في الزهد، وتسويتي بشريح في القضاء، إلى غير ذلك من المدح المذموم الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بحثي التراب في وجه من يستعمله، وإني أبرأ إلى الله من الرِّضا بذلك، ويعلم الله كراهتي له وامتعاضي من القصيدة لما سمعتُ فيها ما سمعت .
وإني أنصح فضيلته ألاّ يعود إلى مثل ذلك، وأن يستغفر الله ممّا صدر منه، ونسأل الله أن يحفظنا وإيّاه وسائر إخواننا من زلاّت اللسان، ووساوس الشيطان، وأن يعاملنا جميعاً بعفوه ورحمته، وأن يختم للجميع بالخاتمة الحسنة، إنه خير مسؤول .
ولإعلان الحقيقة، وإشعار من اطّلع على ذلك بعدم رضائي بالمدح المذكور؛ جرى نشره .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .
رحم الله الأئمة وصلى الله على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .
عبد العزيز ابن باز
و تقي الدين الهلالي
و رفع درجتهما و باقي أئمتنا في الجنّة
=========================
المصدر : " موسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين " ( 1/ 88 / ط . مؤسسة الريّان / بيروت )
تعليق