إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أيهما أفضل ؛ صلاة التراويح في المسجد أم في البيت ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيهما أفضل ؛ صلاة التراويح في المسجد أم في البيت ؟

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :

    "
    مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " .

    [متفق عليه]


    هل صلاة التراويح في المسجد مع الجماعة أفضل أم في البيت ؟


    اختَلَفَ أهلُ العِلم -على قولين مشهورين- في أفضلية صلاة التراويح في البيت أم مع الجماعة ، فذهب الجمهور (كأحمد وإسحاق وابن المبارك وغيرهم) إلى أنها مع الجماعة أفضل ، وذهب مَالِكٌ والشافعيُّ إلى أنها في البيت بانفراد أفضل ، وذهب غيرُهم كالحسن البصري إلى أنَّ المكان الذي يكون فيه الخشوع ورِقَّةُ القلب أكثر تكون الصلاة فيه أفضل .
    [الاستذكار لابن عبدالبر (2/70) ، والمجموع للنووي (3/526)]


    ورجَّحَ كثيرٌ من العُلَماءِ المُحَقِّقِين قولَ الجمهور كابن حجر ، والنووي ، والألباني ، وابن عثيمين ،
    مستدلين بحديث أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه ، عند أصحاب السنن ، قال عليه الصلاة والسلام : " مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ (حُسِبَ) لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ " ومثل هذا الأجر –أجر قيام ليلة كاملة– لا يحصل للمرء في بيته سواء صلى منفرداً أو حتى صلَّى بأهله إلا بدليل شرعي ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (مع الإمام) ، والتطبيق العَمَلِيُّ لكثير من السلف لهذا الحديث يدلُّ على ذلك كما سيأتي إن شاء الله تعالى .

    وأما حديثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأنصَاريِّ
    عند البخاري، " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً ، قَالَ : حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ : مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ " فهذا يدل على أن صلاة التراويح في جماعة مشروعةٌ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، غيرَ أنَّه تَرَكَهَا خشية أن تُفْرَضَ على الأمَّة ، فلما مات النبي صلى الله عليهوسلم زال هذا المحذور ، لاستقرار الشريعة ، وهذا الذي ترجَّحَ لعُمرَ بن الخطاب رضي الله عنه لمَّا قال : إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ (أي : أفضل) ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍرضي الله عنه ، لأن الاجتماع على إمامٍ واحدٍ أنشَطُ لكثير من المصلِّين ، كما قال الحافظ في الفتح (5/447).

    وأما قول عُمَرَ رضي الله عنه :
    "وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا (يعني الصلاة في آخر الليل) أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ (يعني أول الليل) " ، ففيه تصريحٌ –كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (5/448) – منه بأن الصلاةَ في آخر الليل أفضلُ مِنْ أَوَّلِهِ ، لَكِنْ لَيْسَ فيه أن الصلاةَ في قيام الليل فُرَادَى أفضلُ مِنَ التَّجْمِيعِ . اهـ

    وحديثا عمر الماضيان هما حديثٌ واحدٌ في صحيح البخاري ،
    عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : " خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ الرَّهْطُ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ ، قَالَ عُمَرُ : نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ " .

    قال الحافظ ابن حجر (فتح الباري 5/447) عِنْدَ قَوْلِ عَبْدِالرحمن بن عَبْدٍ القَارِيِّ
    «فَخَرَجَ –يعني عُمَرُ رضي الله عنه– ليلةً والناسُ يصلون بصلاة قارئهم» : وفيه إشعارٌ بأن عُمَرَ كان لا يواظب على الصلاة معهم . اهـ

    وقال الإمام النووي في "المجموع" (3/526) :

    صَلاةُ التَّرَاوِيحِ سُنَّةٌ بِإِجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ
    . . . وَتَجُوزُ مُنْفَرِدًا وَجَمَاعَةً ، وَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟ فِيهِ وَجْهَانِ مَشْهُورَانِ ، الصَّحِيحُ بِاتِّفَاقِ الأَصْحَابِ أَنَّ الْجَمَاعَةَ أَفْضَلُ ، الثَّانِي : الانْفِرَادُ أَفْضَلُ ، قَالَ أَصْحَابُنَا : الْخِلافُ فِيمَنْ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ ، وَلا يَخَافُ الْكَسَلَ عَنْهَا لَوْ انْفَرَدَ ، وَلا تَخْتَلُّ الْجَمَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ لِتَخَلُّفِهِ ، فَإِنْ فُقِدَ أَحَدُ هَذِهِ الأُمُورِ فَالْجَمَاعَةُ أَفْضَلُ بِلا خِلافٍ . اهـ

    وقال أبوالعُلا المُبَارَكْفُورِيُّ في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (3/448) :

    قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : يُعْجِبُكَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مَعَ النَّاسِ فِي رَمَضَانَ أَوْ وَحْدَهُ ؟

    قَالَ : يُصَلِّي مَعَ النَّاسِ

    قَالَ : وَيُعْجِبُنِي أَنْ يُصَلِّيَ مع الإمام وَيُوتِرَ معَه

    قال النبي : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ .


    قَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَقُومُ مَعَ النَّاسِ حَتَّى يُوتِرَ مَعَهُمْ وَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَنْصَرِفَ الْإِمَامُ

    قَالَ أَبُو دَاوُدَ : شَهِدْتُهُ -يَعْنِي أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ- شَهْرَ رَمَضَانَ [كُلَّهُ] يُوتِرُ مَعَ إِمَامِهِ إِلَّا لَيْلَةً لَمْ أَحْضُرْهَا .


    وَقَالَ إِسْحَاقُ رَحِمَهُ اللَّهُ : قُلْتُ لِأَحْمَدَ : الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ يُصَلِّي وَحْدَهُ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ؟ قَالَ : يُعْجِبُنِي أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْجَمَاعَةِ يُحْيِي السُّنَّةَ .

    وَقَالَ إِسْحَاقُ : كَمَا قَالَ . اهـ
    [انظر قيامَ رمضان للمَرْوَزِيِّ ، ومسائلَ أبي داود للإمام أحمد]


    وقال العلامة الألباني في «قيام رمضان» (ص26) :

    وإذا دَارَ الأمرُ بين الصلاةِ أَوَّلَ الليل مع الجماعة ، وبين الصلاةِ آخِرَ الليل منفرداً ، فالصلاة مع الجماعة أَفْضَلُ ، لأنه يُحسَبُ له قيامُ ليلةٍ تامَّةٍ .


    ورَوَى أبوداود في «مسائله 438» (ص62) :

    أن الإمام أحمد سُئِل : يُؤَخِّرُ القيامَ –يعني التَّرَاويحَ- إلى آخِرِ الليلِ ؟

    فقال : لا ، سُنَّةُ المسلمين أحبُّ إليَّ .
    [ذكره العلامة الألباني في «قيام رمضان»]


    وقال العلامة ابن عثيمين في «مجالس شهر رمضان» (ص 22)
    :
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم أولَ مَنْ سَنَّ الجماعة في صلاة التراويح في المسجد ، ثم تركَهَا خوفاً مِنْ أن تُفْرَضَ على أُمَّتِهِ .... ثم قال
    : ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينالَ ثوابها وأجرها ، ولا ينصرف حتى ينتهيَ الإمامُ منها ومن الوتر ، ليحصل له أجر قيام الليل كله . اهـ

    وقال العلامة الألباني في «قيام رمضان» (ص19-21) :

    وتُشْرَعُ الجَمَاعَةُ في قيام رمضان ، بل هي أفضل من الانفراد ، لإقَامَةِ
    النبي صلى الله عليه وسلم لها بنفسِهِ ، وبَيَانِهِ لفضلها بقوله : " مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ " ... وإنما لم يَقُمْ بهم عليه الصلاة والسلام بَقِيَّةَ الشَّهرِ خَشْيَةَ أن تُفْرَضَ عليهم صلاةُ الليل في رمضان ، فَيَعْجِزُوا عنها كما جاء في حديث عائشة في «الصحيحين» وغيرهما ، وقد زَالَتْ هذه الخَشْيَةُ بِوَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أن أكمل الله الشريعةَ ، وبذلك زال المعلولُ ، وهو تَرْكُ الجماعةِ في قيام رمضان ، وَبَقِيَ الحكمُ السابقُ ، وهو مشروعية الجماعة ، ولذلك أحياها عُمَرُ رضي الله عنه كما في «صحيح البخاري» وغيره . اهـ

    وكتب

    محمد بن إبراهيم الماحي


  • #2
    جزاك الله خيرا أخي محمد

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أيها الكريم على هذا النقل المبارك , وشكر الله سعيك وجعله في ميزان حسناتك
      لكن أيها الأخ الفاضل القول الآخر له أدلته القوية التي تجعل منه قولا راجحا بإذن الله نذكرها ملخصة
      فأقول مستعينا بالله :
      أولا : ذكر الامام الحافظ ابن عبد البر في المصدر الذي ذكرته أولا ما يلي : " قال أبو عمر- أي بن عبد البر- القيام في رمضان نافلة ولا مكتوبة إلا الخمس وما زاد عليها فتطوع بدليل حديث طلحة هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع
      وقال عليه السلام صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة فإذا كانت النافلة في البيت أفضل منها في مسجد النبي عليه السلام والصلاة فيه بألف صلاة فأي فضل أبين من هذا ولهذا كان مالك والشافعي ومن سلك سبيلهما يرون الانفراد في البيت أفضل في كل نافلة فإذا قامت الصلاة في المساجد في رمضان ولو بأقل عدد فالصلاة حينئذ في البيت أفضل وقد زدنا هذه المسألة بيانا في التمهيد والحمد لله "" اه من الاستذكار .

      ثانيا : قلت أيها الأخ المبارك بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
      " مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ (حُسِبَ) لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ "
      ومثل هذا الأجر –أجر قيام ليلة كاملة– لا يحصل للمرء في بيته سواء صلى منفرداً أو حتى صلَّى بأهله إلا بدليل شرعي .

      فأقول أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن صلاة الرجل في بيته أفضل من الصلاة في مسجده . والمقصود هو الترغيب في القيام وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من صلى العشاء في جماعة كأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة كأنما قام الليل كله فلا تعارض هنا وفقنا الله وإياكم لكل خير .

      ثالثا : ذكرت أيها الأخ الفاضل حديث زيد بن ثابت المتفق عليه وهو أقوى دليل على أن صلاة القيام في البيت أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم فضَّلها على الجماعة وأمرهم بالصلاة في البيت , فلو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال صلوا في بيوتكم فإني خشيت أن تفرض عليكم فقط لكان نعم , ولكنه زاد صلى الله عليه وسلم أفضلية الصلاة في البيت على المسجد .

      رابعا : أخي الحبيب إن كلام الحافظ الذي ذكرت حول عدم قيام عمر مع الجماعة لهو دليل قوي أيضا على أن صلاة القيام في البيت أفضل والحديث المذكور نأخذ منه أن صلاة القيام في المسجد جماعة أفضل من الصلاة فرادى , فهاك دليلا آخر وهو صلاة الخلفاء الراشدين للتروايح في بيوتهم .

      خامسا : أحلت أيها الأخ الفاضل على كتاب قيام الليل للمروزي رحمه الله , وقد أفرد بابا لمن لم يكن يصلي القيام في رمضان جماعة من الصحابة والتابعين فبدأ بحديث زيد بن ثابت ثم أعقبه ما يلي :
      "
      وقال الليث رحمه الله : « ما بلغنا أن عمر رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه كانا يقومان في رمضان مع الناس في المسجد » وقال مالك رحمه الله : « كان ابن هرمز من القراء ينصرف فيقوم بأهله في بيته ، وكان ربيعة ينصرف ، وكان القاسم رحمه الله ، وسالم رحمه الله ينصرفان لا يقومان مع الناس ، وقد رأيت يحيي بن سعيد مع الناس ، وأنا لا أقوم مع الناس ، لا أشك أن قيام الرجل في بيته أفضل من القيام مع الناس إذا قوي على ذلك وما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في بيته » مجاهد رحمه الله : عن ابن عمر رضي الله عنه : « تنصت خلفه كأنك حمار صل في بيتك » وعن نافع رحمه الله : كان ابن عمر رضي الله عنه يصلي العشاء في المسجد في رمضان ثم ينصرف ، ونصلي نحن القيام ، فإذا انصرفنا أتيته فأيقظته فقضى وضوءه وتسحيره ثم يدخل المسجد فكان فيه حتى يصبح « عبيد الله بن عمر : أنه كان يرى مشيختهم القاسم وسالما ونافعا ينصرفون ولا يقومون مع الناس » أبو الأسود رحمه الله : أن عروة بن الزبير رضي الله عنه كان يصلى العشاء الآخرة مع الناس في رمضان ثم ينصرف إلى منزله ولا يقوم مع الناس « صالح المري رحمه الله : سأل رجل الحسن رحمه الله : يا أبا سعيد ، هذا رمضان أظلني وقد قرأت القرآن فأين تأمرني أن أقوم ، وحدي أم أنضم إلى جماعة المسلمين فأقوم معهم ؟ فقال له : إنما أنت عبد مرتاد لنفسك فانظر أي الموطنين كان أوجل لقلبك وأحسن لتيقظك فعليك به » قال الحسن رحمه الله : « من استطاع أن يصلي مع الإمام ثم يصلي إذا روح الإمام بما معه من القرآن فذلك أفضل ، وإلا فليصل وحده إن كان معه قرآن حتى لا ينسى ما معه » شعبة عن أشعث بن سليم رحمه الله : « أدركت أهل مسجدنا يصلي بهم إمام في رمضان ويصلون خلفه ويصلي ناس في نواحي المسجد فرادى ، ورأيتهم يفعلون ذلك في عهد ابن الزبير رضي الله عنه في مسجد المدينة » شعبة عن إسحاق بن سويد : « كان صف القراء في بني عدي في رمضان ، الإمام يصلي بالناس وهم يصلون على حدة » وكان سعيد بن جبير : « يصلي لنفسه في المسجد والإمام يصلي بالناس » وكان ابن أبي مليكة رحمه الله يصلي في رمضان خلف المقام والناس بعد في سائر المسجد من مصلى وطائف بالبيت « وكان يحيى بن وثاب : » يصلي بالناس في رمضان وكانوا يصلون لأنفسهم وحدانا في ناحية المسجد « وعن إبراهيم رحمه الله : » كان المجتهدون يصلون في جانب المسجد والإمام يصلي بالناس في رمضان « وكان ابن محيريز رحمه الله يصلي في رمضان في مؤخر المسجد والناس يصلون في مقدمه للقيام » وعن مجاهد رحمه الله : « إذا كان مع الرجل عشر سور فليرددها ولا يقوم في رمضان خلف الإمام » يحيى بن أيوب رحمه الله : رأيت يحيي بن سعيد رحمه الله يصلي العشاء بالمدينة في المسجد مع الإمام في رمضان ثم ينصرف فسألته عن ذلك قال : « كنت أقوم ثم تركت ذلك فإن استطعت أن أقوم لنفسي أحب إلي » قال مالك : كان عمر بن حسين رحمه الله من أهل الفضل والفقه وكان عابدا ولقد أخبرني رجل أنه كان يسمعه في رمضان يبتدي القرآن في كل يوم ، قيل له كأنه يختم ، قال : نعم ، وكان في رمضان إذا صلى العشاء انصرف فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين قامها مع الناس ولم يكن يقوم معهم غيرها ، فقيل له : يا أبا عبد الله فالرجل يختم القرآن في كل ليلة قال : ما أجود ذلك ، إن القرآن إمام كل خير ، أو أمام كل خير "" اه المراد من كلامه .



      أيها الأخ الفاضل النبي صلى الله عليه وسلم خرج في الليلة الرابعة إلى الناس وقال لهم أن صلاتهم في بيوتهم من غير الفريضة أفضل من الصلاة في المسجد جماعة
      وأي جماعة ؟, وراء أفضل إمام , وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أفضل المساجد وفي أفضل جماعة من الصحابة فهلا أعدت النظر من جديد !!
      وقد نقل الإمام الطحاوي في معاني الآثار كثيرا من النقولات فلعلها تراجع بإذن الله .


      وهنا تنبيه مهم : أن هناك من أضاف قولا ثالثا وهو أن المسألة فيها تفصيل مع الإقرار بأفضلية الصلاة في البيوت
      إذا توفرت بعض الشروط
      قال
      ابن حجر في فتح الباري : (وعند الشافعية في أصل المسألة ثلاثة أوجه : ثالثهما من كان يحفظ القرآن ولا يخاف الكسل ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلفه فصلاته في الجماعة والبيت سواء فمن فقد بعض ذلك فصلاته في الجماعة أفضل) اه
      ,وقد نقل ابن عبد البر عن الإمام الليث بن سعد في التمهيد أنه قال :"" لو أن الناس قاموا في رمضان لأنفسهم وأهليهم كلهم حتى يترك المسجد لا يقوم فيه أحد لكان ينبغي أن يخرجوا من بيوتهم إلى المسجد حتى يقوموا فيه ، لأن قيام الناس في شهر رمضان من الذي لا ينبغي تركه وهو مما بين عمر بن الخطاب للمسلمين وجمعهم عليه...

      قال الليث : فأما إذا كانت الجماعة فلا بأس أن يقوم الرجل نفسه في بيته ولأهل بيته.. )) اه
      فإذا كانت ستترتب مفسدة بترك الصلاة في الجماعة فالأولى والأحوط تفادي ذلك والله أعلم .


      هذا بعجالة مما استفدته من بعض البحوث والمرجو من إخواننا إثراء الموضوع والتوجيه والنصح , والله سبحانه تعالى أعلى وأعلم
      والحمد لله رب العالمين

      كتبه أبو عبد الرحمن يونس خاوا
      غفر الله له ولوالديه

      تعليق


      • #4
        بارك الله في إخواني جميعا ؛هذا والمجتمع ذا عقيدة صحيحة وأئمته أتقياء ومنهم محدثيين ومنهم ومنهم وهذا لا يخفى ؛فكيف بنا يا إخواني في مجتمع لا تكاد بل أجزم لا يوجد إئمام متقن لكلام رب العالمين من تلاوة مفهومة هذا وإن وُجد فلا يخلوا من وُجود البدع بين الركعتين ودبر الصلاة من الأدعية البدعية والشركية الله المستعان ؛ولا أنسى من وُجود أئمة من المميعة عندنا من أتباع الحزبيين والمجلدين لهم وغيرهم ممن يستحوذ على المساجد طبعا هذا بعد المداهنة مع أئمة البدع من الصوفية عُباد القبور هم من يُعينهم على ذلك ؛فنحن والله في غربة شديدة من كثرة المخالفين والحمد لله .

        تعليق


        • #5
          صبرا صبرا , أخانا أبا إسحاق , فعلى قدر تمسك السني وعضه بالنواجذ على سنة المصطفى على قدر ما تشتد غربته , ومن خلال البحث وقول أهل العلم المشار إليهم اعلاه يتضح والله أعلم أن صلاة القيام في البيت أفضل , أما فيما يخص أهل البدع فنحن نرى الصلاة وراء كل بر وفاجر من المسلمين كما هو معلوم .

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ابو عبد الرحمن يونس خاوا مشاهدة المشاركة
            ..., أما فيما يخص أهل البدع -1 -فنحن نرى الصلاة وراء كل بر وفاجر من المسلمين كما هو معلوم ....
            بارك الله فيك أخي أبا عبد الرحمن وهذه عقيدتناكما أشرت بارك الله فيك .
            .................................................. .......................................1 طبعا غير المكفرة.

            تعليق


            • #7
              للإفادة أحببت نقل فتوى الشيخ يحي حفظه الله .


              سئل الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
              إذا حضر رمضان يختلف السلفيون في مسألة صلاة التراويح، فبعضهم يصلي في مسجد حيِّه وراء مبتدع، وبعضهم يصلي في بيته ويقول: أنا لا أصلي وراء مبتدع ولا كرامة، وبعضهم يقطع المسافات الطِّوال من أجل أن يصلي وراء سنّي، فما هو الصواب؟ وهل صلاة التراويح مشروعة للمسافر؟

              الجواب : الصواب أنه مالم يكن سفرا وذهب ولو تعب شيئا حتى يصلي خلف الإمام السني فذلك خير، الله يقول في كتابه﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان:74]
              والإمامة تكرُمة، وينبغي أيضا أن يُعلم أم الإمام السلفي له آثار حتى على تلاوته وقراءته وتأثيره،والإمام المبتدع له آثار حتى على تلاوته، ومايدريك أنك تغتر بتلاوته فتتبعه يوما من الدهر أو تدافع عنه وتقول: رجل صالح!!
              هذا ليس ببعيد، معلوم أن الصلاة تصحّ خلف من لم تصل بدعته حدّ الكفر، لكن صلاة التراويح نافلة، فإن استطعت أن تصلي خلف السلفي فعلتَ، فإن لم تستطع صليت في بيتك، وفي مثل هذا الحال يستدل بالحديث«أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»( )، أي: إلا الفريضة. والوقاية خير من العلاج، يعني بدلا من أنك تذهب تصلي خلف المبتدع وما تدري إلا وتريد أن تعالج قلبك إذا رسبت شبهة أو وقعت فيه فتنة، فالبعد عنهم في مثل هذا أسلم لك،
              ابن سيرين دخل عليه رجلان يريد أن يقرآ عليه آية من كتاب الله، قال: لا، لتقومان عني أو لأقومن، وقال «إني خشيت أن يقرآ عليّ آية من كتاب الله فيحرفانها فيقرّ ذلك في قلبي »( ) .
              وقلنا: في مثل هذا الحال يصلي في بيته، لأن الأفضل الصلاة في جماعة
              لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة»( )،
              هذا إذا كان خلف سلفي، أما إن صلى في بيته وما وجد جماعة خلف سلفي فلقول النبي صلى الله عليه وعلى وعلى آله وسلم «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم»( )،
              ولقول النبي صلى الله عليه وعلى وعلى آله وسلم أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»( )، إنما استثنيت صلاة التراويح لما سبق ذكره آنفا .
              أما صلاة التراويح للمسافر والوتر للمسافر وقيام الليل والضحى وغيرها من النوافل المطلقة كلها مشروعة للمسافر، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ما كانوا يحلون رحالهم حتى يصلون سبحة الضحى، وصلى صلى الله عليه وعلى آله وسلم الوتر على راحلته، وصلاة الوتر من قيام الليل.اسئلة عن الصيام منتقاه من :
              الحلة البهية بالإجابة عن الأسئلة الجزائرية.





              تعليق


              • #8
                جزاك الله خيرا على النقل وبارك الله فيك
                وحفظ الله الشيخ العلامة يحيى الحجوري خليفة الامام الوادعي ومفخرة أهل السنة كلام علمي سلفي رصين

                تعليق


                • #9
                  وفيك بارك الله وجزاك خيرا على قراءة الفتوى ونرجو أن يستفيد منها كل سلفي.

                  تعليق


                  • #10
                    يرفع ...................

                    تعليق

                    يعمل...
                    X