مصارف الزكاة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى صحبه ومن والاه ... أما بعد :
* مصارفُ الزكاة تكون للأصناف الثمانية ، كما قال تعالى: (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) .
* هذه الأصناف الثمانية يجمعها صنفان من الناس:
1) من يأخذ لحاجته .
2) من يأخذ لمنفعته .
2) من يأخذ لمنفعته .
* ذكر الأصناف الثمانية وما قيل فيهم :
1 ـ 2 الفقير والمسكين :
* اختلف العلماء هل الفقير والمسكين صنف واحد أم هما صنفان على قولين :
* اختلف العلماء هل الفقير والمسكين صنف واحد أم هما صنفان على قولين :
القول الأول : صنفٌ واحد ، وبه قال أبو يوسف صاحب أبي حنيفة وابن القاسم من أصحاب مالك.
القول الثاني : هما صنفان وبه قال الجمهور.
القول الثاني : هما صنفان وبه قال الجمهور.
* واتفقوا على أنه إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا ، واذا ذكر أحدهما فقط فيشمل الثاني معه ، ويكون الحكم جامعاً لهماَ .
* فائدة الخلاف في الففراء والمساكين ، هل هما صنف واحد أو اكثر تظهر فيمن أوصى بثلث ماله لفلان وللفقراء والمساكين ، فمن قال هما صنف واحد قال : يكون لفلان نصف الثلث وللفقراء والمساكين نصف الثلث الثاني ، ومن قال هما صنفان يقسم الثلث بينهم أثلاثاً .
* معنى الفقير : قيل مأخوذ من الفقرة : وهي الحفرة تُحفر للنخلة ونحوها للغرس ، فكأنهُ نزل إلى حفرة لم يخرج منها . وقيل : مأخوذ من فقار الظهر واذا أخذت فقار منها عجز عن الحركة . وعرَّفوه بانه : من لا يجد شيئاً .
* معنى المسكين : قيل إنه من السكون وقلة الحركة .
وعرَّفوه : بأنه من يجد أقل ما يكفيه .
وعرَّفوه : بأنه من يجد أقل ما يكفيه .
- استدل بعضهم بقوله تعالى : (( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ )) أن المسكين من كان لديه الكثير من المال ، وردَّ عليهم القرطبي من وجهين:
* الأول : يحتمل أن تكون السفينة مستأجره لهم ، كما يقال : هذه دارُ فلان إذا كان ساكنها وان كانت لغيره ، وقد قال تعالى في وصف أهل النار : (( وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ )) فأضافها إليهم ، وقال تعالى : (( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ )) ، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً : (( من باع عبداً وله مال)) ، وهو كثير جداً يضاف الشيء إليه وليس له .
* الأول : يحتمل أن تكون السفينة مستأجره لهم ، كما يقال : هذه دارُ فلان إذا كان ساكنها وان كانت لغيره ، وقد قال تعالى في وصف أهل النار : (( وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ )) فأضافها إليهم ، وقال تعالى : (( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ )) ، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً : (( من باع عبداً وله مال)) ، وهو كثير جداً يضاف الشيء إليه وليس له .
* الثاني : يجوز أن يسموا مساكين على جهة الرحمة والاستعطاف ، كما يقال لمن امتُحن بنكبة أو دفع بلية مسكين .
3) العاملون عليها : هم الجباة والسعاة يستحقون منها قسطاً على ذلك .
4) المؤلفة قلوبهم : وهم أربعة أقسام :
أ) منهم من يعطى ليُسلم ، كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية ، ففي صحيح مسلم أنه قال : (( أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الناس إليّ فما زال يعطيني حتى إنه لأحبّ الناس إليّ )) .
ب) ومنهم من يُعطى ليحسن إسلامه ، ويثبت قلبُه ، كما أعطى يوم حنين أيضاً جماعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل ، وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري : (( أن علياً بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذُهيبة في تربتها من اليمن فقسمها بين أربعه نفر: الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر، وعلقمة بن علاثة ، وزيد الخير )) .
ج) ومنهم من يُعطى لما يرجى من إسلام نظرائه .
د) ومنهم من يُعطى ليجبي الصدقات ممن يليه ، أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضررمن أطراف البلاد .
أ) منهم من يعطى ليُسلم ، كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية ، ففي صحيح مسلم أنه قال : (( أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الناس إليّ فما زال يعطيني حتى إنه لأحبّ الناس إليّ )) .
ب) ومنهم من يُعطى ليحسن إسلامه ، ويثبت قلبُه ، كما أعطى يوم حنين أيضاً جماعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل ، وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري : (( أن علياً بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذُهيبة في تربتها من اليمن فقسمها بين أربعه نفر: الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر، وعلقمة بن علاثة ، وزيد الخير )) .
ج) ومنهم من يُعطى لما يرجى من إسلام نظرائه .
د) ومنهم من يُعطى ليجبي الصدقات ممن يليه ، أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضررمن أطراف البلاد .
واختلفوا في إعطاء المؤلفة قلوبهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم على قولين :
القول الأول : لا يعطون ؛ لأن الله عزّ الإسلام وأهله ومكَّن لهم في البلاد وأذلَّ لهم رقاب العباد , وبه قال عمر وعامر الشعبي والحسن البصري ومالك وجماعة .
القول الثاني : حق المؤلفة باقٍ إلى اليوم الذي إذا رأى الإمام ذلك وبه قال أبوحنيفة والشافعي وأحمد.
* قال ابن رشد : و سبب اختلافهم هل ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم , أوعام له ولسائر الأمة ؟ والأظهر أنه عام .اهـ
القول الأول : لا يعطون ؛ لأن الله عزّ الإسلام وأهله ومكَّن لهم في البلاد وأذلَّ لهم رقاب العباد , وبه قال عمر وعامر الشعبي والحسن البصري ومالك وجماعة .
القول الثاني : حق المؤلفة باقٍ إلى اليوم الذي إذا رأى الإمام ذلك وبه قال أبوحنيفة والشافعي وأحمد.
* قال ابن رشد : و سبب اختلافهم هل ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم , أوعام له ولسائر الأمة ؟ والأظهر أنه عام .اهـ
5) وفي الرقاب : هي الرقبة تعتق ويكون ولاؤها للمسلمين ، أو المكاتب الذي اشتري نفسه من سيده ، فيعطى من الزكاة ما يوفي به سيده ليحرر بذلك نفسه , ويدخل في ذلك أيضاً ان يُفَكَّ بها المسلم من الأسر ؛ لأنَّ هذا داخل في عموم الرقاب .
6) الغارمون : هم الذين يتحملون غرامة ، وهما نوعان :
أ- من تحمّل حمالة لإصلاح ذات البين وإطفاء الفتنة فقد جاء في صحيح مسلم من حديث قبيصة بن مُخارق الهلالي قال : (( تحملت حمالة فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال النبي : أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ، ثم قال: يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمّل حمالة فحلّت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك)) الحديث.
ب- من تحمل حمالةً في ذمته لنفسه وليس عنده وفاء فيعطى من الزكاة .
أ- من تحمّل حمالة لإصلاح ذات البين وإطفاء الفتنة فقد جاء في صحيح مسلم من حديث قبيصة بن مُخارق الهلالي قال : (( تحملت حمالة فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال النبي : أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ، ثم قال: يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمّل حمالة فحلّت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك)) الحديث.
ب- من تحمل حمالةً في ذمته لنفسه وليس عنده وفاء فيعطى من الزكاة .
7) وفي سبيل الله : وهو الجهاد في سبيل الله الذي يُقصدُ به أن تكون كلمة الله هي العليا ، لا لحمية ولا لعصبية .
تنبيه : منهم من توسَّع في صنف ( في سبيل الله ) فجعل كل عمل خيري داخل في صنف ( في سبيل الله ) , فلو كان الأمر كما زعموا ؛ لما كان هناك فائدة كبرى في حصر الزكاة في المصارف الثمانية في قوله تعالى: ( إنما ) .
تنبيه : منهم من توسَّع في صنف ( في سبيل الله ) فجعل كل عمل خيري داخل في صنف ( في سبيل الله ) , فلو كان الأمر كما زعموا ؛ لما كان هناك فائدة كبرى في حصر الزكاة في المصارف الثمانية في قوله تعالى: ( إنما ) .
8) ابن السبيل : السبيل هي الطريق قال تعالى: (( قُلْ هَذِهِ سبيلي )) وقال : (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )) , ونُسب المسافر إلى ( سبيل ) ؛ لملازمته إياها ومروره عليها ، كما قال الشاعر:
إن تسألوني عن الهوى فأنا الهوى .... وابن الهوى وأخو الهوى وأبوه
قال ابن كثير: وهو المسافر المجتاز في بلد ، ليس معه شيء يستعين به على سفره ، فيعطى من الصدقات مايكفيه الى بلده وان كان له مال . اهـ .
.....................................
المراجع : تفسير ابن كثير (2/348 ) تفسير القرطبي (8/106-119) بدايه المجتهد (1/507) تمام المنّة ص (382) مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمين ص (79-83) الشرح الممتع (6/246- 219).
.....................................
المراجع : تفسير ابن كثير (2/348 ) تفسير القرطبي (8/106-119) بدايه المجتهد (1/507) تمام المنّة ص (382) مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمين ص (79-83) الشرح الممتع (6/246- 219).
أبوعمار ياسر العدني
حضرموت – المكلا
2 رمضان 1430 هـ
الموافق 23/ 8 /2009 م
حضرموت – المكلا
2 رمضان 1430 هـ
الموافق 23/ 8 /2009 م
تعليق