نبداء بترجمة مختصرة له منقولة بتصرف من بعض التراجم :
هو أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد بن سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر المعروف بالقاسمي ، نسبة إلى جده قاسم المعروف بالحلاق .
وُلد جمال الدين القاسمي في مدينة دمشق في عام (1866م) لأسرة دمشقية عُرفت بالعلم والفضل.
وقد تلقى مبادئ العلوم العربية والشرعية على يد والده العلامة محمد سعيد القاسمي (ت1900م) الفقيه والمؤرخ والأديب والعالم بالموسيقى الذي كان المحضن الأول لتنمية آفاقه الدينية والعلمية والفكرية، ثم تابع تحصيله العلمي على يد مجموعة من شيوخ مدينته، من أهمهم شيخ الشام في زمنه الشيخ بكري العطار(ت 1902م).
وكان من رواد حلقة الشيخ الإصلاحي عبد الرزاق البيطار (ت 1916م) رائد الحركة السلفية المستنيرة في بلاد الشام في العصر الحديث الذي حرره من قيود التقليد والجمود المذهبي، ودفعه دفعاً إلى عالم الاستنارة في فهم الشريعة والدين، وفتح عينيه على أحوال العصر وثقافته ومشاكله، وأخذ بيديه في مسالك العمل الإصلاحي العام.
وكانت تربطه صلات الأخوة والصداقة مع كثير من رجال العلم والإصلاح في عصره من مثل محمد عبده، ورشيد رضا، وطاهر الجزائري، وشكيب أرسلان، ورفيق العظم، وعبد الحميد الزهراوي، ومحمود شكري الآلوسي (العراق)، ومحمد نصيف (الحجاز)، ويمكننا أن نستنتج من طبيعة هذه العلاقات الفكرية، ومن تحليل المراسلات الفكرية والعلمية التي كانت تدور بينهم، وجود تيار فكري إصلاحي سلفي مستنير بدأ ينشط في الوقت نفسه في مصر والشام والعراق والحجاز، وقد تضافرت جهود هؤلاء العلماء جميعاً على رفع بنيانه، وتبيين ملامحه، وتفصيل أفكاره، والدعوة إلى تعميقه وتطويره حتى يعم العالم الإسلامي بأكمله.
وفي الحقيقة، فقد كان القاسمي في بداية أمره شافعياً أشعرياً نقشبندياً مثل كثير من طلبة العلوم الشرعية في دمشق في عصره، ثم بدأت بالتدريج تتكون لديه ولدى مجموعة من أصدقائه نوازع الاهتمام بالمنهج السلفي في تناول قضايا العقيدة والفقه من خلال قراءة ومدارسة بعض الكتب التي تُعنى بالأصول والكتاب والسنة.
وقد تلقى مبادئ العلوم العربية والشرعية على يد والده العلامة محمد سعيد القاسمي (ت1900م) الفقيه والمؤرخ والأديب والعالم بالموسيقى الذي كان المحضن الأول لتنمية آفاقه الدينية والعلمية والفكرية، ثم تابع تحصيله العلمي على يد مجموعة من شيوخ مدينته، من أهمهم شيخ الشام في زمنه الشيخ بكري العطار(ت 1902م).
وكان من رواد حلقة الشيخ الإصلاحي عبد الرزاق البيطار (ت 1916م) رائد الحركة السلفية المستنيرة في بلاد الشام في العصر الحديث الذي حرره من قيود التقليد والجمود المذهبي، ودفعه دفعاً إلى عالم الاستنارة في فهم الشريعة والدين، وفتح عينيه على أحوال العصر وثقافته ومشاكله، وأخذ بيديه في مسالك العمل الإصلاحي العام.
وكانت تربطه صلات الأخوة والصداقة مع كثير من رجال العلم والإصلاح في عصره من مثل محمد عبده، ورشيد رضا، وطاهر الجزائري، وشكيب أرسلان، ورفيق العظم، وعبد الحميد الزهراوي، ومحمود شكري الآلوسي (العراق)، ومحمد نصيف (الحجاز)، ويمكننا أن نستنتج من طبيعة هذه العلاقات الفكرية، ومن تحليل المراسلات الفكرية والعلمية التي كانت تدور بينهم، وجود تيار فكري إصلاحي سلفي مستنير بدأ ينشط في الوقت نفسه في مصر والشام والعراق والحجاز، وقد تضافرت جهود هؤلاء العلماء جميعاً على رفع بنيانه، وتبيين ملامحه، وتفصيل أفكاره، والدعوة إلى تعميقه وتطويره حتى يعم العالم الإسلامي بأكمله.
وفي الحقيقة، فقد كان القاسمي في بداية أمره شافعياً أشعرياً نقشبندياً مثل كثير من طلبة العلوم الشرعية في دمشق في عصره، ثم بدأت بالتدريج تتكون لديه ولدى مجموعة من أصدقائه نوازع الاهتمام بالمنهج السلفي في تناول قضايا العقيدة والفقه من خلال قراءة ومدارسة بعض الكتب التي تُعنى بالأصول والكتاب والسنة.
نكتفي بهذه الترجمة ومن أراد المزيد فليرجع إلى المراجع الخاصة بالتراجم وغيرها.
(( المقال الأول ))
الجهم بن صفوان حقائق وأباطيل - منقول بتصرف -
(( وفيه كلام خطير يبين تخبط موقف
جمال الدين القاسمي من بعض أهل البدع ))
جمال الدين القاسمي من بعض أهل البدع ))
يقول الله تعالى :{{ وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين }}
ولعل هذه المقالة الآتية عن شخصية الجهم بن صفوان تحقق شيئا من تلك الاستبانة لسبيل المجرمين الضالين ..
وأمر آخر دفعني إلى الكتابة عن الجهم وهو أن هذا الجهم الذي وصفه أحد أسلافنا رحمة الله عليهم – وهو الذهبي – فقال عنه : أس الضلالة ورأس الجهمية ..
وأنه زرع شرا عظيما .. فمع ما تضمنته مقالات الجهممن كفر وزندقة وإلحاد ، وما خلفه من فتنة وفساد وشر ، مع هذا كله فإننا نجد منبعض الباحثين من يدافع عنه ، ويحاول أن يوجد للجهم مسوغا ومبررا في انحرافه وإفساده ، ويظهر – جليا – تحامل هؤلاء الباحثين بل طعنهم على أئمة السلف الصالح وأهل الحديث ممن تصدوا للذود عن العقيدة الصحيحة والذب عنها .
وبين يدي ثلاثة كتب تدافع عن الجهم وتتعاطف معه :
1- أما أولها فهو : تاريخ الجهمية والمعتزلة لجمال الدين القاسمي والذي عرف بعقيدةواستقامة ظاهرة وهو يدافع عن الجهم باسم الموضوعية والانصاف !!!- كما سيأتي إن شاء الله – ولكن لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة عفا الله عن القاسمي .
2- فأما الكتاب الآخر هو ك نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام الجزء الأول للدكتورعلي سامي النشار حيث دافع النشار عن الجهم وشيخه الجعد بن درهم ثم تحاملوطعن في علماء أهل الحديث .
3- وأما الكتاب الثالث فهو الجهم بن صفوان ومكانته في الفكر الإسلامي لخالد العليأحد الباحثين من بلاد العراق حيث نافح عن الجهم متأثرا بمن سبق .
وابتداء أنقل لك أخي القارىء نبذة عن الجهم فأقول مستعينا بالله : هو أبو محرز جهم بن صفوان الراسبي مولاهم السمرقندي ت 128 هـ أما شيوخه فقد قال قتيبه بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم .
ويقول مقاتل بن سليمان : إن جهما والله ما حج هذا البيت ولا جالس العلماء .
ولذا قال الذهبي : ما علمته روى شيئا .
ومن ثم تلقى الجهم التعطيل والإلحاد في دين الله من هذا الجعد وكان الجعد مؤدب المروان بن محمد - آخر خلفاء بني أمية – وكما يقول ابن تيمية : كان انقراض دولة بني أمية بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التي أوجبت إدبارها .
ويقول أيضا عن مقالة الجعد في التعطيل : أصل هذه المقالة إنما هو مأخوذ عن تلاميذ اليهود والمشركين وضلال الصابئين ، فإن أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام هو الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان واظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه .
وأما عن مؤلفاته فلا تذكر المصادر – التي بين أيدينا – شيئا من مؤلفاته ، غير أن عبدالقادر الجيلاني في – الغنية- ذكر أن للجهم كتابا في نفي الصفات .
وعندما نتحدث عن أحوال الجهم وبقية حياته وآرائه فإننا نجد أن علماء السلف ذكروا طرفا كثيرا من أحواله – خاصة كتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد وخلق أفعل العباد للإمام البخاري والعلو للذهبي وغيرها – وسنذكر بعضا من تلك الأخبار .
قال ضمرة عن ابن شوذب : ـ ترك الجهم الصلاة أربعين يوما على وجه الشك وسبق أن ذكرنا قول مقاتل بأن جهما لم يحج البيت .
وقال أبو نعيم البلخي : ـ كان رجل من أهل مرو صديقا لجهم ثم قطعه وجفاه فقيل له : لم جفوته ؟؟
قال جاء منه ما لا يحتمل ، قرأت يوما آية كذا ، فقال ، ما كان أظرف محمدا فاحتملتها ثم قرا سورة طه فلما قال :{{ الرحمن على العرش استوى }}
قال : أما والله لو وجدت سبيلا إلى حكها لحككتها من المصحف ، فاحتملتها ، ثم قرا سورة القصص فلما انتهى إلى ذكر موسى قال : ما هذا ؟؟
ثم رمى المصحف من حجره برجليه ، فوثبت عليه .
وكما ترى أخي القارىء – من خلال هذه الرواية الموثقة ما كان عليه الجهم من اعتقاد خبيث ، وكفر ظاهر ..
فمرة يراه يزعم أن هذا القرآن من قول محمد صلى الله عليه وآله وسلم –
ومرة أخرى يتمنى أن يجد طريقا إلى حذف تلك الآية التي تضمنت إثبات صفة الاستواء لله تعالى ،
ومرة ثالثة يصل به التمادي في الكفر إلى امتهان القرآن ورميه من حجره برجليه !!!!
وعلى كل فإن الجهم - فعلا - هو أسًّ الضلالة ومستنقع إلحاد وكفر ، فهو معطل - من غلاة المعطلة - في باب الصفات ، وقائل بالجبر وأن الشخص كالريشة في مهب الريح لا فعل له ولا إرادة ، وقائل بفناء الجنة والنار وهو الذي زعم أن الإيمان هو المعرفة فقط فليس عمل القلب ولا قول اللسان ولا فعل الجوارح داخلا ضمن مسمى الإيمان ، كما زعم أن الله – تعالى – في الأمكنة كلها إلى غير ذلك من البدع الكفرية والأقوال الإلحادية .
يقول ابن تيمية - رحمه الله - : وحقيقة قول الجهم هو قول فرعون وهو جحد الخالق وتعطيل كلامه ودينه .
ويقول أيضا : كان الجهم مجبرا يقول : إن العبد لا يفعل شيئا .
ويقول في موضع ثالث : كان هو وأتباعه ينكرون أن يكون لله حكمة في خلقه وأمر هوان يكون له رحمة ويقولون : إنها فعل بمحض مشيئته لا رحمة معها ، وحكي عنه أنه كان ينكر أن يكون الله أرحم الراحمين وأنه كان يخرج إلى الجذمى فيظر إليهم ويقول : أرحم الراحمين يفعل مثل هذا بهؤلاء .!!
وقد وقع للجهم مناظرة معلومة مع السمنية نذكرها لك اخي القارىء كما جاءت في الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد والعلو للذهبي يقول الإمام أحمد رحمه الله : كان ممن بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ وكان صاحب خصومات وكلام وكان أكثر كلامه في الله – تعالى – فلقي أناسا من المشركين يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له : نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك ، فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له ألست تزعم أن لك إلها ؟؟
قال الجهم نعم ، فقالوا له : فهل رأيت إلهك ؟
قال لا ..قالوا فهل سمعت كلامه ؟
قال لا .. قالوا : أشممت له رائحة ؟
قال لا ..قالوا فوجدتله حسا ؟
قال لا ..قالوا فما يدريك أنه إله ؟
قال فتحير جهم فلم يدر من يعبد أربعين يوما ثم استدرك الجهم حجة مثل حجة زنادقة النصارى.
فقال للسمني : ألست تزعم أن فيك روحا ؟ قال نعم .
فقال : هل رأيت روحك قال لا .. قال فسمعت كلامه ؟
قال لا ..قال فوجدت له حسا ؟
قال لا .. قال فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ..
وقد أورد الذهبي هذه القصة مختصرة وأن الجهم ذكر للسمنية أن الله : هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
ولنا مع هذه القصة وقفة – فكما تشاهد – أخي القارىء – أن وقوع الجهم في هذا التعطيل لأسماء الله وصفاته له أسباب يمكن تتبعها من تلك القصة وغيرها .
1- فالجهم لم يجالس العلماء – ولم يرو شيئا من الآثار – كما سبق ذكره مع أنه عاش في زمان التابعين حيث تكثر حلق العلم العامرة ويتوافر العلماء الربانيون ومن ثم كان قلبه قابلا لأي باطل أو شبهة .
ولعل هذه المقالة الآتية عن شخصية الجهم بن صفوان تحقق شيئا من تلك الاستبانة لسبيل المجرمين الضالين ..
وأمر آخر دفعني إلى الكتابة عن الجهم وهو أن هذا الجهم الذي وصفه أحد أسلافنا رحمة الله عليهم – وهو الذهبي – فقال عنه : أس الضلالة ورأس الجهمية ..
وأنه زرع شرا عظيما .. فمع ما تضمنته مقالات الجهممن كفر وزندقة وإلحاد ، وما خلفه من فتنة وفساد وشر ، مع هذا كله فإننا نجد منبعض الباحثين من يدافع عنه ، ويحاول أن يوجد للجهم مسوغا ومبررا في انحرافه وإفساده ، ويظهر – جليا – تحامل هؤلاء الباحثين بل طعنهم على أئمة السلف الصالح وأهل الحديث ممن تصدوا للذود عن العقيدة الصحيحة والذب عنها .
وبين يدي ثلاثة كتب تدافع عن الجهم وتتعاطف معه :
1- أما أولها فهو : تاريخ الجهمية والمعتزلة لجمال الدين القاسمي والذي عرف بعقيدةواستقامة ظاهرة وهو يدافع عن الجهم باسم الموضوعية والانصاف !!!- كما سيأتي إن شاء الله – ولكن لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة عفا الله عن القاسمي .
2- فأما الكتاب الآخر هو ك نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام الجزء الأول للدكتورعلي سامي النشار حيث دافع النشار عن الجهم وشيخه الجعد بن درهم ثم تحاملوطعن في علماء أهل الحديث .
3- وأما الكتاب الثالث فهو الجهم بن صفوان ومكانته في الفكر الإسلامي لخالد العليأحد الباحثين من بلاد العراق حيث نافح عن الجهم متأثرا بمن سبق .
وابتداء أنقل لك أخي القارىء نبذة عن الجهم فأقول مستعينا بالله : هو أبو محرز جهم بن صفوان الراسبي مولاهم السمرقندي ت 128 هـ أما شيوخه فقد قال قتيبه بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم .
ويقول مقاتل بن سليمان : إن جهما والله ما حج هذا البيت ولا جالس العلماء .
ولذا قال الذهبي : ما علمته روى شيئا .
ومن ثم تلقى الجهم التعطيل والإلحاد في دين الله من هذا الجعد وكان الجعد مؤدب المروان بن محمد - آخر خلفاء بني أمية – وكما يقول ابن تيمية : كان انقراض دولة بني أمية بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التي أوجبت إدبارها .
ويقول أيضا عن مقالة الجعد في التعطيل : أصل هذه المقالة إنما هو مأخوذ عن تلاميذ اليهود والمشركين وضلال الصابئين ، فإن أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام هو الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان واظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه .
وأما عن مؤلفاته فلا تذكر المصادر – التي بين أيدينا – شيئا من مؤلفاته ، غير أن عبدالقادر الجيلاني في – الغنية- ذكر أن للجهم كتابا في نفي الصفات .
وعندما نتحدث عن أحوال الجهم وبقية حياته وآرائه فإننا نجد أن علماء السلف ذكروا طرفا كثيرا من أحواله – خاصة كتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد وخلق أفعل العباد للإمام البخاري والعلو للذهبي وغيرها – وسنذكر بعضا من تلك الأخبار .
قال ضمرة عن ابن شوذب : ـ ترك الجهم الصلاة أربعين يوما على وجه الشك وسبق أن ذكرنا قول مقاتل بأن جهما لم يحج البيت .
وقال أبو نعيم البلخي : ـ كان رجل من أهل مرو صديقا لجهم ثم قطعه وجفاه فقيل له : لم جفوته ؟؟
قال جاء منه ما لا يحتمل ، قرأت يوما آية كذا ، فقال ، ما كان أظرف محمدا فاحتملتها ثم قرا سورة طه فلما قال :{{ الرحمن على العرش استوى }}
قال : أما والله لو وجدت سبيلا إلى حكها لحككتها من المصحف ، فاحتملتها ، ثم قرا سورة القصص فلما انتهى إلى ذكر موسى قال : ما هذا ؟؟
ثم رمى المصحف من حجره برجليه ، فوثبت عليه .
وكما ترى أخي القارىء – من خلال هذه الرواية الموثقة ما كان عليه الجهم من اعتقاد خبيث ، وكفر ظاهر ..
فمرة يراه يزعم أن هذا القرآن من قول محمد صلى الله عليه وآله وسلم –
ومرة أخرى يتمنى أن يجد طريقا إلى حذف تلك الآية التي تضمنت إثبات صفة الاستواء لله تعالى ،
ومرة ثالثة يصل به التمادي في الكفر إلى امتهان القرآن ورميه من حجره برجليه !!!!
وعلى كل فإن الجهم - فعلا - هو أسًّ الضلالة ومستنقع إلحاد وكفر ، فهو معطل - من غلاة المعطلة - في باب الصفات ، وقائل بالجبر وأن الشخص كالريشة في مهب الريح لا فعل له ولا إرادة ، وقائل بفناء الجنة والنار وهو الذي زعم أن الإيمان هو المعرفة فقط فليس عمل القلب ولا قول اللسان ولا فعل الجوارح داخلا ضمن مسمى الإيمان ، كما زعم أن الله – تعالى – في الأمكنة كلها إلى غير ذلك من البدع الكفرية والأقوال الإلحادية .
يقول ابن تيمية - رحمه الله - : وحقيقة قول الجهم هو قول فرعون وهو جحد الخالق وتعطيل كلامه ودينه .
ويقول أيضا : كان الجهم مجبرا يقول : إن العبد لا يفعل شيئا .
ويقول في موضع ثالث : كان هو وأتباعه ينكرون أن يكون لله حكمة في خلقه وأمر هوان يكون له رحمة ويقولون : إنها فعل بمحض مشيئته لا رحمة معها ، وحكي عنه أنه كان ينكر أن يكون الله أرحم الراحمين وأنه كان يخرج إلى الجذمى فيظر إليهم ويقول : أرحم الراحمين يفعل مثل هذا بهؤلاء .!!
وقد وقع للجهم مناظرة معلومة مع السمنية نذكرها لك اخي القارىء كما جاءت في الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد والعلو للذهبي يقول الإمام أحمد رحمه الله : كان ممن بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ وكان صاحب خصومات وكلام وكان أكثر كلامه في الله – تعالى – فلقي أناسا من المشركين يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له : نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك ، فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له ألست تزعم أن لك إلها ؟؟
قال الجهم نعم ، فقالوا له : فهل رأيت إلهك ؟
قال لا ..قالوا فهل سمعت كلامه ؟
قال لا .. قالوا : أشممت له رائحة ؟
قال لا ..قالوا فوجدتله حسا ؟
قال لا ..قالوا فما يدريك أنه إله ؟
قال فتحير جهم فلم يدر من يعبد أربعين يوما ثم استدرك الجهم حجة مثل حجة زنادقة النصارى.
فقال للسمني : ألست تزعم أن فيك روحا ؟ قال نعم .
فقال : هل رأيت روحك قال لا .. قال فسمعت كلامه ؟
قال لا ..قال فوجدت له حسا ؟
قال لا .. قال فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ..
وقد أورد الذهبي هذه القصة مختصرة وأن الجهم ذكر للسمنية أن الله : هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
ولنا مع هذه القصة وقفة – فكما تشاهد – أخي القارىء – أن وقوع الجهم في هذا التعطيل لأسماء الله وصفاته له أسباب يمكن تتبعها من تلك القصة وغيرها .
1- فالجهم لم يجالس العلماء – ولم يرو شيئا من الآثار – كما سبق ذكره مع أنه عاش في زمان التابعين حيث تكثر حلق العلم العامرة ويتوافر العلماء الربانيون ومن ثم كان قلبه قابلا لأي باطل أو شبهة .
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى***** فصادف قلبا خاليا فتمكنا .
إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ، ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة .
ومن ثم أوصيك أخي القارىء ونفسي بالاهتمام الجاد بتحصيل العلم الشرعي النافع والحرص على مجالسة أهل العلم الصادقين .
2- سبب آخر أوقع الجهم في هذا التعطيل وهو أنه صاحب جدل وخصومة حيث كان فصيح اللسان وبسبب جدله وخصومته وقع في الشك والارتياب وفقد اليقين والانقياد وكم نحن بحاجة إلى ترسيخ الإيمان في نفوسنا والتسليم للنصوص الشرعية بكل انشراح صدر واطمئنان نفس دون أن يسبق هذا التسليم مقدمات أو مقررات سابقة .
يقول أحد السلف إن الإيمان إذا سكن في القلب قبل الاحتجاج لم يخرجه الاحتجاج وإذا سكن الاحتجاج قبل الإيمان كان متنقلا متى حاجه من هو أحج منه .
ويقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله من جعل دينه عرضا للخصومات أكثر التنقل .
وعن أبي الزناد عن أبيه : لا يقيمون على أمر وإن أعجبهم إلا نقلهم الجدل إلى أمر سواه فهم كل يوم في شبهة جديدة ودين ضلال .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل : [ ما ضل قوم بعد هدى كانواعليه إلا أوتوا الجدل .] رواه احمد وغيره .انظر صحيح الجامع الصغير رقم 5509 .
3- سبب ثالث أوقع الجهم – وكذا غيره من المبتدعة – في التعطيل وهو اتباع المتشابه يقول الإمام أحمد : الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث فضلوا وأضلوا بكلامهم بشرا كثيرا .
يقول الله تعالى :{{ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله }}
فأهل الزيغ يتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة فهم يطلبون به أهواءهم لحصول الفتنة ، فليس نظرهم في الدليل نظر المستبصر حتى يكون هواه تحت حكمهبل نظر من حكم بالهوى ، ثم أتى بالدليل كالشاهد له .
4- سبب رابع جعل الجهم يتردى في هذا التعطيل وهو – ردة الفعل - إن مقالة جهمفي التعطيل جاءت كرد فعل لمقالة مقاتل بن سليمان المفسر في التشبيه والتمثيل.
يقول أبو حنيفة رحمه الله : أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال إنه تعالى ليس بشيء وأفرط مقاتل – في التشبيه والتمثيل – حتى جعله مثل خلقه .
وقد التقى الجهم بمقاتل بن سليمان في بلخ وحصل بينهما خصومات واختلاف حتى نفي الجهم إلى ترمذ .
وكم اوقعت ردود الفعل – لإنحراف ما - من الإفساد والتبديل للمعاني الصحيحة ، إن الجهم استحضر أمامه انحرافا معينا وهو التمثيل والتشبيه واستغرق في دفعه حتى آل به الأمر إلى التعطيل وهكذا نشاهد أن كثيرا من الانحرافات السائدة الآن ومن قبل إن من أسبابها أنها ردود أفعال لإنحراف ما فبدعة الإرجاء رد فعل لبدعة الخوارج وبدعة الجبر رد فعل لبدعة خلق العبد لفعله وهكذا .
وعلى كل حال فإن الجهم لم يلبث أن قتل حيث كان مع الحارث بن سريج الذي خرج على دولة بني أمية وقد قتله سلم بن أحوز صاحب شرطة نصر بن سيار سنة 128 هـ .
ولو تحدثنا عن موقف السلف من فرقة الجهمية لطال بنا الحديث ولكن نذكر قول اثنين من أئمة السلف فيهم :
1- يقول عبدالله بن المبارك رحمه الله : الجهمية كفار ومن يشك في كفر الجهمية ؟
ثم يقول : إنا نستجيز أن نحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستجيز أن نحكي كلام الجهمية .
2- ويقول الإمام البخاري رحمه الله : نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فمارأيت أضل في كفرهم منهم ، إني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم .
وبعد هذا العرض لحياة الجهم بن صفوان أنقل لك أخي القارىء شيئا مما قاله بعض المدافعين عن الجهم أو ممن افتعلوا مبررات ومسوغات لانحراف الجهم وزندقته .
فيذكر القاسمي – عفا الله عنه – أن الجهمية فرقة من المسلمين .
ويصف الجهم بالحرص على إقامة أحكام الكتاب والسنة !!
ويقول القاسمي : وكان الجهم داعيا للكتاب والسنة !!
ناقما على من انحرف عنهما ، مجتهدا ، في أبواب من مسائل الصفات !!
ويحاول القاسمي التقريب ورفع الخلاف بين الجهم ومخالفته .
ويعرِّف القاسمي قول الجبر – الذي اشتهر به الجهم – بعبارة موهمة فيقول بأنه : إسناد فعل العبد إلى الله !!!
أخي القارىء قارن كلام القاسمي بكلام الإمام البخاري وابن المبارك ، ولا أدري كيف غاب عن القاسمي أقوال السلف في بيان حال الجهم ؟!!
ألم يطلع على قول عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله عن الجهمية عندما قال : ما الجهمية عندنا من أهل القبلة وما نكفرهم إلا بكتاب مسطور وأثر مشهور وكفر مشهور ..
ويقول أيضا : الزنادقة والجهمية أمرهما واحد ويرجعان إلى معنى واحد ومراد واحد ..
وكيف يوصف الجهم بأنه كان داعية للكتاب والسنة وهو أجهل من حمار أهله ، فقد قال بخلق القرآن وامتهن كتاب الله ، وكيف يكون داعية من لا شيوخ له ولا علم عنده – كما نقل الثقات – لقد سئل الجهم عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها فقال عليها العدة ، فخالف كتاب الله بجهله قال الله سبحانه:{{ فما لكم عليهم من عدة تعتدونها }} .
وأما الجبر الذي اقترن بالجهم فهو دعوى الجهم بأن العبد مجبور على فعله كالريشة في مهب الريح لا اختيار له ولا مشيئة ، وإنما هي مشيئة الله المحضة ، فلا حكمة ولا تعليل – كما سبق ذكره – ويزعم أن فعل العبد هو عين فعل الله تعالى .
ومن الغريب جدا أننا نجد القاسمي يجعل هذا التبرير موضوعيا وإنصافا !!
يقول القاسمي : وبالجملة فلا بد من السند في قبول ما يعزى ويروى إلى تلك الفرقة ، فإما عن أسفارها أو عن إمام ثقة أثر عنها ، وأما رمي فرقة برأي ما بدعوى أنه قيل عنها أو يقال فمما لا يقام له وزن في الصحة والاعتقاد ..ص 30
وهذا كلام حق وكلام جميل يجب أن نتمثل به ونجعله نهجا في تقويم الأفراد والمجتمعات
والله تعالى يقول :
{{ ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }}
ولكن الغريب فعلا كيف يخفى على القاسمي الكم الهائل من أقوال السلف والمروية بالأسانيد الصحيحة عن حال هذه الفرقة – الجهمية – ومؤسسها ؟؟
!!ويا سبحان الله !
فنحن نرى القاسمي يناقض كلامه السابق بنفسه فيروي قصة مناظرةالجهم للسمنية من حلال نقله عن الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد ويحذفالقاسمي ما ذكره الإمام أحمد بأن الجهم ترك الصلاة أربعين يوما .. وكل ذلك بدعوىالاختصار !!
فأين التوثق والانصاف ؟؟
بل نجد القاسمي يعلق على هذه المناظرة - التي كانت سببا في ضلال الجهم وزندقته كما مر بنا –
فيقول : هذا ما حكاه الإمام أحمد في الرد على الجهمية أثرناه باختصار وقوفا على موضع الشاهد من فطنة جهم وبلاغته في إفحامه خصمه .
وبئس هذا الذكاء الذي أورد صاحبه المهالك وما حال الجهم ومن سار على نهجه إلا أنهم أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء ، وأوتوا علوما ولم يؤتوا فهوما وأوتوا سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء ..
ومن ثم أوصيك أخي القارىء ونفسي بالاهتمام الجاد بتحصيل العلم الشرعي النافع والحرص على مجالسة أهل العلم الصادقين .
2- سبب آخر أوقع الجهم في هذا التعطيل وهو أنه صاحب جدل وخصومة حيث كان فصيح اللسان وبسبب جدله وخصومته وقع في الشك والارتياب وفقد اليقين والانقياد وكم نحن بحاجة إلى ترسيخ الإيمان في نفوسنا والتسليم للنصوص الشرعية بكل انشراح صدر واطمئنان نفس دون أن يسبق هذا التسليم مقدمات أو مقررات سابقة .
يقول أحد السلف إن الإيمان إذا سكن في القلب قبل الاحتجاج لم يخرجه الاحتجاج وإذا سكن الاحتجاج قبل الإيمان كان متنقلا متى حاجه من هو أحج منه .
ويقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله من جعل دينه عرضا للخصومات أكثر التنقل .
وعن أبي الزناد عن أبيه : لا يقيمون على أمر وإن أعجبهم إلا نقلهم الجدل إلى أمر سواه فهم كل يوم في شبهة جديدة ودين ضلال .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل : [ ما ضل قوم بعد هدى كانواعليه إلا أوتوا الجدل .] رواه احمد وغيره .انظر صحيح الجامع الصغير رقم 5509 .
3- سبب ثالث أوقع الجهم – وكذا غيره من المبتدعة – في التعطيل وهو اتباع المتشابه يقول الإمام أحمد : الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث فضلوا وأضلوا بكلامهم بشرا كثيرا .
يقول الله تعالى :{{ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله }}
فأهل الزيغ يتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة فهم يطلبون به أهواءهم لحصول الفتنة ، فليس نظرهم في الدليل نظر المستبصر حتى يكون هواه تحت حكمهبل نظر من حكم بالهوى ، ثم أتى بالدليل كالشاهد له .
4- سبب رابع جعل الجهم يتردى في هذا التعطيل وهو – ردة الفعل - إن مقالة جهمفي التعطيل جاءت كرد فعل لمقالة مقاتل بن سليمان المفسر في التشبيه والتمثيل.
يقول أبو حنيفة رحمه الله : أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال إنه تعالى ليس بشيء وأفرط مقاتل – في التشبيه والتمثيل – حتى جعله مثل خلقه .
وقد التقى الجهم بمقاتل بن سليمان في بلخ وحصل بينهما خصومات واختلاف حتى نفي الجهم إلى ترمذ .
وكم اوقعت ردود الفعل – لإنحراف ما - من الإفساد والتبديل للمعاني الصحيحة ، إن الجهم استحضر أمامه انحرافا معينا وهو التمثيل والتشبيه واستغرق في دفعه حتى آل به الأمر إلى التعطيل وهكذا نشاهد أن كثيرا من الانحرافات السائدة الآن ومن قبل إن من أسبابها أنها ردود أفعال لإنحراف ما فبدعة الإرجاء رد فعل لبدعة الخوارج وبدعة الجبر رد فعل لبدعة خلق العبد لفعله وهكذا .
وعلى كل حال فإن الجهم لم يلبث أن قتل حيث كان مع الحارث بن سريج الذي خرج على دولة بني أمية وقد قتله سلم بن أحوز صاحب شرطة نصر بن سيار سنة 128 هـ .
ولو تحدثنا عن موقف السلف من فرقة الجهمية لطال بنا الحديث ولكن نذكر قول اثنين من أئمة السلف فيهم :
1- يقول عبدالله بن المبارك رحمه الله : الجهمية كفار ومن يشك في كفر الجهمية ؟
ثم يقول : إنا نستجيز أن نحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستجيز أن نحكي كلام الجهمية .
2- ويقول الإمام البخاري رحمه الله : نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فمارأيت أضل في كفرهم منهم ، إني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم .
وبعد هذا العرض لحياة الجهم بن صفوان أنقل لك أخي القارىء شيئا مما قاله بعض المدافعين عن الجهم أو ممن افتعلوا مبررات ومسوغات لانحراف الجهم وزندقته .
فيذكر القاسمي – عفا الله عنه – أن الجهمية فرقة من المسلمين .
ويصف الجهم بالحرص على إقامة أحكام الكتاب والسنة !!
ويقول القاسمي : وكان الجهم داعيا للكتاب والسنة !!
ناقما على من انحرف عنهما ، مجتهدا ، في أبواب من مسائل الصفات !!
ويحاول القاسمي التقريب ورفع الخلاف بين الجهم ومخالفته .
ويعرِّف القاسمي قول الجبر – الذي اشتهر به الجهم – بعبارة موهمة فيقول بأنه : إسناد فعل العبد إلى الله !!!
أخي القارىء قارن كلام القاسمي بكلام الإمام البخاري وابن المبارك ، ولا أدري كيف غاب عن القاسمي أقوال السلف في بيان حال الجهم ؟!!
ألم يطلع على قول عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله عن الجهمية عندما قال : ما الجهمية عندنا من أهل القبلة وما نكفرهم إلا بكتاب مسطور وأثر مشهور وكفر مشهور ..
ويقول أيضا : الزنادقة والجهمية أمرهما واحد ويرجعان إلى معنى واحد ومراد واحد ..
وكيف يوصف الجهم بأنه كان داعية للكتاب والسنة وهو أجهل من حمار أهله ، فقد قال بخلق القرآن وامتهن كتاب الله ، وكيف يكون داعية من لا شيوخ له ولا علم عنده – كما نقل الثقات – لقد سئل الجهم عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها فقال عليها العدة ، فخالف كتاب الله بجهله قال الله سبحانه:{{ فما لكم عليهم من عدة تعتدونها }} .
وأما الجبر الذي اقترن بالجهم فهو دعوى الجهم بأن العبد مجبور على فعله كالريشة في مهب الريح لا اختيار له ولا مشيئة ، وإنما هي مشيئة الله المحضة ، فلا حكمة ولا تعليل – كما سبق ذكره – ويزعم أن فعل العبد هو عين فعل الله تعالى .
ومن الغريب جدا أننا نجد القاسمي يجعل هذا التبرير موضوعيا وإنصافا !!
يقول القاسمي : وبالجملة فلا بد من السند في قبول ما يعزى ويروى إلى تلك الفرقة ، فإما عن أسفارها أو عن إمام ثقة أثر عنها ، وأما رمي فرقة برأي ما بدعوى أنه قيل عنها أو يقال فمما لا يقام له وزن في الصحة والاعتقاد ..ص 30
وهذا كلام حق وكلام جميل يجب أن نتمثل به ونجعله نهجا في تقويم الأفراد والمجتمعات
والله تعالى يقول :
{{ ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }}
ولكن الغريب فعلا كيف يخفى على القاسمي الكم الهائل من أقوال السلف والمروية بالأسانيد الصحيحة عن حال هذه الفرقة – الجهمية – ومؤسسها ؟؟
!!ويا سبحان الله !
فنحن نرى القاسمي يناقض كلامه السابق بنفسه فيروي قصة مناظرةالجهم للسمنية من حلال نقله عن الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد ويحذفالقاسمي ما ذكره الإمام أحمد بأن الجهم ترك الصلاة أربعين يوما .. وكل ذلك بدعوىالاختصار !!
فأين التوثق والانصاف ؟؟
بل نجد القاسمي يعلق على هذه المناظرة - التي كانت سببا في ضلال الجهم وزندقته كما مر بنا –
فيقول : هذا ما حكاه الإمام أحمد في الرد على الجهمية أثرناه باختصار وقوفا على موضع الشاهد من فطنة جهم وبلاغته في إفحامه خصمه .
وبئس هذا الذكاء الذي أورد صاحبه المهالك وما حال الجهم ومن سار على نهجه إلا أنهم أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء ، وأوتوا علوما ولم يؤتوا فهوما وأوتوا سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء ..
ويستطرد القاسمي – في موضع آخر – في الحديث عن الجعد بن درهم شيخ الجهم..
فينقل خليطا من الروايات في الطعن في خالد بن عبدالله القسري قاتل الجعد – وأنخالدا – كما تدعي تلك الروايات – جعل الولاية لأهل الذمة على المسلمين وانهكان ناصبيا يبغض عليا – رضي الله عنه وأن أبا الفرج الأصفهاني قال : اللهمالعن خالدا وأخزه وجدد على روحه العذاب ..
ثم قال القاسمي – سامحه الله – ومنأراد استيفاء أحواله وأخباره بأفظع من هذا مما نصون عنه بحثنا المسطور فليرجعإلى كتاب الأغاني للأصفهاني رحمه الله .!!!!.
وهكذا يناقض القاسمي كلامه بنفسه مرة أخرى : فأين التحري والإنصاف ممن ينقلعن الأصفهاني – الشيعي الأموي –
< قال الذهبي في السير 16 / 202 والعجيبأنه أموي شيعي !!! >
وقد قال ابن كثير عن هذا الأصفهاني : وكان فيه تشيع ،
قال ابن الجوزي :
ومثله لا يوثق به فإنه يصرح في كتبه بما يوجب العشق ويهون شرب الخمر وربماحكى ذلك عن نفسه ، ومن تأمل كتاب الأغاني رأى فيه كل قبيح ومنكر ..
خاصة إذا علمنا أن الأصفهاني قد روى الكثير من أخبار كتابه عن طائفة من الرواة الكذابين .
وأما خالد القسري فنرى أن ابن كثير يترحم عليه وقد أورد ابن كثير بعضا من تلكالمثالب التي نسبت إلى خالد ثم قال :
والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه ، فإنه كان قائما في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنامن قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الإلحاد ، وقد نسب إليه صاحب العقد - ابن عبد ربه - أشياء لا تصح لأن صاحب العقد فيه "" تشيع شنيع ومغالاةفي أهل البيت ""
لقد قتل خالد القسري الجعد بن درهم وقتل أيضا المغيرة بن سعيد العجلي وبيانبن سمعان التميمي وهما من رؤوس غلاة الشيعة المجسمة الملحدة ..
وهذا يكشف لنا تحامل الأصفهاني وابن عبد ربه – الشيعيين – على القسري ورميه بالنصب.
وأما علي سامي النشار .. فيدافع عن الجعد بن درهم في كتابه – نشأة الفكر الفلسفيفي الإسلام – ويصفه بأنه أول رواد التفسير العقلي في الإسلام .. ويمتطي النشار التأويلالمتعسف من أجل تسويغ زندقة الجعد .
ويزعم النشار أن قتل الجعد كان سياسيا لا دينا .. يقول النشار :
ولا نستطيع أن نصدق أن قتله – أي الجعد – كان لارائه الفكرية بل يبدو أنه لسببسياسي ولكن الحقيقة أن قتل الجعد كان لزندقته وإلحاده ..
يقول ابن تيمية :
وقد قتل الجعد بالعراق في واسط في أوائل المئة الثانية بفتوى التابعينوحمدوه على ما فعل وشكروا ذلك .
ويقول ابن القيم في النونية :
فينقل خليطا من الروايات في الطعن في خالد بن عبدالله القسري قاتل الجعد – وأنخالدا – كما تدعي تلك الروايات – جعل الولاية لأهل الذمة على المسلمين وانهكان ناصبيا يبغض عليا – رضي الله عنه وأن أبا الفرج الأصفهاني قال : اللهمالعن خالدا وأخزه وجدد على روحه العذاب ..
ثم قال القاسمي – سامحه الله – ومنأراد استيفاء أحواله وأخباره بأفظع من هذا مما نصون عنه بحثنا المسطور فليرجعإلى كتاب الأغاني للأصفهاني رحمه الله .!!!!.
وهكذا يناقض القاسمي كلامه بنفسه مرة أخرى : فأين التحري والإنصاف ممن ينقلعن الأصفهاني – الشيعي الأموي –
< قال الذهبي في السير 16 / 202 والعجيبأنه أموي شيعي !!! >
وقد قال ابن كثير عن هذا الأصفهاني : وكان فيه تشيع ،
قال ابن الجوزي :
ومثله لا يوثق به فإنه يصرح في كتبه بما يوجب العشق ويهون شرب الخمر وربماحكى ذلك عن نفسه ، ومن تأمل كتاب الأغاني رأى فيه كل قبيح ومنكر ..
خاصة إذا علمنا أن الأصفهاني قد روى الكثير من أخبار كتابه عن طائفة من الرواة الكذابين .
وأما خالد القسري فنرى أن ابن كثير يترحم عليه وقد أورد ابن كثير بعضا من تلكالمثالب التي نسبت إلى خالد ثم قال :
والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه ، فإنه كان قائما في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنامن قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الإلحاد ، وقد نسب إليه صاحب العقد - ابن عبد ربه - أشياء لا تصح لأن صاحب العقد فيه "" تشيع شنيع ومغالاةفي أهل البيت ""
لقد قتل خالد القسري الجعد بن درهم وقتل أيضا المغيرة بن سعيد العجلي وبيانبن سمعان التميمي وهما من رؤوس غلاة الشيعة المجسمة الملحدة ..
وهذا يكشف لنا تحامل الأصفهاني وابن عبد ربه – الشيعيين – على القسري ورميه بالنصب.
وأما علي سامي النشار .. فيدافع عن الجعد بن درهم في كتابه – نشأة الفكر الفلسفيفي الإسلام – ويصفه بأنه أول رواد التفسير العقلي في الإسلام .. ويمتطي النشار التأويلالمتعسف من أجل تسويغ زندقة الجعد .
ويزعم النشار أن قتل الجعد كان سياسيا لا دينا .. يقول النشار :
ولا نستطيع أن نصدق أن قتله – أي الجعد – كان لارائه الفكرية بل يبدو أنه لسببسياسي ولكن الحقيقة أن قتل الجعد كان لزندقته وإلحاده ..
يقول ابن تيمية :
وقد قتل الجعد بالعراق في واسط في أوائل المئة الثانية بفتوى التابعينوحمدوه على ما فعل وشكروا ذلك .
ويقول ابن القيم في النونية :
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ ***** ـقسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله *****كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة ***** لله درك من أخي قربان .
ومما قاله النشار : وهناك عرف الجهم منهج الجعد وهو منهج التأويل وعدم الاهتمامبعلم الحديث ، وقد راعه الحشو الهائل الذي أدخل في الحديث ..
كما راعه عدماهتمام المحدثين – بالدراية – واقتصارهم فقط على الرواية .
إن رمي أهل الحديث ووصفهم بالحشو !!
وأنهم حشوية !!
ليست إفكا جديدا ..
بلقد قالها عمرو بن عبيد – أحد رؤوس الاعتزال – فوصف عمر الصحابي الجليلبأنه حشوي ، وتعود هذه الفرية من جديد كما هو ظاهر في هذا النص .
وأما دعوىأن أهل الحديث لا اهتمام لهم بالدراية ..
فهذه تهمة باردة وقديمة ..
ومن له إلمام واطلاع على كتب الحديث يدرك عناية السلف الصالح بمتون الأحاديث ونقدها وقد ذكروا ضوابط وقواعد لهذا الفن ..
وأخيرا أسأل الله أن يرزقنا حسن الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
انتهى من مقالات في المذاهب والفرق .
سبحان الله !!!!
كل هذا عند جمال الدين القاسمي والله ما كنت اظن هذادفاع عن الجهم وإحالة لكتب الرافضه وإعراض عن كلام السلففي المبتدعه وأعيانهمالله ما كنت أظن هذا !!
كما راعه عدماهتمام المحدثين – بالدراية – واقتصارهم فقط على الرواية .
إن رمي أهل الحديث ووصفهم بالحشو !!
وأنهم حشوية !!
ليست إفكا جديدا ..
بلقد قالها عمرو بن عبيد – أحد رؤوس الاعتزال – فوصف عمر الصحابي الجليلبأنه حشوي ، وتعود هذه الفرية من جديد كما هو ظاهر في هذا النص .
وأما دعوىأن أهل الحديث لا اهتمام لهم بالدراية ..
فهذه تهمة باردة وقديمة ..
ومن له إلمام واطلاع على كتب الحديث يدرك عناية السلف الصالح بمتون الأحاديث ونقدها وقد ذكروا ضوابط وقواعد لهذا الفن ..
وأخيرا أسأل الله أن يرزقنا حسن الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
انتهى من مقالات في المذاهب والفرق .
سبحان الله !!!!
كل هذا عند جمال الدين القاسمي والله ما كنت اظن هذادفاع عن الجهم وإحالة لكتب الرافضه وإعراض عن كلام السلففي المبتدعه وأعيانهمالله ما كنت أظن هذا !!
منقول بتصرف وتنسيق
من شبكة سحاب
نشر في عام 1422هـ.
جمعها : أبو حمزة علي جحاف
في الثالث من ربيع الآخر1432هـ.
من شبكة سحاب
نشر في عام 1422هـ.
جمعها : أبو حمزة علي جحاف
في الثالث من ربيع الآخر1432هـ.
يتابع المقال الثاني>>>
تعليق