سلسلة شرارة اللهب على من أُصيب بدآءِ الكَلَبِ [6]
تحذير النُجباء من دناءةِ
علي بن أحمدَ الرازحي
أشعبَ الطمَّاعِ
تحذير النُجباء من دناءةِ
علي بن أحمدَ الرازحي
أشعبَ الطمَّاعِ
قرأها وأذن بنشرها فضيلة العلامة المحدث
أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري شكر الله له
أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري شكر الله له
جمع وإعداد
أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي
أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
فإن من أعظم العقبات التي تُعثِّر طالب العلم في سيره وطلبه وتكون سبباً في تيه وتقلَّبه، وكشف حاله وانتهاك ستره وطمس بصيرته وانتكاسه، وسوء حاله وأخلاقه ومقاله هو زيغ القلوب وانحرافها قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الصف : 5].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (4/359): أي فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان، كما قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الأنعام : 110]، وقال: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء : 115]، ولهذا قال الله تعالى في هذه الآية: ﴿وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾. اهـ
وقال العلامة الإمام الشوكاني رحمه الله (5/220): أي لما أصروا على الزيغ واستمروا عليه أزاغ الله قلوبهم عن الهدى وصرفها عن قبول الحق. اهـ المراد
وقال العلامة السعدي رحمه الله (ص821-822): والرسول من حقه الإكرام والإعظام، والانقياد بأوامره، والابتدار لحكمه، وأما أذية الرسول الذي إحسانه إلى الخلق فوق كل إحسان بعد إحسان الله، ففي غاية الوقاحة والجراءة والزيغ عن الصراط المستقيم، الذي قد علموه وتركوه، ولهذا قال: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا﴾ أي: انصرفوا عن الحق بقصدهم ﴿أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ﴾ عقوبة لهم على زيغهم الذي اختاروه لأنفسهم ورضوه لها، ولم يوفقهم الله للهدى، لأنهم لا يليق بهم الخير، ولا يصلحون إلا للشر، ﴿وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ أي: الذين لم يزل الفسق وصفا لهم، لا لهم قصد في الهدى، وهذه الآية الكريمة تفيد أن إضلال الله لعباده، ليس ظلما منه، ولا حجة لهم عليه، وإنما ذلك بسبب منهم، فإنهم الذين أغلقوا على أنفسهم باب الهدى بعد ما عرفوه، فيجازيهم بعد ذلك بالإضلال والزيغ الذي لا حيلة لهم في دفعه وتقليب القلوب [عقوبة لهم وعدلا منه بهم] كما قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾. اهـ
هذا وإن دواعي زَيَغَان القلوب وتقلُّبها كثيرة من أعظمها:....
تعليق