النص الرباني في تحريم الأغاني
الرد على القارئ الكلباني
الرد على القارئ الكلباني
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
أما بعد:
قال عادل الكلباني:لا أعلم نصاً صحيحاًً صريحاً في تحريم الغناء والمعازف،وهي حلال ليست بحرام.
قلت :روى الشيخان عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)).
وبوب الإمام البخاري-رحمه الله- في صحيحه لهذا الحديث:باب كيف يقبض العلم.
وبوب الإمام ابن عبد البر-رحمه الله- في كتابه جامع بيان العلم وفضله-باب ما روي في قبض العلم وذهاب العلماء،ثم ساق بسند صحيح عن عطاء بن أبي رباح-رحمه الله-في قوله تعالى:{أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقضها من أطرافها} قال:ذهاب فقهائها وخيار أهلها.
وروى الخطيب-رحمه الله- في الكفاية عن المقدام بن معديكرب مرفوعاً:((ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من جرام فحرموه ،ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة من مال معاهد إلا أن يستغنى عنها صاحبها)) وله شواهد كثيرة عن العرباض بن سارية وأبي رافع وجابر بن عبد الله وابن عباس.رواها الخطيب في الكفاية : باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فإذا ذهب العلماء بقي أنصاص العلماء والسفهاء وتكلم الرويبضة في أمر العامة،ولا حول ولا قوة إلا بالله نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما لم يظهر ونسأل الله تعالى الثبات على دينه حتى نلقاه سبحانه وتعالى.
-فصل-
قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
روى الطبري في تفسيره عن ابن مسعود رضي الله عنه-بسند ثابت صحيح- أنه قال عن هذه الآية:الغناء والذي لا إله إلا هو ،يرددها ثلاث مرات.ورواه الحاكم أيضاً وصححه وسكت عليه الذهبي وصححه ابن القيم والألباني.
وأعلم الناس بالكتاب والسنة هم الصحابة-رضي الله عنهم-وهنا ابن مسعود يقسم أن اللهو هو الغناء.
واختلف أهل العلم في قول الصحابي إذا اشتهر ولم ينكر عليه هل هو إجماع سكوتي أو حجة ؟قال بالثاني شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-كما في الفتاوى الكبرى .وهو الصحيح.
وممن قال بأن{لهو الحديث}هو الغناء: ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة.[ينظر تفسير ابن كثير في سورة لقمان(3/583)].
وقال ابن عباس:الدف حرام والمعازف حرام والكوبة حرام والمزمار حرام. رواه البيهقي وصححه الألباني في تحريم آلات الطرب.
وقال تعالى:{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}.
قال محمد بن علي بن أبي طالب:هو اللهو والغناء .ذكره ابن كثير في تفسيره[الفرقان(3/439)].
وقال تعالى:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}.
قال ابن كثير في تفسيره[البقرة(1/188)]:واتبعوا الشهوات التي كانت تتلوا الشياطين وهي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله.
وقال تعالى:{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-في كتابه الاستقامة[1/229]: قال غير واحد من السلف(أي في معنى سامدون):هو الغناء .فقال:اسمد لنا أي غني لنا ،فذم المعرض عما يجب من استماع المشتغل عنه باستماع الغناء.اهـ
وقال أيضاً –رحمه الله-: كان السلف يسمون الرجل المغني:مخنثاً لتشبهه بالنساء[الإستقامة1/277].
وذكر ابن القيم في إغاثة اللهفان[1/350-351]:وقد حكى ابن الصلاح الإجماع على تحريم السماع الذي جمع بين الدف والشبَّابة.
وتواتر عن الشافعي أنه قال:خلفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن.
قال ابن القيم :التغبير هو شعر يزهد في الدنيا يغني به مغني فيضرب بعض الحاضرين بقضيب على نطع أو مخدة على توقيع غنائه.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل-رحمهما الله-:سألت أبي عن الغناء ؟فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ثم ذكر قول مالك:إنما يفعله عندما الفساق.اهـ
وقال سماحة شيخنا العلامة صالح السحيمي.الغناء محرم بالإجماع سواء كان بمعازف أو بدون معازف ما دام أنه يهيج النفوس.اهـ
وقال المحدث السلفي الألباني-رحمه الله- في تحريم آلات الطرب(ص98):قال الشوكاني:سماع المعازف ذهب الجمهور إلى تحريمه.اهـ
وجاء في السنة النبوية أحاديث صحيحة صريحة تدل على حرمة المعازف لا كما يقول الكلباني هداه الله.
فروى البخاري في صحيحه عن أبي عامر أو أبي مالك مرفوعاً:((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))
قلت: وقد أخطأ من زعم أن البخاري رواه معلقاً.لأن قوله قال هشام بن عمار.هذا يرويه البخاري حال المذاكرة وقال محمولة على السماع عند أهل العلم إذا كان الراوية عاصر من ورى عنه ولم يكن مدلساً،وهشام هذا من شيوخ البخاري،وروى الحديث أيضاً ابن حبان في صحيحه(ح6719)قال :أخبرنا السين بن عبد الله القطان حدثنا هشام بن عمار...فذكره.
قال ابن حجر في الفتح[10/64]:المعازف هي آلات الملاهي.وقال الجوهري:ألمعازف الغناء.اهـ
وروى ابن ماجة في سننه(ح4092)عن أبي مالك الأشعري مرفوعا:((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير))صححه ابن القيم والألباني.
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان[1/393]: وقد توعد مستحلي المعازف فيه(أي في الحديث) بأن يخسف الله بهم الأرض.اهـ
وهناك أحاديث كثيرة صحيحة صريحة في تحريم المعازف والغناء ولكن من اتبع هواه يراها ضعيفة أو غير صريحة وهذا دأب كل من أغواه الشيطان. وما علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضي الله عنهم ولا التابعين رحمهم الله وإمام من الأئمة المجتهدين أنه جلس يستمع للمعازف أو للغناء بالمعازف أو أجاز المعازف...
إنما النصوص واضحة في حرمة هذا العمل ،وأن فاعله يفسق ولا تقبل له شهادة عند أهل العلم لأن من شروط الشهادة أن يكون الشاهد عدلاً ذا مروءة،والمغني فسقه الإمام مالك رحمه الله فهو منتفي العدالة ومقدوح في مروءته.
أسأل الله تعالى أن يهدي كل ضال وأن يرجعه إلى رشده ، وأن يهدي الكلباني فإن من حق المسلم على المسلم أن يبين له زلته وأن يدعو له بالصلاح والهداية .
أما بعد:
قال عادل الكلباني:لا أعلم نصاً صحيحاًً صريحاً في تحريم الغناء والمعازف،وهي حلال ليست بحرام.
قلت :روى الشيخان عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)).
وبوب الإمام البخاري-رحمه الله- في صحيحه لهذا الحديث:باب كيف يقبض العلم.
وبوب الإمام ابن عبد البر-رحمه الله- في كتابه جامع بيان العلم وفضله-باب ما روي في قبض العلم وذهاب العلماء،ثم ساق بسند صحيح عن عطاء بن أبي رباح-رحمه الله-في قوله تعالى:{أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقضها من أطرافها} قال:ذهاب فقهائها وخيار أهلها.
وروى الخطيب-رحمه الله- في الكفاية عن المقدام بن معديكرب مرفوعاً:((ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من جرام فحرموه ،ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة من مال معاهد إلا أن يستغنى عنها صاحبها)) وله شواهد كثيرة عن العرباض بن سارية وأبي رافع وجابر بن عبد الله وابن عباس.رواها الخطيب في الكفاية : باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فإذا ذهب العلماء بقي أنصاص العلماء والسفهاء وتكلم الرويبضة في أمر العامة،ولا حول ولا قوة إلا بالله نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما لم يظهر ونسأل الله تعالى الثبات على دينه حتى نلقاه سبحانه وتعالى.
-فصل-
قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
روى الطبري في تفسيره عن ابن مسعود رضي الله عنه-بسند ثابت صحيح- أنه قال عن هذه الآية:الغناء والذي لا إله إلا هو ،يرددها ثلاث مرات.ورواه الحاكم أيضاً وصححه وسكت عليه الذهبي وصححه ابن القيم والألباني.
وأعلم الناس بالكتاب والسنة هم الصحابة-رضي الله عنهم-وهنا ابن مسعود يقسم أن اللهو هو الغناء.
واختلف أهل العلم في قول الصحابي إذا اشتهر ولم ينكر عليه هل هو إجماع سكوتي أو حجة ؟قال بالثاني شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-كما في الفتاوى الكبرى .وهو الصحيح.
وممن قال بأن{لهو الحديث}هو الغناء: ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة.[ينظر تفسير ابن كثير في سورة لقمان(3/583)].
وقال ابن عباس:الدف حرام والمعازف حرام والكوبة حرام والمزمار حرام. رواه البيهقي وصححه الألباني في تحريم آلات الطرب.
وقال تعالى:{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}.
قال محمد بن علي بن أبي طالب:هو اللهو والغناء .ذكره ابن كثير في تفسيره[الفرقان(3/439)].
وقال تعالى:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}.
قال ابن كثير في تفسيره[البقرة(1/188)]:واتبعوا الشهوات التي كانت تتلوا الشياطين وهي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله.
وقال تعالى:{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-في كتابه الاستقامة[1/229]: قال غير واحد من السلف(أي في معنى سامدون):هو الغناء .فقال:اسمد لنا أي غني لنا ،فذم المعرض عما يجب من استماع المشتغل عنه باستماع الغناء.اهـ
وقال أيضاً –رحمه الله-: كان السلف يسمون الرجل المغني:مخنثاً لتشبهه بالنساء[الإستقامة1/277].
وذكر ابن القيم في إغاثة اللهفان[1/350-351]:وقد حكى ابن الصلاح الإجماع على تحريم السماع الذي جمع بين الدف والشبَّابة.
وتواتر عن الشافعي أنه قال:خلفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن.
قال ابن القيم :التغبير هو شعر يزهد في الدنيا يغني به مغني فيضرب بعض الحاضرين بقضيب على نطع أو مخدة على توقيع غنائه.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل-رحمهما الله-:سألت أبي عن الغناء ؟فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ثم ذكر قول مالك:إنما يفعله عندما الفساق.اهـ
وقال سماحة شيخنا العلامة صالح السحيمي.الغناء محرم بالإجماع سواء كان بمعازف أو بدون معازف ما دام أنه يهيج النفوس.اهـ
وقال المحدث السلفي الألباني-رحمه الله- في تحريم آلات الطرب(ص98):قال الشوكاني:سماع المعازف ذهب الجمهور إلى تحريمه.اهـ
وجاء في السنة النبوية أحاديث صحيحة صريحة تدل على حرمة المعازف لا كما يقول الكلباني هداه الله.
فروى البخاري في صحيحه عن أبي عامر أو أبي مالك مرفوعاً:((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))
قلت: وقد أخطأ من زعم أن البخاري رواه معلقاً.لأن قوله قال هشام بن عمار.هذا يرويه البخاري حال المذاكرة وقال محمولة على السماع عند أهل العلم إذا كان الراوية عاصر من ورى عنه ولم يكن مدلساً،وهشام هذا من شيوخ البخاري،وروى الحديث أيضاً ابن حبان في صحيحه(ح6719)قال :أخبرنا السين بن عبد الله القطان حدثنا هشام بن عمار...فذكره.
قال ابن حجر في الفتح[10/64]:المعازف هي آلات الملاهي.وقال الجوهري:ألمعازف الغناء.اهـ
وروى ابن ماجة في سننه(ح4092)عن أبي مالك الأشعري مرفوعا:((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير))صححه ابن القيم والألباني.
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان[1/393]: وقد توعد مستحلي المعازف فيه(أي في الحديث) بأن يخسف الله بهم الأرض.اهـ
وهناك أحاديث كثيرة صحيحة صريحة في تحريم المعازف والغناء ولكن من اتبع هواه يراها ضعيفة أو غير صريحة وهذا دأب كل من أغواه الشيطان. وما علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضي الله عنهم ولا التابعين رحمهم الله وإمام من الأئمة المجتهدين أنه جلس يستمع للمعازف أو للغناء بالمعازف أو أجاز المعازف...
إنما النصوص واضحة في حرمة هذا العمل ،وأن فاعله يفسق ولا تقبل له شهادة عند أهل العلم لأن من شروط الشهادة أن يكون الشاهد عدلاً ذا مروءة،والمغني فسقه الإمام مالك رحمه الله فهو منتفي العدالة ومقدوح في مروءته.
أسأل الله تعالى أن يهدي كل ضال وأن يرجعه إلى رشده ، وأن يهدي الكلباني فإن من حق المسلم على المسلم أن يبين له زلته وأن يدعو له بالصلاح والهداية .
هذا والله أعلم
وكتبه
بدر بن محمد البدر
10-رجب-1431هـ
وكتبه
بدر بن محمد البدر
10-رجب-1431هـ
تعليق