سلسلة :
بيان الدليل
على ما في منهج فركوس
من التلبيس والفكر الدخيل
كتبه
أبو حاتم يوسف بن العيد بن صالح الجزائري
على ما في منهج فركوس
من التلبيس والفكر الدخيل
كتبه
أبو حاتم يوسف بن العيد بن صالح الجزائري
(الحلقة الأولى)
رفع اللواء
ببيان تخبط فركوس في مفهوم الضرورة
بالأدلة وأقوال العلماء
..............................
رفع اللواء
ببيان تخبط فركوس في مفهوم الضرورة
بالأدلة وأقوال العلماء
..............................
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحق، به أنزل كتابه فقال ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ [البقرة : 176].وقوله الحقُّ العدلُ المبين ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام : 115].
وأمر بلزوم الحقِّ والعدلِ العالمينَ ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام : 152].
ومع النفس والأقربين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء : 135].
والأعداء والمخالفين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة : 8].
والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فإن الدعوة السلفية في بلادنا الجزائر، عانت من فتن تلمُّ بها بين الحين والآخر، أثرت فى سيرها، ولا يزال للسنة من يقوم بها في مشارق الأرض ومغاربها، ذلك بأن الله وعد ووعده الحق فقال ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج : 40].
وحصول الأمن والاهتداء في هذه البلاد وغيرها بحسب قيام طالبه بحق الله تعالى وبما أوجبه عليه، قال تعالى﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام : 82]،
وقال تعالى ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور : 55].
وهذا التمكين حاصل بحسب قيام طالبه بحق الله تعالى وبما أوجبه عليه، والناس في ذلك بين مستكثر ومقلٍّ ومقصِّر، قال تعالى ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [فاطر : 32].
وحال الدّعاة إلى السّلفية في الجزائر أيضا، ليس خارجا عن هذه الأصناف.
وحصول التقصير والمخالفات من بعضهم في القيام بهذه الدعوة المباركة، لا يلحق الدعوة السلفية في هذه البلاد وليس محسوبا عليها في الحقيقة، ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [الأنعام : 164].
وردّ مخالفاتهم وبيانها بالنقد العلمي المبني على الأدلة؛ مما يسدّ الخلل الحاصل من ذلك، إذ إن الخطأ من المنتسب إلى العلم ينشر باسم الدين، وإن كان لا يمتّ له بصلة.
وأهل السنة الناصحين -ولله الحمد- مفاتيح للخير مغاليق للشر، وفقهم الله تعالى للقيام بهذا المنهج المبارك، والقيام على كل ما يخالفه، ومن يناوئه، والتميز عن الباطل وأهله، والأمور الدخيلة على هذا المنهج السلفي المبارك، كالانتخابات، والاختلاط، والتصوير، والجمعيات التي فرّقت المسلمين في كثير من بقاع الأرض، وغير ذلك مما يخالف الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، قال تعالى ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج : 40 ، 41].
وأهل السنة-حقًّا- لا يدّعون لأنفسهم العصمة من الزّلل، ويفرحون-إن شاء الله- بمن يبيِّن لهم خطأهم، وباب الرّدّ العلمي القائم على الأدلة مفتوح، «وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضا، ولهذا تجد كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية.. ممتلئة من المناظرات، وردّوا أقوال من تضعّف أقواله من أئمّة السّلف والخلف، من الصّحابة والتّابعين ومن بعدهم، ولم ينكر ذلك أحد من أهل العلم ولا ادّعى فيه طعنا على من رد عليه قوله، ولا ذمّا ولا نقصا...فحينئذ، فرد المقالات الضعيفة، وتبيين الحق في خلافها، بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكره أهل العلم، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه.. وسواء كان الذي يبين خطأه صغيرا أو كبيرا »([1])، مع ملاحظة الضوابط الشرعية في ذلك، من النظر في حال الخطأ وتبعاته من حيث ضخامتها وصغرها، ومراعاة حال المتكلَّم فيه من حيث عناده وقبوله للنصح، وغير ذلك من الأمور التي غاية اعتبارها إظهار الحق وإعلاؤه.
وبهذا يكون قوام الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم» ([2]).
ونحن في زمان قلّ فيه من يساعد على نصرة الحق والتحذير من أهل الباطل، وكثُر فيه المثبّطون عن ذلك، وقد قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه «الاعتصام» (1/29-30) : (...مع أن الداخل في هذا الأمر؛ فالموالي له يخلد به إلى الأرض، ويلقي له باليد إلى العجز عن بث الحق بعد رسوخ العوائد في القلوب، والمعادي يرميه بالدردبيس، ويروم أخذه بالعذاب البئيس...فالمعترض لهذا الأمر ينحو نحو عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه في العمل حيث قال: (ألا وإني أعالج أمرًا لا يعين عليه إلا الله، فقد فني عليه الكبير وكبر عليه الصغير، وفصح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي، حتى حسبوه دينًا لا يرون الحق غيره).
وكذلك ما نحن بصدد الكلام عليه، غير أنه أمرٌ لا سبيل إلى إهماله، ولا يسع أحًدا ممن له منّة فيه إلا الأخذ بالحزم والعزم في بثّه بعد تحصيله على كماله، وإن كره المخالف؛ فكراهيته لا حجة فيها على الحق ألا يرفع مناره، ولا يخسف أنواره). اه المراد.
ولن يضرّ هؤلاء الحقَّ وأهلَه شيئا؛ إيمانا بوعد الصادق المصدوق r «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» متفق عليه من حديث معاويةt .
وأمر بلزوم الحقِّ والعدلِ العالمينَ ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام : 152].
ومع النفس والأقربين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء : 135].
والأعداء والمخالفين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة : 8].
والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فإن الدعوة السلفية في بلادنا الجزائر، عانت من فتن تلمُّ بها بين الحين والآخر، أثرت فى سيرها، ولا يزال للسنة من يقوم بها في مشارق الأرض ومغاربها، ذلك بأن الله وعد ووعده الحق فقال ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج : 40].
وحصول الأمن والاهتداء في هذه البلاد وغيرها بحسب قيام طالبه بحق الله تعالى وبما أوجبه عليه، قال تعالى﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام : 82]،
وقال تعالى ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور : 55].
وهذا التمكين حاصل بحسب قيام طالبه بحق الله تعالى وبما أوجبه عليه، والناس في ذلك بين مستكثر ومقلٍّ ومقصِّر، قال تعالى ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [فاطر : 32].
وحال الدّعاة إلى السّلفية في الجزائر أيضا، ليس خارجا عن هذه الأصناف.
وحصول التقصير والمخالفات من بعضهم في القيام بهذه الدعوة المباركة، لا يلحق الدعوة السلفية في هذه البلاد وليس محسوبا عليها في الحقيقة، ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [الأنعام : 164].
وردّ مخالفاتهم وبيانها بالنقد العلمي المبني على الأدلة؛ مما يسدّ الخلل الحاصل من ذلك، إذ إن الخطأ من المنتسب إلى العلم ينشر باسم الدين، وإن كان لا يمتّ له بصلة.
وأهل السنة الناصحين -ولله الحمد- مفاتيح للخير مغاليق للشر، وفقهم الله تعالى للقيام بهذا المنهج المبارك، والقيام على كل ما يخالفه، ومن يناوئه، والتميز عن الباطل وأهله، والأمور الدخيلة على هذا المنهج السلفي المبارك، كالانتخابات، والاختلاط، والتصوير، والجمعيات التي فرّقت المسلمين في كثير من بقاع الأرض، وغير ذلك مما يخالف الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، قال تعالى ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج : 40 ، 41].
وأهل السنة-حقًّا- لا يدّعون لأنفسهم العصمة من الزّلل، ويفرحون-إن شاء الله- بمن يبيِّن لهم خطأهم، وباب الرّدّ العلمي القائم على الأدلة مفتوح، «وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضا، ولهذا تجد كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية.. ممتلئة من المناظرات، وردّوا أقوال من تضعّف أقواله من أئمّة السّلف والخلف، من الصّحابة والتّابعين ومن بعدهم، ولم ينكر ذلك أحد من أهل العلم ولا ادّعى فيه طعنا على من رد عليه قوله، ولا ذمّا ولا نقصا...فحينئذ، فرد المقالات الضعيفة، وتبيين الحق في خلافها، بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكره أهل العلم، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه.. وسواء كان الذي يبين خطأه صغيرا أو كبيرا »([1])، مع ملاحظة الضوابط الشرعية في ذلك، من النظر في حال الخطأ وتبعاته من حيث ضخامتها وصغرها، ومراعاة حال المتكلَّم فيه من حيث عناده وقبوله للنصح، وغير ذلك من الأمور التي غاية اعتبارها إظهار الحق وإعلاؤه.
وبهذا يكون قوام الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم» ([2]).
ونحن في زمان قلّ فيه من يساعد على نصرة الحق والتحذير من أهل الباطل، وكثُر فيه المثبّطون عن ذلك، وقد قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه «الاعتصام» (1/29-30) : (...مع أن الداخل في هذا الأمر؛ فالموالي له يخلد به إلى الأرض، ويلقي له باليد إلى العجز عن بث الحق بعد رسوخ العوائد في القلوب، والمعادي يرميه بالدردبيس، ويروم أخذه بالعذاب البئيس...فالمعترض لهذا الأمر ينحو نحو عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه في العمل حيث قال: (ألا وإني أعالج أمرًا لا يعين عليه إلا الله، فقد فني عليه الكبير وكبر عليه الصغير، وفصح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي، حتى حسبوه دينًا لا يرون الحق غيره).
وكذلك ما نحن بصدد الكلام عليه، غير أنه أمرٌ لا سبيل إلى إهماله، ولا يسع أحًدا ممن له منّة فيه إلا الأخذ بالحزم والعزم في بثّه بعد تحصيله على كماله، وإن كره المخالف؛ فكراهيته لا حجة فيها على الحق ألا يرفع مناره، ولا يخسف أنواره). اه المراد.
ولن يضرّ هؤلاء الحقَّ وأهلَه شيئا؛ إيمانا بوعد الصادق المصدوق r «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» متفق عليه من حديث معاويةt .
* * * * * * *
ولْيعلم القاصي والدّاني؛ أنّ أهل السنة في القلعة السلفية العامرة بدماج- حرسها الله من كيد الكائدين، وزيغ الزّائغين –، على هذا السير المبارك سائرون، ولهذا النصح باذلون، وبالحقّ مُستمسكون، ينهوْن عن المنكر وبالمعروف يأمرون، لا إفراط عندهم ولا هم يُفرِّطون، قال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة : 143]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الوسط العدل».
لا يغيّرون– بإذن الله عزّ وجلّ- ولا يبدّلون .
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب : 23].
تزول الجبال الرّاسيات وقلبُهم....على العهد لا يلوي ولا يتغيّر
ولا يزال أهل السنة يرحلون إلى عالمها ومربيها من شتى بقاع الأرض، ينهلون من السنة والعلم الصافي ما ينفع الله به العباد والبلاد، وإنه لشرف عظيم؛ ما كثير من أهل السنة الجزائريين عليه من الإقبال على الرحلة في طلب العلم إلى هذه القلعة السلفية المباركة، فإن ذلك من توفيق الله لهم، ومن نعمته عليهم ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم : 7]، الأمر الذي ندعو الله أن يجعل من ورائه دعوة مباركة بهذا البلد الذي هو بحاجة ماسة إلى كثير من الدعاة إلى الله على بصيرة وعلم وحكمة، يقومون بهذا المنهج المبارك: منهج التصفية والتربية والتميز.
وما زاد قيام أهل البدع والحسد -بما قاموا به- على هذه الدار المباركة من التشويه، والطعن.. إلا رفعة .
ومن هؤلاء الحسدة البغاة، صاحب التلبيس-فركوس- ومن معه من الفراكسة المغفلين العصاة، وما زادنا طعنهم الحاقد في القلعة السلفية دار الحديث والسنة بدماج وحملة السنة من طلابها، وكذا تعاونهم مع الحزبيين من أصحاب أبي الحسن، والعيد شريفي، وعبد الرحمن العدني، والتكاثف الذي بينهم..؛ إلا يقينا بما هم عليه من الانحراف والبعد عن الإنصاف...فلذلك تجد أصحاب أبي الحسن المأربي بل رؤوسهم في الجزائر كمختار طيباوي، وغيره من أصحاب الكنى المجهولة تولوا الدفاع عن شيخهم فركوس في عدة ردود منشورة على منتديات الحزبيين كـ: (منتديات الوحيين)، و(منتديات أبي الحسن المأربي)، و(كل السلفيين)..، ومجالس فركوس تكتض بهذا الصنف، وثناؤه على الزائغ العيد شريفي -الذي حذر منه الشيخ ربيع حفظه الله وغيره- والتقاؤه وإشادته به وبغيره من أهل البدع في الجزائر به؛ معلوم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» ([3])، وقد قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: (من ستر عنا بدعته لم تخف عنا ألفته) ([4])، وقال بعض السلف: (يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة).
والشخص إذا خالط أهل البدع أورثته مجالستهم التزام أصولهم وطرائقهم من كذب وتلبيس ومكر، حتى يصير بعد ذلك واحدا منهم، وقد قال النبي صلى الله عليه سلم:«مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة» ([5]).
ثم يأتي فركوس داعية الاختلاط والانتخاب... وشلته -الفراكسة- ويطعن في أسياده، أهل السنة بالقلعة السلفية التي لا نظير لها في هذا الوقت في العلم والعمل والدعوة إلى المنهج الصافي النقي من مثل منهجهم التمييعي، فيقول:
( فكيف يكون مَنْ فقد القيم الأخلاقيّة والمعايير الأدبيّة مثلاً تربويًّا يحتذى به وتعكس قدوتُه صفاءَ المنهج السلفيِّ القويم؟!)!!!!
أقول: إنّ فقْدَ القِيم الأخلاقية (عامة!)، والمعايير الأدبية (عامة!) لا يُتصوّر من أفسق مسلم!! فكيف تصف بها يا فركوس أسيادَك (عامة!)....
هذا وصف فركوس داعية الاختلاط والانتخاب وإدارته -الفراكسة- لأسود أهل السنة، ونظرتهم إليهم.
ولنقارن ذلك بوصف علماء أهل السنة الناصحين، ونظرتهم إليهم :
حيث اشتد نكير أهل العلم الناصحين على من يرمي أهل السنة بهذه الدار بمثل هذه الفواقر!!
فقد سُئل العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:ما رأيكم فيمن يطعن في دماج؟
فأجاب رعاه الله: الذي يطعن في دماج أو يزهد فيها صاحب هوى.
السائل: وما رأيكم في من يطعن في الشيخ يحيى الحجوري؟
فأجاب رعاه الله: الشيخ يحيى عندي عالم سلفي.
ويقول فركوس طاعنا في أسياده أسود السنة: (أمّا تزويد النّفس بحلقات مكثَّفةٍ فمتوقّفٌ على نوعيّة الشّيخ المربّي وكيفيّة بلورة هذه العلوم وصقلها في أذهان الطّلبة، وإذا كان اللازم باطلاً فالملزومُ مثله، والمعلوم أنّ من أتى العلم بالكليّة في ظرفٍ قصيرٍ من غير لقاح له فَهَشٌّ، سرعانَ ما يتخلّى عن صاحبه، وقد قيل: «مَنْ رَامَ العِلْمَ جُمْلَةً ذَهَبَ عَنْهُ جُمْلَةً»، وعن ابنِ المُنْكَدِرِ: «العِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاّ ارْتَحَلَ»(٣٩- «اقتضاء العلم العمل» للخطيب البغدادي: (36).).
وأمّا إشباع النفس بحفظ العلوم الشرعيّة والأدبيّة مع خلوّها من الاسترشاد بالعمل بالمعاني التي حثّ عليها الإسلام ونوّه بها ودعا إليها –كما تقدّم- فإنّ هذه العلوم –حينئذٍ- حجّةٌ عليك لا لك، فهو حفظُ علمٍ لا رُوحَ له معه، بل هو بمنزلة الجسد الخراب.قال الشّاعر: وَلَيْسَ بِعَامِرٍ بُنْيَانُ قَوْمٍ * إِذَا أَخْلاَقُهُمْ كَانَتْ خَرَابَا )!!!!!.اهـ
أقول: فأي الفريقين أحقُّ بهذا الوصف إن كنتم صادقين منصفين؟؟!!
هكذا يقول صاحب التلبيس وداعية الفساد، مدرسٌ بين الكاسيات العاريات، ومفتي النساء بسياقة السيارات، واختلاطهن بالرجال في الجامعات، وتعلُّمهن عند الرجال صناعة الحلويات، وأحقيتهن في الشورى والانتخابات...وغير ذلك من الويلات!!!!!!!!!
ألا تستحيي مما تقول!!!
ولنقارن ذلك بوصف علماء أهل السنة الناصحين، ونظرتهم إليهم :
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى: لا أعلم مكانًا للعلم مثل دمّاج، لأن الطالب يذهب إليها فيمكث الوقت القليل ويأتينا بالعلم الكثير.
وقال الأخ الفاضل أبو همام البيضاني: والآن في 16/8/1428هـ ألَّف كتابًا يتكلم فيه عن علماءنا المتقدمين كيف كانوا يحفظون السنة، وأطلعني عليه وقال:
هذا ألفته لأمثال طلبة العلم بدماج؛ فإني لا أعلم مثلهم لحفظ السنة).
وقال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله أيضا في نصيحته لأهل اليمن بتاريخ 17 ربيع ثاني 1429هـ :
( الشيخ يحيى من أفاضلالعلماء، ولهم ميزات والله لا توجد الآن في الدنيا، يدرّسون لا للشهادات، ويدرّسون لالأجل الأموال، يعني الآن في الإمارات في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرينألف ثلاثين ألف، ودُولْ، هؤلاء لا يتقاضون أي شي لا من الحكومة ولا من غيرها،يدرسون لله ويعلّمون لوجه الله سبحانه وتعالى، فهذه والله ميزة لكم، وميزة لدعوتكم،فاحترموا هذه النعمة واحرصوا على أن تبقى قوية بارك الله فيكم).
وسئل الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا- رحمه اللّه- عمّا يدّعيه بعضهم من أن أهل السنة بدماج غيّروا وبدّلوا بعد الشيخ مقبل فأجاب: ( والله ما أدري ماذا أقولوالله، والله ما أدري ماذا أقول ، يعني الآن أفضل مكان تريد تتعلم فيه السلفية على حقيقتها بالعلم والعمل هي دماج والله، الآن مكة دخلها الخوّان المفلسون أفسدوها والله، اللي عاوز يتعلم السلفية الصحيحة مع العمل في دماج،- ثم قال - : والله أحسن ناس الآن .
وهذاالسؤال قدّمه أخوة من عدن في (14 شوال 1428هـ).
ولما سئل العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه عما أشيع من أنه تكلم في الشيخ يحيى قال:
(..والذي أدين الله عز وجل به:أن الشيخ الحجوري تقي ورع زاهد ..وقد مسك الدعوة السلفية بيد من حديد، ولا يصلح لها إلا هو وأمثاله- ثم قال: - أقرئوا الوصابي والحجوري وإخوانه سلامي، وقولوا لهم: إنه لو جاءني من جاءني، ما سمعت فيهم،بل لو جاءني بأمثال جبال مكة من الكلام لم أفتح أُذني لذلك، كيف أتكلم فيمن داسوا الدنيا بأقدامهم والناس يتكالبون عليها....بل طاردوا الجمعيات الحزبية التي فرقت كيان الأمة، وطاردوا البدع ثم أتكلم فيهم
ونعين أهل البدع عليهم، هذا لا يُعقل!!).
وقال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظهاللهُ :
لا يطعن في الشيخ العلامة يحيى الحجوري إلا جاهل، أو صاحب هوى.
وسئل الشيخ محمد بن عبد الله الإمام-حفظه اللّه-: ظهر عندنا في هذه الأيام شباب يتكلمون على مركز دماج ويطعنونفيه ويقولون أنه دار فتن، فما نصيحتكم لهم؟
فأجاب: هؤلاء قوم سوء، هؤلاء قوم سوء وهم أصحاب فتن، فدار الحديث بدماج يُعدُّ تاج أهل السنة، يُعدّ تاجا لأهل السنة، في اليمن وفي غير اليمن ، ويُعدُّ جامعة أهل السنة العالمية، يُعدُّ جامعة أهل السنة العالمية، يعني يُعد أعظم من الجامعات المتفرقة في العالم والجامعةالإسلامية في كذا والجامعة الإسلامية في كذا، والحمد لله.
فعلى كلٍّ هؤلاء إما أن يكونوا مسخرين من قِبَل جهة معينة مستخدمين لغرض الفتن وغرض الطعن وهكذا، فيُنصح لهم، إن قبلوا فذاك ، وإن ما قبلوا عُرف أنهم – يعني-أصحاب فتن، وأصحاب قول جائر،فلا يُعبأ بقولهم، ولا يُصغى إليهم، ونسأل الله عز وجل أن يُصلحهم.
المهم أنه يُعد من جملة الانحرافات، إذا كان ما قُبِل هذا الكلام بما فيه من التعصب، وبما فيه-يعني- إنكار أمر حقيقي واقعي، ما قبلنا- يعني- ممن قد صاروا بالحساب مشايخ،سمعت، فكيف سيُقبل ممن هو غِمر من الأغمار، نسأل الله أن يُصلحنا وإياهم ).
.....وكلام أهل العلم في هذا كثير جدا يطول المقام بذكره، لكن هذا القدر كاف في لقم المعاندين الحاسدين، حجارة من طين([6]).
ولو كان فركوس وشلته أصحاب حقٍّ وإنصاف، لردوا على رسالة أخينا سعيد دعاس ردًّا علميا كما هو حال ردِّه، أما أن يستشري بهم الداء إلى أن يطعنوا حتى في دار الحديث وشيخها! بل بلغ الأمر بأصحاب فركوس إلى أن وزعوا بعض الأقراص والأشرطة جمعوا فيها شبهات وكذب الحزبيين والحدادية -مما هو منشور في الإنترنت!- من أصحاب أبي الحسن، وفالح الحربي، وعبد الرحمن العدني وغيرهم على شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله لصد الناس عن هذه الدار المباركة، وقد أجاب شيخنا عن ذلك كله، وبيّن بأنه ليس لهم فيما نشروا متمسك إلا الهوى!! وقد بارت سلعة هؤلاء المروجين لهذه الأكاذيب ولم يفلحوا([7]).
فهذا البغي والعدوان، يدل على أن القوم أصحاب حقد على هذه الدار، لكن كما قال الله تعالى ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُمْ﴾.
لا يغيّرون– بإذن الله عزّ وجلّ- ولا يبدّلون .
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب : 23].
تزول الجبال الرّاسيات وقلبُهم....على العهد لا يلوي ولا يتغيّر
ولا يزال أهل السنة يرحلون إلى عالمها ومربيها من شتى بقاع الأرض، ينهلون من السنة والعلم الصافي ما ينفع الله به العباد والبلاد، وإنه لشرف عظيم؛ ما كثير من أهل السنة الجزائريين عليه من الإقبال على الرحلة في طلب العلم إلى هذه القلعة السلفية المباركة، فإن ذلك من توفيق الله لهم، ومن نعمته عليهم ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم : 7]، الأمر الذي ندعو الله أن يجعل من ورائه دعوة مباركة بهذا البلد الذي هو بحاجة ماسة إلى كثير من الدعاة إلى الله على بصيرة وعلم وحكمة، يقومون بهذا المنهج المبارك: منهج التصفية والتربية والتميز.
وما زاد قيام أهل البدع والحسد -بما قاموا به- على هذه الدار المباركة من التشويه، والطعن.. إلا رفعة .
ومن هؤلاء الحسدة البغاة، صاحب التلبيس-فركوس- ومن معه من الفراكسة المغفلين العصاة، وما زادنا طعنهم الحاقد في القلعة السلفية دار الحديث والسنة بدماج وحملة السنة من طلابها، وكذا تعاونهم مع الحزبيين من أصحاب أبي الحسن، والعيد شريفي، وعبد الرحمن العدني، والتكاثف الذي بينهم..؛ إلا يقينا بما هم عليه من الانحراف والبعد عن الإنصاف...فلذلك تجد أصحاب أبي الحسن المأربي بل رؤوسهم في الجزائر كمختار طيباوي، وغيره من أصحاب الكنى المجهولة تولوا الدفاع عن شيخهم فركوس في عدة ردود منشورة على منتديات الحزبيين كـ: (منتديات الوحيين)، و(منتديات أبي الحسن المأربي)، و(كل السلفيين)..، ومجالس فركوس تكتض بهذا الصنف، وثناؤه على الزائغ العيد شريفي -الذي حذر منه الشيخ ربيع حفظه الله وغيره- والتقاؤه وإشادته به وبغيره من أهل البدع في الجزائر به؛ معلوم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» ([3])، وقد قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: (من ستر عنا بدعته لم تخف عنا ألفته) ([4])، وقال بعض السلف: (يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة).
والشخص إذا خالط أهل البدع أورثته مجالستهم التزام أصولهم وطرائقهم من كذب وتلبيس ومكر، حتى يصير بعد ذلك واحدا منهم، وقد قال النبي صلى الله عليه سلم:«مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة» ([5]).
ثم يأتي فركوس داعية الاختلاط والانتخاب... وشلته -الفراكسة- ويطعن في أسياده، أهل السنة بالقلعة السلفية التي لا نظير لها في هذا الوقت في العلم والعمل والدعوة إلى المنهج الصافي النقي من مثل منهجهم التمييعي، فيقول:
( فكيف يكون مَنْ فقد القيم الأخلاقيّة والمعايير الأدبيّة مثلاً تربويًّا يحتذى به وتعكس قدوتُه صفاءَ المنهج السلفيِّ القويم؟!)!!!!
أقول: إنّ فقْدَ القِيم الأخلاقية (عامة!)، والمعايير الأدبية (عامة!) لا يُتصوّر من أفسق مسلم!! فكيف تصف بها يا فركوس أسيادَك (عامة!)....
هذا وصف فركوس داعية الاختلاط والانتخاب وإدارته -الفراكسة- لأسود أهل السنة، ونظرتهم إليهم.
ولنقارن ذلك بوصف علماء أهل السنة الناصحين، ونظرتهم إليهم :
حيث اشتد نكير أهل العلم الناصحين على من يرمي أهل السنة بهذه الدار بمثل هذه الفواقر!!
فقد سُئل العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:ما رأيكم فيمن يطعن في دماج؟
فأجاب رعاه الله: الذي يطعن في دماج أو يزهد فيها صاحب هوى.
السائل: وما رأيكم في من يطعن في الشيخ يحيى الحجوري؟
فأجاب رعاه الله: الشيخ يحيى عندي عالم سلفي.
ويقول فركوس طاعنا في أسياده أسود السنة: (أمّا تزويد النّفس بحلقات مكثَّفةٍ فمتوقّفٌ على نوعيّة الشّيخ المربّي وكيفيّة بلورة هذه العلوم وصقلها في أذهان الطّلبة، وإذا كان اللازم باطلاً فالملزومُ مثله، والمعلوم أنّ من أتى العلم بالكليّة في ظرفٍ قصيرٍ من غير لقاح له فَهَشٌّ، سرعانَ ما يتخلّى عن صاحبه، وقد قيل: «مَنْ رَامَ العِلْمَ جُمْلَةً ذَهَبَ عَنْهُ جُمْلَةً»، وعن ابنِ المُنْكَدِرِ: «العِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاّ ارْتَحَلَ»(٣٩- «اقتضاء العلم العمل» للخطيب البغدادي: (36).).
وأمّا إشباع النفس بحفظ العلوم الشرعيّة والأدبيّة مع خلوّها من الاسترشاد بالعمل بالمعاني التي حثّ عليها الإسلام ونوّه بها ودعا إليها –كما تقدّم- فإنّ هذه العلوم –حينئذٍ- حجّةٌ عليك لا لك، فهو حفظُ علمٍ لا رُوحَ له معه، بل هو بمنزلة الجسد الخراب.قال الشّاعر: وَلَيْسَ بِعَامِرٍ بُنْيَانُ قَوْمٍ * إِذَا أَخْلاَقُهُمْ كَانَتْ خَرَابَا )!!!!!.اهـ
أقول: فأي الفريقين أحقُّ بهذا الوصف إن كنتم صادقين منصفين؟؟!!
هكذا يقول صاحب التلبيس وداعية الفساد، مدرسٌ بين الكاسيات العاريات، ومفتي النساء بسياقة السيارات، واختلاطهن بالرجال في الجامعات، وتعلُّمهن عند الرجال صناعة الحلويات، وأحقيتهن في الشورى والانتخابات...وغير ذلك من الويلات!!!!!!!!!
ألا تستحيي مما تقول!!!
ولنقارن ذلك بوصف علماء أهل السنة الناصحين، ونظرتهم إليهم :
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى: لا أعلم مكانًا للعلم مثل دمّاج، لأن الطالب يذهب إليها فيمكث الوقت القليل ويأتينا بالعلم الكثير.
وقال الأخ الفاضل أبو همام البيضاني: والآن في 16/8/1428هـ ألَّف كتابًا يتكلم فيه عن علماءنا المتقدمين كيف كانوا يحفظون السنة، وأطلعني عليه وقال:
هذا ألفته لأمثال طلبة العلم بدماج؛ فإني لا أعلم مثلهم لحفظ السنة).
وقال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله أيضا في نصيحته لأهل اليمن بتاريخ 17 ربيع ثاني 1429هـ :
( الشيخ يحيى من أفاضلالعلماء، ولهم ميزات والله لا توجد الآن في الدنيا، يدرّسون لا للشهادات، ويدرّسون لالأجل الأموال، يعني الآن في الإمارات في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرينألف ثلاثين ألف، ودُولْ، هؤلاء لا يتقاضون أي شي لا من الحكومة ولا من غيرها،يدرسون لله ويعلّمون لوجه الله سبحانه وتعالى، فهذه والله ميزة لكم، وميزة لدعوتكم،فاحترموا هذه النعمة واحرصوا على أن تبقى قوية بارك الله فيكم).
وسئل الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا- رحمه اللّه- عمّا يدّعيه بعضهم من أن أهل السنة بدماج غيّروا وبدّلوا بعد الشيخ مقبل فأجاب: ( والله ما أدري ماذا أقولوالله، والله ما أدري ماذا أقول ، يعني الآن أفضل مكان تريد تتعلم فيه السلفية على حقيقتها بالعلم والعمل هي دماج والله، الآن مكة دخلها الخوّان المفلسون أفسدوها والله، اللي عاوز يتعلم السلفية الصحيحة مع العمل في دماج،- ثم قال - : والله أحسن ناس الآن .
وهذاالسؤال قدّمه أخوة من عدن في (14 شوال 1428هـ).
ولما سئل العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه عما أشيع من أنه تكلم في الشيخ يحيى قال:
(..والذي أدين الله عز وجل به:أن الشيخ الحجوري تقي ورع زاهد ..وقد مسك الدعوة السلفية بيد من حديد، ولا يصلح لها إلا هو وأمثاله- ثم قال: - أقرئوا الوصابي والحجوري وإخوانه سلامي، وقولوا لهم: إنه لو جاءني من جاءني، ما سمعت فيهم،بل لو جاءني بأمثال جبال مكة من الكلام لم أفتح أُذني لذلك، كيف أتكلم فيمن داسوا الدنيا بأقدامهم والناس يتكالبون عليها....بل طاردوا الجمعيات الحزبية التي فرقت كيان الأمة، وطاردوا البدع ثم أتكلم فيهم
ونعين أهل البدع عليهم، هذا لا يُعقل!!).
وقال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظهاللهُ :
لا يطعن في الشيخ العلامة يحيى الحجوري إلا جاهل، أو صاحب هوى.
وسئل الشيخ محمد بن عبد الله الإمام-حفظه اللّه-: ظهر عندنا في هذه الأيام شباب يتكلمون على مركز دماج ويطعنونفيه ويقولون أنه دار فتن، فما نصيحتكم لهم؟
فأجاب: هؤلاء قوم سوء، هؤلاء قوم سوء وهم أصحاب فتن، فدار الحديث بدماج يُعدُّ تاج أهل السنة، يُعدّ تاجا لأهل السنة، في اليمن وفي غير اليمن ، ويُعدُّ جامعة أهل السنة العالمية، يُعدُّ جامعة أهل السنة العالمية، يعني يُعد أعظم من الجامعات المتفرقة في العالم والجامعةالإسلامية في كذا والجامعة الإسلامية في كذا، والحمد لله.
فعلى كلٍّ هؤلاء إما أن يكونوا مسخرين من قِبَل جهة معينة مستخدمين لغرض الفتن وغرض الطعن وهكذا، فيُنصح لهم، إن قبلوا فذاك ، وإن ما قبلوا عُرف أنهم – يعني-أصحاب فتن، وأصحاب قول جائر،فلا يُعبأ بقولهم، ولا يُصغى إليهم، ونسأل الله عز وجل أن يُصلحهم.
المهم أنه يُعد من جملة الانحرافات، إذا كان ما قُبِل هذا الكلام بما فيه من التعصب، وبما فيه-يعني- إنكار أمر حقيقي واقعي، ما قبلنا- يعني- ممن قد صاروا بالحساب مشايخ،سمعت، فكيف سيُقبل ممن هو غِمر من الأغمار، نسأل الله أن يُصلحنا وإياهم ).
.....وكلام أهل العلم في هذا كثير جدا يطول المقام بذكره، لكن هذا القدر كاف في لقم المعاندين الحاسدين، حجارة من طين([6]).
ولو كان فركوس وشلته أصحاب حقٍّ وإنصاف، لردوا على رسالة أخينا سعيد دعاس ردًّا علميا كما هو حال ردِّه، أما أن يستشري بهم الداء إلى أن يطعنوا حتى في دار الحديث وشيخها! بل بلغ الأمر بأصحاب فركوس إلى أن وزعوا بعض الأقراص والأشرطة جمعوا فيها شبهات وكذب الحزبيين والحدادية -مما هو منشور في الإنترنت!- من أصحاب أبي الحسن، وفالح الحربي، وعبد الرحمن العدني وغيرهم على شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله لصد الناس عن هذه الدار المباركة، وقد أجاب شيخنا عن ذلك كله، وبيّن بأنه ليس لهم فيما نشروا متمسك إلا الهوى!! وقد بارت سلعة هؤلاء المروجين لهذه الأكاذيب ولم يفلحوا([7]).
فهذا البغي والعدوان، يدل على أن القوم أصحاب حقد على هذه الدار، لكن كما قال الله تعالى ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُمْ﴾.
** * * * **
ونحن في هذا المقام، نتوجه إلى الله -الذي حمى القلعة السلفية بدماج من مكر الحزبيين بشتى أصنافهم ونقّاها منهم، وصدّ بغي الرافضة المعتدين ونصرنا عليهم- أن يكفينا بغيهم، إما بهدايتهم أو أن يريح أهل السنة من شرهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ونقول لهؤلاء الفراكسة ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس : 23].
وقد ابتُلي بلدنا الحبيب الجزائر، بتلبيس محمد علي فركوس-هداه الله- ومنهجه البائر؛ الذي أدخل في الدعوة السلفية في الجزائر شرا، وساهمت فتاويه المنحرفة في تمييع كثير من القضايا، وكذا مواقفه التخذيلية في نصرة الدعوة السلفية، وتعاونه مع أهل البدع ونصرته لهم....بما سيتضح للقارىء المنصف في هذه السلسلة التي نرجو من الله أن تكون عونا لمن تأثر بهذه الأفكار الدخيلة التي يحملها هذا الرجل، وسندا لناصر الحق.
﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [هود : 88] .
ونقول لهؤلاء الفراكسة ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس : 23].
وقد ابتُلي بلدنا الحبيب الجزائر، بتلبيس محمد علي فركوس-هداه الله- ومنهجه البائر؛ الذي أدخل في الدعوة السلفية في الجزائر شرا، وساهمت فتاويه المنحرفة في تمييع كثير من القضايا، وكذا مواقفه التخذيلية في نصرة الدعوة السلفية، وتعاونه مع أهل البدع ونصرته لهم....بما سيتضح للقارىء المنصف في هذه السلسلة التي نرجو من الله أن تكون عونا لمن تأثر بهذه الأفكار الدخيلة التي يحملها هذا الرجل، وسندا لناصر الحق.
﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [هود : 88] .
* * * * * * *
(وفاء بالوعد)
(وفاء بالوعد)
وقد كنت وعدت فركوس بكتابة ترجمة مبينة لحاله، من أقواله وأعماله، وقد رأيت أنه حان وقتها، وقد قال تعالى ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ﴾ وقال عز وجل ﴿ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾ [الرعد: 20]، ولأن وعد الحر ديْن، فدونك أخي القارىء المنصف هذه السلسلة المباركة بإذنه تعالى، والله الموفق.
وكتبه
أبو حاتم يوسف بن العيد الجزائري
**حمل الرسالة من**
**الخزانة العلمية**
**لشبكة العلوم السلفية**
أبو حاتم يوسف بن العيد الجزائري
**حمل الرسالة من**
**الخزانة العلمية**
**لشبكة العلوم السلفية**
تعليق