• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتاوى العلماء في التحذير من الجمعيات لما احتوته من أضرار وبلاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتاوى العلماء في التحذير من الجمعيات لما احتوته من أضرار وبلاء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اقتطفت هذه الفوائد من رسالة الأخ حمزة بن عون السوفي وفقه الله بتقديم الشيخ العلامة المحدث الفقيه الناصح الأمين أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .
    --------------------------------------------------------------------

    فتوى الشيخ العلامة المحدث
    محمد ناصر الدين الألباني
    ـ رحمه الله ورفع درجته في عليين
    ـ


    سئل كما في شريط رقم (792) من سلسلة الهدى والنور:هل الخلاف بين المسلمين وبالخاصة بين السلفيين ناشئ من إنشاء الجمعيات الإسلامية أم من عدم فهم النصوص الشرعية ؟.
    فأجاب – عليه رحمة الله – بقوله : لا ليس علاقة الإنشاء في الموضوع , الخلاف جذري عقدي ثم هذا الخلاف ينشأ منه خلاف عملي , والآن بالنسبة إلى الجمعيات أظن أن من المتفق عليه بيننا أن الجمعية الخيرية لا بد أن تكون قائمة على الأحكام الشرعية ,ونحن نسأل الآن وأرجوا أن يكون الجواب واضحاً , هل كل جمعية خيرية في العالم الإسلامي تعتقدون أنها قائمة على الأحكام الشرعية ؟. السائل : يمكن يكون بعضها قائم على الأحكام الشرعية , وبعضها غير قائم !!.
    الشيخ : طيب , إذا الجواب أسهل قل : لا وانتهى الأمر , ليس كل .. وإنما هكذا وهكذا ..الآن أليس من الضروري – بالنسبة للقائمين على الجمعيات – أن يكونوا علماء وفقهاء .
    السائل : بلى !!. الشيخ : طيب , هل كذلك الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي ؟. السائل : قد يكون بعضها يأخذ بالفتاوى الشرعية ...!!؟. الشيخ : لا , لا , لا !! اسمح لي ؟! قولك : تأخذ بالفتاوى الشرعية هو ليس بجواب لسؤالي.. أنا أريد أن أقول – هذا يذكرني بكلام لابن رشد الأندلسي , قال كلمة في منتهى اللطف والحكمة , قال : مثل المجتهد ومثل المقلد , كمثل الخفَّاف وبائع الخفَاف , الخفَّاف يأتي إليه رجل بقياس رجل غير عادية غير طبيعية ، قصيرة عريضة , فيفصل الخف الذي يناسب هذا القدم . وأما بائع الخفَاف , يذهب هذا الرجل الغريب القدم إلى بائع الخفاف فينظر إلى المعلقات هذه , فيعتذر لا يجد له هذا القياس , أنا أريد من النوع الأول – أعني أنه أي مشكلة تعرض لهذه الجمعية ينبع الجواب والفتوى منها , وليس لترسل إلى دار استفتاء في البلد الفلاني أو المفتي الفلاني فتأخذ كما قلت – بارك الله فيك – بالفتاوى الشرعية , لا أريد تماما كالصراف , الصراف يجب أن يكون عالما بأحكام الصراف و إلا وقع في الربا – صح – هو قد يأخذ بالفتاوى الشرعية , ولكن أين كثرة الأعمال التي تعرض سبيله لا تساعده أن يسأل وأن ينتظر الجواب , لا بد أن ينظر الجواب من نفسه تماما , فالغرض بارك الله فيك في كل من هذا الكلام هو أن الجمعيات الخيرية يجب أن تقوم على الأحكام الشرعية أي من بعض القائمين على هذه الجمعيات , وهذا مع الأسف عزيز جداً اليوم في العالم الإسلامي .
    أنا أضرب لكم مثلاً , بعض الجمعيات تخلط أموال الزكاة بأموال الصدقات , وهذا لا بد أنكم تعرفون شيئًا من هذا فتوضع أموال الزكاة في المشاريع العامة مثلًا , كأموال الصدقات بينما الزكوات لها مصاريفها المنصوص عليها في الكتاب والسنة , ولماذا ؟ لأن القائمين عليها من رئيس ومرؤوس هم طلاب خير ـ صح ـ لكن كما قيل :
    أوردها سعد وسعد مشتمل ......... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
    .. وهؤلاء لا بد أن يكونوا علماء , وهذا نحن بحاجة إلى علماء في المسائل التي تعم المسلمين كافة , ولا نجد هؤلاء العلماء إلا القلة مع الأسف الشديد .
    الخلاصة هذا البحث طويل ومهم ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما اختلف فيه الناس من الحق وأن يعرفنا به إن شاء الله .
    قال أبو مالك (1): شيخنا السؤال الذي سألتموه عن الجمعيات في العالم الإسلامي كلها مقيدة بالأحكام الشرعية .
    الشيخ : الله أكبر .
    أبو مالك : السؤال الحقيقة , يعني أنا أقول : ليس هناك جمعية في العالم الإسلامي مقيدة بالأحكام الشرعية لسببين اثنين ؛السبب الأول : جهل السواد الأعظم من القائمين عليها بطبيعة الأحكام الشرعية .
    الشيخ : أي نعم .
    أبو مالك : والسبب الثاني : الأهم وهو أن الجمعيات الشرعية لا بد أن تتعامل مع الدولة التي تنشأ في ظلها .
    الشيخ : أي نعم .
    أبو مالك : ولا شك أن هذه الجمعيات بالتعامل مع أنظمة الدولة لا بد أن تزل قدمها , ولا أقول في بعض الأحيان , ولكن في كثير من الأحيان ولذلك رأينا أيضا ـ وهذا السؤال الذي أريد أن أقول : أن يوجه لإخواننا اليمنيين فقط , فنحن قد أبتلينا وأعني نحن السلفيين بأن

    (1)هو أبو مالك محمد بن إبراهيم شقرة الأردني , تغير وانحرف بعد وفاة الشيخ الألباني ـ عليه رحمة الله ـ , وكلام العلماء فيه والتحذير منه مشهور , انظره في مظانه , نسأل الله الثبات حتى نلقاه .

    بعضًا من إخواننا في بعض البلاد أنشئوا هذه الجمعيات , وللأسف الشديد ـ أنه ربما تنشأ جمعيتان في بلد واحد ولا يكون الوفاق بينهما , لماذا ؟ لا أقول لأنهم اختلفوا في المنهج في فهم الشريعة الإسلامية , فكل منهم يقول أنا على الكتاب والسنة ـ كما تفضل شيخنا ـ وعلى منهج السلف الصالح , ولكن كما قلنا في بداية الأمر , وندندن حوله كما ذكر شيخنا وأشار إلى دندنتي , يجب أن تؤخذ الأمور لا بالاعتبار في البداية وإنما يجب أن تقدر تقديرا دقيقا في البدايات والنهايات .
    فأنا عندما أضع قدمي على أرض صلبة , يجب أن أقدر أيضًا أن أصل إلى نهاية المشوار إلى الأرض صلبة تمنعني من السقوط , لأصل إلى الغاية التي أريد , ولكن لا تكاد هذه الجمعية أو تلك تنشأ حتى يدب الخلاف , وتنشأ المنازعات بين الإخوان في الجمعيتين معًا , فهذه جمعية وهذه جمعية فلماذا هذا الاختلاف ؟! , هذا رأيناه واقعًا واضحًا في عملنا الإسلامي بين إخواننا الذين هم على منهج الكتاب والسنة , وما هذين السببين إلا للذي ذكرنا , أنه لا يمكن أن يكون هناك في ظل الأنظمة الحاضرة , أن تنشأ جمعية تتحقق المشروعية الكاملة التي تتقيد فيها الجمعية بالأحكام الشرعية .
    الشيخ : أنا أريد إذا سمحت أن أضيف ملاحظة أو إضافة حول كلام الأستاذ : هل تتصورون جمعية إسلامية سلفية خيرية يكون لها صندوق لحفظ المال المتوفر لديها , لا يوضع هذا المال في بنك من البنوك ,وهل هذا موجود ؟ أنبئوني بعلم ؟.
    السائل : يا شيخ بالنسبة إلى هذا الموضوع لا بد أن يكون موجودًا ... يعني الحكومة تشترط أن يكون رأس المال , أو لها رأس مال في البنك !! بس أقول إن هذا أشار إليه أبو مالك , يسري في بقية الأعمال الخيرية مثلًا , فممكن أن يسري هذا إلى العدل , القضاء , إمامة المساجد , الخطابة , الوعظ , الحج , كل هذه الأمور لا بد أن يتعامل فيها مع الدولة .
    الشيخ : ما أظن أن تقول هذه الأمور كلها سواء .
    السائل : يعني أن المسألة تكون للقائمين يقدرون المصالح والمفاسد في هذا الموضوع وإلا فينبغي تعميم جميع الأعمال أن لا يتعامل فيها مع الدولة .
    الشيخ : لنقف عند كلمتك «القائمين» هؤلاء القائمون هم من أهل العلم والفضل والصلاح والتقوى , نفترض الأمر أنهم كذلك !!. أليس كذلك ... وهم يرون أن إيداع المال الخيري في البنك الذي يتعامل بالربا يجوز ؟!.
    السائل : نعم يرون ذلك !!.
    الشيخ : وكيف يتأولون قوله عليه السلام ـ حين ذلك ـ :« لعن الله آكل الربا وموكله » (1).
    السائل : لا يأكلون الربا !!.
    الشيخ : موكله , موكله , موكله : « لعن الله أكل الربا وموكله » , فهم يُؤكلون الربا , وإلا ما تفرق بين الأمرين ؟.
    السائل : لا هناك فرق !!.
    الشيخ :إذًا ما جوابك فيما تعلم ؟.
    السائل : الله أعلم !!!.
    الشيخ : هذه المشكلة !!... لذلك نحن بحاجة إلى ما ذكرناه آنفًا , ومن ضرورة إقامة الأحكام الشرعية في كل معاملاتها ومنها الجمعيات

    (1) رواه مسلم (1597) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه , بلفظ :« لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله » .
    الخيرية , على أننا نعود ونذكر بأننا لا ننصح إخواننا طلاب العلم أن يشغلوا أنفسهم بهذا العمل الخيري , لأن لهذا العمل ناسا آخرين , ممن لم يطبعوا على حب العلم , والرغبة في طلب العلم , إذًا لكل مجاله , وما أشار إليه الأستاذ آنفًا من أن الجمعيات تترتب من وراءها بغضاء وشحناء وتعالي ...إلخ . هذا مع الأسف أمر واقع , لكن أنا في اعتقادي أنه لا بد مما ليس منه بد , لابد من تحقيق مخالفة التحذير المضمون في قوله تعالى :﴿ ولا تحاضون على طعام المسكين ﴾ . فيجب أن نتحاضض على طعام المسكين , ومن ذلك هذا التعاون الخيري , ولكن لا يكون خيريا إلا بربط هذا المشروع بالأحكام الشرعية , وأن يقوم به غير طلاب العلم ...إهـ المقصود .

    - وسئل – رحمه الله - ( وكان خارجًا من المسجد , وذاهبًا إلى سيارته ) :
    قال السائل : ما قولكم في الجمعيات ؟!.
    قال الشيخ : أين تضع أموالها ؟؟.
    السائل : في البنك !!.
    فقال – عليه رحمة الله - : ما بني على باطل فهو باطل .( ثم ركب سيارته) .

    * راجع : شريط أسئلة السيارة .



    يُتبع إن شاء الله

  • #2
    نتابع مع

    --------------

    فتوى الشيخ العلامة المحدث
    مقبل بن هادي الوادعي
    ـ رحمه الله ورفع درجته في عليين ـ



    السؤال : لو قال قائل: إن الجمعيات الدعوية قام مقتضاها في زمن النبي ﷺ، ولم يقم مانع يمنعها، فإن فعلها بعد النبي ﷺ من المحدثات، فما صحة هذا القول؟

    الجواب : الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد .
    السؤال الذي قدم سؤال وجيه ،ومن أجل هذا نحن من زمن قديم نقول : إن ترك الجمعيات خير من وجودها ,لأن النبي ﷺ وأصحابه ، كانوا أحوج إلى المال منا، بل كانوا أشد حاجة منا، ومع هذا لم ينشئوا جمعية، وعلى هذا فتركها خير من وجودها، وخير الهدي هدي محمد ﷺ.
    دع عنك أنها جمعيات تكون سببا للحزبية ، ومن كان معنا ساعدناه ومن لم يكن معنا لم نساعده ، والنبي ﷺ يقول كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير : « مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى » (1) وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال ﷺ :« المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»(2) ,هذه الجمعيات فرقت شمل المسلمين ، بعض المغفلين يقول : مقبل لا يفرق بين الجماعات والجمعيات ، وهذه الجمعيات لابد أن تكون خاضعة لشؤون الاجتماعية وخاضعة للقوا نين الدولة والعمل الذي يتعلق بالدولة تكون بركته قليلة، إن لم يكن منزوع البركة ، بل الحكومات يعجبهم العمل الميت فيما يتعلق بالإسلام ، وأما ما يتعلق بالتطور والتقدم إلى غير ذلك ، فإذاعتهم تنعى ، وعلى ننصح بترك هذه الجمعيات التي تكون سببا لضياع حق الفقراء ، وذاك الفقير ربما لا يصل إليه شيء كما قيل، ونؤخذ باسمه الدنيا جميعا ، وما من ذلك شيء في يديه ، الذي ينبغي للتجار ننصحهم أن يتولوا توزيع زكواتهم على المحاويج فإنها قد أصبحت سببا للحزبية في كثير من البلاد الإسلامية ، والله المستعان .
    من شريط: الغارة الشديدة على الجمعية الجديدة , سجلت ليلة العاشر من صفر1420 هـ.


    (1) البخاري (6011) ومسلم (2586) , عن النعمان بن البشير رضي الله عنه .
    (2) البخاري (481) ومسلم (2585) , عن أبي موسى رضي الله عنه .




    وقال ـ رحمه الله ـ :
    وتلكم الجمعيات التي لا يؤذن لها إلا بشروط أن تكون تحت رقابة الشئون الاجتماعية، وأن يكون فيها انتخابات، وأن يوضع مالها في البنوك الربوية، ثم يلبّس أصحابها على الناس ويقولون: هل بناء المساجد، وحفر الآبار، وكفالة اليتامى حرام؟ فيقال لهم: يا أيها الملبّسون: من قال لكم: إن هذه حرام؟ فالحرام هي الحزبية، وفرقة المسلمين، وضياع أوقاتكم في الشحاذة، ولقد انقلبت العمرة في رمضان إلى شحاذة:
    يا مشعر القراء ويا ملح البلد ............. ما يصلح الملح إذا الملح فسد

    المرجع ( ذم المسألة ) ص( 218 ) .

    وسئل ـ رحمه الله ـ :
    هناك من يقول إن الجمعيات كجمعية الحكمة والإحسان شبهة وليست حزبية فما تقولون؟
    الجواب: هذا إما أن يكون صاحب هوى، وإما أن يكون جاهلاً، فإن كان جاهلاً فننصحه أن يتعلم، وإن كان صاحب هوى فليعتبر بغيره الذين ضاعوا وماعوا بعد هذه الجمعيات، وأنصحه باستماع شريط "التحذير من الحزبية"، والحمد لله فالعجائز عندنا يعرفن أن جمعية الحكمة حزبية وكذلك أصحاب جمعية الإحسان، وانظروا إلى الإخلاص، فقد قرّبوا الإفطار في حضرموت في رمضان، وجاءوا بالمصور، فقال الإخوان: نحن لا نتصور، قالوا: لا بأس تأخروا ونصوّر الطعام. وهناك مبنًى في السدة بنتْه جمعية الحكمة ولم يبق معها طالب واحد، وطلبة العلم طلبة أخينا علي العروقي(1) أهل السنة لا يجدون أين ينْزلون، وفي نشرة مجلة (الفرقة) لعمار السفيه (2) قال: إن جمعية الحكمة عندها ملايين . وأنا أتساءل: هل أتى فاعل الخير بهذا المال ليخزن في البنوك أم لينفق على طلبة العلم؟ وهم يكذبون وعندي إثباتات محتفظ بها يزعمون أنّهم يدعمون طلبة العلم بمعبر، وبمأرب، و بدماج، وربما لا يجد أحدهم ثمن الصابون ليغسل ثيابه، ولا يجد أحدهم ما يرجع به إلى بلده، ثم يذهبون ويخزنونها في البنوك، وهذه المجلة عندي، فلماذا لا تنفق هذه الملايين على طلبة العلم بمعبر، وبمأرب، و بدماج، وفي مفرق حبيش، وفي عدن، وحضرموت، يقولون: لا، لا بدّ أن يبايعونا إذا أرادوا أن نعطيهم، أما أن نعطيهم لله عز وجل، فلا يعطون لله عز وجل، وراجعوا المجلة.
    المرجع : تحفة المجيب ص (117)

    (1) أصبح هذا الرجل حاليًا من أتباع أبي الحسن المصري المأربي المفتون .. .
    (2) وهو عمار بن ناشر , أنظر المزيد من كلام العلامة الوادعي فيه كتاب ( المجروحون ..) ص ( 64-65 ) , لأخينا أبي أسامة عادل السياغي .



    يُتبع إن شاء الله

    تعليق


    • #3
      فتوى الشيخ العلامة المجاهد
      أبي محمد ربيع بن هادي عمير المدخلي
      ـ حفظه الله تعالى ـ


      سئل ـ حفظه الله ـ : زعم بعضهم أن الدعوة السلفية لا يكتب لها الانتشار إلا عن طريق الجمعيات , وعارض آخرون ومن جملة شواهدهم على ذلك ما يحصل بسببها من التفرق بين السلفيين ما تعليقكم على مثل هذه العبارة ؟.الجواب : والله نقول :
      وكل خير في اتباع من سلف ................. وكل شر في ابتداع من خلف
      فإن السلف نشروا هذا الدين , وفتحوا الدنيا بالتعاون على البر والتقوى فكانوا يتعاونون في الجهاد بأموالهم وأنفسهم , لكن لا على الطريقة المنظمة المأخوذة عن الغرب , وإنما أنت تقدم نفسك ومالك وهو يقدم نفسه وماله , فالتقى جهدي مع جهدك فتعاونَّا على البر والتقوى , ودفعنا بكلمة الله إلى الأمام , وفتحنا هذا البلد وذلك البلد , وطبعا العلماء بعدهم لما فتح الله هذه الدنيا , فالعلماء رفعوا راية هذا العلم , ونشروه في العالم , هذا يدرس في مسجد , وهذا يدرس في مسجد , وتلتقي الجهود , وينشأ طالب فلان وطالب فلان على منهج واحد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فتكون النتيجة والآثار و الثمار أفضل من هذه الجمعيات التي عجزت عن تخريج طلاب علم , فضلًا عن علماء وأضرب لكم مثلًا : الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ يعني كان يرفض الجمعيات , ورفض هذه الأساليب , وأنشأ له مركزًا وعلَّم طلابًا , بل خرج منهم علماء وكل واحد راح إلى بلده , وأنشأ مدرسة في بلده , وأخرجوا جيلًا جديدًا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , بينما هذه الجمعيات الآن في مشارق الأرض ومغاربها أخبرني بثمارها كم عالمًا خرجوا , لا شيء بينما هذا الرجل الضعيف الذي لا يملك مالًا ولا و لا ... بإخلاصه وجده , والله أوجد ما عجزت عنه كل هذه الجمعيات , وما عجزت عن عشر معشاره , فإنهم ما استطاعوا أن يخرجوا علماء , ثم غلب عليهم التحزب والولاء والبراء على جمعياتهم وحصل التفرق وكانت من أسباب تمزيق السلفيين في عدد من البلدان , هات لي جمعية الآن ـ إلا جمعية البر إلى الآن هذه الجمعية نسأل الله أن يحفظها , وننصحها أن تجتنب مسالك الجمعيات التي سبقتها (1) ـ فإنها والله أرهقت الإسلام وأرهقت المنهج السلفي , ومزقت أهله وصارت بجبايتها الأموال من جيوب المسلمين تستعين بها على ضرب السلفية هنا وهناك في السودان والصومال في ارتيريا في الباكستان في الهند في
      أفغانستان ... تجمع هذه الأموال وتضرب بها المنهج السلفي بطرق غاية في المكر , هم يجيدون يضربون , لكن يجيدون كيف يُعلِّمون على منهج السلف الصالح هذا ما فشلوا فيه وعجزت عن النهوض به هذه الجمعيات , فنحن ننصح أن من علمه الله علما أن يأخذ مسجدا ويجمع حوله ناسا من الطيبين الذين يراهم ويعلمهم , أنا أرى لو أني أنا خرجت في المسجد عشرة علماء وأنت خرجت عشرة وهذا عشرة في بلد واحد , خرَّجنا أربعين , خمسينا عالما , والله خير من آلاف الجمعيات ومن آلا ف المعاهد التي تُنشأ هذه الجمعيات . إهـ . ( من شريط : سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني , شبة والرد عليها . ) (2) .

      (1) وقد خيبت هذه الجمعية أيضا ظن الشيخ فيها , فقد تكلم فيها الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ وهكذا علماء ومشايخ اليمن ـ حفظهم الله ـ وحذروا منها , ثم إن القائم على فرعها في اليمن هو أبو الحسن المأربي المصري .
      (2) نقلًا عن رسالة « السهام الوادعية في نحور أقطاب الجمعيات الحزبية » ص (59) لأخينا أبي عبد السلام حسن بن قاسم الريمي .


      ----------------------------------------------------------

      وسأنقل الآن كلامًا للشيخ العلامة ربيع المدخلي ولكن ليس من نفس الرسالة وإنما من رسالة أخرى هي : الدلائل القطعية على انحراف ابني مرعي وشلتهم الأشعبية للأخ أبي عبدالله محمد بن عبدالله باجمال :

      سئل العلامة الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله:
      قال السائل –وهو علي الحذيفي!!!-: شيخنا مقبل رحمه الله تعالى أصل الدعوة السلفية في اليمن على العفة، وقد ألف لهم رسالة «ذم المسألة»، السؤال: بعض الدعاة ربما يسأل الناس أموالهم من أجل الدعوة، فما ضابط سؤال الناس من أجل الدعوة؟
      فأجاب حفظه الله:
      على كل حال رحم الله الشيخ مقبل ونسأل الله أن يخلفه بخير في اليمن وفي غيرها، فإن هذا الرجل ذكرنا بزهد السلف، وبورعهم، وبعزتهم، وبشرفهم، وبإبائهم، وبشجاعتهم في قول الحق رحمه الله، وجلل مصاب الدعوة السلفية في اليمن جبرهم فيه وخلف عليهم بخير، نسأل الله أن يبارك في تلاميذه، وأن يجعل منهم من أمثاله الكثير، فإنه والله كان مثلًا في الزهد والورع، والاستهانة للدنيا، ولقد كان رجلًا بصيرًا حين كان يرفض المال ويحذر من السؤال، حتى إني أتذكر أنه شن الغارة على من يجمع المال باسمه، فما أنزهه وبارك الله فيه.
      وليس بالضروري أن يتصدى الناس للسؤال باسم الدعوة فلم يفعل السلف مثل هذا، وأحمد بن حنبل رحمه الله هل كان يمد يده للأموال من أجل الدعوة؟! كان يرفض الأموال، ولقد ضرب أروع الأمثلة في الشرف والإباء حين شد الرحال إلى عبدالرزاق شد الرحال من العراق إلى صنعاء، ثم في طريقه هو ورفيقه يحيى بن معين حَجَّا، فوجدا عبدالرزاق في مكة المكرمة، فقال ابن معين لأحمد: هذا عبدالرزاق قد ساقه الله إلينا فلا نرحل، قال أحمد: لقد نويت الرحلة إلى صنعاء فلا أرجع، ثم سافر إلى صنعاء ونفد ماله رحمه الله، وعرف هذا أصدقاؤه، فقاموا يعرضون عليه المساعدة بالمال؛ فيرفضها ويحمل؛ جعل نفسه حمالًا يحمل الأثقال على ظهره لأهل الإبل البدو المساكين وهو إمام رحمه الله، رأى أن الحمل والعمل والأكل من ذات اليد أفضل آلاف المرات من أن يأخذ من الناس، لأن اليد العليا هي المعطية، واليد السفلى هي الآخذة، وأحمد لا يريد أن تكون يده سفلى رضي الله عنه، فأنا أنصح العلماء وطلاب العلم أن يعيدوا لنا سيرة شرف السلف، ويدركوا أن التهالك على المال من أخطر الأخطار على الدعوة السلفية، وبرهان ذلك أن الفتنة الآن تشتعل بسبب المال حينما –بارك الله فيكم- مد بعض الناس يده إلى هذه الجمعية وإلى تلك، فنعوذ بالله من فتنة المال، إنها والله فتنة؛ والله لعدد قليل من الطلاب يتخرجون من مسجد وهم أعفاء نبلاء شرفاء خير من ملايين الملايين من طلاب المال والمتهالكين على الدنيا، فنحن نوصي الشباب السلفي والعلماء منهم أن يعيدوا لنا سيرة السلف، كما رفعوا راية السنة فليرفعوا أيضًا راية العزة والشرف والزهد والورع والتنزه عن الركض وراء الدنيا، ووالله ما آذى الدعوة السلفية في اليمن إلا إفشاء المال واللهث وراءه فأدى إلى هذه الفتنة الآن، وكان للمال إسهامًا شديدًا في تأجيج نيران الفتن، ألا فليتوبوا إلى الله، وليعودوا إلى الله، وليتآخوا، نوصيهم بالتواصي بالحق، والتواصي بالصبر على كل مشاكل الحياة ﴿ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين﴾ ووالله إن السلف ما أوصلوا هذه الدعوة إلينا غضة طرية بالأموال والمراكب، وإنما أوصلوها بزهدهم وورعهم ونزاهتهم رضوان الله عليهم، فنوصي السلفيين في كل مكان وفي اليمن خاصة اليمن الذي رفع الله فيها راية السنة: أن يحافظوا على هذه الدعوة ولو جاءهم المال ليفسد بينهم فعليهم أن يركلوه بأرجلهم، ويمضوا في طريقهم أعزاء شرفاء ينشرون دعوة الله شريفة نظيفة. اهـ
      من شريط أسئلة شباب عدن في فتنة أبي الحسن.

      *والعجب أن السائل هو علي الحذيفي المتهالك في هذه الفتنة والقائل: لا نقبل كلام الشيخ يحيى في عبدالرحمن إلا بدليل، ولو جاء بالدليل ما نقبل حتى يجمع العلماء!!!

      يُُتبع إن شاء الله

      تعليق


      • #4
        فتوى شيخنا العلامة المحدث
        أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري
        ـ حفظه الله تعالى ـ


        ------------------


        السؤال : هل تعطى الزكاة إلى شيخ القبيلة أو إلى الجمعيات ؟
        الجواب : إن كان شيخ القبيلة جابيا من قبل ولي الأمر يعطى له الزكاة إن كلف بهذا لحديث :« تؤخذ من أغنياءهم فترد على فقراءهم » (1) والذين كانوا يجمعونها لرسول الله هم الجباة , وإن لم يكن جابيا فغالبا أن شيوخ القبائل يأخذونها ويعبثوا ، أنت تعلم أنهم ليسوا من ولاة الأمر وكثير منهم لصوص مشايخ القبائل، نحن ما نقول كلهم لكن كثير منهم لصوص لو استطاع أن يأخذ المال من أي جانب من الحلال أم من الحرام.
        أما الجمعيات حرمت الفقراء ما أوجب الله لهم من الزكاة وذهبت تصب لمن كان في جماعتهم وفي سلكهم إن هذه الجمعيات تسلط أموال المزكين لحرب الدعوة السلفية وللعصبية ولمن كان معهم أيضا , يودعونها في البنوك الربوية وكذلك يشترون منها الدشوش وجندوا أنفسهم لها وضيعوا أوقاتهم فيها يعطونها من الزكاة في تلك الجمعيات من ليس من مستحقي الزكاة ويحرمون من هو مستحق. الزكاة صارت تخدم الحزبية عند هؤلاء الجمعيين، الزكاة صارت تحارب الدعوة تحارب الإسلام عند هذه الجمعيات.

        (1) متفق عليه : البخاري ( 2448) ومسلم ( 19) , عن ابن عباس رضي الله عنه .

        إن أداء الزكاة إلى هذه الجمعيات يعتبر وضعا للمال في غير محله ولا ننصح إنسانا من المسلمين له مال يزكيه أن يدع ماله في هذه الجمعيات فليسوا مؤتمنين على أموال الناس، هذه نصيحة نحن عرفنا ذلك وعرف ذلك كل من عرف الجمعيات.
        والجمعيات مفتونة بتصوير ذوات الأرواح، وبالتسول وعدم العفة وبتضييع الأوقات عند الأثرياء، ومن اشتغل بها صرف عن العلم الشرعي وفتن بالدنيا وصار من الحزبيين بل صار أوكارًا لأهل التحزب ولا نعلم عالما سلفيا فتن نفسه بالجمعية كما شأن هؤلاء المتحزبين، وحسبها شرًا أنها تؤسس على معاص شتى والله عز وجل يقول: ﴿ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ﴾[التوبة:109] ومن أعطوه إن أعطوه شيئا بغير إشراف ولا تطلع كما في حديث عمر(1) أنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي العطاء فأقول : أعطه من هو أفقر مني فيقول : « خذه , إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل , فخذه , ومالا فلا تتبعه نفسك » وأمن على نفسه ولسنا آمنين عليه أخذه فمن حيث الحرام فليس بالحرام عليه إلا إذا كان يؤدي إلى فتنة.
        فالمطلوب الاجتناب : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك »(2) , « فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه » (3) , : «ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يصبر يصبره الله وما أعطى أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر»(4).

        (1) متفق عليه : البخاري (1473) ومسلم (1045) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
        (2) حديث صحيح : أخرجه الترمذي (2518) وغيره , من حديث الحسن بن علي رضي الله عنه . والحديث صححه العلامة الوادعي في الصحيح المسند (1/222) .
        (3) متفق عليه : البخاري (52) ومسلم (1599) , عن النعمان بن البشير رضي الله عنه . (4) متفق عليه : البخاري (1469) ومسلم (1053) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .


        فننصح بالبعد عن هذه الجمعيات، جمعيات فاسدة مفسدة وإنما أنشئت لمحاربة الدعوة السلفية وتمزيقها.
        يا أخي! الأيام الماضية أين جمعياتهم في زمن الرسول ﷺ أليست كانت الحقوق تصل إلى مستحقيها أما الآن جمعيات محدثة ليبلغ الشاهد الغائب، والذي يغضب من هذا القول بيننا وبينه كتاب الله وسنة رسوله ﷺ «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» (1) فمقتضاها كان موجودا في زمن الرسول ﷺ وما عملها عثمان بن عفان و عبدالرحمن بن عوف جماعة من الصحابة كانوا أثرياء وآخرون كانوا فقراء مثل أصحاب الصفة .
        فما قال: "اجعلوا لهم جمعيات وصندوقًا"، لا يصلح هذه الأمة إلا بما صلح أولها ، لا يهيب علينا الناس بكثرة الجمعيات، الباطل وإن كثر فهو باطل لا يبرر الباطل أن يزيد أو ينتشر بل إن انتشر الباطل لا يزيده إلا شرا وضررا.


        ---------------------------

        وسئل – حفظه الله - : من علم هذه المخالفة في الجمعيات هل يجزئه أن يعطيهم الزكاة؟
        الجواب: يكون آثما إذا وضع ماله في الجمعيات وهو يعلم هذه الأضرار والمنكرات فيها وتفرقة المسلمين والله فرقت السلفيين في الكويت وفرقتهم في السودان وفرقتهم في اليمن وهل فسد أبو الحسن المصري وأمثاله إلا بالجمعيات وهل فسد عبدالرحمن عبد الخالق إلا عن طريقها وعبد الله بن السبت و الحويني ومحمد المهدي وعبد المجيد الريمي ومحمد بن موسى البيضاني وعقيل المقطري وأصحاب براءة الذمة فسدوا وتحزبوا، وهؤلاء ما فسدوا إلا عن طريق الدنيا فتنة الجمعيات وتجميع الأموال.

        (1) متفق عليه : البخاري ( 2697 ) ومسلم ( 1718) , من حديث عائشة رضي الله عنها.

        الذي يعلم ويؤدي هذا فيها يكون متعاونا على الإثم والعدوان ومن تعاون على الإثم والعدوان يكون آثما لأن الله يقول: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾.
        * اتحاف الكرام (ص30-32)

        ---------------------------


        وسئل ـ حفظه الله ـ : ما حكم تأسيس رابطة الدعاة السلفية لحماية الدعوة واجتماع الدعاة على كلمة واحدة، و جزاكم الله خيرًا ؟
        الجواب : ما يحتاج إلى هذا، والرابطة الإسلامية، تلك التي يسمونها رابطة العالم الإسلامي: إخوانية ؛ فرابطتنا الكتاب والسنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»(1)، وقال الله: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ [الحجرات: 10]،
        والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «قضاء الله أحق وشرط الله أوثق»(2)، ويقول: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (3) ، فالرابطة: الإسلام، ولا نحتاج إلى هذه الروابط المخترعة التي لم تكن عند أسلافنا الذين مضوا، والنبي ﷺ لما قدم المهاجرون آخى بين المهاجرين والأنصار، ثم بعد ذلك قويت شوكة الإسلام صارت الأخوة الإسلامية فوق ذلك كله.
        *الأسئلـة الإندونيـسيـة (26 جــمادي الثـانيــة 1424هـ) .

        (1) البخاري (481) ومسلم (2585) , عن أبي موسى رضي الله عنه .
        (2) رواه البخاري (2729) من حديث عائشة – رضي الله عنها - .
        (3) متفق عليه : البخاري ( 13 ) ومسلم ( 45 ) , من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .



        ---------------------------


        وقال شيخنا -حفظه الله – لما سئل : أن بعض الجمعيات ليس على حد سواء ، أو أن الجمعيات في بعض البلدان ليست كالجمعيات في بلاد أخرى !!؟؟.
        الجواب : هذه بوادر السوء , ما ذكر في هذا السؤال من تلك الجمعيات التي تربوا عليها جمعية موجودة عندنا في بعض البنود لا يبرر لإخواننا أولئك اللجوج بتلك الجمعيات باعتبار أنها تنقص عن هذه الجمعيات بشيء من الأعمال ولا ينبغي اتخاذ أنصاف الحلول , ولم يضيق الله على إخواننا السلفيين من أنه لا تقوم دعوتهم إلا بالجمعيات فيها إما التصوير أو وضع المال في البنوك أو كذلك أيضا ترتيبات الجمعيات من رئيس ومندوب وكذلك نحن نعرف ما الذي يتعلق بشؤون الجمعيات أنها خاضعة للقوانين الدولية سواء سموها جمعيات أو سموها مؤسسات أو سموها بما شاءوا لهذا سبق الجواب على هذه المسألة بالنص الجازم بما يسر الله تعالى لإخواننا السلفيين هنا وهناك بالبعد عن هذه الجمعيات فو الله رأينا أضرارها وشرورها وتفكيكها وتحزبها وما إلى ذلك من الأعمال التي بذرت منها وفرقت السلفيين، فيا إخوان الله بالبعد عن ذرائع الفتن الجمعيات وإن كانت هناك بنود تنقص عن هذه، وهذه ذرائع للفتن وما هذه الأسئلة التي سمعتموها إلا من الفتن المترتبة على الجمعية أعني أنها ينكرها السلفيون وأولئك يستمرون فيها على بعض الفتاوى ربما أخذوها من بعض من لم يتبين له أضرارها أو بعض من نعتبر هذا الفتاوى منه خطأ، فنعم بارك الله فيكم البعد عن هذه الجمعيات ولو كان هناك شيء مما يختلف فيه عن شيء، هذه الجمعيات هناك ولكنها جمعية. واستمروا بنودها وأفكارها وشيئا من ذلك يجتنب يجتنب.إهـ


        ---------------------------


        وسئل ـ حفظه الله ـ : نرجو الإجابة على هذا السؤال: عندنا في الجزائر سلفيون (1) أسسوا جمعية فلكية وهي تابعة للحكومة وفيها من المحاذير ما يلي: مراسلة الجمعية الفلكية في بلاد الكفار التي تقرر أقوال الفلاسفة والفلكيين والتي منها:
        1- إقامة المعارض المختلطة والتي فيها موسيقى وأغاني.
        2- دوران الأرض حول الشمس.
        3- أعمار الشمس، والقمر، وغيرهما بالسنين الضوئية.
        4- الصعود للقمر وغيرها من الأقوال.
        5- صور ذوات الأرواح في هذه المعارض وفي المجلات التي عندهم.
        6- نشر أفكارهم بين عوام الناس عن طريق جمعيتهم.
        قال بعضهم: أنا أعتقد اعتقادا جازما أن الأرض تدور حول الشمس وقد شاهدنا هذا وعندما ذكر له قول الإمام ابن باز :، قال: هو أعمى لم ير ذلك، وإذا قيل لهم: اتصلوا بأهل العلم واسألوهم، تَماطَلوا.
        7- خلع الزَّي السلفي، ولبس البنطال.
        8- ضعفهم في العلم الشرعي، وهذه بعض ما عندهم فقط.
        السائل : ما حكم هذه الأقوال التي يقررونها بين الناس؟ وما حكم هذه الجمعية وما حكم الاستمرار فيها؟ وكيف يعامل الإخوة هؤلاء بعد النصح لهم؟


        (1) هي جمعية أنشأها بعض من كان يدعي السلفية ببلدية الجديدة بدائرة الدبيلة من ولاية وادي سوف , وما هي إلا أياما ثم تفرقوا شذر مذر , وما ذاك إلا بسبب ذنوبهم وطعنهم في العلماء أولياء الله . فاعتبروا يا أولي الأبصار .


        الجواب : إن هذه الأقوال والأفعال من هؤلاء السلفيين ‑هداهم الله‑ تعتبر زلقات غير يسيرة، ومن تلك الزلقات والشطحات: أنهم يعتمدون أقوال ناس غير موثوقين، وليسوا عدولًا في الأقوال، وقد تقرر بالأدلة كذبهم، وأساس الجمعية وأهداف الجمعية مبني على هذا الاعتماد. والكفار يقول الله سبحانه وتعالى فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أولئك هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّة ِ﴾ [البينة:6]، وهذا الذم يشمل ما هم فيه من سوء الحال في الأقوال والأفعال.
        والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أو لِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ [هو د:113]، والركون إلى الكفار أنواع، ومنه: الوثوق بأقوالهم، ومن شطحات هؤلاء الإخوان ‑هداهم الله‑ قولهم بأن الأرض تدور حول الشمس، وهذا القول باطل يدفعه القرآن، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا ً﴾ [النساء:87]، قال ربنا عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [فاطر:41] .
        وقد نقل عبد القاهر بن طاهر البغدادي رحمة الله عليه في كتاب ”الفرق بين الفرق“ أن الأرض ثابتة لا تدور إلا لحادثة من زلزلة ونحوها، نقل الإجماع على ذلك.
        وأعظم من هذه الأقوال قول من يقول: إن الشمس ثابتة والتي تدور حولها هي الأرض، وهذا يؤدي إلى تكذيب القرآن وهو خطير جدًّا، فربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ﴾ [الزمر: 32]، ويقول سبحانه: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم ْ﴾ [محمد: 28]، والله عز وجل يقول: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم ِ﴾ [يـس:38 ]، والقرآن نزل بلسان عربي مبين، ومعنى تجري في لسان العرب معروف.
        وفي الصحيحين عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشمس إذا غربت تذهب حتى تسجد تحت العرش»(1)،
        وقد ذكرنا مضمون ذلك ولله الحمد في ”الصبح الشارق على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه المسمى توحيد الخالق“، فالقول بأن الشمس ثابتة، هذا قول كفر، والقائل ينظر في حاله قد يكون جاهلًا وقد يكون مغررًا به، وقلنا بأنه كفر؛ لأنه يرد القرآن، والقول بأن الأرض تدور، هذا القول باطل ما عليه دليل؛ لأن الله يقول إنها لا تزول: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا﴾ [فاطر: 41]. واختراع الكذابين الذين يقولون تدور حول بعضها أيضا ما عليه الدليل، قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا. وَالْجِبَالَ أوتَادًا﴾ [النبأ: 6-7] .
        ومعناه أن الكون كل يدور والناس ما عندهم بصر هذه يعارض المحسوس والمعقول والملموس والله، يا ذلك العامي صاحب ذلك الحمار أعقل من بعض أصحاب هذه التقريرات التي نشروها على عوام الناس وفهموهم إياها أكثر من تفهيمهم لسورة الفاتحة. قالوا: يا فلان، يقولون إن الأرض تدور قال: والله، هؤلاء كذابون، أنا أربط حماري في هذه الشجرة فيصبح وهو ما زال في الشجرة ما يدور من هذا الجانب وهذا الجانب. يا أخي، الناس عندهم فطرة سليمة، عندهم بصر، والكلام الفارغ فارغ: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنّ﴾ [الطلاق: 12]، وكلها تدور وتتحرك، وما أبان الله لنا من ذلك شيئًا حتى يأتي هؤلاء منهم من هو يهودي ومنهم من هو نصراني، ومنهم علمانيون، ومنهم ملاحدة، ومنهم الله أعلم بحاله، ويشككون الناس في معتقدهم المبني على كتاب الله وسنة رسوله على أقوال لا دليل عليها،

        (1) رواه البخاري (4802) عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه .

        فليتق الله هؤلاء السلفيون الذين بنوا جمعيتهم على هذه الهلوسة، بل قُلْ: على هذا الباطل، ومن الشطحات التي عند هؤلاء الإخوان ‑هداهم الله‑: أنَّ هذه التنازلات جرّ بعضها إلى بعض آخر، المعاصي يجر بعضها بعضًا، ومن ذلك الاختلاط، وأدلة تحريم الاختلاط معروفة من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، النهي عن ذلك لما فيه من الضرر الأكيد : «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب». متفق عليه من حديث النعمان بن بشير عن النبي ﷺ (1) ، وقال عليه الصلاة والسلام: «إياكم والدخول على النساء» قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت»(2)، فما بالك بغيره؟ .
        ورب العزة يقول: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْالوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلوبِكُمْ وَقُلوبِهِنّ﴾ [الأحزاب: 53]، ويقول سبحانه: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ﴾ [النور:30‑31] والاختلاط يقتضي غالبا النظر ويقتضي المصافحة ويقتضي المحادثة ويقتضي الفتنة ويقتضي التصنع من الطرفين من الرجال والنساء.
        الرجل يتصنع أمام النساء ‑ نسأل الله العافية ‑ رياء التصنع، والنساء يتصنعن أمام الرجال تصنعًا في الكلام، تصنعًا في المشي، تصنع كذلك في المحادثة، وفجور من جوانب شتى. وهذه المسألة مبحوثة وأدلتها مذكورة وفيها كتب التحذير من الاختلاط، وإنما ذكرنا إشارة إلى المقصود.

        (1) البخاري (52) ومسلم (1599) عن النعمان بن البشير رضي الله عنه , وقد تقدم .
        (2) متفق عليه : البخاري (5232) ومسلم (2172) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.


        ومن هذه الشطحات: قولهم بعمر الشمس والقمر، ما الدليل على هذا القول؟ وقد قال النبي ﷺ: «حين تدنو الشمس من الرؤوس ألا إن الناس يصيبهم من الكرب والضيق ما لا يطيقون وما لا يحتملون، ويبلغ بهم العرق أي مبلغ»(1).
        وهذا القائل، كيف سيستطيع الوصول إلى ذلك الموضع؟ ثم يقول: هذه مسافتها. كلام فارغ ما عليه دليل، وهذه المسألة مما ذكرناها في ذلك الموضع، يعني في المبحث المشار إليه. إذا أحب إخواننا أن يرجعوا إلى هذا الكتاب، وكذا صور ذوات الأرواح لغير ما ضرورة ولغير ما إلزام، ما هو الداعي لذلك وموجب لذلك عندهم؟.
        جمعية فلكية، جمعيةُ دُنْيَا، ما هي من مكاسب شرعية ما دام فيها هذه المحاذير، ولا يقتصرون بهذا على ذواتهم، بل يدعون الناس إلى ذلك، نشر هذا الأفكار على الناس حرام؛ لأنها أفكار مخالفة للأدلة، وما خالف الكتاب والسنة، فهو باطل، قال تعالى: ﴿أو لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ [العنكبوت:51]، ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ [الرعد:43].ومن تلك أيضا المخالفات التنازلات بلباس البناطيل والتشبه بالكافرين بذلك. وهكذا الضعف في العلم والإقبال على الجمعيات.
        اطلبوا العلم يا إخوان، اتقوا الله , أنا لكم ناصح والله، والله إن إنسانًا لا يعتني بالعلم أنها تهجم عليه الشهوات والشبهات، وإن إنسانًا لا يجالس أهل الحق والهدى أنه يصير ضحيَّة جلساء السوء سواء أصحاب الجمعيات هذه أو غيرها, وعلى ذلك أدلته كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها.

        (1) رواه البخاري (1475) عن ابن عمر رضي الله عنه , بلفظ : « إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الآذان , فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ..» الحديث .

        فاطلبوا العلم , فمن وفقه الله لطلب العلم فقد وفق لخير كثير , ففي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله المعطي ولا تزال طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة»(1).
        هذه نصيحة مختصرة لهؤلاء الإخوان وفقنا الله وإياهم.
        وإني ذاكر لكم أثر الحسن البصري، وتلك النصيحة العظيمة التي وجهها لأهل السنة، وهو يقول لهم: يا أهل السنة إنكم كنتم أقل الناس في الماضي وأنتم أقل الناس في الآتي..، فحافظوا على سنتكم (2).
        وإني ذاكر لكم أيضا أثر الزهري : إذ يقول كما في ”مقدمة سنن الدارمي“ وهو بسند صحيح: أدركنا علماءنا يقولون التمسك بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا وفي نعش العلم ثبات الدنيا والدين (3).
        استفيدوا من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ومن علماء السلف، وإياكم واحتقار الأئمة؛ فإن هذا نذير سوء.
        العلامة ابن باز عليه رحمة الله حُكْمُهُ في هذه المسألة حكم بالكتاب والسنة، لا بمجرد النظر. وإلا فليس لك عليه زيادة أنك رأيت ما لم ير إلا إذا كان تخيلات. ففتواه مبنية على الدليل. وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أو لِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف:3].

        (1) متفق عليه : البخاري (71) ومسلم (1037) من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه . (2) أخرجه الدارمي في مقدمة سننه (1/296) .
        (3) أخرجه الدارمي في مقدمة سننه (1/230) بسند صحيح .


        وهذا خطاب موجه إلينا أن اتبع ما أنزل إلينا من الكتاب والسنة في كل صغيرة وكبيرة ودقيقة وجليلة. وأهل العلم أقوالهم موطدة مثبتة بالأدلة. وليست... مجرد آراء أخذوها أو مجرد أفكار انتحلوها ولكن ينظرون بالأدلة ويبينون الأدلة. هذا هو ، نسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحبه ويرضاه، والحمد لله.

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا أخي الكريم
          ورسالة الأخ حمزة حفظه الله تعالى ، رسالة نفيسة في بابها ، جمع فيها فتاوى عدد من العلماء ، ولم يورد فيها كلاما له ، بل غاية ما فيها (كلام العلماء) ونثلها فعل في رسالته في الإختلاط ، ومع هذا فقد نال كما هائلا من سلاطة اللسان من بعض من ينتسب إلى السنّة . نسأل الله أن يهديهم سواء السبيل

          تعليق


          • #6
            وإياك أخي


            يُرفع

            تعليق

            يعمل...
            X