• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ورقات بعنون : الرد على أهل البدع والضلال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ورقات بعنون : الرد على أهل البدع والضلال

    الرد على أهل البدع
    والضلال
    كتبه:
    أبو العباس محمد القصراوي الجزائري
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
    يقول الله سبحانه وتعالى : {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، قال ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيرها : يقول: إلا بالجميل من القول، وهو الدعاء إلى الله بآياته، والتنبيه على حُججه. اهـ
    فنحن في أزمنة كثر فيها الشر وأهل الشر، وقلّ أهل الخير والناصحون لدين لله، وكثر فيها الجدال بغير حق، من المبتدعة الحزبيين وغيرهم من أهل الضلال، ومتتبعين للمتشابه من القرآن، وما وافق أهواءهم من كلام أهل العلم، مبتغين في ذلك الفتنة بين المسلمين، فكان واجبا على أهل السنة بيان حالهم للناس.
    اشتمال كلام أهل البدع على حق وباطل
    و المبتدعة وأهل الضلال في كل زمان و مكان، يأتون بأساليب يستدرجون بها الناس في بدعهم ومحدثاتهم، فيضمون في بدعهم حقا وباطلا، ويلبسون الحق بباطل، كي يشبهون عليهم، ويصورون الباطل في صورة الحق، إذ لو كان باطلا محضا صعب عليهم دعوة الناس إليه، كما أخبر الله سبحانه وتعالى عن أهل الكتاب:{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ}.



    قال ابن جرير رحمه الله تعالى في "تفسيره": وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: " {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} ، يَقُولُ: لَا تَخْلِطُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ. قال ابن القيم في "الصواعق" (3/926):
    ولبسه به خلطه به حتى يلتبس أحدهما بالآخر. قال شيخ الإسلام في "درء التعارض" (1/208): وهذا منشأ ضلال من ضل من الأمم قبلنا، وهو منشأ البدع، فإنّ البدعة لو كانت باطلا محضاً لظهرت وبانت، وما قبلت، ولو كانت حقا محضا، لا شوب فيه، لكانت موافقة للسنة، فإنّ السنة لا تناقض حقاً محضاً لا باطل فيه، ولكن البدعة تشتمل على حق وباطل. اهـ وقال في " درء التعارض " (2/104): فإنّ البدعة لا تكون حقاً محضاً موافقاً للسنة، إذا لو كانت كذلك لم تكن باطلاً، ولا تكون باطلاً محضاً لا حق فيها، إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس، ولا كن تشتمل على حق وباطل، فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل: إما مخطئاً غالطاً، وإما متعمداً لنفاق فيه وإلحاد. وهذا من شدة تلبيسهم على الناس . كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مقدمة "الرد على الجهمية" (56 ـ 57) ـ في وصف أهل البدع ـ : الذين عقدوا ألوية البدع، وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علميتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن الضالين.
    الواجب على من ردّ على أهل البدع لزوم السنة

    وعدم ترك شيء من الحق
    فكلما لزم المرء السنة، والطريق المستقيم، كان إلى إصابة الحق أقرب، وعدم طمع أهل البدع فيه، فإنّه في رده يمثل السنة وأهلها. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في "درء التعارض": (6/210ـ 211): لأنّ الرد على أهل الباطل لا يكون مستوعباً إلا إذا اتبعت السنة من كل الوجوه، وإلا فمن وافق السنة من وجه وخالفها من وجه، طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة، واحتجوا عليه بما وافقهم عليه من تلك المقدمات المخالفة للسنة.
    وقد تدبرت عامة ما يحتج به أهل الباطل على من هو أقرب إلى الحق منهم، فوجدته إنما تكون حجة الباطل قوية لما تركوه من الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، فيكون ما تركوه من ذلك الحق من أعظم حجة المبطل عليهم، ووجدت كثيراً من أهل الكلام الذين هم أقرب إلى الحق ممن يردون عليه، يوافقون خصومهم تارة على الباطل، ويخالفونهم في الحق تارة أخرى، ويستطيلون عليهم بما وافقهم عليه من الباطل، وبما خالفوهم فيه من الحق، كما يوافق المتكلمة النفاة للصفات - أو لبعضها كالعلو وغيره - لمن نفى ذلك من المتفلسفة وينازعونهم في مثل بقاء الأعراض، أو مثل تركيب الأجسام من الجواهر المنفردة، أو وجوب تناهي جنس الحوادث ونحو ذلك. وقال ابن القيم في "الصواعق" (1255): ولا يمكن الرد على أهل الباطل إلا مع أتباع السنة من كل وجه وإلا فإذا وافقها الرجل من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالفها فيه واحتجوا عليه بما وافقهم فيه من تلك المقدمات المخالفة للسنة. .. وليس لمبطل بحمد الله حجة ولا سبيل بوجه من الوجوه على من وافق السنة ولم يخرج عنها حتى إذا خرج عنها قدر أنملة تسلط عليه المبطل بحسب القدر الذي خرج به عن السنة. فالسنة حصن الله الحصين الذي من دخله كان من الآمنين وصراطه المستقيم الذي من سلكه كان إليه من الواصلين وبرهانه المبين الذي من استضاء به كان من المهتدين فمن وافق مبطلا على شيء من باطله جره بما وافقه منه إلى نفي باطله.
    النصرة في اتباع السنة وعدم رد الحق
    فإذا لزم الانسان السنة في نفسه ومع غيره نصره الله ، ولا يكن همه دفع قول الخصم، كما هو ديدن أهل البدع، في ردودهم على غيرهم، فإنّ الواحد منهم يبذل جهده في ردّ قول خصمه، ولو على حساب الشرع.
    قال شيخ الإسلام "درء التعارض" (8/ 409): فإنّ الإنسان إذا اتبع العدل نصر على خصمه، وإذا خرج عنه طمع فيه خصمه،
    لا يردّ الباطل بالباطل
    فإذا تبينّ هذا فلابدّ لمن ردّ على أهل البدع أن لا يرد الباطل بباطل ، ويلزم السنة ومنهج السلف الصالح. قال شيخ الإسلام في "تلبيس الجهمية" (1/394): والله تعالى لم يأمرنا أن ندفع الأقوال الباطلة، من أقوال الكفار وغيرها، بالأقوال الباطلة؛ بل أمرنا أن نكون قوامين بالقسط، شهداء لله، وأن لا نقول على الله إلا الحق، ولا نقفوا ما ليس لنا به علم، قال الله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} وقال تعالى:{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ} وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } وقال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} .
    .... وليس من الأحسن أن يدفع الباطل بالباطل. اهـ وقال رحمه الله تعالى في "درء التعارض"(7/292):
    وإنما الحق في أن لا يوافق المبطل على باطل أصلاً، ولا يدفع بباطل أصلاً فيلزم المؤمن الحق، وهو ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يخرج عنه إلى باطل يخالفه: لا موافقة لمن قاله، ولا معارضة بالباطل لمن قال باطلاً. وقال رحمه الله تعالى في "منهاج السنة" (2/342) ـ بعد أن ذكر قوم يقابلون البدعة ببدعة ـ : لَكِنَّ أَئِمَّةَ السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ عَلَى خِلَافِ هَذَا، وَهُمْ يَذُمُّونَ أَهْلَ الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ الَّذِينَ يَرُدُّونَ بَاطِلًا بِبَاطِلٍ وَبِدْعَةً بِبِدْعَةٍ، وَيَأْمُرُونَ أَلَّا يَقُولَ الْإِنْسَانُ إِلَّا الْحَقَّ، لَا يَخْرُجُ عَنِ السُّنَّةِ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ. وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ وَرَسُولُهُ.
    الواجب عدم ردّ الحق

    أو معارضته بحق آخر
    وإذا عرف أنّ أهل الضلال من الحزبيين وغيرهم أنهم يزخرفون باطلهم، فيكون كلامهم مشتملا على حق وباطل، فلا يرد الحق الذي اشتمل عليه كلامهم، لئلا يفضي إلا تكذيب بالشرع.
    قال رحمه الله تعالى "درءالتعارض" (8/404): ـ بعد أن ذكر الحديث ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدر، وقائل يقول: ألم يقل الله كذا؟ وآخر يقول: ألم يقل الله كذا؟ فقال: أبهذا أمرتم؟ أم إلى هذا دعيتم؟ أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ انظروا ما أمرتم به فافعلوه، وما نهيتم عنه فاتركوه.: فهذا الحديث ونحوه مما ينهى فيه عن معارضة حق بحق، فإن ذلك يقتضي التكذيب بأحد الحقين، أو الاشتباه والحيرة. والواجب التصديق بهذا الحق وهذا الحق، فعلى الإنسان أن يصدق بالحق الذي يقوله غيره، كما يصدق بالحق الذي يقوله هو، ليس له أن يؤمن بمعنى آية استدل بها، ويرد معنى آية استدل بها مناظره، ولا أن يقبل الحق من طائفة، ويرده من طائفة أخرى. ولهذا قال تعالى: {فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين * والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} . فذم سبحانه من كذب أو كذب بحق، ولم يمدح إلا من صدق وصدق بالحق. فلو صدق الإنسان فيما يقوله، ولم يصدق بالحق الذي يقوله غيره، لم يكن ممدوحاً، حتى يكون ممن يجيء بالصدق ويصدق به، فأولئك هم المتقون.
    الواجب على من ناظر أهل البدع
    فإذا استدل مبطل بآية أو حديث فلا ترد أو ترد ما دلت عليه من المعنى الصحيح، بل الواجب بيان معناها الصحيح، ويبين أنّه لا دلالة فيهما على قوله الباطل، فإنّ الكتاب والسنة لا اختلاف فيهما ، يقول الله سبحانه وتعالى : {وَلَو كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}. قال شيخ الإسلام "درء التعارض" (8/421): مع ذلك أن يفسر القرآن والحديث إلا بما هو مراد الله ورسوله، ويجب أن يتبع في ذلك ما دل عليه الدليل. وكثيراً ما يقع لمن هو من أهل الحق - في أصل مقصوده، وقد أخطأ في بعض الأمور - هذا المجرى، مثل أن يتكلموا في مسألة، فإذا أرادوا أن يجيبوا عن حجج المنازعين ردوها رداً غير مستقيم. وقال مجموع الفتاوى(20/164 ـ 165): فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفي بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين. وقال : بل يحب أن يعلم أن الأمور المعلومة من دين المسلمين لا بد أن يكون الجواب عما يعارضها جواباً قاطعاً لا شبهة فيه. قال في "تلبيس الجهمية" (1/362): فهكذا أجاب أهل الكلام، الذين تكلموا في مناظرة الكفار، وأهل الأهواء من المذاهب والحجج بما ليس موافقًا للشريعة، وما ينكره العقل الصريح، فصاروا كما جاهد من جاهد الكفار جهادًا ظلمهم به، وخرج فيه عن الشريعة، وظلم فيه المؤمنين جميعًا، حتى كان مضرة ذلك الجهاد على المسلمين، وعلى أنفسهم وعلى عدوهم أكثر من منفعته.

    من خالف السنة في رده كان مآله الاضطراب
    فلا بدّ من لزوم السنة، فإنه لا اختلاف فيها، ومن خالف السنة كان حليفه التناقض، إما رده بباطل، أو رده للحق.
    وقال "تلبيس الجهمية" (1/538ـ539): ومن تأمل مقالات أهل الفلسفة والكلام، ومن يضاهيهم في هذا الأصل، وجدهم عامتهم مضطربين فيه، كل منهم وإن أثبت نوعًا من الحق واعتصم به، فقد كذب بنوع آخر من الحق فتناقض، وأكثر عقول الناس تبخس دون تأمل هذا؛ إذ أحدهم يرى نفسه، إما أن يقول حقًّا، ويقول ما ينقضه، أو يقول حقًّا ويكذب بحق آخر، وتناقض القولين باطل، والتكذيب بالحق باطل.اهـ فنسأل الله أن يدحر أهل الباطل، وأن ينصر كل من قام بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونسأله أن يثبتنا على طاعته، ويجنبنا البدع والشرور ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله.
    كتبه:
    أبو العباس محمد القصراوي الجزائري
    رمضان ـ 1436 ، الجزائر
    الملفات المرفقة

  • #2
    مبحث جميل

    بارك الله فيك يااباالعباس بحث طيب مفيد وزاده فائدة نقولاتك الطيبة خصوصا عن شيخ الإسلام

    تعليق

    يعمل...
    X