• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة) الحلقات (1-5)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة) الحلقات (1-5)

    الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة
    بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

    فقد سبق لي أن بيَّنت –في الحلقة الماضية- بالأدلة والبراهين مخالفة جمعية إحياء التراث لما عليه أهل السنة في مسألة النصح للولاة.

    وسأزيد –بإذن الله تعالى- الأمر بيانًا في هذه الحلقة التي بين يديك قارئي الكريم؛ فأجعلها مكمِّلة لما قبلها، لتعلم إلى أي درجة بلغ الانحراف برموز وقادة جمعية إحياء التراث.
    وهذه الحلقة بعنوان:

    المظاهرات والاعتصامات والمسيرات وسيلة من وسائل الدعوة في جمعية إحياء التراث

    إن الدعوة لإقامة المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والإضرابات والمشاركة فيها منهجٌ متَّبع في جمعية إحياء التراث، كما هو حال سائر الجماعات الإسلامية السياسية اليوم، ودليل ذلك:

    سئل عبد الله السبت(1) عن وجود بعض المنكرات، وعن طريق تغييرها؟.

    فأجاب: "نتَّصل؛ نجتهد لتغييرها، نتَّصل، نحاول، نحرِّك العامَّة، نقوم بتحريك الناس بالوصول، مثل الآن في المملكة؛ بعد جهد وصل قرار الإعدام لمروجي المخدرات، فنجتهد لإيصال الناس والمسؤولين إلى هذا القرار.

    فقال له السائل: إذا كان المسؤولين؛ هم الذين يصنعون ذلك؟.

    فأجاب: ماشي؛ نحن نهيئ الناس لين يصل الأمر، عند ذلك يخافون، لأن مروجي المخدرات؛ فيهم المسؤولين، وفيهم غير المسؤولين؛ جمعتهم المصلحة، فلا بد من تحريك الناس"(2).

    وقال: "إذا وجد من المسلمين كما هو حاصل الآن؛ مَن لا يحكم بكتاب الله عز وجل، فالواجب أولاً: أن المسلمين يكونوا مسلمين، فيقاطعوا هذه الأشياء، فإذا وزِّعت بنوك رِبا؛ نمتنع، ما نروح نشتغل فيها، ولا نساهم فيها؛ فتقف، وقِس عليها مثلها، ثم ننصح، ونأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، هذا الذي علينا، أو أن نجتهد لتجميع الأمة على تغيير هذا، ولكن التغيير ما يكون لا بالانقلاب، ولا بالاغتيال؛ لأن هذا ممنوع شرعًا، وإنما أن نذهب في إطار أهل الحل والعقد، وأعيان البلاد فيما يُسميه الفقهاء بعزل الخليفة، هذا هو الدرس، ولكن يعزله أهل الحل والعقد، وأعيان البلاد؛ حتى لا تصير فوضى، ويصير قتل وإيذاء في المسلمين، كما حاصل الآن في الانقلابات الجمهورية، الفساد فيها أكثر من الإصلاح"(3).

    وهنا يأتي السؤال:

    ما ظنك قارئي الكريم بهذه الأفعال التي ذكرها شيخ التراث:

    • نحرِّك العامَّة، نقوم بتحريك الناس بالوصول.

    • نحن نهيئ الناس لين يصل الأمر، عند ذلك يخافون.

    • نجتهد لتجميع الأمة على تغيير هذا.

    هل هي موافقة لهدي السلف ومنهجهم؟.

    وهل من هدي السلف ومنهجهم تجميع الأمة وتحريك الناس ضد الحكام في حال وجود المنكرات في البلدان الإسلامية؟.

    سئل الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:

    بعد الإضراب يقدم الذين أضربوا مطالبهم وفي حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب، هل يجوز مواجهة النظام بتفجير ثورة شعبية؟

    فأجاب: "لا أرى أن تقام ثورة شعبية في هذه الحال؛ لأن القوة المادية بيد الحكومة كما هو معروف، والثورة الشعبية ليس بيدها إلا سكين المطبخ وعصا الراعي، وهذا لا يقاوم الدبابات والأسلحة، لكن يمكن أن يتوصل إلى هذا من طريق آخر إذا تمت الشروط السابقة، ولا ينبغي أن نستعجل الأمر؛ لأن أي بلد عاش سنين طويلة من الاستعمار؛ لا يمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى بلد إسلامي، بل لا بد أن نتخذ طول النفس لنيل المآرب.

    والإنسان إذا بنى قصرًا فقد أسس؛ سواء سكنه، أو فارق الدنيا قبل أن يسكنه، فالمهم أن يبني الصرح الإسلامي؛ وإن لم يتحقق المراد إلا بعد سنوات، فالذي أرى ألا نتعجل في مثل هذه الأمور، ولا أن نثير أو نفجر ثورة شعبية غالبها غوغائية لا تثبت على شيء، لو تأتي القوات إلى حي من الأحياء وتقضي على بعضه لكان كل الآخرين يتراجعون عما هم عليه"(4).

    ومشاركة جمعية إحياء التراث في المظاهرات والاعتصامات، وحث الناس عليها؛ ثابتٌ بالدليل والبرهان.

    قال نائب رئيس جمعية إحياء التراث وائل الحساوي(5): "نحترم رأي الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع في مُظاهرات تُندِّد بالحرب القادمة في العراق، وهي تمثل رأيًا شعبيًّا قويًّا يُشكل ضغطًا على حكوماتها، وهي وإن لم تكن قادرة على إيقاف إطار الحرب الذي بدأ بالمسير؛ لكنها على الأقل ستؤدي إلى تشكيل رأي عام وجبهة قوية مُضادة للتدخل في العالم، يحسب لها مُتخذي القرار ألف حساب"(6).

    وقال ناظم سلطان(7): "... الدليل على ذلك: من يستطيع أن يصل إلى إسرائيل الآن، يعملَّه عملية فدائية إلا بالتي وَاللُّتَيَّة، إحنا أعراضنا مكشوفة، لو في ناس وفي شعوب؛ قبل ما يسبُّون إسرائيل؛ يروحون للسفارة في تونس؛ مظاهرة؛ رايحين السفارة الأمريكية؛ غلطانِين والله إخواني، اذهبوا إلى قصور الحكام، تعالوا: أعراضنا مكشوفة؛ بلادنا مكشوفة؛ أوصلتونا إلى الذل والهوان، وفي ناس حيِّين! لكن مساكين، نمرة غَلَط يا أهل تونس ومن يسير على خطهم، لا تذهبوا إلى السفارة الأمريكية، اذهبوا إلى القصور هذه اللي فيها القادة والرؤساء"(8).

    وجاء في مجلة الفرقان(9): "إن المظاهرات في الدول الأخرى تساهم في تغيير الرأي العام، والحكومات تحترم رأي شعوبها، بخلاف مظاهرات عالمنا العربي الذي لا صوت فوق صوت الطاغية، ويا ويل من يخالف رأي وتوجهات القائد..."(10).

    وجاء فيها أيضًا: "لكن للأسف حتى حق الاستنكار وحق التظاهر خُنق في أراضينا العربية..."(11).

    وتحت عنوان: (سلفيو التراث ينتفضون دفاعًا عن غزة المحاصرة)؛ قال ناظم سلطان:

    "المظاهرات النسائية في قطاع غزة التي نشاهدها عبر وسائل الإعلام توضح مدى حرص هذه القيادة(12) على الشعب ومدى تمسكه بدينه، والدليل على ذلك أننا لم نر امرأة واحدة متبرجة وسط هذا الكم الهائل من النساء"(13).

    وقال: "على أهل العلم أن يقفوا ويحركوا الشارع العربي"(14).

    وتحت عنوان: (تجمع للإسلاميين في مجلس الأمة غدًا يعلن 17 يناير اليوم العالمي للحجاب)؛ جاء في جريدة الرأي العام:

    "فإن موجة الاحتجاج في بعض الدول الإسلامية ضد التوجه الفرنسي راحت تمتد تباعًا وتدريجًا إلى الكويت؛ التي تفاعلت الساحة الإسلامية فيها كلاميًّا إلى الآن مع هذه الموجة، لكن يبدو أنها ستترجم هذا التفاعل على الأرض غدًا في مجلس الأمة، حيث تنظم القوى الإسلامية تجمعًا ولقاءً في قاعة المجلس ظهرًا دفاعًا عن الحجاب، تعلن خلاله يوم 17 يناير من كل عام (يوم الحجاب العالمي)"(15).

    وقد شاركهم في هذه التظاهرة جمعية إحياء التراث والتجمع الإسلامي السلفي التابع والممثل لها سياسيًّا.

    وجاء في جريدة الرأي العام أيضًا:

    "كانت الكويت أمس مسرحًا لتحرك برلماني شعبي نظَّمته القوى الإسلامية احتجاجًا على منع فرنسا الحجاب الإسلامي في مدارسها الرسمية ومؤسساتها العامة، وتجاوزت المواقف الرافضة لهذا التوجه الفرنسي الطابع الكلامي الصِّرف إلى المطالبة التي عبَّر عنها بعض النواب بـِ: (الوقوف ضد المصالح التجارية) الفرنسية(16)، و (التدخل في أي اتفاقية بين الكويت وفرنسا)"(17).

    وكان من ضمن المشاركين في هذا التجمع من أتباع جمعية إحياء التراث فهد الخنة(18)، وجاسم الكندري(19)، كما شاركهم فيه من أتباع المنهج الخميني: (حسن جوهر).

    وذكرت جريدة القبس تحت عنوان: (الفزعة الشعبية الكويتية لنصرة الانتفاضة) مهرجانًا خطابيًّا أقيم في نادي كاظمة؛ احتشدت له القوى الشعبية والسياسية والبرلمانية في الكويت، ألقى فيه فهد الخنة(20) كلمةً نيابةً عن التجمع الإسلامي السلفي(21)، وألقى عبد النبي العطار كلمة نيابة عن التحالف الإسلامي الوطني(22)، ورُفعت في هذا المهرجان صُوَر حسن نصر الله(23).

    وجاء في جريدة الوطن تحت عنوان: (في تظاهرة شعبية في ساحة الإرادة بحضور نواب وأكاديميين والسفارة اللبنانية).

    رُفعت في هذه المظاهرة صور حسن نصر الله، وأعلام حزب الله.

    وكان من ضمن المشاركين في هذه التظاهرة النائب التراثي: (علي العمير(24))(25).

    وجاء في جريدة السياسة تحت عنوان: (نواب ومشايخ ودعاة شاركوا في مهرجان تضامني مع الشيشان):

    "استجاب أكثر من أربعة آلاف شخص، من بينهم نواب ودعاة وممثلو الجمعيات والحركات الإسلامية مساء أمس لدعوة المؤتمر الكويتي للتضامن مع شعب الشيشان للمشاركة في المهرجان الخطابي التضامني والذي أقيم في الساحة المقابلة لمباني الصحف اليومية"(26).

    وذكرت جريدة القبس التظاهرة نفسها؛ حيث جاء فيها:

    "نظَّمت اللجنة الكويتية الشعبية للتضامن مع الشعب الشيشاني أمس مهرجانًا خطابيًّا في الساحة المقابلة لشارع الصحافة بحضور (11) نائبًا وممثلي بعض الجمعيات الإسلامية وعدد من المواطنين، وأطلق المشاركون في المهرجان بعض الشعارات، واستنكار لما يحدث في الشيشان، وانتقدوا بعض الشعوب العربية والحكومات الإسلامية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الذين لم يحركوا ساكنًا تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الشيشاني..."(27).

    وحول هذه المظاهرة: نقلت جريدة القبس عن مصدر أمني قوله: (أن التجمع أقيم من دون تصريح من الجهات الأمنية المعنية مما يشكل مخالفة للقانون).

    وكان من ضمن المشاركين في هذا الحشد الجماهيري (التظاهرة) جمعية إحياء التراث، وبثلاثة أشخاص من قادتها وساستها؛ وهم:

    • عادل الدمخي(28)، وكانت مشاركته نيابة عن جمعية إحياء التراث.

    • أحمد باقر، وهو من كبار مؤسسي جمعية إحياء التراث.

    • أحمد الدعيج، وهو من أتباع جمعية إحياء التراث وممثليها في البرلمان الكويتي.

    وتحت عنوان: (إذا كنت من محبي القدس والمسجد الأقصى فلتشارك في التجمع والاعتصام الشعبي العام)، أعلنت مجموعة من الصحف الكويتية عن إقامة التجمع والاعتصام الشعبي الذي سيقام في نادي كاظمة الرياضي بتاريخ 20/10/2000م، وبمشاركة جمعية إحياء التراث(29).

    وتحت عنوان: (الإسلاميون يخوضون معركة الفضاء ويهددون بـِ: الشارع)؛ جاء في جريد الرأي العام:

    "فتح إسلاميو الكويت نيرانهم على جبهة البرنامج... ولوحوا بالتصعيد إلى حد مواجهة تحت قبة مجلس الأمة أو في الشارع في حال الترخيص للمشاركين... بإقامة حفلة في الكويت"(30).

    وكان من ضمن هؤلاء النائب التراثي: (جاسم الكندري(31)).

    وتحت عنوان: (سنقدم قانونًا برلمانيًّا لحماية المجتمع والذوق العام)؛ نظمت لجنة الكلمة الطيبة التابعة لجمعية إحياء التراث ندوة عامة بعنوان: (فبراير في الميزان)، تناولوا فيها:

    • أثر الحفلات الغنائية على الأخلاق.

    • مدى ارتباط التنشيط الاقتصادي بالفساد الأخلاقي.

    • دور مجلس الأمة تجاه هذه التجاوزات اللاأخلاقية(32).

    وتحت عنوان: (مهرجان خطابي للإسلاميين ضد تعديل المناهج)؛ جاء في جريدة الرأي العام أيضًا:

    "تقيم القوى الإسلامية (الحركة الدستورية(33) والحركة السلفية(34) والتجمع السلفي(35)) مع عدد من النواب المستقلين وأساتذة في كلية الشريعة بجامعة الكويت خطابًا جماهيريًّا في ديوان محمد هايف المطيري لتصعيد الموقف من التوجه الحكومي الهادف إلى تعديل المناهج الدراسية... متهمين جهات محلية وعالمية بالضغط على الحكومة لتعديلها"(36).

    ثم اعلم قارئي الكريم أن انخراط جمعية إحياء التراث في المظاهرات، ودعوتهم إليها، وحث الناس عليها؛ ليس بغريبٍ عليهم، وهُم ممن تربى على منهج عبد الرحمن عبد الخالق المنحرف الذي وافق أهل الأهواء والبدع في كثيرٍ من الأمور.

    فشيخهم عبد الرحمن عبد الخالق يجعل هذه المظاهرات من الدِّين، ويعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم إمام المتظاهرين:

    قال عبد الرحمن عبد الخالق موضِّحًا للإمام العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- موقفه من المظاهرات؛ وقد ردَّ عليه العلامة ابن باز باطله؛ الذي قرر فيه من ضمن ما قرر: أن المظاهرات من الوسائل التي اتخذها الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله عز وجل:

    قال عبد الرحمن: "لقد ذكرت المظاهرات في معرض الوسائل التي اتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم لإظهار الإسلام، والدعوة إليه؛ لما رُوي أن المسلمين خرجوا بعد إسلام عمر رضي الله عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفين (إظهارًا للقوة)، على أحدهما حمزة رضي الله عنه، وعلى الآخر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولهم كديد ككديد الطحين حتى دخلوا المسجد(37)"(38).

    هكذا جعل بفهمه السقيم حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب –رضي الله عنهما– من قادة المتظاهرين.

    وقد ردَّ عليه العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله– قائلاً:

    "ذكرتم في كتابكم: (فصول من السياسة الشرعية- ص: 31، 32): أن من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة التظاهرات (المظاهرة).

    ولا أعلم نصًّا في هذا المعنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك؟ وبأي كتابٍ وجدتم ذلك؟.

    فإن لم يكن لكم في ذلك مستند، فالواجب الرجوع عن ذلك؛ لأني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك، ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات، فإن صح فيها نص؛ فلا بد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحًا كاملاً؛ حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة"(39).

    وردَّ عليه أيضًا شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله– قائلاً: "فإن عبد الرحمن ينعى بالباطل على السلفيين؛ إنهم مقلدون لعلماء الإسلام، وهو يقلد أعداء الإسلام تقليدًا أعمى في المظاهرات، والانتخابات، والدعوة إلى المشاركة في البرلمانات، ويقلد في جواز تعدد الحزبيات"(40).

    ولنقف معًا قارئي الكريم على ما عليه علماء السنة في مسألة المظاهرات:

    قال الإمام العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله-: "فالواجب على الداعي إلى الله أن يتحمل، وأن يستعمل الأسلوب الحسن الرفيق اللين في دعوته للمسلمين والكفار جميعًا، لا بد من الرفق مع المسلم ومع الكافر ومع الأمير وغيره، ولاسيما الأمراء والرؤساء والأعيان، فإنهم يحتاجون إلى المزيد من الرفق والأسلوب الحسن، لعلهم يقبلون الحق ويؤثرونه على ما سواه، وهكذا من تأصلت في نفسه البدعة أو المعصية، ومضى عليه فيها السنون؛ يحتاج إلى صبر حتى تقتلع البدعة وحتى تزال بالأدلة، وحتى يتبين له شر المعصية وعواقبها الوخيمة، فيقبل منك الحق ويدع المعصية.

    فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات.

    ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرًّا عظيمًا على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن، فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم.

    ولا شك أن هذا الأسلوب يضر الدعوة والدعاة، ويمنع انتشارها، ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب لكن يحصل به ضده، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله"(41).

    وقال: "كما أوصي العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنبوا المسيرات والمظاهرات؛ التي تضر الدعوة ولا تنفعها، وتسبب الفرقة بين المسلمين، والفتنة بين الحكام والمحكومين"(42).

    وسئل –رحمه الله-: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة؛ تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيدًا؟.

    فأجاب: "لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكني أرى أنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق.

    ولكن الأسباب الشرعية: المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة؛ الطرق التي سلكها أهل العلم، وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان، والاتصال به، ومناصحته، والمكاتبة له؛ دون التشهير في المنابر وغيرها؛ بأنه فعل كذا، وصار منه كذا، والله المستعان"(43).

    وقال الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله–: "المظاهرات ليست وسيلة إسلامية"(44).

    وسئل الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة؟.

    فأجاب: "الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم.

    ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرًا ممنوعًا، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها، ويحصل فيه أيضًا اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات.

    وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مُسلِمة؛ فيكفيها واعظًا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم.

    وإن كانت كافرة؛ فإنها لا تبالي بهؤلاء (المتظاهرين) وسوف تجاملهم ظاهرًا، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر.

    وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر، أو في أول مرة، ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف؛ فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان"(45).

    وسئل: ما مدى شرعية ما يُسمونه بالاعتصام في المساجد، وهم -كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقًا؛ أنها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟.

    فأجاب: "أما أنا، فما أكثر ما يُكْذَب علي! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاَّ يعود لمثلها.

    والعجب من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال! ماذا حصل؟ هل أنتجوا شيئًا؟.

    بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفًا! أربعون ألفًا!! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!.

    والنار -كما تعلمون- أوَّلها شرارة ثم تكون جحيمًا؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضًا، وكرهوا ولاة أمورهم؛ حملوا السلاح، ما الذي يمنعهم؟ فيحصل الشر والفوضى، وقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- من رأى من أميره شيئًا يكرهه أن يصبر، وقال: (من مات على غير إمام؛ مات ميتة جاهلية).

    الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نُظْهر المبارزة والاحتجاجات عَلَنًا؛ فهذا خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتُّ إلى الشريعة بصلة، ولا إلى الإصلاح بصلة.

    ما هي إلا مضرَّة...، الخليفة المأمون قَتل مِن العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن، قَتل جمعًا من العلماء، وأجبر الناسَ على أن يقولوا بهذا القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحدًا منهم اعتصم في أي مسجدٍ أبدًا، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية...

    ولا نُؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نُؤيِّدها إطلاقًا، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لابد أن هناك أصابع خَفِيَّة داخلية أو خارجية تحاول بث مثل هذه الأمور"(46).

    وسئل: ما حكم الإضراب عن العمل في بلدٍ مسلمٍ للمطالبة بإسقاط النظام العلماني؟...

    فأجاب: "هذا السؤال لا شك أن له خطورته بالنسبة لتوجيه الشباب المسلم، وذلك أن قضية الإضراب عن العمل؛ سواء كان هذا العمل خاصًّا، أو بالمجال الحكومي؛ لا أعلم له أصلاً من الشريعة ينبني عليه، ولا شك أنه يترتب عليه أضرار كثيرة؛ حسب حجم هذا الإضراب شمولاً، وحسب حجم هذا الإضراب ضرورة، ولا شك أيضًا أنه من أساليب الضغط على الحكومات، والذي جاء في السؤال أن المقصود به إسقاط النظام العلماني؛ وهنا يجب علينا إثبات أن النظام علماني أولاً، ثم إذا كان الأمر كذلك؛ فليعلم أن الخروج على السلطة لا يجوز إلا بشروط.."(47).

    وقال العلامة صالح بن غصون –رحمه الله– في جوابٍ له على سائلٍ يسأل عن حكم المظاهرات والمسيرات وغيرها من الأمور التي ابتدعها المبتدعون:

    "فالداعي إلى الله عز وجل، والآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر؛ عليه أن يتحلى بالصبر، وعليه أن يحتسب الأجر والثواب، وعليه أيضًا أن يتحمل ما قد يسمع أو ما قد يناله في سبيل دعوته، وأما أن الإنسان يسلك مسلك العنف، أو أن يسلك مسلك والعياذ بالله أذى الناس، أو مسلك التشويش، أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، فهذه أمور شيطانية، وهي أصل دعوة الخوارج، هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح، وينكرون الأمور التي لا يرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال، وبسفك الدماء، وبتكفير الناس، وما إلى ذلك من أمور، فَفَرْقٌ بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم وجرى مجراهم، دعوة الصحابة بالحكمة، وبالموعظة، وببيان الحق، وبالصبر، وبالتحلي واحتساب الأجر والثواب، ودعوة الخوارج بقتال الناس، وسفك دمائهم، وتكفيرهم، وتفريق الكلمة، وتمزيق صفوف المسلمين، هذه أعمال خبيثة وأعمال محدثة.

    والأَوْلى: الذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانبونَ، ويُبعد عنهم، ويُساء بهم الظن، هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين، الجماعة رحمة والفرقة نقمة وعذاب والعياذ بالله، ولو اجتمع أهل بلد واحد على الخير واجتمعوا على كلمة واحدة لكان لهم مكانة وكانت لهم هيبة.

    لكن أهل البلد الآن أحزاب وشيع، تمزقوا، واختلفوا، ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم، ومن بعضهم على بعض، هذا مسلكٌ بدعي، ومسلك خبيث، ومسلك مثلما تقدم؛ أنه جاء عن طريق الذين شقوا العصا، والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان، قاتلوه يريدون الإصلاح؛ وهم رأس الفساد، ورأس البدعة، ورأس الشقاق؛ فهم الذين فرقوا كلمة المسلمين، وأضعفوا جانب المسلمين، وهكذا أيضًا حتى الذي يقول بها، ويتبناها، ويحسنها؛ فهذا سيئ المعتقد، ويجب أن يُبتعد عنه(48).

    واعلم والعياذ بالله أن شخصًا ضارًّا لأمته ولجلسائه ولمن هو من بينهم، والكلمة الحق أن يكون المسلم عامل بناء، وداعي للخير، وملتمس للخير تمامًا، ويقول الحق، ويدعو بالتي هي أحسن، وباللين، ويحسن الظن بإخوانه، ويعلم أن الكمال منالٌ صعب، وأن المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لو ذهب هؤلاء؛ لم يأتِ أحسن منهم، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودون؛ سواء منهم الحكام، أو المسؤولين، أو طلبة العلم، أو الشعب، لو ذهب هذا كله، شعب أي بلد؛ لجاء أسوأ منه، فإنه لا يأتي عامٌ؛ إلا والذي بعده شرٌ منه، فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلى درجة الكمال، أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات، هذا إنسان ضال، هؤلاء هم الخوارج، هؤلاء هم الذين فرقوا كلمة الناس وآذوهم، هذه مقاصد المناوئين لأهل السنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة وسائر ألوان أهل الشر والبدع"(49).

    وسئل العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟.

    فأجاب: "ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط، ودين نظام وهدوء وسكينة، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين، وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط؛ لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام، والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية، والمظاهرات تحدِث سفك دماء، وتحدِث تخريب أموال، فلا تجوز هذه الأمور"(50).

    فهل تخرج –أخي القارئ- جمعية إحياء التراث من كونها جماعة فوضى وتشويش وإثارة فتن!!.

    وصدق العلامة حماد الأنصاري –رحمه الله-؛ إذ يقول: "إن الدولة كالأسد، فإن الأسد إذا لم تتحرش به لا يُؤذيك، وإذا تحرَّشت به آذاك"(51).

    بل أقول: ما الذي سيصنعه هؤلاء لو مُنعوا من الدروس والمحاضرات، وضُيِّق عليهم؟.

    لا شك أنهم سيُقيمون الدنيا ولا يُقعِدونها، وسيُثيرون الناس على الولاة!!.

    أما علماء السنة؛ فلهم –في هذا الشأن- كلامٌ نفيسٌ؛ لا تدركه هذه الجماعات الفوضوية الخارجية، ولا ترفع به رأسًا، وهو كالآتي:

    قال العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله-: "ولا يجوز لولاة الأمور، ولا غيرهم؛ أن يحولوا بين الناس وبين هذه المنابر، إلا من عُلِم أنه يدعو إلى باطل، أو أنه ليس أهلاً للدعوة، فإنه يمنع أينما كان"(52).

    وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: "إذا كان الذي يأكل الثوم والبصل يُمنع من دخول المسجد، فكيف بمن يفسد على الناس دينهم، أفلا يكون أحق بالمنع؟.

    بلى والله، ولكن كثيرًا من الناس غافلون"(53).

    وقال العلامة حماد الأنصاري –رحمه الله-: "إذا كان ولاة الأمر منعوا بعض الناس من الدعوة ونحوها، فعليهم أن يَلزَموا بيوتهم؛ لأنهم لا يستطيعون أن يُغيِّروا الواقع بالقوة.

    ثم قال: سمعًا وطاعةً للسلطان"(54).

    بل وزاد العلامة ابن عثيمين –رحمه الله– الأمر وضوحًا حين قال:

    " إذا رأوا(55)مثلاً: إسكات واحد منا، قال: لا تتكلم، فهذا عذر عند الله، لا أتكلم كما أمرني؛ لأن بيان الحق فرض كفاية، لا يقتصر على زيد وعمر، ولو علقنا الحق بأشخاص؛ مات الحق بموته، الحق لا يُعلَّق بأشخاص، افرض أنهم منعوني أنا؛ قالوا: لا تتكلم، لا تخطب، لا تشرح، لا تُدرِّس.

    سمعًا وطاعةً، أذهب أصلي، إن أذنوا لي أكون إمامًا؛ صرت إمامًا، وإن قالوا: لا تؤم الناس؛ ما أممت الناس، صرت مأمومًا؛ لأن الحق يقوم بالغير، ولا يعني أنهم إذا منعوني قد منعوا الناس كلهم، ولنا في ذلك أسوة، فإن عمَّار بن ياسر رضي الله عنه كان يحدث عن الرسول –عليه الصلاة والسلام- أنه يأمر الجُنب أن يتيمم، وكان عمر بن الخطاب لا يرى ذلك، فدعاه ذات يوم؛ فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث الناس به؟ يعني: يتيمم الحُنب إذا عدم الماء.

    فقال: أما تذكر حين بعثني النبي عليه الصلاة والسلام وإياك في حاجة فأجْنَبْت وتمرَّغت بالصعيد، وأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته، وقال: يكفيك أن تقول بيديك هكذا، وذكر له التيمم.

    ولكن يا أمير المؤمنين، إني بما جعل الله لك عليَّ من الطاعة؛ إن شئت أن لا أُحدِّث به فعلت.

    الله أكبر؛ صحابي جليل يمسك عن الحديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بأمر الخليفة الذي له الطاعة، فقال له: لا أنا لا أمنعك، لكن أوليك ما توليت، يعني: أن العهدة عليك، فإذا رأى ولي الأمر أن يمنع أشرطة ابن عثيمين، أو أشرطة ابن باز، أو أشرطة فلان؛ نمتنع.

    وأما أن نتخذ مثل هذه الإجراءات سبيلاً إلى إثارة الناس ولاسيما الشباب، وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور؛ فهذا والله يا إخواني عين المعصية، وهذا أحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس"(56).

    هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    كتبه
    علي بن حسين الفيلكاوي

    الحواشي:
    (1)
    وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقادتها ومؤسسيها.
    (2) بصوته من شريط له بعنوان: حسن الظن بالمسلم.
    (3) بصوته من شريط له بعنوان: حسن الظن بالمسلم.
    (4) الصحوة الإسلامية– ص: 286.
    (5) وهو رئيس تحرير مجلة الفرقان منذ صدورها إلى قبل ثلاث سنوات تقريبًا؛ وهو حاليًّا ينتصب منصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث.
    (6) جريدة الرأي العام الكويتية- العدد: 13031– بتاريخ: 23/2/2003م.
    (7) وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقيادييها، فهو ينتصب منصب رئيس فرع الجمعية لمنطقتي بيان ومشرف.
    (8) بصوته من شريط: نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (9) المنبر الأوحد لجمعية إحياء التراث.
    (10) مجلة الفرقان– العدد: 238– ص: 38– بتاريخ: 14/4/2003م.
    (11) مجلة الفرقان– العدد: 127– ص: 49– عام: 2000م.
    (12) يبين لنا ناظم سلطان في المقال نفسه مراده بهذه القيادة فيقول: "إن هذه الثلة التي نجحت في الانتخابات وأبت أن تتنازل عن حقوقها، تدفع الآن ثمن موقفها المشرف الصلب"، ويظهر بهذا أن مراده أتباع حركة حماس.
    (13) مجلة الفرقان– العدد: 476- بتاريخ: 28/1/2008م.
    (14) مجلة الفرقان– العدد: 476- بتاريخ: 28/1/2008م.
    (15) جريدة الرأي العام الكويتية- بتاريخ: 16/1/2004م.
    (16) وهذا بلا شك منهجٌ تنتهجه جمعية إحياء التراث؛ وليست الدعوة لمقاطعة المنتجات الدانمركية عنا ببعيدة، فقد ملأت جمعية إحياء التراث شوارع الكويت بإعلاناتها وبوستراتها المطالبة بمقاطعة الدانمرك، وها هو شيخهم ناظم سلطان يؤكِّد لنا هذه الحقيقة فيقول: "مقاطعة المنتجات الدانمركية التزام ديني" (جريدة القبس الكويتية- العدد: 11749- بتاريخ: 19/2/2006م).
    وفي الجريدة نفسها: "وحول ما قاله بعض الدعاة أخيرًا عن المقاطعة للمنتجات الدانمركية، وأنها ليست من الدين، وأن على المسلمين أخذ الإذن من ولي الأمر؛ علَّق المسباح (ناظم سلطان) قائلاً: بل هي من الدين، ونوع من النهي عن المنكر، ويجب ألا يكبت الدعاة مشاعر الغضب التي تفجرت نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم، ويخذلوا الأمة ويوهنوها" (جريدة القبس الكويتية- العدد: 11749- بتاريخ: 19/2/2006م).
    ولا غرابة في ذلك، فالقوم غير منضبطين بالسنة، وبالتالي لا تكون تصرفاتهم إلا ناتجة عن ردات الفعل والحماسة الغير منضبطة، وهذا ما أكَّده ناظم سلطان نفسه حين سألته مجلة الفرقان: لماذا توقفت عن الخطابة؟.
    فأجاب: "في الحقيقة أنني عندما أعتلي المنبر وأرى ما يحل بأمتنا الإسلامية من مآسٍ وأهوال وأحوال المسلمين؛ فإنني أنفعل شأني في ذلك شأن الآخرين، وبسبب هذا الانفعال قد تخرج كلمة لا ينظر المرء في عواقبها، أو لا يزنها حق وزنها، وبالتالي يتوقف... وكذلك أحيانًا كنت أتفوه بعبارات غير مقبولة لدى المسئولين، وبالتالي يتم توقيفي عن الخطابة..." (مجلة الفرقان– العدد رقم: 90– ص: 17– بتاريخ: 1997م).
    وهذا النهج بلا شك نهجٌ مخالفٌ لمنهج أهل الحق السلفيين:
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- متحدثًا عن بعض حماقات سابِّي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: "وأما سائر حماقاتهم فكثيرة جدًّا: مثل كون بعضهم لا يشرب من نهر حفره يزيد، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم والذين معه كانوا يشربون من آبار وأنهار حفرها الكفار. وبعضهم لا يأكل من التوت الشامي، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه كانوا يأكلون مما يُجلب من بلاد الكفار من الجبن ويلبسون ما تنسجه الكفار، بل غالب ثيابهم كانت من نسج الكفار.. إلخ" (منهاج السنة 1/38).
    وسئل –رحمه الله- عن معاملة التتار هل هي مباحة لمن يعاملونه؟ (ولا يخفى عليك -أخي القارئ- ما فعله التتار بالمسلمين):
    فأجاب: "أما معاملة التتار فيجوز فيها ما يجوز في أمثالهم، ويحرم فيها ما يحرم من معاملة أمثالهم، فيجوز أن يبتاع الرجل من مواشيهم، وخيلهم، ونحو ذلك، كما يبتاع من مواشي التركمان، والأعراب، والأكراد، وخيلهم. ويجوز أن يبيعهم من الطعام والثياب ونحو ذلك، ما يبيعه لأمثالهم" (مجموع الفتاوى 29/275).
    وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: يتردد الآن دعوات لمقاطعة المنتجات الأمريكية مثل بيترا هت وماكدونالدز… إلخ، فهل نستجيب لهذه الدعوات؟ وهل معاملات البيع والشراء مع الكفار في دار الحرب جائزة؟ أم أنها جائزة مع المعاهدين والذميين والمستأمنين في بلادنا فقط؟
    الجواب: "يجوز شراء البضائع المباحة أيًّا كان مصدرها مالم يأمر ولي الأمر بمقاطعة شيء منها لمصلحة الإسلام والمسلمين؛ لأن الأصل في البيع والشراء الحل كما قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ}، والنبي صلى الله عليه وسلم اشترى من اليهود" (فتوى رقم: 21776- بتاريخ: 25/12/1421هـ).
    وقال العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله-: "الشراء من الكفرة جائز، والنبي صلى الله عليه وسلم اشترى من اليهود، اشترى منهم ومات ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام لأهله" (المرجع: شريط فتاوى العلماء في الجهاد والعمليات الانتحارية- نقلاً من شبكة سحاب السلفية).
    وسئل العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: فضيلة الشيخ يوجد مشروب يسمى الكولا تنتجه شركة يهودية، فما حكم شراب هذا المشروب؟ وما حكم بيعه؟ وهل هو من التعاون على الإثم والعدوان أم لا؟
    فأجاب: "ألم يبلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعامًا لأهله؟ ومات ودرعه مرهونة عند هذا اليهودي. ألم يبلغك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهدية من اليهود؟ ولو أننا قلنا: لا نستعمل ما صنعه اليهود، أو لا نأكل ما صنعه اليهود مما لا يشترط فيه الذكاة لفات علينا شيء كبير، من استعمال سيارات ما يصنعها إلا اليهود. وأشياء نافعة أخرى لا يصنعها إلا اليهود" (لقاءات الباب المفتوح 3/404- المسألة رقم: 1457).
    وسئل العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-: فضيلة الشيخ وفقكم الله، يكتب في الصحف هذه الأيام الدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية وعدم شرائها وعدم بيعها، ومن ذلك ما كتب في هذا اليوم في إحدى الصحف من أن علماء المسلمين يدعون إلى المقاطعة، وأن هذا العمل فرض عين على كل مسلم، وأن الشراء لواحدة من هذه البضائع حرام، وأن فاعلها فاعلٌ لكبيرة ومعين لهؤلاء ولليهود على قتال المسلمين. فأرجو من فضيلتكم توضيح هذه المسألة للحاجة إليها وهل يثاب الشخص على هذا الفعل؟
    فأجاب:
    أولاً: أطلب صورة أو قصاصة من هذه الجريدة ومن هذا الكلام الذي ذكره السائل.
    ثانيًا: هذا غير صحيح. فالعلماء ما أفتوا بتحريم الشراء من السلع الأمريكية، والسلع الأمريكية مازالت تورد وتباع في أسواق المسلمين، وليس بضار أمريكا إذا أنت ما اشتريت منها ومن سلعها، ليس بضارها هذا، ما تقاطع السلع إلا إذا أصدر ولي الأمر، إذا أصدر ولي الأمر منعًا ومقاطعة لدولة من الدول فيجب المقاطعة، أما مجرد الأفراد يريدون عمل هذا ويفتون؛ فهذا تحريم ما أحل الله لا يجوز" (الإجابات المهمة في المشاكل الملمة- ص:228).
    (17) جريدة الرأي العام الكويتية- بتاريخ: 18/1/2004م.
    (18) وهو من كبار أتباع جمعية إحياء التراث وقادتها.
    (19) وهو من أعضاء مجلس الأمة الذين تدعمهم جمعية إحياء التراث لتمثيلها في البرلمان الكويتي.
    (20) وهو من كبار أتباع جمعية إحياء التراث وقادتها.
    (21) جمعية إحياء التراث.
    (22) أتباع المنهج الخميني.
    (23) انظر: جريدة القبس الكويتية– العدد: 10122- بتاريخ: 22/8/2001م.
    (24) وهو من أتباع جمعية إحياء التراث وممثليها في البرلمان الكويتي، وكان إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف.
    (25) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 10943/5389- بتاريخ: 15/7/2006م.
    (26) جريدة السياسة الكويتية- العدد: 11255- بتاريخ: 1/4/2000م.
    (27) جريدة القبس الكويتية- العدد: 9618- ص: 6- بتاريخ: 1/4/2000م.
    (28) وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقادتها، وهو دكتور في كلية الشريعة.
    (29) نشر هذا الإعلان في جريدة القبس الكويتية، وجريدة الوطن الكويتية، وجريدة الأنباء الكويتية؛ كلها بتاريخ: 20/10/2000م.
    (30) جريدة الرأي العام الكويتية- بتاريخ: 18/2/2004م.
    (31) وهو من أعضاء مجلس الأمة الذين تدعمهم جمعية إحياء التراث لتمثيلها في البرلمان الكويتي.
    (32) انظر: جريدة الرأي العام الكويتية- بتاريخ: 27/2/2004م.
    (33) جماعة حسن البنا؛ أصحاب مجلة المجتمع.
    (34) ويمثل فكرهم كتابهم الذي ألفه حاكم عبيسان: (الحرية أو الطوفان)، وهو فكرٌ خارجي معاصر بين دفتي كتاب.
    (35) جمعية إحياء التراث.
    (36) جريدة الرأي العام الكويتية- بتاريخ: 11/1/2003م.
    (37) ذكر هذه القصة أبو نعيم في الحلية 1/40، وفي دلائل النبوة– ص: 241– أثر رقم: 192، وهي ضعيفة لا تصح؛ لأن مدارها على إسحاق بن أبي فروة، كما ذكر ذلك العلامة المحدث عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في رده على عبد الرحمن عبد الخالق الذي استدل بهذه الرواية على جواز المظاهرات، فكان مما قال: "وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم؛ لأن مدارها على إسحاق بن أبي فروة، وهو لا يحتج به، ولو صَحَّت الرواية؛ فإن هذا في أول الإسلام قبل الهجرة، وقبل كمال الشريعة. ولا يخفى أن العمدة في الأمر والنهي وسائر أمور الدين على ما استقرت به الشريعة بعد الهجرة" (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 8/246).
    ثم؛ لو سلَّمنا جدلاً بصحة هذه الرواية، فمَن مِن الأئمة المعتبرين فهمها بهذا الفهم السقيم؛ الذي فهمها به عبد الرحمن عبد الخالق؟!!.
    بل أقول: إن حال عبد الرحمن عبد الخالق كحال أهل البدع أجمعين؛ الذين يعتقدون ثم يذهبون يبحثون في الأدلة ما يُقوُّون به اعتقادهم؛ فهم ينطلقون من منطلق: (اعتقد ثم استدل)، فهو اعتقد بالمظاهرات، وأقام دعوته عليها؛ ثم ذهب يبحث عما يُقوي به رأيه واعتقاده، أما أهل السنة والجماعة فلا قيام للدين عندهم إلا بالاستدلال، فهم يستدلون ثم يعتقدون؛ وذلك من منطلق القاعدة المشهورة عندهم: (استدل ثم اعتقد).
    (38) من رسالة له بعنوان: تنبيهات وتعقيبات- سلسلة كتب ورسائل عبد الرحمن عبد الخالق 6/40.
    (39) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 8/245.
    (40) جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات– ص: 28.
    (41) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/417.
    (42) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 7/344.
    (43) الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية– ص: 137.
    (44) سلسلة الهدى والنور- شريط رقم: 210.
    (45) الجواب الأبهر لفؤاد سراج– ص: 75، وذلك نقلاً من مقالٍ تحت عنوان: (أربعة شواهد تؤكد مخالفة المظاهرات للكتاب والسنة، تثير الفتن وتحدث الشغب وتسفك فيها الدماء)– بتاريخ: 24/12/2004 للشيخ محمد بن أحمد الفيفي.
    (46) الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية– ص: 138.
    (47) الصحوة الإسلامية– ص: 284.
    (48) فلا يقول بالمظاهرات ويتبناها ويُحسِّنها إلا صاحب عقيدة فاسدة.
    (49) الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية– ص: 140.
    (50) الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية– ص: 139.
    (51) المجموع في ترجمة العلامة حماد الأنصاري 2/571.
    (52) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5/81.
    (53) شرح الأربعين النووية– ص: 48.
    (54) المجموع في ترجمة العلامة حماد الأنصاري 2/574.
    (55) يعني: ولاة الأمور.
    (56) الإجابات المهمة في المشاكل الملمة– انظر الحاشية– ص: 28.

  • #2
    (الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة )الحلقة الرابعة

    ا
    لأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة

    بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

    فهذه هي الحلقة الرابعة من هذه السلسلة المباركة –بإذن الله تعالى- أضعها بين يديك قارئي الكريم لتزداد يقينًا على يقين بأن هذه الجمعية تختلف بعقيدتها ومنهجها عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعون لهم بإحسان رضي الله عنهم أجمعين.

    وهي بعنوان:

    مخالفة جمعية إحياء التراث لأهل السنة والجماعة في النصح للولاة

    إن من المسائل المنهجية الهامة التي خالفت فيها جمعية إحياء التراث عقيدة أهل السنة والجماعة مخالفة واضحة وصريحة: مسألة التعامل مع حكام المسلمين.

    إذ إن دعوة رموز جمعية إحياء التراث وقادتها وشيوخها قائمة على الإنكار العلني على الولاة، وعلى التحريض والتشنيع وإيغال الصدور والتهييج عليهم؛ وذلك من خلال ذكر مثالبهم ونشر عيوبهم في المجامع والمحافل ومن فوق المنابر.

    ثم إخراج ذلك كله في قالب: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والغيرة على الدين، والدفاع عن مصالح المسلمين، كما هو مذهب الخوارج المارقين(1).

    والدليل على ذلك:

    قال نائب رئيس جمعية إحياء التراث وائل الحساوي(2): "نحترم رأي الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع في مُظاهرات تُندِّد بالحرب القادمة في العراق، وهي تمثل رأيًا شعبيًّا قويًّا يُشكل ضغطًا على حكوماتها، وهي وإن لم تكن قادرة على إيقاف إطار الحرب الذي بدأ بالمسير؛ لكنها على الأقل ستؤدي إلى تشكيل رأي عام وجبهة قوية مُضادة للتدخل في العالم، يحسب لها مُتخذي القرار ألف حساب"(3).

    وقال: "لكن السؤال الذي لا نجد له جوابًا؛ هو عن سبب ضعف الشعوب العربية والإسلامية، وعدم قدرتها على تغيير واقعها بنفسها، وعجزها عن إزاحة أولئك الطغاة الجاثمين على صدورها"(4).

    وقال أيضًا: "ونسأل الله تعالى أن تتنفس جميع بلادنا العربية المسلمة عبق الحرية(5)، وحق تقرير المصير، وأن يزول الطغاة الذين يجثمون على صدورها إلى غير رجعة، هلا فكَّر الطغاة في ذلك المشهد الكئيب لأخيهم الذي طغى وتكبر وعلا في الأرض وقال للناس: ما علمت لكم من إلهٍ غيري"(6).

    وقال: "ومازلنا نخاف أن نصدع بكلمة الحق في وجه الطغاة الكُثر الذين يركبون ظهورنا ويستغلون خيراتنا"(7).

    وتحت عنوان: (من يدفع مليارات الفشل في التخطيط؟)

    قال وائل الحساوي: "الحكومة يجب عليها أن ترحل لأنها لا تستحق أن تدير شؤون البلد"(8).

    وتحت عنوان: (أسقطنا الوزارة قبل توليها!!)؛ قال:

    "أما التشنج الذي تتبعه الحكومات المتتالية في كل مرة تضيق بسلوك المجلس وإعلان عدم التعاون معه، فهذا يشكل خللاً كبيرًا في الحكومة لا في المجلس"(9).

    وتحت عنوان: (لا تلوموا النواب ولوموا الناخبين)؛ قال:

    "فالفساد الحكومي لا ينكره أحد، والتخبط من جانب المسؤولين الحكوميين لا تحمله البعارين، لكن دور نواب التأزيم لم يكن إصلاح ذلك الفساد بل زيادة التأزيم، واستغلال الفوضى الحكومية للتكسب على حساب الوطن وبناء الأمجاد الزائفة"(10).

    وقال رئيس تحرير مجلة الفرقان بسام الشطي(11): "إن الأعضاء محقون في ملاحظاتهم على كل الوزراء، فأين التعاون بين السلطتين والوعد بالتغيير في الصيف وقد انتهى الصيف! ولا ينفع التدوير، وكفاية استنزاف للأموال وهدر للطاقات وإهمال ولا تخطيط"(12).

    وقال: "تفاجأت بأن وزارة التخطيط أُلغيت من التشكيل فكيف لحكومة تريد الإنجاز أن تلغي التخطيط من واقعها"(13).

    وقال: "أسس وضوابط اختيار الوزراء عندنا تختلف تمامًا عن القواعد المعروفة على مستوى العالم... أما اختيار الوزراء، فبحثت عن قواعد وضوابط مكتوبة فلم أجد، ولكن من خلال التشكيل أرى بأنه من أصحاب الديوانيات والزوار المعتادين، ولا يشترط أن يكون متخصصًا؛ لأنه واجهة سياسية ومسلوب الصلاحية في التغيير أو التبديل، ولا يوجد عنده برنامج ينفذه، وليس لديه وقت يحدده، وليس مطلوبًا منه سرعة الإنجاز، وقد ينتمي إلى عائلة أو قبيلة أو جماعة أو مجموعة، (ويضبط العلاقة داخل مجلس الأمة) حتى يمدحه ويثني عليه الأعضاء من باب (إن أعطي منها رضي وإن لم يعط إذا هم يسخطون)، ولا ينظر في تجاوزاته المالية أو تعييناته وفتح أقسام وإدارات وملئها بالموظفين لحل البطالة، ولا ينظر إلى مدى الفساد العقيدي والأخلاقي الذي خلفه، المهم أنه لا يجلب أُناسًا سجلهم فيه جرائم!"(14).

    وقال: "التشكيلات الوزارية لا تحمل نسيجًا مرتبًا أو دقيقًا على أسس ومعايير واضحة، بل على خليط معقد... فما سر تكليفه، وما هي معاييره؛ سوى أنه من الأصدقاء أو (ربع الديوانية)!..."(15).

    وقال: "لم أجد مبررًا لهذا الارتفاع سوى الجشع الزائد عند التجار، فماذا فعلت الحكومة تجاه ارتفاع الإيجارات والعقارات، وماذا فعلت وزارة التجارة تجاه تحديد النِّسَب المئوية في الارتفاع السنوي؟ وما العقوبات لمن يخل في هذا الشرط ويرفع دون استئذان أو موافقة؟ وماذا فعلت الحكومة تجاه الاحتكار في السلع الأساسية ليرفع السعر مثل البيض والدقيق والشعير وأين ذهب الدعم وفي ماذا يوظف ومن المستفيد؟"(16).

    وتحت عنوان: (جبهة الصمود ومناصرة الجرائم الصهيونية)؛ قال بسام الشطي:

    "هل هذه النصرة كافية يا دولنا العربية؟ أين النخوة والروابط الدينية ورابطة الدم والأرض والولاء والنصرة؟! وإلى متى تبقى هذه النظرة دون تحريك ساكن؟"(17).

    وتحت عنوان: (جرائم الصهاينة في غزة وصمت العالم الإسلامي)؛ قال:

    "إن الواجب على الحكام أن يتقوا الله عز وجل ويبذلوا قصارى جهدهم لرفع الظلم عن الشعب وليكن أحدنا في مكانهم فهل يرضى بهذا الخنوع؟ فأين الولاء وحق المسلم على أخيه المسلم"(18).

    وقال رئيس التجمع السلفي خالد سلطان بن عيسى(19): "بعض حكام العرب وصل إلى سدَّة الحكم بتخطيط وترتيب من الدوائر الصهيونية... فهم حُرَّاس لإسرائيل... ما دأبوا يفسدون وينشرون الخراب في شعوبهم وديارهم بعلم أو بغير علم... وكبَّلوا الشعوب... بل وأصبحوا أداة يُنفِّذون بحق شعوبهم سياسة عدوهم"(20).

    وقال علي العمير(21) في لقاءٍ له؛ اجتمع فيه مع ناخبات منطقته من النساء(22)، وذلك في منزله بمنطقة قرطبة:

    "أن الأنظمة العربية قد تراجعت وتخاذلت عبر القيام بمسؤولياتها الحقيقية حتى أصبحت إسرائيل مخدومة في أوطاننا وبلداننا الإسلامية سياسيًّا واجتماعيًّا وسياحيًّا"(23).

    وقال عدنان عبد القادر(24): "أحداث روسيا أثرت علينا؛ حتى بعد ذلك اجتمع العالم من أجلنا نحن، أولئك الناس في أقصى الشرق وفي الشمال؛ ومع هذا تأثرنا بهم، فكذلك لِنَعْلَم أننا سنتأثر يومًا ما بأحداث الجزائر، إذا ما حوربت هناك الديمقراطية بهذه الطريقة؛ ستُحارَب عندنا الديمقراطية كذلك بنفس تلك الطريقة، وإذا ما أيدنا تلك الحكومات الظالمة على ذاك الشعب المظلوم، فكذلك معنى هذا أن نقف مع كل ظالم؛ ومع كل الحكومات الظالمة إذا ما وَقَفَت ضد الشعب المظلوم، فإذا ما وقف الناس ضدنا في يومٍ ما؛ وإذا ما وقف العالم؛ وإذا ما وقفت الحكومات والشعوب ضدنا في يومٍ ما، فبالتالي لا نتعجب من هذا، لأن نحن وقفنا هذا الموقف"(25).

    (26): (27).

    وقال ناظم سلطان(28): "... الشعوب الإسلامية؛ شعوب العالم الإسلامي مسكين غافل، لا يُحاسب؛ لا يُحاسب ولا يُراقب، ما في مستوى؛ ما في وعي كشعوب، للأسف؛ اليهود والنصارى؛ لو يسرق المسؤول مِخْيَط إِبرة؛ يُفضَح، الكل يُتابع، والكل يدري، ويُحاسبوه ويُوقِفُوه، أما نحن في هذا العالم الإسلامي الذي نعيش فيه؛ فالأمة في غفلة..."(29).

    وقال: "وتسلط المنافقون والساقطون على أمة الإسلام؛ حتى أصبح المسلم لا يستطيع أن يقول كلمة من المنبر حتى يفكر خمس دقائق كي يزن هذه الكلمة حتى يقولها، بينما هذه الكلمة ينبغي أن تُقال بسهولة على هؤلاء الفُساق والظالمين الذين لا يتقون الله تبارك وتعالى في عقيدة الأمة، وفي أخلاق الأمة، وفي أجيال الأمة.

    الأمة الآن الإسلامية لا تستطيع أن تُوصِل إلى الحكم الرجل الذي تثِق في دينه وفي أمانته؛ وهذا أكبر شاهد في الجزائر، أراد هذا الشعب أن يُوصِل ناس يظن أن فيهم الدين والصلاح بطرقٍ سلمية؛ ووفق الدساتير الموجودة في البلد، ونَظَرتُم ما فعل الأجانب بهذا الشعب؛ وقِسْ عليها أحوالاً كثيرةً في بلاد المسلمين.

    فالمسلمون الآن لا يستطيعون؛ مثل القاصر؛ مثل غير الرشيد الذي لا يستطيع أن يتصرف في أمره(30).

    أموالهم عُرْضَة للسَّلْبِ والنَّهب من أعداء الله تبارك وتعالى.

    أيها الأخوة وأيها الأحبَّة؛ عندكم خبر بهذه الآية... {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}(31)؛ شبابًا وشيبًا؛ هذا من الدِّين؟!، إحنا خابرين الدِّين لحية ودشداشة قصيرة!!؛ وهذه بدعة؛ وهذه سنة؛ وهذه حرام؛ وهذا مجرم، هذا داخل الدين؛ وهذا بَرَّه الدين، البعض يظن هذا هو الدين فقط، هذا جزء من الدين.

    لكن إقامة الدين ما يقوم بأمثال هؤلاء الرجال، {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(32)، سمعنا بآية في كتاب الله؛ يقول سبحانه وتعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}(33)، سبحان الله يا شيخ ناظم؛ هذه تطرُّف كما يقول أسيادنا واللي يُوجهون عقولنا، ويُصيغون عقولنا، هذا تطرُّف يا بومحمد؛ ويش هالحكي الجديد اللِّي جيت فيه، هذا من الدين؟!!، نعم يا حبيبي من الدين؛ من الدين، وعلى الأمة أنْ تُعد نفسها وتُهيِّئ نفسها للمنافقين؛ وللمجرمين؛ وللطغاة الذين يحاربون الدين والفضيلة"(34).

    وقال: "... حتى نكون ناس أهل قِسط وأهل عدالة؛ لأن هؤلاء الحكام في العالم الإسلامي لا وجود لهم لو في شعوب حية، ولكن وُجدوا بسبب مرض الشعوب، وبسبب نوم الشعوب، وبسبب جهل الشعوب، ولكن هناك لا بد من تعليق: ... أن الفرد عند حكام اليهود غالي؛ ينتقمون له في ست أيام فقط... وأنتم لا قيمة لكم عند حكامكم، كما هو الواقع؛ يهتكون الأعراض؛ يسفكون الدماء؛ يفعلون بنا ما يفعلون، لا نُعادل قَسَمًا بالله ربِّ الكعبة كما يقول العامَّة قِشْرَة بَصَلَة؛ واللهِ عند هؤلاء الحكام، إلا إذا ارتبط مصير الشعب بمصير بقاء الكرسي يمكن يتحركون، فنحن ما لنا قيمة عند قادة المسلمين وعند حكام المسلمين عربًا وعجمًا، دماؤنا رخيصة، من ينتقم لهؤلاء المساكين، ... هذه قضية ينبغي أن تكون معلومة، انظروا لقيمة الفرد عند اليهود، المواطن اليهودي له قادة؛ كذلك فيه دلالة على إخلاص قيادة اليهود وحكام اليهود لمواطنيهم، وعدم وجود الإخلاص والأمانة في قادة العرب والمسلمين"(35).

    وقال: "أنا أقول: هذه الشعوب لو هي حيَّة، لَكان سألت المسئول؛ تعالوا، شنو مهمة الحاكم عند المسلمين؟ يحمي الدين، ويحرس الدين، ويحمي الأعراض، ويحمي البلاد، طيِّب: صار لكم 53 سنة، شنو سَوِّيتوا حق هذا العدو، وينكم إنتوا؛ لكن شعوب نايمة، إذن نحن نرتكب جريمة، نحن مشاركون في الجريمة، إذا كان هؤلاء شاركوا في الجريمة، الشعوب كلها مُشارِكة في الجريمة"(36).

    وقال: "مدير في مؤسسة الخطوط الجوية اليابانية؛ وجد ما عنده مبرر يبرر وقوع الطائرة اليابانية؛ ماذا فعل بنفسه؟ انتحر!! احنا ما نبيكم تنتحرون أيها القادة والساسة، الله يوفقكم؛ اجلسوا على كراسيكم، لكن اتركوا المجال لدعاة الإسلام ينفثوا الروح والحياة في قلب الأمة...، لابد أن يحاسب هؤلاء القادة والحكام، وإلا كيف تستطيع إسرائيل تخترق هذه المسافات..

    إلى أن قال في سبيل تفخيم الأمر، ورمي اللوم على الحكام، وتهييج الناس عليهم:

    فأعراضكم مكشوفة إخواني للأعداء؛ يهود وأمريكان، أموالكم مكشوفة، بلادكم مكشوفة؛ فلا بد من محاسبة إلى أصحاب الفخامة والسيادة والعظمة، لا بد من محاسبة لهم"(37).

    وقال: "... الدليل على ذلك: من يستطيع أن يصل إلى إسرائيل الآن، يعملَّه عملية فدائية إلا بالتي وَاللُّتَيَّة، إحنا أعراضنا مكشوفة، لو في ناس وفي شعوب؛ قبل ما يسبُّون إسرائيل؛ يروحون للسفارة في تونس؛ مظاهرة رايحين السفارة الأمريكية!! غلطانين والله إخواني، اذهبوا إلى قصور الحكام، تعالوا: أعراضنا مكشوفة؛ بلادنا مكشوفة؛ أوصلتونا إلى الذل والهوان، وفي ناس حيِّين! لكن مساكين، نمرة غَلَط يا أهل تونس ومن يسير على خطهم، لا تذهبوا إلى السفارة الأمريكية، اذهبوا إلى القصور هذه اللي فيها القادة والرؤساء"(38).

    وقال: "... يشترك بمشروع؛ يسأل: هذا المشروع رابح أم خاسر، ... كيف تسلمون أعراضكم؛ أموالكم؛ بلادكم؛ لكل من هبَّ ودبَّ، هذه مصيبة المسلمين!! ما في وعي سياسي في كل العالم الإسلامي، ليس بهالبلد، كلامي ينطبق وأوجِّهه لكل بلاد المسلمين عندما ضيَّعوا وميَّعوا هذه القضية؛ مُستعدِّين يُقادون كالبهائم، الواحد منهم ابنته عنده أغلى من دينه؛ يَتَقَدَّم واحد؛ يقعد يفصِّل ويسأل حتى يتأكد لأن ابنته غالية، ما يضعها إلا بأيدي أمينة، دينك! عرضك! بلادك! مالِك! يُسلِّمون ذلك لكل من هبَّ ودبَّ؛ لِحشَّاش؛ لِخمَّار؛ لِراعي بنات؛ لِكافر، ما في مانع ... فتجرعنا الذل والهوان، كالخرفان يُقَتِّلون فينا"(39).

    وقال: "{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}(40)؛ يعني أصبحوا هم في الجانب؛ والدين في جانب، وهذا هو واقع المسلمين عربًا وعجمًا، حكامهم في جانب والإسلام وهَديِ السماء في جانب، أعلنوا الحرب على شريعة السماء، وأحلوا بدلها القوانين التي لفَّقها البشر، وحاربوا دُعاة الإسلام، وقتلوا العلماء، وسفكوا الدماء، وسجنوا، وفعلوا ما فعلوا في دعاة الإسلام، فهؤلاء؛ ولم يقِف المسلمون معهم، لذلك أذلَّ الله تبارك وتعالى هؤلاء القادة تحت ذلِّ وهوان الكفار كما تسمعون وتَتَبَّعون أخبارهم في نيويورك، وأذلَّ الشعوبَ كذلك؛ لأنها رضِيَت وسكتت وانقادت وطبَّلت وعظَّمت وركعت إلى هؤلاء، والرَّاضِي كالفاعِل، فتجرعنا الذل والهوان"(41).

    وقال: "إن من حق المجتمع الكويتي محاسبة كل مسئول يُقصِّر في عمله"(42).

    وقال خالد سلطان السلطان(43): "أنا لا أدافع عن الحكومة لأني مثل باقي أهل الكويت يؤمنون بضعفها وهزالها وعدم قدرتها على تحقيق آمال الكويت والكويتيين ووجودهم أقرب ما يكون إلى ذر الرماد في العيون (نسمع جعجعة ولا نرى طحنا)، لقد وصلنا إلى مرحلة نقول فيها الحمد لله أن للكويت حكومة"(44).

    وقال مشيدًا بما قام به محمد براك المطير(45) مِن إنكارٍ علنيٍّ؛ حين وجَّه سهامه ضد الحكومة قائلاً:

    ... وكفى بالحكومة إثمًا أنها اختصرت الطريق علينا لإثبات أننا دولة بلا هوية ولا رؤية ولا تطلعات وذلك يوم استغنت عن وزارة مثل وزارة التخطيط والمعنية بوضع الخطط الإستراتيجية والتنموية للكويت على المدين القريب والبعيد.

    فقال خالد سلطان السلطان: "تسْلَم يا ولد المطير يوم وجَّهت السهام للحكومة ببيان تناقضها"(46).

    وقام بسام الشطي -رئيس تحرير مجلة الفرقان- بمثل هذا التحريض والتأييد للإنكار العلني؛ وذلك في مقال له تحت عنوان: (كن مرفوع الرأس يا شيخ خالد)(47) قال فيه:

    "الشيخ خالد السلطان خطيب مسجد المزيني في ضاحية الزهراء بجنوب السرة؛ أحالته الأوقاف إلى التحقيقات مع توقيفه عن الخطبة بسبب مانشيت تحريضي على صور إحدى الصحف المحلية وبيانه في صحيفة الوطن في الصفحة الأخيرة، وواضح أنه تكلم عن تطبيق الشريعة وأهمية العمل بها، وأنه حذر من أطروحات بعض المرشحين التي تتهم الكويت بأنها محطة لبيع وتعاطي الخمور ومنذ القدم بها أماكن لممارسة الرذيلة، فلماذا منعت هذه الأشياء المسموح لها في السابق؟، وشكر نواب مجلس الأمة الذين شرعوا وطالبوا بمنع الخمور وإغلاق ومتابعة وطرد من يضبط متلبسًا بجرائم الزنا والشذوذ!، فما قلته هو الحق وما حدث لك وسام فكم من إنسان مظلوم اتهم وسجن وطرد من بلده على مر العصور والأزمنة فحسبنا الله ونعم الوكيل"(48).

    وقال فهد الخنة(49): "أن الشعور باليأس والإحباط بدأ يدب في نفوس الكثير من المواطنين نتيجة تلك الحملات الإفسادية المُنظَّمة على المجتمع، ولكن أخطر ما يمكن أن نصل إليه هو الاستسلام لهم وتركهم يتحكمون في مصيرنا ومستقبلنا"(50).

    وقال: "وحقيقة الأزمة هي عجز السلطة التنفيذية عن ممارسة دورها وتحمل مسؤوليتها وترك البلد تعيش حالة من الشلل التام في شتى مناحي حياة المجتمع"(51).

    وقال: "إن الأزمة ليست في مجلس الأمة فقط بل هو جزء من الأزمة، أما جلها فهو نتيجة لضعف الحكومة وشخوصها"(52).

    وقال: "والحكومة وجميع وزرائها أهملوا البلد وخطط التنمية، وأصبح لا هم لهم إلا استمرارهم في المناصب الوزارية"(53).

    وقال: "إن من يستلم رئاسة مجلس الوزراء وينجح فيها؛ فسيجد الجميع يشد أزره، وإن استلم رئاسة الوزراء وأثبت فشله؛ فليس من الوطنية أن نسكت عن الحق"(54).

    وقال: "... لقد عادوا كلهم لا حياهم الله، أريد رجل دولة في الحكومة الحالية يقول: (لا)؛ لتجاهلهم واحتقارهم وإهانتهم كما هو حال وزيرنا هذا الذي خاف أن يجاهر باسمه، وطبعًا لن يجرؤ على الاستقالة احتجاجًا على ذلك، ماذا ترجون يا أهل الكويت من حكومة كهذه"(55).

    وقال: "تعيش الكويت حالة من الجمود التي ستستمر مادامت هذه الحكومة تدير أمور البلاد"(56).

    وقال: "ولنتعظ من أسلوب المداهنة والتردد الذي انتهجته الحكومات السابقة في ثلاث السنوات الأخيرة حتى لا تتكرر الأخطاء القاتلة التي يدفع ثمنها أهل الكويت الذين ضحت بهم الحكومة لتبقى على حساب استقرارهم وتقدم بلدهم"(57).

    وقال: "وبعض الدوائر الحكومية أصبحت بيئة مناسبة لنمو المفسدين المستغلين لحوائج الناس وابتزازهم واستلام الرشاوى منهم من أجل إعطائهم حقوقهم المكفولة لهم بالقانون"(58).

    أضف إلى ذلك كله:

    ما قام به رئيس تحرير مجلة الفرقان بسام الشطي وذلك في مقالات كثيرة من مقالاته المنشورة بين المسلمين؛ حيث صوَّر دولة الكويت وكأنها وكرٌ من أوكار الزِّنا والخمور والمخدرات –عياذًا بالله-؛ أذكر لك أخي القارئ عناوين بعضها(59):

    • هل في الكويت سياحة جنسية(60).

    • العقوبة السريعة للشاذين جنسيًّا(61).

    • ظواهر مرفوضة في مجتمعنا(62).

    • مخيمات الجليعة وبارات الخمر والمراقص(63).

    ومن هنا أقول:

    أهكذا تكون النصيحة للولاة يا قادة وساسة جمعية إحياء التراث؟!!.

    وما هو مرادكم من هذا التهييج؟!!.

    سئل عبد الله السبت(64) عن وجود بعض المنكرات؛ كالمخدرات، وعن طريق تغييرها؟.

    فأجاب: "نتَّصل؛ نجتهد لتغييرها، نتَّصل، نحاول، نحرِّك العامَّة، نقوم بتحريك الناس بالوصول، مثل الآن في المملكة؛ بعد جهد وصل قرار الإعدام لمروجي المخدرات، فنجتهد لإيصال الناس والمسؤولين إلى هذا القرار.

    فقال له السائل: إذا كان المسؤولين؛ هم الذين يصنعون ذلك؟.

    فأجاب: ماشي؛ نحن نهيئ الناس لين يصل الأمر، عند ذلك يخافون، لأن مروجي المخدرات؛ فيهم المسؤولين، وفيهم غير المسؤولين؛ جمعتهم المصلحة، فلا بد من تحريك الناس"(65).

    وقال: "إذا وجد من المسلمين كما هو حاصل الآن؛ مَن لا يحكم بكتاب الله عز وجل، فالواجب أولاً: أن المسلمين يكونوا مسلمين، فيقاطعوا هذه الأشياء، فإذا وزِّعت بنوك رِبا؛ نمتنع، ما نروح نشتغل فيها، ولا نساهم فيها؛ فتقف، وقِس عليها مثلها، ثم ننصح، ونأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، هذا الذي علينا، أو أن نجتهد لتجميع الأمة على تغيير هذا، ولكن التغيير ما يكون لا بالانقلاب، ولا بالاغتيال؛ لأن هذا ممنوع شرعًا، وإنما أن نذهب في إطار أهل الحل والعقد، وأعيان البلاد فيما يُسميه الفقهاء بعزل الخليفة، هذا هو الدرس، ولكن يعزله أهل الحل والعقد، وأعيان البلاد؛ حتى لا تصير فوضى، ويصير قتل وإيذاء في المسلمين، كما حاصل الآن في الانقلابات الجمهورية، الفساد فيها أكثر من الإصلاح(66)"(67).

    فأنت إذا تأمَّلت معي قارئي الكريم فيما قاله عبد الله السبت؛ علمت علم اليقين مراد القوم من هذا التهييج:

    • نحرِّك العامَّة، نقوم بتحريك الناس بالوصول.

    • نحن نهيئ الناس لين يصل الأمر، عند ذلك يخافون.

    • نجتهد لتجميع الأمة على تغيير هذا.

    أما مجلة الفرقان –المنبر الأوحد لجمعية إحياء التراث- فهي طافحة أيضًا بمثل هذا التحريض والتهييج. إليك بعضها:

    جاء في مجلة الفرقان: "ما بال الجبابرة الطغاة في بلادنا لا يعتبرون من هذا المشهد الفظيع، وما بالهم لا يتصورون أنْ يحل مثل هذا اليوم بهم؛ ليرَوا أنفسهم واقفين أمام العالم كله مُقيَّدين ذليلين؛ ليقول فيهم الشعب كلمته؟!"(68).

    وجاء فيها على لسان إبراهيم الهدبان أنه قال: "إن الشعوب في العالم الثالث لاسيما في جنوب شرق آسيا بدأت تُؤدِّي دورًا مُباشرًا وجوهريًّا في عملية الحكم؛ بحيث أصبحت الرقيب المباشر على الحكام، وأصبحت قوة لا يُستهان بها، قادرة على استبدال الحاكم إنْ هو أخل بتعهداته"(69).

    وجاء فيها على لسان وليد الأحمد أنه قال: "وهناك سؤال مهم لا بد من إلحاقه بمسلسل المسئولية عن هذه الجريمة وهو: هل كان بإمكان إسرائيل ومعها أمريكا أن تلعبا بنا كما تريدان لو وجدت بعض القيادات العربية الحاكمة غير متخاذلة وحريصة قلبًا وقالبًا في استعادة الحق العربي السَّليب ولم تجعل من نفسها خاتمًا بيد الآخرين للحفاظ على مقاعدها"(70).

    وجاء في افتتاحية مجلة الفرقان: "المعنى الحقيقي للتحرير أن تسعى الشعوب العربية والإسلامية إلى فهم واقعها السياسي، وأن تقف ضد الظَّلَمَة والطغاة من الحكام وفق ما يمليه علينا الشرع من البيان والنصح والإنكار، مع الوقوف مع أصحاب الحق، والانتصار لهم، ودفع الشرور والأذى عنهم"(71).

    وجاء في كلمة المجلة: "ولنا سؤال.. هل يجرؤ أحد أن ينتقد لا أن يشتم حاكمًا أو زعيمًا؟ هل سيرى ضوء الشمس أو يعود إلى منزله أو سيظل حيًّا؟"(72).

    وجاء في مقدمة مجلة الفرقان: "وفي بعض البلدان الإسلامية تسعى أنظمة الحكم من أجل تشويه صورة الإسلام وصورة دعاته وعلمائه من أجل صد الناس عن التصويت للإسلاميين في الانتخابات"(73).

    وجاء في مقدمة مجلة الفرقان: "استقالة (أو إقالة) الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعد عشر سنوات بائسة قضاها في حكم باكستان؛ يجب أن تكون عبرة لجميع الحكام الذين يقفون ضد شعوبهم وينفذون الإملاءات الخارجية عليهم ويعتقدون بأن الشعوب يمكن أن تقاد بالحديد والنار"(74).

    وجاء في مجلة الفرقان: "ختامًا: لا نريد أنْ يُفهم من سَرْدِ الرِّوايات عن الخلفاء الراشدين وعن تورُّعِهم عن المال العام أننا نريد من الحكام والمسؤولين أنْ ينحوا نفس المنحى (وإنْ كان هذا أمنية)، لكن المطلوب هو التورُّع عن السَّرِقة والأخذ على يد وزرائهم عن التعدي على مال المسلمين"(75).

    وجاء في مقدمة الفرقان: "لقد تكلم الناس كثيرًا عن مساوئ المجالس السابقة والحالة التي وصل إليها البلد بسبب بعض الأعضاء الذين أساءوا إلى مناصبهم واستغلوا الثقة التي أعطيت لهم من الناخبين وجمعوا الأموال الكثيرة دون وجه حق، وكسروا القوانين وأهملوا واجباتهم، دون أن ننكر الدور الحكومي السيئ الذي تسبب في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه"(76).

    ووجهت مجلة الفرقان سؤالاً للصحفي سعيد الهردة؛ وهو الآتي:

    السؤال: بماذا يمكن تفسير غياب تصريحات القادة العرب؟

    فذكر في جوابه ما معناه: أن الأنظمة خائفة من الضغط الأمريكي عليها أو أن تُحدث انقلابات داخل هذه البلدان.

    فقال متحدث الفرقان: "لكن للأسف حتى حق الاستنكار وحق التظاهر خُنق في أراضينا العربية..."(77).

    وجاء في مجلة الفرقان: "أن المظاهرات في الدول الأخرى تساهم في تغيير الرأي العام، والحكومات تحترم رأي شعوبها، بخلاف مظاهرات عالمنا العربي الذي لا صوت فوق صوت الطاغية، ويا ويل من يخالف رأي وتوجهات القائد..."(78).

    وجاء في مجلة الفرقان: "أم أن المسألة باتت عند كثير من القيادات في العالم العربي لا تتجاوز جعجعة الحناجر التي تخفي وراءها حبال النفاق"(79).

    وجاء في مجلة الفرقان: "حكومتنا كانت دائمًا تدافع وترد بأنها لا تظلم البشر ولا العمالة، إلى أن انكشف المستور وثار العمال وقاموا بأعمال عنف واسعة النطاق وتخريب للممتلكات، وحينها فقط تنبهت الحكومة للخطأ الجسيم الذي كانت تتستر عليه سنوات طويلة ووعدت باتخاذ إجراءات صارمة بحق الشركات التي تظلم العمالة عندها وعدت بتعديل قانون العمل الذي ظل حبيس الأدراج سنوات طويلة"(80).

    ثم كيف بك قارئي الكريم إذا علمت أن القوم ينسبون هذه المخالفات المنهجية الصريحة إلى معتقد أهل السنة والجماعة:

    قال أحمد باقر(81): "وأن المسلمين في العصور الأولى تمتعوا بحرية التعبير عن رأيهم، ومحاسبة حكامهم؛ فلماذا الاستغراب إذًا..."(82).

    فهذا قارئي الكريم غيضٌ من فيضٍ مما عليه رموز وقادة جمعية إحياء التراث في هذه المسألة.
    ثم إن من المعلوم أنه لا يمكن أن يكون هناك خروجٌ بالسيف إلا ويسبقه خروجٌ باللسان، وهذا متقررٌ عند السلف.

    فعن هلال بن أبي حميد قال: قال عبد الله بن عكيم: "لا أُعين على قتل خليفة بعد عثمان أبدًا، قال: فقيل له: أَعَنْتَ على دمِه؟ قال: إني أعد ذكر مساوئه عونًا على دمه"(83).

    ثم ليس بغريب أن تجد مثل هذا المنهج المنحرف عند أتباع جمعية إحياء التراث؛ وهم الذين نشأوا منذ نشأتهم الأولى على ما يمليه عليهم شيخهم ومؤسسهم عبد الرحمن عبد الخالق؛ الذي أقام دعوته على اعتقاد بأن حكام المسلمين هم العدو الأول والأكبر له ولدعوته، ودليل ذلك:

    قال عبد الرحمن عبد الخالق: "واعتداء سلاطين الأرض وملوكها ورؤساؤها على شِرعَة الله؛ بتحليل ما حرَّم، وتحريم ما أحل؛ عدوانٌ على التوحيد، وشركٌ بالله، ومنازعةٌ له في حقِّه وسلطانه جل وعلا.

    وأكثر سلاطين الأرض اليوم وزعماؤها قد تجرؤوا على هذا الحق، وتجرؤوا على الخالق الملك سبحانه وتعالى، فأحلُّوا ما حرَّم، وحرَّموا ما أحل، وشرعوا للناس بغير شرعه؛ زاعمين تارةً أن تشريعه لا يُوافق العصر والزمن، وتارةً أنه لا يحقق العدل والمساواة والحرية، وأخرى بأنه لا يحقق العِزَّة والسيادة(84).

    والشهادة لهؤلاء الظالمين بالإيمان عدوان على الإيمان وكفر بالله سبحانه وتعالى(85).

    ونأسف إنْ قلنا‏: أن سوادًا كبيرًا من الناس قد أطاعوا كبراءهم فيما شرعوا لهم من شرع مخالف لشرعه سبحانه وتعالى، وكثير من هذا السواد يصلي ويصوم -مع ذلك- ويزعم أنه من المسلمين(86)"(87).

    وقال: "نحن نعتقد أن البلاد الإسلامية وشعوبها ما زالت على الإسلام(88)، ومازال سواد الناس وجمهورهم يريدون تحكيم شريعة الله فيهم، وإنما يحول دون ذلك اللصوص المُتغلِّبة، والمنافقون من الحكام الذين يُظهرون الإسلام، ويُوالون أعداء الله في الحكم بغير ما أنزل الله(89)، ولا شك أن منهم من يُعلن صراحةً عداءه للإسلام وشريعته، ويُعلن صراحةً عدم صلاحية الإسلام للعصر، ومثل هذا لا يشك أحد في كُفره وخروجه من الدين، وسواء كان هذا أو ذاك فإن الجهاد والدعوة يجب أنْ يكون في وضع الأمر في نصابه، وتمكين أهل الإسلام والذين لا يُريدون بشريعته بديلاً من حكم الشعوب الإسلامية(90)"(91).

    وقال: "ولا يحتاج أنْ نستفيض في الواقع المعاصر، فكل زاوية فيه تُدمي القلب، وتعصر النفس ألمًا على أمة الإسلام؛ التي أصبحت أممًا، والتي يتحكَّم فيها اليوم اللصوص المُتغلِّبة؛ الذين أصبحت أموال المسلمين ودماؤهم وأعراضهم نهبًا لهم، والذي أصبح دين الله عندهم هدفًا وغرضًا يُرمَى بكل نبل، ولا شك أن الرِّضا بهذا الواقع كُفر ورِدَّة، والراكنون إليه نفاق وظلم، قال تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}(92)، وأي ظلم أعظم من الصَّد عن سبيل الله، وإشاعة الفاحشة في بلاد الإسلام، والعمل لتكون كلمة الله هي السفلى، وإعلاء كلمة الكفر والباطل..، وهل الواقع المُعاش إلا كذلك؟"(93).

    وقال: "ولذلك فقد فَسَدَت أنظمة الحُكم، وسارت وفق الهوى والاستبداد أزمانًا طويلة؛ حتى أَلِفَ المسلمون هذا الفساد والاستبداد، وظنوا مع مرور الزمن أن هذا جزءًا من النظام الإسلامي نفسه، ومن تشريع رب العالمين"(94).

    وقال: "أنا نفسي يوم أعلن السَّادات عن تطبيق حكم المرتد في الشريعة، كتبت مقالاً بعنوان: (على من ستطبقون حكم المرتد)، وقلت: دعونا نعرف من هو المرتد؟ قبل أنْ تأتي وتقبض على فلان من الناس وتقتله، هذا الذي خالف الدين وأريد أنْ أذبحه، ويصبح الحكم كأن الدين هو الذي ذبحه باسم الإسلام والقرآن، إذن فلا بد أن نحدِّد أولاً: مَن المُرتد؛ إذا كان المُرتد الذي يخالفك أيها الحاكم والذي لا يمشي على هواك هو المرتد، وتقول هذا كَفَر وخَرَج من الدين، فنكون قد سلَّمناك سيفًا باسم القرآن؛ تقطع رقاب الناس به، علمًا أننا لو حدَّدنا المُرتد على الحقيقة فلربما كان الحاكم هو أوَّل من يُقتل، وبالتالي يُطبَّق الحكم فيه(95)"(96).

    وبهذا تعلم قارئي الكريم أن دعوة عبد الرحمن عبد الخالق –والتي تربَّى عليها أتباع جمعية إحياء التراث- دعوة ثورية تهييجية خارجية، وإن تظاهر عبد الرحمن بأنه على جادة العلماء، بل وإن تظاهر أتباع التراث بأنهم سلفيون، فدعوتهم بالحقيقة ما هي إلا امتداد للفكر القطبي الخارجي المخالف لما عليه أهل السنة والجماعة.

    وإليك قارئي الكريم من أقوال أهل السنة ما يبيِّن لك الأمر بيانًا شافيًا لا لبس فيه:

    قال الإمام محمد بن الحسين الآجري -رحمه الله-: "قد ذكرت من التحذير من مذاهب الخوارج ما فيه بلاغٌ لمن عصمه الله تعالى عن مذاهب الخوارج، ولم يَرَ رأيهم، فَصبَر على جَور الأَئمة، وحَيْفِ الأمراء، ولم يَخرُج عليهم بِسيفِه، وسأَل الله تعالى كشف الظلم عنه، وعن المسلمين، ودَعَا للولاة بالصلاح، وحَجَّ معهم، وجاهد معهم كل عدو للمسلمين، وصلى خلفهم الجمعة والعيدين، وإِنْ أمروه بطاعة فأمكَنَه أطاعهم، وإنْ لم يُمكِنه اعتذَرَ إليهم، وإنْ أمروه بمعصيةٍ لم يُطِعْهُم، وإذا دارت الفتن بينهم لزِمَ بيته وكفَّ لِسانَهُ وَيَده، ولم يَهْوَ ما هم فيه، ولم يُعِن على فتنة، فمن كان هذا وصفه كان على الصراط المستقيم، إن شاء الله"(97).

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال، ظهرت مخالفتهم للجماعة؛ حين كانوا يُقاتلون الناس، وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس"(98).

    وقال ابن القيم -رحمه الله-: "وأخرجت الخوارج قتال الأئمة، والخروج عليهم بالسيف: في قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأخرجت أرباب البدع جميعُهم بدَعهم في قوالب مُتنوِّعة، بحسب تلك البدع. وأخرج المشركون شركهم في قالب التعظيم لله، وأنه أجَلُّ من أنْ يُتقرَّب إليه بغير وسائط وشفعاء وآلهة تُقرِّبهم إليه، فكل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله إلا بإخراجه في قالب حق"(99).

    وقال الإمام العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله-: "ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجَّه إلى الخير.

    أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الربا من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.

    ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.
    ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه: قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه: ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلِّمه، إلاَّ أُسْمِعُكُم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.

    ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان عَلَنًا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقُتِل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقُتِل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذِكرِ العيوب عَلَنًا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه.
    وقد روى عياض بن غنم الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يُبْدِه علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدَّى الذي عليه)
    نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين من كل شر، إنه سميع مجيب.
    وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآله وصحبه"(100).

    وسئل -رحمه الله-: يرى البعض: أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام، وإبراز معايبهم؛ لينفروا عنهم، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه، ماذا يقول سماحتكم؟

    فأجاب: "هذا مذهب لا تقره الشريعة؛ لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن.

    والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي، وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف، ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك؛ حرصًا على استتباب الأمن وعدم الفوضى، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئًا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله).

    وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وعلى ألا ينزعوا يدًا من طاعة، إلا أن يروا كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    والمشروع في مثل هذه الحال: مناصحة ولاة الأمور، والتعاون معهم على البر والتقوى، والدعاء لهم بالتوفيق والإعانة على الخير، حتى يقل الشر ويكثر الخير.

    نسأل الله أن يصلح جميع ولاة أمر المسلمين، وأن يمنحهم البطانة الصالحة، وأن يكثر أعوانهم في الخير، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده، إنه جواد كريم"(101).

    وقال الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: "بل العجب أنه وجه الطعن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، قيل له: (إعدل) وقيل له: (هذه قسمة ما أريد بها وجه الله)، قيل للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال الرسول: إنه (يخرج من ضئضئ هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم)، (ضئضئ أي: نفسه)، وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، لأن هذا ما أخذ السيف على الرسول، لكنه أنكر عليه وما يوجد في بعض كتب أهل السنة من أن الخروج على الإمام هو الخروج بالسيف، فمرادهم من ذلك الخروج النهائي الأكبر، كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام: الزنا يكون بالعين، يكون بالأذن، يكون باليد، يكون بالرجل، لكن الزنا الأعظم الذي هو الزنا في الحقيقة هو: زنى الفرج ولهذا قال: والفرج يكذبه، فهذه العبارة من بعض العلماء هذا مرادهم، ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال، أنه لا يمكن أن يكون خروجًا بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول، الناس لا يمكن أن يحملوا السيف على الإمام بدون شيء يثيرهم، فلا بد من أنه هناك شيء يثيرهم وهو الكلام، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجًا حقيقةً دلت عليه السنة ودل عليه الواقع، أما السنة فعرفناها، وأما الواقع فإننا نعلم عليم اليقين: أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول، لأن الناس لن يخرجوا على الإمام بمجرد (يالله أمش) خذ السيف لا بد أن يكون هناك شوكة وتمهيد وقدح للأئمة وسلب لمحاسنهم، ثم تمتلئ القلوب غيضًا وحقدًا، وحينئذ يحصل البلاء"(102).

    وقال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-: "والخوراج والمعتزلة غلوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى خرجوا على أئمة المسلمين، ومن أصولهم: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمعنى: الخروج على الأئمة"(103).

    وسئل: هل الخروج على الأئمة يكون بالسيف فقط؟ أم يدخل في ذلك الطعن فيهم وتحريض الناس على منابذتهم والتظاهر ضدهم؟

    فأجاب: "ذكرنا هذا، قلنا الخروج على الأئمة يكون بالسيف وهذا أشد الخروج ويكون بالكلام، بسبهم وشتمهم والكلام فيهم في المجالس وعلى المنابر، هذا يهيج الناس ويحثهم على الخروج على ولي الأمر وينقص قدر الولاة عندهم، فالكلام فيه خروج"(104).

    وذكر شيخنا العلامة عبيد بن عبد الله الجابري –حفظه الله– سِمَة من سمات الخوارج؛ فقال:

    "وأن الدعاء عليهم(105) ليس من عقيدة أهل السنة والجماعة؛ بل هو سِمَة من سِماتِ الخوارج، وأول من بدأ التحريض على ولاة الأمر في عهد عثمان رضي الله عنه هم السَّبَأيَّة؛ جماعة عبد الله بن سبأ اليمني الرَّاسِبي؛ هم الذين حرَّضوا الناس على أمير المؤمنين حتى قتلوه، وأما أول ظهور الخوارج فقد كان في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فالحروريَّة والخوارج صارا وصفًا لازمًا لمن يرى إشهار السيف على أمراء المسلمين إلى اليوم، فمن يُحرِّض على ولاة الأمر؛ ويدعو عليهم؛ ولا يرى البيعة لهم؛ فإن هذا خارجي وإنْ نفى ذلك عن نفسه"(106).

    هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    كتبه
    علي بن حسين الفيلكاوي



    الحواشي:

    (1) قال ابن القيم –رحمه الله-: "وأخرجت الخوارج قتال الأئمة، والخروج عليهم بالسيف: في قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأخرجت أرباب البدع جميعُهم بدَعهم في قوالب مُتنوِّعة، بحسب تلك البدع. وأخرج المشركون شركهم في قالب التعظيم لله، وأنه أجَلُّ من أنْ يُتقرَّب إليه بغير وسائط وشفعاء وآلهة تُقرِّبهم إليه، فكل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله إلا بإخراجه في قالب حق" (إغاثة اللهفان 2/767).
    (2) وهو رئيس تحرير مجلة الفرقان منذ صدورها إلى قبل ثلاث سنوات تقريبًا؛ وهو حاليًّا ينتصب منصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث.
    (3) جريدة الرأي العام الكويتية- العدد: 13031– بتاريخ: 23/2/2003.
    (4) مجلة الفرقان– العدد: 235– ص: 14– بتاريخ: 24/3/2003.
    (5) يبيِّن لنا أحمد باقر –وهو من كبار مؤسسي جمعية إحياء التراث- مفهوم هذه الحرية؛ فيقول: "وأن المسلمين في العصور الأولى تمتعوا بحرية التعبير عن رأيهم، ومحاسبة حكامهم؛ فلماذا الاستغراب إذًا..." (مجلة الفرقان- العدد: 28– بتاريخ: 1992).
    سئل الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله– عن الديمقراطية، وعمن قال: إنها ترادف الحرية؛ فأجاب:
    "لو سُلِّم جدلاً بهذا، تُرَى؛ حرية الديمقراطية هي الحرية الشرعية؟! لا أحد يقول بهذا؛ حرية الديمقراطية؛ تبيع الخمر، تتعاطى الربا، الزنا، وكل فساد يعني؛ بس ناحية القانون لا تُقرِّب، هذا ليس من الإسلام، فنحن لا نُجيز استعمال هذه اللفظة؛ لا لفظًا، ولا معنًى" (سلسلة الهدى والنور- شريط رقم: 407).
    (6) جريدة الرأي العام الكويتية– العدد: 13077– بتاريخ: 10/4/2003.
    (7) جريدة الرأي العام الكويتية– العدد: 13193– بتاريخ: 4/8/2003.
    (8) جريدة الراي الكويتية- العدد: 10825- بتاريخ: 19/2/2009م.
    (9) جريدة الراي- العدد: 10790- بتاريخ: 15/1/2009م.
    (10) جريدة الراي- العدد: 10856- بتاريخ: 22/3/2009م.
    (11) وهذه المجلة هي المنبر الأوحد لجمعية إحياء التراث.
    (12) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 25/8/2007م.
    (13) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 1/6/2008م.
    (14) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 21/10/2007م.
    (15) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 4/11/2007م.
    (16) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 1/1/2008م.
    (17) جريدة عالم اليوم الكويتية- العدد: 614- بتاريخ: 11/1/2009م.
    (18) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 20/1/2008م.
    (19) وهو رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث سابقًا، وهو حاليًّا ينتصب منصبًا أكبر عندهم؛ فهو: رئيس التجمع السلفي.
    (20) جريدة السياسة الكويتية– بتاريخ: 2/6/2002م.
    (21) وهو من أتباع جمعية إحياء التراث وممثليها في البرلمان الكويتي، وكان إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف.
    (22) كان أتباع جمعية إحياء التراث من أشد الناس عداءًا لمن يدعو إلى مشاركة المرأة في الانتخابات، سواء كانت مرشَّحة أو ناخبة، وكانوا من أكثر الأحزاب رفضًا لذلك، ثم تحوَّلوا بعد ذلك حتى أصبحوا من أكثر الناس تجميعًا للنساء من أجل الانتخابات، ومن أحرص الناس على دعوتهم إليها، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على ضلالهم وانحرافهم، وذلك أنه لمن المعلوم أن ما لم يكن يومئذٍ دينًا، لا يكون اليوم دينًا:
    فعن خالد، مولى أبي مسعود قال: قال حذيفة لأبي مسعود: "إنَّ الضَّلالة حقّ الضَّلالة؛ أنْ تَعرِف ما كنت تُنكِر، وتُنكِر ما كنت تَعرِف، وإياك والتلون في دين الله؛ فإنَّ دين الله واحد" (الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة 1/174- أثر رقم: 572).
    وقال عامر بن عبد الله: "ما ابتَدَع رجلٌ بدعةً؛ إلا أَتَى غدًا بِما كان يُنكِرُهُ اليَوم" (الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة– ص: 148– أثر رقم : 83).
    وقال الفضيل بن عياض: "لا يزال العبد مستورًا حتى يرى قَبيحه حسنًا" (الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة– ص: 148– أثر رقم: 85).
    (23) انظر في ذلك: جريدة الرؤية- العدد: 331- ص: 9- بتاريخ: 9/1/2009م، وجريدة الوطن الكويتية- العدد: 11852/6298- ص: 11- بتاريخ: 9/1/2009م.
    (24) وهو من شيوخ جمعية إحياء التراث.
    (25) بصوته من شريط: نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (26) سبق أن ذكرت كلامًا لحاي الحاي وقد بلغني تراجعه عنه فأزلته.
    (27) سبق أن ذكرت كلامًا لحاي الحاي وقد بلغني تراجعه عنه فأزلته.
    (28) وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقيادييها، فهو ينتصب منصب رئيس فرع الجمعية لمنطقتي بيان ومشرف.
    (29) بصوته من شريط نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (30) فهذه نظرة شيخ التراث ناظم سلطان لأحداث الجزائر وخروجهم على حاكمهم، وهي نظرة شيخهم عدنان عبد القادر أيضًا كما سيأتي، أما أهل السنة والجماعة -السلفيون- فنظرتهم مختلفة عن ذلك تمامًا:
    قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله- عند تعليقه على حديث: (بايعنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على السمعِ والطَّاعةِ في العُسر واليُسر، والمنشَطِ والمَكره، وعلى أثَرةٍ علينا، وعَلى أنْ لا نُنازعَ الأمرَ أَهله، إلا أن ترَوا كُفرًا بَواحًا، عندكم من اللهِ فيه بُرهانٌ، وعلى أن نقولَ بالحقِّ أينَما كنَّا، لا نخافُ في اللهِ لومة لائمٍ).
    قال: "... والذي يهمني منها هنا: أن فيه ردًّا صريحًا على الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فإنهم يعلمون دون أي شك أو ريب أنه لم يَرَوا منه (كفرًا بَواحًا)، ومع ذلك استحلوا قتاله وسفك دمه هو ومن معه من الصحابة والتابعين، فاضطر رضي الله عنه لقتالهم واستئصال شأفتهم، فلم يَنْجُ منهم إلا القليل، ثم غَدَروا به رضي الله عنه كما هو معروف في التاريخ.
    والمقصود أنهم سنوا في الإسلام سنة سيئة، وجعلوا الخروج على حكام المسلمين دينًا على مر الزمان والأيام، رغم تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منهم في أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (الخوارج كلاب النار).
    ورغم أنهم لم يَرَوا كفرًا بَواحًا منهم، وإنما ما دون ذلك من ظلم وفجور وفسق.
    واليوم -والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون-؛ فقد نبتت نابتة من الشباب المسلم، لم يتفقهوا في الدين إلا قليلاً، ورأوا أن الحكام لا يحكمون بما أنزل الله إلا قليلاً، فرأوا الخروج عليهم دون أن يستشيروا أهل العلم والفقه والحكمة منهم، بل ركبوا رؤوسهم، وأثاروا فِتَنًا عمياء، وسفكوا الدماء في مصر، وسوريا, والجزائر، وقبل ذلك فتنة الحرم المكي، فخالفوا بذلك هذا الحديث الصحيح الذي جرى عليه عمل المسلمين سَلَفًا وخَلَفًا إلا الخوارج" (السلسلة الصحيحة 7/1240).
    (31) سورة التوبة– الآية رقم: 41.
    (32) سورة التوبة– الآية رقم: 41.
    (33) سورة التوبة– الآية رقم: 36.
    (34) بصوته من شريط: نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (35) بصوته من شريط: نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (36) بصوته من شريط: نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (37) بصوته من شريط: نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (38) بصوته من شريط: نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (39) بصوته من شريط نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (40) سورة المجادلة– الآية رقم: 20.
    (41) بصوته من شريط نصيحة إلى إخواننا في التراث للشيخ أحمد السبيعي.
    (42) الأنباء- العدد: 5982– ص: 7- بتاريخ: 2/10/1992.
    (43) وهو رئيس لجنة الكلمة الطيبة في جمعية إحياء التراث، وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف.
    (44) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11883/6329- ص: 44- بتاريخ: 9/2/2009م.
    (45) وهو من أعضاء مجلس الأمة المدعومين من قِبَل جمعية إحياء التراث، وهو من نوابهم البرلمانيين.
    (46) جريدة الوطن الكويتية- بتاريخ: 7/5/2008م.
    (47) أيَّد رئيس تحرير مجلة الفرقان في مقاله هذا زميله خالد سلطان السلطان -رئيس لجنة الكلمة الطيبة في جمعية إحياء التراث- على ما قام به من مخالفة لقوانين وزارة الأوقاف ولوئحها.
    (48) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 13/5/2008م.
    (49) وهو من كبار أتباع جمعية إحياء التراث وقادتها.
    (50) مجلة الفرقان– العدد: 248– بتاريخ: 23/6/2003م.
    (51) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11892/6338- ص: 63- بتاريخ: 18/2/2009م.
    (52) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11906/6352- ص: 62- بتاريخ: 4/3/2009م.
    (53) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11911/6357- ص: 63- بتاريخ: 9/3/2009م.
    (54) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11912/6358- ص: 45- بتاريخ: 10/3/2009م.
    (55) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11913/6359- ص: 63- بتاريخ: 11/3/2009م.
    (56) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11918/6364- ص: 63- بتاريخ: 16/3/2009م.
    (57) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11919/6365- ص: 62- بتاريخ: 17/3/2009م.
    (58) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 11920/6366- ص: 62- بتاريخ: 18/3/2009م.
    (59) وهذا على سبيل المثال لا الحصر، فمقالاته التي ينص فيها على ذلك كثيرة!!.
    (60) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 22/7/2008م.
    (61) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 4/2/2008م.
    (62) جريدة عالم اليوم الكويتية- بتاريخ: 5/8/2008م.
    (63) جريدة عالم اليوم الكويتية- العدد: 612- بتاريخ: 8/1/2009م.
    (64) وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقادتها ومؤسسيها.
    (65) بصوته من شريط له بعنوان: حسن الظن بالمسلم.
    (66) سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: بعد الإضراب يقدم الذين أضربوا مطالبهم وفي حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب، هل يجوز مواجهة النظام بتفجير ثورة شعبية؟
    فأجاب: "لا أرى أن تقام ثورة شعبية في هذه الحال؛ لأن القوة المادية بيد الحكومة كما هو معروف، والثورة الشعبية ليس بيدها إلا سكين المطبخ وعصا الراعي، وهذا لا يقاوم الدبابات والأسلحة، لكن يمكن أن يتوصل إلى هذا من طريق آخر إذا تمت الشروط السابقة، ولا ينبغي أن نستعجل الأمر؛ لأن أي بلد عاش سنين طويلة من الاستعمار؛ لا يمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى بلد إسلامي، بل لا بد أن نتخذ طول النفس لنيل المآرب.
    والإنسان إذا بنى قصرًا فقد أسس؛ سواء سكنه، أو فارق الدنيا قبل أن يسكنه، فالمهم أن يبني الصرح الإسلامي؛ وإن لم يتحقق المراد إلا بعد سنوات، فالذي أرى ألا نتعجل في مثل هذه الأمور، ولا أن نثير أو نفجر ثورة شعبية غالبها غوغائية لا تثبت على شيء، لو تأتي القوات إلى حي من الأحياء وتقضي على بعضه لكان كل الآخرين يتراجعون عما هم عليه" (الصحوة الإسلامية– ص: 286).
    علمًا بأنه –رحمه الله- قد بيَّن في إجابته للسؤال السابق لهذا السؤال في كتابه المذكور حكم الإضراب وأنه لا أصل له من الشريعة ينبني عليه، وأنه يترتب عليه أضرار كثيرة. (انظر كتاب: الصحوة الإسلامية– ص: 284).
    (67) بصوته من شريط له بعنوان: حسن الظن بالمسلم.
    (68) مجلة الفرقان– العدد: 301– بتاريخ: 7/12/2004.
    (69) مجلة الفرقان– العدد: 130– ص: 20- بتاريخ: 29/1/2001.
    (70) مجلة الفرقان– العدد: 155– ص: 22– بتاريخ: 30/7/2001.
    (71) مجلة الفرقان– العدد: 106– ص: 4– عام: 1999.
    (72) مجلة الفرقان– العدد: 122– ص: 7– عام: 2000.
    (73) مجلة الفرقان– العدد: 74– ص: 5– عام: 1996.
    (74) مجلة الفرقان- العدد: 505- بتاريخ: 1/9/2008م.
    (75) مجلة الفرقان– العدد: 105– ص: 15– عام : 1999.
    (76) مجلة الفرقان– العدد: 485– بتاريخ: 7/4/2008م.
    (77) انظر مجلة الفرقان– العدد: 127– ص: 49– عام: 2000.
    (78) مجلة الفرقان– العدد: 238– ص: 38– بتاريخ: 14/4/2003.
    (79) مجلة الفرقان– العدد: 255- ص: 20– بتاريخ: 11/8/2003.
    (80) مجلة الفرقان– العدد: 501– بتاريخ: 4/8/2008م.
    (81) وهو من كبار مؤسسي جمعية إحياء التراث.
    (82) مجلة الفرقان- العدد: 28– بتاريخ: 1992.
    (83) رواه ابن أبي شيبة في المصنف– أثر رقم: 32034، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/512.
    (84) ما أراد عبد الرحمن عبد الخالق بكلامه هذا إلا تكفير حكام المسلمين؛ يدل على ذلك قوله: "زاعمين تارةً أن تشريعه لا يُوافق العصر والزمن، وتارةً أنه لا يحقق العدل والمساواة والحرية، وأخرى بأنه لا يحقق العِزَّة والسيادة"؛ فأهمل عقيدة أهل السنة والجماعة وتفصيلهم فيما يخص مسألة: (الحكم بغير ما أنزل الله) وألصق بالحكام من هذه المسألة ما يصل بهم فقط إلى الكفر المخرج عن الملة.
    وإليك هذه الفتوى التفصيلية لإمام أهل السنة والجماعة في هذا الزمان؛ ليظهر لك الحق من الباطل، وتعرف الهدى من الضلال:
    سئل الإمام العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله–: هل يعتبر الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كُفارًا، وإذا قلنا إنهم مسلمون فماذا نقول عن قوله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}؟
    فأجاب: "الحُكام بغير ما أنزل الله أقسام، تختلف أحكامهم بحسب اعتقادهم وأعمالهم، فمن حَكَم بغير ما أنزل الله؛ يرى أن ذلك أحسن من شرع الله فهو كافر عند جميع المسلمين، وهكذا من يحكِّم القوانين الوضعية بدلاً من شرع الله ويرى أن ذلك جائز، ولو قال: إن تحكيم الشريعة أفضل فهو كافر لكونه استحل ما حرَّم الله.
    أما من حكم بغير ما أنزل الله اتباعًا للهوى أو لرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه أو لأسباب أخرى وهو يعلم أنه عاصٍ لله بذلك وأن الواجب عليه تحكيم شرع الله فهذا يُعتبر من أهل المعاصي والكبائر ويُعتبر قد أتى كُفرًا أصغر وظلمًا أصغر وفِسقًا أصغر كما جاء هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن طاووس وجماعة من السلف الصالح وهو المعروف عند أهل العلم" (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 4/416).
    (85) فعبد الرحمن عبد الخالق لا يُكفِّر الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله فقط، بل ويكفِّر كل من لم يُكفِّر هؤلاء الحكام.
    (86) وهذا تأكيد لما سبق من أن عبد الرحمن عبد الخالق جعل من مسألة: (الحكم بغير ما أنزل الله) سبيلاً لتكفير الحاكم والمحكوم معًا، وإن صلوا وصاموا وذكروا بأنهم مسلمون.
    (87) الأصول العلمية للدعوة السلفية– ص: 28.
    (88) وهذا يكشف لك قارئي الكريم ما عليه أهل الباطل من التناقض كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وكل من خالف الرسول فلا بد أنه يَتَنَاقَضْ" (بغية المرتاد– ص: 395).
    وإلا كيف تكون الشعوب ما زالت على الإسلام، وهو يقول: "وكثير من هذا السواد يصلي ويصوم -مع ذلك- ويزعم أنه من المسلمين"، وسيأتي قوله: "ولا شك أن الرِّضا بهذا الواقع كُفر ورِدَّة"؛ ومراده بذلك تكفير الحاكم والمحكوم كما سيأتي.
    (89) هكذا جعل حكم الحاكم بغير ما أنزل الله من الموالاة لأعداء الله، ومراده بذلك التكفير؛ فتأمَّل!!.
    قال ابن القيم –رحمه الله-: "وأما الحكم بغير ما أنزل الله، وترك الصلاة، فهو من الكفر العملي قطعًا" (الصلاة وحكم تاركها– ص: 72).
    (90) في هذا دعوة صريحة للخروج على الحكام؛ فتأمَّل.
    (91) مشروعية الدخول إلى المجالس التشريعية وقبول الولايات العامة في ظل الأنظمة المعاصرة– سلسلة كتب ورسائل عبد الرحمن عبد الخالق 5/451.
    (92) سورة هود– الآية رقم: 113.
    (93) أصول العمل الجماعي– سلسلة كتب ورسائل عبد الرحمن عبد الخالق 5/210.
    (94) الشورى في ظل نظام الحكم الإسلامي- سلسلة كتب ورسائل عبد الرحمن عبد الخالق 5/352.
    (95) ليُخبرنا عبد الرحمن عبد الخالق: مَن مِن حكام المسلمين يستحق أن يُقام عليه حد الردة؟ ومن هؤلاء الذين سيُطبِّقون أحكام الردة في هؤلاء الحكام؟!!.
    (96) الوصايا العشر للعاملين بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى– ص: 89.
    (97) الشريعة للآجري 1/371.
    (98) النبوات 1/563.
    (99) إغاثة اللهفان 2/767.
    (100) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 8/210.
    (101) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 8/213.
    (102) من شريط له بعنوان: حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين.
    (103) إعانة المستفيد 1/277.
    (104) الإجابات المهمة في المشاكل الملمة- ص: 31.
    (105) يعني: الولاة.
    (106) تنبيه ذوي العقول السليمة إلى فوائد مستنبطة من الستة الأصول العظيمة- ص: 59.

    تعليق


    • #3
      (الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة)الحلقة الثالثة

      الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة- الحلقة الثالثة

      بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

      فقد سبق لي أن بيَّنتُ –في الحلقة الثانية- بالأدلة والبراهين إلى أي درجةٍ بلغ التعاون بين جمعية إحياء التراث وأتباع المنهج الخميني، وأوضحت لك –قارئي الكريم- ما عليه أتباع هذه الجمعية وقادتها من انحراف عن صراط الله المستقيم، وأن خلافنا -أهل الحق- مع هذه الجمعية المنحرفة خلافٌ عقديٌّ ظاهر.

      وهذه هي الحلقة الثالثة من هذه السلسلة، وهي بعنوان:

      التراث والإخوان وجهان لعملة واحدة(1)

      إن جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة الأم لكل هذه الجماعات البدعية المخالفة الموجودة في الساحة؛ والتي منها جمعية إحياء التراث.

      فعلى منهج الإخوان المسلمين أقامت جمعية إحياء التراث دعوتها، وأصَّلت أصولها، وقعَّدت قواعدها، ودليل ذلك:

      قال عبد الرحمن عبد الخالق: "قد نشأت بحمد الله نشأة سلفية، وأخذت السلفية عن والدي الشيخ عبدالخالق آل يوسف رحمه الله...

      ثم ذكر عن والده: أنه كان صديقًا لحسن البنا ومتعلقًا به، وأن تعلقه به؛ كان بسبب دعوة حسن البنا إلى الجهاد"(2).

      فسلفية حسن البنا المزعومة هي السلفية التي نشأ عليها شيخ التراث ومؤسسها عبد الرحمن عبد الخالق، وهي السلفية التي ربَّى عليها حزبه وأتباعه جمعية إحياء التراث.

      فلا غرابة بعد ذلك أن يُفتح الباب على مصراعيه لتعاون هذه الجمعية(3) -التي أسسها عبد الرحمن عبد الخالق- مع كل منحرفٍ ضال.

      ثم إنني لست بحاجة لأن أذكر تعاون الحِزبَين(4) في إصدار البيانات، وذلك لما سبق ذكره في الحلقة الثانية من تعاونٍ ثابتٍ في ذلك بين جمعية إحياء التراث وأتباع المنهج الخميني؛ والتي شاركهم فيها جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من المخالفين(5).

      وإليك قارئي الكريم ما يؤكد هذا التعاون والتآلف، بل ويثبت أن جمعية إحياء التراث جمعية إخوانية:

      قال أحمد باقر(6): "الإخوان في الحركة الدستورية(7) مقربون منا جدًّا جدًّا، ونحن وإياهم في المجلس نسير على خطٍّ واحد(8)"(9).

      وسئل أحمد باقر: "كيف تصف العلاقة بين الجماعة السلفية والإخوان المسلمين في الكويت؟

      فأجاب: هذا موضوع كبير ولا يمكن الإجابة عليه بسؤال واحد بسيط وعلى مستوى مجلس الأمة، هناك تعاون وتفاهم، ونختلف أحيانا ونتفق أحيانا، وإن اختلفنا فإن ذلك يتم بروحٍ رياضية.

      ثم سئل: هل تتوقع أن تصل الحركتان إلى تنسيق كامل في الانتخابات المقبلة؟

      فأجاب: كان هناك اتفاق لا بأس به في الانتخابات السابقة وأتوقع له أن يستمر في الانتخابات المقبلة"(10).

      وهذا ما أكده خالد سلطان بن عيسى(11)؛ حيث قال:

      "إننا نؤمن بضرورة التنسيق والتعاون مع جميع الهيئات الإسلامية لإعلاء كلمة الله، وهناك تعاون قائم بالفعل بين الجمعية(12) والمؤسسات المحلية؛ مثل جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية(13)، بيت الزكاة، جمعية النجاة الخيرية، جمعية الإصلاح الاجتماعي(14)، جمعية الهلال الأحمر الكويتي، صندوق إعانة المرضى، وغيرها من الجمعيات الإسلامية"(15).

      وسئل ناظم سلطان(16): هل يمكن أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين الجماعة السلفية وبين الإخوان وبين الحركة الدستورية في أمور الدين والانتخابات؟

      فأجاب: "... من المحتمل أن يكون هناك تعاون بيننا، وخاصة في أمور الانتخابات؛ لأن ذلك من باب المصلحة التي ستعود على الجميع بالخير، كما أن العمل النيابي لا نستطيع أن ننجز من خلاله شيئًا للإسلام؛ إلا إذا كان هناك تعاون وتنسيق بين الحركات الإسلامية(17)، وعلى الجميع أن يعي هذا التعاون، وأتذكر أنه حدث شيء من هذا التنسيق بالفعل في الانتخابات الماضية وقبل الماضية"(18).

      وقال وائل الحساوي(19) تحت عنوان: (ما يجمع السلف والدستورية أكبر):

      "منذ ما يربوا على الثلاثين عامًا نشأ أكبر تجمعين إسلاميين في الكويت؛ هما تجمع الحركة الدستورية والسلف، واسْتطَاعَا بفضل الله تعالى تحقيق انجازات لا مثيل لها على الساحة الكويتية، وكَسبَا ود واحترام الجميع، واستطاع هذان التجمعان التنسيق فيما بينهما، والتعاون في كثير من الأمور الخيرية والسياسية، ونشأ عن التنسيق اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة التي تتبنى الأعمال الخيرية للكويت في الخارج، وتنسيق متصل في انتخابات وأعمال مجلس الأمة، وتنسيق في انتخابات جمعية المعلمين، واتحاد الطلبة، والتنسيق الإعلامي وغيرها، ولاشك أن طموح التجمعين والمحبين لهما أكبر من ذلك التنسيق، نسأل الله أن يتحقق المزيد...

      إلى أن قال: في هذا الوقت العصيب هل يجوز للحركات الإسلامية أن تنشغل ببعضها، وأن تتفرق كلمتها، وأن تكون مكشوفة لأعدائها(20)، وفريسة سهلة لشانئيها؟! إن هذا والله لمما يحزن النفس، ويدمي القلب، وأعود للتجمعين الإسلاميين في الكويت اللذين يمثلان تيار الاعتدال والوسطية(21).

      فأسأل أسئلة حائرة أرجو أن تكون لها أجوبة مفيدة:

      أولاً: هل يجوز أن يفشل التنسيق بينهما في الانتخابات البرلمانية، وأهدافهما المشتركة واحدة؟(22)...

      خامسًا: غريب أن يتم توجيه مثل هذه الاتهامات لشخص مثل أحمد باقر؛ الذي كان من أكبر عوامل التآلف بين التجمعين منذ بداية عملهما في المجلس، وهو من كان يسعى جاهدًا أيام عمله كنائب إلى تجميع الإسلاميين(23) في بيته وحثهم على التنسيق والتعاون(24).."(25).

      وقال: "وفي الكويت يوجد تنسيق بين أهم جماعتين إسلاميتين؛ وهما الإخوان المسلمون والسلفيون(26) في عدة مجالات، مثل مجال الإغاثة والأعمال المشتركة، وإن كان المطلوب أكثر من ذلك..."(27).

      وقال مشعل السعيد(28): "لا خلاف بين الإخوان والسلف، والتنافس طبيعي في مجال الخير"(29).

      فما ظنك قارئي الكريم بجماعة –تدَّعي التزامها بالمنهج السلفي- تُقِر على نفسها وبمنطوقٍ صريحٍ لا يحتمل التأويل بأنها وجماعة الإخوان المسلمين:

      • يتفقان في الأهداف؟

      • لا خلاف بينهما؟

      • يسيران على خطٍّ واحد؟

      ألسنا نصل بذلك إلى نتيجةٍ حتمية بأن سلفية حسن البنا المزعومة هي السلفية التي تربَّت عليها جمعية إحياء التراث؟ كما أنها السلفية التي نشأ عليها وترعرع شيخ التراث ومؤسسها عبد الرحمن عبد الخالق من قبل؟!!.

      أضِف إلى ذلك أخي الكريم:

      المشاركات القائمة بين جمعية إحياء التراث وجماعة الإخوان المسلمين؛ سواء كان:

      في الدروس والمحاضرات.

      أو في الاحتفالات والتكريمات، أو غير ذلك.

      ففي جريدة الوطن:

      "نظمت جمعية الإصلاح الاجتماعي مساء أمس الأول بمقر الجمعية بالروضة مهرجانا جماهيريا بعنوان: (لا عهود لليهود) شارك فيه الشيخ أحمد القطان(30) والشيخ جاسم مهلل الياسين(31) والدكتور طارق السويدان(32) ونخبة من الفعاليات السياسية والاجتماعية من جمعيات النفع العام... ثم ألقى الشيخ ناظم المسباح(33) بيان جمعية إحياء التراث الإسلامي ذكر فيه..."(34).

      وفي جريدة الأنباء:

      "ندوة بديوانية دعيج الشمري(35) في منطقة الفيحاء، المتحدث كل من فهد الخنة(36)، جمعان العازمي(37)"(38).

      وفيها أيضًا:

      "احتفلت جمعية الإصلاح الاجتماعي مساء أمس بافتتاح أسبوع التضامن مع الشعوب الإسلامية... ثم ألقى بعد ذلك عضو مجلس الأمة السيد خالد سلطان بن عيسى(39) كلمة جمعية إحياء التراث الإسلامي..."(40).

      وفي جريدتي الوطن والرأي العام:

      "صورة تثبت مشاركة خالد سلطان بن عيسى، وعدنان عبد الصمد(41) لجماعة الإخوان المسلمين في حفل تكريم الحركة الدستورية لأمينيها السابقين جاسم مهلهل الياسين، وعيسى ماجد الشاهين"(42).

      وها هو عبد الله السبت(43) يؤكِّد لنا هذه الحقيقة بكل فخر واعتزاز؛ فيقول:

      "إيش خلافنا إذن مع الشيخ ربيع؟ خلاف في مساعدة فلان من الناس أو عدم مساعدته، هو يرى أن هذه الجمعية لا تساعد، وأنا أرى من خلال تجربتي أنها تساعد، هذه الجمعية ليست بوذية ولا هندوكية ولا شيعية ولا كافرة؛ سلفية فيها دخن، فيها سلفيين وفيها خرافيين(44)؛ كالحكمة في اليمن، هو يرى قطعهم وأنا أرى إصلاحهم والأمر فيه سعة"(45).

      ثم لننظر –أخي القارئ- ما هي الأهداف التي تسعى جماعة الإخوان المسلمين لتحقيقها(46)، وذلك من خلال ما ذكره جاسم مهلهل الياسين(47)، حيث زاد الأمرَ وُضوحًا حين لمَّحَ بأن دَعْوتهم دعوةٌ سياسيةٌ بعيدةٌ كل البُعد عن الإسلام، حيث قال:

      "بل دعوة الإخوان ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التَّقيُّد بخُطَطهم ونظامهم؛ ولو كان أروع الدُّعاة فهمًا للإسلام وعقيدته وأنظمته، وأكثرهم قراءة للكتب ومن أشدِّ المُسلمين حَمَاسَة، وأخشعهم في الصلاة، والإخوان لا يُبالون بهم وهم بهذه المَزايا إلا أنْ يقبلوا التَّقيُّد بخطط الجماعة والسَّعي لإقامة أهدافها، وهي إقامة دولة الإسلام"(48).

      ولا يفوتني هنا أن أذكر كلام علماء السنة في الإخوان المسلمين؛ ليستبين ضلال الفرقتين(49)؛ فأقول:

      سئل الإمام العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "... وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فِرقَة كلها في النار إلا واحدة" الحديث.

      هل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع، وجماعة الإخوان المسلمين وما عندهم من تَحَزُّب وشق عصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة.

      هل هاتين الفرقتين مِن الفِرَق؟

      فأجاب: من خالف عقيدة أهل السنة والجماعة دخل في الاثنتين وسبعين فِرقَة.

      فقال السائل: هل هاتين الفرقتين(50) من الاثنتين وسبعين فرقة؟

      فأجاب: من الاثنتين وسبعين فرقة... والخوارج من الاثنتين وسبعين فرقة"(51).

      وقال الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-: "ليس صوابًا أنْ يُقال أن الإخوان المسلمين؛ هُم من أهل السنة؛ لأنهم يُحاربون السنة"(52).

      وقال: "الحق كما تعلم ضد الباطل، والباطل أُصولِي وفُروعِي، كل ما خالف الصواب فهو باطل، هذه العبارة -يعني: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه- هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سَنَة عمليًّا؛ بعيدين فكريًّا عن فهم الإسلام فهمًا صحيحًا، وبالتالي بعيدين عن تطبيق الإسلام عمليًّا؛ لأن فاقد الشيء لا يُعطيه"(53).

      وقال: "لا يجوز أن نقول الخِلاف بيننا وبين الإخوان المسلمين فرعي؛ الإخوان المسلمين هم من أهل السنة!! لا؛ هُم يُحاربون هذه السنة، ويقولون دعوتكم الآن تُفرِّق"(54).

      وسئل العلامة حماد الأنصاري -رحمه الله- عن جماعتي الإخوان المسلمين والتبليغ؛ أَمِن أهل السنة هُم؟

      فذكر –رحمه الله- أن جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ ليسوا من أهل السنة، لأنهم على أفكارٍ تُخالفهم(55).

      وقال -رحمه الله-: "لا تَقْرَبُوا جماعة الإخوان المسلمين؛ فكل ما عندهم شُبَه"(56).

      وقال شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-: "يشهد الله وملائكته والعُقلاء من الناس وكبار الإخوان المسلمين؛ أن دعوة الإخوان المسلمين السياسية التي اعتنقها سيد قطب حتى مات من أجلها؛ أنها كانت مفتوحة الأبواب على مَصَاريعِهَا لكل أرباب البِدَع والضلال، مِنْ رَوافِض، وخوارج، وصوفية غَالِيَة قبورية، ولكل راغبٍ من النصارى، ولكل منافقٍ زنديق، ولكل عُشَّاق المَناصِب، ولكل حاقدٍ ومُتعطِّشٍ للدِّماءِ وسَلْبِ الأموالِ"(57).

      وقال العلامة صالح اللحيدان -حفظه الله-: "الإخوان، وجماعة التبليغ، ليسوا من أهل المَناهِج الصحيحة، فإن جميع الجماعات والتسميات ليس لها أصل في سلف هذه الأمة"(58).

      وبهذا تم الكلام عن قاعدة المعذرة والتعاون الإخوانية.

      هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


      كتبه
      علي بن حسين الفيلكاوي

      الحواشي:

      (1) ساق اللالكائي –رحمه الله– بسنده عن سلام بن أبي مطيع؛ أنه قال: "وكان أيوب –يعني: السَّختياني- يُسمِّي أهل الأهواء كلهم خوارج، ويقول: إنَّ الخوارج اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السَّيف"(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 1/162).
      فانظر قارئي الكريم إلى هذا الفهم السلفي لهذا الإمام الذي بيَّن حقيقة الفِرق والنِّحل، وأنه على الرغم من اختلاف أصولها وقواعدها إلا أن نهاياتها واحدة.
      (2) مجلة الفرقان- العدد: 34- ص: 12- سنة: 1993م.
      (3) أعني: جمعية إحياء التراث.
      (4) أعني: جمعية إحياء التراث وجماعة الإخوان المسلمين، أصحاب مجلة المجتمع.
      (5) كما هو ظاهر من النقولات المذكورة في الحلقة الثانية.
      (6) وهو من كبار مؤسسي جمعية إحياء التراث.
      (7) والتي تمثل حركة الإخوان المسلمين.
      (8) وشهد شاهدٌ من أهلها؛ فجمعية إحياء التراث والإخوان المسلمون يسيران على خطٍّ واحد.
      (9) جريدة القبس الكويتية– العدد: 8773- بتاريخ: 22/11/1997م.
      (10) جريدة الرأي العام الكويتية- العدد: 11362- بتاريخ: 13/7/1998م.
      (11) وهو رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث سابقًا، وهو حاليًّا ينتصب منصبًا أكبر عندهم؛ فهو: رئيس التجمع السلفي، وقد سبق لي أن ذكرت كلامه هذا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة المباركة.
      (12) يعني: جمعية إحياء التراث.
      (13) وهي بوق من أبواق حركة حماس في الكويت.
      (14) الإخوانية، صاحبة مجلة المجتمع.
      (15) جريدة القبس الكويتية– العدد: 5321.
      (16) وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقيادييها، فهو رئيس فرع الجمعية لمنطقتي بيان ومشرف.
      (17) وهذه يعرفها أهل الكويت؛ فإذا أُطلقَت هذه العبارة في مجلس الأمة أُريد بها جميع الكتل الإسلامية من سُنَّةٍ ورافضة، كما سبق بيانه في الحلقة الأولى.
      (18) مجلة مرآة الأمة الكويتية– العدد: 1149– بتاريخ: 26/12/1998م.
      (19) وهو نائب رئيس جمعية إحياء التراث.
      (20) لننظر –أخي القارئ- من هم أعداء جمعية إحياء التراث؟
      يبين ذلك ويوضحه وائل الحساوي نفسه؛ إذ يقول: "بعدما سقطت الخلافة العثمانية (1342هـ- 1924م) ووقعت البلاد الإسلامية في قبضة المستعمر، وتقاعس الحكام عن القيام بدورهم المنوط بهم، وانقلبت الموازين فتحوَّل الحاكم من كونه عبدًا لله؛ يقيم الصلاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحرس الدِّين ويحمي حياض المسلمين، تحوَّل إلى عدوٍّ لله يحارب الله ورسوله بأموال المسلمين..."(الفكر الحركي الإسلامي وسبل تجديده- أبحاث وتعقيبات- الندوة الثانية- من إصدار الأمانة العامة للأوقاف- ص: 64).
      وهو في انحرافه هذا عن المنهج الحق –منهج أهل السنة والجماعة- لا يخرج عما خَطَّه شيخ التراث ومؤسسها عبد الرحمن عبد الخالق، فها هو يُردِّد باطل شيخه كالببغاء، هذا وهو ينتصب منصب نائب رئيس جمعية إحياء التراث، فكيف بمن هو دونه؟!!، نسأل الله السلامة والعافية.
      قال عبد الرحمن عبد الخالق: "وهكذا نصب هؤلاء الحكام أنفسهم حربًا لله ورسوله والمؤمنين، يصدون عن سبيل الله من آمن به ويبغونها عوجًا، بل أقاموا في بلاد الإسلام شُعبًا للمخابرات تحمل اسم (شعبة مكافحة النشاط الديني)!!.
      فانظر كيف تستخدم أموال المسلمين ومقدراتهم وثرواتهم للصد عن سبيل الله، ومحاربة الله في بلاد الله.
      وهذا انقلبت الموازين فتحوَّل الحاكم والإمام والخليفة من أنْ يكون عبدًا لله؛ يُقيم الصلاة ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويحرس الدِّين، ويحمي حياض المسلمين إلى أنْ أصبح عدوًّا لله يحارب الله ورسوله والمسلمين بمال الله، وأموال المسلمين، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"(مشروعية الجهاد الجماعي– سلسلة كتب ورسائل عبد الرحمن عبد الخالق 5/162).
      فالعدو الأكبر للجماعات الإسلامية –في نظر قادة التراث وساستها- هم الحكام وحكوماتهم!!.
      (21) فجماعة الإخوان المسلمين تمثل الوسطية والاعتدال في نظر نائب رئيس جمعية إحياء التراث؛ فتأمَّل!!.
      (22) فأهداف جمعية إحياء التراث وجماعة الإخوان المسلمين، أصحاب مجلة المجتمع واحدة باعتراف وائل الحساوي نائب رئيس الجمعية.
      (23) والذين يدخل فيهم الرافضة كما سبق بيان ذلك.
      (24) فسياسة التجميع الإخوانية هي السياسة المُتَّبعَة في جمعية إحياء التراث؛ وبمنطوق صريح لا يحتمل التأويل.
      (25) جريدة الرأي العام الكويتية– العدد: 13123- بتاريخ: 26/5/2003م.
      (26) يعني بهم: أتباع جمعية إحياء التراث.
      (27) جريدة الأنباء الكويتية– العدد: 6159– ص: 27- بتاريخ: 2/7/1993م.
      (28) وهو: رئيس لجنة القارة الهندية التابعة لجمعية إحياء التراث.
      (29) جريدة الأنباء الكويتية– العدد: 6737– ص: 13- بتاريخ: 8/2/1995م.
      (30) وهو من كبار شيوخ جماعة الإخوان المسلمين.
      (31) وهو من كبار منظري جماعة الإخوان المسلمين، وكان أمينا عاما للحركة.
      (32) وهو من أبرز ثمار الانحراف التي أثمرتها جمعية الإصلاح الاجتماعي الممثلة لجماعة الإخوان المسلمين.
      (33) وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقيادييها، فهو رئيس فرع الجمعية لمنطقتي بيان ومشرف، وقد حضر هذا اللقاء نيابة عن حزبه جمعية إحياء التراث حيث قام بقراءة بيانها.
      (34) جريدة الوطن الكويتية- بتاريخ: 16/9/1993م.
      (35) وهو من أتباع جماعة الإخوان المسلمين، وممثليها في البرلمان الكويتي.
      (36) وهو من كبار أتباع جمعية إحياء التراث وقادتها.
      (37) وهو من كبار رجالات جماعة الإخوان المسلمين وقادتها.
      (38) جريدة الأنباء الكويتية- العدد: 7834- بتاريخ: 9/3/1998م.
      (39) وهو رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث سابقًا، وهو حاليًّا ينتصب منصبًا أكبر عندهم؛ فهو: رئيس التجمع السلفي، وكان حضوره نيابة عن الجمعية.
      (40) جريدة الأنباء الكويتية- العدد: 2517- بتاريخ: 26/12/1998م.
      (41) وهو من أتباع المنهج الخميني.
      (42) جريدة الوطن الكويتية- العدد: 10166- ص: 14- بتاريخ: 25/5/2004م، وجريدة الرأي العام الكويتية- العدد: 13488- ص: 12- بتاريخ: 25/5/2004م.
      (43) وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقادتها ومؤسسيها.
      (44) فهنيئا لعبد الله السبت وحزبه التراث تقريبهم للخرافيين وتآلفهم معهم!!.
      (45) من شريط له بعنوان: هذا بيان للناس.
      (46) لنعرف إلى أي درجة بلغ انحراف جمعية إحياء التراث التي تُقِر على نفسها بأنها والإخوان المسلمين يتفقون بالأهداف.
      (47) وهو من كبار منظري جماعة الإخوان المسلمين.
      (48) للدعاة فقط- ص: 160.
      (49) أعني: جماعة الإخوان المسلمين، وجمعية إحياء التراث التي تسير على دربها.
      (50) يعني: التبليغ والإخوان.
      (51) أسئلة الطائف في شريط مُسجَّل سنة 1419هـ.
      (52) سلسلة الهدى والنور– شريط رقم: 356.
      (53) سلسلة الهدى والنور– شريط رقم: 356.
      (54) سلسلة الهدى والنور– شريط رقم: 356.
      (55) المجموع في ترجمة العلامة حماد الأنصاري 2/763.
      (56) المجموع في ترجمة العلامة حماد الأنصاري 2/561.
      (57) العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم– ص: 135.
      (58) شريط: فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين- تسجيلات منهاج السنة بالرياض.

      تعليق


      • #4
        (الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة)حلقة الثانية

        (الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة)حلقة الثانية
        بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
        لقد سبق لي أن بيَّنت –في الحلقة الأولى- أن جمعية إحياء التراث لا تفرِّق في منهجها الإخواني التجميعي بين سُنِّيٍّ وبِدعيٍّ ورافضي، وذكرت أن ما يهمنا هو:
        كيف تلقت هذه الجمعية التربية الإخوانية -على قاعدة المعذرة والتعاون- التي رباها عليها شيخها ومؤسسها عبد الرحمن عبد الخالق؟
        ما هي الحال التي وصلت إليه من جراء هذه التربية؟
        وتوضيح ذلك –بالإضافة إلى ما سبق ذكره في الحلقة الأولى- سيكون في هذه الحلقة، والحلقة التي تليها.
        الحلقة الثانية
        تعاون جمعية إحياء التراث وأتباع المنهج الخميني ثابت بالدليل والبرهان
        إن ما قامت به جمعية إحياء التراث من تعاونٍ وتآلفٍ مع المخالفين، انطلاقًا من قاعدة المعذرة والتعاون الإخوانية؛ لهو من أكبر الأدلة على انحرافها عن صراط الله المستقيم.
        يُبيِّن ذلك ويُوضِّحه ما يلي:
        أولا: سعي قادة الجمعية وساستها لإرضاء أتباع الخميني وتقريبهم.
        قال وائل الحساوي(1): "إن معتقد أهل السنة والفِكر السني(2)؛ ليس على نقيض مع الفكر الشيعي؛ بل نستطيع القول بأن الفكر الخارجي (الخوارج)؛ هو الفكر المضاد للفكر الشيعي في نظرته للإمام علي رضي الله عنه، وكرم الله وجهه(3)"(4).
        وسئل سالم الناشي(5): هل يزعجكم البروز الشيعي في العراق الآن؟
        فأجاب : "لا أبدًا لا يزعجنا البروز الشيعي"(6).
        وسئل أيضًا: "أرجو تحديد القوى التي عملتم على إسقاطها؟
        فأجاب: النواب الليبراليون سعينا إلى إسقاطهم، ونجحنا في ذلك؛ حتى إننا لم نُنزل مرشحينا في مناطقهم؛ لنتفرَّغ لإسقاطهم، وهم رموز كبيرة من الليبراليين(7).
        فقال السائل: والنواب الشيعة؟
        فأجاب: لا"(8).
        وقال أحمد باقر(9): "أخوضها في (الخامسة)(10) بدعم سلفي، وعلاقات مع السنة والشيعة"(11).
        وأكَّد أحمد باقر ذلك بقوله: "أنه يحتفظ بعلاقات جيدة مع أبناء دائرته؛ لا فرق في ذلك بين سني وشيعي"(12).
        بل وسئل: كيف استطعت كسب التأييد في دائرة الكثير من ناخبيها من المذهب الشيعي؟
        فأجاب: "لا يجوز التفرقة بين أبناء المجتمع الواحد على أساس مذهبي، بل جميعنا أبناء لهذا الوطن، علينا واجبات ولنا حقوق مشتركة لا تغلب فئة على الأخرى في الحصول عليها، ويجتمع في ديوانيتي جميع أبناء دائرتنا بمختلف طوائفهم واتجاهاتهم السياسية، حتى المستقلون منهم بعدما تمكَّنا مِنَ القضاء على نَعْرَة(13) كادَت تَسُود في الدائرة خلال حقبتي السبعينات والثمانينات"(14).
        ثانيا: نظرة الجمعية وقادتها لجند ومقاتلي المنهج الخميني.
        قال وائل الحساوي: "وقد تولت المقاومة الإسلامية شن الهجمات على إسرائيل، وهي مكونة من قوات حزب الله(15)، وقيادات فلسطينية"(16).
        وقد نشرت مجلة الفرقان ما يؤكد هذا المعنى من خلال لقائها مع شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق، ونشرها لكلامه؛ حيث قال:
        "إذا كان رابين يقصد حزب الله في لبنان وما يقوم به نحو إسرائيل، فأعتقد أن رجال حزب الله في موقف الدفاع عن أنفسهم وأرضهم وأموالهم فهي مقاومة مشروعة..."(17)
        ثالثا: تلاحم واجتماع التراث مع أتباع الخميني في البيانات والاعتصامات والمحاضرات.
        ففي جريدة القبس:
        1- ذكر مهرجان خطابي أقيم في نادي كاظمة؛ احتشدت له القوى الشعبية والسياسية والبرلمانية في الكويت، ألقى فيه النائب فهد الخنة(18) كلمة نيابة عن التجمع الإسلامي السلفي(19)، وألقى عبد النبي العطار كلمة نيابة عن التحالف الإسلامي الوطني(20)، ورُفعت في هذا المهرجان صُوَر حسن نصر الله، وأعلام حزب الله(21).
        2- "دعت القوى السياسية؛ وهي الحركة الدستورية الإسلامية(22)، والتحالف الإسلامي الوطني(23)، والحركة السلفية(24)، والتجمع الإسلامي السلفي(25) إلى تقديم كل أشكال الدعم الممكن للانتفاضة(26)، وحددت ست مطالب للدعم، أبرزها: رفض كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني... "(27).
        3- "أصدرت 4 من القوى السياسية وهي: الحركة الدستورية، والتجمع الإسلامي السلفي، والتحالف الإسلامي الوطني، والحركة السلفية العلمية إثر اجتماعها الأربعاء الماضي في ديوان النائب أحمد باقر(28) بيانا أوضحت خلاله موقفها من تفعيل المادة 102..."(29).
        4- "بيان مشترك صدر عن أربع قوى سياسية إسلامية بمناسبة الذكرى العاشرة للغزو... وأشار البيان الذي صدر عن التجمع الإسلامي السلفي، والحركة السلفية، والائتلاف الإسلامي الوطني، والحركة الدستورية..."(30).
        وفي جريدة الرأي العام(31):
        إعلان عن دعوة عامة لحضور ندوة بعنوان: (أنواع الفساد وأسبابه)؛ كان من ضمن المشاركين والمحاضرين فيها عدنان عبد الصمد(32)، وناظم سلطان(33).
        رابعا: استضافة قادة الجمعية وساستها لأتباع الخميني في بيوتهم ومجالسهم الخاصة، فضلاً عن مشاركتهم والحضور معهم في بيوت ومجالس المخالفين.
        فمن مشاركتهم والحضور معهم في بيوت ومجالس المخالفين ما يلي:
        1- ما جاء في جريدة الرأي العام(34) من أن هناك ندوة بعنوان: (الدوائر الانتخابية إلى أين؟) أقيمت في ديوانية ناصر الصانع(35) بمشاركة فهد الخنة(36) وعدنان عبد الصمد(37).
        2- ما جاء ذِكره في جريدة القبس(38) من مشاركة بين أحمد باقر وعدنان عبد الصمد وناصر الصانع في مؤتمر صحفي عقدوه في ديوانية ناصر الصانع.
        ومن استضافتهم لأتباع الخميني في بيوتهم ومجالسهم الخاصة ما يلي:
        1- استضافة أحمد باقر لهم في بيته(39).
        ففي جريدة القبس(40):
        "أصدرت 4 من القوى السياسية وهي: الحركة الدستورية، والتجمع الإسلامي السلفي، والتحالف الإسلامي الوطني، والحركة السلفية العلمية إثر اجتماعها الأربعاء الماضي في ديوان النائب أحمد باقر بيانا أوضحت خلاله موقفها من تفعيل المادة 102...".
        وفي جريدة الوطن(41):
        ندوة مصوَّرة في بيت أحمد باقر(42) تحت عنوان: (التغريب والتطبيع وأثرهما في ثوابت وأخلاق الأمة)، حضرها: عدنان عبد الصمد، صالح عاشور، حسن جوهر، أحمد لاري(43)، وفي الصورة أحمد باقر يتوسَّط صالح عاشور وعبد الله النفيسي(44).
        2- استضافة فهد الخنة لهم في سرداب بيته بمنطقة الفيحاء(45):
        اجتمع عدد من المحاضرين في سرداب منزل فهد الخنة بمنطفة الفيحاء، وكان أول من قُدِّم للكلام في هذا الاجتماع: عدنان عبد الصمد(46).
        3- استضافة محمد الكندري لهم في بيته:
        وهذا ما طالعتنا به جريدة الأنباء قبل أيام قلائل؛ إذ طالعتنا بندوة مُصوَّرة للتجمع السلفي(47) تحت عنوان: (غزة تناديكم)؛ أقيمت بديوان النائب التراثي محمد الكندري، شاركهم فيها أتباع المنهج الخميني.
        وكان من ضمن الحضور من ممثلي جمعية إحياء التراث: خالد سلطان بن عيسى(48)، علي العمير، عبد اللطيف العميري(49)، ناظم سلطان المسباح(50).
        وشاركهم نيابة عن حزب الخميني أحمد لاري.
        وفي الصورة شيخ التراث ناظم سلطان يلقي كلمته وخلفه رجل مُعمَّم من أتباع حزب الخميني(51).
        وهذا ليس من باب الحصر، وإنما هو من باب التمثيل لبيان مدى تعاون أبناء التراث مع أتباع المنهج الخميني، وإثباته بالأدلة والبراهين.
        وإليك قارئي الكريم تصويرهم الخلاف العقدي بين أهل السنة والرافضة من خلال ما قاله رئيس تحرير مجلة الفرقان سابقا ونائب رئيس جمعية إحياء التراث حاليا وائل الحساوي؛ حيث قال في مقال له نشرته جريدة الرأي العام تحت عنوان: (نسمات/ الجريمة البشعة لم تشق صف العراقيين):
        قال: "قلنا مرارا وتكرارا بأننا نرفض استغلال مناسبات معينة من أجل الشحن العاطفي ضد الآخر وإحياء جروح تاريخية قد اندملت(52)، لاسيما ونحن نرى المنطقة من حولنا وقد أثخنت بالجراح الكثيرة والمآسي المبكية، ولا يمكن تهدئة الأمور إلا من خلال إحياء روح حسن الظن بالآخر والرغبة في التعايش السِّلمي ونبذ جروح الماضي وذلك بطرح حوار عقلاني منفتح(53) وبسط للحقائق بدلا من عقد المحاكمات التاريخية لأناس قد ماتوا وانتهوا(54)..."(55).
        ولتحقيق الفرقان بين الدعوة السلفية وسائر الدعوات الخلفية؛ أدعوك قارئي الكريم لقراءة هذه الفتاوى لإمام أهل السنة والجماعة في هذا الزمان، شيخ الإسلام والمسلمين عبد العزيز بن باز، حيث سئل رحمه الله:
        من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم؟
        فأجاب: "التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، وأنه لا يُدعى معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب، ومن عقيدة أهل السنة محبة الصحابة رضي الله عنهم جميعا والترضي عنهم والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء وأن أفضلهم أبو بكر الصديق، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عن الجميع، والرافضة خلاف ذلك فلا يمكن الجمع بينهما، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة، فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها"(56).
        وسئل: هل يمكن التعامل معهم لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها؟
        فأجاب: "لا أرى ذلك ممكنا، بل يجب على أهل السنة أن يتحدوا وأن يكونوا أمة واحدة وجسدا واحدا، وأن يدعوا الرافضة أن يلتزموا بما دل عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق، فإذا التزموا بذلك صاروا إخواننا وعلينا أن نتعاون معهم، أما ما داموا مصرين على ما هم عليه من بغض الصحابة وسب الصحابة إلا نفرا قليلا، وسب الصديق وعمر وعبادة أهل البيت كعلي رضي الله عنه وفاطمة والحسن والحسين، واعتقادهم في الأئمة الاثنى عشرة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب؛ كل هذا من أبطل الباطل، وكل هذا يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة"(57).
        وسئل أيضا: ما هو موقف المسلم من الخلافات المذهبية المنتشرة بين الأحزاب والجماعات؟
        فأجاب: الواجب عليه أن يلزم الحق الذي يدل عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يوالي على ذلك ويعادي على ذلك، وكل حزب أو مذهب يخالف الحق يجب عليه البراءة منه وعدم الموافقة عليه.
        فدين الله واحد، وهو الصراط المستقيم وهو عبادة الله وحده واتباع رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.
        فالواجب على كل مسلم أن يلزم هذا الحق وأن يستقيم عليه؛ وهو طاعة الله واتباع شريعته التي جاء بها نبيه محمد عليه الصلاة والسلام مع الإخلاص لله في ذلك وعدم صرف شيء من العبادة لغيره سبحانه وتعالى، فكل مذهب يخالف ذلك وكل حزب لا يدين بهذه العقيدة يجب أن يبتعد عنه وأن يتبرأ منه، وأن يدعو أهله إلى الحق بالأدلة الشرعية مع الرفق وتحري الأسلوب المفيد ويبصرهم بالحق"(58).
        هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
        كتبه
        علي بن حسين الفيلكاوي
        الحواشي:
        1- وهو نائب رئيس جمعية إحياء التراث.
        2- هكذا يقرر نائب رئيس جمعية إحياء التراث، أما السلفيون فإنهم يعتقدون بأن العقيدة الإسلامية ليست فكرا، وإنما هي وحيٌ من الله تبارك وتعالى.
        3- قال العلامة عبدالعزيز بن باز –رحمه الله- تحت عنوان: (إطلاق كلمة عليه السلام لغير الرسول): "لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه بهذا اللفظ، بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة: (رضي الله عنه)، أو رحمهم الله؛ لعدم الدليل على تخصيصه بذلك، وهكذا قول بعضهم كرم الله وجهه، فإن ذلك لا دليل عليه، ولا وجه لتخصيصه بذلك، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين، ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها" (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/399).
        4- مجلة الفرقان- العدد: 59- ص: 21- سنة: 1995م.
        5- وهو الناطق الرسمي للتجمع الإسلامي السلفي التابع لجمعية إحياء التراث.
        6- جريدة الرأي العام الكويتية– بتاريخ: 1/2/2004م.
        7- سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله –: ما رأيك في رجل تورَّع أنْ يرمي إنسانًا بالكفر بينما لا يتورَّع أن يرميه بالعلماني أو الحداثي جزاكم الله خيراً؟.
        فأجاب: "معلوم أننا يجب أنْ نتورَّع عن وصف الإنسان بالكُفر أو الفسق أو العلمانيَّة أو الحداثة أو غير ذلك من ألقاب السوء، حتى نتبيَّن ثم نحكم عليه بما يستحق.
        والعلمانية والحداثة إذا كانت كُفرًا فلا فرق بين نرميه بأنه علماني حداثي؛ نقول هو كافر، لكن كلمة الكفر صريحة واضحة، كل إنسان يعرف أنَّك إذا قلت فلان كافر أنه خارج من الإسلام، لكن إذا قلت علماني أو حداثي ربما يفهم أن فيه شيئًا مِنَ العلمانية أو الحداثة الذي لا يصل به إلى الكفر.
        وعلى كل حال الواجب أن لا نتنابز بالألقاب، وأن لا نَصِف أحدًا بسوء؛ إلا إذا كان مُتَّصِفًا به حقيقةً، وكان في ذلك مصلحة تربو على مفسدة ذكره؛ لأنَّ التَّسرع في هذه الأمور يُؤدِّي إلى المفاسد، وقد ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ مَنْ دَعَى رجلاً بالكُفرِ، أو قال: عدو الله؛ ولم يكن كذلك، رجع على القائل"(لقاءات الباب المفتوح- ص: 181– المسألة رقم: 1270).
        وقال العلامة محمد أمان الجامي –رحمه الله-: "وكون الإنسان كل ما خالفه يُسمى: إما علمانية أو أفكار هدَّامة؛ هذه من الأساليب الجديدة، ينبغي لطالب العلم أنْ يقتصد في كلامه، لا تُسمِّي كل من خالفك وغضبت عليه أنه علماني كما نسمع من بعض الناس الذين يَتَطرَّفون، أو تقول: إنه يحمل أفكار هدَّامة وإنه وإنه...، هذا لا يجوز أنت تُسيء إلى نفسك من حيث لا تشعر، والناس مهما أخطأوا ما لم يَصِلوا إلى درجة الشرك الأكبر، وإلى درجة رفض ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام؛ يُسمَّون من عُصاة المُوحِّدين، لا ينبغي أنْ يُلقَّبوا بمثل هذه الألقاب، كلهم عباد الله، الظالم لنفسه، والمُقتَصِد، والسابق بالخيرات؛ هؤلاء كلهم؛ الله سمَّاهم عباده، ينبغي التَّنبُّه لمثل هذا التَّطرُّف الذي نسمع كثيرًا"(شرح الرسالة التدمرية– الشريط رقم: 30).
        8- جريدة الرأي العام الكويتية – بتاريخ : 1/2/2004م .
        9- وهو من كبار مؤسسي جمعية إحياء التراث.
        10- يعني: الدائرة الخامسة من الدوائر الانتخابية.
        11- جريدة الرأي العام الكويتية– بتاريخ: 17/5/2003م.
        12- جريدة الرأي العام الكويتية– بتاريخ: 17/5/2003م.
        13- فعقيدة الولاء والبراء تعتبر نَعرة في نظر النائب التراثي؛ تمكَّنوا –حسب زعمه- من القضاء عليها.
        14- جريدة الرأي العام الكويتية– بتاريخ: 17/5/2003م.
        15- فهذه نظرة جمعية إحياء التراث إلى قوات حزب الله؛ أتباع الخميني، فهم أبطالٌ مجاهدون عند نائب رئيس جمعية إحياء التراث.
        16- مجلة الفرقان- العدد: 123- ص: 49- سنة: 2000م.
        17- مجلة الفرقان- العدد: 60- ص: 17- سنة: 1995م.
        18- وهو من كبار أتباع جمعية إحياء التراث وقادتها.
        19- جمعية إحياء التراث.
        20- أتباع المنهج الخميني.
        21- انظر: جريدة القبس الكويتية– العدد: 10122- بتاريخ: 22/8/2001م.
        22- جماعة حسن البنا؛ أصحاب مجلة المجتمع.
        23- أتباع المنهج الخميني.
        24- ويمثل فكرهم كتابهم الذي ألفه حاكم عبيسان: (الحرية أو الطوفان)، وهو فكرٌ خارجي معاصر بين دفتي كتاب.
        25- جمعية إحياء التراث.
        26- فهل نصرة القضية الفلسطينية تكون بالمشاركة مع أتباع الخميني؟!! وهل هذه الأعمال تمثل المنهج السلفي؟!!.
        27- جريدة القبس الكويتية– العدد: 10325– ص: 4- بتاريخ: 17/3/2002م.
        28- وفيه استضافة أحمد باقر لهؤلاء المخالفين في بيته؛ فتنبَّه، وهو مركز من مراكز جمعية إحياء التراث في منطقة القادسية، وتُعقد فيه دروس أسبوعية لأتباع الجمعية لأكثر من عشرين سنة.
        29- جريدة القبس الكويتية– بتاريخ: 4/3/2000م.
        30- جريدة القبس الكويتية– العدد: 9741– ص: 6- بتاريخ: 2/8/2000م.
        31- جريدة الرأي العام الكويتية- بتاريخ: 11/11/2005م.
        32- وهو من أتباع المنهج الخميني.
        33- وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقيادييها، فهو رئيس فرع الجمعية لمنطقتي بيان ومشرف.
        34- جريدة الرأي العام الكويتية- العدد: 13518– بتاريخ: 24/6/2004م.
        35- وهو من كبار قياديي الإخوان المسلمين.
        36- يمثل جمعية إحياء التراث.
        37- يمثل أتباع المنهج الخميني.
        38- جريدة القبس الكويتية– العدد: 9819– ص: 3- بتاريخ: 19/10/2000م.
        39- والذي يعتبر مركز من مراكز جمعية إحياء التراث في منطقة القادسية، تُعقد فيه دروس أسبوعية لأتباع الجمعية لأكثر من عشرين سنة.
        40- جريدة القبس الكويتية– بتاريخ: 4/3/2000م.
        41- جريدة الوطن الكويتية- بتاريخ: 25/5/2000م.
        42- وهو من كبار مؤسسي جمعية إحياء التراث.
        43- وهؤلاء الأربعة يمثلون المنهج الخميني.
        44- وهو من قياديي الإخوان المسلمين.
        45- جريدة القبس الكويتية– العدد: 8375- ص: 10- بتاريخ: 15/10/1996م.
        46- وهو يمثل أتباع المنهج الخميني.
        47- الممثل لجمعية إحياء التراث.
        48- رئيس التجمع السلفي.
        49- هؤلاء الأربعة: خالد سلطان بن عيسى، علي العمير، عبد اللطيف العميري، محمد الكندري يمثلون جمعية إحياء التراث في البرلمان الكويتي.
        50- وهو من كبار شيوخ جمعية إحياء التراث وقيادييها، فهو رئيس فرع الجمعية لمنطقتي بيان ومشرف.
        51- انظر جريدة الأنباء الكويتية- بتاريخ: 1/1/2009م.
        52- قال في لسان العرب: (الاندمال: الذهاب). فهل انتهى الخلاف بين أهل السنة والرافضة؟ أم هل قارب على الانتهاء؟!!.
        53- وهذه دعوة صريحة للتقارب مع الرافضة!!.
        54- فهل انتهى الخلاف بموت هؤلاء؟!!.
        55- جريدة الرأي العام الكويتية- بتاريخ: 4/3/2004م.
        56- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5/156.
        57- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5/157.
        58- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5/157.
        التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 07-04-2009, 04:56 PM.

        تعليق


        • #5
          (الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة)الحلقة الإولى

          (الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة)الحلقة الإولى
          سبق أن قدَّمت لهذا الموضوع ولهذه الحلقات بمقدمة بعنوان: (إلى متى سيبقى التشغيب على السلفيين بالتَّهوين من شأن الخلاف الواقع بينهم وبين جمعية إحياء التراث)، وأشرت فيها إلى العنوان الرئيسي لهذه الحلقات، وأنه سيكون لكل حلقة عنوان خاص بها يندرج تحت العنوان الرئيسي.
          وهذه هي الحلقة الأولى من سلسلة من الحلقات أبيِّن فيها حال جمعية إحياء التراث وانحرافها المنهجي عن السنة، وهي بعنوان:
          جمعية إحياء التراث لا تفرِّق في منهجها الإخواني التجميعي بين سُنِّيٍّ وبِدعيٍّ ورافضي.
          تسعى جمعية إحياء التراث جاهدة لتجميع الجماعات الإسلامية تحت مظلةٍ واحدة(1)؛ على الرغم من وجود مخالفات عَقَدِيَّة كثيرة بينهم، بل ووجود كثير من الصراعات والخلافات بين أتباع هذه الأحزاب والجماعات؛ وما ذلك منها؛ إلا من منطلق القاعدة الإخوانية المشهورة -نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه- القائمة على مبدأ التجميع:
          قال عبد الرحمن عبد الخالق في الوصية التاسعة؛ تحت عنوان: (تنسيق العمل بين الجماعات الإسلامية، ومناصرة بعضها بعضًا، والوقوف صفًّا واحدًا أمام القوى المعادية):
          "التلاقي بين العاملين للإسلام، ومناقشة أولوياتهم ومناهجهم والانفتاح على الآخرين، ومعرفة ما عندهم.
          وفي ظني أن حتمية العمل ووحدة المصير ستحتم على العاملين للإسلام أن يكونوا وحدة في آخر المطاف، وذلك أن الأمور تتحرك في ظل الدعوة إلى الله إلى انحياز أهل الشر بعضهم بعضًا، وتناصرهم وتعاونهم، وبالتالي سيجد أهل الخير والدعوة أنه لا مناص لهم من التعاون والتآزر.
          ومع ذلك فإنني لا أقول يجب أن نصبر حتى تلجئنا الظروف إلى التعاون، بل يجب أن يسعى كل العاملين للإسلام إلى أن يكونوا إخوة متحابين متناصرين، وأن يكونوا صفًّا واحدًا في وجه المجرمين من الملحدين(2)، وألا ينتظروا حتى تلجئهم الظروف إلى ذلك، بل عليهم أن يعملوا للوحدة والتآلف والتآزر من الآن بوحيٍ من إيمانهم وعقيدتهم، وأن هذا هو فرض الله عليهم وأمره لهم كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}(3)، وقوله: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}(4)، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}(5)، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًا.
          ومع هذا فأنا لا أشك بتاتًا أن مصير الفُرقة بين الجماعات الإسلامية إلى زوال، وأنه لا مناص لهم عن التآخي والتآزر.
          وأنا لا أدعو بالضرورة إلى دمج الجماعات الإسلامية في جماعة واحدة، فهذا لا شك فيه استحالة وبُعد عن الواقع والمعقولية في الوقت الحاضر، وإنما أدعو إلى الوقوف صفًّا واحدًا في القضايا العامة وحرب أعداء الله وأعداء رسوله ودينه، وأما في أمور التربية الخاصة، والأولويات والاهتمامات، فلا شك أنه كلما كان هناك لقاء كان هناك تقارب، وكلما كان هناك أكثر من جماعة في القُطْرِ الواحد كان هناك مجال عظيم للتنافس في الخير والتسابق إلى الإحسان ، وإلى تطوير كل جماعة لعملها واهتمامها بنشاطها ، واقتباسها لنواحي الحسن عند منافستها والتخلي عن مواطن الضعف التى تُعاب عليها، وهكذا تستفيد الدعوة الإسلامية في النهاية من هذا التنافس والتسابق على الكسب والإحسان، وأما وجود جماعة واحدة للدعوة في القُطرِ الواحد؛ فإنها بالضرورة تؤدي إلى الرتابة والخمول والكسل(6)، وضعف النقد، وبالتالي تراكم الأخطاء واستفحال الأدواء.
          والخلاصة أنني أدعو إلى التقارب والتنسيق بين الجماعات الإسلامية، وفتح مجالات الحوار واللقاء، وإذكاء التنافس في الخير، والتسابق إلى الإحسان وهذا هو الذي سيسرع بنشر الوعي الديني وتحويل مجتمعاتنا إلى مجتمعات إسلامية"(7).
          فهذه أخي القارئ الكريم دعوة شيخ التراث ومؤسسها عبد الرحمن عبد الخالق؛ ومن عبارات قليلة فقط؛ وقفنا له على مثل هذه المخالفات العظيمة؛ والتي منها:
          أولا: الدعوة إلى تعدد الجماعات والأحزاب.
          ثانيا: الدعوة إلى التجميع من منطلق القاعدة الإخوانية: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه).
          ثالثا: السعي لتحويل المجتمعات الموجودة اليوم إلى مجتمعات إسلامية –حسب زعمه- وذلك أنه لا يرى وجودا للمجتمعات الإسلامية كما هو منهج سيد قطب، وهذا ما عليه جمعية إحياء التراث كما سيأتي بيانه في مقالات لاحقة بإذن الله تعالى.
          وليس يهمنا شأن عبد الرحمن عبد الخالق ومخالفاته، وذلك لما هو متقرر عند الجميع من أنه ساقط –بفضل الله عز وجل أولا، ثم بجهود شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ثانيا- فهو ساقط عند السلفيين؛ لا يرفعون به رأسا، ولولا أن هناك من يُشغِّب علينا نحن معشر السلفيين بأن منهج جمعية إحياء التراث مغايرٌ لمنهج عبد الرحمن عبد الخالق لما احتجنا لأن نذكر عبد الرحمن، ولما احتجنا لأن نربط منهجه بمنهج الجمعية، فما عند الجمعية من بدع وأهواء وضلالات؛ ظاهرة لكل سُنيٍّ متجردٍ للحق.
          ولكن ما يهمنا هو:
          كيف تلقت جمعية إحياء التراث هذه التربية الإخوانية التي رباها عليها شيخها ومؤسسها عبد الرحمن عبد الخالق؟ وما هي الحال التي وصلت إليه من جراء هذه التربية:
          قال وائل الحساوي(8): "الفتن التي مرَّت بها الدعوة السلفية قبل أعوام، والتي جاءتنا من الخارج بتصنيف الناس لاسيما أصحاب العقيدة الصحيحة؛ فقد تم بفضل الله تعالى تجاوز معظمها، وخرجت الدعوة السلفية كأفضل ما يكون من بين مخالبها، وهي دعوة لم ترضها الدعوة السلفية في الكويت منذ البداية، بل لفظتها، وشنَّعت على أتباعها، وأعرضت عنهم، وانطلقت بفضل الله تعالى لتقيم العلاقات الطيبة مع الجميع وتتعاون معهم(9)"(10).
          وقال خالد سلطان بن عيسى(11): "ونحن وجميع العاملين في المجال الخيري؛ نهدف دائمًا إلى التعاون والتنسيق مع الجمعيات الإسلامية العاملة، فمتى وجدنا ضالتنا في تلك الجمعيات؛ التي جعلت كتاب الله، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أساسًا لعملها، فلا نهمل في التعاون والتنسيق معها، وإن اختلف الاجتهاد في السبيل المتبع؛ ما دامت تسلك في طريقها هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، واتباع كتاب الله وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"(12).
          وقال: "إننا نؤمن بضرورة التنسيق والتعاون مع جميع الهيئات الإسلامية لإعلاء كلمة الله، وهناك تعاون قائم بالفعل بين الجمعية والمؤسسات المحلية؛ مثل جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية(13)، بيت الزكاة، جمعية النجاة الخيرية، جمعية الإصلاح الاجتماعي(14)، جمعية الهلال الأحمر الكويتي، صندوق إعانة المرضى، وغيرها من الجمعيات الإسلامية"(15).
          وسئل طارق العيسى(16): هل لكم دور فاعل في اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة؟.
          فأجاب: "ساهمت جمعية إحياء التراث الإسلامي في تأسيس اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة والتي تضم جمعيات النفع العام القائمة بأمر الدعوة والإغاثة في الكويت، والتعاون والتنسيق قائم ولله الحمد، واللجنة برئاسة العم الفاضل الشيخ يوسف الحجي(17)... وقد كان لجميع الجهات الخيرية المشاركة دور جيد وتعاون كبير في إنجاح أعمال وأنشطة الهيئة، وعلى رأسها: وزارة الأوقاف، وبيت الزكاة، وجمعية الإصلاح، وجمعية النجاة الخيرية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية(18)، وصندوق إعانة المرضى.."(19).
          وقال جاسم العيناتي(20): "في الحقيقة؛ المشاكل التي تعترض العمل الخيري تتمثل في نقطة واحدة، ولا أقول: عدم التنسيق؛ لأن هناك تنسيقًا قائمًا بين الجمعيات واللجان الخيرية، وهناك اجتماعات مشتركة وما إلى ذلك، والحل يكمن في زيادة وتقوية هذا التنسيق؛ لتلافي الازدواجية في العمل والتضارب"(21).
          وجاء في مجلة الفرقان؛ تحت عنوان: (ندوة مستجدات الفكر الإسلامي) ما يلي:
          "من ضمن النواحي الإيجابية لتلك الندوة ما يلي:
          أولاً: لا شك أن العالم الإسلامي مليء بالخلافات والتناقضات والصراعات العقائدية والتاريخية التي لا يمكن حلها من خلال المؤلفات التي تؤلف لكل فريق على حِدة، ولا بد من المواجهة، وإيجاد أفضل السبل، والصيغة المناسبة، ونقاط الالتقاء التي من خلالها يمكن أن ننطلق إلى ساحات الاتفاق(22)..."(23).
          وقال ناظم سلطان : " النواب الإسلاميون(24) في مجلس الأمة قاموا بجهد مشكور في ظل ظروف تحكمهم، لكن طاقة الصد التي تحدث عنها تمتص كثيرًا من طاقاتهم، ونحن نطمح إلى عطاء أكثر منهم، وعليهم أن ينشئوا تكتل، ويستغلوا العاطفة الدينية(25) والخير الموجود في بقية النواب، وبشكل عام: الأداء دون المستوى المطلوب"(26).
          وجاء في مجلة الفرقان التراثية تحت عنوان: (الجمعيات الخيرية خطوات إلى المستقبل)(27): "إن أغلب الجمعيات الخيرية العاملة في الساحة الإسلامية؛ تتفق أهدافها(28)، وهي تتلخص في أمرين هامين هما : ...إيجاد البديل عن القيادة الإسلامية الغائبة(29)"(30).
          وهنا يأتي السؤال: هل تجد أخي القارئ خلافًا بين منهج جمعية إحياء التراث ومنهج شيخهم عبد الرحمن عبد الخالق؟!!.
          وانظر أخي القارئ إلى قول أحمد باقر –وهو أحد كبار مؤسسي جمعية إحياء التراث- حيث يقول:
          "اجتمعنا نحن أربع حركات إسلامية؛ أنا، وإسماعيل الشطي، وعدنان عبد الصمد، ووليد الطبطبائي، وشارك عبد المحسن(31) على هامش هذه الاجتماعات، وأصدرنا بيانًا وأعلنا فيه..."(32).
          وقال: "أما كلمة الإسلاميين؛ فهذه تُطلق على التجمعات السياسية الإسلامية(33)؛ يعني، وهذه عددها محدود في مجلس الأمة لا يتجاوزون العشرة أعضاء"(34).
          فهذا يوضح لنا أخي القارئ النهج التراثي القائم على التجميع، الذي يجمعون به بين التكفيري والإخواني والرافضي للوصول إلى التعاون المزعوم، وليحققوا به عمليًّا فِكر شيخهم ومؤسسهم عبد الرحمن عبد الخالق كما تقدم، ويؤكد ذلك لنا رئيس لجنة الزكوات والصدقات في جمعية إحياء التراث، فَرْع منطقة القادسية –عبد الرحمن الكندري- حيث جاء في جريدة الأنباء:
          "أنه: دعا سمو رئيس الوزراء إلى أن تكون هذه اللقاءات مع فعاليات السنة والشيعة وجمعيات النفع العام دورية كل 3 أشهر أو 6 أشهر، وكلها لصالح أبناء هذا الوطن"(35).
          وبعد هذه الأدلة والبراهين؛ أدعوك قارئي الكريم إلى قراءة هذا الكلام للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله ليميز لك الخبيث من الطيب، ولنحقق الفرقان بين دعوة أهل الحق وسائر الدعوات الخلفية؛ إذ يقول:
          "ولماذا هذا التخبط؟ قالوا: نحن نريد خلق مجتمع إسلامي عام، لا يتخلف عنه أي فرد ينتمي إلى الإسلام ولو بالاسم، سنيًّا أو رافضيًّا، أو، أو...
          فمثلهم كمثل الذي دخل سوقًا غاصة بالناس رجالاً ونساءً؛ ليدعوهم إلى الصلاة، فجعل يناديهم قائلاً: أيها الناس؛ إننا أنشأنا لكم مسجدًا في غاية السعة، فهلموا جميعًا لأداء الصلاة فيه، ولا يتأخرن أحد، وليأت كل واحد على ما هو عليه، المتوضئ بوضوئه، والمحدث بحدثه، والجنب بجنابته، بل حتى الحائض والنفساء؛ لأننا لا نرد أحدًا، إذ قصدنا خلق مجتمع إسلامي عام شامل، وكلنا إخوان مسلمون، ولا داعي للتشدد؛ لأن التشدد يفرق بين صفوف المسلمين، وبينما هو يرفع عقيرته بهذا الهذيان، فوجئ بداعية ناصح ممن رُزِق الفقه في الدين، وهو يقول للناس: أيها الأخوة المسلمون؛ حان وقت الصلاة، فقوموا فتوضأوا، ثم صلوا صلاتكم حيث يُنادى لها، فأخذ يعلمهم الطهارة، وأنها شرط لصحة الصلاة، فصاحب المجتمع المزعوم يستمع إليه بدهشة وهو يفكر ليستحضر الأسلوب الذي يستعمله ضد هذا الداعية.
          إنه فكر وقدر، ثم صرخ صرخة شيطانية قائلاً: أيها الإخوة المسلمون، لا تسمعوا لهذا الكلام والغوا فيه لعلكم تتغلبون على هذا المتشدد وتسكتونه، إلى آخر تلك الصيحة اليائسة.
          أيها القراء الكرام، أنشدكم الله أي صاحبي السوق على الحق؟!!.
          أما أحدهما؛ فقد دعا الناس إلى أداء الصلاة بوضوء، وبطهارة كاملة، وبين للناس أن الطهارة شرط لصحة الصلاة، وقد نصح.
          وأما الآخر؛ فقد أوهم الناس أن المهم والمطلوب اجتماع الناس في صعيدٍ واحد تحت اسم (المسلمين) فيؤدون الصلاة على ما هم عليه قائلاً: لأننا نهينا عن التكلف، والدين يسر، ولم يجعل الله علينا في الدين من حرج، يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا، وهلم جرا إلى آخر تلك الفتوحات الجديدة.
          هكذا أترك الحكم على صاحبي السوق للقراء، وهم الحكم العدل إن شاء الله؛ لأنهم من طلبة العلم في الجملة، ولأن الحق أبلج والباطل لجلج فهما لا يتشابهان"(36).
          وللموضوع بقية
          هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا
          كتبه: علي حسين الفيلكاوي
          الحواشي:
          (1) هذا وفق ما يطلقون هم على أنفسهم بأنهم جماعات إسلامية؛ وكأن الإسلام محصورٌ في هذه الجماعات والأحزاب.
          (2) وقد أوضح عبد الرحمن مقصوده بهؤلاء وذلك بسعيه لإيجاد المجتمع المسلم –زعم- حيث قال: "ولكن مناهج الدعوات للوصول إلى هذه الغاية قد تشعبت وتشتتت وكل منهج في الإصلاح والتربية يحتكر الوصول إلى الهدف وحده، غير مقدر للعقبات الهائلة التي وضعت في هذا السبيل، ومن هذه العقبات على طريق المثال لا الحصر: تلك الرِّدة الجماعية الهائلة في الشعوب الإسلامية، وذلك بعد الصياغة الرهيبة التي صيغت بها عقول أبناء المسلمين، وذلك بالثقافة والقيم المنافية للإسلام، وقد ساعد على هذه الصياغة وسائل الإعلام الضخمة التي تملكها أيد غير إسلامية، ومناهج التعليم التي وضعت بأمر المستعمر وتخطيطه" (الأصول العلمية للدعوة السلفية- ص: 51).
          (3) سورة آل عمران– الآية رقم: 103.
          (4) سورة الأنفال– الآية رقم: 46.
          (5) سورة الصف– الآية رقم: 4.
          (6) وخير من رد على هذا الانحراف شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه النافع الماتع: (جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات).
          (7) الوصايا العشر للعاملين بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى– ص: 72.
          (8) وهو نائب رئيس جمعية إحياء التراث.
          (9) وسترى -أخي القارئ- بالأدلة والبراهين أن كلمة (الجميع) تشمل الرافضة كما تشمل المنتسبين للسنة من أصحاب المناهج البدعية.
          (10) جريدة الرأي العام الكويتية– بتاريخ: 28/3/2004م.
          (11) وهو رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث سابقًا، وينتصب حاليًّا منصبًا أكبر؛ فهو عندهم الآن: رئيس التجمع السلفي.
          (12) جريدة الوطن الكويتية– العدد: 6799- بتاريخ: 13/1/1995م.
          (13) وهي بوق من أبواق حركة حماس في الكويت.
          (14) الإخوانية، صاحبة مجلة المجتمع.
          (15) جريدة القبس الكويتية– العدد: 5321.
          (16) وهو رئيس جمعية إحياء التراث.
          (17) وهو من كبار قياديي الإخوان المسلمين، وقد سبق له أن ترأس جمعية الإصلاح الإجتماعي صاحبة مجلة المجتمع.
          (18) والتي من أهم مؤسسيها يوسف القرضاوي.
          (19) جريدة الأنباء الكويتية– العدد: 7561- بتاريخ: 7/6/1997م.
          (20) رئيس لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث.
          (21) مجلة الفرقان- العدد: 58- ص: 12- سنة: 1995م.
          (22) قولهم: (ساحات الاتفاق): هو تلخيص للمقولة الإخوانية المشهورة: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه)؛ ولكن بلفظٍ تراثيٍّ جديد.
          (23) مجلة الفرقان- العدد: 58- ص: 22- سنة: 1995م.
          (24) هذه العبارة تتضمَّن أتباع الخميني، والذين منهم من سُجِن في أحداث تفجيرات مكة –سلمها الله من شرور الرافضة وغيرهم- كما سيأتي برهان ذلك من منطوق النائب التراثي أحمد باقر.
          (25) وهذه من الفوارق الجليَّة بين دعوة الحق وسائر الدَّعَوات الخَلَفيَّة؛ فدعوة الحق تبيِّن اعتقاد المسلمين على أصول سُنيَّة، ولا تقبل بِلُغة التهييج والتحريض، أما سائر الدعوات الخلفية فمبناهم على العاطفة الدينية، ولذلك تجدهم أهل مظاهرات واعتصامات وهتافات جماعية إلى غير ذلك من الضلالات.
          (26) جريدة السياسة الكويتية– العدد: 11947- بتاريخ: 2/3/2002م.
          (27) بقلم: أنور قاسم الخضري.
          (28) وهذه شهادة من الفرقان بأن حزبهم المسمى بجمعية إحياء التراث تتفق أهدافه مع أهداف الجماعات الأخرى، وهم جميعًا يسعون لإيجاد البديل عن القيادة الإسلامية الغائبة –زعموا- ، وهذا ما أكده خالد سلطان؛ إذ يقول:
          "التنسيق بين الإسلاميين مطلوب في جميع الأحوال؛ سواء داخل مجلس الأمة، أو خارجها، وداخل مجلس الأمة يصبح التعاون مهمًّا جدًّا؛ خاصة أن الجميع يتفق بالأهداف" (مجلة الفرقان– العدد: 79– ص: 16– سنة 1996م).
          (29) هذا ما تعتقده جمعية إحياء التراث وبِلُغةٍ صريحةٍ واضحة، بل هو هدفها المعلن.
          (30) مجلة الفرقان- العدد: 71- ص: 51- سنة: 1996م.
          (31) يعني: عبد المحسن جمال؛ وهو من أتباع المنهج الخميني.
          (32) جريدة السياسة الكويتية- بتاريخ: 5/8/2000م.
          (33) وهذه يعرفها أهل الكويت؛ فإذا أُطلقَت هذه العبارة في مجلس الأمة أُريد بها جميع الكتل الإسلامية من سُنَّةٍ ورافضة.
          (34) جريدة الدستور تصدر عن مجلس الأمة– العدد: 77– بتاريخ: 6/1/1999م.
          (35) جريدة الأنباء الكويتية– بتاريخ: 10/4/2004م.
          (36) الحكم على الشيء فرع عن تصوره – ص : 72 .
          التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 07-04-2009, 04:53 PM.

          تعليق


          • #6
            (إلى متى سيبقى التشغيب على السلفيين بالتَّهوين من شأن الخلاف الواقع بينهم وبين جمعية إحياء التراث)

            (إلى متى سيبقى التشغيب على السلفيين بالتَّهوين من شأن الخلاف الواقع بينهم وبين جمعية إحياء التراث)المقدمة
            بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
            فلقد استفحل في هذه الأيام أمر المُشغِّبين على السلفيين بالتَّهوين من شأن الخلاف الواقع بينهم وبين جمعية إحياء التراث؛ متجاهلين ما عليه هذه الجمعية من البدعة والانحراف؛ وضاربين بأقوال علمائنا -الذين بيَّنوا ونصحوا وحذَّروا من هذه الجمعية- ضاربين بأقوالهم وفتاويهم عرض الحائط؛ حتى كادوا أن يلبسوا على بعض السلفيين، ويزحزحوا الأمر في نفوسهم.
            ومن المعلوم أن ممَّن حذَّر من هذه الجمعية من علمائنا:
            الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
            وشيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حامل راية الجرح والتعديل في هذا الزمان حفظه الله.
            وشيخنا العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله.
            وغيرهم من المشايخ السلفيين العارفين بحال هذه الجمعية.
            فهل نترك أقوال علمائنا الذين لم يجرحوا جمعية إحياء التراث إلا بعلم وعدل، ونأخذ بأقوال المشغِّبين علينا معشر السلفيين وعلى علمائنا؟!!.
            ثم لنتأمل؛ بماذا يشغِّبون علينا، وما هي الأقوال التي يشغِّبون بها ليجعلوا من هذه الجمعية جمعية سلفية، أو ليصرفوا –على الأقل- عنها التَّبديع.
            فأقول:
            القول الأول: قالوا: إن ما عند هذه الجمعية أخطاء، ومرادهم: التَّهوين من شأن هذه الأخطاء.
            ونحن معشر السلفيين نسلِّم لهم بأن ما عند هذه الجمعية أخطاء، ولا ينكر ذلك أحد منا.
            ولكننا نقول: ما هي هذه الأخطاء؟ اذكروها لنا وأوقفونا عليها؛ لنرى في أي نوع من الأنواع يمكننا إدراجها.
            فالكفر بقسميه خطأ؛ سواء كان مخرج من الملة أو غير مخرج من الملة، والشرك كذلك بقسميه خطأ؛ سواء أخرج صاحبه من دائرة الإسلام أو لم يخرجه، والبدع خطأ؛ سواء كانت مكفرة أو غير مكفرة، والكبيرة خطأ، والصغيرة أيضا خطأ.
            ففي أي نوع من هذه الأنواع تندرج أخطاء جمعية إحياء التراث؟.
            لا شك أخي القارئ أن الجواب على ذلك سيظهر -لمن لا يعرف حال هذه الجمعية- عند ذكرنا لبعض هذه الأخطاء.
            هذا أولا.
            أما ثانيا: فأقول:
            (قوله: أخطاء): ما مراده من كلمة أخطاء؟
            فإن كان مراده أنها أخطاء بدعيَّة ينعقد عليها الولاء والبراء، وأنه ينبغي للسلفيين أن يحذَروهم ويحذِّروا منهم، وأن يبيِّنوا أخطاءهم؛ فلا خلاف حينئذ بيننا وبينه، ولا حاجة لنا وقتها بهذا التَّشغيب.
            أما إن كان مراده أن هذه الأخطاء دون البدع، وأنها لا ينعقد عليها الولاء والبراء، وأن كلا منا على ثغرة، وهو ما نسمعه كثيرا، فكثيرا ما نسمع أن هذه الأخطاء دون البدع.
            وهنا ليس لنا إلا أن نورد على قائل هذه العبارة بعض الأسئلة؛ ألا وهي:
            في أي الأقسام تندرج مخالفة جمعية إحياء التراث لأهل السنة والجماعة في أقسام التوحيد؟
            وفي أي الأقسام يندرج تبنيهم لتوحيد الحاكمية البدعي، وإفراده بقسمٍ مستقل؟
            وفي أي الأقسام يندرج تكفيرهم المسلمين بالحاكمية؟
            وفي أي الأقسام تندرج مخالفتهم لأهل السنة والجماعة في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله؟
            وفي أي الأقسام يندرج إلباسهم الإصرار على المعاصي لباس الاستحلال؟
            وفي أي الأقسام يندرج تكفيرهم المُصِر على المعصية من المسلمين؟
            وفي أي الأقسام يندرج سعيهم لإيجاد المجتمع المسلم؟
            وفي أي الأقسام يندرج سعيهم لإيجاد الدولة المسلمة؟
            وغير ذلك كثير مما سيأتي تفصيله –بإذن الله تعالى- في مقالات متتابعة، هذه أولها.
            القول الثاني: قالوا: إن منهج الجمعية مختلف عن منهج عبد الرحمن عبد الخالق، بل زادوا على ذلك من أجل التَّهوين من شأن الخلاف بِأَنْ قالوا: إن عبد الرحمن مطرود من الجمعية.
            وهذا القول مما لا دليل عليه، بل الأدلة على خلافه، وهو ما سيظهر للقارئ الكريم في المقالات القادمة.
            وما أكثر ما نسمع مثل هذه الدعاوى في هذه الأيام، بل وقبل فترة من الزمان، وكثيرا ما سمعنا أن جمعية إحياء التراث على خلاف مع شيخهم عبد الرحمن عبد الخالق، وأن أكثرهم لا يُوافقه على منهجه، حتى صرنا نسمع بأنه مطرود من الجمعية.
            وهذه دعاوى لا تبت للحقيقة بصلة، وإنما هي دعاوى يدَّعونها من أجل التَّلبيس على السلفيين.
            يعلم ذلك كل من وقف على ما عندهم من ودٍّ وولاءٍ لشيخهم، ومِن تمسكٍ بمنهجه، ومِن حملٍ للراية البدعية التي يحملها، ومِن دعوةٍ مستميتةٍ لما يدعو إليه؛ فَهُم مَن نشر منهجه الباطل بين المسلمين، سواء من خلال مجلتهم الفرقان، أو من خلال تقديمه في الدروس والمحاضرات وجمع الناس حوله، أو من خلال تبنيهم لأفكاره ودعوته الباطلة، ونشرها في دروسهم ومحاضراتهم التي يقيمونها باسم السلفية والدفاع عن الدين، وحماية بيضة الإسلام والمسلمين.
            وما ذلك عنا ببعيد:
            ففي ندوةٍ لهم عامَّة تحت عنوان: (مأساة غزة محنة ومنحة)؛ شاركهم فيها شيخهم ومؤسِّسهم عبد الرحمن عبد الخالق، وذلك يوم الاثنين 15/1/1430هـ، 12/1/2009م، وكان ذلك في أحد فروع الجمعية، كما ذكرت ذلك جريدة الوطن الكويتية في التاريخ المذكور نفسه.
            ثم: لو سلمنا لهؤلاء المشغِّبين جدلا؛ بأن عبد الرحمن عبد الخالق مطرودٌ من الجمعية كما أسمع ويسمع غيري ذلك كثيرًا، فهل الخلاف بين السلفيين وبين جمعية إحياء التراث في شخص عبد الرحمن، أم هو خلاف معهم في العقيدة والمنهج الذي يحملونه، ويُخالفون به عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة.
            فالمنهج البدعي الذي تحمِله هذه الجمعية السياسية الحزبية وتسير عليه؛ والذي ربَّاها عليه شيخها ومؤسسها عبد الرحمن عبد الخالق منذ نعومة أظفار الأتباع، هو أصل الخلاف بين السلفيين وبين أتباع جمعية إحياء التراث.
            وبهذا نعلم: أن الخلاف بين السلفيين وبين هذه الجمعية؛ خلافٌ عَقَدِيٌّ؛ وذلك لما تحمِله هذه الجمعية من دعوةٍ مخالفة -سعت من خلالها في تفريق السلفيين في كل مكان- ومن منهجٍ فاسدٍ مخالفٍ لمنهج أهل السنة والجماعة.
            وفي هذا جواب على ما قاله القائلون في القول الثالث؛ إذ قالوا:
            القول الثالث: إن خلافنا مع جمعية إحياء التراث ليس خلافًا عَقَديًّا.
            وهذا كما ذكرت قد سبق جوابه، وسيأتي فيه زيادة بيان في المقالات القادمة؛ التي سيظهر للقارئ الكريم من خلالها ما عليه هذه الجمعية من البدع والانحرافات.
            وهنا أقول: إن لم يكن خلافنا معهم خلافًا عَقَدِيًّا، فما هو إذن نوع هذا الخلاف؟
            وختامًا أقول:
            هذه المقالة الأولى من سلسلة من المقالات؛ وهي عبارة عن مقدمة وتمهيد بين يدي الموضوع الرئيسي الذي هو بعنوان: "الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة".
            وستكون –بإذن الله تعالى- لكل حلقة من هذه السلسلة عنوان خاص بها يندرج تحت العنوان الرئيسي للموضوع.
            أسأل الله عز وجل أن يبارك في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعل لهذه المقالات القبول عند المسلمين، فتلقى قلوبًا واعية، وآذانًا صاغية؛ لينكشف لهم حال المنحرفين، والمخالفين، والمحرِّفين لمعاني الدين؛ الناشرين للبدعة والضلالة بين المسلمين، فيكونوا على بصيرةٍ من أمرهم، ويعرفوا المحِق من المُبطِل، فيتمسكوا بالدعاة الحقيقيين الناصحين، ويُجانبوا أهل الأهواء والبدع المُخادِعين المنحرفين.
            والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
            كتبه: علي حسين الفيلكاوي
            التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 07-04-2009, 04:49 PM.

            تعليق


            • #7
              (( الأدلة والبراهين على أن عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث وجهان لعملة واحدة ))
              وأنا أقول هذه أدلة وبراهين تبين حقيقة الحزبية الجديدة في اليمن وتثبت وجود علاقة سرية ولكن بتكتم شديد بين المرعيين وجمعية التراث ويقوم بالتنسيق فيها أفراد يظهرون الإعتدال من السعودية والكويت واليمن وسيظهر الله الحق وأهله ويبطل الباطل وحزبه.

              تعليق


              • #8
                جزى الله أخانا أبا حمزه علي جحاف على هذا البيان الطيب والجهد الطيب
                وأسأل الله أن يظهر الحق ويبطل الباطل
                وهكذا حال الحزبيين مامن وادٍ إلا سلكوا فيه والله المستعان
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 15-03-2011, 11:44 AM.

                تعليق

                يعمل...
                X