تلاعب الشيخ ربيع المدخلي في المصطلحات العلمية حتى فاق بها من سبقه من أهل الفتن والتحزب
الحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فأن فضيلة الشيخ ربيع المدخلي-هداه الله- في ردوده هذه إنما يتبع بها هواه وليس له سلف ولا إمام فيما يقوم به من الطعن في عدالة هشام بن الغاز واتهامه ورميه جزافا بالتهم الكثيرة وإسقاط روايته الصحيحة التي يوافق بها الرواة الثقات من تلامذة نافع وغيره.
وإنما حاله فيما يصنعه كحال الغضبان الزعلان الذي امتلأ غيضا لا يدرك ما يتلفظ به ولا يدري ما يصنع فكل من يجده أمامه يدفعه ويسقطه.
ولذلك فهو يعيد ويكرر كلامه ليصحح شطحاته واعتقاداته الباطلة التي أملأ بها ردوده بكلمة ((أعتقد))، ولما رُدَّ عليه وبُيّن له أنه تاه وضل في مسائل علمية لا تخفى على صغار طلبة العلم ذهب يكرر ردوده ليصحح أخطاءه الفادحة.
فقد كان الشيخ ربيع المدخلي في ردوده يضع نفسه فوق أئمة الجرح والتعديل وينصب نفسه وجعلها من أهل الاستقراء وهو لا يستقرئ ولا يتتبع، وإنما يملي عليه بعض عصابة الشؤم وجلساء الجهل والسوء وأهل المكر والكيد الذين مرّغوه بالتراب وهمشوا مكانته ،فكم من دعاوى أطلقها، بسببهم وهي لا تساوي عند التحقيق والبحث شيئا.
وجعلوه يسلك طريقة أهل المغالطات وأصحاب الفتنة والتحزب ؛بل الشيخ ربيع المدخلي فاقهم تلبيسا وجراءة وتعديا على أئمة الحديث وعلماء الجرح والتعديل، فهو لا يستنكف في تضعيف الأحاديث الصحيحة ويهدم القواعد الحديثية ويتلاعب بها كما تلاعب غيره من أهل الباطل.
ومع هذا فهو يدعي كما ادعا أبو الحسن المصري وغيره أنه يسير في ردوده على المنهج السلفي بينما في الواقع هو يسير على طريقة أهل الفتن والمغالطة وأصحاب الأهواء في التعامل مع كلام أهل العلم وقواعدهم الحديثية .
وقد نادى في ردوده أنه يقرر أصول أهل السنة وفي الحقيقة هو يطعن في أهل السنة ويسقطهم ويكيل عليهم التهم الباطلة والأحكام الغالية ويتجرأ عليهم بالهوى للانتصار لنفسه.
وإلا كيف تكون طريقته طريقة أهل السنة وهو يناقض نفسه في ردوده على أبي الحسن المصري وحمزة المليباري ويقول اليوم بأقوالهم التي كان يراها أقوال أهل البدع وأنها تهدم منهج أهل الحديث وتنتقص من مكانة أئمة الجرح والتعديل .
وكيف تكون طريقته طريقة أهل السنة وهو يطعن في هشام بن الغاز الذي يعد من طبقة كبار تابعي التابعين بلا حجة ولا دليل بطعون مُبطّنةٍ تشبه طعون الرافضة في السلف الصالح وعدم الاعتراف لفضلهم ووضعهم في المكانة اللائقة بهم.
فقد قال في هشام بن الغاز من الكلام والطعون الشديدة واستهزأ به وزدراه أيّما ازدراء ولم يكن له في ما ذهب إليه إمام ولا عالم من المتقدمين والمتأخرين وإنما يرميه ظلما وزورا وبهتانا بأقوال باطلة اختلقها من عند نفسه على عالم من علماء الحديث.
وهذه أقوال أهل العلم في عدالة هشام بن الغاز واتقانه تقطع لجاج الشيخ ربيع المدخلي وتبطل خصومته الباطلة قال ابن حبان في"مشاهير علماء الأمصار"
(1 / 183):"هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي من خيار الشاميين ومتقنيهم".
وقال فيه ابن حبان في" الثقات"(7 / 570):"وكان عابدا فاضلا".
وقال أيضا في"المستدرك"(1 / 420)"فإن هشام بن الغاز ممن يجمع حديثه".
وقال دحيم:"ما أحسن استقامته في الحديث" وكان الوليد:"يثني عليه"كما في تهذيب التهذيب.
وقال الذهبي في"سير أعلام النبلاء"(13 / 73):"الإمام المُقرِئ المُحدِّث".
وقال يعقوب ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا أبو العباس هشام بن الغاز وهو ثقة وقال محمد بن عبد الله بن عمار ثقة وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال أبو حاتم في"الجرح والتعديل"(9 / 67)عن أحمد بن حنبل:"صالح الحديث".
وعلق المعلمي على قول الامام أحمد صالح الحديث فقال:"مثله في التهذيب ووقع في نسخة ك (صحيح).يعني صحيح الحديث وهذا مطابق للاصطلاح لمثل هذه العبارة.
وقال أبو حاتم في"الجرح والتعديل"(9 / 67)عن يحيى بن معين أنه قال: هشام بن الغاز ثقة.وقال الحافظ في"التقريب":"ثقة"، ووثقه العلامة الألباني رحمه الله وقال فيه العلامة أحمد شاكر :"ثقة صالح الحديث".
وهشام بن الغاز ممن يشارك الرواة عن نافع في صحيح حديثهم، والمسألة على خلاف ما قاله الشيخ ربيع المدخلي بالنسبة لرواية هشام بن الغاز، وإنما هي من الدعاوي والمجازفات التي كان يقوم بها حمزة الميلباري.
وما قام به من التضعيف والاسقاط لعدالة هشام بن الغاز مع توثيق من وثقه من الأئمة إنما هو أمر بعيد المنال ولو يكرر ردوده مائة مرة قال العلامة المعلمي في "التنكيل "(1/120):"ودرجة الاجتهاد المشار إليه لا يبلغها أحد من أهل العصر فيما يتعلق بالرواة المتقدمين، اللهم إلا أن يتهم بعض المتقدمين رجلاً في حديث يزعم أنه تفرد به فيجد له بعض أهل العصر متابعات صحيحة، وإلا حيث يختلف المتقدمون فيسعى في الترجيح.فأما من وثقه إمام من المتقدمين أو أكثر ولم يتهمه أحد من الأئمة فيحاول بعض أهل العصر أن يكذبه أو يتهمه فهذا مردود لأنه إن تهيأ له إثبات بطلان الخبر عن ذلك الراوي ثبوتاً لا ريب فيه فلا يتهيأ له الجزم بأنه تفرد به".اهـ
فهذه هي أقوال أهل العلم في مكانة هشام بن الغاز فعلى الشيخ ربيع أن يترك الأراجيف والمغالطات والطعونات الظالمة والتهويلات البعيدة التي تضره وتسيء إلى المنهج السلفي وأهله.
إن ما يقوم به الشيخ ربيع المدخلي من الانتقاص لمكانة هشام بن الغاز والتضعيف لروايته إنما اتهام لأئمة الجرح والتعديل بأنهم يعدّلون المجروحين واتهام لعلماء الحديث بأنهم يصححون الأحاديث الضعيفة والآثار الباطلة المكذوبة التي تسئ إلى الصحابة وتطعن فيهم.
فأن فضيلة الشيخ ربيع المدخلي-هداه الله- في ردوده هذه إنما يتبع بها هواه وليس له سلف ولا إمام فيما يقوم به من الطعن في عدالة هشام بن الغاز واتهامه ورميه جزافا بالتهم الكثيرة وإسقاط روايته الصحيحة التي يوافق بها الرواة الثقات من تلامذة نافع وغيره.
وإنما حاله فيما يصنعه كحال الغضبان الزعلان الذي امتلأ غيضا لا يدرك ما يتلفظ به ولا يدري ما يصنع فكل من يجده أمامه يدفعه ويسقطه.
ولذلك فهو يعيد ويكرر كلامه ليصحح شطحاته واعتقاداته الباطلة التي أملأ بها ردوده بكلمة ((أعتقد))، ولما رُدَّ عليه وبُيّن له أنه تاه وضل في مسائل علمية لا تخفى على صغار طلبة العلم ذهب يكرر ردوده ليصحح أخطاءه الفادحة.
فقد كان الشيخ ربيع المدخلي في ردوده يضع نفسه فوق أئمة الجرح والتعديل وينصب نفسه وجعلها من أهل الاستقراء وهو لا يستقرئ ولا يتتبع، وإنما يملي عليه بعض عصابة الشؤم وجلساء الجهل والسوء وأهل المكر والكيد الذين مرّغوه بالتراب وهمشوا مكانته ،فكم من دعاوى أطلقها، بسببهم وهي لا تساوي عند التحقيق والبحث شيئا.
وجعلوه يسلك طريقة أهل المغالطات وأصحاب الفتنة والتحزب ؛بل الشيخ ربيع المدخلي فاقهم تلبيسا وجراءة وتعديا على أئمة الحديث وعلماء الجرح والتعديل، فهو لا يستنكف في تضعيف الأحاديث الصحيحة ويهدم القواعد الحديثية ويتلاعب بها كما تلاعب غيره من أهل الباطل.
ومع هذا فهو يدعي كما ادعا أبو الحسن المصري وغيره أنه يسير في ردوده على المنهج السلفي بينما في الواقع هو يسير على طريقة أهل الفتن والمغالطة وأصحاب الأهواء في التعامل مع كلام أهل العلم وقواعدهم الحديثية .
وقد نادى في ردوده أنه يقرر أصول أهل السنة وفي الحقيقة هو يطعن في أهل السنة ويسقطهم ويكيل عليهم التهم الباطلة والأحكام الغالية ويتجرأ عليهم بالهوى للانتصار لنفسه.
وإلا كيف تكون طريقته طريقة أهل السنة وهو يناقض نفسه في ردوده على أبي الحسن المصري وحمزة المليباري ويقول اليوم بأقوالهم التي كان يراها أقوال أهل البدع وأنها تهدم منهج أهل الحديث وتنتقص من مكانة أئمة الجرح والتعديل .
وكيف تكون طريقته طريقة أهل السنة وهو يطعن في هشام بن الغاز الذي يعد من طبقة كبار تابعي التابعين بلا حجة ولا دليل بطعون مُبطّنةٍ تشبه طعون الرافضة في السلف الصالح وعدم الاعتراف لفضلهم ووضعهم في المكانة اللائقة بهم.
فقد قال في هشام بن الغاز من الكلام والطعون الشديدة واستهزأ به وزدراه أيّما ازدراء ولم يكن له في ما ذهب إليه إمام ولا عالم من المتقدمين والمتأخرين وإنما يرميه ظلما وزورا وبهتانا بأقوال باطلة اختلقها من عند نفسه على عالم من علماء الحديث.
وهذه أقوال أهل العلم في عدالة هشام بن الغاز واتقانه تقطع لجاج الشيخ ربيع المدخلي وتبطل خصومته الباطلة قال ابن حبان في"مشاهير علماء الأمصار"
(1 / 183):"هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي من خيار الشاميين ومتقنيهم".
وقال فيه ابن حبان في" الثقات"(7 / 570):"وكان عابدا فاضلا".
وقال أيضا في"المستدرك"(1 / 420)"فإن هشام بن الغاز ممن يجمع حديثه".
وقال دحيم:"ما أحسن استقامته في الحديث" وكان الوليد:"يثني عليه"كما في تهذيب التهذيب.
وقال الذهبي في"سير أعلام النبلاء"(13 / 73):"الإمام المُقرِئ المُحدِّث".
وقال يعقوب ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا أبو العباس هشام بن الغاز وهو ثقة وقال محمد بن عبد الله بن عمار ثقة وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال أبو حاتم في"الجرح والتعديل"(9 / 67)عن أحمد بن حنبل:"صالح الحديث".
وعلق المعلمي على قول الامام أحمد صالح الحديث فقال:"مثله في التهذيب ووقع في نسخة ك (صحيح).يعني صحيح الحديث وهذا مطابق للاصطلاح لمثل هذه العبارة.
وقال أبو حاتم في"الجرح والتعديل"(9 / 67)عن يحيى بن معين أنه قال: هشام بن الغاز ثقة.وقال الحافظ في"التقريب":"ثقة"، ووثقه العلامة الألباني رحمه الله وقال فيه العلامة أحمد شاكر :"ثقة صالح الحديث".
وهشام بن الغاز ممن يشارك الرواة عن نافع في صحيح حديثهم، والمسألة على خلاف ما قاله الشيخ ربيع المدخلي بالنسبة لرواية هشام بن الغاز، وإنما هي من الدعاوي والمجازفات التي كان يقوم بها حمزة الميلباري.
وما قام به من التضعيف والاسقاط لعدالة هشام بن الغاز مع توثيق من وثقه من الأئمة إنما هو أمر بعيد المنال ولو يكرر ردوده مائة مرة قال العلامة المعلمي في "التنكيل "(1/120):"ودرجة الاجتهاد المشار إليه لا يبلغها أحد من أهل العصر فيما يتعلق بالرواة المتقدمين، اللهم إلا أن يتهم بعض المتقدمين رجلاً في حديث يزعم أنه تفرد به فيجد له بعض أهل العصر متابعات صحيحة، وإلا حيث يختلف المتقدمون فيسعى في الترجيح.فأما من وثقه إمام من المتقدمين أو أكثر ولم يتهمه أحد من الأئمة فيحاول بعض أهل العصر أن يكذبه أو يتهمه فهذا مردود لأنه إن تهيأ له إثبات بطلان الخبر عن ذلك الراوي ثبوتاً لا ريب فيه فلا يتهيأ له الجزم بأنه تفرد به".اهـ
فهذه هي أقوال أهل العلم في مكانة هشام بن الغاز فعلى الشيخ ربيع أن يترك الأراجيف والمغالطات والطعونات الظالمة والتهويلات البعيدة التي تضره وتسيء إلى المنهج السلفي وأهله.
إن ما يقوم به الشيخ ربيع المدخلي من الانتقاص لمكانة هشام بن الغاز والتضعيف لروايته إنما اتهام لأئمة الجرح والتعديل بأنهم يعدّلون المجروحين واتهام لعلماء الحديث بأنهم يصححون الأحاديث الضعيفة والآثار الباطلة المكذوبة التي تسئ إلى الصحابة وتطعن فيهم.
ويؤكد هذا قول الشيخ ربيع المدخلي :" فمجيء هذا النص عند هؤلاء الحفاظ على خلاف تلك الرواية المنكرة يدل على واحد من أمور:
1- إما أن يكون هشام بن الغاز وَهِمَ، فانتقل ذهنه عن هذه الرواية السليمة المأخوذة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تلك الرواية المنكرة
2- وإما أن يكون بعض أعداء عثمان لقّن هشاماً هذه الرواية المنكرة.
3- وإما أن يكون بعض أهل الضلال من أعداء عثمان قد قام بدس تلك الرواية المنكرة في "مصنف ابن أبي شيبة" وحذف الرواية السليمة من هذا المصنف".
هكذا يضع الاحتمالات وفقا لهواه بينما الاحتمال القوي الذي عليه الأدلة والأسانيد الصحيحة لم يذكره.
ما هكذا تكون الكتابات العلمية، ويبدوا أنك قليل العلمية في هذا الباب وليس عندك إلا الافتراضات.
ونرجو أن تريحنا من احتمالاتك هذه وفتراضاتك واتبع سبيل أهل العلم في النقاش والبحث العلمي وتكلم في صلب الموضوع وتجرد للعلم وللحق وتخلص من هواك، وهات الأدلة على هذه الاحتمالات وبرر ما ادعيته من أن هشام وهم وانتقل ذهنه.
وهات الأدلة على أن بعض أعداء الخليفة الرشد عثمان بن عفان رضي الله عنه لقن هشاما هذه الرواية.
وهات الأدلة على أن بعض أهل الضلال من أعداء عثمان قد قام بدس تلك الرواية ليطعنوا في الخليفة الراشد.
إن هذه الطعون إنما هي من عند نفسه ولا يستطيع أن يثبت حرفاً واحداً فيما تفوه به وادعاه وهذا من قاموس مجازفاته الكثيرة التي يدعي فيها أنه على طريقة السلف.
هشام بن الغاز عالم من علماء الحديث ووصفه أهل العلم بأنه محدث ومن المتقنين وأنه ثقة، وأبوه الغاز بن ربيعة الجرشي يروي عن جماعة من الصحابة وهناك اختلاف في صحبة ربيعة جد هشام، كما في "الإصابة" (1/497)
(2618).
فهذه شجرة مباركة من علماء أهل السنة وليس لهم أي دخل في الدس أو علاقة في الرافضة، ولم يعثر هشام بن الغاز ولا عن أبيه الغاز بن ربيعة أنهم يثلبون الصحابة أو أنهم من الرافضة لا في حديث ولا في أثر ولا في حرف واحد من كلام أهل العلم .
وقد روى عنه عطاء ومكحول ونافع وحيان ابى النضر وغيرهم روى عنه ابن المبارك ووكيع والوليد بن مسلم وشبابة وعبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي، وغيرهم.وروى له البخاري تعليقا بصيغة الجزم وأصحاب السنن الأربعة .
وإن ما ذكره الشيخ ربيع المدخلي من الاحتمالات إنما هي من التجرؤ على أئمة الحديث وعلماء الجرح والتعديل وهي من الجرأة العظيمة التي سيقف بها بين يدي الله مع هشام بن الغاز في يوم لا يظلم فيه أحد وعند الله تجتمع الخصوم.
وأرجو من القارئ الكريم أن يتأمل كلام أهل العلم في هشام بن الغاز الذي لم يرفع به الشيخ ربيع رأسا.
ويتأمل طعون الشيخ ربيع المدخلي لشهام بن لغاز وتحامله الظالم عليه بغير حق من عبارة من الإمام أحمد لا تعطيه هذه الأحقية في الطعن فيه فعلى تقدير صالح الحديث لا يريد به الإمام أحمد هنا وصف الراوي بالصلاحية في الحديث التي أشار الحافظ ابن حجر في النكت (2 / 680)فقال:"لأن عادتهم إذا أرادوا وصف الراوي بالصلاحية في الحديث قيدوا ذلِكَ، فقالوا : صالح الحديث ، فإذا أطلقوا الصلاح فإنما يريدون بهِ الديانة ، واللهُ أعلم )) .
فإن الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" يجعل مثل هذه اللفظة من المرتبة الوسطى، ويجعله صدوقا.على خلاف ما يلبس به الشيخ ربيع المدخلي ويقول لا يحتج به .
فليس للشيخ ربيع المدخلي فضل على أحد حتى نقدم قوله على من وثق هشام بن الغاز .
وليس له فضل على أحد حتى نأخذ بقوله في اسقاط عدالة هشام بن الغاز لا سيما وأن العلماء منهم من قال ثقة ومنهم من قال ما أحسن استقامة حديثه ومنهم من قال من متقني أهل الشام فهذه زيادة على كلمة صالح الحديث أو صالح التي قال عنمها الشيخ ربيع المدخلي:" وهاتان المرتبتان لا يحتج بصاحبهما"
ولا نقدم قوله على قول الحافظ ابن حجر الذي شهد له أهل العلم بأنه يتبع المتقدمين ويأخذ بأقولهم ولا يخرج عنهم في وصفه لهشام بن الغاز بأنه ثقة.فهذا هو منهج السلف في العدل والإنصاف وتحري الصدق والأخلاق العالية والآداب الرفيعة وإنزال الناس منازلهم.
وليس من المنهج السلفي الطعن في علماء الحديث والكيل عليهم بمثل هذه الاتهامات التي يطالب الشيخ ربيع المدخلي بإثباتها.
وما ادعاه الشيخ ربيع المدخلي وقال عنه بأنه مغالطة كبيرة في تصحيح الشيخ عبد المحسن العباد لاثر هشام".
إنما المغالطة من الشيخ ربيع المدخلي وهذا من تلاعبه بالمصطلحات العلمية فإن أهل العلم نصوا أن اختصار الحديث الذي لا يخل المعنى لا يضر ولا يقدح بالراوي الذي رواه مختصرا من الحديث المتحد السند .
قال ابن دقيق العيد في"إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام"(1/281):"وقد قررنا في علم الحديث:أنه يعرف كون الحديث واحدا باتحاد سنده ومخرجه ، وتقارب ألفاظه اهـ.
والمقصود بالاختصار: الاقتصار على بعض متنه ، وحذف بعضه .
وجواز أهل العلم ذلك على أقوال ذكرها العراقي في ألفيته بقوله:
1- إما أن يكون هشام بن الغاز وَهِمَ، فانتقل ذهنه عن هذه الرواية السليمة المأخوذة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تلك الرواية المنكرة
2- وإما أن يكون بعض أعداء عثمان لقّن هشاماً هذه الرواية المنكرة.
3- وإما أن يكون بعض أهل الضلال من أعداء عثمان قد قام بدس تلك الرواية المنكرة في "مصنف ابن أبي شيبة" وحذف الرواية السليمة من هذا المصنف".
هكذا يضع الاحتمالات وفقا لهواه بينما الاحتمال القوي الذي عليه الأدلة والأسانيد الصحيحة لم يذكره.
ما هكذا تكون الكتابات العلمية، ويبدوا أنك قليل العلمية في هذا الباب وليس عندك إلا الافتراضات.
ونرجو أن تريحنا من احتمالاتك هذه وفتراضاتك واتبع سبيل أهل العلم في النقاش والبحث العلمي وتكلم في صلب الموضوع وتجرد للعلم وللحق وتخلص من هواك، وهات الأدلة على هذه الاحتمالات وبرر ما ادعيته من أن هشام وهم وانتقل ذهنه.
وهات الأدلة على أن بعض أعداء الخليفة الرشد عثمان بن عفان رضي الله عنه لقن هشاما هذه الرواية.
وهات الأدلة على أن بعض أهل الضلال من أعداء عثمان قد قام بدس تلك الرواية ليطعنوا في الخليفة الراشد.
إن هذه الطعون إنما هي من عند نفسه ولا يستطيع أن يثبت حرفاً واحداً فيما تفوه به وادعاه وهذا من قاموس مجازفاته الكثيرة التي يدعي فيها أنه على طريقة السلف.
هشام بن الغاز عالم من علماء الحديث ووصفه أهل العلم بأنه محدث ومن المتقنين وأنه ثقة، وأبوه الغاز بن ربيعة الجرشي يروي عن جماعة من الصحابة وهناك اختلاف في صحبة ربيعة جد هشام، كما في "الإصابة" (1/497)
(2618).
فهذه شجرة مباركة من علماء أهل السنة وليس لهم أي دخل في الدس أو علاقة في الرافضة، ولم يعثر هشام بن الغاز ولا عن أبيه الغاز بن ربيعة أنهم يثلبون الصحابة أو أنهم من الرافضة لا في حديث ولا في أثر ولا في حرف واحد من كلام أهل العلم .
وقد روى عنه عطاء ومكحول ونافع وحيان ابى النضر وغيرهم روى عنه ابن المبارك ووكيع والوليد بن مسلم وشبابة وعبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي، وغيرهم.وروى له البخاري تعليقا بصيغة الجزم وأصحاب السنن الأربعة .
وإن ما ذكره الشيخ ربيع المدخلي من الاحتمالات إنما هي من التجرؤ على أئمة الحديث وعلماء الجرح والتعديل وهي من الجرأة العظيمة التي سيقف بها بين يدي الله مع هشام بن الغاز في يوم لا يظلم فيه أحد وعند الله تجتمع الخصوم.
وأرجو من القارئ الكريم أن يتأمل كلام أهل العلم في هشام بن الغاز الذي لم يرفع به الشيخ ربيع رأسا.
ويتأمل طعون الشيخ ربيع المدخلي لشهام بن لغاز وتحامله الظالم عليه بغير حق من عبارة من الإمام أحمد لا تعطيه هذه الأحقية في الطعن فيه فعلى تقدير صالح الحديث لا يريد به الإمام أحمد هنا وصف الراوي بالصلاحية في الحديث التي أشار الحافظ ابن حجر في النكت (2 / 680)فقال:"لأن عادتهم إذا أرادوا وصف الراوي بالصلاحية في الحديث قيدوا ذلِكَ، فقالوا : صالح الحديث ، فإذا أطلقوا الصلاح فإنما يريدون بهِ الديانة ، واللهُ أعلم )) .
فإن الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" يجعل مثل هذه اللفظة من المرتبة الوسطى، ويجعله صدوقا.على خلاف ما يلبس به الشيخ ربيع المدخلي ويقول لا يحتج به .
فليس للشيخ ربيع المدخلي فضل على أحد حتى نقدم قوله على من وثق هشام بن الغاز .
وليس له فضل على أحد حتى نأخذ بقوله في اسقاط عدالة هشام بن الغاز لا سيما وأن العلماء منهم من قال ثقة ومنهم من قال ما أحسن استقامة حديثه ومنهم من قال من متقني أهل الشام فهذه زيادة على كلمة صالح الحديث أو صالح التي قال عنمها الشيخ ربيع المدخلي:" وهاتان المرتبتان لا يحتج بصاحبهما"
ولا نقدم قوله على قول الحافظ ابن حجر الذي شهد له أهل العلم بأنه يتبع المتقدمين ويأخذ بأقولهم ولا يخرج عنهم في وصفه لهشام بن الغاز بأنه ثقة.فهذا هو منهج السلف في العدل والإنصاف وتحري الصدق والأخلاق العالية والآداب الرفيعة وإنزال الناس منازلهم.
وليس من المنهج السلفي الطعن في علماء الحديث والكيل عليهم بمثل هذه الاتهامات التي يطالب الشيخ ربيع المدخلي بإثباتها.
وما ادعاه الشيخ ربيع المدخلي وقال عنه بأنه مغالطة كبيرة في تصحيح الشيخ عبد المحسن العباد لاثر هشام".
إنما المغالطة من الشيخ ربيع المدخلي وهذا من تلاعبه بالمصطلحات العلمية فإن أهل العلم نصوا أن اختصار الحديث الذي لا يخل المعنى لا يضر ولا يقدح بالراوي الذي رواه مختصرا من الحديث المتحد السند .
قال ابن دقيق العيد في"إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام"(1/281):"وقد قررنا في علم الحديث:أنه يعرف كون الحديث واحدا باتحاد سنده ومخرجه ، وتقارب ألفاظه اهـ.
والمقصود بالاختصار: الاقتصار على بعض متنه ، وحذف بعضه .
وجواز أهل العلم ذلك على أقوال ذكرها العراقي في ألفيته بقوله:
وحـــذف بعــض المتــن فــامنع أو أجــز |
أو إن أتـــــــــم أو لعـــــــــالم ومــــــــز |
ذا بــــالصحيح إن يكـــن مـــا اخـــتصره |
منفــــصلا عــــن الــــذي قــــد ذكــــره |
قال السخاوي في شرح هذه الأبيات: وعن مالك فيما رواه عنه يعقوب بن شيبة أنه كان لا يرى أن يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني دون غيره ، كما صرح به أشهب، إذ قال:"سألت مالكا عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد؟ ! قال: أما ما كان منها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أكره ذلك ، أكره أن يزاد فيها وينقص منها ، ما كان من قول غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أرى بذلك بأسا إذا كان المعنى واحدا".
والقول الثاني: جواز ذلك مطلقا ، أحتاج إلى تغيير لا يخل بالمعنى أم لا؟ وبه قال مجاهد وابن معين وغيرهما .
والقول الثالث: التفصيل فأجزه إن أتم -بضم أوله- بحيث أمن بذلك من تفويت حكم أو سنة ، أو نحو ذلك وإلا فلا .
والقول الرابع: تفصيل آخر فأجزه كما ذهب إليه الجمهور إن وقع لعالم عارف وإلا فلا.
فقول الشيخ ربيع المدخلي:"أقول: كل هؤلاء الأئمة يروون بأسانيدهم إلى وكيع وشبابة عن هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: "كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة"، ولم ينقل أحد منهم بهذه الأسانيد تلك الرواية المنكرة التي تدل على أن أذان عثمان بدعة ضلالة."
هذا الكلام إنما يدل على قصور كبير في فهم الشيخ ربيع المدخلي , أو على هوى في فهمه يُعمي ويُصم عن رؤية الحق فإن مدار هذه الرواية عن هشام بن الغاز وقد ثبتت هذه الرواية بلفظ بدعة الأذان العثماني والتي رووها هنا مختصرة .
وهذا من الاختصار للرواية والاكتفاء بمكان الشاهد وجمهور العلماء على جواز مثل هذا الاختصار الذي لا يخل.
قال الزيلعي في"نصب الراية"(1/200):"لأن وظيفة المحدث أنيبحث عن أصل الحديث فينظر من خرجه ولا يضره تغير بعض ألفاظه ولا الزيادة فيه أوالنقص.
وأما الفقيه فلا يليق به ذلك لأنه يقصد أن يستدل على حكم مسألة ولايتم له هذا إلا بمطابقة الحديث لمقصوده"
فقول الشيخ ربيع المدخلي هذا إما هوى أو جهل منه حيث قال:"1- فهذا الإمام إسحاق يروي عن وكيع عن هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر هذا النص المغاير لما رواه ابن أبي شيبة عن وكيع عن هشام بن الغاز بإسناده خلاف تلك الرواية المنكرة
2- وهذا الإمام ابن بطة يروي بإسناده إلى أبي بكر بن أبي شيبة عن شبابة عن هشام بن الغاز عن نافع هذا النص الصحيح المغاير لتلك الرواية المنكرة.
3- وهذا أبو القاسم اللالكائي يروي بإسناده إلى شبابة عن هشام بن الغاز عن نافع خلاف تلك الرواية المنكرة.
4- وهذا الحافظ البيهقي يروي بإسناده إلى شبابة عن هشام بن الغاز عن نافع خلاف تلك الرواية المنكرة.
فمجيء هذا النص عند هؤلاء الحفاظ على خلاف تلك الرواية المنكرة".انتهى
فهذا إما جهل أو هوى وتلبيس ومغالطة فإن مخرجه واحد وهو متحد المخرج وما جاء في بعض الألفاظ من دون ذكر البدعة فإنما هو من اختصار اللفظ والاكتفاء في محل الشاهد .
قال العلائي في "نظم الفرائد"(112):"إذا اتحد مخرج الحديث وتقاربت ألفاظه فالغالب حينئذ على الظن أنه حديث واحد وقع الاختلاف فيه على بعض الرواة لا سيما إذا كان ذلك في سياقة واقعة تبعد أن يتعدد مثلها في الوقوع ".
قال العراقي في"طرح التثريب"(2/166):"فإن أمكن رد بعضها إلى بعض صير إليه؛ لأن الأصل في الحديث أن يحمل على الاتفاق ما وجد السبيل إلى ذلك، ولا يحمل على التنافي والتضاد".
وأما قول الشيخ ربيع المدخلي :"وأُذكِّر القارئ بما نقله العنابي من مستدرك الحاكم من طريق هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر، قال: " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج يوم الجمعة فقعد على المنبر أذن بلال".
فهذا الحديث ثابت عن ابن عمر، والأحاديث الصحيحة عن غير ابن عمر تشهد له، وأما تلك الرواية المنكرة، فلا تثبت عن ابن عمر، ولا يجوز نسبتها إليه، فصدورها عن هشام ناشئ عن أحد الوجوه التي ذكرناها هنا"اهـ
أقول:
لقد أعاد وكرر هذا الحديث المرفوع وغيّر أعتقاده فيه ورد بهذا على مقاله الأول فإنه قد قال في مقاله الأول"الذب عن الخليفة الراشد في الرد على العنابي":
" أقول: أعتقد أن هذا الأثر هنا هو الذي سمعه هشام بن الغاز من نافع عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وهذا الأثر حق؛ لأنه يعضده أحاديث صحيحة؛ ولأنه خال من تلك الزيادة الباطلة التي تصم الأذان الذي سنّه الخليفة الراشد عثمان -رضي الله عنه- بأنه بدعة ضلالة، وتعود عليه وعلى الصحابة والتابعين بالطعن".انتهى.
لقد كان يعتقد في رواية مصعب بن سلام بأنه أثر وليس بحديث مرفوع ، ثم زال اعتقاده لما رُدّ عليه وبُيّن له أن هذا حديث مرفوع خالف فيه مصعب بن سلام جميع الرواة عن هشام بن الغاز الذين رواه موقف عن ابن عمر رضي الله عنه.
ومصعب بن سلام رواه عن هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قام الشيخ ربيع المدخلي وخالف كلامه السابق وذهب يقول أذكر القارئ ليستدرك على نفسه ما كان يعتقده من الاعتقاد الباطل فعلى ماذا يدل هذه التعمية والتغطية والمغالطة باسم التذكير!!.
قال الذهبي معقبا على تصحيح الحاكم لهذه الرواية:"مصعب ليس بحجة"، وهنا قد خالف الرواة الذين رووه عن هشام بن الغاز بالزيادة فرواه مرفوعا، ومصعب بن سلام معروف برواية الغرائب وقلب الأسانيد.
قال الإمام أحمد في"العلل"لعبد الله بن أحمد"(5317):"انقلبت عليه أحاديث يوسف بن صهيب ،جعلها عن الزبرقان السراج، وقدم ابن أبي شيبة مرة ،فجعل يذاكر عنه أحاديث شعبة ، هي أحاديث الحسن بن عمارة ؛ انقلبت عليه أيضاً " .
وقال ابن معين"سؤالات ابن الجنيد"(253):"صدوق ؛ كان هاهنا ـ يعني:ببغداد ـ ،فأعطوه كتاباً للحسن بن عمارة ، فحدث به عن شعبة ، ثم رجع عنه " .
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في"معرفة الرجال "لابن محرز" (2/213):"مصعب بن سلام تركنا حديثه ، وذلك أنه جعل يُملي علينا عن شعبة أحاديث : حدثنا شعبة ، حدثنا شعبة ! فذهبت إلى وكيع ، فألقيتها عليه .
قال:من حدثك بهذا ؟ فقلت : شيخ هاهنا .
قال:هذه الأحاديث كلها حدثنا بها الحسن بن عمارة ؛ فإذ الشيخ قد نسخ حديث الحسن بن عمارة في حديث شعبة !! " .
وقد ذكر هذه الرواية من أوهامه ابن عدي في"الكامل في ضعفاء الرجال" (8/87):"وهذا أيضا يرويه مصعب ، عنِ ابن الغاز.ثم قال بعد أن ساق له جملة من الأحاديث التي خالف بها:" له أحاديث غرائب وأرجو أنه لا بأس به وما انقلبت عليه فإنه غلط منه لا تعمد".
وقال في الحافظ ابن حجر رحمه الله في"التقريب":"صدوق له أوهام".
وقال في"تهذيب التهذيب"(10 / 146):"وقال ابن حبان كان كثير الغلط لا يحتج به وقال أبو بكر البزار ضعيف جدا عنده أحاديث مناكير وقال الساجي ضعيف منكر الحديث وقال ابن عدي له أحاديث غرائب وأرجو انه لا بأس به وما انقلبت عليه فإنه غلط منه لا تعمد".
الحاصل:إن الشيخ ربيع المدخلي ليس في مستوى أقل أهل الحديث في ذلك الزمان بضاعة ؛فضلا عن هشام بن الغاز .
مع أن هذا القول لا يدخل في النقاش العلمي لكنه مجرد رد لكون الشيخ ربيع المدخلي أدخل تخرصاته وأوهامه في هذا العلم الشريف .
وإلا فما معنا مقارنته في هشام بن الغاز لأقل الطلاب عنده هذا كلام لا يقوله رجل عرف العلم وأهل العلم وحفظ لهم مكانتهم، وإنما يقوله رجل متعصب صاحب هوى.
2- وهذا الإمام ابن بطة يروي بإسناده إلى أبي بكر بن أبي شيبة عن شبابة عن هشام بن الغاز عن نافع هذا النص الصحيح المغاير لتلك الرواية المنكرة.
3- وهذا أبو القاسم اللالكائي يروي بإسناده إلى شبابة عن هشام بن الغاز عن نافع خلاف تلك الرواية المنكرة.
4- وهذا الحافظ البيهقي يروي بإسناده إلى شبابة عن هشام بن الغاز عن نافع خلاف تلك الرواية المنكرة.
فمجيء هذا النص عند هؤلاء الحفاظ على خلاف تلك الرواية المنكرة".انتهى
فهذا إما جهل أو هوى وتلبيس ومغالطة فإن مخرجه واحد وهو متحد المخرج وما جاء في بعض الألفاظ من دون ذكر البدعة فإنما هو من اختصار اللفظ والاكتفاء في محل الشاهد .
قال العلائي في "نظم الفرائد"(112):"إذا اتحد مخرج الحديث وتقاربت ألفاظه فالغالب حينئذ على الظن أنه حديث واحد وقع الاختلاف فيه على بعض الرواة لا سيما إذا كان ذلك في سياقة واقعة تبعد أن يتعدد مثلها في الوقوع ".
قال العراقي في"طرح التثريب"(2/166):"فإن أمكن رد بعضها إلى بعض صير إليه؛ لأن الأصل في الحديث أن يحمل على الاتفاق ما وجد السبيل إلى ذلك، ولا يحمل على التنافي والتضاد".
وأما قول الشيخ ربيع المدخلي :"وأُذكِّر القارئ بما نقله العنابي من مستدرك الحاكم من طريق هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر، قال: " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج يوم الجمعة فقعد على المنبر أذن بلال".
فهذا الحديث ثابت عن ابن عمر، والأحاديث الصحيحة عن غير ابن عمر تشهد له، وأما تلك الرواية المنكرة، فلا تثبت عن ابن عمر، ولا يجوز نسبتها إليه، فصدورها عن هشام ناشئ عن أحد الوجوه التي ذكرناها هنا"اهـ
أقول:
لقد أعاد وكرر هذا الحديث المرفوع وغيّر أعتقاده فيه ورد بهذا على مقاله الأول فإنه قد قال في مقاله الأول"الذب عن الخليفة الراشد في الرد على العنابي":
" أقول: أعتقد أن هذا الأثر هنا هو الذي سمعه هشام بن الغاز من نافع عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وهذا الأثر حق؛ لأنه يعضده أحاديث صحيحة؛ ولأنه خال من تلك الزيادة الباطلة التي تصم الأذان الذي سنّه الخليفة الراشد عثمان -رضي الله عنه- بأنه بدعة ضلالة، وتعود عليه وعلى الصحابة والتابعين بالطعن".انتهى.
لقد كان يعتقد في رواية مصعب بن سلام بأنه أثر وليس بحديث مرفوع ، ثم زال اعتقاده لما رُدّ عليه وبُيّن له أن هذا حديث مرفوع خالف فيه مصعب بن سلام جميع الرواة عن هشام بن الغاز الذين رواه موقف عن ابن عمر رضي الله عنه.
ومصعب بن سلام رواه عن هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قام الشيخ ربيع المدخلي وخالف كلامه السابق وذهب يقول أذكر القارئ ليستدرك على نفسه ما كان يعتقده من الاعتقاد الباطل فعلى ماذا يدل هذه التعمية والتغطية والمغالطة باسم التذكير!!.
قال الذهبي معقبا على تصحيح الحاكم لهذه الرواية:"مصعب ليس بحجة"، وهنا قد خالف الرواة الذين رووه عن هشام بن الغاز بالزيادة فرواه مرفوعا، ومصعب بن سلام معروف برواية الغرائب وقلب الأسانيد.
قال الإمام أحمد في"العلل"لعبد الله بن أحمد"(5317):"انقلبت عليه أحاديث يوسف بن صهيب ،جعلها عن الزبرقان السراج، وقدم ابن أبي شيبة مرة ،فجعل يذاكر عنه أحاديث شعبة ، هي أحاديث الحسن بن عمارة ؛ انقلبت عليه أيضاً " .
وقال ابن معين"سؤالات ابن الجنيد"(253):"صدوق ؛ كان هاهنا ـ يعني:ببغداد ـ ،فأعطوه كتاباً للحسن بن عمارة ، فحدث به عن شعبة ، ثم رجع عنه " .
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في"معرفة الرجال "لابن محرز" (2/213):"مصعب بن سلام تركنا حديثه ، وذلك أنه جعل يُملي علينا عن شعبة أحاديث : حدثنا شعبة ، حدثنا شعبة ! فذهبت إلى وكيع ، فألقيتها عليه .
قال:من حدثك بهذا ؟ فقلت : شيخ هاهنا .
قال:هذه الأحاديث كلها حدثنا بها الحسن بن عمارة ؛ فإذ الشيخ قد نسخ حديث الحسن بن عمارة في حديث شعبة !! " .
وقد ذكر هذه الرواية من أوهامه ابن عدي في"الكامل في ضعفاء الرجال" (8/87):"وهذا أيضا يرويه مصعب ، عنِ ابن الغاز.ثم قال بعد أن ساق له جملة من الأحاديث التي خالف بها:" له أحاديث غرائب وأرجو أنه لا بأس به وما انقلبت عليه فإنه غلط منه لا تعمد".
وقال في الحافظ ابن حجر رحمه الله في"التقريب":"صدوق له أوهام".
وقال في"تهذيب التهذيب"(10 / 146):"وقال ابن حبان كان كثير الغلط لا يحتج به وقال أبو بكر البزار ضعيف جدا عنده أحاديث مناكير وقال الساجي ضعيف منكر الحديث وقال ابن عدي له أحاديث غرائب وأرجو انه لا بأس به وما انقلبت عليه فإنه غلط منه لا تعمد".
الحاصل:إن الشيخ ربيع المدخلي ليس في مستوى أقل أهل الحديث في ذلك الزمان بضاعة ؛فضلا عن هشام بن الغاز .
مع أن هذا القول لا يدخل في النقاش العلمي لكنه مجرد رد لكون الشيخ ربيع المدخلي أدخل تخرصاته وأوهامه في هذا العلم الشريف .
وإلا فما معنا مقارنته في هشام بن الغاز لأقل الطلاب عنده هذا كلام لا يقوله رجل عرف العلم وأهل العلم وحفظ لهم مكانتهم، وإنما يقوله رجل متعصب صاحب هوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
كتبه:
أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
العدني
كتبه:
أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
العدني
تعليق