• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإصابة في تلخيص فوائد وددر العلامة الوادعي في كتابه نشر الصحيفة ::: موضوع متجدد:::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإصابة في تلخيص فوائد وددر العلامة الوادعي في كتابه نشر الصحيفة ::: موضوع متجدد:::

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيباً مباركًا فيه كما يحب ربنا تعالى ويرضى والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا
    أما بعد:
    فقد أشار علي أحد الإخوة الأفاضل أن أجمع بعض الفوائد من كتاب
    "نشر الصحيفة" للشيخ مقبل -رحمه الله- فاستعنت بالله على تلبية طلب الأخ راجياً من الله العفو والمغفرة والتجاوز عني بهذا العمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    وكان الغرض من هذا الجمع أننا لاحظنا وخاصة في هذه الأيام أنه قد كثُر الطعن في أهل السنة والتشويش على دعوة الشيخ العلاّمة يحي بن علي الحجوري وهو صابرٌ محتسب ولكن لم يتوقف المرجفون عند هذا فحسب بل صاروا يلمزون شيخه الإمام الوادعي رحمه الله
    بتهم شتى تارة أنه كان هو وطلابه على فكر الخوارج وأنه رجل صالح تاب قبل موته بشهرين!!!
    بل واتهموا حتى الأئمة الأعلام بقولهم: ومن علامات الحدادية وصفهم لأبي حنيفة -أبي جيفة- وقد بيّن الأخ علي العفري -حفظه الله-
    أن الحميدي شيخ البخاري -رحمهما الله- هو صاحب هذا القول فورطوا أنفسهم في سبيل الدفاع عن المبطلين متناسين قول الله تعالى:
    "وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا"
    {النساء:107}
    وصدق الشيخ ربيع -حفظه الله-
    حين
    قال في الكلمة المنهجية التي نُشرت على هذه الشبكة المباركة :

    "فإذا قدَّم الدليل -أي الجارح- فيجب عليهم التسليم بهذا الدليل -أي المعدّلين- والتسليم بهذه الحجة فإذا عارض المعدِّل أو غيرُه
    فإنّه يسقط هذا الذي يرد الحجة يسقُط على أم رأسه وتسقط عدالتُه ولا يؤتمن على دين الله
    "

    فنسأل الله أن يقينا شر هؤلاء المحرشين الماكرين الساعين في الفرقة بين علماء السنة وفي هدم المنهج السلفي الصافي النقي -شعروا بذلك أو لم يشعروا-
    فهذا سلسة أردت أن أجمع فيها بعض الفوائد والدرر من كتاب الشيخ مقبل
    " نشر الصحيفة في الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة"
    وسميتها:
    "الإصابة في تلخيص فوائد وددر العلامة الوادعي في كتابه نشر الصحيفة[1]"
    والحمد لله رب العالمين




    _____________________
    [1]_
    ولا أنسى شكر الأخ الفاضل علي العفري فقد نصحني بهذا العنوان.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 09-04-2013, 10:16 AM.

  • #2
    المقدمة
    قال العلامة الوادعي -رحمه الله-
    وقد خاض الناس في شأن أبي حنيفة فمنهم من جرح، ومنهم من عدّل‏،
    ومنهم من غلا فيه، واعتبر المتكلمين فيه مخطئين، بل لا يكتفون ‏بذلك بل يشنّعون على من تكلم فيه ويقدحون فيه كما يفعل بعض ‏جهلة الحنفية .‏
    ومرّ بي وأنا أطالع في«مشكل الآثار» للطحاوي بتحقيق شعيب ‏الأرناؤوط، التشنيع من شعيب على الشيخ ناصر الدين الألباني لأنه ‏يضعف أبا حنيفة
    وكأنه ما ضعف أبا حنيفة إلا الشيخ الألباني -رحمه الله- . ‏
    بل عند الحنفية ما هو أعظم فراجع «التنكيل بما في تأنيب الكوثري من ‏الأباطيل»للشيخ عبدالرحمن المعلمي
    تجد أن الكوثري قد طعن في ‏علماء الإسلام سابقهم ولاحقهم من أجل أن طعنوا في أبي حنيفة،
    ‏فرأيت أن أجمع
    ما صح لي بالأسانيد الصحيحة من كتب أئمة الحديث ‏في جرح أبي حنيفة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة،
    وسميته :‏
    «نشر الصحيفة في الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة‏‏»‏
    وقد حكى ابن أبي داود كما سيأتي إن شاء الله في ترجمته أن المحدثين ‏أجمعوا على جرحه .‏
    ولم أعرّج على أقوال المعدّلين إما أن يكونوا ممن لا يعتد بكلامهم مع ‏كبار أئمة الجرح والتعديل، وإما أن يكونوا من الغلاة في أبي حنيفة،
    وأما أن يكونوا من الأئمة كسفيان الثوري وكعبد الله بن المبارك، ومن ‏جرى مجراهما، ولكنه قد رجع وتبرأ مما حصل منه من الثناء،
    وحذّر ‏من أبي حنيفة بل طعن فيه
    ،
    فهذا أبو زكرياء يحيى بن معين إمام الجرح ‏والتعديل صح عنه توثيقه وصح عنه الطعن فيه،
    والذي يظهر لي أنه ‏يفسر كلامه بكلامه، فقد سئل عنه فقال: هو أنبل من أن يكذب،
    ‏وقد جرحه كما سيأتي في ترجمته بالسند الصحيح، فجرحه له من أجل ‏رأيه وتخليطه في الحديث، وتوثيقه من أجل أنه لا يكذب
    .‏
    ثم إن الجرح في أبي حنيفة مفسر كما سيأتي إن شاء الله تعالى .‏
    والجرح المفسّر الصّادر من عالم بأسباب الجرح لا يعارض به التعديل ‏كما هو معلوم من كتب المصطلح .‏
    والجاهلون المتعصبون لأبي حنيفة كثير،

    وقد رأينا جمعاً من المدرسين ‏بالجامعة الإسلامية يغضبون غاية الغضب،
    ويرون هذا هدماً للإسلام ‏وما درى المساكين أن المتكلم في أبي حنيفة ما طعن في ركن من أركان ‏الإسلام الخمسة.‏
    فنقول لهؤلاء الجهلاء أأنتم أغير على دين الله من أحمد بن حنبل، ‏ومحمد ابن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، والدارقطني، ‏والخطيب؟ .
    ونقول لهم: أأنتم أعلم بأبي حنيفة من مالك بن أنس، وشريك بن عبد الله النخعي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبدالله بن يزيد المقريء، ‏وسفيان الثوري،
    وسفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك ومن جرى مجراهم ؟.‏

    وإني لأعجب لمصطفى السباعي وكتابه «السنة ومكانتها» كيف دافع ‏عن السنة وعن حملتها وفي آخر الكتاب هدم ما بني من أجل الدفاع ‏عن أبي حنيفة، وللَّه در مروان بن محمد الطاطري الذي يقول:
    «
    ثلاثة ‏لا يؤتمنون على الدين: الصوفي، والمبتدع يرد على المبتدعة، ‏والقصاص »

    – ذكر هذا القاضي عياض في
    «ترتيب المدارك» في ترجمة ‏مروان بن محمد الطاطري رحمه الله - .‏
    وبما أن الحنفية لهم سلطة القضاء في كثير من الأزمنة تجد كثيراً من أهل ‏العلم لا يستطيعون أن يصرّحوا بالطعن في أبي حنيفة، فذلكم البيهقي ‏في
    «مناقب الشافعي»
    ينقل عن ابن أبي حاتم الطعن في أبي حنيفة،
    فابن ‏أبي حاتم
    يصرح بأبي حنيفة والبيهقي ينقل عنه ويقول: قال أبو فلان، ‏ولا يصرح بأبي حنيفة .‏
    وذلكم الحافظ ابن حجر يقول في«التقريب» في ترجمة أبي حنيفة: فقيه ‏مشهور، فهذه حيدة من الحافظ، فهو لم ينبّه على هذا الاصطلاح في ‏المقدمة .‏
    وهذا الحكم الذي حكم على أبي حنيفة لا يفيد جرحاً ولا تعديلاً .‏"
    [ص:1-3]

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 09-04-2013, 10:19 AM.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرًا ياأخانا أباعبدالرحمن

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو حذيفة عبد الله عبيدة الوهراني مشاهدة المشاركة
        جزاك الله خيرًا ياأخانا أباعبدالرحمن


        جزاك الله خيرًا يا أبا حذيفة وأسأل الله أن يبارك فيك

        تعليق


        • #5
          الغلو[1] وموقف الشرع منه

          قال الله تعالى:

          ﴿‏لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ ‏إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ‏مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ ‏رَّحِيمٌ (74)مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ‏وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ ‏أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ ‏نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ‏غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً ‏وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ‏﴾
          [المائدة : 73-77 ]

          وقال تعالى:
          ﴿‏يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ‏اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ ‏أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ ‏خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ‏السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً﴾
          [النساء :171]‏

          والآيات القرآنية التي تنهي عن الغلو وتشنع على أهله كثيرة جداً ‏‏.‏

          وأما الأحاديث فنقتصر على ما يلي : ‏

          قال البخاري رحمه الله [ج6 ص478] :


          حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني ‏عبيد الله عن عبد الله عن ابن عباس سمع عمر رضي الله عنه يقول ‏على المنبر:
          سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:
          «لا تطرونيكما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا : عبد الله ورسوله».‏

          وقال أبو داود رحمه الله [ج13 ص161] من «عون المعبود» :‏

          حدثنا مسدد أخبرنا بشر-يعني ابن المفضل– أخبرنا أبو سلمة ‏سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن مطرف قال: قال أبي: انطلقت ‏في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلنا:
          أنت سيدنا فقال:
          «السيد الله»، قلنا: وأفضلنا فضلاً ‏وأعظمنا طولاً فقال:«قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا ‏يستجرينكم الشيطان» .‏

          هذا حديث صحيح على شرط مسلم .‏

          وقال الإمام النسائي رحمه الله في «عمل اليوم والليلة» (ص250) :‏

          أخبرنا أبو بكر بن نافع قال حدثنا بهز قال حدثنا حماد بن سلمة ‏قال حدثنا ثابت عن أنس أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه ‏وعلى آله وسلم:
          يا خيرنا وابن خيرنا ويا سيدنا وابن سيدنا، فقال رسول الله ‏صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

          «يا أيها الناس عليكم بقولكم ولا ‏يستهوينكم الشيطان إني لا أريد أن ترفعوني فوق منزلتي التي ‏أنزلنيها الله تعالى أنا محمد بن عبدالله عبده ورسوله» .‏
          هذا حديث صحيح على شرط مسلم . ‏

          وأخرجه أحمد في «مسنده» (ج3 ص249) فقال : حدثنا عفان ‏حدثنا حماد بن حماد بن سلمة به .‏

          وأتباع أبي حنيفة قد غلوا فيه فهم يلقبونه بالإمام الأعظم بل ‏أعظم من هذا فقد قال قائلهم : ‏

          فلعنة ربـنـا عـداد رمـل:::::::
          على من رد قول أبي ‏حنيفة


          [ص:4- 6]


          ____________________
          [1]_الغلو هو مجاوزة الحد كما في « القاموس»


          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 09-04-2013, 10:21 AM.

          تعليق


          • #6
            تحريم التقليد في الدين

            قال الله سبحانه وتعالى:
            ﴿‏أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ ‏مُسْتَمْسِكُونَ
            (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم ‏مُّهْتَدُونَ (22)وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ ‏مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (23)قَالَ ‏أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ ‏كَافِرُونَ (24)فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ‏﴾
            [الزخرف :21-‏‏25 ]‏

            وقال تعالى:
            ﴿‏وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا ‏أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ‏﴾
            [البقرة : 170‏ ]

            وقال تعالى:
            ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ ‏قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ﴾
            [سورة المائدة : 104 ]‏

            وقال تعالى:
            ﴿اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ ‏أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ‏﴾‏

            [سورة الأعراف: 3 ]


            وقال تعالى:
            ﴿‏اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ‏﴾

            [سورة التوبة:31]

            وقال تعالى:
            ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ‏﴾‏
            [سورة الإسراء:36 ]‏

            وقال تعالى:
            ﴿‏وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ ‏مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً
            (27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً
            (28)لَقَدْ أَضَلَّنِي ‏عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً‏﴾

            [الفرقان : 27-29 ]‏

            وقال تعالى:
            ﴿‏يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا ‏اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا
            (66)وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا ‏السَّبِيلَا
            رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً‏﴾

            [الأحزاب : 66-68 ]‏


            وقال تعالى:
            ﴿‏وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ
            (51)‏إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)قَالُوا ‏وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ
            (53)قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ‏﴾‏

            [الأنبياء : 51-54 ]‏


            وقال الله سبحانه وتعالى:
            ﴿‏وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا ‏آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ ‏مَا لاَ تَعْلَمُونَ‏﴾
            [سورة الأعراف : 28 ]‏

            وقال تعالى حاكياً عن قوم هود في سورة الأعراف:
            ﴿‏قَالُواْ ‏أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن ‏كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ‏﴾
            [سورة الأعراف : 70 ]‏

            وقال تعالى حاكياً عن قوم صالح في سورة هود:
            ﴿‏قَالُواْ يَا صَالِحُ ‏قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي ‏شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾‏
            [سورة هود : 62 ]‏

            وقال تعالى مخبراً عن قوم شعيب:
            ﴿‏قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ ‏تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ ‏لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ‏﴾‏

            [سورة هود : 87 ]‏

            وقال تعالى مخبراً عن قوم نوح في سورة المؤمنين:
            ﴿‏فَقَالَ الْمَلَأُ ‏الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ‏وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ‏﴾

            [سورة المؤمنون : ‏‏24 ]


            فإن قال قائل:
            إن هذه الآيات في ذم التقليد على الكفر،
            فالجواب:
            أنه يؤخذ منها ذم التقليد في الدين وتحريمه، فالتقليد ‏الذي هو اتباع من ليس بحجة بدون حجة جعل حاجزاً بين كثير ‏من المسلمين وكتاب ربهم وسنة نبيهم، حتى أصبح كثير منهم لا ‏يعرف إلا قول فلان ويتعصب له أعظم مما يتعصب للكتاب ‏والسنة حتى قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وهو من ‏رجال التهذيب:
            ومن شعب الإيمان حب ابن شافع::::::::وفرض أكيد حبه لا تطوع

            أنا شافعي إن حييت وإن أمت::::::::::::فوصيتي للناس أن يتشفعوا


            أقول :

            فهلاّ أوصى الناس أن يتمسكوا بالكتاب والسنة!! .‏


            وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي بعده :

            أنا حنبلي ما حييت وإن أمت::::::فوصيتي للناس أن يتحنبلوا


            وقال بعض جهلة المالكية : لولا مالك كان الدين هالك .‏

            ولا إله إلا الله كم فتن حدثت بسبب المذاهب وإن شئت قرأت
            «البداية والنهاية» لابن كثير ترى ما يدهشك من الخصام ‏والقتال بين أصحاب المذاهب،
            كل هذا بسبب التقليد الذي ‏انتهى بكثير من المسلمين أن يقلدوا أعداء الإسلام فإنا لله وإنا إليه ‏راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل .‏


            فإن قلت :

            فماذا يصنع العامي الذي لا يفهم الكتاب والسنة، ‏

            فالجواب:
            يتعلم فهو ممن يشمله قوله تعالى:

            ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ ‏الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ‏﴾


            ويشمله قوله تعالى:


            ﴿اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ ‏إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ‏﴾‏ .‏


            وتعليم العامي بالفعل أبلغ، والتعليم بالفعل له أصل أصيل فقد ‏صلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأصحابه على المنبر، ‏وإذا أراد أن يسجد نزل وسجد على الأرض، اللهم إنا نبرأ إليك ‏من التقليد الذي شتت شمل المسلمين وحال بين كثير منهم وبين ‏كتاب ربهم وسنة نبيهم وسهل عليهم اتباع أعداء
            الإسلام
            .

            وإني أنصح بقراءة «القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد» ‏للشوكاني
            و«إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد» للصنعاني .‏


            فإن قلت أيهما أضر على الدين المذاهب أم الحزبية؟

            فالجواب: الحزبية،

            لأنها مستوردة من قبل أعداء الإسلام لهدم ‏الدين كما أوضحنا ذلك في كتبنا:

            ‏1-‏ «إجابة السائل عن أهم المسائل» .‏

            ‏2-‏ «الفواكه الجنية» .‏
            ‏3-‏ «المصارعة» .‏
            ‏4-‏ «القول الأمين في بيان فضائح المذبذبين» .‏
            ‏5-‏ «قمع المعاند» . وكل هذه مطبوعة منشورة .‏
            ‏6-‏ وكذا في «غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة» قد ‏رصّ وكذا في «فضائح ونصائح» .

            ونحن إذ نحذّر من تقليد أبي حنيفة
            فلسنا ندعو الناس إلى مذهبنا ‏فليس لنا مذهب إلا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه ‏وعلى آله وسلم، ولسنا ندعو الناس إلى اتباعنا فلسنا أهلاً لأن ‏نتبع بل ندعو الناس إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله ‏عليه وعلى آله وسلم .‏فهما الأمان من الضلال:

            ﴿‏إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ ‏أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا ‏كَبِيرًا﴾

            [الإسراء : 9 ]

            :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
            قال الإمام البخاري رحمه الله (ج3 ص205) حديث (1338) :
            حدثنا عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد قال ... وقال لي ‏خليفة:
            حدثنا ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه ‏عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

            «العبد إذا وضع في ‏قبره وتولى وذهب أصحابه – حتى أنه ليسمع قرع نعالهم- ‏أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل ‏‏– محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ - فيقول: أشهد أنه ‏عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعد له من النار: أبدلك ‏الله به مقعداً من الجنة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‏‏: فيراهما جميعاً، وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري كنت ‏أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب ‏بمطرقة من حديد ضربة بي أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من ‏يليه إلا الثقلين» .‏
            وأعاده البخاري في (ص232) من طريق عياش بن الوليد به . ‏
            أخرجه مسلم (ج4 ص220)فقال رحمه الله: حدثنا عبد بن ‏حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن ‏قتادة به .‏

            و قال البخاري رحمه الله (ج3 ص222) :

            حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن ‏صالح عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه أنه ‏أخبره أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى ‏عليه وعلى آله وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله ‏بن أبي أمية بن المغيرة قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ‏وسلم لأبي طالب:

            «يا عم، قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد ‏لك بها عند الله»،
            فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أميه: يا ‏أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله ‏صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك ‏المقالة حتى قال أبو طالب: آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد ‏المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله ‏صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
            «
            أما والله لأستغفرن لك ما لم ‏أنه عنك؟» فأنزل الله تعالى فيه الآية .‏

            الحديث أخرجه في مواضع من صحيحه منها (ج8 ص194) ‏وفيه فنزلت:
            ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
            [سورة التوبة : 113]‏ ،
            ونزلت: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾
            [سورة القصص : 56 ]‏
            الحديث أخرجه مسلم (ج1 ص214) .‏

            التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 15-04-2013, 07:22 PM.

            تعليق


            • #7
              لله درك أبا عبد الرحمن استمر حفظك ربي ورحم الله الإمام الوادعي وجزاه خيراً

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة علي بن رشيد العفري مشاهدة المشاركة
                لله درك أبا عبد الرحمن استمر حفظك ربي ورحم الله الإمام الوادعي وجزاه خيراً

                أحسن الله إليك أخي الفاضل علي وحفظك وثبتني الله وإياك على السنة حتى نلقاه

                تعليق


                • #9

                  فيما يتعلق من العداوة والخصام بين التابع والمتبوع على الباطل
                  ‏يوم القيامة وفي النار أعاذنا الله وإياكم من ذلك .‏


                  قال الله تعالى:
                  ﴿
                  وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31)قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (32)وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
                  [سبأ : 31-33 ] ‏


                  وقال الله تعالى:

                  ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ
                  [سورة الزخرف : 67 ]


                  وقال تعالى مخبراً عن آل فرعون:

                  ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47)قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ
                  [سورة غافر : 47-48 ]


                  وقال تعالى:

                  ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ
                  [سورة البقرة:166]



                  أي: المودة التي كانت بينهم في الدنيا:

                  ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ
                  [سورة البقرة : 167]


                  وقال تعالى مخبراً عن إبراهيم عليه السلام حيث وبخ قومه:

                  ﴿‏وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ
                  [سورة العنكبوت : 25 ]


                  قال الحافظ ابن كثير رحمه الله مفسراً لقوله: ﴿وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًاأي: يلعن الأتباع المتبوعين والمتبعون الأتباع: ﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا.


                  وقال تعالى:

                  ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾
                  [سورة الأحقاف : 5-6]


                  وقال تعالى:

                  ﴿وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (80) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً
                  [مريم : 80-81]


                  ولا يظن ظان أن هذه في الكفار الذين يعبدون الأصنام ‏فحسب فإنها تتناول كل من عمل هذا العمل إلى يوم القيامة .‏


                  وقال تعالى:

                  ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (92) من دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ
                  (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(97)إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ
                  [الشعراء : 99].


                  وقال تعالى:

                  ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا
                  تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
                  .

                  وقال تعالى:

                  ﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ(59)قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِإلى أن قال:﴿إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ
                  قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى وقوله: ﴿هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ

                  هذا إخبار من الله تعال عن قيل أهل النار ‏بعضهم لبعض كما قال تعالى: ﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا

                  يعني بدل السلام يتلاعنون ويتكاذبون ويكفر بعضهم بعضاً ‏فتقول الطائفة التي تدخل قبل الأخرى إذا أقبلت التي بعدها مع ‏الخزنة من الزبانية

                  ﴿هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْأي داخل ﴿مَّعَكُمْ لَا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِأي لأنَّهم من أهل جهنم ﴿قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِكُمْ
                  أي فيقول لهم الداخلون ﴿بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِكُمْأَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَاأي أنتم دعوتمونا إلى ما أفضى ‏بنا إلى هذا المصير .‏

                  ﴿قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِكما قال الله عز وجل:
                  ﴿قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ
                  [سورة الأعراف ‏: 38]

                  أي لكل منكم عذاب بحسابه .أ ه .‏


                  يتبع بإذن المولى


                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 22-04-2013, 12:51 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيراً أخانا الفاضل أبا عبد الرحمن على هذا التلخيص النافع لفوائد وددر العلامة الوادعي في كتابه نشر الصحيفة

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أبوحذيفة أحمد بن محمود السعدي مشاهدة المشاركة
                      جزاك الله خيراً أخانا الفاضل أبا عبد الرحمن على هذا التلخيص النافع لفوائد وددر العلامة الوادعي في كتابه نشر الصحيفة

                      بارك الله فيك يا أبا حذيفة ونفعني الله وإياك بما في هذا الكتاب من الدرر

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي مشاهدة المشاركة
                        يتبع بإذن المولى
                        المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي مشاهدة المشاركة

                        فيما يتعلق من العداوة والخصام بين التابع والمتبوع على الباطل
                        ‏يوم القيامة وفي النار أعاذنا الله وإياكم من ذلك .‏


                        قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله [ج2ص1426] :

                        حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شبابة عن ابن أبي ذئب عن محمد ‏بن عمرو ابن عطاء عن سعيد بن يسار
                        عن
                        أبي هريرة عن النبي ‏صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن الميت يصير إلى القبر فيجلس ‏الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف ‏ثم يقال له: فيم كنت؟
                        فيقول: كنت في الإسلام، فيقال له:
                        ما هذا الرجل؟
                        فيقول:
                        محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه،
                        فيقال له:
                        هل رأيت الله؟
                        فيقول:
                        ما ينبغي لأحد أن يرى الله، فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً
                        فيقال له:
                        هذا مقعدك ويقال: على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله .
                        ويجلس الرجل السوء في قبره فزعاً مشعوفاً فيقال له:
                        فيم كنت؟
                        فيقول:
                        لا أدري، فيقال: ما هذا الرجل؟
                        فيقول:
                        سمعت الناس يقولون قولاً فقلته فيفرج له قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيه
                        فيقال له:
                        انظر إلى ما صرفه الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً
                        فيقال له:
                        هذا مقعدك على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى » .
                        هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .‏

                        التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 15-05-2013, 04:36 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          التحذير من التفرقة المذهبية

                          قال أبو داود رحمه الله [ج13ص240] :‏

                          حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ‏عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ‏وسلم :
                          «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، ‏وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي ‏على ثلاث وسبعين فرقة» .‏
                          هذا حديث حسن.‏
                          الحديث أخرجه الترمذي [ج7/ 297] وقال: حديث أبي ‏هريرة حديث حسن صحيح،
                          وأخرجه ابن ماجه[ج2/ 1321] .‏

                          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 15-05-2013, 04:41 PM.

                          تعليق


                          • #14
                            يتوقف في فتوى المفتي التي لا تطمئن إليها النفس‏

                            قال الإمام أحمد رحمه الله
                            [ج4ص194] :‏
                            ثنا زيد بن يحيى الدمشقي قال ثنا عبد الله بن العلاء[1] قال سمعت ‏مسلم بن مشكم قال سمعت الخشني قال:
                            قلت: يا رسول الله ‏أخبرني بما يحل لي ويحرم عليّ؟
                            قال فصعد النبي صلى الله عليه ‏وعلى آله وسلم وصوّب فيّ النظر، فقال النبي صلى الله عليه ‏وسلم:
                            «البر ما سكنت النفس[2]واطمأن إليه القلب والإثم ما لم ‏تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون» ‏
                            وقال: «لا تقرب لحم الحمار الأهلي ولا ذا ناب من السباع».‏
                            هذا حديث صحيح. والنهي عن كل ذي ناب من السباع في ‏الصحيح من حديث أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة .
                            وكذا النهي عن لحوم الأهلية في «الصحيح» من حديث أبي ‏إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة كما في «تحفة الأشراف» .‏


                            [1] في الأصل: عبدالعلاء، والصواب ما أثبتناه وهو: عبدالله بن العلاء بن زبر.
                            [2] المراد هنا النفس الصالحة المحبة للخير المحكمة للكتاب والسنة .
                            التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 15-05-2013, 04:40 PM.

                            تعليق


                            • #15
                              ما جاء في ذم الرأي

                              قال أبو داود رحمه الله [ج1ص278] :
                              حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا حفصيعني ابن غياثعن ‏الأعمشعن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي قال:
                              "
                              لو كان ‏الذين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت ‏رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمسح على ظاهر خفيه" .‏
                              :::::::::::::::::::::::::::::
                              حدثنا محمد بن رافع قال حدثني يحيى بن آدم قال أخبرنا يزيد بن ‏عبد العزيز عن الأعمش بإسناده بهذا الحديث قال:
                              "ما كنت أرى ‏باطن القدمين إلا أحق بالغسل حتى رأيت رسول الله صلى الله ‏عليه وعلى آله وسلم يمسح على ظهير خفيه" .‏
                              ورواه وكيع عن الأعمش قال:
                              "كنت أرى أن باطن القدمين ‏أحق بالمسح من ظاهره حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى ‏آله وسلم يمسح على ظاهرهما" . قال وكيع:" ينعني الخفين" .‏
                              ورواه عيسى بن يونسعن الأعمش كما رواه وكيع .‏
                              هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح إلا عبد خير وقد وثقه ‏ابن معين كما في «تهذيب التهذيب» .‏

                              تعليق

                              يعمل...
                              X