سئل العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:
ما حكم تبديع جملة من أئمة أهل السنة بحجة أنهم أخطأوا في العقيدة مثل النووي وابن حجر وغيرهما؟[1]
أجاب الشيخ بقوله: من أخطأ لا يؤخذ بخطئه، الخطأ مردود مثل ما قال مالك رحمه الله: "ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر" يعني النبي صلى الله عليه وسلم وكل عالم يخطئ ويصيب فيؤخذ صوابه ويُترك خطؤه، وإذا كان من أهل العقيدة السلفية ووقع في بعض الأغلاط، فيترك الغلط ولا يخرج بهذا من العقيدة السلفية إذا كان معروفاً باتباع السلف، ولكن تقع منه بعض الأغلاط في بعض شروح الحديث أو في بعض الكلمات التي تصدر منه فلا يقبل الخطأ ولا يتبع فيه، وهكذا جميع الأئمة إذا أخطأ الشافعي أو أبو حنيفة أو مالك أو أحمد أو الثوري أو الأوزاعي أو غيرهم، يؤخذ الصواب ويترك الخطأ، والخطأ ما خالف الدليل الشرعي، وهو ما قاله الله ورسوله، فلا يؤخذ أحد من الناس إلا بخطأ يخالف الدليل، والواجب اتباع الحق، قال الله تعالى: مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)
وقد أجمع العلماء على أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالواجب اتباع ما جاء به وقبوله وعدم رد شيء مما جاء به عليه الصلاة والسلام؛ للآية الكريمة المذكورة، وما جاء في معناها، ولقوله تعالى: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). انتهى
[1] سؤال موجه لسماحةالشيخ ابن باز بعد الدرس الذي ألقاه في المسجد الحرام بتاريخ 25/12/1418هـ. وانظر الموقع الرسمي له.
قال أبو عبدالرحمن الحبيشي سلمه الله: وهكذا نقول فيمن تكلم في شيخنا العلامة المجاهد الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، بغير حجة ولا برهان لا يقبل قوله ولا كلامه، ومن هاهنا أقول: والذي أعتقده وأشهد به بين يدي الله، وقد قلتها ذات مرة في اتصل حصل بيني وبين شيخنا يحيى حفظه الله، أن شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله خلف شيخنا مقبل الوادعي رحمة الله عليه، في دعوته وعلى كرسيه وقام بها خير قيام، فكان نعم الخلف لنعم السلف، وأن شيخنا يحيى حفظه الله على منهج السلف الصالح بل تستطيع أن تقول: إنه نسخة منهم في صبره في ثباته في جهاده وفي صدعه بالحق وفي تغييره للمنكر وفي كلامه في الحزبيين، وأنه صار محنة في هذا الزمن يمتحن به، فإذا رأيت الرجل يطعن فيه أو يتكلم فيه فهو أحد الرجلين إما حزبي فاجر خبيث نسأل الله أن يهديه أو يفضحه ويقصم ظهره، وإما جاهل يحتاج إلى أن يعلم ما هو الصواب والله على ما أقول شهيد.
وكتبه: أبو عبدالرحمن: ردمان بن أحمد الحبيشي/ دار الحديث السلفية بالبيضاء/1/ جماد أول/ 1434هـ/ الأربعاء ليلا
تعليق