السلام عليكم
إليكم سلسلة من ردود الشيخ الفوزان (من كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد)
قال حفظه الله
لقي الشيخ -رحمه الله- كغيره من الدعاة المصلحين معارضات من خصومه واتهامات باطلة.
فقيل عنه: إنه يريد الملك والسيطرة والتسلط.
وهذا قيل في حق الرسل -عليهم الصلاة والسلام- مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ فكيف بأتباعهم؟
وقيل: إنه جاء بمذهب خامس؛ ولذلك صاروا يلقبون أتباعه بـ(الوهابية)؛ لأنه دعا إلى ما يخالف ما ألفوه من البدع والشركيات.
وهذه فرية يكذبها واقع دعوته وكتبه وفتاويه، وأنه في الاعتقاد على عقيدة السلف، وفي الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، لم ينفرد عن المذاهب الأربعة بقول واحد، فكيف يكون له مذهب خاص؟ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
ومن أراد معرفة الشبهات التي أثيرت حوله وحول دعوته فليراجع كتبه، وما أجاب به عن تلك الشبه، والحق واضح -ولله الحمد- وضوح الشمس، لا يغطيه الكذب والتلبيس، فلا يعتمد على كلام خصومه فيه وفي دعوته.
ومنهم من أنكر ما قام به الشيخ من تجديد وإصلاح، وقال: إن حالة أهل نجد في وقته كانت على الاستقامة والصلاح، وفيهم علماء ووعي، وما ذكر عن دعوة الشيخ وعن فساد الأحوال قبل دعوته إنما هو تهويل من المؤرخين، وتعتيم على الواقع.
ورد مثل هذا الهراء والجحود لما هو معلوم ومتواتر، لا يحتاج إلى كثير عناء، وكتب خصومه من معاصريه وغيرهم تعج بالافتراءات والدعوة إلى الباطل، وما أظن هذه الفكرة إلا من إيحاء المستشرقين.
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتـــاج النهــار إلــى دليــل
ومنهم من يقول: إن الشيخ لا يعتبر مجددا؛ لأنه حنبلي مقلد.
وكأن هذا القائل يرى أن العالم لا يكون مجددا حتى يخرج على المذاهب الأربعة وعن أقوال الفقهاء، ومثل هذا لا يعرف معنى التجديد، فهو يهرف بما لا يعرف.
إن التجديد معناه: إزالة ومحاربة ما علق بالدين من خرافات وشركيات ومبتدعات ما أنزل الله بها من سلطان، وبيان الدين الحق والمعتقد السليم، كما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس من شرط ذلك أن يخرج المجدد على المذاهب الأربعة وأقوال الفقهاء ويأتي بفقه جديد.
وها هم الأئمة من المحدثين الكبار كانوا مذهبيين، فشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم كانا حنبليين، والإمام النووي وابن حجر كانا شافعيين، والإمام الطحاوي كان حنفيا، والإمام ابن عبد البر كان مالكيا.
ليس التمذهب بأحد المذاهب الأربعة ضلالا حتى يعاب به صاحبه، ولا نقصا في العلم. بل إن الذي يخرج عن أقوال الفقهاء المعتبرين وهو غير مؤهل للاجتهاد المطلق هو الذي يعتبر ضالا وشاذا.
والشيخ -رحمه الله- لا يأخذ قول المذهب الذي ينتسب إليه قضية مسلمة حتى يعرضه على الدليل، فما وافق الدليل أخذ به، ولو لم يكن في المذهب الذي يقلده إذا وافق قول أحد الأئمة الآخرين؛ لأن هدفه موافقة الدليل، وهذا في حد ذاته يعتبر تجديدا في الفقه أيضا، بخلاف التقليد الأعمى والتعصب الممقوت .
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...32§ionid=2
إليكم سلسلة من ردود الشيخ الفوزان (من كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد)
قال حفظه الله
لقي الشيخ -رحمه الله- كغيره من الدعاة المصلحين معارضات من خصومه واتهامات باطلة.
فقيل عنه: إنه يريد الملك والسيطرة والتسلط.
وهذا قيل في حق الرسل -عليهم الصلاة والسلام- مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ فكيف بأتباعهم؟
وقيل: إنه جاء بمذهب خامس؛ ولذلك صاروا يلقبون أتباعه بـ(الوهابية)؛ لأنه دعا إلى ما يخالف ما ألفوه من البدع والشركيات.
وهذه فرية يكذبها واقع دعوته وكتبه وفتاويه، وأنه في الاعتقاد على عقيدة السلف، وفي الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، لم ينفرد عن المذاهب الأربعة بقول واحد، فكيف يكون له مذهب خاص؟ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
ومن أراد معرفة الشبهات التي أثيرت حوله وحول دعوته فليراجع كتبه، وما أجاب به عن تلك الشبه، والحق واضح -ولله الحمد- وضوح الشمس، لا يغطيه الكذب والتلبيس، فلا يعتمد على كلام خصومه فيه وفي دعوته.
ومنهم من أنكر ما قام به الشيخ من تجديد وإصلاح، وقال: إن حالة أهل نجد في وقته كانت على الاستقامة والصلاح، وفيهم علماء ووعي، وما ذكر عن دعوة الشيخ وعن فساد الأحوال قبل دعوته إنما هو تهويل من المؤرخين، وتعتيم على الواقع.
ورد مثل هذا الهراء والجحود لما هو معلوم ومتواتر، لا يحتاج إلى كثير عناء، وكتب خصومه من معاصريه وغيرهم تعج بالافتراءات والدعوة إلى الباطل، وما أظن هذه الفكرة إلا من إيحاء المستشرقين.
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتـــاج النهــار إلــى دليــل
ومنهم من يقول: إن الشيخ لا يعتبر مجددا؛ لأنه حنبلي مقلد.
وكأن هذا القائل يرى أن العالم لا يكون مجددا حتى يخرج على المذاهب الأربعة وعن أقوال الفقهاء، ومثل هذا لا يعرف معنى التجديد، فهو يهرف بما لا يعرف.
إن التجديد معناه: إزالة ومحاربة ما علق بالدين من خرافات وشركيات ومبتدعات ما أنزل الله بها من سلطان، وبيان الدين الحق والمعتقد السليم، كما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس من شرط ذلك أن يخرج المجدد على المذاهب الأربعة وأقوال الفقهاء ويأتي بفقه جديد.
وها هم الأئمة من المحدثين الكبار كانوا مذهبيين، فشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم كانا حنبليين، والإمام النووي وابن حجر كانا شافعيين، والإمام الطحاوي كان حنفيا، والإمام ابن عبد البر كان مالكيا.
ليس التمذهب بأحد المذاهب الأربعة ضلالا حتى يعاب به صاحبه، ولا نقصا في العلم. بل إن الذي يخرج عن أقوال الفقهاء المعتبرين وهو غير مؤهل للاجتهاد المطلق هو الذي يعتبر ضالا وشاذا.
والشيخ -رحمه الله- لا يأخذ قول المذهب الذي ينتسب إليه قضية مسلمة حتى يعرضه على الدليل، فما وافق الدليل أخذ به، ولو لم يكن في المذهب الذي يقلده إذا وافق قول أحد الأئمة الآخرين؛ لأن هدفه موافقة الدليل، وهذا في حد ذاته يعتبر تجديدا في الفقه أيضا، بخلاف التقليد الأعمى والتعصب الممقوت .
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...32§ionid=2
تعليق