• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تذكير النبهاء والفضلاء بما أحدثه الحية الرقطاء في دار الحديث والسنة من الأمور المنكرة الشعناء .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تذكير النبهاء والفضلاء بما أحدثه الحية الرقطاء في دار الحديث والسنة من الأمور المنكرة الشعناء .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سلسلة الطليعة في إجهاز المتردية والنطيحة [4]و[5]


    تذكير النبهاء والفضلاء بما أحدثه الحية الرقطاء (عبد الرحمن بن مرعي) في دار
    الحديث والسنة من الأمور المنكرة الشعناء


    ويليها :

    الارتقاء بنقض عميان (بيان) الحية الرقطاء





    تأليف:
    أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي نسبا العدني نسبا .

    قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم والدنا الناصح الأمين أسد السنة العلامة
    المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري زاده الله عزا وشرفا ومقاما
    وقدرا ودفع عنه كيد الكائدين وشر الحاسدين الحاقدين .

    كلمة شكر


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
    فإني أحمد ربي الذي أعانني على كتابة هذه المذكرة ، وهي عبارة عن بيان عما أحدثه الحية الرقطاء هو وأحبابه في دار الحديث والسنة ، كتبتها تذكرة للناسي وتنبيها للغافل .
    وأحمد ربي سبحانه وتعالى الذي أعانني كذلك على نقض عميان الحية الرقطاء الذي يعتبر كما قال شيخنا الكريم حفظه الله : عن لعبة ، وقال : فكيف يتبرأ من فعلهم وهم لا يزالون معه سفرا وحضرا .
    كما أشكر لشيخي الكريم ووالدي الحبيب حيث أنه تفضل وتكرم لقاءة هاتين الرسالتين والإذن بنشرهما فله مني جزيل الشكر والتقدير والدعاء .والحمد لله رب العالمين .

    ******************

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيآت أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :
    فهذه لفته سريعة وجولة قصيرة وهي عبارة عما أحدثه الحية الرقطاء وهو وأحبابه في دار الحديث والسنة وما ترتب عليها من الإساءة إلى الدار وشيخها ، وضعتها تنبيها للغافلين وإعانة عمن التبس عليه أمر هذه الفتنة ممن يريد الحق ويغار على السنة وأهلها ، أسأل من الله الإعانة والتوفيق والسداد .

    فأقول وبالله التوفيق :
    إن أول فتنة قام بها الحية الرقطاء في دار الحديث والسنة هي قضية التسجيل لإقامة ذلكم الحلم الموهوم .

    وكان مما أحدث في هذه القضية أعني _ قضية التسجيل هذه _ أمورا منها :

    1 _ إنه أتى بسير جديد لم يكن معهودا لدى علماء السنة في اليمن ، بل ليس من هدي السلف الصالح رحمة الله عليهم ولا من صفاتهم الحميدة ولا من أخلاقهم الجليلة .

    2 _ إنه تجاوز الحد وانتهك حرمة دار الحديث والسنة وحرمة شيخها .

    3 _ إنه استعان على بليته هذه بأناس من ذوي الحقد والحنق والحسد على شيخ دار الحديث والسنة .

    وهاكم مجمل ما أحدثه الحية الرقطاء في دار الحديث والسنه .
    عندما أعلن الحية الرقطاء عن بدء التسجيل لحلمه الموهوم أشاع وأذاع بين أوساط طلبة العلم أن مدة التسجيل لا تزيد عن أربعة أيام وأن بناء الأرضية يتم في خلال عام واحد .

    وكان هذا التوقيت الخطير والتحديد المبيت يدلك على خطورة هذا الحلم الموهوم وخطورة ومكر صاحبه ، حيث أنه لا يجعل من كِيد به أن يفكر في مغبة هذا الأمر وعاقبته وخطورته ، ولا يدرك ما يكاد له ويدبر {{ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }} [الأنفال: من الآية 30] .

    فكان مما حصل بسبب هذا التوقيت وهذا التضييق المخنق أن وقع كثير من طلبة العلم في الحرج وربما بعضهم ذهب ماء وجهه ، وصار بالهم مشغولا وفكرهم مضطربا لأن الوقت لا يسمح بالتأخر .

    وحالة طلبة العلم معروفة ، وهذا المبلغ من المال لا يمتلكه الكثير منهم ، وهذا الأمر يعرفه تماما حق المعرفة الحية الرقطاء ، إلا أنه استغل هذا الضعف الحاصل بين طلبة العلم من قلة ذات اليد ، فعرض لهم هذا المبلغ من المال الذي يعتبر بالنسبة لغيرهم لا شيئ، فجعلهم كالمجانين المخبولين مضطربين بأمرهم حائرين .

    فكان من الواجب عليه والحالة هذه أن لا يضيق على طلبة العلم ، وأن لا يحدد لهم وقتا حتى لا يوقعهم في الضيق والحرج ، هذا إذا سلم له صحة فعله هذا .

    فكنت تجد بعض طلبة العلم منهم من باع ذهب زوجه ومنهم من استدان ومنهم من كنت تراه حزينا لا يجد ما يشتري به لا سيما مع ضيق الوقت ، ومنهم من كان يحرض بعض طلبة العلم بأن يبيع بيته في دماج حتى يشتري به أرضا في مدينة الفيوش التجارية .

    فتورط من تورط من طلبة العلم وضاق من ضاق وتحرج من تحرج .ومن اشترى أرضا بدأ بعد ذلك يفكر في بنائها وعمارتها ، ومن أين سيحصل على مال حتى يبني ويعمر أرضه ، فصار هؤلاء في حيص وبيص مما أدى ببعضهم أن قلت همته في الطلب ورغب في الدنيا .

    فطلبة العلم هاهنا في دار الحديث والسنة الالاف منهم بيوتهم مبنية على اللبن والطين وأعواد الأشجار من الأثل وغيره ، وهم والله الذي لا إله غيره مجاهدون في تحصيل العلم حتى ينفعوا أنفسهم وينفعوا أمتهم ، ولو رآهم الملوك وأبناء الملوك لجالدوهم على ما هم فيه من السعادة وطمأنينة النفس وراحة بالهم وسعادتهم بالسيوف ، حتى أن بعض الوافدين عند أن رأى طلبة العلم وكثرتهم صرف الله عنهم كل سوء ومكروه قال : من يسير هؤلاء ليس هناك محاكم ولا غيره ، فقيل له : يسيرهم الكتاب والسنة .

    المهم تجد حياتهم مقاربة من حياة سلفهم الصالح رحمة الله عليهم زهدا في الدنيا ورغبة في الآخرة .

    فهذه هي بيوت طلبة العلم زادهم الله عزا وشرفا ، ومع هذا تجد على بعضهم من الديون عند الأخ فيصل الوادعي وفقه الله صاحب القلّاب الذي ينقل لطلبة العم اللبن والطين والحجارة ، حتى أنه أخبرني ذات يوم وكان ذلك قبل عامين تقريبا أن له عند الطلاب اثنين مليون ريال ، وهو ذلكم الرجل الصبور صاحب الخلق الحسن يحب طلبة العلم ويصبر عليهم لما يعلم من حالتهم ويلبي رغباتهم فجزاه الله خيرا وبارك فيه وفي زوجه وأولاده وماله ، وختم له بخير وعافية وسنة .

    وهذه الأموال المتفرقة التي عند طلبة العلم للأخ فيصل الوادعي وفقه الله هي مبالغ زهيدة لا شيئ بل وليس لها ذكر بالنسبة لغيرهم .
    فهذه صورة مختصرة عن حال طلبة العلم الأعفاء الأعزاء الأغنياء ، وهم يعيشون في تلكم البيوت المبنية على الطين واللبن والأثل .
    وطالب العلم مشغول بدينه يريد أن يبرأ ذمته لما فيه من التشديد والترهيب مما تجد البعض منهم يذهب ويعمل في نفس البلد حتى يقضي دينه .

    فما بالكم لو انتقل طالب العلم إلى مدينة الفيوش التجارية ووجد الناس يتفاخرون في البنيان والعمران ، هل سيخطر في باله أنه يبني أرضيته بمبلغ زهيد كما هو الشأن في دار الحديث والسنة ؟ ، هل ستطيب نفسه بذلك وترضى وتطمأن ؟ وهو يرى البيوت الفاخرة والقواعد الباهرة .
    الجواب : لا شك أن النفس تحب الرفعة وتكره الضعة ، فتجد نفسه تتطاول وترغب وتتوق إلى أن يفعل ما يفعله غيره .

    الآن يأتي السؤال والحوار :

    يا فلان البناء هذا كم سوف يكلف ؟
    الجواب : أنه يكلف مبالغ كثيرة وأموالا هائلة .

    هل تمتلك هذه الأموال وهذه المبالغ ؟
    الجواب : لا .

    إذا كيف ستفعل ؟
    الجواب : اذهب واعمل .

    كم مدة هذا العمل ؟
    الجواب : لا أدري ، اعمل حتى أجمع قيمة البناء .

    هذا يحتاج منك إلى عمر ووقت طويل وأنت تعرف حال الريال اليمني ؟
    الجواب : صحيح يحتاج إلى وقت وعمر طويل والريال اليمني في النزع .

    إذا ما هو الحل يا أخي ؟
    الجواب : إن أرض الله واسعة ولعلي سوف أسافر حتى أجمع ما يسر الله عز وجل لي .

    وهذا صعب عليك وفيه مشقة وكلف .
    فالوقت ضيق يا أخي ماذا ستفعل ؟
    الجواب : سأبيع بيتي في دماج دار الحديث والسنة
    .

    أقول لك : هذا هو الأمر المطلوب الذي من أجله أعلن عن هذا الحلم الموهوم وهو صرف طلبة العلم عن هذا الخير العظيم وصدهم عنه ، فكم من شخص باع بيته بثمن رخيص وكان هو يرغب فيه من قبل إذا أراد أن يبيعه , يرغب فيه بمبلغ كبير حتى أنك تجد بعض الأعلانات معلقة في الجدار وفيه ترغيب في الشراء ،

    ومما قرأت عن بعض من باع بيته ممن ضحك عليهم الحية الرقطاء مايلي :
    من أراد أن يشتري بيتا رخيصا جدا جدا في المزرعة عند البمبة فعليه أن يتصل بالرقم ثم ذكر رقمه وفيه اغتنم الفرصة .
    وفعلا بلغني بعد ذلك أنه باع بيته بمبلغ هو دون مبلغه الحقيقي ، فما أدري هل الحية الرقطاء سوف يعوضهم الفارق .
    على أنه يعتبر هذا الفعل لطلبة العلم ، وهو أن يشتروا بيوت هؤلاء المغفلين .
    فو الله الذي لا إله غيره ما رخصت بيوتهم إلا بسبب زهدهم عن هذا الخير رخصوا وضيعوا أنفسهم فرخصت بيوتهم

    وبقي شيئ يسير من الحوار نعود إليه .

    ثم أقول لك يا أخي : هذا المبلغ الذي أخذته مقالبل بيتك في دار الحديث والسنة هو قليل ربما لا يسعك إلا في بناء القواعد ، هذا إن كان كافيا ، فماذا استفدت من هذا البيع وأنت تعلم أنه لن يكفيك ؟ .
    فإن قلت : سوف أتوكل على الله .

    السؤال : ما هو نوع هذا التوكل ؟ هل هو توكل صوفي أم حزبي أم سني .
    فإن قلت : أنا لا أدري ما تقول ؟

    الجواب : توكل صوفي أنه يخرج بلا زاد ولا شيئ فهذا متواكل .
    وتوكل الحزبي أنه يقول : توكلت على الله ثم على جمعية إحياء التراث ، فهذا متآكل مستعد تمام الاستعداد أن يبيع دينه بعرض من الدنيا .
    وتوكل السني أن يتوكل على الله وحده ويعتمد عليه مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمحافظة على دينه واستقامته والحرص عليهما وعدم التنازل عن شيئ من أمور دينه ولا شيئ يخدش في استقامته وسنيته ، فهذ هو المتوكل الحقيقي على ربه تعالى .

    فخلاصة ما تقدم :
    أن الهدف والغاية من هذه اللعبة الشيطانية التي قام بها الحية الرقطاء هو : صرف طلبة العلم عن هذا الخير العظيم وتضييعهم وجعلهم عمالا لحطام هذه الدنيا الفانية ، سواء شعر بهذا أم لم يشعر ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    وأكثر من وقع في مغبة هذا الأمر وصار فريسة ولقمة مستساغة وفرخا وصيدا في مصيدة الحية الرقطاء هم طلبة العلم من أصحاب عدن ، فصار الكثير منهم ضحية هذه الفتنة واستطاع الحية الرقطاء أن يجمع في صفه أكبر قدر ممكن وقد فعل .

    والسر في ذلك أن الإخوان من أصحاب عدن حالتهم معروفة معيشة وسكنا ويتمنى البعض منهم أن يمتلك في عدن ولو عشة يأوي إليها هو وأهله وما ذلك إلالشدة ضيق البيوت في عدن مع ما في البعض منها من المنكرات والمخالفات الشرعية .

    فلما يعرض للأخ العدني مثل هذا العرض المغري أرضية واسعة (12م*12م) بمبلغ يسير تجد لعابه يسيل وعقله يطيش .

    فسحرهم الحية الرقطاء بفعله هذا فصاروا في غفلة وطيش ، وربما إذا رأيت بعضهم حسبته مجنونا من هول العرض وشدته ، حتى أنك كنت تجد بعضهم يقلب جوّاله وينظر في الأسماء التي في الجوال ، لعله نسي بعض الناس لم يوصه ويحثه على شراء أرضية في مدينة الفيوش التجارية .

    فصار هؤلاء المغبون عليهم يسعون ويحملون ويجتمعون ويتواصون يعني أمورا مزرية وحركات سخيفة تافهة .

    فكنت أعظم ما تجده عندهم يا فلان سجلت يا فلان ، هل اشتريت أرضية يا فلان ... يا فلان ... ، وكأن لسان حالهم يقول : اغتنموا هذه الفرصة فرصة لا تكاد تعوض ، فرصة وليست بالحلم يا قوم فقيه اليمن يبيع أراضي رخيصة الثمن .

    فكادت أن تكون دار الحديث والسنة بسبب هؤلاء الغوغاء أحباب الحية الرقطاء مثل سوق الملح .

    وكان الحية الرقطاء قد جند جنودا فعصبهم وحزبهم وكتلهم وأمرهم بالمواجهة بقوله لهم : ضروري أن تبيّنوا فخرج يسين وغلامه فقالا : سنبيّن .

    ولم يكن اختيار الحية الرقطاء لهؤلاء الغوغاء هكذا عفوا [ إن صح التعبير ] ، وإنما وقع اختياره على أناس ذوي غطرسة وتكبر وحقد وأنفه وحنق وغل على شيخ دار الحديث والسنة أعز الله مقامه وزاده شرفا وقدرا .

    والحية الرقطاء في حقيقة الأمر ليس ذا همة في هؤلاء المساكين إلا إنه اتخذهم لكي يشفي غليله وحقده وقد فعل .

    وهذا يدل على ضعف في إيمانه وخلل في تقواه ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :[[ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ]] . رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه .

    فكيف يردي بهؤلاء الإخوان وهو يعلم مغبة وخطورة من تعدى على الحق وأهله كيف يصير حاله بعد ذلك .

    وأضف إلى ذلك ضعف شخصيته وليست عنده قوة المواجهة وتحمل وإنما من وراء حصون وجدر ، بل إنه ان تحمل إنما يتحمل لمدة خمسة دقائق وبعد ذلك ينهار ، كما أخبر بذلك علي بن سالم عنه ولهذا رأيته يستعين بمن تقدم ذكرهم .

    والحية الرقطاء بعد أن يحصل مقصوده من هؤلاء الغوغاء يتركهم ويتخلى عنهم ويرميهم بعد ذلك في بئر بضاعة ، كما هو حال الحزبيين في استغلالهم الناس لفترة معينة يقضون بهم أوطارهم وبع ذلك يتخلون عنهم وينبذونهم .

    وأنا أقول هذا جزما والأيام بيني وبينكم (1) .
    فأنت يا فهد السليماني هداك الله كنت من قبل تغمز الحية الرقطاء وأخيه من طرف خفي ، وتصف الشيخ يحي بأنه أسد ، فما الذي حصل ما هو الجديد ؟ فاتق الله يافهد وفقك الله ، شيخك يحي لا يزال يرجو منك خيرا ، دع عنك ما أنت فيه وأقبل على شأنك الذي كنت عليه من قبل ، ولا تقل أصحابي أصحابي فإن أصحابك هؤلاء إن لم يلطف الله بهم سيكونون تعساء الفتنة والضياع .
    أتعلم يا فهد أن أبا الحسن تفرس فيك سوء ، أسأل علي بن سالم يخبرك بذلك .
    وهكذا الحية الرقطاء لم يكن مطيقا لكم من قبل وكنتم كذلك بل وعندكم أمور عليه وكانت بينكم وبينه فجوة .
    فو الله ما هو حالكم وأنتم كذلك لستم حوله .
    ___________________________________________
    (1)كنت كتبت هذا الكلام قبل خروج البيان بنحو من أسبوع وزيادة ، ثم قرأت البيان (بيان معبر) وإذا فيه براءة الحية الرقطاء من أحبابه ، فإن كان يقصدكم بحق فحري بكم أن تقولوا له : تبا لك وسحقا من أجلك كنا نناضل وننافح .
    ________________________________

    فعليكم جميعا أن تتوبوا إلى الله وترجعوا إليه وتؤوبوا وتعودوا إلى الخير الذي كنتم عليه قبل ، فو الله إني أنا وإخواني بل شيخكم يحيى رعاه الله لنفرح جميعا بعودتكم إلى الحق وتوبتكم إلى الله تعالى .

    وكان الأخ فتح القدسي رعاه الله ، قد نظم قصيدة طيبة اشتملت على نصائح وتوجيهات لكم خاصة ولغيركم ، وألقيت بدار الحديث والسنة والشيخ الكريم رعاه الله يسمع ، وكان بالقرب منه الأخ حمود الوائلي رعاه الله ، فأخبرني أنه رأى وجه شيخكم ووالدكم أحمر وكانت العبرات في عينيه ، وما أن انتهى الأخ فتح رعاه الله من قصيدته إذ الشيخ الكريم يثني عليها خيرا وقال إنه نصحكم فيها ثم قال : نسأل من الله أن يردهم إلى الهدى هكذا دعا لكم كأنه انتزعها من بين أحشائه .

    فماذا تريدون بعد هذا وقد فعلت فيه وفي داره ما فعلتم ، فاتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في دار شيخكم وأبيكم واعرفوا قدرها وقدر شيخها ، فإنه والله ما أراد لكم إلا الخير واتقوا الله في الخير الذي كنتم عليه ، وأطلب منكم أن تعملوا مقارنة بين ماكنتم عليه قبل وبين ما أنتم الآن ، تأملوا وانظروا وفكروا واعتبروا .

    فلا يغرنكم هذا المفتون لا جزاه الله خيرا ، فإنه قد فتنكم وفتن غيركم وضيعكم ، فاتقوا الله في أنفسكم ، فاتقوا الله في أنفسكم ، فاتقوا الله في أنفسكم .

    وكان الحية الرقطاء في فعله هذا قد أحدث ضجة كبيرة في دار الحديث والسنة ، والشيخ الكريم رعاه الله لا علم له بذلك ، وهذا يدلك على قلة ورع الحية الرقطاء إذ أنه قدم على فعله هذا بدون أي مشاورة ولا استشارة من الشيخ يحيى رعاه الله .
    فكان الشيخ رعاه الله يرى أمورا عجيبة وحركات مريبة غريبة ملفتة للنظر ، ولم تكن معهودة قبل ولا عرفها علماء السنة في اليمن .

    فتنبه الشيخ رعاه الله وتفطن وتفرس ،وعلم خللها ومقصودها وما ترموا إليه .
    إذ أن هذه ليست بطريقة سلفية وليست معهودة من علماء السنة في اليمن ، وإنماهي معهودة من قبل الحزبيين تكتل وتعصب وصد وإعراض .
    فانبرا لها الشيخ رعاه الله من أول وهلة وبطشها وتصدى لها ، فحذر من هذا السير وتكلم بما يشفي وبين ونقح ووضح وأبان ونصح .

    وكان كلام الشيخ رعاه الله ليس تكهنا كما يزعم بعضهم ولا توهما ولا مجرد ظنون .
    وهو ذلكم الخبير بأساليب الحزبيين ومكرهم ، وقد قال رعاه الله : لنا عشرون سنة ما نعرف الحزبية ، بلى والله أنت جذيلها وعذيقها المرجب .(1)

    فالشيخ رعاه الله عاين أمورا وشاهدها ، رآه هو والاف طلبة العلم مما لا يسع طالب علم فضلا عن شيخ بل فضلا عن عالم ، إذا رآها أن يسكت ويغض الطرف عنها .
    __________________________________________________
    (1) جذيلها : هو تصغير جذل وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به وهو تصغير تعظيم : أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربى بالإحتكاك بهذ العود .
    المرجب :الرجبة : هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع . ورجبتها فهي مرجبة . والعذيق : تصغير العذق بالفتح وهي النخلة وهو تصغير تعظيم وقد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها ومن الترجيب أن تعمد بخشبة ذات
    شعبتين . ا.ه من " النهاية "
    __________________________________________________

    فهذه أمور التي رآها الشيخ رعاه الله وعاينها ، مما لا يسع المجال في تمليسها وتمسيحها وتلميعها ، بل ولا صب العسل عليها ، ولا كذلك استخدام أجود أنواع المراهم الطبية ، إذ أن الجرح لا تناسبه مثل هذه الأمور بل إنها لتزيده وهنا ونتنا وعفونة ، مما يجعل حالة أحبابه تزداد سوء فسوء.

    فقرر الطبيب الماهر والخبير الفاهم بعد معاينة ومشاهدة وفحص رأى أن من الأنسب بتر هذا الجرح وقطعه ، حتى لا يتضرر الناس به ويصابون بمثل هذا الوباء الوخيم .

    وبعد أن تكلم الشيخ رعاه الله بما رآه وعلمه وشاهده ، بدأت القلوب تتنكر والصور تتغير والحقائق تتقلب والقواعد تتضعضع وتتزلزل .

    فبدأ الوخز والغمز والهمز واللمز ، وكان في بداية أمره بصورة خفية ، فاستدعى الحية الرقطاء أوباشه وأمرهم أن يلبسوا على الناس إلا أنه أتى بصورة ماكرة وقال لهم : بينوا للناس حقيقة هذا الأمر وإنما هو أراد بقوله هذا التلبيس وغش من معه والتغرير بهم ، وصدهم عن هذا الخير .

    فكان يتعاهدهم ويتعاهدونه ويكثرون الخروج والدخول عليه ، ولم يكن مقصرا معهم {{ وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون }}[الأعراف:202] .

    وكان مهتما بهم غاية الإهتمام ، فإنه لا جزاه الله خيرا لم يسافر حتى ترك أحبابه على أسوأ حال في الفتنة
    .
    ثم بعد ذلك سافر إلى عدن ولم يلق لشيخ الدار اعتبارا ولا أهمية ، فسافر ولم يخبره ولم يستأذنه ، أين ذلكم الأدب ؟، أين تلكم السكينة ؟ أين ذلكم الخشوع ؟ ضاع وماع وذاب ، ما هو السبب ؟ إنها الحزبية المساخة من دخل فيها كثرت أوساخه .
    فكان فعله ذلك ينبئك على حقد دفين في قليب الحية الرقطاء ، لا احترام ولا أدب ولا تقدير ، فصار أحبابه من جنسه .

    ولما رأى الشيخ الكريم أن الأمور تفاقمت وازدادت سوء فسوء ، وعظم البلاء بسبب وجود الحية الرقطاء ، رأى أن من المصلحة بمكان أن الحية الرقطاء تبقى في عدن لعل الله ينفع به ، إذ أن وجوده في دار الحديث والسنة لا يليق بأمثاله بسبب طيشه ، وإشاعة الهجر لأخوانه والتعصب له والتظلم عند بعض الناس لقصد توسيع فتنته .

    فلما سمع الأوباش أن الحية الرقطاء طرد من دار الحديث والسنة ، هالهم ذلكم الأمر وأفزعهم وأزعجهم .

    فما كان منهم إلا أن تحركوا وأسرعوا ، فاتصل حبيبه المقرب ياسين العدني بالحية الرقطاء وأخبره الخبر .

    فكان جوابه أن قال له : إنه سيأتي إلى دماج حتى يسمع الطرد بنفسه كما أخبرني بذلك حبيبه المقرب .

    ومن المعلوم أن طلب العلو سنة عمن سلف ، وذلك في الخير وليس في الشر ، وإنما أراد الحية الرقطاء بفعله هذا أن يحدث فتنة عظيمة في دار الحديث والسنة إلا أن الله رد كيده في نحره وأفسد سمه وجعله وبالا عليه .

    وكما علمت أخي القارئ أن هذا الأمر أفزع أحبابه وأزعجهم أيما إزعاج .

    وما علم هؤلاء البله أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد رضي الله عنهما لمصلحة رآها ، وكان ذلك مع سلامة دينهما وعرضهما رضي الله عنهما .

    فما بالكم بمن أفسد وأساء وتعدى وظلم ، أفمثل هذا يسقى عسلا ويرش عليه ماء الورد .
    فبالغ الأحباب في هذا الأمر وعظموه وهم يعلمون أن الشيخ يحي الدار يعرف ما يصلحها مما يفسدها ويسوؤها ، يعرفون ذلك حق المعرفة إلا أنهم اتخذوا هذا الأمر سلما ودرعا يتناول به عرض شيخ الحديث أعز الله مقامه .

    فبدؤا يكيدون للدار وشيخها (1)من داخل الدار وخارجها ، فأوغروا قلوب الناس وشحنوها على شيخ دار الحديث أعز الله مقامه حتى أنهم شحنوا وعبوا بعض المرضى المصابين بمرض المس ، فهذا أحدهم كان مصابا بمرض المس وقد شفي بعض الشيئ إلا أنه لا تزال عنده بعض رواسب المس وكان يحترم الشيخ يحيى رعاه الله ، فما إن جاءت فتنة الحية الرقطاء إلا وقد ابتلى بمجالسة بعض أحبابه كأبي سوسة عبد الله بن شاهر ، فما هي إلا أيام إلا وبدأ يطعن في شيخه رعاه الله ويتكلم فيه بكلام شديد ، فمما قاله : الشيخ بدون بريك ( يعني متسرع ) الشيخ زقزوق ( يعني مثل الطائر يزقزق ) والمعنى أنه يرجم بالكلام ، وذات مرة كان الشيخ الكريم أعز الله مقام وزاده من فضله في درسه فحصل أنه تكلم على بعض أهل الأهواء فإذا بالزقزوق ينتفض ويقوم من الدرس ويقول : هذا الدرس مهزلة وخرج من الحلقة .
    فمن هو الزقزوق ؟ ومن هو الذي بدون بريك ؟ ومن هو صاحب المهزلة ؟ اخبروني يا قوم أي الفريقين أهدى إن كنتم تعقلون ؟

    _______________________________________________
    (1) وأنا إذ أقول مثل هذا الكلام : إنما هو بدلالة أقوالهم وأفعالهم إذ أن الطعن في الشيخ يحيى رعاه الله ليس طعنا في جسده ولحمه إنما هو طعن بما يحمله ، طعنوا في علمه ودينه مما يؤدي فعلهم ذالك إلى نفور الناس من داره ، وبرهان ذلك أن المنافقين الذين طعنوا في القراء من الصحابة رضي الله عنهم أنزل الله فيهم قوله : {{ ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن }} [التوبة:65] .
    فالله سبحانه وتعالى لم يذكر القراء في هذه الآية وهم المطعون فيهم فما هو السر في عدم ذكرهم ؟
    السر أن المنافقين لم يريدوا بطعنهم الطعن في ذاتهم وإنما أرادوا الطعن بما يحملونه من الكتاب والسنة ، فتنبه لذلك وافهم .
    _ ثم أنظر إلى مآل وعاقبة وسوء أفعالهم هذه ماذا حصل من ورائها ؟
    حصل أنهم زهدوا في الدار وفي شيخها وباعوا بيوتهم ، فهذا يدلك على ماذا ؟
    افهم يا أخي ولا تكن مغفلا .
    ________________________________________________

    أتعلمون أين صار مصير هذا الزقزوق إنه الآن في حجر وحضانة أبي هالك الرياحي يزقزق في أذنيه ويرقيه رقية الجمل الأجرب .

    وهكذا بدأ الطعن يتدرج ويظهر شيئا فشيئا .

    الشيخ يحيى مخطئ ، الشيخ يحيى غلطان ، الشيخ يحيى حاسد صاحب دنيا ، لا يعرف المصلحة ، الشيخ أحمق سفيه لا يدري ما يخرج من رأسه ، مجنون مالك منه .
    بدأ كرسي الشيخ مقبل رحمه الله يهتز ، الشيخ تركنا بلا راعي يخشى أن تؤتى الدعوة من قبله ، أبغضه ولا أريد أن أنظر إلى صورته ، الرادار حق الشيخ يحيى ، بل جاء الإمبتري ، يمثل قائد عسكري بتوجيهاته ، خطبه ومحاضراته كلها تثبيتا لعرشه .
    ليس له أجر واحد في هذه الفتنة الشيخ يعلم طلابه على الجوسسة أو على التجسس ، بلا أدب كذاب ، ما عنده ورع ، ما عنده علم ، متسرع متهور ، خبيث منافق ، بلا ديانة عنده غلو ، دماج الحبيبة لكن يحيى ، وفوق ذلك الحية الرقطاء يجهد في الدعاء على الشيخ الكريم .


    وهكذا بدأ الطعن يتدرج شيئا فشيئا حتى بلغ ذروته وسنامه .

    فعقدت الجلسات السرية والسمرات الليلية واللقاءات الجماعية والفردية .

    فبدأ الانزواء عند طلبة الشيخ أعز الله مقامه وبدأ الهجر والتهاجر والمفاصلة والمقاطعة .
    فزهدوا في درس الشيخ يحي رعاه الله ورغبو عنها فكثر التخلف عن الدروس ، بل وظهرت قلة أدبهم في درس الشيخ يحي زاده الله شرفا وعزا ، فتجدهم منزوين في زاوية يتضاحكون ويهزؤون ويسخرون ولا يبالون .

    وكان بعضهم يرى أن البكري كان محقا في كلامه وطعنه في الشيخ يحي رعاه الله وبعضهم يستعين بكلام بعض الحزبيين في الشيخ يحي زاده الله من فضله .
    وهكذا صار حالهم من سيئ إلى أسوء .

    فضاق بهم الحال وملوا البقاء في دار الحديث والسنة إلا من علم الله صدق نيته وإخلاصه ، وأما من كان على خلاف ذلك فإنك تجده يتصعد في السماء من شدة غيظه وحنقه .
    فطرد منهم من طرد وكانوا يتفاخرون بذلك ويهنأ بعضهم بعضا ، وبعضهم يتسبب بالجرم لكي يطرد ويلحق بالأحبة لكي تنظر إليه أعين الرحماء .
    وهكذا تراهم وكأن لسان حالهم يقول : لا خير في بقاءنا وقد طرد راعينا .

    وإن فعلهم هذا ليذكرني بما ذكره الحافظ رحمه الله في "زاد المعاد"(3/135) :
    وذلك عند أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل يهود بني قريظة بسبب نقضهم العهد .
    قال رحمه الله :
    "واستوهب ثابت بن قيس الزبير بن باطا (1) وأهله وماله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوهبهم له فقال له ثابت بن قيس : قد قد وهبك لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووهب لي مالك وأهلك ، فهم لك . فقال : سألتك(2)بيدي عندك يا ثابت إلا ألحقتني بالأحبة فضرب عنقه وألحقه بالأحبة " ا.ه .

    والحية الرقطاء ساكت(3)، لا يحرك ساكنا وأحبابه يتساقطون ويزدادون سوء فسوء .

    وكانوا على اتصال متبادل والواسطة بينهم أبو سوسة عبد الله شاهر ، فكانت الأخبار ترفع إليه أول بأول حتى إنهم ضاقت صدورهم وسئموا المواجهة ، فطلبوا من الحية الرقطاء أن يريحهم ويفرج عنهم ما هم فيه فقالوا له : لماذا لا ترد على الشيخ يحيى ، أعز الله مقامه ؟ فأجابهم جواب الهزيل الضعيف : أنا إذا رددت عليه فلن أملس عليه(4)يعني إن رده على الشيخ الكريم زاده الله شرفا وعزا سوف يكون بخشونة وشدة ، فلسان حاله يقول لهم : لا تخافوا استمروا على ما أنتم عليه وإذا نقصكم شيئ ونفذ زادكم فرقمي معروف لديكم بارك الله في سيركم وجهودكم .

    وكان أحظى الناس منزلة عند الحية الرقطاء أعظمهم جرما وقبحا فيقربه ويأويه ويثني عليه ويدافع عنه .

    وهذا هاني بن بريك وصفه الحية الرقطاء ذات يوم وقال :إنه شجاع .

    قال علي بن سالم العدني معقبا على قول الحية الرقطاء : [ شجاع ] لأنه بدأ يتكلم في الشيخ يحي رعاه الله .

    وهكذا أبوا الخباط الليبي وجريمته في دار الحديث والسنة معروفة وبسببها طرد وأهين ، وإذا بالحية الرقطاء يزكيه ويثني عليه حتى يقبل من نزل عندهم .

    فصار حال الحية الرقطاء متبعا فيه خطوات إبليس .

    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [[ يبعث الشيطان سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة ]] .
    وفي رواية : [[ إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه فأدناهم(5)منه منزلة أعظمهم فتنة يجيئ أحدهم ، فيقول : فعلت كذا وكذا فيقول : ماصنعت شيئا قال ثم يجيئ أحدهم ، فيقول : ماتركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت ]]
    قال الأعمش : أراه قال فيلتزمه .
    أخرجه في"صحيح مسلم"(ج 13/ ص 426 ).
    أخي القارئ إن هذه التحركات والحركات لدليل واضح على أن الحية الرقطاء رئيس عصابة ومترأس لفتنة ، فإذا لم يكن كذلك فما بال الذيل يتحرك .

    ______________________________________________
    (1) أحد يهود بني قريظة عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .
    (2) أي : الزبير بن باطا .
    (3) أعني في دلالتهم وإرشادهم وحثهم على الخير والمحافظة عليه وإلا فسمه نافث ونافذ فيهم عقره الله .
    (4) زعم الثعيلب أن سيقتل يحي ** فأبشر بطول سلام يا يحي
    (5) أي أقربهم كما في فيض القدير (2/408) .
    ________________________________________________

    وعند أن قرع شيخنا رعاه الله الحية الرقطاء وقال : إنه رئيس عصابة فحصل في أول جمعة بعد كلام شيخنا رعاه الله هذا ، أن قام الحية الرقطاء بعد الصلاة وقام معه عدد كبير من الأحباب من العدنيين وغيرهم وألتفو حوله التفافا ملفت للنظر وكان عددهم يفوق المئين ، وخرجوا بعده مباشرة وركبوا السيارات بشكل جماعي وكأنه مسؤل أو رئيس دولة .

    والحية الرقطاء لم يكن ذا همة بالنسبة لأمر الحراسة ولا يبالي بها ولا يلتفت إليها وكان يدفعها ويأباها حتى قال بعضهم وكان ذلك قبل فتنته لبعض العدنيين : إما أن تحرسوا شيخكم وإما أن نحرسه ، ومع ذلك لم يكن يرضى بذلك فما إن جاءت خيبته ظهرت مسألة الحراسة بصورة لم تكن معتادة قبل .

    وهذا الأخ الخارفي حفظه الله كان من أشد المتعصبين للحية الرقطاء بسبب جلساء السوء من أحبابه وعلى رأسهم ذلكم الغمر عبد الرحمن الخارفي ، فحصل أنهم اتفق مجموعة منهم وفيهم الأخ أمين حفظه الله أن الشيخ إذا بدأ يتكلم في الحية الرقطاء يقوم واحد منهم ويعارضه ثم يقوم آخر من هنا وآخر من هناك وهكذا يريدون بزعمهم أن يقلبوا المسجد ثورة ، وكفى بهذه فتنة أن يصير حال هؤلاء إلى هذا المستوى ، والحمد لله قد رد الله كيدهم في نحورهم وباؤوا بالخيبة والخسران وزلزل الله أقدامهم ولم يفعلوا شيئا .

    وهذا الأخ أمين قد من الله عليه وأكرمه بالتوبة من فتنة الحية الرقطاء ، وهذا من نعمة الله عليه وما أعظمها من نعمة أن الشخص يعود إلى السنة ويترك البدعة .

    (*) إشكال وجوابه :
    _
    فإن قلت : كيف تنقمون على هؤلاء الأحباب لأنهم طعنوا في الشيخ يحيى رعاه الله ، وهناك إخوان كذلك طعنوا في الحية الرقطاء .

    والجواب : إن المسألة ليست مسألة موازنة ولا معادلة ولا حماقة ، المسألة مسألة دين ، مسالة حق وباطل ، مسألة كيد وعدوان ومكر وفجور وتنكر للمعروف وللخير وللدعوة .
    ليست مسألة أنتم تكلمتم في شيخنا ونحن نتكلم في شيخكم ، ما هكذا تقاس وتوزن الأمور ، المسألة مضبوطة بضوابط شرعية ليست عبارة عن هوى وغوى مثل تشجيع أصحاب الكرة كل نادي يشجع فريقا ولكن الأمر دعوة سلفية صافية وجنة أو نار .

    ثم أقول لك أن الطعن في الحية الرقطاء لا يبلغ عشر معشار الطعن في الشيخ يحي رعاه الله هذا أمر .الأمر الأخر ان الطعن في شيخنا الكريم شرفه الله مستقصد ومستهدف(1)ذلك لأن الحزبيين يعلمون علم اليقين أنه لن تقوم لهم قائمة في هذه الدار ما دام الحجوري حيا بإذن الله عز وجل _ متع الله أهل السنة به وبارك في عمره وجهاده إنه ولي ذلك والقادر عليه _ .

    الأمر الثالث : إن الحية الرقطاء أتى بما يستوجب جرحه والطعن فيه .ما عندنا مزيد على هذا ولا جدال ولا شك عندنا فيه .

    هذا آخر ما يسر الله كتابته حول فتنة هذا المفتون ، وما أردت بذلك إلا النصح والبيان وتحذير الناس من فتنة الشيطان ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وأستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين .
    _________________________________________
    (1) ولهذا تجده منصبا على دينه وعرضه ، (منافق _ بلا ديانة _ كذاب) .
    _________________________________________

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 17-10-2010, 08:06 PM.

  • #2
    الارتقاء بنقض عميان (بيان) الحية الرقطاء

    تتمة...................

    الارتقاء بنقض عميان (بيان) الحية الرقطاء






    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وكفى وسلام على رسول الله المجتبى وعلى آله وصحبه أولي النهى والهدى ، ومن اتبع أثره إلى يوم اللقى أما بعد :
    فإنه قد صدر مؤخرا عميان (بيان في اجتماع الحديدة) للحية الرقطاء (عبد الرحمن بن مرعي)وهو مرفق ضمن بيان علماء السنة حفظهم الله ورعاهم ودفع عنهم كل سوء ومكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه .

    وهذا نص العميان(البيان) .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
    فإني أبرأ إلى الله تعالى من كل إثارة وطعن ضد مركز دماج وضد الشيخ يحي الحجوري ، ومن فعل شيئا من ذلك فإنما يمثل نفسه ولا يمثلني .
    وأنصح نفسي وإخواني أهل السنة جميعا حفظهم الله أن يحرصوا على جمع كلمتهم والتآلف فيما بينهم والتعاون على البر والتقوى ، وأن يحرصوا جميعا على أن يكرسوا جهودهم في نشر دعوتهم والذب عنها ، وأشكر إخواني مشائخ أهل السنة والجماعة وعلمائهم(1)على جهودهم العظيمة في جمع الكلمة وتقريب الأمور وتسديدها والمحافظة على الدعوة ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يسلك بنا جميعا طريق الهدى والرشاد والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    وكتبه : عبد الرحمن بن عمر بن مرعي العدني .
    حرر في مدينة الحديدة في :( 5/ محرم / 1429 ه ) .
    __________________________________________________ _____

    (1) هذه نغمة ستعرف حقيقتها بإذن الله تعالى أثناء النقض .
    __________________________________________________ _____

    أقول وبالله أستعين ومنه أستمد العون وهو حسبي ونعم الوكيل :

    إن الأمر الملحوظ والمشاهد والمعاين والمعلوم والمعروف حق المعرفة أن هذه الفتنة العظيمة التي حلت بأهل السنة وخاصة بدار السنة والحديث وشيخها ، إنما قاد زمامها وأرسل خطامها هو الحية الرقطاء ، فكان مما حصل منه أن حزب وكتل وعصب حوله أناسا استطاع أن يستميلهم ويجذبهم إليه ، وما ذلك إلا لما رأى من موافقة ما في نفوسهم لما في نفسه .

    فتقاربت القلوب واتحدت ووجهت السهام إلى هدف واحد وهو تغيير مسار دعوة علماء السنة في اليمن وحصرها بأناس معينين ، وفي هذا تهميشهم لجهود علماء السنة في اليمن ، بل إلغاءهم وعدم المبالاة بهم لأن شعر رؤوسهم ولحاهم لم يشتعلا شيبا فتجد في كلماتهم عبارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، تجدهم يقولون ويكررون لكي يقرروا علمائنا الأكابر علمائنا الذين شاب شعر رأسهم وشابت لحاهم .

    فأنت ترى في عباراتهم هذه تهميشهم واستنقاص بعلماء السنة في اليمن إذ أنهم لا يزالون صغار السن لم يمروا بتجارب كثيرة ، وليس عندهم ذلكم الإدراك فشأنهم شان صغار السن الذين لم يبلغوا منزلة آباءهم .

    وهذا بعكس العلماء الكبار الذين بلغوا في الكبر عتيا والذين عايشوا الأمور ، ومرت عليهم التجارب والسنون وما عندهم من الخبرة والمعرفة الشيئ الكبير ، وبالتالي من كان هذا وصفه فالكلمة ترجع إليه والقضايا تحل من عنده لعلمهم بدقائق الأمور وخبرتهم بحقائقها .

    _ وكلامي هذا ليس فيه تهميش من شأن علمائنا حفظهم الله جميعا أيمنا كانو بل والله الذي لا إله غيره إني لأخشى أن تحل بي عقوبة من الله إن كنت قصدت ذلك ولكن الأمر الذي أريد أخي القارئ وفقني الله وإياك ، وأحب أن ألفت نظرك إليه بما تعلم من دعوة علماء السنة في اليمن .

    _ فأنت تعلم يا أخي سدد الله خطاك في الخير ، أن دعوة أهل السنة في اليمن ليس لها نظير في العالم الإسلامي بل والعالم أجمع وخاصة في مواجهة المبطلين من أهل البدع والتحزب والأهواء .

    _ فإن أهل البدع والتحزب والأهواء لم يواجهوا مقاومة ومصارعة ومقارعة في هذا العصر أشد من علماء السنة في اليمن ، فإنهم جزاهم الله خيرا أهانوا المبتدعة والمتحزبة شر إهانة ، وحالوا بينهم وبين ما يشتهون حتى قال قائلهم وأظنه عبد الله السبت : لا نستطيع أن نفعل شيئا في اليمن ومقبل حي(1) ، ولو رأيت حالتهم وما هم فيه لرأيتهم يتمنون إعلان العزاء كل يوم من شدة جراحهم بالحجج الواضحة .
    __________________________________________________ _
    (1)هكذا يقولون وما علموا أن الله صلط عليهم خليفته فإنه أتى عليهم بعون الله من جميع جهاتهم ،فأقعدهم ودقدق رؤسهم وجعلهم حيارى سكارى لا يدرون من أين يأتون .
    __________________________________________________ _


    _ فصارت دعوة أهل السنة في اليمن متميزة تمام التميز في رجالها ونسائها وعجائزها وأطفالها بل ومساجدها .

    فتجد مساجدهم تمتلئ إذا نزل عندهم طالب علم فضلا عن شيخ بل وفضلا عن عالم ، وهذا من فضل الله على هذه الدعوة المباركة فله الحمد والمنة .

    فصار أهل البدع والتحزب الأهواء في اليمن كأنهم في تنور وفي سجن تجدهم يتطاولون منه إلى إخوانهم من خارج اليمن ويمدون إليهم أيديهم ويطلبون منهم أن يفيضوا عليهم من العطاء أو مما أهلكهم الله بسببه .

    فصار أهل الأهواء والتحزب والبدع يسيرون من قبل إخوانهم من خارج اليمن افعل ، اترك ، تقدم ، تأخر ، خطوة ، خطوة حتى تدرك البلوى .

    والحمد لله ما برزت حية منهم ولا عقرب إلا قرعت قرعة ليس فيها مشقة ولا كلف وليست بغامضة ولا بغريبة شيئ معروف من كثرتها وانتشارها ، فتجد قارعها يقرعها بكل سهولة ولين ويمشي ولا يلتفت .

    فهذه جولة سريعة أريد منك أخي القارئ أن تدرك خطر الحزبيين وما يرموا إليه ، وأنا إذا ذكرت لك بعض محاسن دعوة أهل السنة في اليمن ، لتعلم أن هذه الدعوة قد أغاضت الحزبيين وأحرقتهم وبالتالي تجدهم يحاولون صرف الناس عن علماء أهل السنة في اليمن بمثل هذه النغمات التي لا تنفق إلا على البله من الناس ، وإلا فالكل علماؤنا سواء كانوا في اليمن أم خارج اليمن وكلهم لهم جهود عظيمة في نشر السنة والذب عنها .فلهم قدرهم واحترامهم وإجلالهم لكن الذي ندين الله تعالى به أن دعوة أهل السنة في اليمن تختلف عن غيرها ، لما فيها من قوة الظهور والتميز والتمكين وقوة مواجهة أعداء السنة ومصارعتهم فهي دعوة ليس لها نظير يشهد له علماء السنة خارج اليمن .

    ولما رأى الحزبيون وغيرهم من الحاقدين قوة هذه الدعوة ورأوا شدة احتياج الناس اليها وارتباطهم بها ورأوا أنهم ليس لهم طاقة في مواجهتها وصدها ، سعوا جادين إلى أن يفصلوا الناس عن العلماء ويحيلون بينهم وبين علمائهم بمثل هذه النغمات الماكرة التي إذا سمعها الشخص يظن أن فيها خيرا ، وما يدري المسكين أن تحتها نار حامية شديدة اللهب والالتهاب إلا أنها مدفونة برماد ، فافهم هذا أخي الكريم وتنبه وكن ذا إدراك ونباهة .

    والآن فلنعد إلى عميان(بيان) الحية الرقطاء ، ولكي يكون الكلام متكاملا ومرتبطا بعضه ببعض .

    فأقول لك أخي الكريم رعاك الله ، إن ما أحدثه الحية الرقطاء في اليمن وخاصة في دار الحديث والسنة هي إنشاء قضية التسجيل ، وكان هذا الفعل منه هو بداية السعي إلى تغيير مسار الدعوة وإحداث في صفها شيئ لم يكن معرفا قبل .

    فكان هذا الفعل المريب من الحية الرقطاء محل تعجب واستغراب من علماء السنة .

    وزعم الحية الرقطاء بفعله هذا أن ينشأ مركزا كبيرا جدا يضاهي مركز دار الحديث في السعة والمسافة ، وكان الغرض من ذلك هو استقطاب طلبة العلم وصرفهم عن هذا الخير العظيم . (1)
    ______________________________________
    (1) دليل ذلك أنظر إلى حال أحبابه الذين صرفهم عن هذا الخير كيف صار حالهم الآن وماذا استفادو منه ؟ وأين هم الآن ؟ والله إنك لتجدهم منبوذين مقبوحين .
    _______________________________


    وكان بعض الإخوان عرض على الحية الرقطاء أن يبني مركزه في قرية أهلها ذووا منعة وعزة يستطيع أن يدعو إلى الله تعالى ، إلا أن الحية الرقطاء أبى ذلك وأراد أن يكون المركز في مكان دون ذلك .

    على أنه ليس هناك ما يمنع أن يكون الداعية إلى الله تعالى بين قبيلة لها منعة وعزة حتى يتمكن من نشر دعوته وخاصة أعداء السنة كثر لا كثرهم الله .

    فهذا لوط عليه السلام نبي الله تعالى عند أن جاءته الملائكة جاءه قومه إليه مسرعين ، فخاف على أضيافه ولم يكن عنده ما يمنعهم ويدفعهم عنه ، فقال عليه الصلاة والسلام كما حكى الله عنه {{ قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد }} (هود:80) .

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ( 2/435 ) : أي لنكلت بكم وفعلت بكم الأفاعل بنفسي وعشيرتي .

    قال العلامة السعدي رحمه الله ( ص 362 ) : كقبيلة مانعة لمنعتكم .

    وبالعكس من ذلك قوم شعيب عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى حكاية عنهم :{{ قالو ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولو لا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز }} (هود:91) .

    قوله : {{ إنا لنراك فينا ضعيفا }} أي : في نفسك لست من الكبار والرؤساء بل من المستضعفين ، {{ ولو لا رهطك }} أي جماعتك وقبيلتك {{ لرجمناك وما أنت علينا بعزيز }} أي : ليس لك قدرة في صدورنا ولا احترام في أنفسنا وإنما احترمنا قبيلتك بتركنا إياك ا.ه من " تفسير العلامة السعدي " رحمه الله (ص364 ) .

    وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه للناس في الموسم لعله يظفر بقبيلة تحمله يأوي إليها حتى يستطيع أن يبلغ دعوة الله .

    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول : (( هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل ، فأتاه رجل من همدان فقال : ممن أنت ، فقال : الرجل من همدان قال : فهل عند قومك من منعة قال : نعم ، ثم إن الرجل خشي أن يحقره قومه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من عام قابل ، قال نعم فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب )) .
    أخرجه الإمام أحمد وصححه شيخنا الإمام الوادعي رحمة الله عليه .

    المهم كان الغرض من فتح المركز أمرين :

    مضاهات لدار الحديث والسنة .

    تمييع مسألة الجرح
    .

    أما المضاهات والمضادات فهي عبارة عن استقطاب طلبة العلم وسحبهم من دار الحديث والسنة وصرفهم عن هذا الخير العظيم والواقع أكبر شاهد وأكبر دليل وبرهان وأما عن الأمر الآخر فسببه أمران :

    عدم رضاه بما عليه علماء السنة في اليمن في سيرهم الدعوي وخاصة في مسالة جرح المخالف ، ولهذا لا تجد له مواقف محمودة تذكر في هذا الباب إلا النزر اليسير(1)
    عدم قدرته على ذلك لضعفه وضعف شخصيته ولربما جعل ميزانية خاصة للمناديل .
    __________________________________________________ ___
    (1) وحسبه أن الشيخ مقبلا رحمه الله ذكر علماء السنة المعاصرين الذين يقفون في وجوه المبتدعة ذكر منهم شيخنا الكريم رعاه الله ولم يذكر الحية الرقطاء . " أنظر " مقدمة تنوير الظلمات " .
    __________________________________________________ ___

    فأنت ترى أخي القارئ وفقني الله وإياك هذه الحملة الشرسة على دار الحديث والسنة وشيخها التي قاد زمامها هذا الخبيث المخبث وأعانه عليها قوم منكرون .

    أما كان الواجب عليه قبل أن يتبرا من أحبابه وقبل كل شيئ أن يتوب إلى الله تعالى ويعلن توبته أمام الملأ ويصلح ما أفسده ويحسن إلى من أساء إليه وتعدى عليه وظلمه ، وقد قال الله تعالى {{ فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم }} ( المائدة:39 ) .

    وقال تعالى : {{إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم }} (البقرة:159_160 ) .

    قوله : {{ إلا الذين تابوا }} أي : رجعوا عما هم عليه من الذنوب ندما وإقلاعا وعزما على عدم المعاودة ، {{ وأصلحوا }} ما فسد من أعمالهم ، فلا يكفي ترك القبيح حتى يحصل فعل الحسن ، ولا يكفي ذلك في الكاتم أيضا حتى يبين ما كتمه ويبدي ضد ما أخفى ، فهذا يتوب الله عليه لأن توبته غير محجوبة عنها فمن أتى بسبب التوبة تاب الله عليه ا.ه من " تفسير السعدي رحمه الله "(ص62) .

    _ فأين أنت ما هذه الشروط الثلاثة ، أليس كان الواجب عليك أن تتوب إلى الله وتندم على قبح فعلك وتصلح ما أفسدت وتبين ما كنت تكتمه من الحق وما كنت عليه قبل من سير حسن .

    بدلا من أن ترمي قبائحك ومساويك على أكتاف غيرك ، وتوهم للناس أنك طاهر مطهر ليس عليك غبار ، وإنما حصل بسبب هؤلاء الأحباب وأنا منهم برئ(1) .
    _________________________________________
    (1) قال شيخنا حفظه الله في التنبيهات المفيدة (1) :
    فالمطلوب أن يتوب هو ( يعني الحية الرقطاء ) من تنظيمه وفتنته التي قام بها ، فإنه هو رأس الفتنة والله يقول : {{ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم }} ( المائدة : من الآية 105 ) ، ولا يصلح أن يعمل الفتنة ثم يرمي بها على غيره بريئا .
    _________________________________________

    فإلى أين أيتها الحية الرقطاء ، وعلى من تضحكين وعلى من تلبسين ، اعلمي أنه لن ينفق تلبيسك وتدليسك إلا على من لم يفقه ويعي فتنتك .

    فتنة ثارت من تحت قدمك وأنت السبب فيها والأس والأساس ثم بعد ذلك تأتي بمثل هذا العميان لكي تستر عورتك وتخفي سوءتك وكأنه لم يحصل من قبلك شيئ ، أف لك وتف ، ما أقبح الكبر الذي فيك والأنفة والغطرسة .

    وأما قولك فإني أبرأ إلى الله تعالى من كل إثارة وطعن ضد مركز دماج وضد الشيخ يحي الحجوري ، ومن فعل شيئا من ذلك فإنما يمثل نفسه ولا يمثلني .

    أقول : قال الراغب رحمه الله في مفردات القرآن مادة [ برأ ] أصل البرء والبراءة والتبري التقصي مما يكره مجاورته .

    وقال إبن فارس رحمه الله في "المعجم " : فأما مادة الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فروع الباب .... والأصل الآخر التباعد من الشيئ ومزايلته من ذلك البرء وهو السلامة من السقم يقال : برئت وبرات ... ومن ذلك البراء من العيب والمكروه .

    فهذه هي البراءة الحقيقية وهو أن الشخص يتبرأ من المنكر وأهله ويبعد من المنكر وأهله .
    فكونك برئت ممن طعن في دماج وطعن في الشيخ يحي رعاه الله .

    فهذا كلام فيه إجمال يحتاج إلى فحص وتحقيق إذ يحتمل أنك تتبرأ من كل طعن في دماج وفي الشيخ يحي رعاه الله بغير حق كالشيعة الصوفية ، وأما ما فعله أحبابك فلا يدخلون في هذه البراءة إذا أنهم فعلوا ما هم حق وصواب .

    فإن قلت : أنا لا أقصد طعن هؤلاء المبتدعة ، وإنما أنا أقصد أحبابي ؟
    فالجواب : لماذا لا يكون كلاما مفصلا ومبينا حتى لا يحتمل معنى آخر غير الذي تريده ، إذ أن الاجمال في مقام التفصيل والبيان ليس من هدي السلف الصالح رحمة الله عليهم لأن ذلك يوقع الناس في اللبس والخلط(1) .
    ______________________________________________
    (1) أنظر رسالة بعنوان " الحمدلة في بيان موقف السلف رحمة الله عليهم من الألفاظ المجملة "، وهي ضمن رسالة صور ونماذج من أذية المبتدعة لأهل السنة الكرام الأفاضل .
    ______________________________________________

    وأما ما كان الواجب عليك أن تعلنها صراحة وتقول أبرأ إلى الله من أبي الخطاب الليبي ومن ياسين العدني ومن غلامه أحمد مشبح ومن زكريا العدني ومن ناصر الزيدي ومن علي الحذيفي ... ومن .... ومن السفلة الأنذال إذ أن هؤلاء رؤوس الفتنة التي قمت انت بقيادتها وأفعالهم وأقوالهم وفجورهم ، توجب عليك تسميتهم إذ كانو يمثلونك ويمثلون ما في نفسك .

    فلماذا لا تسميهم حتى يعرف الناس حقيقة براءتك ؟

    فالنبي صلى الله عليه وسلم عند أن بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بي جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا ، فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا ، فجعل خالد يقتل ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره فقلت (1) : والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ، فرفع يديه فقال : اللهم أبرأ ليك مما صنع خالد مرتين . أخرجه البخاري .
    أما كان يسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( أللهم إني أبرأ إليك ممن قتل هؤلاء ؟ )
    ____________________________________________
    (1) القائل هو : ابن عمر رضي الله عنهما وهو راوي الحديث .
    ____________________________________________

    أليس كان يسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك ؟
    الجواب : بلى ، ولكن أراد زيادة في البيان والتوضيح وحت يعلم الناس أن فلانا هو المتسبب في هذا الأمر والمباشر فيه .

    فإن قلت : هل هناك مانع في عدم التسمية والحالة هذه ؟
    الجواب : ليس هناك ما يمنع من ذلك إلا إذا كان هناك أمر يستدعي للبيان والتوضيح فلا بد حينئذ والحالة هذه من التسمية .

    فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما سمى خالدا رضي الله عنه وأعلن البراءة من فعله حتى لا يقال أن محمدا صلى الله عليه وسلم يتسبب في قتل اصحابه فينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيئ هو منه براء .

    هذا أمر .

    والأمر الثاني أنت تعرف وتعلم مدى ومبلغ وعدوان وفجور أحبابك على دار الحديث والسنة وشيخها ، وتعلم أن سبب خروجهم من الدار سبب تعاطيهم أسباب الفسق والعدوان ، وتعلم كذلك قلة أدبهم فإن كنت صادقا في دعوتك وبراءتك منهم ،فلماذا لم تبادر بالإنكار عليهم من أول وهلة ولماذا تأخر إنكارك إلى هذا الوقت وأنت تعلم أن أحبابك يزدادون سوء فسوء .

    فأنت بين أمرين لا ثالث لهما :

    الأول : أن تأخر براءتك إنما هو سبب عدم نضوج الفتنة وأن وقتها لم ينته وأن حرارتها لم يشتد ، فلما نضجت الفتنة وانتهى وقتها واشتدت حرارتها ظهرت براءتك بعد ما شبعت وسمنت .

    الأمر الثاني : أن تأخر برءتك إنما هو بسبب خوفك ووجلك من أحبابك إذ أنك تخشى من براءتك منهم أن يكشفوا ستر ما بينك وبينهم مما لا تستطيع بعد ذلك أن تقاوم نفسك من شدة هول وشناعته وفظاعته ، ولهذا سلكت أسهل السبل وأمكرها وهي أنك تبرأت منهم (1)براءة مجملة تجعل الشخص يضحك من ركبتيه .

    وأضف إلى ذلك أمرا ثالثا وهو هل نستطيع أن نفهم من برءتك هذه المجملة أنك تعني بها كذلك اخاك عبد الله بن مرعي الذي كان يكثر في كلامه الأدب والتربية ، وإذا به آخر المطاف يحتاج إلى تأديب وتربية إذ يقول في شيخ الحديث في عصره مجنون(2)، وغير ذلك من الألفاظ التي لا تصدر إلا عن مغبون مفتون .
    ________________________________________________
    (1) وذلك بعد إلزام العلماء له ، وإلا فالحية الرقطاء لا يزال يحش الفتنة وينفخ فيها ، ولا يريد أن يتبرأ من أصحابه براءة صحيحة حتى لا يفضح نفسه فتجده يروغ روغان الثعلب .
    (2) وهذا كلام خطير إذ فيه رد لجهود أسد السنة رعاه الله وخاصة ما يتعلق بمسألة جرح المخالف ، إذ أنها تصدر من ..... قاتلكم الله فأنى تؤفكون .
    _______________________________________________

    فإن قلت : نعم يدخل ضمنها لأن الأمر دين وإن كان أخي ؟
    الجواب : كذبت لعمر الله وحاشاك أن تتبرأ منه ولو بلغ من الأمر ما بلغ ما أنت إلا تبع وذنب خلفه .

    وإن قلت : أنا أقصد أخي عبد الله لأنه شيخ دائر بين أجر وأجرين ؟
    الجواب : قال الإمام أبو حاتم الرازي رحمة الله عليه : علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر .
    فأنت وأخوك ومعكم شلة آخرون من الناشئة الأغمار والأصاغر الأشرار ، لستم راضين عن طريقة دعوة أهل السنة في اليمن التي شهد لها القاصي والداني ، وبالأخص لستم راضين عن العقبة الكؤود التي في طريقكم إلا وهو شيخ الحديث في عصره وأسد السنة شيخنا الكريم أبو عبد الرحمن الحجوري زاده من فضله .

    وأما قولك : ومن فعل شيئا من ذلك فإنما يمثل نفسه ولا يمثلني ؟!!
    ماشاء الله ما (1)أحسن هذا الكلام الذي يوافق كلام الإخوان المسلمين حيث أنك تجدهم إذا رأوا شخصا أتى بما يخالف طريقتهم قالوا : هذا يمثل نفسه ولا يمثل الجماعة .

    والذي أجزم به جزما يقينا أن هؤلاء الأحباب يمثلونك ويمثلون ما في نفسك ، وأنا أتحداك ثم أتحداك ثم أتحداك _ أن تكتب سطرا واحدا _ تنفي هذا وتبرأ نفسك منهبضرط أن يكون واضح العبارة ومفهوم الدلالة وبدون تلقين إن قدرت على ذلك والحرب سجال .

    كيف لا يمثلونك وهم في صبر وتجلد وتحمل وإن حصل لهم ما حصل .

    كيف لا يمثلونك وهم قد ضحوا بخير وأعز ما عندهم من دينهم وهو استقامتهم على السنة .

    كيف لا يمثلونك وهم على يقين مما فعلو وصنعوا .

    أترون أيها الناس أن هذه الأمور العظام تأتي عن فراغ وبدون دفع وتغذية ؟!
    ________________________________
    (
    1) [ ما ] هنا نافية .
    ________________________________

    ومن المعرف والمعلوم أنه لا يمكن أن تقع من هذه الأمور وليس شيء وراها ، فهذا ليس بحاصل .
    فهل من الممكن أن يدافع شخص آخر والمدافع عنه ساكت ولا يتكلم وفي نفس الوقت ليس راضيا عن هذه المدافعة بل عن صاحبها ، هل يمكن هذا ؟

    فالمدافع أقصى ما يكون عنده أنه سيدافع فترة معينة وبعد ذلك يترك ويقلع .

    ويقول : أنا دافع عن شخص وهو ساكت ، وفي نفس الوقت ليس براض عني ولا عن مدافعتي هذه ، فتجده بعد ذلك يتركه وينصرف عنه ويؤنبه وربما سبه وذمه بل ربما يبسق في وجهه .

    ولكن هؤلاء الأحباب على خلاف ذلك صابرين مصابرين جلدين متجلدين ، على ماذا يدلك هذا اخي القارئ كان الله لى ولك .

    وأنت أخي القارئ تريد أن تعرف ما هو السر في قول الحية الرقطاء هذا .... ، ولايمثلني ، أنه يظن أن الناس نعاج مثله ، ذلك لأن عميانه هذا إنما لبس به على البله من الناس فتنبه رعاك الله .

    وإذا كان صادقا في قوله هذا فلماذا لا يتبرأ منهم في بداية الأمر ؟

    ولماذا لم تنصحهم بالبقاء على ما هم عليه من الخير والسنة ؟

    ولماذا لا ينصحهم بعدم بيع بيوتهم ؟

    ولماذا لم ينصحهم بالكف ، وأن يحفظوا ألسنتهم عن الشيخ وعن داره ؟

    ولماذا لم ينصحهم بترك التعصب له وترك العدوان والتكتل والتحزب ؟

    ولماذا ..... ولماذا ...... ولماذا ...... ؟

    فالقوم نصبوا انفسهم مدافعين عنك بكل ما أتوا من سفاهة وبذاءة ، وتجلدوا لذلك وهم على يقين من فعلهم ، هذا من قبل العميان ومن بعده بل بعد العميان أشد وأشد وأشد .

    وبعد هذا تأتي وبكل سهولة وتقول : ومن فعل شيئا من ذلك فإنما يمثل نفسه ولا يمثلني .
    اذهب وانظر سوقا آخر تنفق فيه سخفاتك هذه وحماقتك .

    وأضف كذلك مدافعتك لهم وثناءك عليهم وتقريبك إياهم وغير ذلك فسحقا سحقا لمن غير وبدل وأنكر وتنكر وآوى محدثا وخبيثا مفسدا ، فسحقا وتبا له .

    الأمر الثالث : إذا كانت براءتك من أحبابك براءة صحيحة أردت بها وجه الله والدار الآخرة فلماذا تألمت من نشر الأشرطة والملازم التي تبين وتكشف عواركم وتهتك ستركم ؟ ، إذ أن البراءة منهم لا تكون إلا لمنكر عظيم فعلوه كما هو مبين في الأشرطة والملازم .

    فإن قلت : أنا لا أقرر بما في هذه الملازم والأشرطة ؟
    الجواب : فبراءتك إذا على أي أساس مبنية ؟

    فإن قلت : إنما تبرات منهم لأمور أوجبت علي البراءة منهم ؟
    فأقول لك : ما هي هذه الأمور بينها حتى نعرفها ونكون منها على حذر ؟

    فإن قلت : ظهرت منهم اشياء تضر وتسيئ بالدعوة ، ضهرت منهم قلة أدب وسوء خلق وتكتل وتعصب وتحزب باسمي وتعدي وإساءة على الدار وشيخها ، وزهد في العلم بل وصد عنه ، وعدم المبالات بالسنة والحرص عليها وغير ذلك ؟
    الجواب : إن هذه الأمور التي ذكرتها هي موجودة برمتها في الأشرطة والملازم مع زيادة في التوضيح والبيان ومدعمة بالحجة والبرهان ن فلماذا هذا الألم وهذا التوجع ؟

    فأنت بين أمرين :

    إما أن تقر بما في هذه الأشرطة والملازم حتى تكون براءتك من أحبابك بحجة وبرهان .
    وإما ألا تقر بما فيها يلزمك أن تأتي بما ينقضها ويبطلها(1) .

    الأمر الرابع : كيف تتبرأ من أناس وأنت لا تزال تثني عليهم وتقربهم وتدافع عنهم بل لا يزال إلى الآن كل واحد من أحبابك هؤلاء الفجرة عنده أرض في حلمك الموهوم .

    فهل يصح بعد ذلك أن نقول إن الحية الرقطاء تبرأ من أحبابه هؤلاء الفجرة والحالة هذه ؟

    فإن قلت : هذا أمر آخر لا علاقة له بابراءة ؟
    الجواب : يا فقيه اليمن إن البراءة معناها تقصي الشخص وتحريه وتباعده عما يكره مجاورته وترك المقاربة لذلك المكروه ومزايلته .

    هذه هي البراءة الشرعية السلفية الأثرية يا فقيه اليمن ، تتبرأ من الباطل وأهله وتترك الباطل وأهله وتتخلى عن الباطل وأهله .
    ___________________________________________
    (1) إنما أتحدى الحية الرقطاء أن يرفع قلمه ويكتب ولو كلمة واحدة لأنه يعلم أنه سيفضح نفسه كما فضح أخوك السفير المتجول من قبل .
    ___________________________________________

    يقول الله تعالى : {{ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكر مع القوم الظالمين }} (الأنعام : 68 ) .

    وهذا نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام تبرا من أبيه وقومه لأنهم أعداء الله ، وقد جعله الله لنا أسوة حسنة في فعله هذا وفي غيره كذلك فعلينا أن نقتدي به .

    قال الله تعالى: {{ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم }} ( التوبة : 11 ) .

    وقال تعالى : {{ وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون }} (الزخرف : 26 )
    .
    ثم ماذا حصل بعد هذه البراءة هل خالطهم وجالسهم وأثنى عليهم ، وقربهم ودافع عنهم وجاورهم أم أنه تخلى عنهم واعتزلهم وتركهم وأبغضهم في الله وأعلن العداوة بينه وبين قومه إذا بقوا على كفرهم وعدوانهم ، اسمع إلى ما يقول الله يا فقيه اليمن وافهم وع .

    يقول الله تعالى : {{ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير }} ( الممتحنة : 4 ) .

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (4 / 348 ) :
    يقول الله لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم :{{ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه }} أي : وأتباعه الذين آمنو معه {{ إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم }} أي : تبرأنا منكم {{ ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم }} أي : بدينكم وطريقكم ، {{ وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا }} يعني : وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ، ما دمتم على كفركم فنحن أبدا نتبرأ منكم ونبغضكم {{ حتى تؤمنوا بالله وحده }} أي : إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له ، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأنداد والأوثان .

    _ وقال العلامة السعدي رحمه الله ( ص 818 ) :
    فلكم أيها المؤمنون أسوة حسنة في إبراهيم ومن معه في القيام بالإيمان والتوحيد والقيام بلوازم ذلك(1)ومقتضياته وفي كل شيئ تعبدوا به الله وحده ا.ه المراد .
    _____________________________________
    (1) من ولاء وبراء في الله وبغض فيه .
    _____________________________________

    وقال تعالى : {{ وأعتزلكم وما تعبدون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا }} ( مريم : 48 ) .
    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (3/121) :
    أي اجتنبكم وأتبرأ منكم ومن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله ا.ه المراد .

    وقال العلامة الشوكاني في " تفسيره " (3/363) :
    أي أهاجر بديني عنكم وعن معبوداتكم حيث لم تقبلوا نصحي ولا نجحت فيكم دعوتي ا.ه

    قال العلامة السعدي رحمه الله (ص468) :
    وهذه وظيفة من أيس من دعاهم فاتبعوا أهواءهم فلم تنجح فيهم المواعظفأصروا في طغيانهم يعمهون ، أن يشتغل بإصلاح نفسه ويرجوا القبول من ربه ويعتزل الشر وأهله ا.ه

    وبعد هذا فإنك الآن بين أمرين :

    الأول : إما أن تتبرأ منهم براءة شرعية صريحة صحيحة .
    الثاني : وإما أن تكون مقرا لهم وراض عنهم وعن أفعالهم .

    أما عن الأول فلم يسمع إلى الآن ما يدل دلالة واضحة فيها مراقبة الله تعالى وخوف منه ، إنك تبرأت منهم البراءة الشرعية الصريحة الصحيحة .

    وأما عن الثاني فالواقع أكبر شاهد وبرهان يدل على هذا إذ أنهم لا يزالون في حضانتك وحجرك ، وعليه فلا لوم على من طعن فيك وجرح (1)
    ________________________________________

    1) على أنه لم يتبرأ هو بنفسه من بليته وفتنته ولم يتب منها ، وإنما الكلام معه تنزلا إنه لم يعمل شيئا والواقع إنه شيطان يقول الله تعالى : {{ ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تأزهم أزا }} ( مريم:83) .
    ________________________________________

    عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [[ الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ]] .
    وفي رواية : [[ فمن ترك ما شبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك ، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع مااستبان ، والمعاصي حمى الله من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه ]] .
    أخرجه البخاري (52و2051) ومسلم (11/27_30) واللفظ والرواية الثانية للبخاري .

    قال الحافظ النووي رحمه الله :
    قال العلماء : وسبب عظم موقعه(1) أنه صلى الله عليه وسلم نبه فيه على إصلاح المطعم والمشرب والملبس وغيرها وأنه ينبغي ترك المشتبهات ، فإنه سبب لحماية دينه وعرضه وحذر من مواقعة الشبهات ا.ه

    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "شرح الأربعين النووية " (ص78_88) :

    ومعنى استبرأ طلب البراءة لدينه وعرضه من النقص والشين ، والعرض : هوموضع المدح والذم من الإنسان وما يحصل له بذكره بالجميل مدح وبذكره بالقبيح قدح ، وقد يكون ذلك تارة في نفس الإنسان وتارة في سلفه أو في أهله ، فمن اتقى الأمور المشتبهة واجتنبها فقد حصن عرضه من القدح والشين الداخل على من لا يجتنبها ، وفي هذا دليل على أن من ارتكب الشبهات فقد عرض نفسه للقدح فيه والطعن كما قال بعض السلف : من عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن ... وفيه دليل على أن طلب البراءة للعرض ممدوح كطلب البراءة للدين ا.ه المراد
    ______________________________________
    (1) يعني حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما هذا .
    ______________________________________

    قال الحافظ رحمه الله : قوله (( استبرأ )) بالهمز بوزن استفعل من البراءة أي : برأ دينه من النقص وعرضه من الطعن فيه لأن من لم يعرف باجتناب الشبهات لم يسلم لقول من يطعن فيه ، وفيه دليل على أن من لم يتوق الشبهة في كسبه ومعاشه فقد عرض نفسه للطعن فيه ، وفي هذا إشارة إلى المحافظة على أمور الدين ومراعات المروءة ا.ه

    وقال في موضع آخر وفيه دليل على جواز الجرح والتعديل قاله البغوي في شرح السنة ا.ه

    قلت : ثم يأتي بعض الناس ويقول لا تتكلم في الحية الرقطاء فإنه قد قال وقال ، وليس هناك من هذاه الأقاويل من الدلائل والبراهين في رد ما قيل في الحية الرقطاء ، فإننا نبقى على الأصل أن الحية الرقطاء حزبي مر ، ما عندنا ما ينقل عن هذا الأصل فلا داعي لكثرة الرجمات والكلام والأقاويل التي ليس لها زمام ولا حطام .

    وأبسط مثال حي لمن أراد أن يدين الحية الرقطاء فلينظر إلى الذين حوله فإنك تجدهم من أحبابه الفسقة الفجرة الذين يزعم في ظنه الفاسد الكاسد أنه تبرأ منهم وهم لا يزالون عنده ، ولا تزال يده ممدودة إليهم .

    عن صفية بنت حيي قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا ، فأتيته أزوره ليلا فحدثته ، ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار اسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( على رسلكما إنها صفية بنت حيي ، فقالا : سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم(1)وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال شيئا )) .
    أخرجه البخاري (3281) ومسلم (157_155_/14) .

    الحديث ترجم له الحافظ النووي رحمه الله فقال : باب بيان أنه يستحب لمن رؤىخاليا بامرأة وكانت زوجته أن يقول هذه فلانة ليدفع ظن السوء به .

    وقال رحمة الله عليه في شرحه : .... وفيه استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان ، وطلب السلامة ولإعتذار بالأعذار الصحيحة(2) ، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهرا مما هو حق ، وقد يخفى ، أن يبين حاله ليدفع ظن السوء . وفيه الإستعداد للتحفظ من مكائد الشيطان فإنه يجري من الإنسان مجرى الدم ، فيتأهب الإنسان للإحتراز من وساوسه وشره والله أعلم ا.ه
    _______________________________________
    (1) فائدة قال العلامة الألباني رحمة الله عليه : قلت : أما زيادة (( فضيقوا مجاره بالجوع )) فلا أصل لها خلافا لمن وهم كما نبهنا عليه في تعليقنا على الحديث في (( رسالة الصيام )) لابن تيمية صفحة (76_75) ا.ه من " حاشية صحيح الجامع " (341/1 ).
    (2) ليس بلأعذار الشيطانية الإبليسية .
    _______________________________________


    عن محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ، قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي فإذا كانت الأمطار سال الوادي بيني وبينهم لم استطع أن آتي مسجدهم ، فأصلي بهم وودت يا رسول الله أنك تأتي فتصلي في بيتي ، فأتخذه مصلى قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ((سأفعل إن شاء الله ، قال عتبان : فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ، ثم قال : أين تحب أن أصلي من بيتك قال : فأشرت له إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكبر فقمنا فصفنا فصلى ركعتين ، ثم سلم قال : وحبسناه على خزيرة صنعناها له قال : فآب (1) في لبيت رجال من أهل الدار ذوو عدد ، فاجتمعو فقال قائل منهم : أين مالك بن الدخيش ؟ أو أين الدخشن فقال بعضهم : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل ذلك ألا تراه قد قال : لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله قال : الله ورسوله أعلم قال : فإنا نرى وجهه(2)ونصيحته إلى المنافقين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله قد حرم على النار من قال لا إلاه إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ))
    ______________________________________-
    (1) أي اجتمعوا بعد أن تفرقوا .
    قال الخليل : المآبة مجتمع الناس بعد افتراقهم ا.ه من " الفتح "
    (2) أي : توجه ، قاله الحافظ رحمه الله .
    ______________________________________

    أخرجه البخاري (1168و425) واللفظ له ولمسلم (245_242 ) .

    قال الحافظ النووي رحمه الله : ..... وفيه ذكر من يتهم بريبة أو نحوها للأئمة وغيرهم للتحرز منه ا.ه

    قلت فأنت ترى أن الصحابة رضي الله عنهم حكموا على مالك رضي الله عنه بالنفاق لأجل وده وحديثه وتوجهه ونصحه إلى المنافقين ولولا براءة النبي صلى الله عليه وسلم وتزكيته له لكان الحكم عليه بما يظهر .

    وقد قال بعض السلف رحمة الله عليهم : من خفيت علينا بدعته ولم تخف عنا ألفته ، وفوق ذلك قول الله تعالى : {{ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا }} ( النساء : 140

    الوجه الخامس : من المستفيد من هذا العميان ؟ أليس أحبابك هم المستفيدون منه ؟ فإن عميانك هذا زادهم قبحا إلى قبحهم وسفها إلى سفههم ، انظر إلى عدن تجد فيها السب والطعن في شيخنا الكريم زاده الله عزا وشرفا وعلوا ورفعة في الدنيا والآخرة .

    وفي داره متفشيا ومنتشرا والله ثم والله إيتها الحية الرقطاء لو كنت صادقة في براءتك هذه وأنك تعنين أحبابك هؤلاء السفلة الفجرة لما وجدت هؤلاء الفسقة من أحبابك يرفعون رؤوسهم ويتطاولون على شيخ الحديث في عصره وعلى داره .ولما وجدت الفويسقة سخيف عقلان خطيب مسجد البنجسار بعدن يقول في خطبة جمعة وأمام ملأ من الناس [ إذا جاء بيان العلماء في أي مسألة ينبغي أن ينقاد لهم(1)وعدم توزيع الملازم والأشرطة فمن وزع فهو والله فاسق ] .
    ______________________________________

    (1) حتى ولو كان بدون دليل ولا برهان
    ______________________________________

    وبعد الصلاة نصحه الإخوان وبينوا له هذا الغلط والخلط في كلامه ، فزاد الرويبضة الطين بلة ، وقال : الشيخ يحيى صاحب فتنة .

    انظر إلى هذه الجرأة العظيمة ، وكل هذا بعد عميان الحية الرقطاء لا صحبه الله بخير ولا مساه .

    على أن هذا المخدر في كلامه كان يوما من الدهر طالبا عند شيخنا ، أسد السنة رعاه الله تعالى .
    ومن أقواله على المنبر وأمام ملأ من الناس : ليس العبرة بلبس العمائم والقمص وإنماالعبرة الكتاب والسنة .

    قلت : أليست هذه الأشياء من أمور ديننا .فانظر أخي الكريم كيف صار بهم الحال إلى أنهم يتكلمون بكلام الحزبيين ، فما الذي جرهم إلى مثل هذه الأمور وقد كانوا ينكرونها قبل على الحزبيين ، أليست حزبية الحية الرقطاء وبعد هذا يأتي من يأتي ويقول : إن الحية الرقطاء ليس بحزبي ، فيقال له : ما هو سبب تردي هؤلاء القوم وما هو سبب وصولهم إلى هذه الحالة ؟

    ومن أقواله على المنبر لماذا نجبن عن القول للمخطئ أنه خطأ يريد الشيخ يحيى رعاه الله وفي هذا تهييج لأهل العلم والدين .

    ومن أقوال الدويبة قوله : أنا مشطب على دماج ؟!

    من أنت يامشطوب يامدعوس يا منكوس حتى تقول هذا الكلام على دار الحديث والسنة ، انظروا إلى أين وصل بهم الحال وهذا من ثمرات حزبية الحية الرقطاء قطع الله دابرها وعقرها وجعل سمها نافثا ونافذا فيها فالينظر في امره من نصب محاميا ومدافعا عن الحية الرقطاء وأحبابه بدون حجة ولا برهان ، واليعد النظر في ذلك والله المستعان .

    ووالله أيها الإخوان والذي رفع السماء بغير عمد أن الحية الرقطاء لا يقصد بعميانه هذا أحبابه وإنما يقصد أمرا آخر ، لا بد من التفطن له فهو يريد أن يستفيد من سكوت البعض عنه بسبب هذا العميان وأنى له ذلك .

    بل إني اقول أن أحبابه على ما فيهم من فجور وعدوان لو علموا أدنى علم ولو فهموا أدنى فهم أنه يعنيهم فوالله لن يرحموه ولوجدتهم يستلمونه من جميع الجهات .

    كأن السان حالهم يقول : ضعنا وضيعنا أعز ما نملك من أجلك وبعد ذلك تأتي وتتبرأ منا (1) .
    ________________________________-(1)
    ثم أضف إلى ذلك أن أحبابه لا يزالون غالين بأهل السنة يسعون إلى سجنهم وإلى محاكمتهم ، وهكذا يغتصبون مساجدهم وذلك بالإستعانة برجال الأمن وغير ذلك من أوابدهم التي لا تعرف إلا عن الحزبيين فأين البراءة منهم .
    ________________________________

    الأمر السادس : إذا كنت صادقا في برآئتك هذه فلماذا لم نسمع منك الثناء على دار الحديث وعلى شيخها وكذلك مطالبة أحبابك الذين غررت بهم أن يعودوا إلى ما كانوا عليه من قبل من الخير والسنة وقبل ذلك ان يتوبوا توبة صادقة ناصحة لماذا لم نسمع منك هذا حتى نعرف صدق برآتك وهذا من لوازم التوبة أن تصلح ما أفسدت وإن تبين ما كنت كتمته من الحق والسنة .

    الأمر السابع : تأمل أخي القارئ بقية عميان الحية الرقطاء لوجدت أنه وجه نصائح وتوجيهات وإرشادات لعلماء السنة .

    وكأنه المرشد والموجه والناصح وسوأته مكشوفة فهذا يدلك على أنفته وتكبره وغطرسته .

    فعلينا جميعا يا أهل السنة أن نتنبه وعلينا أن نستفيد من فتنة أبي الحسن فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :[[ لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ]]متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه .

    وعلينا أن لا نجادل عن المبطلين المفتونين وأن لا نخاصم عنهم وان لا نركن إليهم ا.ه


    يقول الله تعالى :{{ إنا أنزلنا الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما * يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا * هائنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا }} (النساء : 109_105) .

    قال العلامة السعدي (ج1/ص 200 ) :
    " الاختيان " و " والخيانة " بمعنى الجناية والظلم والإثم ، وهذا يشمل النهي عن المجادلة ، عن من أذنب وتوجه عليه عقوبة من حد او تعزير ، فإنه لا يجادل عنه بدفع ما صدر منه من الخيانة ، أو بدفع ما ترتب على العقوبة الشرعية ا.ه

    وقال العلامة الشوكاني رحمه الله (ج1/ص..) قوله: {{ ولا تكن للخائنين }} لأجل الخائنين {{ خصيما }} أي : مخاصما عنهم مجادلا للمحقين بسببهم وفيه دليل على أنه لا يجوز لأحد أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق ا.ه (1)
    ____________________________________
    (1) هكذا نفقه الدلة الشرعية وليست المسألة مسألة ضدية .
    ____________________________________

    قلت : وذلك إذا أبرز ما عنده من أدلة وبراهين ودفع عن نفسه ما نسب إليه وقيل فيه فذلك، وأما أن يطعن في شخص ويجرح فيه وتقوم البينات .والدلائل والبراهين على صحة ذلك الأمر، والمطعون فيه ساكت سكوت الهر لا يتكلم ولا يحرك ساكنا ، ولا يغير على عرضه ودينه وليس عنده ما يدفع به عن نفسه ما قيل فيه ونسب إليه .

    ثم أتي بعد ذلك وأنصب نفسي مدافعا ومحاميا عنه وبدون حجة ولا برهان .فهذا أبعد ما يكون في قبوله والناس ليسوا سواء وقال تعالى : {{ يا أهل الكتاب لما تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هاؤلاء حججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون }} ( آل عمران :66_65 ) .
    وقال تعالى : {{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون }} .وقال تعالى :{{ ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا }} .

    وأذكركم يا أهل السنة بقوله تعالى : {{ وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين }} (النحل : 24 ) .

    قال الحافظ بن كثير رحمه الله (ج4/ص565 ) :
    يقول تعالى : وإذا قيل لهؤلاء المكذبين : {{ ماذا أنزل ربيكم قالوا }} معرضين عن الجواب : {{ أساطير الأولين }} أي : لم ينزل شيئا ، إنما هذا الذي يتلى علينا أساطير الأولين أي : من كتب المتقدمين ، كما قال تعالى {{ وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا }} ( الفرقان 5 ) أي : يفترون على الرسول ،ويقولون [ فيه ] أقوالا مختلفة متضادة ، كلها باطلة كما قال تعالى : {{ أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }} [ الفرقان : 9 ] ، وذلك أن كل من خرج عن الحق فمهما قال أخطأ ا.ه

    واعلموا يا أهل السنة أن الحية الرقطاء لو كان صادقا فيما يقول وحريصا على السنة وجمع الكلمة تبرا من فتنة وبلية ومن غرر بهم وخدعهم ومكر بهم به ولضحى بالغالي والنفيس من أجل السنة ونصرتها لكن الأمر كما يقول الله تعالى :{{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد }} .

    ويا أهل السنة فلا يغرنكم دموع الحية الرقطاء فإنها دموع التماسيح .

    ويا أهل السنة لا يغرنكم تماوته فإنه تماوت الثعالب .

    ويا أهل السنة لا يغرنكم خشوعه وسمته وتواضعه فماذا إستفادت الأمة من خشوع الخوارج وزهدهم وعبادتهم .

    ولا يغرنكم تردده إليكم وإنه يريد الحق والحق فوق رأسه وعينه فان هذا كذب الواقع يكذبه .

    فهذا أبو هريرة رضي الله عنه كان يتردد عليه ذلكم الرجل ثلاث ليال وهو يتردد عليه ويشكوا ويقول : عندي وعندي وأنا وأنا ..... وفي آخر الأمر ظهر أنه شيطان كذاب .فالحية الرقطاء تحته إبل جرباء وخلفه شجاع أقرع .
    والحمد لله رب العالمين .

    سبحانك وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
    محمد العمودي كان الله له في الدارين .
    دماج دار الحديث العامرة رحم الله مؤسسها وحفظ القائم عليها من بعده وجعلها درعا وذخرا للسنة وأهلها وشجى في حلوق الحزبيين والمبتدعة إنه ولي ذلك والقادر عليه .
    ( 18 / محرم / 1429 ه ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 10-10-2008, 10:39 AM.

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا

      يُرفع نصحاً للإسلام والمسلمين

      تعليق


      • #4
        الحية الرقطاء
        (
        عبد الرحمن بن مرعي)

        اسمٌ على مسمّى وربِّي

        لله درُّك يا عمودي

        تعليق


        • #5
          مشاركه

          اللهم احفظ دار الحديث بدماج وشيخها وطلابهامن كل سوء ومكروه وعليك بمن يتآمر عليها ورد كيده في نحره وافضح امره واهتك ستره جزاكم الله خيراعلى هذا النقل الطيب الواضح لمن اراد الحق

          تعليق


          • #6
            يرفع ليعلم الناس هل الحية الرقطاء صاحب خلق رفيع أو أنه صاحب فتنة عظيمة وفرقة ظاهره وحزبية منتنة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟قصم الله ظهره وظهر من أعانه على فتنته

            تعليق

            يعمل...
            X