بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الطليعة في إجهاز المتردية والنطيحة [4]و[5]
تذكير النبهاء والفضلاء بما أحدثه الحية الرقطاء (عبد الرحمن بن مرعي) في دار
الحديث والسنة من الأمور المنكرة الشعناء
ويليها :
الارتقاء بنقض عميان (بيان) الحية الرقطاء
تأليف:
أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي نسبا العدني نسبا .
قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم والدنا الناصح الأمين أسد السنة العلامة
المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري زاده الله عزا وشرفا ومقاما
وقدرا ودفع عنه كيد الكائدين وشر الحاسدين الحاقدين .
كلمة شكر
تذكير النبهاء والفضلاء بما أحدثه الحية الرقطاء (عبد الرحمن بن مرعي) في دار
الحديث والسنة من الأمور المنكرة الشعناء
ويليها :
الارتقاء بنقض عميان (بيان) الحية الرقطاء
تأليف:
أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي نسبا العدني نسبا .
قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم والدنا الناصح الأمين أسد السنة العلامة
المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري زاده الله عزا وشرفا ومقاما
وقدرا ودفع عنه كيد الكائدين وشر الحاسدين الحاقدين .
كلمة شكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فإني أحمد ربي الذي أعانني على كتابة هذه المذكرة ، وهي عبارة عن بيان عما أحدثه الحية الرقطاء هو وأحبابه في دار الحديث والسنة ، كتبتها تذكرة للناسي وتنبيها للغافل .
وأحمد ربي سبحانه وتعالى الذي أعانني كذلك على نقض عميان الحية الرقطاء الذي يعتبر كما قال شيخنا الكريم حفظه الله : عن لعبة ، وقال : فكيف يتبرأ من فعلهم وهم لا يزالون معه سفرا وحضرا .
كما أشكر لشيخي الكريم ووالدي الحبيب حيث أنه تفضل وتكرم لقاءة هاتين الرسالتين والإذن بنشرهما فله مني جزيل الشكر والتقدير والدعاء .والحمد لله رب العالمين .
******************
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيآت أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :
فهذه لفته سريعة وجولة قصيرة وهي عبارة عما أحدثه الحية الرقطاء وهو وأحبابه في دار الحديث والسنة وما ترتب عليها من الإساءة إلى الدار وشيخها ، وضعتها تنبيها للغافلين وإعانة عمن التبس عليه أمر هذه الفتنة ممن يريد الحق ويغار على السنة وأهلها ، أسأل من الله الإعانة والتوفيق والسداد .
فأقول وبالله التوفيق :
إن أول فتنة قام بها الحية الرقطاء في دار الحديث والسنة هي قضية التسجيل لإقامة ذلكم الحلم الموهوم .
وكان مما أحدث في هذه القضية أعني _ قضية التسجيل هذه _ أمورا منها :
1 _ إنه أتى بسير جديد لم يكن معهودا لدى علماء السنة في اليمن ، بل ليس من هدي السلف الصالح رحمة الله عليهم ولا من صفاتهم الحميدة ولا من أخلاقهم الجليلة .
2 _ إنه تجاوز الحد وانتهك حرمة دار الحديث والسنة وحرمة شيخها .
3 _ إنه استعان على بليته هذه بأناس من ذوي الحقد والحنق والحسد على شيخ دار الحديث والسنة .
وهاكم مجمل ما أحدثه الحية الرقطاء في دار الحديث والسنه .
عندما أعلن الحية الرقطاء عن بدء التسجيل لحلمه الموهوم أشاع وأذاع بين أوساط طلبة العلم أن مدة التسجيل لا تزيد عن أربعة أيام وأن بناء الأرضية يتم في خلال عام واحد .
وكان هذا التوقيت الخطير والتحديد المبيت يدلك على خطورة هذا الحلم الموهوم وخطورة ومكر صاحبه ، حيث أنه لا يجعل من كِيد به أن يفكر في مغبة هذا الأمر وعاقبته وخطورته ، ولا يدرك ما يكاد له ويدبر {{ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }} [الأنفال: من الآية 30] .
فكان مما حصل بسبب هذا التوقيت وهذا التضييق المخنق أن وقع كثير من طلبة العلم في الحرج وربما بعضهم ذهب ماء وجهه ، وصار بالهم مشغولا وفكرهم مضطربا لأن الوقت لا يسمح بالتأخر .
وحالة طلبة العلم معروفة ، وهذا المبلغ من المال لا يمتلكه الكثير منهم ، وهذا الأمر يعرفه تماما حق المعرفة الحية الرقطاء ، إلا أنه استغل هذا الضعف الحاصل بين طلبة العلم من قلة ذات اليد ، فعرض لهم هذا المبلغ من المال الذي يعتبر بالنسبة لغيرهم لا شيئ، فجعلهم كالمجانين المخبولين مضطربين بأمرهم حائرين .
فكان من الواجب عليه والحالة هذه أن لا يضيق على طلبة العلم ، وأن لا يحدد لهم وقتا حتى لا يوقعهم في الضيق والحرج ، هذا إذا سلم له صحة فعله هذا .
فكنت تجد بعض طلبة العلم منهم من باع ذهب زوجه ومنهم من استدان ومنهم من كنت تراه حزينا لا يجد ما يشتري به لا سيما مع ضيق الوقت ، ومنهم من كان يحرض بعض طلبة العلم بأن يبيع بيته في دماج حتى يشتري به أرضا في مدينة الفيوش التجارية .
فتورط من تورط من طلبة العلم وضاق من ضاق وتحرج من تحرج .ومن اشترى أرضا بدأ بعد ذلك يفكر في بنائها وعمارتها ، ومن أين سيحصل على مال حتى يبني ويعمر أرضه ، فصار هؤلاء في حيص وبيص مما أدى ببعضهم أن قلت همته في الطلب ورغب في الدنيا .
فطلبة العلم هاهنا في دار الحديث والسنة الالاف منهم بيوتهم مبنية على اللبن والطين وأعواد الأشجار من الأثل وغيره ، وهم والله الذي لا إله غيره مجاهدون في تحصيل العلم حتى ينفعوا أنفسهم وينفعوا أمتهم ، ولو رآهم الملوك وأبناء الملوك لجالدوهم على ما هم فيه من السعادة وطمأنينة النفس وراحة بالهم وسعادتهم بالسيوف ، حتى أن بعض الوافدين عند أن رأى طلبة العلم وكثرتهم صرف الله عنهم كل سوء ومكروه قال : من يسير هؤلاء ليس هناك محاكم ولا غيره ، فقيل له : يسيرهم الكتاب والسنة .
المهم تجد حياتهم مقاربة من حياة سلفهم الصالح رحمة الله عليهم زهدا في الدنيا ورغبة في الآخرة .
فهذه هي بيوت طلبة العلم زادهم الله عزا وشرفا ، ومع هذا تجد على بعضهم من الديون عند الأخ فيصل الوادعي وفقه الله صاحب القلّاب الذي ينقل لطلبة العم اللبن والطين والحجارة ، حتى أنه أخبرني ذات يوم وكان ذلك قبل عامين تقريبا أن له عند الطلاب اثنين مليون ريال ، وهو ذلكم الرجل الصبور صاحب الخلق الحسن يحب طلبة العلم ويصبر عليهم لما يعلم من حالتهم ويلبي رغباتهم فجزاه الله خيرا وبارك فيه وفي زوجه وأولاده وماله ، وختم له بخير وعافية وسنة .
وهذه الأموال المتفرقة التي عند طلبة العلم للأخ فيصل الوادعي وفقه الله هي مبالغ زهيدة لا شيئ بل وليس لها ذكر بالنسبة لغيرهم .
فهذه صورة مختصرة عن حال طلبة العلم الأعفاء الأعزاء الأغنياء ، وهم يعيشون في تلكم البيوت المبنية على الطين واللبن والأثل .
وطالب العلم مشغول بدينه يريد أن يبرأ ذمته لما فيه من التشديد والترهيب مما تجد البعض منهم يذهب ويعمل في نفس البلد حتى يقضي دينه .
فما بالكم لو انتقل طالب العلم إلى مدينة الفيوش التجارية ووجد الناس يتفاخرون في البنيان والعمران ، هل سيخطر في باله أنه يبني أرضيته بمبلغ زهيد كما هو الشأن في دار الحديث والسنة ؟ ، هل ستطيب نفسه بذلك وترضى وتطمأن ؟ وهو يرى البيوت الفاخرة والقواعد الباهرة .
الجواب : لا شك أن النفس تحب الرفعة وتكره الضعة ، فتجد نفسه تتطاول وترغب وتتوق إلى أن يفعل ما يفعله غيره .
أقول لك : هذا هو الأمر المطلوب الذي من أجله أعلن عن هذا الحلم الموهوم وهو صرف طلبة العلم عن هذا الخير العظيم وصدهم عنه ، فكم من شخص باع بيته بثمن رخيص وكان هو يرغب فيه من قبل إذا أراد أن يبيعه , يرغب فيه بمبلغ كبير حتى أنك تجد بعض الأعلانات معلقة في الجدار وفيه ترغيب في الشراء ،
ومما قرأت عن بعض من باع بيته ممن ضحك عليهم الحية الرقطاء مايلي :
من أراد أن يشتري بيتا رخيصا جدا جدا في المزرعة عند البمبة فعليه أن يتصل بالرقم ثم ذكر رقمه وفيه اغتنم الفرصة .
وفعلا بلغني بعد ذلك أنه باع بيته بمبلغ هو دون مبلغه الحقيقي ، فما أدري هل الحية الرقطاء سوف يعوضهم الفارق .
على أنه يعتبر هذا الفعل لطلبة العلم ، وهو أن يشتروا بيوت هؤلاء المغفلين .
فو الله الذي لا إله غيره ما رخصت بيوتهم إلا بسبب زهدهم عن هذا الخير رخصوا وضيعوا أنفسهم فرخصت بيوتهم
فهذه لفته سريعة وجولة قصيرة وهي عبارة عما أحدثه الحية الرقطاء وهو وأحبابه في دار الحديث والسنة وما ترتب عليها من الإساءة إلى الدار وشيخها ، وضعتها تنبيها للغافلين وإعانة عمن التبس عليه أمر هذه الفتنة ممن يريد الحق ويغار على السنة وأهلها ، أسأل من الله الإعانة والتوفيق والسداد .
فأقول وبالله التوفيق :
إن أول فتنة قام بها الحية الرقطاء في دار الحديث والسنة هي قضية التسجيل لإقامة ذلكم الحلم الموهوم .
وكان مما أحدث في هذه القضية أعني _ قضية التسجيل هذه _ أمورا منها :
1 _ إنه أتى بسير جديد لم يكن معهودا لدى علماء السنة في اليمن ، بل ليس من هدي السلف الصالح رحمة الله عليهم ولا من صفاتهم الحميدة ولا من أخلاقهم الجليلة .
2 _ إنه تجاوز الحد وانتهك حرمة دار الحديث والسنة وحرمة شيخها .
3 _ إنه استعان على بليته هذه بأناس من ذوي الحقد والحنق والحسد على شيخ دار الحديث والسنة .
وهاكم مجمل ما أحدثه الحية الرقطاء في دار الحديث والسنه .
عندما أعلن الحية الرقطاء عن بدء التسجيل لحلمه الموهوم أشاع وأذاع بين أوساط طلبة العلم أن مدة التسجيل لا تزيد عن أربعة أيام وأن بناء الأرضية يتم في خلال عام واحد .
وكان هذا التوقيت الخطير والتحديد المبيت يدلك على خطورة هذا الحلم الموهوم وخطورة ومكر صاحبه ، حيث أنه لا يجعل من كِيد به أن يفكر في مغبة هذا الأمر وعاقبته وخطورته ، ولا يدرك ما يكاد له ويدبر {{ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }} [الأنفال: من الآية 30] .
فكان مما حصل بسبب هذا التوقيت وهذا التضييق المخنق أن وقع كثير من طلبة العلم في الحرج وربما بعضهم ذهب ماء وجهه ، وصار بالهم مشغولا وفكرهم مضطربا لأن الوقت لا يسمح بالتأخر .
وحالة طلبة العلم معروفة ، وهذا المبلغ من المال لا يمتلكه الكثير منهم ، وهذا الأمر يعرفه تماما حق المعرفة الحية الرقطاء ، إلا أنه استغل هذا الضعف الحاصل بين طلبة العلم من قلة ذات اليد ، فعرض لهم هذا المبلغ من المال الذي يعتبر بالنسبة لغيرهم لا شيئ، فجعلهم كالمجانين المخبولين مضطربين بأمرهم حائرين .
فكان من الواجب عليه والحالة هذه أن لا يضيق على طلبة العلم ، وأن لا يحدد لهم وقتا حتى لا يوقعهم في الضيق والحرج ، هذا إذا سلم له صحة فعله هذا .
فكنت تجد بعض طلبة العلم منهم من باع ذهب زوجه ومنهم من استدان ومنهم من كنت تراه حزينا لا يجد ما يشتري به لا سيما مع ضيق الوقت ، ومنهم من كان يحرض بعض طلبة العلم بأن يبيع بيته في دماج حتى يشتري به أرضا في مدينة الفيوش التجارية .
فتورط من تورط من طلبة العلم وضاق من ضاق وتحرج من تحرج .ومن اشترى أرضا بدأ بعد ذلك يفكر في بنائها وعمارتها ، ومن أين سيحصل على مال حتى يبني ويعمر أرضه ، فصار هؤلاء في حيص وبيص مما أدى ببعضهم أن قلت همته في الطلب ورغب في الدنيا .
فطلبة العلم هاهنا في دار الحديث والسنة الالاف منهم بيوتهم مبنية على اللبن والطين وأعواد الأشجار من الأثل وغيره ، وهم والله الذي لا إله غيره مجاهدون في تحصيل العلم حتى ينفعوا أنفسهم وينفعوا أمتهم ، ولو رآهم الملوك وأبناء الملوك لجالدوهم على ما هم فيه من السعادة وطمأنينة النفس وراحة بالهم وسعادتهم بالسيوف ، حتى أن بعض الوافدين عند أن رأى طلبة العلم وكثرتهم صرف الله عنهم كل سوء ومكروه قال : من يسير هؤلاء ليس هناك محاكم ولا غيره ، فقيل له : يسيرهم الكتاب والسنة .
المهم تجد حياتهم مقاربة من حياة سلفهم الصالح رحمة الله عليهم زهدا في الدنيا ورغبة في الآخرة .
فهذه هي بيوت طلبة العلم زادهم الله عزا وشرفا ، ومع هذا تجد على بعضهم من الديون عند الأخ فيصل الوادعي وفقه الله صاحب القلّاب الذي ينقل لطلبة العم اللبن والطين والحجارة ، حتى أنه أخبرني ذات يوم وكان ذلك قبل عامين تقريبا أن له عند الطلاب اثنين مليون ريال ، وهو ذلكم الرجل الصبور صاحب الخلق الحسن يحب طلبة العلم ويصبر عليهم لما يعلم من حالتهم ويلبي رغباتهم فجزاه الله خيرا وبارك فيه وفي زوجه وأولاده وماله ، وختم له بخير وعافية وسنة .
وهذه الأموال المتفرقة التي عند طلبة العلم للأخ فيصل الوادعي وفقه الله هي مبالغ زهيدة لا شيئ بل وليس لها ذكر بالنسبة لغيرهم .
فهذه صورة مختصرة عن حال طلبة العلم الأعفاء الأعزاء الأغنياء ، وهم يعيشون في تلكم البيوت المبنية على الطين واللبن والأثل .
وطالب العلم مشغول بدينه يريد أن يبرأ ذمته لما فيه من التشديد والترهيب مما تجد البعض منهم يذهب ويعمل في نفس البلد حتى يقضي دينه .
فما بالكم لو انتقل طالب العلم إلى مدينة الفيوش التجارية ووجد الناس يتفاخرون في البنيان والعمران ، هل سيخطر في باله أنه يبني أرضيته بمبلغ زهيد كما هو الشأن في دار الحديث والسنة ؟ ، هل ستطيب نفسه بذلك وترضى وتطمأن ؟ وهو يرى البيوت الفاخرة والقواعد الباهرة .
الجواب : لا شك أن النفس تحب الرفعة وتكره الضعة ، فتجد نفسه تتطاول وترغب وتتوق إلى أن يفعل ما يفعله غيره .
الآن يأتي السؤال والحوار :
يا فلان البناء هذا كم سوف يكلف ؟
الجواب : أنه يكلف مبالغ كثيرة وأموالا هائلة .
هل تمتلك هذه الأموال وهذه المبالغ ؟
الجواب : لا .
إذا كيف ستفعل ؟
الجواب : اذهب واعمل .
كم مدة هذا العمل ؟
الجواب : لا أدري ، اعمل حتى أجمع قيمة البناء .
هذا يحتاج منك إلى عمر ووقت طويل وأنت تعرف حال الريال اليمني ؟
الجواب : صحيح يحتاج إلى وقت وعمر طويل والريال اليمني في النزع .
إذا ما هو الحل يا أخي ؟
الجواب : إن أرض الله واسعة ولعلي سوف أسافر حتى أجمع ما يسر الله عز وجل لي .
وهذا صعب عليك وفيه مشقة وكلف .
فالوقت ضيق يا أخي ماذا ستفعل ؟
الجواب : سأبيع بيتي في دماج دار الحديث والسنة
.يا فلان البناء هذا كم سوف يكلف ؟
الجواب : أنه يكلف مبالغ كثيرة وأموالا هائلة .
هل تمتلك هذه الأموال وهذه المبالغ ؟
الجواب : لا .
إذا كيف ستفعل ؟
الجواب : اذهب واعمل .
كم مدة هذا العمل ؟
الجواب : لا أدري ، اعمل حتى أجمع قيمة البناء .
هذا يحتاج منك إلى عمر ووقت طويل وأنت تعرف حال الريال اليمني ؟
الجواب : صحيح يحتاج إلى وقت وعمر طويل والريال اليمني في النزع .
إذا ما هو الحل يا أخي ؟
الجواب : إن أرض الله واسعة ولعلي سوف أسافر حتى أجمع ما يسر الله عز وجل لي .
وهذا صعب عليك وفيه مشقة وكلف .
فالوقت ضيق يا أخي ماذا ستفعل ؟
الجواب : سأبيع بيتي في دماج دار الحديث والسنة
أقول لك : هذا هو الأمر المطلوب الذي من أجله أعلن عن هذا الحلم الموهوم وهو صرف طلبة العلم عن هذا الخير العظيم وصدهم عنه ، فكم من شخص باع بيته بثمن رخيص وكان هو يرغب فيه من قبل إذا أراد أن يبيعه , يرغب فيه بمبلغ كبير حتى أنك تجد بعض الأعلانات معلقة في الجدار وفيه ترغيب في الشراء ،
ومما قرأت عن بعض من باع بيته ممن ضحك عليهم الحية الرقطاء مايلي :
من أراد أن يشتري بيتا رخيصا جدا جدا في المزرعة عند البمبة فعليه أن يتصل بالرقم ثم ذكر رقمه وفيه اغتنم الفرصة .
وفعلا بلغني بعد ذلك أنه باع بيته بمبلغ هو دون مبلغه الحقيقي ، فما أدري هل الحية الرقطاء سوف يعوضهم الفارق .
على أنه يعتبر هذا الفعل لطلبة العلم ، وهو أن يشتروا بيوت هؤلاء المغفلين .
فو الله الذي لا إله غيره ما رخصت بيوتهم إلا بسبب زهدهم عن هذا الخير رخصوا وضيعوا أنفسهم فرخصت بيوتهم
وبقي شيئ يسير من الحوار نعود إليه .
ثم أقول لك يا أخي : هذا المبلغ الذي أخذته مقالبل بيتك في دار الحديث والسنة هو قليل ربما لا يسعك إلا في بناء القواعد ، هذا إن كان كافيا ، فماذا استفدت من هذا البيع وأنت تعلم أنه لن يكفيك ؟ .
فإن قلت : سوف أتوكل على الله .
السؤال : ما هو نوع هذا التوكل ؟ هل هو توكل صوفي أم حزبي أم سني .
فإن قلت : أنا لا أدري ما تقول ؟
الجواب : توكل صوفي أنه يخرج بلا زاد ولا شيئ فهذا متواكل .
وتوكل الحزبي أنه يقول : توكلت على الله ثم على جمعية إحياء التراث ، فهذا متآكل مستعد تمام الاستعداد أن يبيع دينه بعرض من الدنيا .
وتوكل السني أن يتوكل على الله وحده ويعتمد عليه مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمحافظة على دينه واستقامته والحرص عليهما وعدم التنازل عن شيئ من أمور دينه ولا شيئ يخدش في استقامته وسنيته ، فهذ هو المتوكل الحقيقي على ربه تعالى .
فخلاصة ما تقدم :
أن الهدف والغاية من هذه اللعبة الشيطانية التي قام بها الحية الرقطاء هو : صرف طلبة العلم عن هذا الخير العظيم وتضييعهم وجعلهم عمالا لحطام هذه الدنيا الفانية ، سواء شعر بهذا أم لم يشعر ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأكثر من وقع في مغبة هذا الأمر وصار فريسة ولقمة مستساغة وفرخا وصيدا في مصيدة الحية الرقطاء هم طلبة العلم من أصحاب عدن ، فصار الكثير منهم ضحية هذه الفتنة واستطاع الحية الرقطاء أن يجمع في صفه أكبر قدر ممكن وقد فعل .
والسر في ذلك أن الإخوان من أصحاب عدن حالتهم معروفة معيشة وسكنا ويتمنى البعض منهم أن يمتلك في عدن ولو عشة يأوي إليها هو وأهله وما ذلك إلالشدة ضيق البيوت في عدن مع ما في البعض منها من المنكرات والمخالفات الشرعية .
فلما يعرض للأخ العدني مثل هذا العرض المغري أرضية واسعة (12م*12م) بمبلغ يسير تجد لعابه يسيل وعقله يطيش .
فسحرهم الحية الرقطاء بفعله هذا فصاروا في غفلة وطيش ، وربما إذا رأيت بعضهم حسبته مجنونا من هول العرض وشدته ، حتى أنك كنت تجد بعضهم يقلب جوّاله وينظر في الأسماء التي في الجوال ، لعله نسي بعض الناس لم يوصه ويحثه على شراء أرضية في مدينة الفيوش التجارية .
فصار هؤلاء المغبون عليهم يسعون ويحملون ويجتمعون ويتواصون يعني أمورا مزرية وحركات سخيفة تافهة .
فكنت أعظم ما تجده عندهم يا فلان سجلت يا فلان ، هل اشتريت أرضية يا فلان ... يا فلان ... ، وكأن لسان حالهم يقول : اغتنموا هذه الفرصة فرصة لا تكاد تعوض ، فرصة وليست بالحلم يا قوم فقيه اليمن يبيع أراضي رخيصة الثمن .
فكادت أن تكون دار الحديث والسنة بسبب هؤلاء الغوغاء أحباب الحية الرقطاء مثل سوق الملح .
وكان الحية الرقطاء قد جند جنودا فعصبهم وحزبهم وكتلهم وأمرهم بالمواجهة بقوله لهم : ضروري أن تبيّنوا فخرج يسين وغلامه فقالا : سنبيّن .
ولم يكن اختيار الحية الرقطاء لهؤلاء الغوغاء هكذا عفوا [ إن صح التعبير ] ، وإنما وقع اختياره على أناس ذوي غطرسة وتكبر وحقد وأنفه وحنق وغل على شيخ دار الحديث والسنة أعز الله مقامه وزاده شرفا وقدرا .
والحية الرقطاء في حقيقة الأمر ليس ذا همة في هؤلاء المساكين إلا إنه اتخذهم لكي يشفي غليله وحقده وقد فعل .
وهذا يدل على ضعف في إيمانه وخلل في تقواه ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :[[ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ]] . رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه .
فكيف يردي بهؤلاء الإخوان وهو يعلم مغبة وخطورة من تعدى على الحق وأهله كيف يصير حاله بعد ذلك .
وأضف إلى ذلك ضعف شخصيته وليست عنده قوة المواجهة وتحمل وإنما من وراء حصون وجدر ، بل إنه ان تحمل إنما يتحمل لمدة خمسة دقائق وبعد ذلك ينهار ، كما أخبر بذلك علي بن سالم عنه ولهذا رأيته يستعين بمن تقدم ذكرهم .
والحية الرقطاء بعد أن يحصل مقصوده من هؤلاء الغوغاء يتركهم ويتخلى عنهم ويرميهم بعد ذلك في بئر بضاعة ، كما هو حال الحزبيين في استغلالهم الناس لفترة معينة يقضون بهم أوطارهم وبع ذلك يتخلون عنهم وينبذونهم .
وأنا أقول هذا جزما والأيام بيني وبينكم (1) .
فأنت يا فهد السليماني هداك الله كنت من قبل تغمز الحية الرقطاء وأخيه من طرف خفي ، وتصف الشيخ يحي بأنه أسد ، فما الذي حصل ما هو الجديد ؟ فاتق الله يافهد وفقك الله ، شيخك يحي لا يزال يرجو منك خيرا ، دع عنك ما أنت فيه وأقبل على شأنك الذي كنت عليه من قبل ، ولا تقل أصحابي أصحابي فإن أصحابك هؤلاء إن لم يلطف الله بهم سيكونون تعساء الفتنة والضياع .
أتعلم يا فهد أن أبا الحسن تفرس فيك سوء ، أسأل علي بن سالم يخبرك بذلك .
وهكذا الحية الرقطاء لم يكن مطيقا لكم من قبل وكنتم كذلك بل وعندكم أمور عليه وكانت بينكم وبينه فجوة .
فو الله ما هو حالكم وأنتم كذلك لستم حوله .
___________________________________________
(1)كنت كتبت هذا الكلام قبل خروج البيان بنحو من أسبوع وزيادة ، ثم قرأت البيان (بيان معبر) وإذا فيه براءة الحية الرقطاء من أحبابه ، فإن كان يقصدكم بحق فحري بكم أن تقولوا له : تبا لك وسحقا من أجلك كنا نناضل وننافح .
________________________________
فعليكم جميعا أن تتوبوا إلى الله وترجعوا إليه وتؤوبوا وتعودوا إلى الخير الذي كنتم عليه قبل ، فو الله إني أنا وإخواني بل شيخكم يحيى رعاه الله لنفرح جميعا بعودتكم إلى الحق وتوبتكم إلى الله تعالى .
وكان الأخ فتح القدسي رعاه الله ، قد نظم قصيدة طيبة اشتملت على نصائح وتوجيهات لكم خاصة ولغيركم ، وألقيت بدار الحديث والسنة والشيخ الكريم رعاه الله يسمع ، وكان بالقرب منه الأخ حمود الوائلي رعاه الله ، فأخبرني أنه رأى وجه شيخكم ووالدكم أحمر وكانت العبرات في عينيه ، وما أن انتهى الأخ فتح رعاه الله من قصيدته إذ الشيخ الكريم يثني عليها خيرا وقال إنه نصحكم فيها ثم قال : نسأل من الله أن يردهم إلى الهدى هكذا دعا لكم كأنه انتزعها من بين أحشائه .
فماذا تريدون بعد هذا وقد فعلت فيه وفي داره ما فعلتم ، فاتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في دار شيخكم وأبيكم واعرفوا قدرها وقدر شيخها ، فإنه والله ما أراد لكم إلا الخير واتقوا الله في الخير الذي كنتم عليه ، وأطلب منكم أن تعملوا مقارنة بين ماكنتم عليه قبل وبين ما أنتم الآن ، تأملوا وانظروا وفكروا واعتبروا .
فلا يغرنكم هذا المفتون لا جزاه الله خيرا ، فإنه قد فتنكم وفتن غيركم وضيعكم ، فاتقوا الله في أنفسكم ، فاتقوا الله في أنفسكم ، فاتقوا الله في أنفسكم .
وكان الحية الرقطاء في فعله هذا قد أحدث ضجة كبيرة في دار الحديث والسنة ، والشيخ الكريم رعاه الله لا علم له بذلك ، وهذا يدلك على قلة ورع الحية الرقطاء إذ أنه قدم على فعله هذا بدون أي مشاورة ولا استشارة من الشيخ يحيى رعاه الله .
فكان الشيخ رعاه الله يرى أمورا عجيبة وحركات مريبة غريبة ملفتة للنظر ، ولم تكن معهودة قبل ولا عرفها علماء السنة في اليمن .
فتنبه الشيخ رعاه الله وتفطن وتفرس ،وعلم خللها ومقصودها وما ترموا إليه .
إذ أن هذه ليست بطريقة سلفية وليست معهودة من علماء السنة في اليمن ، وإنماهي معهودة من قبل الحزبيين تكتل وتعصب وصد وإعراض .
فانبرا لها الشيخ رعاه الله من أول وهلة وبطشها وتصدى لها ، فحذر من هذا السير وتكلم بما يشفي وبين ونقح ووضح وأبان ونصح .
وكان كلام الشيخ رعاه الله ليس تكهنا كما يزعم بعضهم ولا توهما ولا مجرد ظنون .
وهو ذلكم الخبير بأساليب الحزبيين ومكرهم ، وقد قال رعاه الله : لنا عشرون سنة ما نعرف الحزبية ، بلى والله أنت جذيلها وعذيقها المرجب .(1)
فالشيخ رعاه الله عاين أمورا وشاهدها ، رآه هو والاف طلبة العلم مما لا يسع طالب علم فضلا عن شيخ بل فضلا عن عالم ، إذا رآها أن يسكت ويغض الطرف عنها .
__________________________________________________
(1) جذيلها : هو تصغير جذل وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به وهو تصغير تعظيم : أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربى بالإحتكاك بهذ العود .
المرجب :الرجبة : هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع . ورجبتها فهي مرجبة . والعذيق : تصغير العذق بالفتح وهي النخلة وهو تصغير تعظيم وقد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها ومن الترجيب أن تعمد بخشبة ذات
شعبتين . ا.ه من " النهاية "
__________________________________________________
فهذه أمور التي رآها الشيخ رعاه الله وعاينها ، مما لا يسع المجال في تمليسها وتمسيحها وتلميعها ، بل ولا صب العسل عليها ، ولا كذلك استخدام أجود أنواع المراهم الطبية ، إذ أن الجرح لا تناسبه مثل هذه الأمور بل إنها لتزيده وهنا ونتنا وعفونة ، مما يجعل حالة أحبابه تزداد سوء فسوء.
فقرر الطبيب الماهر والخبير الفاهم بعد معاينة ومشاهدة وفحص رأى أن من الأنسب بتر هذا الجرح وقطعه ، حتى لا يتضرر الناس به ويصابون بمثل هذا الوباء الوخيم .
وبعد أن تكلم الشيخ رعاه الله بما رآه وعلمه وشاهده ، بدأت القلوب تتنكر والصور تتغير والحقائق تتقلب والقواعد تتضعضع وتتزلزل .
فبدأ الوخز والغمز والهمز واللمز ، وكان في بداية أمره بصورة خفية ، فاستدعى الحية الرقطاء أوباشه وأمرهم أن يلبسوا على الناس إلا أنه أتى بصورة ماكرة وقال لهم : بينوا للناس حقيقة هذا الأمر وإنما هو أراد بقوله هذا التلبيس وغش من معه والتغرير بهم ، وصدهم عن هذا الخير .
فكان يتعاهدهم ويتعاهدونه ويكثرون الخروج والدخول عليه ، ولم يكن مقصرا معهم {{ وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون }}[الأعراف:202] .
وكان مهتما بهم غاية الإهتمام ، فإنه لا جزاه الله خيرا لم يسافر حتى ترك أحبابه على أسوأ حال في الفتنة
.
ثم بعد ذلك سافر إلى عدن ولم يلق لشيخ الدار اعتبارا ولا أهمية ، فسافر ولم يخبره ولم يستأذنه ، أين ذلكم الأدب ؟، أين تلكم السكينة ؟ أين ذلكم الخشوع ؟ ضاع وماع وذاب ، ما هو السبب ؟ إنها الحزبية المساخة من دخل فيها كثرت أوساخه .
فكان فعله ذلك ينبئك على حقد دفين في قليب الحية الرقطاء ، لا احترام ولا أدب ولا تقدير ، فصار أحبابه من جنسه .
ولما رأى الشيخ الكريم أن الأمور تفاقمت وازدادت سوء فسوء ، وعظم البلاء بسبب وجود الحية الرقطاء ، رأى أن من المصلحة بمكان أن الحية الرقطاء تبقى في عدن لعل الله ينفع به ، إذ أن وجوده في دار الحديث والسنة لا يليق بأمثاله بسبب طيشه ، وإشاعة الهجر لأخوانه والتعصب له والتظلم عند بعض الناس لقصد توسيع فتنته .
فلما سمع الأوباش أن الحية الرقطاء طرد من دار الحديث والسنة ، هالهم ذلكم الأمر وأفزعهم وأزعجهم .
فما كان منهم إلا أن تحركوا وأسرعوا ، فاتصل حبيبه المقرب ياسين العدني بالحية الرقطاء وأخبره الخبر .
فكان جوابه أن قال له : إنه سيأتي إلى دماج حتى يسمع الطرد بنفسه كما أخبرني بذلك حبيبه المقرب .
ومن المعلوم أن طلب العلو سنة عمن سلف ، وذلك في الخير وليس في الشر ، وإنما أراد الحية الرقطاء بفعله هذا أن يحدث فتنة عظيمة في دار الحديث والسنة إلا أن الله رد كيده في نحره وأفسد سمه وجعله وبالا عليه .
وكما علمت أخي القارئ أن هذا الأمر أفزع أحبابه وأزعجهم أيما إزعاج .
وما علم هؤلاء البله أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد رضي الله عنهما لمصلحة رآها ، وكان ذلك مع سلامة دينهما وعرضهما رضي الله عنهما .
فما بالكم بمن أفسد وأساء وتعدى وظلم ، أفمثل هذا يسقى عسلا ويرش عليه ماء الورد .
فبالغ الأحباب في هذا الأمر وعظموه وهم يعلمون أن الشيخ يحي الدار يعرف ما يصلحها مما يفسدها ويسوؤها ، يعرفون ذلك حق المعرفة إلا أنهم اتخذوا هذا الأمر سلما ودرعا يتناول به عرض شيخ الحديث أعز الله مقامه .
فبدؤا يكيدون للدار وشيخها (1)من داخل الدار وخارجها ، فأوغروا قلوب الناس وشحنوها على شيخ دار الحديث أعز الله مقامه حتى أنهم شحنوا وعبوا بعض المرضى المصابين بمرض المس ، فهذا أحدهم كان مصابا بمرض المس وقد شفي بعض الشيئ إلا أنه لا تزال عنده بعض رواسب المس وكان يحترم الشيخ يحيى رعاه الله ، فما إن جاءت فتنة الحية الرقطاء إلا وقد ابتلى بمجالسة بعض أحبابه كأبي سوسة عبد الله بن شاهر ، فما هي إلا أيام إلا وبدأ يطعن في شيخه رعاه الله ويتكلم فيه بكلام شديد ، فمما قاله : الشيخ بدون بريك ( يعني متسرع ) الشيخ زقزوق ( يعني مثل الطائر يزقزق ) والمعنى أنه يرجم بالكلام ، وذات مرة كان الشيخ الكريم أعز الله مقام وزاده من فضله في درسه فحصل أنه تكلم على بعض أهل الأهواء فإذا بالزقزوق ينتفض ويقوم من الدرس ويقول : هذا الدرس مهزلة وخرج من الحلقة .
فمن هو الزقزوق ؟ ومن هو الذي بدون بريك ؟ ومن هو صاحب المهزلة ؟ اخبروني يا قوم أي الفريقين أهدى إن كنتم تعقلون ؟
_______________________________________________
(1) وأنا إذ أقول مثل هذا الكلام : إنما هو بدلالة أقوالهم وأفعالهم إذ أن الطعن في الشيخ يحيى رعاه الله ليس طعنا في جسده ولحمه إنما هو طعن بما يحمله ، طعنوا في علمه ودينه مما يؤدي فعلهم ذالك إلى نفور الناس من داره ، وبرهان ذلك أن المنافقين الذين طعنوا في القراء من الصحابة رضي الله عنهم أنزل الله فيهم قوله : {{ ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن }} [التوبة:65] .
فالله سبحانه وتعالى لم يذكر القراء في هذه الآية وهم المطعون فيهم فما هو السر في عدم ذكرهم ؟
السر أن المنافقين لم يريدوا بطعنهم الطعن في ذاتهم وإنما أرادوا الطعن بما يحملونه من الكتاب والسنة ، فتنبه لذلك وافهم .
_ ثم أنظر إلى مآل وعاقبة وسوء أفعالهم هذه ماذا حصل من ورائها ؟
حصل أنهم زهدوا في الدار وفي شيخها وباعوا بيوتهم ، فهذا يدلك على ماذا ؟
افهم يا أخي ولا تكن مغفلا .
________________________________________________
أتعلمون أين صار مصير هذا الزقزوق إنه الآن في حجر وحضانة أبي هالك الرياحي يزقزق في أذنيه ويرقيه رقية الجمل الأجرب .
وهكذا بدأ الطعن يتدرج ويظهر شيئا فشيئا .
الشيخ يحيى مخطئ ، الشيخ يحيى غلطان ، الشيخ يحيى حاسد صاحب دنيا ، لا يعرف المصلحة ، الشيخ أحمق سفيه لا يدري ما يخرج من رأسه ، مجنون مالك منه .
بدأ كرسي الشيخ مقبل رحمه الله يهتز ، الشيخ تركنا بلا راعي يخشى أن تؤتى الدعوة من قبله ، أبغضه ولا أريد أن أنظر إلى صورته ، الرادار حق الشيخ يحيى ، بل جاء الإمبتري ، يمثل قائد عسكري بتوجيهاته ، خطبه ومحاضراته كلها تثبيتا لعرشه .
ليس له أجر واحد في هذه الفتنة الشيخ يعلم طلابه على الجوسسة أو على التجسس ، بلا أدب كذاب ، ما عنده ورع ، ما عنده علم ، متسرع متهور ، خبيث منافق ، بلا ديانة عنده غلو ، دماج الحبيبة لكن يحيى ، وفوق ذلك الحية الرقطاء يجهد في الدعاء على الشيخ الكريم .
وهكذا بدأ الطعن يتدرج شيئا فشيئا حتى بلغ ذروته وسنامه .
فعقدت الجلسات السرية والسمرات الليلية واللقاءات الجماعية والفردية .
فبدأ الانزواء عند طلبة الشيخ أعز الله مقامه وبدأ الهجر والتهاجر والمفاصلة والمقاطعة .
فزهدوا في درس الشيخ يحي رعاه الله ورغبو عنها فكثر التخلف عن الدروس ، بل وظهرت قلة أدبهم في درس الشيخ يحي زاده الله شرفا وعزا ، فتجدهم منزوين في زاوية يتضاحكون ويهزؤون ويسخرون ولا يبالون .
وكان بعضهم يرى أن البكري كان محقا في كلامه وطعنه في الشيخ يحي رعاه الله وبعضهم يستعين بكلام بعض الحزبيين في الشيخ يحي زاده الله من فضله .
وهكذا صار حالهم من سيئ إلى أسوء .
فضاق بهم الحال وملوا البقاء في دار الحديث والسنة إلا من علم الله صدق نيته وإخلاصه ، وأما من كان على خلاف ذلك فإنك تجده يتصعد في السماء من شدة غيظه وحنقه .
فطرد منهم من طرد وكانوا يتفاخرون بذلك ويهنأ بعضهم بعضا ، وبعضهم يتسبب بالجرم لكي يطرد ويلحق بالأحبة لكي تنظر إليه أعين الرحماء .
وهكذا تراهم وكأن لسان حالهم يقول : لا خير في بقاءنا وقد طرد راعينا .
وإن فعلهم هذا ليذكرني بما ذكره الحافظ رحمه الله في "زاد المعاد"(3/135) :
وذلك عند أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل يهود بني قريظة بسبب نقضهم العهد .
قال رحمه الله :
"واستوهب ثابت بن قيس الزبير بن باطا (1) وأهله وماله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوهبهم له فقال له ثابت بن قيس : قد قد وهبك لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووهب لي مالك وأهلك ، فهم لك . فقال : سألتك(2)بيدي عندك يا ثابت إلا ألحقتني بالأحبة فضرب عنقه وألحقه بالأحبة " ا.ه .
والحية الرقطاء ساكت(3)، لا يحرك ساكنا وأحبابه يتساقطون ويزدادون سوء فسوء .
وكانوا على اتصال متبادل والواسطة بينهم أبو سوسة عبد الله شاهر ، فكانت الأخبار ترفع إليه أول بأول حتى إنهم ضاقت صدورهم وسئموا المواجهة ، فطلبوا من الحية الرقطاء أن يريحهم ويفرج عنهم ما هم فيه فقالوا له : لماذا لا ترد على الشيخ يحيى ، أعز الله مقامه ؟ فأجابهم جواب الهزيل الضعيف : أنا إذا رددت عليه فلن أملس عليه(4)يعني إن رده على الشيخ الكريم زاده الله شرفا وعزا سوف يكون بخشونة وشدة ، فلسان حاله يقول لهم : لا تخافوا استمروا على ما أنتم عليه وإذا نقصكم شيئ ونفذ زادكم فرقمي معروف لديكم بارك الله في سيركم وجهودكم .
وكان أحظى الناس منزلة عند الحية الرقطاء أعظمهم جرما وقبحا فيقربه ويأويه ويثني عليه ويدافع عنه .
وهذا هاني بن بريك وصفه الحية الرقطاء ذات يوم وقال :إنه شجاع .
قال علي بن سالم العدني معقبا على قول الحية الرقطاء : [ شجاع ] لأنه بدأ يتكلم في الشيخ يحي رعاه الله .
وهكذا أبوا الخباط الليبي وجريمته في دار الحديث والسنة معروفة وبسببها طرد وأهين ، وإذا بالحية الرقطاء يزكيه ويثني عليه حتى يقبل من نزل عندهم .
فصار حال الحية الرقطاء متبعا فيه خطوات إبليس .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [[ يبعث الشيطان سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة ]] .
وفي رواية : [[ إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه فأدناهم(5)منه منزلة أعظمهم فتنة يجيئ أحدهم ، فيقول : فعلت كذا وكذا فيقول : ماصنعت شيئا قال ثم يجيئ أحدهم ، فيقول : ماتركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت ]]
قال الأعمش : أراه قال فيلتزمه .
أخرجه في"صحيح مسلم"(ج 13/ ص 426 ).
أخي القارئ إن هذه التحركات والحركات لدليل واضح على أن الحية الرقطاء رئيس عصابة ومترأس لفتنة ، فإذا لم يكن كذلك فما بال الذيل يتحرك .
______________________________________________
(1) أحد يهود بني قريظة عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .
(2) أي : الزبير بن باطا .
(3) أعني في دلالتهم وإرشادهم وحثهم على الخير والمحافظة عليه وإلا فسمه نافث ونافذ فيهم عقره الله .
(4) زعم الثعيلب أن سيقتل يحي ** فأبشر بطول سلام يا يحي
(5) أي أقربهم كما في فيض القدير (2/408) .
________________________________________________
وعند أن قرع شيخنا رعاه الله الحية الرقطاء وقال : إنه رئيس عصابة فحصل في أول جمعة بعد كلام شيخنا رعاه الله هذا ، أن قام الحية الرقطاء بعد الصلاة وقام معه عدد كبير من الأحباب من العدنيين وغيرهم وألتفو حوله التفافا ملفت للنظر وكان عددهم يفوق المئين ، وخرجوا بعده مباشرة وركبوا السيارات بشكل جماعي وكأنه مسؤل أو رئيس دولة .
والحية الرقطاء لم يكن ذا همة بالنسبة لأمر الحراسة ولا يبالي بها ولا يلتفت إليها وكان يدفعها ويأباها حتى قال بعضهم وكان ذلك قبل فتنته لبعض العدنيين : إما أن تحرسوا شيخكم وإما أن نحرسه ، ومع ذلك لم يكن يرضى بذلك فما إن جاءت خيبته ظهرت مسألة الحراسة بصورة لم تكن معتادة قبل .
وهذا الأخ الخارفي حفظه الله كان من أشد المتعصبين للحية الرقطاء بسبب جلساء السوء من أحبابه وعلى رأسهم ذلكم الغمر عبد الرحمن الخارفي ، فحصل أنهم اتفق مجموعة منهم وفيهم الأخ أمين حفظه الله أن الشيخ إذا بدأ يتكلم في الحية الرقطاء يقوم واحد منهم ويعارضه ثم يقوم آخر من هنا وآخر من هناك وهكذا يريدون بزعمهم أن يقلبوا المسجد ثورة ، وكفى بهذه فتنة أن يصير حال هؤلاء إلى هذا المستوى ، والحمد لله قد رد الله كيدهم في نحورهم وباؤوا بالخيبة والخسران وزلزل الله أقدامهم ولم يفعلوا شيئا .
وهذا الأخ أمين قد من الله عليه وأكرمه بالتوبة من فتنة الحية الرقطاء ، وهذا من نعمة الله عليه وما أعظمها من نعمة أن الشخص يعود إلى السنة ويترك البدعة .
(*) إشكال وجوابه :
_
فإن قلت : كيف تنقمون على هؤلاء الأحباب لأنهم طعنوا في الشيخ يحيى رعاه الله ، وهناك إخوان كذلك طعنوا في الحية الرقطاء .
والجواب : إن المسألة ليست مسألة موازنة ولا معادلة ولا حماقة ، المسألة مسألة دين ، مسالة حق وباطل ، مسألة كيد وعدوان ومكر وفجور وتنكر للمعروف وللخير وللدعوة .
ليست مسألة أنتم تكلمتم في شيخنا ونحن نتكلم في شيخكم ، ما هكذا تقاس وتوزن الأمور ، المسألة مضبوطة بضوابط شرعية ليست عبارة عن هوى وغوى مثل تشجيع أصحاب الكرة كل نادي يشجع فريقا ولكن الأمر دعوة سلفية صافية وجنة أو نار .
ثم أقول لك أن الطعن في الحية الرقطاء لا يبلغ عشر معشار الطعن في الشيخ يحي رعاه الله هذا أمر .الأمر الأخر ان الطعن في شيخنا الكريم شرفه الله مستقصد ومستهدف(1)ذلك لأن الحزبيين يعلمون علم اليقين أنه لن تقوم لهم قائمة في هذه الدار ما دام الحجوري حيا بإذن الله عز وجل _ متع الله أهل السنة به وبارك في عمره وجهاده إنه ولي ذلك والقادر عليه _ .
الأمر الثالث : إن الحية الرقطاء أتى بما يستوجب جرحه والطعن فيه .ما عندنا مزيد على هذا ولا جدال ولا شك عندنا فيه .
هذا آخر ما يسر الله كتابته حول فتنة هذا المفتون ، وما أردت بذلك إلا النصح والبيان وتحذير الناس من فتنة الشيطان ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وأستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين .
_________________________________________
(1) ولهذا تجده منصبا على دينه وعرضه ، (منافق _ بلا ديانة _ كذاب) .
_________________________________________
ثم أقول لك يا أخي : هذا المبلغ الذي أخذته مقالبل بيتك في دار الحديث والسنة هو قليل ربما لا يسعك إلا في بناء القواعد ، هذا إن كان كافيا ، فماذا استفدت من هذا البيع وأنت تعلم أنه لن يكفيك ؟ .
فإن قلت : سوف أتوكل على الله .
السؤال : ما هو نوع هذا التوكل ؟ هل هو توكل صوفي أم حزبي أم سني .
فإن قلت : أنا لا أدري ما تقول ؟
الجواب : توكل صوفي أنه يخرج بلا زاد ولا شيئ فهذا متواكل .
وتوكل الحزبي أنه يقول : توكلت على الله ثم على جمعية إحياء التراث ، فهذا متآكل مستعد تمام الاستعداد أن يبيع دينه بعرض من الدنيا .
وتوكل السني أن يتوكل على الله وحده ويعتمد عليه مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمحافظة على دينه واستقامته والحرص عليهما وعدم التنازل عن شيئ من أمور دينه ولا شيئ يخدش في استقامته وسنيته ، فهذ هو المتوكل الحقيقي على ربه تعالى .
فخلاصة ما تقدم :
أن الهدف والغاية من هذه اللعبة الشيطانية التي قام بها الحية الرقطاء هو : صرف طلبة العلم عن هذا الخير العظيم وتضييعهم وجعلهم عمالا لحطام هذه الدنيا الفانية ، سواء شعر بهذا أم لم يشعر ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأكثر من وقع في مغبة هذا الأمر وصار فريسة ولقمة مستساغة وفرخا وصيدا في مصيدة الحية الرقطاء هم طلبة العلم من أصحاب عدن ، فصار الكثير منهم ضحية هذه الفتنة واستطاع الحية الرقطاء أن يجمع في صفه أكبر قدر ممكن وقد فعل .
والسر في ذلك أن الإخوان من أصحاب عدن حالتهم معروفة معيشة وسكنا ويتمنى البعض منهم أن يمتلك في عدن ولو عشة يأوي إليها هو وأهله وما ذلك إلالشدة ضيق البيوت في عدن مع ما في البعض منها من المنكرات والمخالفات الشرعية .
فلما يعرض للأخ العدني مثل هذا العرض المغري أرضية واسعة (12م*12م) بمبلغ يسير تجد لعابه يسيل وعقله يطيش .
فسحرهم الحية الرقطاء بفعله هذا فصاروا في غفلة وطيش ، وربما إذا رأيت بعضهم حسبته مجنونا من هول العرض وشدته ، حتى أنك كنت تجد بعضهم يقلب جوّاله وينظر في الأسماء التي في الجوال ، لعله نسي بعض الناس لم يوصه ويحثه على شراء أرضية في مدينة الفيوش التجارية .
فصار هؤلاء المغبون عليهم يسعون ويحملون ويجتمعون ويتواصون يعني أمورا مزرية وحركات سخيفة تافهة .
فكنت أعظم ما تجده عندهم يا فلان سجلت يا فلان ، هل اشتريت أرضية يا فلان ... يا فلان ... ، وكأن لسان حالهم يقول : اغتنموا هذه الفرصة فرصة لا تكاد تعوض ، فرصة وليست بالحلم يا قوم فقيه اليمن يبيع أراضي رخيصة الثمن .
فكادت أن تكون دار الحديث والسنة بسبب هؤلاء الغوغاء أحباب الحية الرقطاء مثل سوق الملح .
وكان الحية الرقطاء قد جند جنودا فعصبهم وحزبهم وكتلهم وأمرهم بالمواجهة بقوله لهم : ضروري أن تبيّنوا فخرج يسين وغلامه فقالا : سنبيّن .
ولم يكن اختيار الحية الرقطاء لهؤلاء الغوغاء هكذا عفوا [ إن صح التعبير ] ، وإنما وقع اختياره على أناس ذوي غطرسة وتكبر وحقد وأنفه وحنق وغل على شيخ دار الحديث والسنة أعز الله مقامه وزاده شرفا وقدرا .
والحية الرقطاء في حقيقة الأمر ليس ذا همة في هؤلاء المساكين إلا إنه اتخذهم لكي يشفي غليله وحقده وقد فعل .
وهذا يدل على ضعف في إيمانه وخلل في تقواه ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :[[ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ]] . رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه .
فكيف يردي بهؤلاء الإخوان وهو يعلم مغبة وخطورة من تعدى على الحق وأهله كيف يصير حاله بعد ذلك .
وأضف إلى ذلك ضعف شخصيته وليست عنده قوة المواجهة وتحمل وإنما من وراء حصون وجدر ، بل إنه ان تحمل إنما يتحمل لمدة خمسة دقائق وبعد ذلك ينهار ، كما أخبر بذلك علي بن سالم عنه ولهذا رأيته يستعين بمن تقدم ذكرهم .
والحية الرقطاء بعد أن يحصل مقصوده من هؤلاء الغوغاء يتركهم ويتخلى عنهم ويرميهم بعد ذلك في بئر بضاعة ، كما هو حال الحزبيين في استغلالهم الناس لفترة معينة يقضون بهم أوطارهم وبع ذلك يتخلون عنهم وينبذونهم .
وأنا أقول هذا جزما والأيام بيني وبينكم (1) .
فأنت يا فهد السليماني هداك الله كنت من قبل تغمز الحية الرقطاء وأخيه من طرف خفي ، وتصف الشيخ يحي بأنه أسد ، فما الذي حصل ما هو الجديد ؟ فاتق الله يافهد وفقك الله ، شيخك يحي لا يزال يرجو منك خيرا ، دع عنك ما أنت فيه وأقبل على شأنك الذي كنت عليه من قبل ، ولا تقل أصحابي أصحابي فإن أصحابك هؤلاء إن لم يلطف الله بهم سيكونون تعساء الفتنة والضياع .
أتعلم يا فهد أن أبا الحسن تفرس فيك سوء ، أسأل علي بن سالم يخبرك بذلك .
وهكذا الحية الرقطاء لم يكن مطيقا لكم من قبل وكنتم كذلك بل وعندكم أمور عليه وكانت بينكم وبينه فجوة .
فو الله ما هو حالكم وأنتم كذلك لستم حوله .
___________________________________________
(1)كنت كتبت هذا الكلام قبل خروج البيان بنحو من أسبوع وزيادة ، ثم قرأت البيان (بيان معبر) وإذا فيه براءة الحية الرقطاء من أحبابه ، فإن كان يقصدكم بحق فحري بكم أن تقولوا له : تبا لك وسحقا من أجلك كنا نناضل وننافح .
________________________________
فعليكم جميعا أن تتوبوا إلى الله وترجعوا إليه وتؤوبوا وتعودوا إلى الخير الذي كنتم عليه قبل ، فو الله إني أنا وإخواني بل شيخكم يحيى رعاه الله لنفرح جميعا بعودتكم إلى الحق وتوبتكم إلى الله تعالى .
وكان الأخ فتح القدسي رعاه الله ، قد نظم قصيدة طيبة اشتملت على نصائح وتوجيهات لكم خاصة ولغيركم ، وألقيت بدار الحديث والسنة والشيخ الكريم رعاه الله يسمع ، وكان بالقرب منه الأخ حمود الوائلي رعاه الله ، فأخبرني أنه رأى وجه شيخكم ووالدكم أحمر وكانت العبرات في عينيه ، وما أن انتهى الأخ فتح رعاه الله من قصيدته إذ الشيخ الكريم يثني عليها خيرا وقال إنه نصحكم فيها ثم قال : نسأل من الله أن يردهم إلى الهدى هكذا دعا لكم كأنه انتزعها من بين أحشائه .
فماذا تريدون بعد هذا وقد فعلت فيه وفي داره ما فعلتم ، فاتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في دار شيخكم وأبيكم واعرفوا قدرها وقدر شيخها ، فإنه والله ما أراد لكم إلا الخير واتقوا الله في الخير الذي كنتم عليه ، وأطلب منكم أن تعملوا مقارنة بين ماكنتم عليه قبل وبين ما أنتم الآن ، تأملوا وانظروا وفكروا واعتبروا .
فلا يغرنكم هذا المفتون لا جزاه الله خيرا ، فإنه قد فتنكم وفتن غيركم وضيعكم ، فاتقوا الله في أنفسكم ، فاتقوا الله في أنفسكم ، فاتقوا الله في أنفسكم .
وكان الحية الرقطاء في فعله هذا قد أحدث ضجة كبيرة في دار الحديث والسنة ، والشيخ الكريم رعاه الله لا علم له بذلك ، وهذا يدلك على قلة ورع الحية الرقطاء إذ أنه قدم على فعله هذا بدون أي مشاورة ولا استشارة من الشيخ يحيى رعاه الله .
فكان الشيخ رعاه الله يرى أمورا عجيبة وحركات مريبة غريبة ملفتة للنظر ، ولم تكن معهودة قبل ولا عرفها علماء السنة في اليمن .
فتنبه الشيخ رعاه الله وتفطن وتفرس ،وعلم خللها ومقصودها وما ترموا إليه .
إذ أن هذه ليست بطريقة سلفية وليست معهودة من علماء السنة في اليمن ، وإنماهي معهودة من قبل الحزبيين تكتل وتعصب وصد وإعراض .
فانبرا لها الشيخ رعاه الله من أول وهلة وبطشها وتصدى لها ، فحذر من هذا السير وتكلم بما يشفي وبين ونقح ووضح وأبان ونصح .
وكان كلام الشيخ رعاه الله ليس تكهنا كما يزعم بعضهم ولا توهما ولا مجرد ظنون .
وهو ذلكم الخبير بأساليب الحزبيين ومكرهم ، وقد قال رعاه الله : لنا عشرون سنة ما نعرف الحزبية ، بلى والله أنت جذيلها وعذيقها المرجب .(1)
فالشيخ رعاه الله عاين أمورا وشاهدها ، رآه هو والاف طلبة العلم مما لا يسع طالب علم فضلا عن شيخ بل فضلا عن عالم ، إذا رآها أن يسكت ويغض الطرف عنها .
__________________________________________________
(1) جذيلها : هو تصغير جذل وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به وهو تصغير تعظيم : أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربى بالإحتكاك بهذ العود .
المرجب :الرجبة : هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع . ورجبتها فهي مرجبة . والعذيق : تصغير العذق بالفتح وهي النخلة وهو تصغير تعظيم وقد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها ومن الترجيب أن تعمد بخشبة ذات
شعبتين . ا.ه من " النهاية "
__________________________________________________
فهذه أمور التي رآها الشيخ رعاه الله وعاينها ، مما لا يسع المجال في تمليسها وتمسيحها وتلميعها ، بل ولا صب العسل عليها ، ولا كذلك استخدام أجود أنواع المراهم الطبية ، إذ أن الجرح لا تناسبه مثل هذه الأمور بل إنها لتزيده وهنا ونتنا وعفونة ، مما يجعل حالة أحبابه تزداد سوء فسوء.
فقرر الطبيب الماهر والخبير الفاهم بعد معاينة ومشاهدة وفحص رأى أن من الأنسب بتر هذا الجرح وقطعه ، حتى لا يتضرر الناس به ويصابون بمثل هذا الوباء الوخيم .
وبعد أن تكلم الشيخ رعاه الله بما رآه وعلمه وشاهده ، بدأت القلوب تتنكر والصور تتغير والحقائق تتقلب والقواعد تتضعضع وتتزلزل .
فبدأ الوخز والغمز والهمز واللمز ، وكان في بداية أمره بصورة خفية ، فاستدعى الحية الرقطاء أوباشه وأمرهم أن يلبسوا على الناس إلا أنه أتى بصورة ماكرة وقال لهم : بينوا للناس حقيقة هذا الأمر وإنما هو أراد بقوله هذا التلبيس وغش من معه والتغرير بهم ، وصدهم عن هذا الخير .
فكان يتعاهدهم ويتعاهدونه ويكثرون الخروج والدخول عليه ، ولم يكن مقصرا معهم {{ وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون }}[الأعراف:202] .
وكان مهتما بهم غاية الإهتمام ، فإنه لا جزاه الله خيرا لم يسافر حتى ترك أحبابه على أسوأ حال في الفتنة
.
ثم بعد ذلك سافر إلى عدن ولم يلق لشيخ الدار اعتبارا ولا أهمية ، فسافر ولم يخبره ولم يستأذنه ، أين ذلكم الأدب ؟، أين تلكم السكينة ؟ أين ذلكم الخشوع ؟ ضاع وماع وذاب ، ما هو السبب ؟ إنها الحزبية المساخة من دخل فيها كثرت أوساخه .
فكان فعله ذلك ينبئك على حقد دفين في قليب الحية الرقطاء ، لا احترام ولا أدب ولا تقدير ، فصار أحبابه من جنسه .
ولما رأى الشيخ الكريم أن الأمور تفاقمت وازدادت سوء فسوء ، وعظم البلاء بسبب وجود الحية الرقطاء ، رأى أن من المصلحة بمكان أن الحية الرقطاء تبقى في عدن لعل الله ينفع به ، إذ أن وجوده في دار الحديث والسنة لا يليق بأمثاله بسبب طيشه ، وإشاعة الهجر لأخوانه والتعصب له والتظلم عند بعض الناس لقصد توسيع فتنته .
فلما سمع الأوباش أن الحية الرقطاء طرد من دار الحديث والسنة ، هالهم ذلكم الأمر وأفزعهم وأزعجهم .
فما كان منهم إلا أن تحركوا وأسرعوا ، فاتصل حبيبه المقرب ياسين العدني بالحية الرقطاء وأخبره الخبر .
فكان جوابه أن قال له : إنه سيأتي إلى دماج حتى يسمع الطرد بنفسه كما أخبرني بذلك حبيبه المقرب .
ومن المعلوم أن طلب العلو سنة عمن سلف ، وذلك في الخير وليس في الشر ، وإنما أراد الحية الرقطاء بفعله هذا أن يحدث فتنة عظيمة في دار الحديث والسنة إلا أن الله رد كيده في نحره وأفسد سمه وجعله وبالا عليه .
وكما علمت أخي القارئ أن هذا الأمر أفزع أحبابه وأزعجهم أيما إزعاج .
وما علم هؤلاء البله أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد رضي الله عنهما لمصلحة رآها ، وكان ذلك مع سلامة دينهما وعرضهما رضي الله عنهما .
فما بالكم بمن أفسد وأساء وتعدى وظلم ، أفمثل هذا يسقى عسلا ويرش عليه ماء الورد .
فبالغ الأحباب في هذا الأمر وعظموه وهم يعلمون أن الشيخ يحي الدار يعرف ما يصلحها مما يفسدها ويسوؤها ، يعرفون ذلك حق المعرفة إلا أنهم اتخذوا هذا الأمر سلما ودرعا يتناول به عرض شيخ الحديث أعز الله مقامه .
فبدؤا يكيدون للدار وشيخها (1)من داخل الدار وخارجها ، فأوغروا قلوب الناس وشحنوها على شيخ دار الحديث أعز الله مقامه حتى أنهم شحنوا وعبوا بعض المرضى المصابين بمرض المس ، فهذا أحدهم كان مصابا بمرض المس وقد شفي بعض الشيئ إلا أنه لا تزال عنده بعض رواسب المس وكان يحترم الشيخ يحيى رعاه الله ، فما إن جاءت فتنة الحية الرقطاء إلا وقد ابتلى بمجالسة بعض أحبابه كأبي سوسة عبد الله بن شاهر ، فما هي إلا أيام إلا وبدأ يطعن في شيخه رعاه الله ويتكلم فيه بكلام شديد ، فمما قاله : الشيخ بدون بريك ( يعني متسرع ) الشيخ زقزوق ( يعني مثل الطائر يزقزق ) والمعنى أنه يرجم بالكلام ، وذات مرة كان الشيخ الكريم أعز الله مقام وزاده من فضله في درسه فحصل أنه تكلم على بعض أهل الأهواء فإذا بالزقزوق ينتفض ويقوم من الدرس ويقول : هذا الدرس مهزلة وخرج من الحلقة .
فمن هو الزقزوق ؟ ومن هو الذي بدون بريك ؟ ومن هو صاحب المهزلة ؟ اخبروني يا قوم أي الفريقين أهدى إن كنتم تعقلون ؟
_______________________________________________
(1) وأنا إذ أقول مثل هذا الكلام : إنما هو بدلالة أقوالهم وأفعالهم إذ أن الطعن في الشيخ يحيى رعاه الله ليس طعنا في جسده ولحمه إنما هو طعن بما يحمله ، طعنوا في علمه ودينه مما يؤدي فعلهم ذالك إلى نفور الناس من داره ، وبرهان ذلك أن المنافقين الذين طعنوا في القراء من الصحابة رضي الله عنهم أنزل الله فيهم قوله : {{ ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن }} [التوبة:65] .
فالله سبحانه وتعالى لم يذكر القراء في هذه الآية وهم المطعون فيهم فما هو السر في عدم ذكرهم ؟
السر أن المنافقين لم يريدوا بطعنهم الطعن في ذاتهم وإنما أرادوا الطعن بما يحملونه من الكتاب والسنة ، فتنبه لذلك وافهم .
_ ثم أنظر إلى مآل وعاقبة وسوء أفعالهم هذه ماذا حصل من ورائها ؟
حصل أنهم زهدوا في الدار وفي شيخها وباعوا بيوتهم ، فهذا يدلك على ماذا ؟
افهم يا أخي ولا تكن مغفلا .
________________________________________________
أتعلمون أين صار مصير هذا الزقزوق إنه الآن في حجر وحضانة أبي هالك الرياحي يزقزق في أذنيه ويرقيه رقية الجمل الأجرب .
وهكذا بدأ الطعن يتدرج ويظهر شيئا فشيئا .
الشيخ يحيى مخطئ ، الشيخ يحيى غلطان ، الشيخ يحيى حاسد صاحب دنيا ، لا يعرف المصلحة ، الشيخ أحمق سفيه لا يدري ما يخرج من رأسه ، مجنون مالك منه .
بدأ كرسي الشيخ مقبل رحمه الله يهتز ، الشيخ تركنا بلا راعي يخشى أن تؤتى الدعوة من قبله ، أبغضه ولا أريد أن أنظر إلى صورته ، الرادار حق الشيخ يحيى ، بل جاء الإمبتري ، يمثل قائد عسكري بتوجيهاته ، خطبه ومحاضراته كلها تثبيتا لعرشه .
ليس له أجر واحد في هذه الفتنة الشيخ يعلم طلابه على الجوسسة أو على التجسس ، بلا أدب كذاب ، ما عنده ورع ، ما عنده علم ، متسرع متهور ، خبيث منافق ، بلا ديانة عنده غلو ، دماج الحبيبة لكن يحيى ، وفوق ذلك الحية الرقطاء يجهد في الدعاء على الشيخ الكريم .
وهكذا بدأ الطعن يتدرج شيئا فشيئا حتى بلغ ذروته وسنامه .
فعقدت الجلسات السرية والسمرات الليلية واللقاءات الجماعية والفردية .
فبدأ الانزواء عند طلبة الشيخ أعز الله مقامه وبدأ الهجر والتهاجر والمفاصلة والمقاطعة .
فزهدوا في درس الشيخ يحي رعاه الله ورغبو عنها فكثر التخلف عن الدروس ، بل وظهرت قلة أدبهم في درس الشيخ يحي زاده الله شرفا وعزا ، فتجدهم منزوين في زاوية يتضاحكون ويهزؤون ويسخرون ولا يبالون .
وكان بعضهم يرى أن البكري كان محقا في كلامه وطعنه في الشيخ يحي رعاه الله وبعضهم يستعين بكلام بعض الحزبيين في الشيخ يحي زاده الله من فضله .
وهكذا صار حالهم من سيئ إلى أسوء .
فضاق بهم الحال وملوا البقاء في دار الحديث والسنة إلا من علم الله صدق نيته وإخلاصه ، وأما من كان على خلاف ذلك فإنك تجده يتصعد في السماء من شدة غيظه وحنقه .
فطرد منهم من طرد وكانوا يتفاخرون بذلك ويهنأ بعضهم بعضا ، وبعضهم يتسبب بالجرم لكي يطرد ويلحق بالأحبة لكي تنظر إليه أعين الرحماء .
وهكذا تراهم وكأن لسان حالهم يقول : لا خير في بقاءنا وقد طرد راعينا .
وإن فعلهم هذا ليذكرني بما ذكره الحافظ رحمه الله في "زاد المعاد"(3/135) :
وذلك عند أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل يهود بني قريظة بسبب نقضهم العهد .
قال رحمه الله :
"واستوهب ثابت بن قيس الزبير بن باطا (1) وأهله وماله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوهبهم له فقال له ثابت بن قيس : قد قد وهبك لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووهب لي مالك وأهلك ، فهم لك . فقال : سألتك(2)بيدي عندك يا ثابت إلا ألحقتني بالأحبة فضرب عنقه وألحقه بالأحبة " ا.ه .
والحية الرقطاء ساكت(3)، لا يحرك ساكنا وأحبابه يتساقطون ويزدادون سوء فسوء .
وكانوا على اتصال متبادل والواسطة بينهم أبو سوسة عبد الله شاهر ، فكانت الأخبار ترفع إليه أول بأول حتى إنهم ضاقت صدورهم وسئموا المواجهة ، فطلبوا من الحية الرقطاء أن يريحهم ويفرج عنهم ما هم فيه فقالوا له : لماذا لا ترد على الشيخ يحيى ، أعز الله مقامه ؟ فأجابهم جواب الهزيل الضعيف : أنا إذا رددت عليه فلن أملس عليه(4)يعني إن رده على الشيخ الكريم زاده الله شرفا وعزا سوف يكون بخشونة وشدة ، فلسان حاله يقول لهم : لا تخافوا استمروا على ما أنتم عليه وإذا نقصكم شيئ ونفذ زادكم فرقمي معروف لديكم بارك الله في سيركم وجهودكم .
وكان أحظى الناس منزلة عند الحية الرقطاء أعظمهم جرما وقبحا فيقربه ويأويه ويثني عليه ويدافع عنه .
وهذا هاني بن بريك وصفه الحية الرقطاء ذات يوم وقال :إنه شجاع .
قال علي بن سالم العدني معقبا على قول الحية الرقطاء : [ شجاع ] لأنه بدأ يتكلم في الشيخ يحي رعاه الله .
وهكذا أبوا الخباط الليبي وجريمته في دار الحديث والسنة معروفة وبسببها طرد وأهين ، وإذا بالحية الرقطاء يزكيه ويثني عليه حتى يقبل من نزل عندهم .
فصار حال الحية الرقطاء متبعا فيه خطوات إبليس .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [[ يبعث الشيطان سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة ]] .
وفي رواية : [[ إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه فأدناهم(5)منه منزلة أعظمهم فتنة يجيئ أحدهم ، فيقول : فعلت كذا وكذا فيقول : ماصنعت شيئا قال ثم يجيئ أحدهم ، فيقول : ماتركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت ]]
قال الأعمش : أراه قال فيلتزمه .
أخرجه في"صحيح مسلم"(ج 13/ ص 426 ).
أخي القارئ إن هذه التحركات والحركات لدليل واضح على أن الحية الرقطاء رئيس عصابة ومترأس لفتنة ، فإذا لم يكن كذلك فما بال الذيل يتحرك .
______________________________________________
(1) أحد يهود بني قريظة عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .
(2) أي : الزبير بن باطا .
(3) أعني في دلالتهم وإرشادهم وحثهم على الخير والمحافظة عليه وإلا فسمه نافث ونافذ فيهم عقره الله .
(4) زعم الثعيلب أن سيقتل يحي ** فأبشر بطول سلام يا يحي
(5) أي أقربهم كما في فيض القدير (2/408) .
________________________________________________
وعند أن قرع شيخنا رعاه الله الحية الرقطاء وقال : إنه رئيس عصابة فحصل في أول جمعة بعد كلام شيخنا رعاه الله هذا ، أن قام الحية الرقطاء بعد الصلاة وقام معه عدد كبير من الأحباب من العدنيين وغيرهم وألتفو حوله التفافا ملفت للنظر وكان عددهم يفوق المئين ، وخرجوا بعده مباشرة وركبوا السيارات بشكل جماعي وكأنه مسؤل أو رئيس دولة .
والحية الرقطاء لم يكن ذا همة بالنسبة لأمر الحراسة ولا يبالي بها ولا يلتفت إليها وكان يدفعها ويأباها حتى قال بعضهم وكان ذلك قبل فتنته لبعض العدنيين : إما أن تحرسوا شيخكم وإما أن نحرسه ، ومع ذلك لم يكن يرضى بذلك فما إن جاءت خيبته ظهرت مسألة الحراسة بصورة لم تكن معتادة قبل .
وهذا الأخ الخارفي حفظه الله كان من أشد المتعصبين للحية الرقطاء بسبب جلساء السوء من أحبابه وعلى رأسهم ذلكم الغمر عبد الرحمن الخارفي ، فحصل أنهم اتفق مجموعة منهم وفيهم الأخ أمين حفظه الله أن الشيخ إذا بدأ يتكلم في الحية الرقطاء يقوم واحد منهم ويعارضه ثم يقوم آخر من هنا وآخر من هناك وهكذا يريدون بزعمهم أن يقلبوا المسجد ثورة ، وكفى بهذه فتنة أن يصير حال هؤلاء إلى هذا المستوى ، والحمد لله قد رد الله كيدهم في نحورهم وباؤوا بالخيبة والخسران وزلزل الله أقدامهم ولم يفعلوا شيئا .
وهذا الأخ أمين قد من الله عليه وأكرمه بالتوبة من فتنة الحية الرقطاء ، وهذا من نعمة الله عليه وما أعظمها من نعمة أن الشخص يعود إلى السنة ويترك البدعة .
(*) إشكال وجوابه :
_
فإن قلت : كيف تنقمون على هؤلاء الأحباب لأنهم طعنوا في الشيخ يحيى رعاه الله ، وهناك إخوان كذلك طعنوا في الحية الرقطاء .
والجواب : إن المسألة ليست مسألة موازنة ولا معادلة ولا حماقة ، المسألة مسألة دين ، مسالة حق وباطل ، مسألة كيد وعدوان ومكر وفجور وتنكر للمعروف وللخير وللدعوة .
ليست مسألة أنتم تكلمتم في شيخنا ونحن نتكلم في شيخكم ، ما هكذا تقاس وتوزن الأمور ، المسألة مضبوطة بضوابط شرعية ليست عبارة عن هوى وغوى مثل تشجيع أصحاب الكرة كل نادي يشجع فريقا ولكن الأمر دعوة سلفية صافية وجنة أو نار .
ثم أقول لك أن الطعن في الحية الرقطاء لا يبلغ عشر معشار الطعن في الشيخ يحي رعاه الله هذا أمر .الأمر الأخر ان الطعن في شيخنا الكريم شرفه الله مستقصد ومستهدف(1)ذلك لأن الحزبيين يعلمون علم اليقين أنه لن تقوم لهم قائمة في هذه الدار ما دام الحجوري حيا بإذن الله عز وجل _ متع الله أهل السنة به وبارك في عمره وجهاده إنه ولي ذلك والقادر عليه _ .
الأمر الثالث : إن الحية الرقطاء أتى بما يستوجب جرحه والطعن فيه .ما عندنا مزيد على هذا ولا جدال ولا شك عندنا فيه .
هذا آخر ما يسر الله كتابته حول فتنة هذا المفتون ، وما أردت بذلك إلا النصح والبيان وتحذير الناس من فتنة الشيطان ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وأستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين .
_________________________________________
(1) ولهذا تجده منصبا على دينه وعرضه ، (منافق _ بلا ديانة _ كذاب) .
_________________________________________
يتبع إن شاء الله ........................
**حمل الرسالة من**
**الخزانة العلمية**
**لشبكة العلوم السلفية**
**حمل الرسالة من**
**الخزانة العلمية**
**لشبكة العلوم السلفية**