الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
فقد استشكل بعضهم كلاماً لشيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري في تكفير ابن آدم الأول الذي قتل أخاه حسداً وبغياً
وادعى هذا المستشكل أن شيخنا لم يسبق إلى هذا بل وبنى على ذلك قصوراً وعلالياً أن شيخنا يدعي بأن كفره ثابت بنص القرآن وهو ادعاء مبني على خيانة ووهاء فإن شيخنا لم يقل بأنه كافر بنص القرآن بل قال : أصبح من الخاسرين بنص القرآن اهـ وهذا لا ينكره أحد ولا يختلف فيه أحد
وبقي أمر : هل ابن آدم الأول كافر ؟:
و الجواب :
قال الإمام المفسر أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي في تفسيره الفذ المسمى ب- النكت والعيون - (ج 2 / ص 29)واختلف في قابيل هل كان عند قتل أخيه كافراً أو فاسقاً ؟ فقال قوم كان كافراً ، وقال آخرون بل كان رجل سوء فاسقاً .اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
وهذا الكتاب الفذ من الكتب المهمة في ذكر أقوال الأئمة في التفسير فهو يذكر جل ما قيل في تفسير الآية والكلمة ..
واستدل القائلون بكفره بقوله تعالى {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الآية
قال العلامة القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن - (ج 6 / ص 138)
وقد استدل بقول هابيل لأخيه قابيل : { فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } على أنه كان كافرا ؛ لأن لفظ أصحاب النار إنما ورد في الكفار حيث وقع في القرآن.اهـ
وقال : إنه مردود بما أحال عليه وهو ما سأذكره
ومن قال بعدم تكفيره استدل بأدلة من أقواها :
ما قاله القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن - (ج 6 / ص 136)
وقال عبدالله بن عمرو وجمهور الناس : كان هابيل أشد قوة من قابيل ولكنه تحرج. قال ابن عطية : وهذا هو الأظهر ، ومن ههنا يقوى أن قابيل إنما هو عاص لا كافر ؛ لأنه لو كان كافرا لم يكن للتحرج هنا وجه ، وإنما وجه التحرج في هذا أن المتحرج يأبى أن يقاتل موحدا ، ويرضى بأن يظلم ليجازى في الآخرة اهـ المراد
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
ظهر من هذا أن المسألة خلافية وكل له دليله وإن كان استدلال من استدل على تكفيره مأخوذاً من قوله تعالى { فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ }
قال العلامة صديق حسن خان _ رحمه الله _ كما في كتابه يقظة أولي الاعتبار - (ج 1 / ص 55) :
.. وقال تعالى {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ } أى من الملازمين لها اهـ
وفي تفسير السمعاني (2 / 30) :قَوْله - تَعَالَى -: {إِنِّي أُرِيد أَن تبوء بإثمي وإثمك فَتكون من أَصْحَاب النَّار وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمين} قَالَ ابْن عَبَّاس، وَابْن مَسْعُود: مَعْنَاهُ: أَن ترجع بإثم قَتْلِي وإثم مَعَاصِيك الَّتِي سبقت، فَإِن قابيل كَانَ رجل سوء، وَقيل: كَانَ كَافِرًا، وَقيل: هُوَ أحد اللَّذين ذكرهمَا الله - تَعَالَى - فِي " حم السَّجْدَة ": {وَقَالَ الَّذين كفرُوا رَبنَا أرنا اللَّذين أضلانا من الْجِنّ وَالْإِنْس} فَالَّذِي من الْجِنّ إِبْلِيس، وَالَّذِي من الْإِنْس قابيل، اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
فهذا وذاك يبين لنا أن المسألة خلافية ولا تحتمل هذه الزوبعات والحمد لله على كل حال
فهذا الحق ليس به خفاء ***** فدعني من بنيات الطريق
أما بعد :
فقد استشكل بعضهم كلاماً لشيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري في تكفير ابن آدم الأول الذي قتل أخاه حسداً وبغياً
وادعى هذا المستشكل أن شيخنا لم يسبق إلى هذا بل وبنى على ذلك قصوراً وعلالياً أن شيخنا يدعي بأن كفره ثابت بنص القرآن وهو ادعاء مبني على خيانة ووهاء فإن شيخنا لم يقل بأنه كافر بنص القرآن بل قال : أصبح من الخاسرين بنص القرآن اهـ وهذا لا ينكره أحد ولا يختلف فيه أحد
وبقي أمر : هل ابن آدم الأول كافر ؟:
و الجواب :
قال الإمام المفسر أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي في تفسيره الفذ المسمى ب- النكت والعيون - (ج 2 / ص 29)واختلف في قابيل هل كان عند قتل أخيه كافراً أو فاسقاً ؟ فقال قوم كان كافراً ، وقال آخرون بل كان رجل سوء فاسقاً .اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
وهذا الكتاب الفذ من الكتب المهمة في ذكر أقوال الأئمة في التفسير فهو يذكر جل ما قيل في تفسير الآية والكلمة ..
واستدل القائلون بكفره بقوله تعالى {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الآية
قال العلامة القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن - (ج 6 / ص 138)
وقد استدل بقول هابيل لأخيه قابيل : { فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } على أنه كان كافرا ؛ لأن لفظ أصحاب النار إنما ورد في الكفار حيث وقع في القرآن.اهـ
وقال : إنه مردود بما أحال عليه وهو ما سأذكره
ومن قال بعدم تكفيره استدل بأدلة من أقواها :
ما قاله القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن - (ج 6 / ص 136)
وقال عبدالله بن عمرو وجمهور الناس : كان هابيل أشد قوة من قابيل ولكنه تحرج. قال ابن عطية : وهذا هو الأظهر ، ومن ههنا يقوى أن قابيل إنما هو عاص لا كافر ؛ لأنه لو كان كافرا لم يكن للتحرج هنا وجه ، وإنما وجه التحرج في هذا أن المتحرج يأبى أن يقاتل موحدا ، ويرضى بأن يظلم ليجازى في الآخرة اهـ المراد
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
ظهر من هذا أن المسألة خلافية وكل له دليله وإن كان استدلال من استدل على تكفيره مأخوذاً من قوله تعالى { فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ }
قال العلامة صديق حسن خان _ رحمه الله _ كما في كتابه يقظة أولي الاعتبار - (ج 1 / ص 55) :
.. وقال تعالى {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ } أى من الملازمين لها اهـ
وفي تفسير السمعاني (2 / 30) :قَوْله - تَعَالَى -: {إِنِّي أُرِيد أَن تبوء بإثمي وإثمك فَتكون من أَصْحَاب النَّار وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمين} قَالَ ابْن عَبَّاس، وَابْن مَسْعُود: مَعْنَاهُ: أَن ترجع بإثم قَتْلِي وإثم مَعَاصِيك الَّتِي سبقت، فَإِن قابيل كَانَ رجل سوء، وَقيل: كَانَ كَافِرًا، وَقيل: هُوَ أحد اللَّذين ذكرهمَا الله - تَعَالَى - فِي " حم السَّجْدَة ": {وَقَالَ الَّذين كفرُوا رَبنَا أرنا اللَّذين أضلانا من الْجِنّ وَالْإِنْس} فَالَّذِي من الْجِنّ إِبْلِيس، وَالَّذِي من الْإِنْس قابيل، اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
فهذا وذاك يبين لنا أن المسألة خلافية ولا تحتمل هذه الزوبعات والحمد لله على كل حال
فهذا الحق ليس به خفاء ***** فدعني من بنيات الطريق
كتبه
أبو عيسى علي بن رشيد العفري
أبو عيسى علي بن رشيد العفري
تعليق