• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنتقى من فتاوى الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ::: متجدد :::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنتقى من فتاوى الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ::: متجدد :::

    العقيدة

    بيان مراتب دين الإسلام

    السؤال :

    ما هي مراتب الدين، مع ذكر أركان كل مرتبة؟، جزاكم الله خيرًا؟.
    الإجابة :
    مراتبه ثلاث:
    الإسلام،والإيمان،والإحسان،
    كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم.
    المرتبة الأولى:
    الإسلام؛ المرتبة العامة، وأركانها خمسة: شهادة: أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؛ وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وكل عمل مما شرعه الله داخل في الإسلام.
    والمرتبة الثانية:
    الإيمان:
    وأركانها ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.
    والمرتبة الثالثة:
    الإحسان:
    وهو ركن واحد، ومعناه: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك، وجميع الأعمال الصالحة داخلة في الإسلام، والإيمان، فإذا جمع المؤمن بين الأعمال كلها الظاهرة، والباطنة صار مسلمًا مؤمنًا، وإذا عبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه، فإنه يراه، صار مسلمًا مؤمنًا محسنًا، نسأل الله للجميع التوفيق.
    {نور على درب} [1/ 18]

    مدلولات ومفاهيم
    السؤال:
    الإيمان والتوحيد والعقيدة أسماء لمسميات هل تختلف في مدلولاتها؟
    الجواب:

    نعم؛ تختلف بعض الإختلاف؛ ولكنها ترجع إلى شيء واحد.
    التوحيد: هو إفراد الله بالعبادة؛
    والإيمان: هو الإيمان بأنه مستحق للعبادة، والإيمان بكل ما أخبر به سبحانه، فهو أشمل من كلمة التوحيد ، التي هي مصدر وحد يوحد، يعني: أفرد الله بالعبادة وخصه بها؛ لإيمانه بأنه سبحانه هو المستحق لها؛ لأنه الخلاق؛ لأنه الرزَّاق؛ ولأنه الكامل في أسمائه وصفاته وأفعاله؛ ولأنه مدبر الأمور والمتصرف فيها، فهو المستحق للعبادة،
    فالتوحيد: هو إفراده بالعبادة، ونفيها عما سواه، والإيمان أوسع من ذلك يدخل فيه توحيده والإخلاص له، ويدخل فيه تصديقه في كل ما أخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام، والعقيدة تشمل الأمرين، فالعقيدة تشمل التوحيد، وتشمل الإيمان بالله، وبما أخبر به سبحانه، أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بأسمائه وصفاته، والعقيدة: هي ما يعتقده الإنسان بقلبه، ويراه عقيدة يدين الله بها، ويتعبده بها، فيدخل فيها كل ما يعتقده من توحيد الله، والإيمان بأنه الخلَّاق الرزَّاق، وبأنه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، والإيمان بأنه لا يصلح للعبادة سواه، والإيمان بأنه حرم كذا وأوجب كذا، وشرع كذا ونهى عن كذا، فهي أشمل.
    {مجموع الفتاوى} [6/ 280].

    حكم قول من يقول: العقيدة تعقيد وتكلف
    السؤال :
    قائل يقول: إن العقيدة تعقيد وتكلف، فكيف يكون الرد على قوله هذا؟.
    الإجابة :
    هذا كلام شنيع إذا قصد القائل عقيدة التوحيد، عقيدة المؤمنين، فهذه الكلمة ردَّة عن الإسلام وكفر بالله؛ لأن معناها أنها ليس فيها فائدة معلومة، وأنها معقدة، فهذا كلام قبيح وردَّة عن الإسلام، فلا بد أن يراجع القائل نفسه، ويتقي الله ويتوب إليه، فالعقيدة هي أصل الدين، وهي الإيمان بالله ورسوله، وتوحيد الله والإخلاص له، وهي معنى لا إله إلا الله؛ لأن معناها لا معبود حق إلا الله، وذلك هو توحيد الله والإخلاص له، وترك الإشراك به، والإيمان بأسمائه وصفاته، وطاعة أوامره سبحانه وتعالى، وترك نواهيه، وليس في ذلك تعقيد؛ بل ذلك كله واضح لمن هداه الله وألهمه رشده ووفقه لطلب الحق.
    {مجموع الفتاوى} [9/ 42].
    حكم إطلاق كلمة العقيدة السؤال :
    سائل يقول:

    بأن اسم العقيدة ليس صحيحًا، وليس له أصل، وإنما الصحيح أن يقول الإنسان: اسم الإيمان بدل العقيدة فهل هذا صحيح؟.
    الإجابة :
    ليس بصحيح؛ بل درج العلماء على أنهم يسمون ما يتعلق بالقلوب عقيدة، وما يتعلق بالتوحيد والصفات: عقيدة، يعتقدها في قلبه، يعني: يعقد عليها قلبه، يعتمد عليها قلبه، فلا بأس بالتسمية، ولا حرج فيها، أن يقال: عقيدة فلان، عقيدة أهل السنة والجماعة، وهو ما يعتقدونه ويؤمنون به، ويسمى عقيدة؛ لأنهم يعقدونه عليها، ويجزمون به، ويقولون به، فلهذا سمي عقيدة من عقد القلب عليه، وإيمانه به.
    {نور على درب} [1/ 24].

    أحاديث الآحاد هل يؤخذ بها في العقيدة

    السؤال :

    ما المقصود بحديث الآحاد؟ وهل يؤخذ بها في أمر العقيدة؟.
    الإجابة :
    خبر الآحاد هو كل حديث لم تتوافر فيه شروط المتواتر، ويسمى خير آحاد، وهو أقسام ثلاثة: مشهور: ويسمى المستفيض، وعزيز، وخبر الواحد، كما أوضح ذلك أئمة الحديث، ومنهم الحافظ ابن حجر رحمه الله في النخبة وشرحها، وخبر الآحاد حجة في العقيدة وغيرها، عند أهل السنة إذا صح سنده، والله ولي التوفيق .
    {مجموع الفتاوى} [ 25/ 61]

    نحر الإبل للضيفان هل يعتبر قدح في العقيدة

    السؤال :

    جرت العادة عند بعض القبائل أن ينحروا الإبل عند المناسبات، هل يعتبر هذا قدحًا في العقيدة؟.
    الإجابة :
    هذا فيه تفصيل، فإن كان نحرها للضيفان، وإطعام الناس فهذا لا بأس به، وهو عمل مشروع، أمَّا إن كان نحرها عند لقاء الملوك أو عند لقاء المعظمين تعظيمًا لهم فهذا شرك؛ لأنه ذبح لغير الله، فيدخل في عموم قوله تعالى:
    { وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ }
    [سورة البقرة:173]

    وهكذا نحرها عند القبور تذكيرًا بجود أهلها وكرمهم، فهذا من عمل الجاهلية، وهو منكر لا يجوز؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    « لا عقر في الإسلام » فإن قصد به التقرب إلى أهل القبور، فهذا شرك أكبر، وهكذا الذبح للجن والأصنام كله من الشرك الأكبر، نسأل الله السلامة من ذلك.
    {مجموع الفتاوى} [1/ 53].


    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 14-10-2012, 04:35 PM.

  • #2

    ماشاء الله اللهم بارك

    أسأل الله تعالى أن يعينك على هذا العمل الطيب المبارك -بإذن الله تعالى- .

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حسين بن مسعود الجيجلي مشاهدة المشاركة

      ماشاء الله اللهم بارك

      أسأل الله تعالى أن يعينك على هذا العمل الطيب المبارك -بإذن الله تعالى- .

      آمين آمين آمين
      جزاك الله خيرا أخي الحسين وبارك الله في علمك ووقتك
      أسأل الله أن يجنبك وإخوانك في جيجل شر الحزبيين والمميعين


      تعليق


      • #4
        كتب العقيدة

        السؤال :
        ما هي أفضل الكتب في العقيدة؟.
        الإجابة :
        أفضل الكتب وأصحها القرآن العظيم، فقد بيَّن العقيدة الصحيحة، فالقرآن: هو كتاب الله، وأصدق كتاب، وأفضل كتاب، وأعظم كتاب في بيان العقيدة الصحيحة، بيان أسماء الله وصفاته، وتوحيده وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى، وهو أعظم كتاب، ثم يليه بعد ذلك من السنة: البخاري ومسلم الصحيحان، هما أعظم الكتب المفيدة من كتب الحديث بعد القرآن؛ لأن فيهما أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، الصحيحان، صحيح البخاري وصحيح مسلم هما أصح الكتب وأنفعها بعد كتاب الله عز وجل، ثم بقية الكتب المعروفة في الحديث سنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والطبراني، ومسند أحمد، وسنن الدارمي، كتب جيدة ومفيدة، وإن كان فيها بعض أحاديث ضعيفة؛ لكنها كتب مفيدة عظيمة، وكتب العقيدة كثيرة؛ لكن منها ما ألفه السلف الصالح؛ مثل: عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية، ومثل كتاب عبد الله بن أحمد في اعتقاد أهل السنة والرد على أهل البدع، ومثل كتاب التوحيد لابن خزيمة، في التوحيد والرد على أهل البدع، وأشباهها من الكتب المفيدة؛ مثل الطحاوية وشرحها، ولمعة الاعتقاد للموفق، والعقيدة الواسطية، والتدمرية، والحموية كتب ابن تيمية كلها في العقيدة، وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فهو كتاب عظيم مفيد، وكشف الشبهات في العقيدة كذلك للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وثلاثة الأصول، كتاب مختصر في العقيدة للشيخ محمد رحمه الله.
        {نور على درب} [1/ 29].


        ما هي العقيدة الواسطية

        السؤال :
        كثيرًا ما نسمع عن العقيدة الواسطية، فلا ندري ما معنى الواسطية، فهل يعني: بذلك العقيدة الصحيحة؟ أم ماذا يعني؟ وجهونا في ضوء سؤالنا، فنحن مجموعة من طلاب العلم؟.
        الإجابة :
        العقيدة الواسطية كتاب ألفه أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، الحراني الملقب بشيخ الإسلام ابن تيمية والملقب بتقي الدين، المولود سنة(661هـ) إحدى وستين وستمائة، والمتوفى سنة(728هـ) ثمان وعشرين وسبعمائة، وهو من الأئمة المجتهدين من أئمة أهل السنة والجماعة رحمهم الله، وله مؤلفات كثيرة منها منهاج السنة في الرد على المعتزلة والرافضة، ومنها كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، ومنها كتاب العقيدة الواسطية، وسميت بالواسطية؛ لأنه كتبها إلى جماعة سألوه من أهل واسط في العراق، فقيل لها الواسطية، وله رسالة أخرى في العقيدة، يقال لها: الحموية، كتبها إلى أهل حماة بالشام، وله رسالة أخرى ثالثة في الصفات تسمى التدمرية، كتبها إلى أهل تدمر في الشام، هذه أسباب التسمية، وهي كتب ثلاثة عظيمة في عقيدة أهل السنة والجماعة، عقيدة نوصي بقراءتها والاستفادة منها.
        {نورعلى درب} [1/ 32]


        حكم قراءة كتب المبتدعة في العقيدة

        السؤال :
        ما حكم قراءة الكتب التي ابتلى صاحبها بها مثل تأويل صفات الله خلاف منهج السلف الصالح خصوصًا لمن لم يدرس العقيدة؟ وفقكم الله.
        الإجابة :
        ينبغي للطالب أن يتوخى الكتب المعروفة كتب أهل العقيدة المعروفين بالعقيدة السلفية، يعتنى بها مثل كتب المتقدمين ككتاب عبد الله بن أحمد، وعثمان بن سعيد الدارمي، وابن خزيمة رحمهم الله، وغيرهم من الأئمة المتقدمين، وهكذا من بعدهم من أهل العلم والبصيرة كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والحافظ ابن كثير، وأئمة الدعوة كالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله، وغيرهم من المشايخ الذين عُنُوا بالعقيدة، وبالدعوة إليها، مع الحرص على تدبر القرآن، فهو أصل الأصول، والعناية بالقرآن والسنة في العقيدة وغيرها. أما الكتب الأخرى إذا دعت الحاجة إليها فينظرها ويستفيد منها، وينبه على الأخطاء، سواء كان ذلك في كتب المتقدمين أو كتب المتأخرين.
        {مجموع الفتاوى} [23/ 268].


        تعليق


        • #5
          التوحيد وأقسامه

          السؤال :

          سائل يقول: إنكم تدعون إلى التوحيد فما دليلكم على كلمة التوحيد؟ ، من أين اشتقت؟.
          الإجابة :
          الجواب أن يقال: دل على ذلك أدلة كثيرة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتوحيد: معناه توحيد الله، يعني: الاعتقاد أنه واحد لا شريك له، ومن الآيات الدالة على ذلك قوله سبحانه:
          { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
          {سورة الذاريات:56}،
          وقوله سبحانه:
          { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }
          {سورة الأنبياء:25}
          والآيات في هذا المعنى كثيرة، وأما الأحاديث فمنها: ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن:
          «ادعهم إلى أن يوحدوا الله » بهذا اللفظ،
          وفي صحيح مسلم عن طارق بن أشيم الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
          «من وحد الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه، وحسابه على الله »
          فصرح بقوله: وحد الله فدل ذلك على أن هذا هو معنى لا إله إلا الله، ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
          «بني الإسلام على خمس، على أن يوحد الله » الحديث،
          وذلك تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى:
          « بني الإسلام على خمس شهادة: أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله» الحديث،
          والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والله الموفق.
          {مجموع الفتاوى} [3/ 140].

          السؤال :
          كيف السبيل إلى معرفة حقيقة التوحيد اعتقادًا وسلوكًا وعملًا ؟.
          الجواب:
          الطريق بحمد الله ميسر، فعلى المؤمن أن يحاسب نفسه، ويلزمها الحق، ويتأثر بالمطبقين للنصوص على أنفسهم، فيستقيم على توحيد الله والإخلاص له، ويلزم العمل بذلك، ويدعو إليه، حتى يثبت عليه، ويكون سجية له لا يضره بعد ذلك من أراد أن يعوقه عن هذا أو يلبس عليه، المهم أن يعني: بهذا الأمر ويحاسب نفسه، وأن يعرفه جيدًا حتى لا تلتبس عليه الأمور، وحتى لا تروج عليه الشبهات.
          {مجموع الفتاوى} [1/49].

          بيان أقسام التوحيد
          السؤال :
          ما هي أقسام التوحيد؟ وهل المسلم مطلوب منه أن يؤمن بجميع هذه الأقسام؟، وإذا أقر المسلم بالشهادتين فقط هل يكفي ذلك؟.
          الإجابة :
          أقسام التوحيد ثلاثة معروفة بالاستقراء،
          وهي الإيمان بتوحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات، وإذا شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، عن صدق كفى ذلك، ويُبيَّن له ما قد يجهل، والرسول صلى الله عليه وسلم قبل من الناس من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وصدَّق عمله قوله، وانقاد للشرع ووحد الله جلَّ وعلا، فهو مسلم؛ لأن في معنى الشهادة الإيمان بأن الله ربه وخالقه، والإيمان بأنه مستحق للعبادة، والإيمان بأسمائه وصفاته؛ لأن الشهادة بأنه لا إله إلا الله، وأنه المعبود بالحقِّ يتضمن توحيد الربوبية، والأسماء والصفات، فإنه سبحانه هو الإله الحقّ، ومن كان بهذه المثابة فهو رب الجميع وخالق الجميع وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فتوحيد الربوبية: الإيمان بأنه خلَّاق رزَّاق، وتوحيد الألوهية: الإيمان بأنه يستحق العبادة جلَّ وعلا، وأن الآلهة المدعوة معه باطلة سواء كانت جمادًا أو حيوانًا، وسواء كان المدعو ملكًا أو نبيًا أو غير ذلك، كل من يٌدعى من دون الله فعبادته باطلة،
          { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ }
          {سورة الحـج:62}
          فجميع مَن يدعى من دون الله معبود باطل سواء كان المعبود رسولًا أو ملكًا أو جنيًا أو حجرًا أو شجرًا أو غير ذلك، وهكذا الإيمان بأسماء الله وصفاته، إذا آمن بأن الله سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنه الكامل في ذاته وصفاته وأفعاله كفى ذلك. فتوحيد الأسماء والصفات: الإيمان بأنه سبحانه موصوف بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وأنه لا شبيه له، ولا نظير له، ولا مثل له، والإيمان بالربوبية بأنه هو الخلَّاق الرزَّاق مدبر الأمور مصرف الأشياء لا خالق غيره، ولا رب سواه. وتوحيد الألوهية معناه: الإيمان بأنه مستحق أن يُعبد، ويُدعى، ويُستغاث به، ويُنذر له، ويُذبح له إلى غير هذا، هو مستحق للعبادة من صلاة وصوم ودعاء وذبح وغير ذلك لا يستحقها سواه، فإذا أقر بالشهادتين فقد دخل هذا في ضمن الشهادة، فإنه إذا شهد أن لا إله إلا الله، معناه أنه هو المعبود بالحق، وأنه الخلَّاق الرزَّاق، وأنه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، كل هذا داخل في ضمن الشهادة.
          {نور على درب} [1/ 63].

          توحيد الحاكمية هل هو قسم رابع من أقسام التوحيد

          السؤال :
          هناك من يقول إن أقسام التوحيد أربعة، ويقول: إن القسم الرابع هو: (( توحيد الحاكمية ))، فهل هذا صحيح؟.
          الإجابة :
          ليست أقسام التوحيد ليست أربعة، وإنما هي ثلاثة، كما قال أهل العلم، وتوحيد الحاكمية داخل في توحيد العبادة، فمن توحيد العبادة الحكم بما شرع الله، والصلاة، والزكاة، والحج، والحكم بالشرع كل هذا داخل في توحيد العبادة .
          {مجموع الفتاوى} [30/ 328].

          التوحيد أولًا

          السؤال :
          هل يكفي النطق بالركن الأول شهادة: أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله أم لا بد من أشياء أخرى حتى يكتمل إسلام المرء؟.
          الإجابة :
          إذا شهد الكافر أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله عن صدق بذلك ويقين، وعلم بما دلت عليه، وعمل بذلك دخل في الإسلام، ثم يطالب بالصلاة وباقي الأحكام؛ ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا إلى اليمن قال له:
          « ادعهم إلى أن يشهدوا: أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعملهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم » فلم يأمرهم بالصلاة والزكاة إلا بعد التوحيد والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا فعل الكافر ذلك صار له حكم المسلمين، ثم يطالب بالصلاة وبقية أمور الدين، وإذا امتنع عن ذلك صارت له أحكام أخرى، فإن ترك الصلاة استتابه ولي الأمر، فإن تاب وإلا قتل، وهكذا بقية الأحكام يعامل فيها بما يستحق.
          {مجموع الفتاوى} {9/ 78}.

          أمور التوحيد.. لا عذر فيها

          السؤال :
          هل هناك عذر بالجهل في أمور التوحيد التي هي صلب الدين، وما حكم تكفير المعين لمن يقع في الأمور الشركية بجهله؟.
          الإجابة :
          أمور التوحيد ليس فيها عذر ما دام موجودًا بين المسلمين، أما من كان بعيدًا عن المسلمين وجاهلًا بذلك، فهذا أمره إلى الله، وحكمه حكم أهل الفترات يوم القيامة، حيث يمتحن، أما من كان بين المسلمين ويسمع قال الله وقال رسوله، ولا يبالي ولا يلتفت، ويعبد القبور، ويستغيث بها، أو يسب الدين فهذا كافر، يكفر بعينه، كقولك فلان كافر، وعلى ولاة الأمور من حكام المسلمين أن يستتيبوه، فإن تاب وإلا قتل كافرًا، وهكذا من يستهزئ بالدين، أو يستحل ما حرم الله: كأن يقول الزنى حلال، أو الخمر حلال، أو تحكيم القوانين الوضعية حلال، أو الحكم بغير ما أنزل الله حلال، أو أنه أفضل من حكم الله، كل هذه ردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك، فالواجب على كل حكومة إسلامية، أن تحكم شرع الله، وأن تستتيب من وجد منه ناقض من نواقض الإسلام من رعيتها، فإن تاب وإلا وجب قتله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
          « من بدل دينه فاقتلوه » أخرجه البخاري في صحيحه،
          وفي الصحيحين: « عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه أمر بعض الولاة بقتل المرتد إذا لم يتب، وقال:
          « إنه قضاء الله ورسوله »،
          والواجب أن يكون ذلك بواسطة ولي الأمر المحاكم الشرعية حتى ينفذ حكم الله على علم وبصيرة بواسطة ولاة الأمر أصلح الله حال الجميع إنه سميع قريب مجيب.
          {مجموع الفتاوى} [9/ 79].

          هل يكفي المعتقد الصحيح عن العمل

          السؤال :
          هل يكفي المعتقد الصحيح عن العمل ، والاستقامة على شرع الله؟.
          الإجابة :
          لا يكفي الإيمان المعتقد عن العمل، لا بد من العمل:
          { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ }
          {سورة البقرة:277}
          لا بد من العمل، يؤمن بالله ورسوله، وتوحيد الله، ويعمل يؤدي فرائض الله، وينتهي عن محارمه، لا بد من هذا، وهذا:
          { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ }
          {سورة لقمان:8}
          لا بد من الإيمان والعمل.
          {مجموع الفتاوى} {28/ 67}.

          حكم من يوحد الله ويتكاسل عن الطاعات

          السؤال :
          ما حكم من يوحد الله تعالى، ولكن يتكاسل عن أداء بعض الواجبات ؟.
          الإجابة :
          يكون ناقص الإيمان، وهكذا من فعل بعض المعاصي ينقص إيمانه عند أهل السنة والجماعة؛ لأنهم يقولون: الإيمان قول وعمل وعقيدة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ومن أمثلة ذلك: ترك صيام رمضان بغير عذر أو بعضه، فهذه معصية كبيرة تنقص الإيمان وتضعفه، وبعض أهل العلم يكفره بذلك؛ ولكن الصحيح أنه لا يكفر بذلك مادام يقر بالوجوب، ولكن أفطر بعض الأيام تهاونًا وكسلًا، وهكذا لو أخر الزكاة عن وقتها تساهلًا،أو ترك إخراجها، فهو معصية وضعف في الإيمان، وبعض أهل العلم يكفره بتركها، وهكذا لو قطع رحمه، أو عق والديه كان هذا نقصًا في إيمانه وضعفًا فيه، وهكذا بقية المعاصي، أما ترك الصلاة فهو ينافي الإيمان ويوجب الردة، ولو لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
          «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»
          وقوله صلى الله عليه وسلم:
          « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»
          في أحاديث أخرى تدل على ذلك.
          {مجموع الفتاوى} [1/ 55].


          تعليق


          • #6
            الشرك و أنواعه

            السؤال :
            ما هو الشرك الأكبر؟.

            الإجابة :
            الشرك الأكبر: هو ما يتضمن صرف العبادة لغير الله أو بعضها، أو يتضمن جحد شيء مما أوجب الله من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة كالصلاة، وصوم رمضان، أو يتضمن جحد شيء مما حرم الله، مما هو معلوم من الدين بالضرورة، كالزنا والخمر ونحوها،
            [من الأمور المعروف تحريمها بالنص والإجماع، إذا اعتقد حلها كفر إجماعًا، نسأل الله العافية وصار حكمه حكم المشركين شركًا أكبر]
            أو يتضمن طاعة المخلوق في معصية الخالق على وجه الاستحلال لذلك، وأنه يجوز أن يطاع فلان أو فلانة، فيما يخالف دين الله عز وجل، من رئيس أو وزير أو عالم أو غيرهم، فكل ما يتضمن صرف بعض العبادة لغير الله كدعاء الأولياء والاستغاثة بهم والنذر لهم، أو يتضمن استحلال ما حرم الله، أو إسقاط ما أوجب الله، كاعتقاد أن الصلاة لا تجب، أو الصوم لا يجب، أو الحج مع الاستطاعة لا يجب، أو الزكاة لا تجب، أو اعتقد أن مثل هذا غير مشروع مطلقًا، كان هذا كفرًا أكبر، وشركًا أكبر؛ لأنه يتضمن تكذيب الله ورسوله.

            {مجموع الفتاوى}[ 1/ 43]

            السؤال :
            ما حكم الاستهزاء بالدين والسخرية به هل يعتبر من الكفر بالله؟.
            الجواب:
            وهكذا من استهزأ بالدين، وسخر به حكمه حكمهم، وكفره كفر أكبر، كما قال الله سبحانه وتعالى:
            { قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }
            {سورة التوبة:66}
            وهكذا لو استهان بشيء مما عظمه الله احتقارًا له، وازدراء له، كأن يستهين بالمصحف، أو يبول عليه، أو يطأ عليه، أو يقعد عليه، أو ما أشبه ذلك استهانة به، كفر إجماعًا؛ لأنه بذلك يكون متنقصًا لله، محتقرًا له؛ لأن القرآن كلامه سبحانه وتعالى، فمن استهان به فقد استهان بالله عز وجل، وهذه الأمور قد أوضحها العلماء في باب حكم المرتد في كل مذهب من المذاهب الأربعة ذكروها بابًا سموه باب حكم المرتد، وهو باب جدير بالعناية، ولا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه أنواع الردة والتبس الأمر في ذلك على كثير من الناس، فمن عني به حق العناية عرف نواقض الإسلام وأسباب الردة وأنواع الكفر والضلال.
            {مجموع الفتاوى} [1/ 44].

            الشرك الأصغر، وبيان بعض أنواعه


            السؤال :
            ما المراد بالشرك الأصغر؟ وما هي أنواعه؟.

            الإجابة :
            الشرك الأصغر: هو ما ثبت بالنصوص تسميته شركًا؛ لكنه لم يبلغ درجة الشرك الأكبر، فهذا يسمى شركًا أصغر مثل: الرياء والسمعة كمن يقرأ يرائي، أو يصلي يرائي، أو يدعو إلى الله يرائي ونحو ذلك، فقد ثبت في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال:
            « أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» فسئل عنه، فقال: « الرياء»
            يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين:
            «اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء » رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح،
            عن محمود بن لبيد الأشهلي الأنصاري رضي الله عنه، ورواه أيضًا والبيهقي وجماعة مرسلًا عن محمود المذكور، وهو صحابي صغير لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولكن مرسلات الصحابة صحيحة وحجة عند أهل العلم، وبعضهم حكاه إجماعًا.

            {مجموع الفتاوى} [1/ 44].

            السؤال :
            هل قول العبد: ما شاء الله وشاء فلان يعتبر من الشرك ؟. قول العبد: ما شاء الله وشاء فلان، أو لولا الله وفلان، أو هذا من الله ومن فلان، هذا كله من الشرك الأصغر، كما في الحديث الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
            « لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان؛ ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان »
            ومن هذا ما رواه النسائي عن قتيلة أن اليهود قالوا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا:
            «ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله، ثم شاء محمد »،
            وفي رواية للنسائي أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا قال: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، فقال:
            « أجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده»
            فهذا وأشباهه من جنس الشرك الأصغر.
            {مجموع الفتاوى} [1/ 45].


            السؤال :
            هل الحلف بعير الله من أنواع الشرك؟. وهكذا الحلف بغير الله، كالحلف بالكعبة، والأنبياء والأمانة وحياة فلان، وبشرف فلان ونحو ذلك، فهذا من الشرك الأصغر؛ لما ثبت في المسند بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
            «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك»
            وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي رحمهم الله بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
            «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»،
            وهذا يحتمل أن يكون شكًا من الراوي، ويحتمل أن أو بمعنى الواو، والمعنى: فقد كفر وأشرك، ومن هذا ما رواه الشيخان عن عمر رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
            « من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ».
            والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وهذه أنواع من الشرك الأصغر، وقد يكون أكبر على حسب ما يكون في قلب صاحبه، فإذا كان في قلب الحالف بالنبي أو البدوي أو الشيخ فلان، أنه مثل الله، أو أنه يدعى مع الله، أو أنه يتصرف في الكون مع الله أو نحو ذلك، صار شركًا أكبر بهذه العقيدة، أما إذا كان الحالف بغير الله لم يقصد هذا القصد، وإنما جرى على لسانه من غير هذا القصد؛ لكونه اعتاد ذلك، كان ذلك شركًا أصغر.
            {مجموع الفتاوى} [1/ 45].

            ما هو تأويل الحلف في قوله صلى الله عليه وسلم: « أفلح وأبيه »

            السؤال :
            هل الرسول صلى الله عليه وسلم حلف بغير الله في قوله في الحديث «أفلح وأبيه إن صدق» وإن كان لا، فما هو تأويل الحديث، جزاك الله خيرًا؟.

            الإجابة :
            كانوا في أول الإسلام وأول الهجرة يحلفون بآبائهم، ثم نهاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا قال:
            « إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم »،
            أما قوله صلى الله عليه وسلم:
            « أفلح وأبيه إن صدق »
            فإنه قبل النهي، ثم جاء النهي فترك ذلك، وتركه المسلمون فصار الحلف بالله وحده، وقال صلى الله عليه وسلم:
            « من حلف بغير الله فقد أشرك »
            وقال:
            « من حلف بالأمانة فليس منا »
            وقال:
            « لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون »
            فاستقرت الشريعة على تحريم الحلف بغير الله، أما قوله صلى الله عليه وسلم:
            « أفلح وأبيه إن صدق »
            فكان هذا قبل النهي.
            {مجموع الفتاوى} [25/ 261]

            السؤال :
            نرجوا توضيح قاعدة ضابط الشرك الأكبر؟.
            الجواب:
            القاعدة: أن من صرف العبادة، أو بعضها لغير الله من أصنام أو أوثان أو أموات أو غيرهم من الغائبين، فإنه مشرك شركًا أكبر، وكذلك الحكم فيمن جحد ما أوجب الله، أو ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون، فهذا يكون كافرًا ومشركًا شركًا أكبر، وكل من أتى ناقضًا من نواقض الإسلام يكون مشركًا شركا أكبر، كما قلنا.
            {مجموع الفتاوى} [28/ 367].

            السؤال :
            ما هو ضابط الشرك الأصغر؟.
            الجواب:
            أما الشرك الأصغر: فهو أنواع أيضًا مثل: الحلف بغير الله كالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالأمانة، وبرأس فلان، وما أشبه ذلك، فهذا شرك أصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
            «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك»
            وهكذا الرياء، يقرأ للرياء، أو يتصدق للرياء، فهذا شرك أصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
            « أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر» فسئل عنه، فقال: « الرياء»
            وهكذا لو قال : ما شاء الله وشاء فلان ــ بالواو ــ أو : لولا الله وفلان، أو: هذا من الله وفلان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
            «لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان؛ ولكن قولوا: ما شاء الله وحده، ثم شاء فلان »
            ولما قال رجل: يا رسول الله ما شاء الله وشئت قال:
            « أجعلتني لله ندًا؟ ما شاء الله وحده ».
            {مجموع الفتاوى} [28/368].

            الشرك الأصغر لا يخرج من الملة

            السؤال :

            هل يخرج الشرك الأصغر صاحبه من الملة؟.

            الإجابة :
            الشرك الأصغر لا يخرج من الملة؛ بل ينقص الإيمان وينافي كمال التوحيد الواجب، فإذا قرأ الإنسان يرائي أو تصدق يرائي، أو نحو ذلك نقص إيمانه وضعف، وأثم على هذا العمل؛ لكن لا يكفر كفرا أكبر.
            {مجموع الفتاوى} [1/ 55].

            خطورة الشرك الأصغر
            السؤال :
            متى يكون الشرك الأصغر شركًا أكبر؟.

            الإجابة :
            قد يكون الشرك الأصغر شركًا أكبر إذا اعتقد صاحبه أن من حلف بغير الله، أو قال: ما شاء الله، وشاء فلان، فإن له التصرف في الكون، أو أن له إرادة تخرج عن إرادة الله، وعن مشيئته سبحانه، أو أن له قدرة يضر وينفع من دون الله، أو اعتقد أنه يصلح أن يعبد من دون الله، وأن يستغاث به، فإنه يكون بذلك مشركًا شركا أكبر بهذا الاعتقاد، أما إذا كان مجرد حلف بغير الله من دون اعتقاد آخر؛ لكن ينطق لسانه بالحلف بغير الله، تعظيمًا لهذا الشخص، يرى أنه نبي أو صالح أو لأنه أبوه أو أمه، وتعظيمها لذلك، أو أشبه ذلك، فإنه يكون من الشرك الأصغر، وليس من الشرك الأكبر.
            {مجموع الفتاوى} [28/ 369].

            الحفظ والتفقه في الدين لتعليم أهل القرية والصلاة بهم عمل صالح تشكر وتؤجر عليه

            السؤال :
            إذا حفظ الإنسان علما من علوم الدين؛ لكي يقوم بدوره في القرية التي يسكنها، وحفظ القرآن لكي يصلي بالشباب صلاة قيام رمضان، هل يكون هناك نوع من الشرك الأصغر؟.

            الإجابة :
            من المعلوم بالأدلة الشرعية أن طلب العلم والتفقه في الدين من أفضل القربات والطاعات، وهكذا دراسة القرآن الكريم والعناية بالإكثار من تلاوته، والحرص على حفظه أو ما تيسر منه، كل ذلك من أفضل القربات، فإذا قمت بما ينبغي من تعليم أهل قريتك وتوجيههم والصلاة بهم والصلاة بالشباب وغيرهم فكل هذا عمل صالح تشكر عليه وتؤجر عليه، وليس ذلك من الرياء، وليس من الشرك إذا كان قصدك وجه الله والدار الآخرة، ولم ترد رياء الناس، ولا حمدهم، ولا ثناءهم، وإنما أردت بذلك أن تنفعهم، وأن تتزود من العلم والفقه في الدين، إنما يكون ذلك شركًا أصغر إذا فعلت ذلك رياء للناس، وطلبًا لثنائهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
            «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»
            فسئل عنه، فقال:
            «الرياء، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس إليه».
            {مجموع الفتاوى} [9 /366].

            السؤال :
            كيف يعامل الله يوم القيامة المرائين للناس في أعمالهم التي لله سبحانه؟.
            الجواب:
            يقول الله سبحانه يوم القيامة للمرائين:
            «اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء»
            فالرياء أن تعمل العمل وتقصد الناس أن يشاهدوك، ويثنوا عليك ويمدحوك، ومن ذلك السمعة، كأن تقرأ ليثنوا عليك، ويقولوا: إنه جيد القراءة ويحسن القراءة، أو تكثر من ذكر الله ليثنوا عليك، ويقولوا: يكثر من الذكر، أو تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لتمدح ويثنى عليك، وهذا هو الرياء، وهو الشرك الأصغر، فالواجب الحذر من ذلك، وأن تعمل أعمالك لله وحده، لا. لأجل مراءاة الناس وحمدهم وثنائهم؛ ولكنك تتعلم لتعمل وتعلم إخوانك وتصلي بهم وترجو ما عند الله من المثوبة وتقصد بذلك نفعهم لا رياء ولا سمعة، وإذا قرأت من المصحف فلا بأس أن تصلي بإخوانك من المصحف في رمضان فكان مولى عائشة رضي الله عنها يصلي بها من المصحف، فلا حرج على المصلي أن يقرأ من المصحف في قيام رمضان إذا كان لا يحفظ، وإن كان يحفظ عن ظهر قلب وقرأه حفظا فهو أفضل وأحسن؛ ولكن لا حرج في القراءة من المصحف عند الحاجة إلى ذلك.
            {مجموع الفتاوى} [9/ 367].



            هل من يقع منه الشرك يحكم عليه بأنه مشرك

            السؤال :
            هل كل من يقع في الشرك الأكبر يكون مشركًا، وتطبق عليه أحكام المشركين؟.

            الإجابة :
            نعم، من كفر بالله صار كافرًا، ومن أشرك بالله صار مشركًا، كما أن من آمن بالله ورسوله صار موحدًا مؤمنًا، أما من لم تبلغه الدعوة، فهذا لا يقال له: مؤمن ولا كافر، ولا يعامل معاملة المسلمين؛ بل أمرهم إلى الله يوم القيامة، وهم أهل الجهل الذين ما بلغتهم الدعوة، هؤلاء يمتحنون يوم القيامة، يبعث الله إليهم عنقًا من النار، ويقال: ادخلوا، فمن أجاب صار عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يجب دخل النار، نسأل الله العافية، المقصود: أن من بلغته الدعوة ، ولم يؤمن ولم يسلم فهو كافر عدو لله.
            {مجموع الفتاوى} [28/49].


            حكم من مات مشركًا

            السؤال :
            ما حكم من مات على الشرك، وهو لا يعلم أنه من الشرك؟.

            الإجابة :
            من مات على الشرك فهو على خطر عظيم؛ لقول الله سبحانه:
            { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
            {سورة الأنعام:88}
            وقال تعالى:
            { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }
            {سورة التوبة:17}
            وقال تعالى:
            { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا }
            {سورة الفرقان:23}
            وقال سبحانه:
            { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء }
            {سورة النساء:48}
            فهذا وعيدهم ومصيرهم كسائر الكفرة الكفر الأكبر، وحكمهم في الدنيا أنهم لا يغسلون، ولا يصلى عليهم، ولا يدفنون في مقابر المسلمين، أما إن كان أحد منهم لم تبلغه الدعوة - أعني: القرآن والسنة - فهذا أمره إلى الله سبحانه يوم القيامة كسائر أهل الفترة، والأرجح عند أهل العلم في ذلك في حكمهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وقد بسط الكلام في ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في آخر كتابه
            «في طريق الهجرتين»
            حيث قال: «المذهب الثامن»
            أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول، وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه أدخله النار، وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها. أما إن كان أحد منهم عنده جهل فيما وقع فيه من الشرك، فأمره إلى الله جل وعلا، والحكم على الظاهر، فمن كان ظاهره الشرك حكمه حكم المشركين وأمره إلى الله جلَّ وعلا الذي يعلم كل شيء سبحانه وتعالى.
            {مجموع الفتاوى} {9/ 40}

            ما مصير المشرك

            السؤال :
            ما مصير من مات على الشرك؟.

            الإجابة :
            المشرك إذا مات على شركه، ولم يتب، فإنه مخلد في النار، والجنة عليه حرام، والمغفرة عليه حرام بإجماع المسلمين، قال تعالى:
            { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ }
            {سورة المائدة:72}
            وقال سبحانه:
            { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء }
            {سورة النساء:48}
            فجعل المغفرة حرامًا على المشرك إذا مات على الشرك، أما مادون الشرك فهو تحت مشيئة الله، والخلاصة: أن المشرك إذا مات على شركه فهو مخلد في النار أبد الآباد بإجماع أهل العلم، وذلك مثل الذي يعبد الأصنام أو الأحجار أو الأشجار أو الكواكب أو الشمس أو القمر أو الأنبياء، أو يعبد الأموات ومن يسمونهم بالأولياء، أو يستغيث بهم ويطلب منهم المدد، أو العون عند قبورهم أو بعيدًا منها، مثل قول بعضهم: يا سيدي فلان المدد المدد، يا سيدي البدوي المدد المدد، أو يا سيدي عبد القادر أو يا سيدي رسول الله المدد المدد، الغوث الغوث، أو يا سيدي الحسين أو يا فاطمة أو يا ست زينب أو غير ذلك ممن يدعوه المشركون، وهذا كله من الشرك الأكبر والعياذ بالله، فإذا مات عليه صاحبه صار من أهل النار - والعياذ بالله - والخلود فيها.
            {مجموع الفتاوى}
            {4/367}.


            لا تعارض بين الآيتين
            السؤال :
            سائل يقول: كيف نجمع بين هاتين الآيتين:
            { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء }
            (سورة النساء:48)
            وقوله تعالى:
            { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى }
            (سورة طـه:82)
            وهل بينهما تعارض؟.
            الجواب:
            ليس بينهما تعارض، فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب، فإنه لا يغفر له ومأواه النار، كما قال الله سبحانه:
            { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }
            (سورة المائدة:72)
            وقال عز وجل:
            { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
            (سورة الأنعام:88)
            والآيات في هذا المعنى كثيرة، أما الآية الثانية: وهي قوله سبحانه:
            { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى }
            (سورة طـه:82)
            فهي في حق التائبين،
            وهكذا قوله سبحانه:

            { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
            (سورة الزمر:53)
            أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين، والله ولي التوفيق.
            {مجموع الفتاوى}
            [4/419].


            الفرق بين الكفر والشرك

            السؤال :
            ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين.

            الإجابة :
            الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو جوب الزكاة، أو وجوب صوم رمضان، أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا ..وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك، أما الشرك فهو: صرف بعض العبادة لغير الله كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك، أو يذبح لهم، أو ينذر لهم، ويطلق على الكافر أنه مشرك، وعلى المشرك أنه كافر، كما قال الله عز وجل:
            { وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }
            (سورة المؤمنون:117)
            وقال سبحانه:
            { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ }
            (سورة المائدة:72)
            وقال جلَّ وعلا في سورة فاطر:
            { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }
            (سورة فاطر:13-14)
            فسمى دعاءهم غير الله شركًا في هذه السورة، وفي سورة قد أفلح المؤمنون سماه كفرًا، وقال سبحانه في سورة التوبة:
            { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }
            {سورة التوبة:32-33}
            فسمى الكفار به كافرًا، وسماهم مشركين، فدل ذلك على أن الكفار يسمى مشركًا، والمشرك يسمى كافرًا، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
            « بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة »
            في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم:
            « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر »
            أخرجه أحمد، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، والله ولي التوفيق.
            {مجموع الفتاوى} [9/174].


            التفصيل في لفظ الكفر

            السؤال :
            الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن السلف الصالح بأن الكفر كفران فما هما ؟.

            الإجابة :
            الكفر كفران، كفر دون كفر، وكفر أكبر كترك الصلاة، فإنه كفر أكبر، أما النياحة على الميت، والطعن في الأنساب، فهو كفر أصغر، والحلف بغير الله، كفر أصغر، والنياحة على الميت كفر أصغر، وعليها كلها أدلتها.
            {مجموع الفتاوى} [28/225].






            تعليق


            • #7

              زادك الله من فضله العظيم.

              تعليق


              • #8
                برنامج [المنتقى من فتاوى ابن باز رحمه الله] للهواتف النقالة.








                برنامج يعمل على الهواتف التي تعمل بنظام الأندرويد

                لتحميل البرنامج من هنا
                التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن أبوبكر باسكران; الساعة 15-10-2012, 08:20 PM.

                تعليق


                • #9
                  أحسن الله إليك أخي عبد الله على وضع البرنامج للتحميل
                  فعلى هذا نقول لمن كان له هاتف يقبل البرنامج فنوصيه بتحميله
                  ومن لديه هاتف لا يقبل البرنامج فليتابع الموضوع المتجدد
                  أسأل الله أن يعينني على إتمامه على الشبكة

                  تعليق


                  • #10
                    الكهان يدعون علم الغيب بواسطة شياطينهم

                    السؤال :




                    ما حكم الذهاب للسحرة والكهنة بقصد العلاج إذا كان مضطرا إلى ذلك؟.

                    الإجابة :



                    لا يجوز الذهاب إلى الكهان والسحرة والمشعوذين ولا سؤالهم؛ بل يجب أن ينبه عليهم ويؤخذ على أيديهم ويمنعوا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:



                    « من أتى عرافًا، فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» رواه مسلم،



                    وقال صلى الله عليه وسلم:



                    « من أتى كاهنًا أو عرافًا، فصدقه بما يقول: فقد كفر بما أنزل على محمد» صلى الله عليه وسلم، وسئل عن الكهان، فقال: « لا تأتوهم » والكهان: يدعون علم الغيب بواسطة شياطينهم، فلا يجوز إتيان الكهان والعرافين، ولا سؤالهم عن شيء؛ بل يجب أن ينكر عليه، وأن يؤدب، حتى لا يعود لشيء من ذلك؛ لكن يذهب إلى أهل الخير المعروفين بالرقية الشرعية فيرقونه.



                    {مجموع الفتاوى}



                    [9/259]


                    أخذ الأجرة على القراءة على المرضى

                    السؤال :




                    تسمع عن بعض المعالجين بالقرآن، يقرؤون قرآنا وأدعية شرعية على ماء أو زيت طيب لعلاج السحر، والعين والمس الشيطاني، ويأخذون على ذلك أجرًا، فهل هذا جائز شرعًا؟
                    الإجابة :


                    لا حرج في أخذ الأجرة على رقية المريض، لما ثبت في الصحيحين: أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وفدوا على حي من العرب، فلم يقروهم ولدغ سيدهم وفعلوا كل شيء؛ لا ينفعه فأتوا الوفد من الصحابة رضي الله عنهم، فقالوا لهم: هل فيكم من راق، فإن سيدنا قد لدغ؟ فقالوا: نعم؛ ولكنكم لم تقرونا فلا نرقيه إلا بجعل، فاتفقوا معهم على قطيع من الغنم فرقاه أحد الصحابة بفاتحة الكتاب، فشُفي فأعطوهم ما جُعل لهم، فقال الصحابة فيما بينهم: لن نفعل شيئًا حتى نخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدموا المدينة أخبروه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:
                    « قد أصبتم »




                    {مجموع الفتاوى}


                    [9/408]



                    القراءة على الزيت والماء


                    السؤال :




                    هل القراءة علي الزيت، أو الماء تأخذ حكم قراءة المعالج على المريض نفسه؟.

                    الإجابة :

                    لا حرج في القراءة في الماء والزيت في علاج المريض والمسحور والمجنون؛ ولكن القراءة على المريض بالنفث عليه أولى وأفضل وأكمل، وقد خرج أبو داود رحمه الله بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ لثابت بن قيس بن شماس في ماء وصبه عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:



                    « لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا»



                    وهذا الحديث الصحيح يعم الرقية للمريض على نفسه، وفي الماء والزيت ونحوهما، والله ولي التوفيق.



                    {مجموع الفتاوى}
                    ]9
                    /409[

                    كيفية علاج المرض النفسي

                    السؤال :

                    كان لنا أخ كبير ملتزم بأمور دينه من صلاة وصيام، وأداء عمرة، وتلاوة قرآن، والمحافظة على صلاة الجماعة، وحضور حلقات الذكر، وفجأة انقلبت حاله وأصبح لا يصلي، ولا يحضر حلقات الذكر، وأصبح يجلس وحيدًا في غرفته حتى إنه لا يذهب إلى عمله، أفيدوني ماذا أعمل تجاه أخي الكبير جزاكم الله خيرًا؟.

                    الإجابة :




                    المشروع أن يعالج بالطب النبوي وبالعلاج الذي يعرفه خواص الأطباء مما لا يخالف الشرع المطهر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:



                    «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء »



                    وقوله صلى الله عليه وسلم:



                    « لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله »



                    في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم:



                    « عباد لله تداووا ولا تداووا بحرام »



                    ومن الدواء الشرعي القراءة عليه من أهل العلم والإيمان لعل الله ينفعه بذلك، ومن الأسباب النافعة لهذا وأمثاله:عرضه على الأطباء المختصين من أهل الإيمان والتقوى لعلهم يعرفون سبب مرضه وعلاجه، شفاه الله مما أصابه، وأعانكم على علاجه بما ينفعه ويكشف الله به مرضه إنه جواد كريم.
                    {مجموع 9/410}


                    تعلم السحر، ولا تعملوا به

                    السؤال :




                    ما صحة حديث سمعته عن النبي صلى الله عليه وسلم: «تعلموا السحر ولا تعملوا به؟».

                    الإجابة :

                    هذا الحديث باطل لا أصل له، ولا يجوز تعلم السحر ولا العمل به، وذلك منكر؛ بل كفر وضلال، وقد بين الله إنكاره للسحر في كتابه الكريم في قوله تعالى:



                    { وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }



                    (سورة البقرة:102)،



                    فأوضح سبحانه في هذه الآيات أن السحر كفر، وأنه من تعليم الشياطين ، وقد ذمهم الله على ذلك وهم أعداؤنا، ثم بين أن تعليم السحر كفر، وأنه يضر ولا ينفع، فالواجب الحذر منه؛ لأن تعلم السحر كله كفر؛ ولهذا أخبر عن الملكين أنهما لا يعلمان الناس حتى يقولا للمتعلم:



                    { إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ }

                    (سورة البقرة:102)،
                    ثم قال:


                    { هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ }

                    (سورة البقرة:102)



                    فعلم أنه كفر وضلال، وأن السحرة لا يضرون أحدًا إلا بإذن الله، والمراد بذلك إذنه سبحانه الكوني القدري لا الشرعي الديني؛ لأنه سبحانه لم يشرعه ولم يأذن فيه شرعًا؛ بل حرمه ونهى عنه، وبين أنه كفر، ومن تعليم الشياطين، كما أوضح سبحانه أن من اشتراه، أي: اعتاضه وتعلمه ليس له في الآخرة من خلاق،أي من حظ ولا نصيب وهذا وعيد عظيم، ثم قال سبحانه:



                    { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }
                    (سورة البقرة:102)



                    والمعنى باعوا أنفسهم للشيطان بهذا السحر، ثم قال سبحانه:



                    { وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }
                    (سورة البقرة:103)




                    فدل ذلك على أن تعلم السحر والعمل به ضد الإيمان والتقوى ومناف لهما، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



                    {مجموع الفتاوى}( 6/467)

                    حكم الاستعانة بساحر لإخراج السحر

                    السؤال :


                    هل يجوز لي أن أستعين بساحر حتى يخرج لي السحر المتواجد في زرع الحوش، ولا أستعين به إلا في هذا الموضوع فقط؟.
                    الإجابة :

                    لا يجوز الاستعانة بالسحرة في شيء من الأمور؛ بل الواجب قتلهم والقضاء عليهم من جهة الدولة، إذا ثبت عليهم تعاطي السحر من طريق المحاكم الشرعية، ونوصيك بتقوى الله سبحانه وتعالى، وسؤاله الشفاء والعافية من كل سوء، والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (ثلاث مرات) صباحًا ومساءً، وأن تقولي:



                    «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم»

                    ثلاث مرات صباحًا ومساءً،

                    وأن تقرئي آية الكرسي عند النوم، وبعد كل صلاة فريضة، بعد الأذكار الشرعية، وأن تقرئي:

                    { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }

                    (سورة الإخلاص:1)

                    و{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }

                    (سورة الفلق:1)

                    و{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }

                    (سورة الناس: 1)


                    ثلاث مرات بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة المغرب، وعند النوم، وبذلك تسلمين إن شاء الله من كل سوء؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك، شفاك الله وعافاك من كل سوء، ونرى رفع الموضوع لرئيس الهيئة وإخباره عن محل الشخص المتهم بالسحر حتى تقيم الدعوى عليه، لإجراء ما يلزم نحوه، وفق الله الجميع لما يرضيه.
                    { 7/146 مجموع الفتاوى}

                    سحر الزوجة للزوج

                    السؤال :


                    تضمن سؤالك الإفادة عما أصابكم عندما أردت جماع زوجتك الجديدة، وعن ذهابك للشيخ وما أفتاك به وعما عملته الزوجة القديمة من العمل الذي كان سببًا لمنعك من جماع زوجتك الجديدة وسؤالك عن الحكم في ذلك؟.

                    الإجابة :


                    إذا كانت الزوجة القديمة قد أقرت بهذا العمل أو ثبت عليها ذلك بالبينة، فقد فعلت منكرًا عظيمًا؛ بل كفرًا وضلالًا؛ لأن عملها هذا هو السحر المحرم، والساحر كافر، كما قال الله سبحانه:



                    { وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }



                    (سورة البقرة:102)

                    فهذه الآية الكريمة تدل على أن السحر كفر، وأن الساحر كافر، والسحرة يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم، وأن من مقاصدهم التفريق بين المرء وزوجه، وأنه لا خلاق لهم عند الله يوم القيامة يعني: لا حظ لهم في النجاة، وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اجتنبوا السبع الموبقات؟»
                    قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال:

                    «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات».


                    أما الشيخ الذي أعطاك الدواء فالظاهر أنه ساحر كالمرأة؛ لأنه لا يطلع على أعمال السحر إلا السحرة، وهو أيضًا من العرافين والكهنة المعروفين بادعاء الغيب في كثير من الأمور، والواجب على المسلم أن يحذرهم وألا يصدقهم فيما يدعون من الغيب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

                    « من أتى عرافًا، فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة»


                    في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: ذ



                    «من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول: فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم».

                    فالواجب عليك التوبة والندم على ما قد حصل منك وإخبار رئيس الهيئة ورئيس المحكمة بالشيخ المذكور وزوجتك القديمة حتى تعمل المحكمة والهيئة ما يردعهم، وإذا عرض لك مثل هذا الحادث فاسأل علماء الشرع حتى يخبروك بالعلاج الشرعي، وإذا كان الذي أصابك قد زال فالحمد لله وإلا فأخبرنا حتى نخبرك بالعلاج الشرعي رزقنا الله وإياك الفقه في الدين والثبات عليه والسلامة مما يخالفه إنه جواد كريم.



                    {مجموع الفتاوى }4/431




                    هل الساحر يقوم بسحر أعين الجالسين معه أم يتعدى سحره؟

                    السؤال :

                    سمعنا أن من السحر الخداع، كالذي يقوم بسحب السيارة بشعرة من شعره، فهل الساحر يقوم بسحر أعين الجالسين معه فقط، أم يتعدى سحره إلى أعين الحاضرين معه وغير الحاضرين؟ ذلك لأننا نشاهد في منازلنا وعبر شاشات التلفاز من يقوم بسحب سيارة بشعره أو بفمه، ونحن لم نكن بجواره حتى يسحر أعيننا فعلى أي شيء يدل ذلك؟ جزاكم الله خيرًا.

                    الإجابة :


                    الساحر يسحر المشاهدين الذين يشهدون عمله، وقد يكون هناك من يساعده في هذه العملية، ولا يراه المشاهدون من الشياطين، الذين يساعدونه، فهم يروننا ولا نراهم، وقد يكون سحر العين بما فعل من الشعوذة مثل من يخرج من جيبه أو فمه طائرًا أو بيضة، أو غير ذلك في أعين الناس، والأمر بخلاف ذلك، كما قال الله عز وجل في سحرة فرعون في سورة الأعراف:



                    { قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }



                    (سورة الأعراف:116)،

                    وقال في سورة طه:


                    { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى }



                    (سورة طـه:65-66)،



                    وقد يكون ذلك فيما يجره من الأثقال بشعرة أو شعرتين مما يساعده فيه الشياطين، وهم لا يرون؛ ولكنهم يجرونها معه ويساعدونه، وهم لا يرون؛ بل لهم طرق أخرى مكنهم الله منها بحيث لا نراهم، وهم يفعلون الشيء الذي يساعد أولياءهم من الإنس،كما قال الله سبحانه وتعالى:



                    { يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }



                    (سورة الأعراف:27)



                    نسأل الله العافية.



                    {مجموع}(8 /92


                    توبة الساحر وإقامة الحد عليه

                    السؤال :




                    سؤال عن مدى جواز توبة الساحر، وهل يقام عليه الحد بعدها؟.

                    الإجابة :



                    إذا تاب الساحر توبة صادقة فيما بينه وبين الله نفعه ذلك عند الله، فالله يقبل التوبة من المشركين وغيرهم، كما قال جل وعلا:



                    { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ }



                    (سورة الشورى:25)،



                    وقال جل وعلا:



                    { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }



                    (سورة النــور:31)



                    لكن في الدنيا لا تقبل، الصحيح: أنه يقتل، فإذا ثبت عند حاكم المحكمة أنه ساحر يقتل، ولو قال: إنه تائب، فالتوبة فيما بينه وبين الله صحيحة إن كان صادقًا، تنفعه عند الله، أما في الحكم الشرعي فيقتل، كما أمر عمر رضي الله عنه بقتل السحرة؛ لأن شرهم عظيم، قد يقولون: تبنا، وهم يكذبون، يضرون الناس، فلا يسلم من شرهم بتوبتهم التي أظهروها؛ ولكن يقتلون، وتوبتهم إن كانوا صادقين تنفعهم عند الله.



                    {مجموع الفتاوى}(8/111).


                    هل للساحر توبة

                    السؤال :

                    أليس للساحر توبة؟.

                    الإجابة :




                    الصحيح: أنه لا توبة له في حكم الظاهر؛ بل يجب قتله متى ثبت أنه ساحر بالبينة الشرعية لدى المحكمة، حماية للمجتمع الإسلامي من شره، والأصل في ذلك: أن عمر رضي الله عنه أمر عماله بقتل السحرة من غير استتابة، وهكذا حفصة رضي الله عنها أم المؤمنين أمرت بقتل جارية لها سحرتها، ولم تستتبها، وثبت عن جندب بن عبد الله الصحابي الجليل رضي الله عنه أنه قال:



                    «حد الساحر ضربه بالسيف»



                    أما فيما بينه وبين الله فتوبته مقبولة إن صدق في ذلك؛ لعموم قوله تعالى:



                    { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }



                    (سورة النــور:31)،



                    وقول النبي صلى الله عليه وسلم:



                    «التوبة تهدم ما كان قبلها »،



                    وقوله صلى الله عليه وسلم:



                    « التائب من الذنب كمن لا ذنب له»؛



                    ولأن الله سبحانه قَبِلَ توبة المشركين وعفا عنهم، والساحر من جملتهم إذا تاب وصدق.



                    {مجموع الفتاوى} (8/116

                    أشكال الأذى التي يتعرض لها المبتلى بالسحر




                    السؤال :

                    ما هي أشكال الأذى التي يتعرض لها الإنسان الذي يبتلى بالسحر؟ وهل يمكن بواسطة السحر التأثير على عضو الرجل؟.

                    الإجابة :




                    قد يترتب عليه آثار: كالخبل، ومنها بغضه لإخوانه أو لزوجته، أو فلان أو فلانة، ومنها حبسه عن زوجته، ومنها أشياء غير ذلك، أو يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله .. إلى غير ذلك من أنواع الضرر .



                    {مجموع الفتاوى} (8/117

                    أشكال الأذى التي يتعرض لها المبتلى بالسحر





                    السؤال :




                    ما هي أشكال الأذى التي يتعرض لها الإنسان الذي يبتلى بالسحر؟ وهل يمكن بواسطة السحر التأثير على عضو الرجل؟.

                    الإجابة :



                    قد يترتب عليه آثار: كالخبل، ومنها بغضه لإخوانه أو لزوجته، أو فلان أو فلانة، ومنها حبسه عن زوجته، ومنها أشياء غير ذلك، أو يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله .. إلى غير ذلك من أنواع الضرر .



                    {مجموع الفتاوى} (8/117).


                    سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم

                    السؤال :




                    هل سُحِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ .

                    الإجابة :



                    سُحر وعافاه الله، فالسحر لم يؤثر على رسالته وعلى تبليغه، وإنما أثر فيما بينه وبين أهله، ثم زال بحمد الله لما أنزل الله عليه المعوذتين، ورقى نفسه بهما، فأزال الله عنه الأذى.



                    {مجموع الفتاوى} (8/117)



                    .كيف سُحِرَ الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

                    السؤال :



                    كيف يسحر الرسول صلى الله عليه وسلم والله يقول له:
                    { وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }



                    (سورة المائدة:67)،



                    وكيف يسحر وهو يتلقى الوحي عن ربه ويبلغ ذلك للمسلمين، فكيف يبلغ وهو مسحور وقول الكفار والمشركين:



                    { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا }



                    (سورة الإسراء:47)؟



                    نرجو إيضاحها، وبيان هذه الشبهات؟.

                    الإجابة :



                    هذا ثبت في الحديث الصحيح أنه وقع في المدينة وعندما استقر الوحي واستقرت الرسالة، وقامت دلائل النبوة وصدق الرسالة، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلَّهم، تعرض له شخص من اليهود يدعى: لبيد بن الأعصم فعمل له سحرًا في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر النخل، فصار يخيل إليه، فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله؛ لكن لم يزل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيم يحدث به الناس، ويكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه؛ لكنه أحس بشيء أثر عليه بعض الأثر مع نسائه، كما قالت عائشة رضي الله عنها:



                    « إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله، وهو لم يفعله»



                    فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام، فأخبره بما وقع، فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه، وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر ، وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء، وقال عليه الصلاة والسلام



                    « ما تعوذ متعوذ بمثلهما »



                    ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو الوحي، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها، أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يعصم منه عليه الصلاة والسلام؛ بل أصابه شيء من ذلك، فقد خرج يوم أحد، وكسرت البيضة على رأسه ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقًا شديدًا، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل ومما كتبه الله عليه، ورفع الله به درجاته، وأعلى به مقامه، وضاعف به حسناته؛ ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله، ولا منعه من تبليغ الرسالة، ولم يحيلوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ، فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم.



                    { مجموع الفتاوى} (8/149)
                    حكم حرق الساحر بالنار

                    السؤال :




                    هل يجوز حرق الساحر بالنار؟.

                    الإجابة :



                    لا يحرق بالنار أحد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وقال:



                    « إن النار لا يعذب بها إلا الله »



                    بل يقتل بالسيف.



                    { مجموع الفتاوى} (8/147) .


                    حكم التداوي عند السحرة ونحوهم

                    السؤال :




                    هل يجوز التداوي من عند الساحر، أو من عند الكاهن، وهل هذا يعد من الشرك المحبط للعمل أم لا؟.

                    الإجابة :



                    لا يجوز التداوي من عند السحرة والكهنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيان السحرة والكهنة، قال: لا تأتوهم، وقال عليه الصلاة والسلام:



                    « من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»



                    رواه مسلم في الصحيح،



                    الكاهن والمنجم والساحر والرمَّال وأشباههم وقال صلى الله عليه وسلم:



                    «من أتى كاهنًا وصدقه بما يقول: فقد كفر بما أنزل على محمد» عليه الصلاة والسلام، وقال:



                    « ليس منا من سَحر أو سُحر له، وليس منا من تكهن أو تكهن له»،



                    فلا ينبغي للمؤمن أن يأتي العرافين، ولا الكهنة، ولا المنجمين؛ بل يحذرهم غاية الحذر، ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم، سؤالهم منكر، وليس من الشرك:؛ لكنه منكر، وتصديقهم في علم الغيب، وأنهم يعلمون الغيب هذا كفر أكبر؛ لأن علم الغيب إلى الله تعالى، إذا زعم أن أحدًا يعلم الغيب الرسول أو غيره، فهو كافر؛ لأن علم الغيب إلى الله تعالى، قال تعالى:



                    { قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (سورة النمل:65)



                    فالغيب عنده سبحانه وتعالى ليس إلى غيره.



                    {نور على درب}(3/317).


                    مسألة في حكم الذهاب للعلاج عند السحرة

                    السؤال :




                    رجل أصيب بمرض، وقد عالج بالدواء وقراءة القرآن، ولم يشف، ولقد أشار عليه البعض بالذهاب إلى أحد السحرة، وعلل بأنه إذا لم يشف فالذهاب للسحرة لا بأس به، فما الجواب؟.

                    الإجابة :



                    هذا منكر لا يجوز، الرسول نهى عن ذلك وقال:



                    « من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول: فقد كفر بما أنزل على محمد» عليه الصلاة والسلام ،



                    والحديث الآخر:



                    « ليس منا من سحر أو سحر له، أو تكهن أو تكهن له» وكذلك في الحديث الآخر:



                    « ثلاث لا يدخلون الجنة، مدمن الخمر، وقاطع رحم، ومصدِّق بالسحر»،



                    فالواجب على المسلم الحذر من ذلك، وأن يقرأ القرآن، ويذهب إلى العلماء الأخيار، قراء القرآن الطيبين، ويسأل ربه الشفاء والعافية، ويلجأ إليه في سجوده، وفي الليل، وفي آخر الليل، وفي آخر الصلاة، يسأل ربه العافية والشفاء، أما الذهاب إلى العرافين، أو الكهنة، أو المنجمين، أو السحرة فكله منكر، والعياذ بالله.



                    {نور على درب}(3/ 313).


                    المصاب بالعين يعالج بالرقية الشرعية

                    السؤال :




                    تعاني أختي من مرض، وقد غلب على ظننا أنها أصيبت بالعين، وذلك منذ سنتين، وفي إحدى الليالي القريبة وقبل الفجر رأيت إحدى قريباتي وهي تنصحني بأخذ أختي لعلاجها عند شخص أسمته بأحد أحياء مدينتنا، وقولها: إنه سبق أن عالج مثل هذه الحالة بالرقية الشرعية، فبماذا تنصحوننا؟ وجزاكم الله خيرًا.

                    الإجابة :



                    يشرع علاج المصاب بالعين بالرقية الشرعية، من الرجل الثقة المعروف بذلك، أو المرأة المعروفة بذلك؛ لكن إذا كانت الرقية من الرجل، فإنه لا يجوز أن يخلو بها؛ بل يجب أن يكون معهما ثالث تزول به الخلوة، وإن عُرِفَ العائن شرع استغساله بأن يغسل وجهه وكفيه في إناء، ثم يغتسل به المعين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حق العائن:



                    «وإذا استغسلتم فاغسلوا »



                    والله ولي التوفيق.



                    {مجموع الفتاوى} (8/159).


                    حكم التداوي بالتطعيم قبل وقوع الداء

                    السؤال :




                    ما هو الحكم في التداوي قبل وقوع الداء كالتطعيم؟.

                    الإجابة :



                    لا بأس بالتداوي إذا خشي وقوع الداء؛ لوجود وباء أو أسباب أخرى يخشى من وقوع الداء بسببها، فلا بأس بتعاطي الدواء لدفع البلاء الذي يخشى منه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:



                    « من تصبح بسبع تمرات من تمر المدينة لم يضره سحر ولا سم »،



                    وهذا من باب دفع البلاء قبل وقوعه، فهكذا إذا خشي من مرض وطعم ضد الوباء الواقع في البلد، أو في أي: مكان لا بأس بذلك من باب الدفاع، كما يعالج المرض النازل؛ لكن لا يجوز تعليق التمائم والحجب ضد المرض أو الجن أو العين لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقد أوضح عليه الصلاة والسلام أن ذلك من الشرك الأصغر، فالواجب الحذر من ذلك .



                    {مجموع الفتاوى} (6/26).




                    التوفيق بين حديثي:«لا عدوى ولا طيرة » و «فر من المجذوم فرارك من الأسد»»

                    السؤال :



                    كيف نوفق بين الحديثين الشريفين: « لا عدوى ولا طيرة » و « فر من المجذوم فرارك من الأسد»

                    الإجابة :



                    لا منافاة عند أهل العلم بين هذا، وهذا وكلاهما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول » وذلك نفي لما يعتقده أهل الجاهلية من أن الأمراض كالجرب تعدي بطبعها، وأن من خالط المريض أصابه ما أصاب المريض، وهذا باطل؛ بل ذلك بقدر الله ومشيئته، وقد يخالط الصحيح المريض المجذوم ولا يصيبه شيء، كما هو واقع ومعروف؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الإبل الصحيحة يخالطها البعير الأجرب فتجرب كلها، قال له عليه الصلاة والسلام:



                    « فمن أعدى الأول ».



                    وأما قوله صلى الله عليه وسلم:



                    « فر من المجذوم فرارك من الأسد » وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر:



                    « لا يورد ممرض على مصح »



                    فالجواب عن ذلك: أنه لا يجوز أن يعتقد العدوى؛ ولكن يشرع له أن يتعاطى الأسباب الواقية من وقوع الشر، وذلك بالبعد عمن أصيب بمرض يخشى انتقاله منه إلى الصحيح بإذن الله عز وجل كالجرب والجذام، ومن ذلك عدم إيراد الإبل الصحيحة على الإبل المريضة بالجرب ونحوه توقيًا لأسباب الشر، وحذرًا من وساوس الشيطان الذي قد يملي عليه أن ما أصابه أو أصاب إبله هو بسبب العدوى.



                    {مجموع الفتاوى} (6/27).


                    التمائم والرقى

                    السؤال :




                    ما حكم التميمة من القرآن ومن غيره؟.

                    الإجابة :



                    أما التميمة من غير القرآن كالعظام والطلاسم والودع وشعر الذئب وما أشبه ذلك فهذه منكرة محرمة بالنص، لا يجوز تعليقها على الطفل، ولا على غير الطفل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له» وفي رواية « من تعلق تميمة فقد أشرك» أما إذا كانت من القرآن أومن دعوات معروفة طيبة، فهذه اختلف فيها العلماء، فقال بعضهم يجوز تعليقها، ويروى هذا عن جماعة من السلف جعلوها كالقراءة على المريض، والقول الثاني: أنها لا تجوز، وهذا هو المعروف عن عبد الله بن مسعود وحذيفة رضي الله عنهما وجماعة من السلف والخلف، قالوا: لا يجوز تعليقها ولو كانت من القرآن سدا للذريعة، وحسما لمادة الشرك وعملًا بالعموم؛ لأن الأحاديث المانعة من التمائم أحاديث عامة، لم تستثن شيئًا، والواجب: الأخذ بالعموم، فلا يجوز شيء من التمائم أصلًا؛ لأن ذلك يفضي إلى تعليق غيرها والتباس الأمر، فوجب منع الجميع، وهذا هو الصواب لظهور دليله، فلو أجزنا التميمة من القرآن ومن الدعوات الطيبة لانفتح الباب وصار كل واحد يعلق ما يشاء، فإذا أنكر عليه قال: هذا من القرآن، أو هذه من الدعوات الطيبة، فينفتح الباب ويتسع الخرق وتلبس التمائم كلها، وهناك علة ثالثة، وهي أنه قد يدخل بها الخلاء ومواضع القذر، ومعلوم أن كلام الله ينزه عن ذلك، ولا يليق أن يدخل به الخلاء.



                    {مجموع الفتاوى} (1/51).



                    السؤال :



                    ما معنى الحديث: إن الرقى والتمائم والتولة شرك؟.



                    الجواب:



                    الحديث لا بأس بإسناده، رواه أحمد وأبو داود من حديث ابن مسعود، ومعناها عند أهل العلم: إن الرقى التي تكون بألفاظ لا يعرف معناها أو بأسماء الشياطين أو ما أشبه ذلك ممنوعة، والتولة: نوع من السحر يسمونه: الصرف والعطف، والتمائم: ما يعلق على الأولاد عن العين أو الجن، وقد تعلق على المرضى والكبار، وقد تعلق على الإبل ونحو ذلك، وسبق الجواب عنها، ويسمى ما يعلق على الدواب الأوتار، وهي من الشرك الأصغر، وحكمها حكم التمائم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه



                    « أرسل في بعض مغازيه إلى الجيش رسولًا يقول لهم:



                    «لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت»



                    وهذا من الحجة على تحريم التمائم كلها سواء كانت من القرآن أو غيره، وهكذا الرقى تحرم إذا كانت مجهولة، أما إذا كانت الرقى معروفة ليس فيها شرك، ولا ما يخالف الشرع فلا بأس بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رَقى ورُقي، وقال: « لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا » رواه مسلم،



                    وكذلك الرقية في الماء لا بأس بها، وذلك بأن يقرأ في الماء ويشربه المريض، أو يصب عليه، فقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه ثبت في سنن أبي داود في كتاب الطب: أنه صلى الله عليه وسلم« قرأ في ماء لثابت بن قيس بن شماس، ثم صبه عليه » وكان السلف يفعلون ذلك، فلا بأس به.



                    {مجموع الفتاوى} (1/52).

                    الجمع بين حديثين متعلقين بالرقى والتمائم والتولة






                    السؤال :



                    ما الجمع بين أحاديث المنع والجوا



                    «من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه»ز في موضوع الرقى؟ بين حديث ابن مسعود « إنَّ الرقى والتمائم والتولة شرك » وبين حديث جابر: وما حكم تعليق الرقى من القرآن على صدر المبتلى؟.

                    الإجابة :



                    الرقى المنهي عنها هي الرقى التي فيها شرك، أو توسل بغير الله، أو ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها، أما الرقى السليمة من ذلك فهي مشروعة، ومن أعظم أسباب الشفاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:



                    « لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا » وقوله صلى الله عليه وسلم:



                    «من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه»



                    خرجهما مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم:



                    «لا رقية إلا من عين أو حمة» ومعناه: لا رقية أولى وأشفى من الرقية من هذين الأمرين، وقد رَقى النبي صلى الله عليه وسلم ورُقي، أما تعليق الرقى على المرضى أو الأطفال والتي تسمى التمائم والحروز، والجوامع فلا يجوز؛ والصواب فيها أنها محرمة، ومن أنواع الشرك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له » وقوله صلى الله عليه وسلم:



                    «من تعلق تميمة فقد أشرك » وقوله صلى الله عليه وسلم:



                    «إن الرقى والتمائم والتولة شرك ».



                    {مجموع الفتاوى} (6/481).


                    ما حكم التمائم من القرآن أو الدعوات المباحة

                    السؤال :




                    ما حكم تعليق التمائم إذا كانت من القرآن، أو من الدعوات المباحة؟.

                    الإجابة :



                    اختلف العلماء في التمائم إذا كانت من القرآن، أو من الدعوات المباحة هل هي محرمة أم لا؟ والصواب: تحريمها لوجهين:أحدهما: عموم الأحاديث المذكورة، فإنها تعم التمائم من القرآن وغير القرآن، والوجه الثاني: سد ذريعة الشرك، فإنها إذا أبيحت التمائم من القرآن اختلطت بالتمائم الأخرى واشتبه الأمر، وانفتح باب الشرك بتعليق التمائم كلها، ومعلوم أن سد الذرائع المفضية إلى الشرك والمعاصي من أعظم القواعد الشرعية، والله ولي التوفيق.



                    {مجموع الفتاوى} (6/482).


                    تعليق الآيات والأحاديث

                    السؤال :




                    ما حكم تعليق الآيات والأحاديث في المكاتب والمساجد؟

                    الإجابة :



                    وأما تعليق الآيات والأحاديث في المكاتب والمدارس فلا بأس به للتذكير والفائدة، وأما تعليقها في المساجد فيكره؛ لما في ذلك من التشويش على المصلين وإشغالهم.
                    {مجموع الفتاوى} (9/455
                    )



                    .


                    التعلق بالنجوم والأبراج والطالع

                    السؤال :



                    هناك مقال نشر في الصحف يُمَجِد فيه كاتبه بعض أعمال الجاهلية، ويفخر بها ويدعو إليها، مثل التعلق بالنجوم والأبراج والحظ والطالع، فما توجيهكم؟.

                    الإجابة :



                    الواجب التنبيه على ما تضمنه المقال من الباطل، فأقول: إن ما يسمى بعلم النجوم والحظ والطالع من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها، وبيان أنها من الشرك؛ لما فيها من التعلق بغير الله تعالى، واعتقاد الضر والنفع في غيره، وتصديق العرافين والكهنة الذين يَدَّعُون علم الغيب زورًا وبهتانًا، ويعبثون بعقول السذج والأغرار من الناس؛ ليبتزوا أموالهم ويغيروا عقائدهم، قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:



                    «من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد » رواه أبو داود وإسناده صحيح، وللنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه



                    «من عقد عقدة، ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا وكل إليه»



                    وهذا يدل على أن السحر شرك بالله تعالى، وأن من تعلق بشيء من أقوال الكهان أو العرافين وُكِلَ إليهم، وحُرِمَ من عون الله ومدده، وقد ذكر مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:



                    « من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا »



                    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:



                    « من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» صلى الله عليه وسلم أخرجه أهل السنن الأربع، وعن عمران بن حصين مرفوعًا:



                    « ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»



                    صلى الله عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد،



                    قال ابن القيم رحمه الله:



                    « من اشتهر بإحسان الزجر عندهم سموه عائفًا وعرافًا»



                    {مجموع الفتاوى} (2/124).



                    السؤال :



                    ما المقصود من هذا الكلام يا سماحة الشيخ؟ أن من يدعي علم المغيبات داخل في الكاهن؟. والمقصود من هذا: معرفة أن من يدعي معرفة علم شيء من المغيبات فهو إما داخل في اسم الكاهن، وإما مشارك له في المعنى فيلحق به، وذلك أن إصابة المخبر ببعض الأمور الغائبة في بعض الأحيان يكون بالكشف ومنه ما هو من الشياطين. ويكون بالفال والزجر والطيرة والضرب بالحصى والخط في الأرض، والتنجيم والكهانة والسحر ونحو هذا من علوم الجاهلية، ونعني بالجاهلية كل ما ليس من أتباع الرسل عليهم السلام كالفلاسفة والكهان والمنجمين ودهرية العرب الذين كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذه علوم لقوم ليس لهم علم بما جاءت به الرسل صلى الله عليهم وسلم، وكل هذه الأمور يسمى صاحبها كاهنًا وعرافًا وما في معناهما فمن أتاهم أو صدقهم بما يقولون لحقه الوعيد، وقد ورث هذه العلوم عنهم أقوام، فادعوا بها علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وادعوا أنهم أولياء لله وأن ذلك كرامة. انتهى المقصود: نقله من كلام ابن القيم رحمه الله.



                    {مجموع الفتاوى} (2/124).



                    السؤال :



                    ما الذي يظهر لكم سماحة الشيخ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟. وقد ظهر من أقواله صلى الله عليه وسلم ومن تقريرات الأئمة من العلماء وفقهاء هذه الأمة، أن علم النجوم وما يسمى بالطالع وقراءة الكف وقراءة الفنجان ومعرفة الحظ كلها من علوم الجاهلية، ومن المنكرات التي حرمها الله ورسوله، وأنها من أعمال الجاهلية وعلومهم الباطلة التي جاء الإسلام بإبطالها والتحذير من فعلها، أو إتيان من يتعاطاها وسؤاله عن شيء منها، أو تصديقه فيما يخبر به من ذلك لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به، قال تعالى:



                    { قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (سورة النمل:65)



                    {مجموع الفتاوى} (2/125).



                    السؤال :



                    وبماذا تنصحون هؤلاء الذين يتعلقون بمثل هذه الأمور؟. ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور أن يتوب إلى الله ويستغفره، وأن يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور، مع أخذه بالأسباب الشرعية والحسية المباحة وأن يدع هذه الأمور الجاهلية ويبتعد عنها، ويحذر سؤال أهلها أو تصديقهم طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظا على دينه وعقيدته، والله المسئول أن يرزقنا والمسلمين الفقه في دينه والعمل بشريعته، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وخاتم رسله محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.



                    {مجموع الفتاوى} (2/125).


                    الدواء الشافي لمشكلة الخوف

                    السؤال :




                    ما الدواء الشافي لمشكلة الخوف التي أُعاني منها بسبب المجتمع الذي تربيت فيه، والذي يؤمن بالخرافات والسحر والجن والخوف من غير الله؟ارجوا نصحي للخروج مما أنا فيه من الخوف.

                    الإجابة :



                    أود إفادتك: بأن الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه: (( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد )) قد أوضح أقسام الخوف في شرح باب قول الله تعالى:



                    { إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }



                    (سورة آل عمران:175)



                    وبين أن أقسام الخوف ثلاثة: القسم الأول: شرك أكبر، والثاني: معصية وليس بشرك، والثالث: جائز، بل مشروع للأخذ بالأسباب التي شرعها الله. فالقسم الأول: أن تخاف الأصنام، أو أصحاب القبور، أو الأشجار، أو الجن، أو غيرهم من الغائبين، أن يفعلوا بك ما يضرك؛ لاعتقاد أنهم يستطيعون ذلك بغير أسباب حسية؛ بل بقدرتهم الخاصة، فهذا هو الشرك الأكبر. الثاني: أن تخاف من الأعداء، أو بعض الأقارب أو غيرهم أن يفعلوا ما يستطيعون من الضرر بك، وهم أحياء قادرون فيحملك ذلك على فعل بعض المعاصي، أو ترك بعض الواجبات من أجل ذلك، وفي هذا القسم نزل الآية الكريمة المذكورة، وهي قوله تعالى:



                    { إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }



                    (سورة آل عمران:175)؛



                    لأن معناها: أن الله سبحانه وتعالى نهاهم عن الخوف من المشركين خوفًا يحملهم على ترك الجهاد الواجب. أما القسم الثالث: فهو يتعلق بالخوف الطبيعي لوجود أسبابه، كخوف الإنسان من اللصوص فيغلق بابه، ويحفظ متاعه، ومن السباع والحيات والعقارب، فيأخذ حذره منه بالأسباب الشرعية المباحة، وخوف الجوع فيأكل، وخوف الظمأ فيشرب وأشباه ذلك.، هذا ويسرني في ختام كتابي هذا تزويدك بكتاب (فتح المجيد)؛ لدراسته والاستفادة منه، نسأل الله لك الثبات على طريقه المستقيم، والفقه في الدين، إنه سميع قريب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



                    {مجموع الفتاوى} (8/281).



                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 30-10-2012, 07:33 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم بارك
                      جزاك الله خيراً أخانا حمزة وبارك فيك وفي وقتك
                      وجزى الله علمائنا خيراً وجمعنا إياهم إلى دار رحمته

                      تعليق

                      يعمل...
                      X