اللهم اجعل ثأري على من ظلمني!
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الحمد لله الذي أفرغ عليَّ الصبر طيلة هذه السنين . . وملأ قلبي بالحق واليقين . . وهذا –بحمد الله وتوفيقه- مما رسَّخ ثباتي على الدعوة السلفية النقية رغم (اختلاف) و(تطاحن) و(تدابر) السلفيين، فقمت بواجب النصرة على قدر وسعي لإخواني المظلومين، وعلى الرغم من تكالب الأعداء الحاقدين، وتداعي الخصوم المناوئين.
لقد ساء هذا كثيراً ممن تربصوا بي ريب المنون، أو راهنوا على انتكاسي عن منهجي وزعموا: أنني مفتون . . ولما مضيت في طريقي لا ألتفت –بحمد الله- إلى (نباحهم) ولا يفزعني –بتوفيق الله- (عواؤهم) ولا يرهبني –بفضل الله- (ترهيبهم)، ولا تخدعني –بعون الله- (مناوراتهم).
فلما استيقنوا مما ذكرت، ورأوا بأمِّ أعينهم حالي ما وصفت: راحوا يختلقون الإفك؛ ليشوشوا –بالكذب- على طلاب العلم الذين وثقوا بمنهجي ودعوتي وانتفعوا بكتبي في بلاد كثيرة، ويحرشوا –بالمكر- بيني وبين أهل العلم الذين انتشر كل ذلك واشتهر على مرأى ومسمع منهم، فلم يلق إلينا منهم إلا كل كلام طيب، ولم ينقل عنهم إلا كل تثبيت ودعاء جميل.
ومن ذلك: شبهة أثارها الخراصون –ولا يزالون-، وتلقفها السماعون، وتناقلها الحاقدون، وأصر عليها الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل.
في ضحى هذا اليوم (الإثنين الموافق 22/ ذي القعدة/ 1433هـ) اتصل بي صديق عزيز وأخ كريم من (بغداد الرشيد) وبعد السلام، والسؤال عني وعن أهلي؛ قال لي: لقد كنا في مجلس فذكرت وعندي قريب لي هو (. . ) يريد أن يسلم عليك . . وذكر طالب علم، وصاحب فضل لم أره من قبل، ولم ألتق به . . لكن ما سمعت عنه إلا خيراً من تلاميذي في العراق.
فرحبت به ثم قال هذا الأخ وفقه الله: بعد السلام والسؤال عن الحال، يا شيخ سليم –بارك الله فيك- لقد كنت –قديماً- شيخنا نستفيد من علمك، وندافع عنك، ونقرأ كتبك؛ ومن ذلك: كتاب ألفته قديماً؛ وهو: «الأدلة والشواهد في وجوب الأخذ بخبر الواحد في الأحكام والعقائد»، حيث أثبت فيه الحق في هذه المسألة، ونصرت منهج أهل السنة في هذه القضية . . لكنك يا شيخ –واسمح لي- أن أقول لك: بأنك اختلفت، وغيرت رأيك في هذه القضية.
استمعت له حتى النهاية: حتى ألقى ما جعبته!
ثم قلت له: يا أخي الكريم من أخبرك بهذا؟ هل قرأت هذا التحول في كتاب؟ هل سمعته من شريط؟ هل نقله لك ثقة عدل مأمون؟ قال لي: سمعته من الدكتور (. .) في المدينة النبوية . . وأنا جلست عند الشيخ (. .) سنة ونصف وتتلمذت عليه!
قلت: لم تجبني هل قرأت؟ هل سمعت؟ هل تثبت؟ . . أعاد الكلام!!
قلت له: لقد بينت الحق الذي أدين الله به في هذه المسألة منذ (33 سنة) في كتاب «الجماعات الإسلامية»، ثم أكدته وبسطت القول فيه منذ (25 سنة) في كتاب «الأدلة والشواهد»، ولما تناقل بعض الناس ما نقل إليك بينت ذلك بكلام عربي مبين مسجل ومنشور في (الانترنت)، ودحضته في (مكة)، و(المدينة)، و(اليمن)، و(عمّان)، و(. .)، ونشرت في ذلك مقالات عدة، وأجبت عن تساؤلات عديدة . . وأخيراً التقيت بالشيخ ربيع -وفقه الله- في (مكة) منذ سنتين ونصف . . وذكر أنه نقل إليه ما نقل إليك فبينت له: أن -هذا- كذب له قرون، وأني على موقفي الواضح المذكور في كتاب «الأدلة والشواهد» فأشار عليّ -جزاه الله خيراً- بإعادة طبع الكتاب، وفعلاً أعدت طبع الكتاب في مصر، وقدمت له بمقدمة تدحض كل الفرى التي تناقلها القوم عني، وفندت كل الشبهات التي أثاروها حولي.
دُهش الرجل، وقال: إن رجع (فلان) –يعني صديقي وأخي المتصل الأول- إلى الأردن سآتي معه –إن شاء الله- لزيارتك، وانقطع الاتصال.
وأخيراً: هذا الأخ الكريم –مثل غيره- ضحية لأولئك الخراصين الذين تحالفوا مع الشيطان لإخماد صوتي بالكذب والتدليس، وأنفقوا الأموال الطائلة لإيجاد القطيعة بيني وبين مشايخي وإخواني وطلابي بالبهت والتلبيس.
يا قوم لم أسكت عنكم –طيلة هذه السنين- خوفاً من جمعكم، ولا عجزاً عن نقضكم، ولكني كرهت أن أشمت الأعداء بدعوتنا السلفية –وقد شمَّتُموهم-، ولم أشأ أن أفرق السلفيين –وقد فرّقتموهم-، ولم أرد أن أكون عوناً للشيطان عليكم –وقد كنتم أنتم دائماً عوناً للشيطان عليّ-!!
يا قوم أربعوا على أنفسكم لقد واجهت –بفضل الله- مِنْ أهل البدع مَنْ هو أوفر منكم جمعاً! وأكثر أموالاً! وأشد مكراً ودهاءً!
لقد واجهتم وأنا في ريعان الشباب وميعة الصبا –ولا زلت- ولم ألتفت –بعون الله ومدده- إلى ترهبيهم ولا ترغيبهم . . فهل تظنون أني وأنا –الآن- في العقد السادس من عمري أن أهاب أحداً غير الله، أو أطمع في شيء ليس من عند الله، أو أرضى الدنية في ديني ومنهجي وعقيدتي، وقد غزا الشيب مفرقي ولحيتي وجاءني النذير.
يا قوم لقد بذلت وسعي في الإصلاح بينكم . . وأفرغت طاقتي في النصح لكم . . وشرحت لكم كل ما يراد بدعوتنا السلفية المباركة من سوء وتشويه. . فاربعوا على أنفسكم . . وارحموا هذه الدعوة المباركة التي أثخنتموها بالجراح . . حتى علا العويل والصياح . . ونكلتم بدعاتها وعلمائها ومشايخها ورموزها حتى ظنَّ من لم يعرفهم أنه شر من وطأ الحصا، وسار على الغبراء.
يا قوم إن أردتم الحق فقد بينت هذا الحق في مواطن كثيرة عديدة . . ومما قلته في بلاد اليمن قبل (4 سنوات) عندما سئلت عن هذه المسألة: «مسألة خبر الآحاد أنا كتبتُ فيها:
أولاً: كتبتُ فيها في كتابي «الجماعات الإسلامية»، وكتبتُ فيها كتابًا اسمه «الأدلة والشواهد على وجوب الأخذ بخبر الواحد في الأدلة والعقائد»، وبيَّنتُ منهجي، وقرأه العلماء ومنهم الشيخ ربيع، وهو يعلم أنّني على حقّ في هذا الكتاب، وأن خبر الآحاد يُفيد العلم، وهو حجة في الأحكام والعقائد، وأن من قال أنه ظني فهو غير صحيح، وغير مُسدد في قوله، وقد يصل قوله إلى البدعة -والعياذ بالله تبارك وتعالى- ، نعم؛ هذا قولي.
والكتاب الآن سأعيد طبعه –إن شاء الله- قريبًا، وسأبَيِّن فيه بزيادة موقفي بجلاء ووضوح، فمن رماني بأنني أقول أن خبر الآحاد يُفيد الظن؛ فهو إما أنه لم يفهم القول، أو جاهل، أو حاقد، أو صاحب هوى، فالجاهل فليقرأ كتبي ولا ينسب إليّ قولاً لم أقله، وأما الحاسد والحاقد والحزبي فنعوذ بالله من شره ومن مكره».
[للاستماع والتحميل للمادة : من هنا ]
فبالله عليكم هل بعد هذا البيان من بيان؟!
وشرحتها في كتب كثيرة؛ منها كتاب «الأدلة والشواهد»
[لتحميل الكتاب:من هنا ]
وإن أردتم غير ذلك؛ فلا نقول لكم إلا ما قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران: 173و174].
وإن ساءكم ثباتي على دعوتي، وعدم تلوني، فأقول لكم ما قال نبي الله نوح -عليه السلام- لقومه: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ﴾ [يونس: 71].
يا قوم لست ممن ينازعكم زعامة، ولا مرجعية، ولا مشيخة، ولا تصدراً، فحسبي أن يثبت الله قدمي على الصراط المستقيم، وألا يزل لساني في نصرة باطل أثيم، وألا أحُسب على مبتدع زنيم.
عن عامر بن سعد، قال: كان سعد بن أبي وقاص في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك، وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم! فضرب سعد في صدره فقال: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي» [«صحيح مسلم»: (2965)]
يا قوم ما لي أدعوكم إلى نصرة السنة . . وتدعونني إلى إثارة الفتنة.
يا قوم ما لي أدعوكم إلى الإصلاح . . وتدعونني إلى نبش الجراح.
يا قوم ما لي أدعوكم إلى الرحمة والائتلاف . . وتدعونني إلى الفرقة والخلاف.
يا قوم لقد انشغلتم بإخوانكم حتى (سُرقت) منكم ومنا (دعوتنا السلفية المباركة).
يا قوم لقد فتنتم بأنفسكم فلا أنتم للسلفية (نصرتم)، ولا للبدعة (كسرتم).
يا قوم لقد دخلتم (جُحر الضب) فهل تستطيعون الخروج منه؟
واعلموا يا قوم أن الأمور لا تقاس بنقص البداية، وإنما بكمال النهاية . . فنسأل الله الثبات على الكتاب والسنة بفهم السلف حتى الممات، وأن يجعل أعمالنا خالصة كلها لوجهه الكريم وعلى أثر رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأن يستعملنا في طاعته نصرة لدينه، ودفاعاً عن سنة نبيه، ونشراً لمنهج سلفنا الصالح.
تنبيه: لم أشأ أن أذكر الأسماء، لأنني أرغب في بقاء (شعرة معاوية) -كما قيل في المثل- بيننا، ولا زلت أطمع في صلاحهم وإصلاحهم، ولا زلت حريصاً على عدم تشويه سمعتهم؛ لأن هذا لا ينفع الدعوة السلفية في شيء، ولا زلت أقدم الدعوة بالتي هي أحسن –وليس أخشن- للتي هي أقوم –وليس للتي هي أظلم-.
قال الله تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ [غافر: 41].
وكتبه: سليم بن عيد الهلالي
تعليق