• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:: تنزيه السلفية عن الكذب :: "رد على البرعي في كلمتة: كلمة إنصاف" لأبي عبدالله أبي بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :: تنزيه السلفية عن الكذب :: "رد على البرعي في كلمتة: كلمة إنصاف" لأبي عبدالله أبي بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري.


    :: تنزيه السلفية عن الكذب ::
    رد على عبد العزيز بن يحيى البرعي
    في كلمته:
    " كلمة إنصاف في موقف مشايخ أهل السنة من حرب كتاف"


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين -صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا- ورضي الله عن الصحب أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد
    فهذا ردٌّ موجَز على المدعو بأبي ذر عبد العزيز بن يحيى البرعي، صاحب مفرق حبيش، بمحافظة إب الخضراء ببلاد اليمن؛ إذ تكلَّم بكلمة سَمَّاها:
    " كلمة إنصاف في موقف مشايخ أهل السنة من حرب كتاف"!!
    خَبَطَ فيها خَبْطَ عشواء، وركب فيها مَتْنَ عمياء، وتَقَحَّم فيها من الكذب ما يَنْدَى له جبين أهل السنة، وما ينأى عنه أهل الصدق والإيمان، فأحببتُ أن أضع الأمر في نصابه؛ دفعًا ورفعًا لغائلة هذا المقال، وهذا أوان الشروع في المقصود.

    قال البرعي في عنوان كلمته:
    "كلمة إنصاف من موقف مشايخ أهل السنة من حرب كتاف"!!
    قلت: تعصيب مشايخ أهل السنة باليمن بكم وبمن وافقكم ليس من الإنصاف، بل هو حزبية جديدة، وعصبية مقيتة، وكذب مُجانِب للإيمان.
    وتسميتكم الجهاد في كتاف ضد الرافضة بحرب كتاف، ليس من الإنصاف، ولقد قلتَ بعدُ:
    "
    الجهاد أو القضية الثالثة: قضية كتاف"

    فلم تستقر على تسميته جهادًا، وسمَّيته "قضية"!!
    وتارة تقول: هو جهاد طلب وحرب طلب، فأعقَبتَ كلمة الجهاد بكلمة حرب كالمستدرك!! على نفسك تسميتك للجهاد في جبهة كتاف جهادًا.
    يُقَوِّي هذا قولك على إثر ذلك: "واقتنعوا أنه جهاد"
    فنسبتَ الاقتناع بكونه جهادًا إليهم لا إليك، ثم قلتَ:
    "وهو طلب ليس بدفع"
    فقولك: "واقتنعوا أنه جهاد" يُشعِر بأنك غير مقتنع بذلك، يؤكِّد ذلك قولك في جوابك على اتصال ابن حجر بك، إذ قلتَ ما نصه:
    "أنا مانش مقتنع بهذه حق وائلة من أولها لآخرها".
    ثم إن كلمة: "حرب طلب" لَمْ يَجْرِ عليها عُرف أهل العلم في تقسيم الجهاد قسمين، وأنه جهاد طلب وجهاد دفع.
    وقلتَ بعدُ: "ثم كان الرأي الثالث وهو حرب!! كتاف"
    ثم قلتَ: "ما خلَّفته الحرب"!!
    ثم قلتَ: "وكنا نقول لهم في بداية الحرب"!!
    ثم قلتَ: "حرب!!كتاف".
    فقولك: "حرب طلب" غير مألوف عندهم.
    ثم إنك ادَّعيتَ في جهاد جبهة كتاف -ادَّعيتَ كذبًا- أنه طلب وليس بدفع!! مع أنه ما أُقيمت تلك الجبهة إلا لدفع بغي الرافضة عن دماج، وعن دار الحديث، وعن طلبة العلم بها، وعن أهل تلك البلاد، ولإجبار الرافضة على تَرْك ذاك العدوان حتى تُؤَمَّن سبل الدخول إلى دماج والخروج منها!!

    قال البرعي: "أَحْوَجَنَا إلى الكلام في هذا الموضوع أن هذه القضية اسْتُغِلَّتْ أيَّما استغلال في الطعن في مشايخ أهل السنة، ومراكزهم، وطلابهم، ودعوتِهِم، ووصل الحال عند الكثير إلى تبديع مشايخ أهل السنة، ومراكز أهل السنة، وتضليلهم، وإنزال آيات النفاق عليهم".

    قلت:
    ثَبِّت عرش دعواك أنهم من مشايخ أهل السنة الذين لا يستحقون أن يُطعَن فيهم ثم انقش، وهيهات تثبيتك لفرش تلك الدعوى فضلًا عن عرشها.

    أَمَّا أمر التبديع فما هو منكم ببعيد، ولا من أهل الكذب والتلبيس والتحزب والتعصب ببعيد، وهل خفي عليك ما كتبه الشيخ الشهيد[1] سعيد بن دعاس بشأن تبديع رَيْمِيِّكُم صاحب معبر الملقَّب بالإمام؟!
    قلت: وحُكْم سعيد بن دعاس عليه حكمٌ معتبر عندنا، يُلحَق فيه النظير بنظيره، والقرين بقرينه، وقد قيل:
    عَن المرء لا تَسأل وسَلْ عن قرينه*** فكل قرين بالمقارن يقتدي
    قال البرعي عن حصار الرافضة لدماج:
    "وأيَّدنا إخوانَنا في دماج، في ذلك الوضع، وفي ذلك الحال أيَّما تأييد"
    قلت: هذا كذب صراح بواح، فقد استنصروكم في الدين، فما قمتم بواجب النصر المطلوب، المتمثِّل في دعم جبهة كتاف، التي ما قامت في أصل قيامها إلا من أجل رفع الحصار عن دماج، ودفع بغي الرافضة، والتي لولا الله ثم هي -أي الجبهة- ما رضخ الرافضة الأشرار للصلح وما طلبوه.
    قال البرعي: "وكان أشد ما كان قتال الواحد من محرم الذي اعتدى فيه الحوثيون على إخواننا، وحصلت تلك المجزرة"
    قلت: فماذا كان من أمركم وشأنكم؟!
    إن حق تتمة الكلام أن يقال عن تلك المجزرة!! مثلًا:
    تلك المجزرة!! التي كادت أن تُذيب قلوب المؤمنين الصادقين الغيورين على حرمات المؤمنين ودمائهم، والتي كادت أن تُحَرِّك سكون الحجارة الصماء والصخور الصلدة، والجبال الشمَّاء، في الوقت الذي لم تحرك ساكنكم للقيام بالواجب الشرعي الممكن والمقدور في حقكم من الحث -على الأقل- على الجهاد ضد الرافضة بالسيف والسنان، واللحاق بجبهة كتاف، مع أن قتال الرافضة وجهادهم في هذه الحرب أوجب من جهاد الحاكم للرافضة في الحروب الست، والذي قلتم بشرعيته وأيدتموه، ذلك؛ لامتياز هذه الحرب الأخيرة ضد إخواننا بمزايا منها: وجود الحصار الشديد الطويل الأمد الذي لم يُسمَع له نظير في العصر الحديث، بل في كثير من العصور المتقدمة.
    ومنها:
    قلة عُدَّة إخواننا وضعفها.
    ومنها: أن هذه الحرب كانت ضد خواص عباد الله المؤمنين وأوليائه الصالحين.
    فإذا كان لا يجوز في الشرع التفريق بين المتماثلات، فكيف بمن يخالف الأولويات؟!

    بل كيف بمن يخالف العلم الضروري الذي يستوي فيه العالم والجاهل، ولا يُحتاج في مثله إلى بحث ولا نظر ولا استدلال، وإنما هو علم يَضطر إليه العبد، ويَهجم على قلبه هجومًا، كيف بمن هذا حاله؟!
    ولاشك عند العقلاء كلهم في أن قيام جبهة كتاف إنما كان ضرورة لدفع بغي الرافضي الصائل، ولا يُماري في ذلك إلا من طفح كيله وجرابه بالجهل، أو نضح لسانه بالكذب، أو طفح قلبه بالعناد أو جمع كل ذلك، وقد قيل:
    وليس يصح في الأذهان شيء*** إذا احتاج النهار إلى دليل
    قال البرعي عما سمَّاه بالمجزرة -أي مجزرة البراقة-:
    "ولقد أشبهوا في حالهم وطغيانهم آنذاك حال قريش الذين جاءوا أَشِرِين بَطِرين يظنون أنهم سيلتهمون محمدًا وأصحابه، فلهذا كان النصر بحمد الله -عز وجل- حليف إخواننا ..."
    قلت: قد قاتل رسول الله وأصحابه المشركين، وجاهدوهم بالسنان واللسان، فلم يكونوا متخاذلين عن قتالهم ولا مخذلين، وهكذا فعل إخواننا بجبهة كتاف، فأخذوا بالأسباب الممكنة، فأعزهم الله، ونصرهم، وأذل عدوهم، وهزمهم، وكبتهم، فأين أنت من رسول الله وأصحابه؟!
    بل أين أنت من إخواننا؟!
    قال البرعي:
    " قمنا بزيارة آنذاك لرئيس الجمهورية علي عبد الله صالح آنذاك، وطرحنا عليه الأمر، وحمَّلناه المسئولية بين يدي الله -عز وجل- حيث والخصمان رعيته، وهو مسئول عنهم بين يدي الله -عز وجل- أَسْمَعْنَاه ما أسمعناه، وَأَسمَعَنَا ما أسمعنا، وسمِعنَا من الوعود ما سمِعنا، وهذا الذي كان في وسعنا أن نفعله معه"
    قلت: قد أذن المسئولون لإخواننا أن يُدافعوا عن أنفسهم؛ لأنهم لا يملِكون لهم شيئًا حينئذ -على حد كلامهم الذي ذكره بعض إخواننا- إذ تزامن اعتداء الرافضة على إخواننا بدماج مع فتنة الخوارج على حاكم اليمن، ومع انتشار الفوضى في البلاد، فما معنى التخاذل والتخذيل عن جبهة كتاف -والشأن ما ذُكِر-؟!
    وإذا كنتم حَمَّلْتُم رئيس الجمهورية المسئولية بين يدي الله!! فأهل السنة يحمِّلُونكم -أيضًا- عهدة تخاذلكم وتخذيلكم عن الجهاد في جبهة كتاف؛ إذ إن تحميلكم للرئيس المسئولية!! لا يُبَرِّئ ساحتكم وعهدتكم من تحمُّل مثل تلك المسئولية!! على أن جهاد الدفع لا يشترط فيه إذن ولي الأمر.
    أما قولك: "وهذا الذي كان في وسعنا أن نفعله معه".
    فلا ينفي، ولا ينافي ما في وسعكم من الحث على الجهاد مع جبهة كتاف، والتحريض عليه -على الأقل- فما هو إلا قول ميسور، ومَن ادَّعى خلاف ذلك فهو كذاب.

    قال البرعي: "ولقد أُصيب أهل اليمن بكثير مما سبق ذكره على يد مَن يدَّعون أنهم من آل بيت النبوة، وتميَّزوا عن غيرهم، إلى جانب ما سبق ذكره بالسب والشتم واللعن والتكفير لكثير من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-"
    قلت: التعبير بكثير فيه تفريط وقصور، مما يُنَبِّئ عن جهل شنيع بحقيقة الرافضة تجاه أصحاب محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ورضي الله عنهم، وإليك ما جاء في كتاب الشيعة وأهل البيت، تأليف الشيخ إحسان إلهي ظهير-رحمه الله- الطبعة الأولى، لدار الإمام المجدد لسنة 1426هـ حيث قال في صــ45:
    "فقد قال قائلهم: إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله (ص) [هكذا] غير أربعة ...
    إلى أن قال صـ46:
    "ولقد تقدم بخاري القوم محمد بن يعقوب الكُليني إلى أبعد من ذلك، فقال:
    كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة، المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي"اهـ.
    وفي كتاب "الانتصار لكتاب العزيز الجبار ولأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الأخيار -رضي الله عنهم- على أعدائهم الأشرار" للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- طبعة دار الإمام أحمد لسنة 1428هـ صـ132:
    "قال العياشي: ... عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر[2]-رحمه الله تعالى- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا قُبِض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة: علي، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر، فقلت: فعمار؟
    فقال: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء، فهؤلاء الثلاثة" اهـ.
    قلت: أي غير علي!!
    وقال الشيخ -حفظه الله- في صـ140:
    "الآية (195)-قلت أي من سورة آل عمران-
    قال القمي (1/129):
    ثم ذكر أمير المؤمنين -رحمه الله- وأصحابه المؤمنين، فقال:
    {فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ}... يعني أمير المؤمنين، وسلمان، وأبا ذر حين أُخرِج" اهـ.
    وقال الشيخ -حفظه الله- في صـ 158:
    "ثم قال الباطني القمي (1/140-141):
    قال علي بن إبراهيم في قوله {فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ} يعني: أمير المؤمنين -رحمه الله- وهم: سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار -رضي الله عنهم- {وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ}وهم غاصبو (كذا) آل محمد -صلى الله عليه وسلم- حقهم ومن تبعهم، قال: فيهم نزلت: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}"
    وقال الشيخ -حفظه الله- صـ159:
    "أقول: إن الرفض الحاقد على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليمسخ العقول؛ حتى يصير المصابون به أكذب الناس، وأحطهم أخلاقًا، وأشدهم على الله افتراءً وتحريفًا لكتابه العظيم، فالآيات في سياق طويل كلها تتحدث عن اليهود، وكفرهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به، بل بكفرهم بما آتى الله إبراهيم وخيار ذريته من الأنبياء والمؤمنين، فيحوِّلها الروافض إلى أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لعنًا، وتكفيرًا، وتخليدًا في النار، والمراد بالإيمان عندهم: الإيمان بعلي فقط والأئمة!! والمؤمنون فقط هم أربعة سلمان، وأبو ذر، وعمار، والمقداد! ..."اهـ.
    قلت: فبإضافة علي يَصيرون خمسة!!
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتاب:
    "منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية" المجلد الأول، الجزء الأول، طبعة دار الكتب العلمية بيروت -لبنان- صـ9 بعد أن ذكر العشرة المبشرين بالجنة -رضي الله عنهم أحمعين- قال عن الرافضة:
    "يُبغضون هؤلاء إلا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ويبغضون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين بايعوا رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- تحت الشجرة، وكانوا ألفًا وأربعمائة ...
    إلى أن قال:
    وأنهم يتبرءون من جمهور هؤلاء، بل يتبرءون من سائر أصحاب رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- إلا نفرًا قليلًا نحو بضعة عشر" اهـ.

    قال البرعي: "ولم نجد لهم سلفًا في هذا الإجرام إلا المشركين، الذين حاصروا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأصحابه في شعب أبي طالب، وقد رقَّ بعض المشركين، فقام بتمزيق الصحيفة، فهل في هؤلاء مَن يرحم، ولو رحمة المشركين؟!"
    قلت: وإذا كان هذا هو شأن الرافضة، فأين تنزيل حكم الشرع المناسب على هذا الواقع؟!
    وما قيمة هذا البيان الذي يُشبه خطابات وبيانات كثير من حكام العرب -أو كثير منها- المتعلقة بعدوان اليهود على أهل فلسطين، والتي لا تعدو أن تكون شجبًا وتنديدًا بذلك العدوان، إن لم يكن هذا البيان دونها؟!
    يا هذا! إن الرافضة الحوثيين المعتدين لا يردعهم إلا السيف، وقد حصل بقيام جبهة كتاف التي خذَّلتم عنها، وإن أبيتم.
    قال البرعي:
    "وكما هو معلوم أن المسلمين يتراحمون فيما بينهم ويتناصرون، وإن أهل السنة أرحم الخلق بالخلق، فلتكُن رحمتهم بإخوانهم في دماج أكثر وأكثر، كلٌ بحسب ما يقدر عليه، وبحسب ما يحسنه، وببذل ما يقدر عليه في إزاحة ما نزل بهم، وتفريج كرباتهم بعد الله -سبحانه وتعالى-"
    قلت: قد قيل: أسمع جَعْجَعَةً ولا أرى طِحنًا، وقد قال -عز وجل-:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}
    وتدبر قوله تعالى- على إثرها:
    {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}
    وكأن هذه الآيات ما نزلت إلا للرد على البرعي في هذا الموضع!!
    يا هذا! لو كانت الألسنة منكم مقطوعة، والأفواه منكم بكماء، والأيدي منكم شلاء، لأمكنكم أن تحرضوا على الجهاد في جبهة كتاف ضد الرافضة بالإشارة بالرأس ونحو ذلك.
    فكيف إذا كنتم أصحاء، لا يمنعكم من ذلك مرض حِسِّي ولا داء؟!
    قال البرعي: " ثم كان الرأي الثالث وهو حرب كتاف، ونعود إليه فهو قضيتنا في هذا الكلام، رأينا أن هذا القتال لا يعود على دعوة أهل السنة بالنفع، بل يعود عليهم بالضرر، نظرنا إلى مصالح ومفاسد، أدَّى اجتهادنا فيها إلى صواب ما قلناه، ولقد انتهى الأمر على الرأي الذي طرحناه في بداية الأمر، وهو الصلح"
    قلت: لا اجتهاد في مورد النص، هذا إن كنتم للاجتهاد أهلًا، فكيف إذا كنتم فاقدين لأهلية ذلك؟!
    هذا، وقد بيَّن أهل العلم، وفصَّلوا الأدلة على وجوب مقاتلة الروافض، وأيَّدوا قيام جبهة كتاف؛ إذ لم يمكن دفع ضرر وبغي الرافضة إلا بقيام تلك الجبهة، فكان قيامها أمرًا واجبًا، وحتمًا مؤكدًا لازمًا، فمخالفة المخالف -والشأن ما ذكر- داخلة في خلاف التضاد المذموم من أوسع أبوابه.
    أما قوله: "أدَّى اجتهادنا فيها إلى صواب ما قلناه"
    فكذبُ كذابٍ، أو عنادُ معاندٍ؛ إذ إن ما حصل من الصلح الأخير قد اضطُر إليه الرافضة، وكان فيه إعزاز لأهل السنة، وإذلال لأهل الرفض، فحصل هذا الصلح على غير القصد الذي قصدتموه، أو على غير الوجه الذي أردتموه، والذي كان يعود -لو حصل- على أهل السنة بالإذلال، فقد قلتَ قبل:

    " فكنا نقول لهم: الصلح خير -ولو فيه ما فيه- ..."!! فأين هذا من ذاك؟!
    قال البرعي: "فكنا نقول لهم: الصلح خير -ولو فيه ما فيه-"!!
    قلت: هذا كذب وباطل بهذا الإطلاق، عند مَن له أدنى مُسْكَة من عقل فضلًا عمن عنده بقية من علم ودين، وإلَّا، فهل يجوز أن يتم صلح مثلًا بين أهل السنة والرافضة على أن يُسَلِّم أهل السنة نساءهم للرافضة ليتمتعوا بهن؟!
    والأمثلة كثيرة، نكتفي منها بذلك، فإنه كافٍ في إلقام أمثاله حجرًا.
    قال البرعي: "وتم الأمر بعد سبعة أشهر مِن القتال بالصلح الذي رأيناه من البداية، بعد التضحية بمئات القتلى، إضافة إلى أكثر منهم من الجرحى، والمعوقين، وأصحاب العاهات المستديمة، إضافة إلى ما خلَّفته الحرب من أيتام، وأرامل"
    قلت: نَظَرَ هذا الناظر إلى أمر الجهاد بعيني أعور؛ إذ نظر إلى جانب أهل السنة بهذا المنظار، ولم ينظر إلى الرافضة الذين قُتِل وجرح منهم أضعاف أضعاف أهل السنة، حتى قيل: إن عدد الرافضة الذين أُصيبوا نحو سبعة آلاف ما بين قتيل وجريح، فالحمد لله على نصره.
    قال البرعي: "وكنَّا نقول -ولا نزال-: نحن نعلم أن الرافضة غَدَرَة، ولا ذمة لهم، ولكن لتحصل غدرة، غدرتان، ثلاث، في السنة والَّلوم عليهم، خير من حرب استنزاف مستديمة على مدى العام"
    قلت: لا نامت أعين الجبناء، الـمَهينين الأذِلَّاء، أيرضى أهل السنة الشجعان بمثل هذا الذل والهوان مع قدرتهم على صد العدوان؟!
    إذا كان الأمر كذلك، فليهنأ الرافضة بهذا الكلام اليوم كما هنئوا بتخاذلكم وتخذيلكم بالأمس، وليُصالِحوا أهل السنة، ثم لْيَغدِروا بهم غدرة، غدرتين، ثلاثًا في السنة، ما دام أنه ليس هناك من عقوبة للرافضة سوى اللوم عليهم!!
    يا له من عار يا صاحب المفرق!!
    ثم نقول له: ما أنت قائل لو كانت الغدرة الواحدة منهم -فضلًا عن غدرتين أو ثلاث- تَعْدل حرب استنزاف مستديمة على مدى أو مدار العام أو تزيد عليها؟!
    سَلَّم الله -عز وجل- أهل السنة من مثل هذا الهراء، وحفظ ثغر دماج، وجعله ثغرًا باسمًا لأهل السنة، مكشرًا عن أنيابه للرافضة، وجعله ردءًا للإسلام وأهله.

    قال البرعي:
    "أيها الإخوة! لسنا ولست الآن بصدد تصويب أنفسنا أو تخطئة غيرنا"
    قلت: هذا كذب أصلع، ألست القائل:
    "لقد قلنا ماقلنا، ونحن مقتنعون بصحة ما قلناه"؟!
    ألست القائل:
    "نظرنا إلى مصالح ومفاسد، أدَّى اجتهادنا فيها إلى صواب ما قلناه"؟!
    ألست القائل لعبد الرزاق النِهمي:
    "هذا رأي المشايخ، وهذا كلامهم: أن إرسال القافلة ليس بصواب"؟!
    ألست القائل:
    "
    ثم كان الرأي الثالث وهو حرب كتاف، ونعود إليه فهو قضيتنا في هذا الكلام، رأينا أن هذا القتال لا يعود على دعوة أهل السنة بالنفع، بل يعود عليهم بالضرر"؟!

    أليس هذا كله تخطئة منك لهم؟!
    وأليس تصويبكم لموقفكم هو تخطئة لموقف مخالفكم؟!
    ما أقل الصادقين!!
    وما أكثر الكاذبين المراوغين!!

    قال البرعي:
    "ليس التقليد مفروضًا علينا، وليس لأحد أن يفرض علينا تقليده"
    قلت: تدبَّر كيف سَمَّى الشيء بغير اسمه؛ إذ جعل اتباع الأدلة تقليدًا!!
    وهذا يُعَدُّ تحريفًا وتقليبًا للحقائق، وهذا صنيع الكذابين.
    قال البرعي عن مشايخ المملكة الذين أفتوا بخلاف فتوى البرعي ونظرائه:
    "ولم يخرج منا ما يسيء إليهم، وإن كنا سمعنا من بعضهم بعض الشيء، إلا أننا لا نخسر علماءنا من أجل كلام صدر في ظرف معين، حصل فيه لَبْس، فهي سحابة تزول"
    قلت: أما سحابة الصيف فسرعان ما تزول، وأما سحابة الشتاء فوقتها طويل، ونحن على مشارف فصل الشتاء، وأما سحابة الكذب، فلا تزول إلا بالتوبة والإصلاح والبيان، ليس غير.

    قال البرعي: "فإن قيل: إن موقفكم ثبط الناس عن الذهاب إلى كتاف، فأقول: هذا غير صحيح؛ لأن العلماء الذين أفتوا بالقتال أعلم منَّا، وأكثر منَّا، كالشيخ ربيع، والشيخ عبيد، والشيخ محمد بن هادي، وغيرهم من العلماء، وأيضًا فإن هذا الكلام لو أن له شيئًا من الواقع فإنه لم يؤثر، فقد كان العدد في كتاف يزيد على خمسة ألاف مقاتل فيما بلغنا، فالعدد كبير"
    قلت: هذا الرجل ما شبع من الكذب السابق، فأضاف إليه كذبًا آخر، ونقول له: قولك:
    "
    هذا غير صحيح"
    هو كذب، يشهد عليكم به أتباعكم قبل خصومكم.

    ألم يقل عبد الرحمن العدني:
    إن الشيخ محمدًا -يعني الوصابي- لَمَّا جاء هنا-أي إلى الفيوش- قال:
    "لا تسمحوا لطلابكم بالذهاب"
    أي إلى جبهة كتاف، وهذا ضَمٌ لصوت العدني إلى صوت الوصابي؛ إذ حكاه مقرًّا له، راضيًا به، وقاله على الملأ، ألم يقل العدني ذلك؟!

    أليس طلابكم ألصق بكم، وأكثر تأثرًا بكم من تأثرهم بمخالفيكم في هذه الفتنة، سواء في بلاد الحرمين، أو في بلاد اليمن؟!
    أليسوا يعرفون موقفكم من هذه الفتنة ولو بغير سؤال منهم لكم، فلسان الحال يُغني عن لسان المقال، أليس الأمر كذلك؟!
    ألستم أنتم مشايخ وعلماء اليمن -زعمتم- في نظرهم؟!
    وعلى هذا، فأهل مكة أدرى بشعابها، وأهل البيت أدرى بما فيه!!
    هذا، وقد قلتَ: "فنحن نعايش مالا يعايشون، ونرى ونسمع مالا يسمعون"
    ومعلوم أن الطالب يكون على مذهب شيخه -ولو في الجملة- ولهذا يتخذه ويرتضيه شيخًا له!!
    ألست القائل عن جبهة كتاف: "ما هي رايحة تنجح"؟!
    فإن قلتَ -وقد قلتَ-: أحمد فرحان حجر سَجَّل في الهاتف الجوَّال بغير إذنك، قلنا:
    فلِمَ أعقبتَ هذا التسجيل المنشور بمقطع صوتي بيَّنتَ فيه موقفك في الفتنة، وأفصحت عنه بما يؤكِّد صدقه في نقله ما نقله عنهم عنك، وبما يؤكد تخذيلكم عن الجهاد في جبهة كتاف؟!

    ولِمَ لَمْ تكف عن ذلك؟!
    خاصة أن أحمد حجر لم يَكذب عليك، ولم يُقَوِّلكَ ما لم تقل، وإنما سألك عن كلام وصله من الشباب الذين تخلَّفوا عن السفر معه إلى جبهة كتاف، وأن هذا الكلام منقول عنكم بشأن جبهة كتافٍ، وأنه عندكم ليس بجهاد!! مما يصدِّق قولي بانتشار موقفكم بين الناس وظهوره، وليس سرًا خفيًّا ولا كتيمًا.
    ألم يكن كل هذا منكم تثبيطًا وتخذيلًا بحيث يُعَدُّ نفيكم له إحدى حلقات سلسلة أكاذيبكم؟!

    ألستَ القائل:
    "غاية أمرنا أننا مَن سألَنا أجبناه بما يقربنا إلى الله -عز وجل-"؟!
    ومعلوم أن مثل هذه الأجوبة تنتشر سريعًا بين الناس عن طريق السائلين والسامعين خاصة أننا في عصر وسائل الاتصال السريع كالهواتف والجوَّالات المحمولة وغيرها!! فلم الكذب؟!

    قال البرعي: "وكنا نقول لهم في بداية!! الحرب: إن كتافًا كاسمها، كتاف!! لن تتجاوزوها"
    قلت: هذا يؤكِّد كذبك في نفي تثبيط الناس عن الذهاب إلى جبهة كتاف.
    ثم إن هذه طيرة، وقد ثبت في صحيح البخاري برقم (5754) ومسلم برقم (2223) من حديث أبي هريرة، قال: سمعت رسول النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا طِيَرَة، وخيرها الفأل»
    قيل: يا رسول الله! وما الفأل؟
    قال:
    «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم».

    فلا أنت تركتَ الطيرة، ولا أنت تفاءلت، فلا تخلية للشر منكم، ولا تحلية بالخير فيكم.
    ثم إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمر بالتبشير، ونهى عن التنفير، فقد روى مسلم في صحيحه برقم (6-1732) بسنده عن أبي موسى، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره، قال: «بَشِّروا ولا تُنَفِّروا، ويَسِّروا ولا تُعَسِّروا»
    وقد جاء الحديث بألفاظ أُخَر في البخاري ومسلم على تفاوت بينهما في بعض الألفاظ، فمالك كنت بالأمس عن الجهاد بجبهة كتاف نافرًا منفِّرًا، وفي بيان موقفكم اليوم من هذا الجهاد في هذه الجبهة وغيرها كاذبًا؟!

    هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلَّم تسليمًا

    تم الفراغ منه في ليلة الثلاثاء الموافق السادس عشر
    من شهر ذي القعدة، لسنة ثلاث وثلاثين
    وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية
    على صاحبها الصلاة
    والسلام


    وكتب
    أبو بكر بن ماهر بن عطية المصري
    أبوعبد الله

    [1] - هذا بناءً على ظاهر الحال، وليس في الأدلة ما يمنع من الحكم بالظاهر، بل فيها ما يثبته، فمِن ذلك، ما رواه مسلم في صحيحه برقم [182-(114)] بسنده إلى عبدالله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، قال:
    لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    «كَلَّا، إنِّي رأيتُه في النار في بُرْدة غَلَّها أو عباءة
    ...» الحديث.

    قلت: فالصحابة حكموا بالظاهر، فلم يُنكِر عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم ينههم، بل أَقَرَّهم على ذلك، ولكنه لَمَّا كان مطَّلِعًا على أمر باطن بشأن الأخير هنا قال ما قال، ومِن أين لنا نحن العلم بالباطن؟!
    لا سبيل لنا إلى ذلك، فالأصل هو حسن الظن بالمسلمين المشهود لهم بالعلم والفضل والسنة، وسرائرهم موكولة إلى الله-تعالى- على أننا نرجو أن تكون بواطنهم وسرائرهم كظواهرهم أو خيرًا منها.

    وحديث الثلاثة الذين هم أول من يقضى عليهم يوم القيامة، والذي رواه مسلم في صحيحه برقم
    [152- (1905)] فيه الحكم بالظاهر؛ إذ إن فيه: «فقد قيل»
    أي قيل: جريء، وقارئ، وجواد، فلم يذم الله مَن حَكم بالظاهر، وإنما ذمهم هم لريائهم، وهو أمر باطن، لا يطلع عليه الناس في الدنيا، إلى غير ذلك من الأدلة التي فيها شهادة أهل الحق بالظاهر، جعلنا الله وإياكم منهم .

    قلت: وإذا جاز أن نحكم على المسلم بالإسلام، ونرتب أحكام الإسلام عليه بناءً على ظاهر حاله في حياته وبعد مماته، مع إمكان أن يكون منافقًا في الباطن، جاز ما ذكرناه من الحكم بالشهادة ظاهرًا مع إمكان ألا يكون كذلك في الباطن.
    فرحم الله الشيخ سعيدًا، وجعله الله عنده صديقًا شهيدًا. (أبو بكر)

    [2]- أبو جعفر: هو محمد بن علي بن الحسين بن علي الملقَّب بالباقر، وقد أعاذه الله من هذا الذي كُذِب عليه.



    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله أسامة بن محمد; الساعة 02-10-2012, 03:56 PM.

  • #2
    لله درُّك يا شيخ أبا بكر
    وشكر الله لك وجزاك عن أهل السنة في اليمن خيراً
    فما عرفناك إلا مناصراً ومنافحاً عن دار الحديث بدمـــــــــاج
    فأنعم وأكرم بهذا البِرِّ بشيخك الوادعي وبهذه الدار التي نهلت منها
    وأنعم بها وأكرم من مواقف عظيمة نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنات
    وأن يرفع بها قدرك في الدنيا والآخرة


    وجزى الله أخانا الفاضل أبا عبد الله إسامة بن محمد خيرا على نشره لهذه المادة القيّمة

    تعليق


    • #3
      ماشاء الله كلام طيب جميل
      جزاك الله خيرا على نفاحك ودفاعك عن السلفية والسلفيين وما علمناك إلا هكذا
      ويابرعي نقول لك إلى هنا ويكفي
      وأعلنها توبة صادقة أنت وأصحابك هداكم الله ويكفي فضائح

      تعليق


      • #4
        لله درُّك يا شيخ أبا بكر

        وشكر الله لك وجزاك عن أهل السنة في اليمن خيراً

        فما عرفناك إلا مناصراً ومنافحاً عن دار الحديث بدمـــــــــاج

        فأنعم وأكرم بهذا البِرِّ بشيخك الوادعي وبهذه الدار التي نهلت منها

        وأنعم بها وأكرم من مواقف عظيمة نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك

        وأن يرفع بها قدرك في الدنيا والآخرة
        وجزى الله أخانا الفاضل أبا عبد الله أسامة بن محمد خيراً على نشره لهذه المادة القيّمة
        التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 02-10-2012, 11:26 AM.

        تعليق


        • #5
          جزى الله الشيخ أبا بكر خيرا على هذا النفاح عن الحق،
          سبحان الله فرب رجل يكون بعيد عن البلاد اليمنية وهو على الخير والسنة ومعرفة للواقع من صميمه،
          فوالله إننا نتعجب من موقف من يسمون بمشايخ اليمن ما أبعدهم عن الحق في كثير من الفتن،
          فلما كانت فتنة الطعن في الشيخ يحيى والثورة على دار الحديث من الحزب الجديد قالوا نحن مع الكبار ودعوا إلى التقليد الواضح،
          ولما جاءت الحرب ضد الرافضة الأوغاد -قاتلهم الله- قالوا نحن لا نقلد وإنما نحن نقدر المصالح والمفاسد ؟؟؟؟؟؟؟.
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 02-10-2012, 04:16 PM.

          تعليق


          • #6
            [right]وإن تعجب فعجب قوله أن العلماء الذين أفتوا بالجهاد في جبهة كتاف أعلم وأكثر منهم فمادام هذا لماذا لم تسكتوا وأنتم تنادون دائما بعدم التقدم على العلماء الكبار؟؟؟؟؟وأيضا من عجائبه أنه سمى العلماء الذين أفتوا بالجهاد في كتاف ولم يذكر رأسهم وأولهم إفتاءبالجهاد في كتاف والذي له الفضل بعد فضل الله تعالى في إقامة الجبهه وتوجيه القائمين عليها وهو شيخنا المجاهد البطل أبوعبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى ورعاه[right]

            تعليق


            • #7

              تعليق


              • #8
                بارك الله في الشيخ الفاضل أبي بكر ونفع به
                رد قوي فقد ألقم البرعي هداه الله حجرا فلا مخرج إلا التوبة والرجوع إلى الحق فهو ضالة المؤمن
                والشيخ الفاضل أبو بكر لا يخاف في الله لومة لائم نحسبه كذلك والله حسيبه

                تعليق


                • #9

                  جزى الله خيراً الشيخ الفاضل أبا بكر ماهر بن عطية المصري ـ حفظه الله ـ على هذا التوضيح والبيان الكافي في كشف تلاعبات البرعي ـ هداه الله ـ

                  ويا أباذرّ ـ هداك الله ــ التوبة التوبة ، واترك العناد ، ولو أنّك التزمت الصمت لكان أهون ، ففي الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( عليكم بالصدق, فإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)).


                  قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد: (ص156)

                  فصل:إياك والكذب فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه ويفسد عليك تصورها وتعليمها للناس, فإن الكاذب يصور المعدوم موجوداً والموجود معدوماً والحق باطلاً والباطل حقاً والخير شراً والشر خيراً, فيفسد عليه تصوره وعلمه عقوبة له, ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه فيفسد عليه تصوره وعلمه, ونفس الكاذب مُعرضة عن الحقيقة الموجودة نزاعة إلى العدم مؤثرة للباطل, وإذا فسدت عليه قوة تصوره وعلمه التي هي مبدأ كل فعل إرادي فسدت عليه تلك الأفعال, وسرى حكم الكذب إليها, فصار صدورها عنه كصدور الكذب عن اللسان فلا ينتفع بلسانه ولا بأعماله, ولهذا كان الكذب أساس الفجور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(( إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار))وأول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها كما أفسد على اللسان أقواله فيعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله فيستحكم عليه الفساد, ويترامى داؤه إلى الهلكة إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك من أصلها, ولهذا كان أصل أعمال القلوب كلها الصدق, وأضدادها من الرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر والأشر والعجز والكسل والجبن والمهانة وغيرها أصلها الكذب, فكل عمل صالح ظاهرٌ أو باطن فمنشؤه الصدق, وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب, والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه, ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته, فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولا مفاسدها ومضارهما بمثل الكذب, قالتعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾[التوبة:119] وقال تعالى:﴿قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[المائدة:119] وقال تعالى:﴿طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾[محمد:21] وقال تعالى:﴿وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[التوبة:90] انتهـىكلامه رحمه الله.

                  ــــــ اللّهمّ وفّق أبا ذرٍّ للرجوع إلى الحقّ والتمسّك به وألهمه رشده ـــــــ

                  آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــن

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الله أسامة بن محمد مشاهدة المشاركة

                    :: تنزيه السلفية عن الكذب ::
                    رد على عبد العزيز بن يحيى البرعي
                    في كلمته:
                    " كلمة إنصاف في موقف مشايخ أهل السنة من حرب كتاف"


                    جزاك الله خيرا أيها الشيخ الكريم على هذا الرد المفحم

                    وهذا تذكير أذكر به الشيخ الناقد البصير المراعي للمفاسد والمصالح !! أسأل الله أن يشرح صدره للاستفادة منه.

                    خطورة الكذب وآثاره السيئة وموقف الإسلام منه / لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

                    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
                    أما بعد
                    فسيكون معنا في هذه الليلة المباركة إن شاء الله فضيلة الشيخ الدكتور ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ليتحفنا بمحاضرة بعنوان : خطورة الكذب وآثاره السيئة وموقف الإسلام منه ومن أهله فليتفضل جزاه الله خيرا .
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه . أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا اللقاء مع إخواننا في الله لقاءا طيبا مباركا فيه ، نافعا لي ولهم .
                    لا أريد التطويل وسأبدأ في الموضوع إن شاء الله ، العنوان هو ما سمعتموه .
                    فأقول :
                    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
                    أما بعد
                    فإن الكذب لقبيح وشنيع في غاية من القبح والشناعة شرعا ، وعقلا وفطرة وممقوتا لدى الأمم جميعا وفي الملل والنحل كلها ، قد حرّمه الله في الرسالات كلها ، وذم الكذب والكذابين في آيات كثيرة وتوعدهم أشد الوعيد ، قال الله تبارك وتعالى : (( قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) [ الأعراف 33 ] .
                    يرى الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : أن أشنع هذه المحرمات وأعظمها هو القول على الله بدون علم إذ أن الشرك والكفر لم ينشئا إلا عن الكذب .
                    وقال تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) [ الإسراء : 36 ] . وقال تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ـ متاع قليل ولهم عذاب أليم )) [ النحل : 116 ـ 117] .
                    ونهى الله عن الكذب وقارنه بالشرك فقال تعالى : (( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ـ حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )) [ الحج : 30 ـ 31 ] . وهذا الشرك الخطير قائم على الكذب وهو أكبر أسسه وقواعده واعتبره الله أشد أنواع الظلم فقال تعالى : (( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين ـ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) [ الصف : 7 ـ 8 ] .
                    فبين الله خبث مقاصدهم وسوء نياتهم وأنهم بكذبهم وافترائهم يريدون اطفاء نور الله وحججه وبراهينه وآياته العظيمة ، وهكذا كل محارب للحق وأهله من أهل الأهواء إنما يريدون إطفاء نور الله وإبطال حجّجه وبراهينه انتصارا لأباطيلهم وضلالتهم .
                    وقال تعالى في الكذب والكذابين : (( فمن أظلم ممن كذب على الله و كذّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين )) [ الزمر : 32 ] . وقال تعالى : (( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين )) [ الزمر : 60 ].
                    فهذا جزاء الكاذبين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ".
                    فجعل القذف وهومن أشنع الكذب من هذه الكبائر التي أمر رسول الله باجتنابها لخطورتها ، بل جعل من يرتكب هذا الإفك ملعونا في الدنيا والآخرة قال تعالى : (( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ولهم عذاب عظيم )) . [ النور : 23 ] . وقال تعالى ممقتا لمن ينقل الكذب دون ترّوي، وبدون علم موفق : (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ـ ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ـ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )) [ النور : 15 ـ 17 ] . (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) . [ النور : 19 ] .فهذا الوعيد الشديد والذم الشديد على قذف المحصنات ؛ وأخطر منه قذف الأبرياء من المؤمنين ، المجاهدين الدعاة إلى الله تبارك وتعالى بالحق والبرهان . وقد يظن أهل الأهواء المحاربين للحق وأهله أن هذا خاص بقذف المحصنات و خاب ظن من يفهم هذا الفهم الفاسد .
                    إن هذا ليشمل من ينتهك أعراض المسلمين ولسيما دعاة الحق الأبرياء فإن أعراضهم لشديدة الحرمة قد يكون منتهكها أحق باللعن والوعيد ممن يقذف المحصنات لأغراض شخصية بل دنيوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" و من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال " .
                    المخاصم بالباطل وهو يعلم كذاب و أضاف إلى ذلك من يقول في المؤمن ماليس فيه وذكرجزاءه وهو أنه يحبس في ردغة الخبال وهي صديد أهل النار. وهذا حديث صحيح رواه أبو داود وأحمد والحاكم وراجع الصحيحة للألباني رحمه الله حديث رقم 438 .
                    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أربى الربا شتم الأعراض " .يعني أعراض الأبرياء . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " . انظر الصحيحة للألباني رقم 1433 وانظر شواهده هناك .
                    وقال تعالى في السمّاعين للكذب والمتأثرين به من اليهود والمنافقين ومن سارعلى نهجهم ، قال تعالى : (( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرّفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الأخرة عذاب عظيم )) . [ المائدة : 41 ] .
                    انظروا ما في هذه الآيات من الذم والطعن الشديد للسماعين للكذب الذين ينقلونه في الآفاق والعياذ بالله ، دون تروي ودون تثبت ودون بحث عن الحقيقة .
                    وإن خصوم أهل السنة من أهل الأهواء ليتمتعون بنصيب من هذه الصفات ويُخشى على بعضهم النفاق فيستوفي هذه الصفات الذميمة وما يترتب عليها من ذم وعقاب .
                    ومن عقوبات أهل الكذب ما قاله صلى الله عليه وسلم :" إن الكذب يهدي صاحبه إلى الفجور، والفجور يهديه إلى النار " كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يعرف عند الله كذابا " أخرجه مسلم والبخاري بنحوه . بل قد يؤدي إلى النفاق الأكبرقال الله تعالى ( ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدّقن ولنكونن من الصالحين ـ فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ـ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) [ التوبة : 75 ـ 77 ] . فأوقعهم الكذب وخلف الوعد وهو من الكذب في حمأة النفاق والعياذ بالله وجعل الرسول الكذب من علامات النفاق فقال صلى الله عليه وسلم :" أية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " . ومن عقوبات الكذب ما أخبرنا به الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم ضمن حديث طويل حيث قال :" رأيت رجلين أتاياني قالا : الذي رأيته يُشق شدقه فكذاب يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الأفاق فيسمع به إلى يوم القيامة " وهو أنه رأى رجلا يشرشب يعني يدخل الحديد في فمه فيشق فمه إلى أن يصل إلى أذنيه من هذه الجهة وينتقل هذا الملك من الملائكة فيشق شقه الثاني حتى يصل إلى أذنيه ثم يعود كما كان فيمضي يفعل به هذا الفعل إلى يوم القيامة . كما أخبررسول الله عليه الصلاة والسلام ،هذا من جزاء الكذب .
                    وما أكثر الكذابين اليوم على حملة الدعوة السلفية ودعاتها وما أقدرهم على الكذب وما أقدرهم على نشر الشائعات الظالمة التي تحمل عنهم حتى تبلغ الأفاق أي العالم كله عبر مختلف الوسائل التي أتيحت لأمثالهم في هذا العصر يصدون بها الناس عن سبيل الله ويبغونها عوجا وينصرون بذلك الأباطيل والترّهات والبدع الخطيرة المدمرة للعقيدة الصحيحة والمناهج الصحيحة والأخلاق الفاضلة .
                    وإن إمام الكذابين لإبليس اللعين لعنه الله فهو أول الكذابين وإمامهم وأول مخادع وخائن قال الله تعالى : (( ويا أدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ـ فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ـ وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ـ فدلهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين)) [ الأعراف : 19 ـ 22 ] . انظروا الخبيث قال لهما ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين ، خشية أن تكونا ملكين ، أو تكونا من الخالدين ، وقاسمهما ، حلف لهما بالله تبارك وتعالى وما كان أدم يتصور أن أحدا يحلف بالله كذبا فصدّقه وخدع به ، فدلهما بغرور إلى آخر ما سمعتم من هذه الأيات .
                    وقال الله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى فقلنا ياأدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنّكما من الجنة فتشقى ـ إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ـ وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى ـ فوسوس إليه الشيطان قال يا أدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ـ فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى أدم ربّه فغوى ـ ثم اجتباه ربّه فتاب عليه وهدى )) [ طه : 116 ـ 122 ] . انظر كيف غرّر بهما وافترى عليهما وكذب عليهما وقالها على طريقة الناصحين المخلصين (( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى )) فغرّهم هذا فأكلا منها فكانت النتيجة ما حكاه الله تبارك وتعالى أن كشفت عوراتهما ((وطفقا يخصفان عليهما ))، حياءا من الله (( من ورق الجنة وعصى أدم ربه فغوى ـ ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) ، وهكذا رحمة الله تدرك أولياؤه وقد حاق سخط الله وغضبه ولعنته بإبليس إلى يوم الدين وسيكون في جهنم إمام الخالدين .
                    وإن أتباع الشيطان هم أعداء الحق في كل زمان ومكان وأعداء الرسل عليهم الصلاة والسلام ومن أعظم وسائلهم في مقاومة الرسل وما جاءوا به من حق عظيم ترافقه الأيات العظمى المدهشة .
                    من أعظم وسائلهم في هذه المقاومة هو الكذب والبهت وهذا سبيل كل مبتدع مبطل يقاوم الحق وأهله بالكذب والبهت ، والبهت لأهل الحق مع تزيين الباطل وزخرفته لأتباعهم الذين ألغوا عقولهم وشخصياتهم ، وهذه الزخرفة استمدوها من إمامهم إبليس اللعين .
                    ومن أتباعه فرعون ومن كبار أتباع إبليس فرعون اللعين قبحه الله وكم له من النظراء . قال تعالى في بيان كذب وفجورهذا اللعين ( هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ـ اذهب إلى فرعون إنه طغى ـ فقل هل لك إلى أن تزكّى ـ وأهديك إلى ربك فتخشى ـ فأراه الأية الكبرى ـ فكذّب وعصى ـ ثم أدبر يسعى ـ فحشر فنادى ـ فقال أنا ربكم الأعلى ـ فأخذه الله نكال الأخرة والأولى ـ إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )) [ النازعات : 15 ـ 26 ] . فكذب عدو الله وقال أنا ربكم الأعلى ، فأي كذب أقبح من هذا الكذب الشنيع؟! فأخذه الله بكذبه وتكذيبه وكفره وجعل ذلك عبرة لمن يخشى من المعتبرين .
                    ومن كذبه قوله للسحرة لما أمنوا بعد أن غُلبوا وقهرتهم أية الله الباهرة قال فرعون ( قال ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ـ قالوا لن نؤثرك على ما جآءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ـ إنا ءامنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى )) [ طه : 71 ـ 73] . انظروا إلى هذا الأفاك الخبيث قال لهم لما آمنوا وأسلموا (( ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم )) ثم افترى هذه الفرية العظيمة (( إنه لكبيركم الذي علمكم السحر)) يعني موسى عليه الصلاة والسلام لما جاء بتلك الأية الباهرة العصا التي ابتلعت واديا من العصي والحبال التي خُيل للناس أنها حيات تسعى .
                    وأعداء الرسل لا يقاومون الرسل إلا بالكذب ورميهم بالجنون والسحر وما شاكل ذلك وكل هذه من أكاذيبهم وأباطيلهم قبحهم الله. ويتأسى بهم كثيرمن أهل الأهواء وأهل الضلال في بهت أهل الحق .
                    ومن الكذابين الذين أخزاهم الله وبين كذبهم في محكم كتابه اليهود والنصارى والمشركون في كل دين وزمان ومنهم مشركي العرب وكذبهم في مجال العقيدة ، قد فضحهم الله به في غير ما أية قال الله تبارك وتعالى ( وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا)) [ الكهف :4 ] . وهذا يشمل اليهود والنصارى والهنادك والبوذيين ومشركي العرب وغيرهم (( وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ـ مالهم به من علم ولا لأبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )) [ الكهف : 4 ـ 5 ] . يعني نسبة الولد إلى الله تبارك وتعالى ماهي إلا كذب عظيم على الله عز وجل فأخزاهم الله وبين كذبهم وافتراءهم على الله .
                    وقال تعالى : (( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ـ لقد جئتم شيئا إدّا )) شيئا فظيعا (( ـ تكاد السموات يتفطّرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا ـ أن دعوا للرحمن ولدا ـ وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ـ إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا ـ لقد أحصاهم وعدّهم عدّا ـ وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردا )) [ مريم : 88 ـ 95 ] . فبين خطورة هذا الكذب ، وأن الكون يكاد ينشق ويتزلزل وتخر الجبال من هذا الإفك العظيم الذي افتروه على الله تبارك وتعالى وتنزه وتقدس ونزّه نفسه سبحانه وتعالى عن هذا الإفك الذي افتراه عليه اليهود والنصارى ومشركي العرب وغيرهم ممن نسب لله ولد سواء عيسى أو عزير أو الملائكة أو غيرهم ممن نسبوهم إلى الله كذبا وزورا وقالوا فيهم إنهم أبناء الله ـ عز وجل ـ .
                    وقال الله تعالى : (( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم )) يعني كذب (( يضاهئون قول الذين كفروامن قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون )) [ التوبة : 30 ] . وهذه العقيدة والله أعلم أخذوها من الهندوك سبقوهم إلى هذه الكفريات العظيمة والكذب على الله ـ تبارك وتعالى ـ ونسبة الولد إليه .
                    وللجميع يعني أصناف هؤلاء ، أكاذيب كبيرة لا يتسع المقام لإحصاءها ومنها في مجال التشريع من تحليل الحرام وتحريم الحلال مثل قول الله ـ تبارك وتعالى ـ في تبحيرالعرب للبحائروتسييب السوائب قال تعالى في تكذيبهم ( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون )) [ المائدة : 103 ] . إي و الله : إنهم كذابون وإنهم سفهاء يفتقدون العقول . وقال تعالى : ((فكلوا مما رزقكم الله حلال طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون ـ إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغيرالله به فمن اضطرغير باغ ولا عاد فإن الله غفوررحيم ـ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ـ متاع قليل ولهم عذاب أليم )) [ النحل : 114 ـ 117 ] . فهذا خطاب للعرب الذين بحّرواالبحيرة وسيّبوا السائبة والوصيلة والحام وما شاكل ذلك كذّبهم الله وحصر المحرمات فيما ذكرهم في هذه الأية وبين أن ما حرّموه أو حلّلوه هو افتراء على الله تبارك وتعالى وأن الكذابين لا يفلحون ، و أن تمتّعهم في هذه الدنيا بأكاذيبهم وبهتهم متاع قليل وينتظرهم العذاب الخالد ،العذاب الأليم .
                    وقال عن اليهود والنصارى (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) [ البقرة : 79 ] .
                    ومن أصناف الكذابين ؛ المنافقون وهم أخطر الناس على المجتمعات وخاصة المجتمعات الإسلامية ولهذا تحدث الله عنهم كثيرا وحذر منهم كثيرا وبين صفاتهم في سور، بل هناك سورة مستقلة تسمى بسورة المنافقين فضحهم الله ـ تبارك وتعالى ـ وكشف خزيهم ونفاقهم وأكاذيبهم ومما قاله الله فيهم : (( ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وماهم بمؤمنين )) يعني كذابون (( يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ـ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ـ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )) [ البقرة : 8 ـ 11 ] . انظروا إلى هذه الدعاية العريضة (( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) [ البقرة : 12 ] وكل كاذب وكل مفسد في الأرض لا يقول للناس أنا مفسد وإنما يقول : أنا مصلح ويدعي أنه يقود الأمة إلى الإصلاح .
                    والحاصل أن الله بين كذبهم وخداعهم وأن هذا الكذب زادهم مرض على مرض والعياذ بالله فهم من أهل النفاق فازدادوا نفاقا . وقال تعالى : (( ألم ترى إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ـ )) [ المجادلة : 14 ] . يحلفون للمؤمنين أنهم مؤمنون وهم منافقون كذابون وأولياء لليهود (( أعدّ الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون ـ اتخذوا أيمانهم جنة )) يعني حلفهم بالله كذبا (( فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين ـ لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النارهم فيها خالدون ـ يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ـ استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ـ إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ـ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)) [ المجادلة : 15 ـ 21 ] . الأيات هذه من سورة المجادلة .
                    فبين حال هؤلاء وفضحهم وبين أنهم كذابون ووصف عملهم بالسوء وأنهم لخستهم يتخذون هذه الأيمان والحلفان بالله جُنة يتسترون بها لماذا ؟ ليأمنوا أحكام الله فيهم من قتل وأخذ الأموال وسبي الذراري فيتخذون من ذلك جُنة لتحقيق هذه المصالح الدنيوية ، ولكن غضب الله ينتظرهم وعذاب الله المهين أيضا في انتظارهم ، يحاسبهم الله تبارك وتعالى ، انظر المنافقون يقولون لإخوانهم الذين كفروا ، لأن الكفر يجمعهم فهم لا يفقهون ومع ذلك كذابون وجبناء وحلافون ومخادعون إذ تبين كذبهم حينما وعدوا ـ بنو النضيرـ بهذه الوعود الكاذبة فلما أخرجوا لم يخرجوا معهم ولما قاتلهم رسول الله لم يقاتلوا معهم ولو فُرض أنهم يقاتلون معهم لولوا الأدبار ثم لا ينصرون وبين جبنهم (( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأن القوم لا يفقهون )) [ الحشر : 13 ].
                    وهذا في بيان خزيهم وكفرهم (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ـ اتخذوا أيمانهم جُنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ـ ذلك بأنهم ءامنوا ثم كفروا فطُبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ـ وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ـ وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ـ سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين )) [ المنافقون : 1 ـ 6] . فشهد الله أنهم كذابون و لو شهدوا لمحمد بالرسالة ولله تبارك وتعالى بالألوهية فإنهم كذابون لا يعتقدون ذلك ، فالله قد فضحهم لأنه يعلم حقيقة ما ينطوون عليه من الكفر والنفاق وبين أنهم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا إلى أخره وبين أنهم لا يفقهون وأن رسول الله أفضل الخلق لواستغفر لهم لن يغفرالله لهم وأن الله لا يهديهم إلى الحق والإيمان لخبثهم وشرهم وقد يكون في الأمة منافقون يتصفون بهذه الصفات ويلقون من الله تبارك وتعالى هذا الجزاء .
                    ويظن بعض الناس أن النفاق قد انقطع ،مع الأسف في الحقيقة أنه مستمرقال حذيفة رضي الله عنه : المنافقون اليوم شر منهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسألوه فقال : إن المنافقين كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء اليوم قد أظهروه وكلما بعد العهد كثروا في طوائف أهل البدع وأرهقوا الإسلام والمسلمين بشرّهم و كيدهم ونفاقهم وكل ذلك تحت ستارالإسلام وباسم الإسلام فكثير من أهل البدع أو كثيرا من البدع العقائدية والشركية من كيدهم ومن دسائسهم في السابق واللاحق .
                    فليحذر المسلمون من هؤلاء المنافقين المندسين في الطوائف المبتدعة.
                    ومن الكذابين الذين كشف حالهم الإسلام في القرأن والسنة : الكهان والعرافون والسحرة وهم من شر الكذابين قال تعالى : (( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ـ تنزل على كل أفاك أثيم ـ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ـ والشعراء يتبعهم الغاوون ـ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ـ وأنهم يقولون مالا يفعلون ـ إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) [ الشعراء : 221 ـ 227 ] .
                    فبين الله ـ تبارك وتعالى ـ أن الشياطين تتنزل على هؤلاء الأفاكين من هذه الأصناف حتى الشعراء منهم ، غير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا من بعد ما ظلموا .
                    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " . ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
                    وقال صلى الله عليه وسلم :" من أتى كاهنا فصدقه بما يقول أو أتى امرأة حائضا أو امرأة في دبرها فقد برئ مما أنزل الله على محمد " . ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحديث صحيح وانظروا صحيح الجامع للعلامة الألباني حديث رقم 5015 والحديث الثاني 5818 وقد وردت عدة أحاديث في الصحيحة في أن الشياطين يسترقون السمع من السماء فيلقون ذلك إلى الساحر أو الكاهن فيزيد على الكلمة التي تلقى إليه مائة كذبة فيصدقه الجهلة الظالون وقد علمتم جزاء من يصدقهم وإذا كان هذا حكم من يصدقهم فكيف بهم وهم منغمسون في حمأة الكهانة والسحر والعرافة !!.
                    فليحذر المسلمين أيضا هذه الأصناف الشريرة ومن أبرز صفاتهم الكذب وقد شهد الله عليهم ورسوله بأنهم كذابون وبيّن ارتباطهم بالشياطين .
                    ومن أصناف الكذابين الدجاجلة الكذابون الذين حدثنا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثبت الواقع مصداق ما قاله هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة حتى تقتتلا فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان والشاهد من الحديث هنا قوله : وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله .
                    وقال صلى الله عليه وسلم :" إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم " ، ومع الأسف كثير من الناس لم يأخذوا بهذه النصيحة النبوية فيحذروا الكذابين . ومن حديث ثوبان الطويل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين إلى أن يقول وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ." أخرجه أحمد وأبو داود في الفتن بإسناد صحيح إلى حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن الرحبي عن ثوبان مرفوع وأخرجه ابن ماجه بإسناده إلى قتادة عن أبي قلابة في الفتن . حديث رقم 3952 .
                    وأعظم الدجالين فتنة الدجال الأكبرالذي حذر منه جميع الأنبياء وأشدهم تحذيرا منه وبيان لحاله نبينا صلى الله عليه وسلم والأحاديث به متواترة وأمره مشهور بين المسلمين ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى أن هناك من هو خطر على الأمة منه . فعن سمعان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفّض فيه ورفّع حتى ظننا أنه في طائفة النخل ـ ظنوا أنه قريب منهم ـ فلما رحنا إليه عرف ذلك ، عرف ذلك فينا فقال : ما شأنكم ؟ قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفّضت فيه ورفّعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال عليه الصلاة والسلام : غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرئ حجيج نفسه ـ يعني كل امرئ حجيج نفسه ـ والله خليفتي على كل مسلم .
                    الحديث رواه مسلم في كتاب الفتن حديث 2933 . ومن هؤلاء الدجالين الكذابين الذين حذرمنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيلمة الكذاب في اليمامة والأسود العنسي في اليمن ادعيا النبوة وتسبب في ردة كثير من العرب عن الإسلام فأهلكهم الله وأهلك غيرهم وقضى على فتنتهم بسيوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الميامين .
                    ومن الكذابين الذين ادعوا النبوة المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب الذي قال الرسول عنه سيخرج في ثقيف كذاب و مبير فكان الكذاب المختاروكان المبير الحجاج ، ومنهم ممن ادعى النبوة الحارث الكذاب وغلام أحمد القادياني الهندي وكان له أتباع ينتشرون الأن في العالم ويدّعون أن باب النبوة مفتوح لكل كذاب أفاك على شاكلة شيخهم قاتلهم الله .
                    ومن الكذابين عموما اليهودي الخبيث ابن سبأ الذي ادعى الإسلام زورا وأثار كثيرا من الرعاع على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى استشهد في تلك الفتنة التي أثارها هذا الخبيث . وهو الذي أسس مذهب الرفض وأصوله الخبيثة ومن الغلو في أهل البيت إلى درجة التأليه ، وتأليه علي عند غالبيتهم وأن علي هو الوصي عند غالبيتهم ـ يعني الرسول أوصى بخلافته وهذا من أكاذيبهم ـ وأن عليا سيرجع إلى الدنيا ويفعل ويفعل ـ يعني يقتل أبا بكر وعمر وخلفاء بني أمية وبني العباس إلى خمسون خليفة ـ قبحهم الله .
                    وأسس هذا الخبيث الطعن في الصحابة إلى آخر فتنته التي طورها وعمقها الزنادقة ورؤوس الرفض الأفاكين فملأوا الدنيا بالأكاذيب والإفتراءات ، فدينهم يقوم على الكذب والضلال . ومن هؤلاء الدجالين الكذابين رؤوس البدع والضلال كالجهم بن صفوان ورؤوس الخوارج والمعتزلة والصوفية الحلولية والقبورية وكالنظام المعتزلي وكالحلاج الزنديق وابن عربي الزنديق وابن سبعين والتلمساني وغيرهم من الزنادقة الدجاجلة الكذابين المتسترين بالإسلام المندسين في صفوف أهل التصوف ، فإن أهل التصوف كانوا مرتعا خصبا لهذه الأصناف من الزنادقة ، كما كان الرافضة أيضا مجالا فسيحا للزنادقة .
                    ومن هؤلاء الكذابين في هذا العصر رؤوس الأحزاب السياسية من علمانيين وبعثيين وكثير من أصحاب الشعارات البراقة باسم الإسلام كالإشتراكية الإسلامية والديمقراطية الإسلامية والدعوة إلى حرية الأديان والدعوة إلى وحدة الأديان وكثير من الدعاوى الضالة باسم الإسلام فهذا يحصل من أحزاب تدعي أنها تتربع قمة الإسلام وتدعي أنها نشئت لإعادة الأمة الإسلامية إلى سابق مجدها فزادوا الناس ضلالا وضلاما والعياذ بالله .
                    وهو أشد الناس والله خطرا على الشباب فعلى المسلمين وعلى طلاب العلم أن يحذروا هذه الأصناف جميعا أشد الحذر وأن يحذروا المسلمين من مكرهم وكيدهم وأن يهتكوا أسرارهم وأن يعتصموا بكتاب ربهم وسنة نبيهم وأن يتبعوا السلف الصالح في عقيدتهم ومنهجهم وولائهم وبرائهم وأن يعاملوا هذه الأصناف الخطيرة التي خشيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته وحذرهم منها وبين أنه يخافهم أكثر من الدجال ، فليعاملوهم كما عاملهم السلف الصالح من الحذر والتحذير وكشف الأستار وبيان ما فيهم من عوار حماية للدين ونصيحة للمسلمين .
                    وإن الصراع الدائر بين أهل الحق والباطل في كل زمان ومكان لا بد في هذا الصراع بين الفريقين أن ينتهي الحق إلى الغاية التي وعد الله بها لتشمل دينه وإظهار أهل الحق على أهل الباطل ولابد أن ينتهي الباطل وأهله إلى الهزيمة والفشل فعلى أهل الحق أهل السنة والجماعة المحضة الخالصة من الشوب والدخن عليهم بالثبات والصمود والسعي الجاد بكل ما يستطيعونه في نصرة دين الله عقيدة وشريعة ومنهجا و إعلاء ذلك وإظهاره على الباطل بكل أشكاله وصوره سواء كان كفرا أو نفاقا مغلفا بالإسلام أو بدعة واضحة أو مغلفة قال تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )) [ التوبة : 33 ] .
                    وقد يشاركهم أهل الأهواء في هذه الكراهية فما على أهل الحق إلا أن يتخذوا الأسباب المشروعة لتحقيق هذه الوعد وهذا أمر محتم على علماء أهل السنة ، أهل المنهج السلفي وطلابه أينما كانوا وحيثما نزلوا عليهم أن يتكاثفوا وأن يتناصروا لإعلاء كلمة الحق والتوحيد والسنة وفي قمع الكفر والإلحاد وقمع البدع والضلالات والشبهات وعلى إقامة حجج الله على كل أصناف الضالين وبيان حقيقة الكذابين والمزيفين وعليهم أن يعلموا أن خصوم الحق قد بلغوا الغاية في المكر والكيد ومن ذلك استغلالهم لسكوت كثيرمن أهل السنة والحق واحجامهم عن مواجهة الباطل المنتفش اللابس لباس الحق .
                    إن هذا الصنف من أهل الباطل من أشد الناس كذبا وتدليسا وتشبعا بما لم يعطوا فهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبا زور" فتجدهم من أشد الناس مدحا وتلميعا لأهل الباطل ومن أشد الناس طعنا في أهل الحق ودعاته ، وقد وضعوا لنصرة الباطل وحماية أهل المناهج الضالة وضعوا لذلك القواعد الفاسدة وحاربوا أهل الحق بافتعال المكايد والقبائح وكشروا عن أنيابهم وأظهروا حقدهم وعدائهم لأهل الحق وسعوا من غير ملل ولا كلل في شحن الشباب ضد أهل الحق وسعواجدا في نصرة الباطل وإسقاط أهل الحق . نسأل الله تبارك وتعالى أن يعلي كلمته وأن يهدي هؤلاء أو يريح الأمة من شرهم إن ربنا لسميع الدعاء . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .





                    إستمع للشريط من هنا




                    http://www.rabee.net...?pid=&id=6&gid=


                    تعليق

                    يعمل...
                    X