بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل:
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115]
والقائل:
{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [النساء:67]
والقائل:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران:6]
والقائل:
{لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:21]
والقائل:
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:153]
والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل:
" الأرواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف"
أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيكون في اخر امتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا انتم ولا اباؤكم فايكم واياهم" أخرجه مسلم
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية :{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} قالت :فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :" فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم."
ولهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مثل الجليس الصالح والسوء: كحامل المسك، ونافخ الكِير. فحامل المسك: إما أن يَحْذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة"
وثبت في صحيح مسلم عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الدّين النَّصِيحَة قُلنا: لِمَنْ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"
أما بعد:
فإني أحمد الله تعالى أن يسر لي الوقت لهذا العمل وكنت قد بدأت في موضوع من قبل جمعت فيه الكثير من أقوال السلف في وجوب التميز عن أهل الأهواء والبدع بل والتحذير منهم وأردت أن أجمع في هذا الموضوع كلام علماء العصر في التميز عن أهل الباطل والتحذير منهم وقد استشرت أحد الإخوة الفضلاء في هذه في الشبكة العامرة بالعلم وأهله فشجعني أسأل الله أن يحفظه ويبارك فيه وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني الإخلاص في السر والعلن ويجعل هذا الجمع في ميزان حسنات القراء ويرزقني وإياكم العمل بكلام علمائنا الأفاضل وإلى المقصود:
أقوال العلاَّمة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-:
سئل الشيخ رحمه الله:
هل يجوز مجالسة أهل البدع في دروسهم ومشاركتهم؟
فأجاب:
لا يجوز مجالستهم ولا اتخاذهم أصحابا؛ ويجب الإنكار عليهم وتحذيرهم من البدع؛ نسأل الله العافية.
[المصدر: نشر في مجلة الفرقان؛ العدد 100 في ربيع الثاني 1419ه.]
وسئل رحمه الله:
كيف يكون التعامل مع الباطنيين وأهل البدع الذين خالطونا في البلاد؛ إذا كانوا طلابا أو مدرسين؛ وإذا كانوا أطباء أو مرضى؛ وإذا كانوا زملاء في العمل؟
فأجاب:
من أعلن بدعته وجب هجره؛ من أعلن بدعته من الغلو في أهل البيت؛ في علي وفاطمة وأهل البيت؛ والغلو في الصحابة هذا يهجر؛ لأن عبادة أهل البيت؛ وغلو في الصحابة بعبادتهم من دون الله كفر وردة عن الإسلام؛ فمن أظهر بدعته يهجر ولا يوالى؛ ولا يسلم عليه ولا يستحق يكون معلما ولا غيره؛ فلا يؤمن جانبه؛ ومن لم يظهر بدعته ولم يبين شيئا؛ وأظهر الإسلام مع المسلمين؛ يعامل معاملة المسلمين؛
كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: لما سئل أي الإسلام أفضل؟
قال:" أن تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" [1] من أظهر الإسلام فهو أخونا نسلم عليه؛ ونرد عليه السلام؛ فمن أظهر الشرك والبدعة؛ فليس أخانا إن كان مشركا؛ لأنه كفر؛ وإن كانت بدعة استحق الهجر عليها حتى يدعها؛ حتى ينقاد إلى الحق.
وهكذا من أظهر المعاصي؛ كالزنى وشرب الخمر يستحق أن يهجر؛ وإن كان مسلما يستحق أن يهجر حتى يتوب إلى الله من شرب الخمر؛ ومن إظهار ما أظهر من المنكرات.
فإذا كان دخل البلاد بأمان أو عهد؛ لا بأس أن يعطى العلاج وينصح ويعلم؛ يُدعى إلى الله جلا وعلى؛ أما إن كان حربيا فلا؛ لا يعطى العلاج؛ بل يقتل الحربي وهو فيمن يقاتل؛ والمبتدعة كذلك ما داموا بأمان عندنا؛ لو عولجوا في المستشفيات وأعطوا الدواء ما داموا تحت الأمان فلا بأس؛ حتى يقام عليهم حق الله.
[المصدر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون]
وقال رحمه الله:
فقد اطلعت على المقال الذي نشر بجريدة (إدارة) الأردوية الأسبوعية؛ الصادرة في مدينة كانفور الصناعية بولاية أترابراديش؛ في صفحتها الأولى؛ ولامتضمن: حملة إعلامية ضد المملكة العربية السعودية وتمسكها بعقيدتها الإسلامية؛ ومحاربتها للبدع؛ واتهام عقيدة السلف التي تسير عليها الحكومة بأنها ليست سنية مما يهدف به كاتبه إلى التفرقة بين أهل السنة؛ وتشجيع البدع والخرافات.وهذا لا شك تدبير سيء وتصرف خطير يراد به الإساءة إلى الدين الإسلامي؛ وبث البدع والضلالات؛ ثم غن هذا المقال يركز بشكل واضح على موضوع إقامة الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله منطلقا للحديث عن عقيدة المملكة وقيادتها لذا رأيت التنبيه على ذلك؛
فأقول مستعينا بالله تعالى:
لا يجوز الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره؛ بل يجب منعه لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم يأمر به لنفسه أو لأحد ممن توفى قبله من الأنبياء أو من بناته أو زوجاته أو أحد أقاربه أو صحابته ولم يفعله الخلفاء الراشدون ولا غيرهم من الصحابة؛ رضوان الله عليهم أجمعين؛ ولا التابعون له بإحسان؛ ولا أحد من علماء الشريعة والسنة المحمدية في القرون المفضلة؛ وهؤلاء هم أعلم الناس بالسنة؛ وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم؛ ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
وقد أمرنا بالإتباع ونهينا عن الإبتداع؛ وذلك لكمال الدين الإسلامي؛ والإغتناء بما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ وتلقاه أهل السنة السنة والجماعة بالقبول؛ من الصحابة والتابعين لهم بإحسان....."
المصدر من هنا
[1] أخرجه البخاري في كتاب الإيـمان، باب إطعام الطعام من الإسلام، برقم 12.
الحمد لله القائل:
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115]
والقائل:
{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [النساء:67]
والقائل:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران:6]
والقائل:
{لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:21]
والقائل:
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:153]
والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل:
" الأرواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف"
أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيكون في اخر امتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا انتم ولا اباؤكم فايكم واياهم" أخرجه مسلم
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية :{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} قالت :فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :" فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم."
ولهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مثل الجليس الصالح والسوء: كحامل المسك، ونافخ الكِير. فحامل المسك: إما أن يَحْذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة"
وثبت في صحيح مسلم عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الدّين النَّصِيحَة قُلنا: لِمَنْ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"
أما بعد:
فإني أحمد الله تعالى أن يسر لي الوقت لهذا العمل وكنت قد بدأت في موضوع من قبل جمعت فيه الكثير من أقوال السلف في وجوب التميز عن أهل الأهواء والبدع بل والتحذير منهم وأردت أن أجمع في هذا الموضوع كلام علماء العصر في التميز عن أهل الباطل والتحذير منهم وقد استشرت أحد الإخوة الفضلاء في هذه في الشبكة العامرة بالعلم وأهله فشجعني أسأل الله أن يحفظه ويبارك فيه وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني الإخلاص في السر والعلن ويجعل هذا الجمع في ميزان حسنات القراء ويرزقني وإياكم العمل بكلام علمائنا الأفاضل وإلى المقصود:
أقوال العلاَّمة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-:
سئل الشيخ رحمه الله:
هل يجوز مجالسة أهل البدع في دروسهم ومشاركتهم؟
فأجاب:
لا يجوز مجالستهم ولا اتخاذهم أصحابا؛ ويجب الإنكار عليهم وتحذيرهم من البدع؛ نسأل الله العافية.
[المصدر: نشر في مجلة الفرقان؛ العدد 100 في ربيع الثاني 1419ه.]
وسئل رحمه الله:
كيف يكون التعامل مع الباطنيين وأهل البدع الذين خالطونا في البلاد؛ إذا كانوا طلابا أو مدرسين؛ وإذا كانوا أطباء أو مرضى؛ وإذا كانوا زملاء في العمل؟
فأجاب:
من أعلن بدعته وجب هجره؛ من أعلن بدعته من الغلو في أهل البيت؛ في علي وفاطمة وأهل البيت؛ والغلو في الصحابة هذا يهجر؛ لأن عبادة أهل البيت؛ وغلو في الصحابة بعبادتهم من دون الله كفر وردة عن الإسلام؛ فمن أظهر بدعته يهجر ولا يوالى؛ ولا يسلم عليه ولا يستحق يكون معلما ولا غيره؛ فلا يؤمن جانبه؛ ومن لم يظهر بدعته ولم يبين شيئا؛ وأظهر الإسلام مع المسلمين؛ يعامل معاملة المسلمين؛
كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: لما سئل أي الإسلام أفضل؟
قال:" أن تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" [1] من أظهر الإسلام فهو أخونا نسلم عليه؛ ونرد عليه السلام؛ فمن أظهر الشرك والبدعة؛ فليس أخانا إن كان مشركا؛ لأنه كفر؛ وإن كانت بدعة استحق الهجر عليها حتى يدعها؛ حتى ينقاد إلى الحق.
وهكذا من أظهر المعاصي؛ كالزنى وشرب الخمر يستحق أن يهجر؛ وإن كان مسلما يستحق أن يهجر حتى يتوب إلى الله من شرب الخمر؛ ومن إظهار ما أظهر من المنكرات.
فإذا كان دخل البلاد بأمان أو عهد؛ لا بأس أن يعطى العلاج وينصح ويعلم؛ يُدعى إلى الله جلا وعلى؛ أما إن كان حربيا فلا؛ لا يعطى العلاج؛ بل يقتل الحربي وهو فيمن يقاتل؛ والمبتدعة كذلك ما داموا بأمان عندنا؛ لو عولجوا في المستشفيات وأعطوا الدواء ما داموا تحت الأمان فلا بأس؛ حتى يقام عليهم حق الله.
[المصدر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون]
وقال رحمه الله:
فقد اطلعت على المقال الذي نشر بجريدة (إدارة) الأردوية الأسبوعية؛ الصادرة في مدينة كانفور الصناعية بولاية أترابراديش؛ في صفحتها الأولى؛ ولامتضمن: حملة إعلامية ضد المملكة العربية السعودية وتمسكها بعقيدتها الإسلامية؛ ومحاربتها للبدع؛ واتهام عقيدة السلف التي تسير عليها الحكومة بأنها ليست سنية مما يهدف به كاتبه إلى التفرقة بين أهل السنة؛ وتشجيع البدع والخرافات.وهذا لا شك تدبير سيء وتصرف خطير يراد به الإساءة إلى الدين الإسلامي؛ وبث البدع والضلالات؛ ثم غن هذا المقال يركز بشكل واضح على موضوع إقامة الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله منطلقا للحديث عن عقيدة المملكة وقيادتها لذا رأيت التنبيه على ذلك؛
فأقول مستعينا بالله تعالى:
لا يجوز الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره؛ بل يجب منعه لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم يأمر به لنفسه أو لأحد ممن توفى قبله من الأنبياء أو من بناته أو زوجاته أو أحد أقاربه أو صحابته ولم يفعله الخلفاء الراشدون ولا غيرهم من الصحابة؛ رضوان الله عليهم أجمعين؛ ولا التابعون له بإحسان؛ ولا أحد من علماء الشريعة والسنة المحمدية في القرون المفضلة؛ وهؤلاء هم أعلم الناس بالسنة؛ وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم؛ ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
وقد أمرنا بالإتباع ونهينا عن الإبتداع؛ وذلك لكمال الدين الإسلامي؛ والإغتناء بما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ وتلقاه أهل السنة السنة والجماعة بالقبول؛ من الصحابة والتابعين لهم بإحسان....."
المصدر من هنا
[1] أخرجه البخاري في كتاب الإيـمان، باب إطعام الطعام من الإسلام، برقم 12.
تعليق