• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

درر وفوائد في العقيدة من كتاب {أعلام السنة المنشورة} للشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :::: متجدد::::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • درر وفوائد في العقيدة من كتاب {أعلام السنة المنشورة} للشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :::: متجدد::::

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربي ويرضى والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
    فيسعدني أن أقدم لإخواني الأفاضل هذه الدرر في العقيدة من كتاب أعلام السنة المنشورة لصاحبه الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله ذلك الجبل الذي شهد له أهل زمانه بالنبوغ والأهم من ذلك شهادتهم له بالعقيدة الصحيحة وصفاء المنهج فهذا الكتاب لمن لم يقرأه هو عبارة عن كتاب مختصر وعبارة عن أسئلة وأجوبة في شتى مسائل العقيدة فسأنقل منه ما تيسر والله الموفِق وأسأله جلا في علاه أن يجعل عملي هذا وسائر أعمالي خالصة لوجهه؛ وإلى المقصود:


    كم شروط العبادة ؟

    الجواب: ثلاثة:
    الأول: صدق العزيمة وهو شرط في وجودها.
    الثاني: إخلاص النية.
    الثالث: موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلاَّ به؛ وهما شرطان في قبولها.

    ماهو صدق العزيمة ؟


    الجواب: هو ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿2﴾ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [الصف:2-3].

    ما معنى إخلاص النية ؟


    الجواب : هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى؛ قال الله عزوجل: {وماأمروا إلاَّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة:5]؛ وقال تعالى: { وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ ﴿19﴾ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ} [اليل:18-19]؛ وقال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } [ الإنسان:9]؛ وقال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ}[الشورى:19]؛ وغيرها من الآيات.

    ما هو الشرع الذي أمر الله أن لا يُدان إلاَّ به


    الجواب: هي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام؛ قال الله تبارك وتعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَام } [آل عمران:19]؛
    وقال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [آل عمران:83]؛
    وقال تعالى: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ } [البقرة:130]؛
    وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران:85]؛
    وقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ } [الشورى:21]؛ وغيرها من الآيات. [ص:9-10]

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 31-08-2012, 04:00 AM.

  • #2
    :::::::::: يتبع بإذن الله تعالى ::::::::

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة التيارتي مشاهدة المشاركة
      :::::::::: يتبع بإذن الله تعالى ::::::::
      جزاك الله خيرا أخي الفاضل
      واصل ولا تفتر وصلك الله بحبله

      تعليق


      • #4
        على من يجب الأمر بالمعروف والنهي عن النكر وما مراتبه؟

        الجواب: قال الله تعالى: { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران:104]
        وقال النبي صلي الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فلغيره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان" أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ وفي هذا الباب من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مالا يحصى وكلها تدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل من رآه لا يسقط عنه إلاإن يقوم به غيره كل بحسبه؛ وكل ما كان العبد على ذلك أقدر وبه أعلم كان عليه أوجب؛ وله ألزم ولم ينج عند نزول العذاب بأهل المعاصي إلا الناهون عنها؛ وقد أفردنا هذه المسألة وافية ولطالبي الحق كفاية ولله الحمد المنة.[ص:164]

        تنبيه الشيخ رحمه الله يقصد رسالته المسماة : {الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر }.

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة شوكاني بن محمد المكي الإندونيسي مشاهدة المشاركة

          واصل ولا تفتر وصلك الله بحبله


          آمين بارك الله فيك أخي شوكاني

          تعليق


          • #6
            ما حكم من قال بخلق القرآن ؟

            الجواب: القرآن كلام الله عزوجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف تكلم الله به قولاً وأنزله على نبيه وحياً وآمن به المؤمنون حقاًّ فهو وإن خُط بالبنان وتُلي بالسان وحُفظ بالجنان وسُمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن؛ فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق؛ والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق.
            قال الله تعالى: { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿77﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} [ الواقعة: 76-77]؛
            وقال تعالى:{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } [العنكبوت:49]
            وقال تعالى: { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِه ... } [الكهف:26]
            وقال تعالى: { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّه ... } [التوبة:6]

            وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " أديموا النظر في المصحف "
            والنصوص في ذلك لا تحصى؛ ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرًا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية؛ لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود وكلامه صفته ومن قال شيء من صفات الله مخلوق مخلوق فهو كافر مرتد يُعرض عليه الرجوع إلى الإسلام؛ فإن رجع وإلا قُتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.

            هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟

            الجواب:أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عزوجل واتصافه تعالى بها فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه وأنزله بعلمه وهو أعلم بما ينزل؛ وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي" الحديث- ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام أنها صفة ذات وفعل معًا؛ فالله سبحانه لم يزل ولا يزال متصفًا بالكلام أزلا وأبدًا؛ وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاءح وكلامه صفة لا غاية له ولا انتهاء؛
            {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
            [ الكهف: 108]
            {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ}
            [ لقمان:26]
            { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [ الأنعام:114].

            من هم الواقفة وما حكمهم ؟

            الجواب:الواقفة هم الذين يقولون في القرآن لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق؛ قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا بسيطاً فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان فغن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق؛ وإلا فهو شر من الجهمية".

            ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟


            الجواب:
            هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفياص ولا إثباتاً؛ لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد؛ وبين الملفوظ به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني؛ ورجع إلى قول الجهمية؛ وإذا قيل غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد؛ وهذا من بدع الإتحادية؛ ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى: " من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي؛ ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع". [ص:56-57-58]


            التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 31-08-2012, 04:01 AM.

            تعليق


            • #7
              ما شاء الله
              اللهم بارك

              زد أخانا أبا عبد الرحمن زادك الله من فضله

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أبو سليم عبد الله الحجري مشاهدة المشاركة
                ما شاء الله
                اللهم بارك

                زد أخانا أبا عبد الرحمن زادك الله من فضله
                نعم زد زد وفقك الله وحفظك

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيكما الأخ الفاضل شوكاني والأخ الفاضل أبو سليم نسأل الله أن يستر عنا عيوبنا ويرزقنا الإخلاص في أعمالنا وأقولنا
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 01-09-2012, 02:56 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    ما حكم كرامات الأولياء؟

                    الجواب:
                    كرمات الأولياء حق وهو ظهور الأمر الخارق على أيديهم الذي لا صنع لهم فيه ولم يكن بطريق التحدي بل يجريه الله على أيديهم؛ وإن لم يعملوا به كقصة أصحاب الكهف؛ وأصحاب الصخرة؛ وجريج الراهب وكلها معجزات لأنبيائهم؛ ولهذا كانت في هذه الأمة أكثر وأعظم لعظم معجزات نبيها؛ وكرامته على الله عزوجل؛ كما وقع لأبي بكر في أيام الردة وكنداء عمر لسارية وهو على المنبر؛ فأبلغه وهو في الشام وككتابته إلى نيل مصر فجرى وكخيل العلاء بن الحضرمي إذ خاض في البحر في غزو الروم؛ وكصلاة أبي مسلم الخولاني في النار التي أوقدها له الأسود العنسي وغير ذلك مما وقع لكثير منهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده في عصر الصحابة والتابعين لهم بإحسان ومن بعدهم إلى الآن؛ وإلى يوم القيامة وكلها في الحقيقة معجزات لنبينا صلى الله عليه وسلم لأنهم إنما نالوا ذلك بمتابعته؛ فإن اتفق شيء من الخوارق لغير متبع النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة وشعوذة ولا كرامة؛ وليس من اتفقت له من أولياء الرحمن بل من أولياء الشيطان والعياذ بالله.


                    تنبيه: وفي كلام الشيخ رحمه الله ثلاث فوائد :
                    الأولى: أنَّ من نال كرامة فذلك عائد إلى اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم أي أنَّ الكرامة لا تكون إلاَّ لمن اتبع سبيل النبي صلى الله عليه وسلم.
                    الثانية: أنَّ من شاقَّ النبي صلى الله عليه وسلم ليس له كرامة وإن ظنَّ ذلك بعض الناس؛ بل يكون ذلك فتنة وشعوذة.
                    الثالثة: أنَّ من كانت له كرامات وكان متبعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو من أولياء الله؛ ومن كان على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأتى بشيء من الخوارق فهو من أولياء الشيطان.


                    من هم الأولياء؟


                    الجواب: هم كل من آمن بالله واتقاه واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى:
                    {
                    أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62]
                    ثم بينهم فقال: { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } [يونس:63] الآيات؛
                    وقال تعالى: { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ } [البقرة:257] الآية
                    وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿55﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة:55-56]
                    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ آل بني فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المتقون" أخرجه البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه.
                    وقال الحسن رحمه الله تعالى: "ادعى قوم محبة الله فامتحنهم الله بهذه الآية: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31] الآية؛
                    وقال الشافعي رحمه الله تعالى:" إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء؛ فلا تصدقوه ولا تغتروا به حتى تعلموا متابعته للرسول صلى الله عليه وسلم".
                    [ص:165-166]


                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة بن عبد القادر التيارتي; الساعة 31-08-2012, 04:02 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " والخير كله في يديك والشر ليس إليك " مع أن الله سبحانه خالق كل شيء؟

                      الجواب: معنى ذلك أن أفعال الله سبحانه كلها خير محض من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه؛ فإنه تعالى حكم عدل وجميع أفعاله حكمة وعدل يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى؛ وما كان في نفس المقدور من شر فمن جهة إضافته إلى العبد لما يلحقه من المهالك؛ وذلك بما كسبت يداه جزاءًا وفاقا؛
                      كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30]
                      وقال تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف:76]
                      وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس:44]

                      هل للعباد قدرة ومشيئة مضافة إليهم ؟

                      الجواب: نعم للعباد قدرة على أعمالهم؛ ولهم مشيئة وإرادة؛ وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة وبحسبها كلِّفوا وعليها يُثابون ويُعاقبون؛ ولم يكلفهم الله إلا وسعهم؛ وقد أثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة ووصفهم به؛ ولكنهم لا يقدرون إلاَّ على ما أقدرهم الله عليه؛ ولا يشاؤون إلاَّ أن يشاء الله؛ ولا يفعلون إلاَّ بجعله إياهم فاعلين؛ كما تقدم في نصوص المشيئة والإرادة والخلق؛ فكما لم يوجدوا أنفسهم يوجدوا أفعالهم؛ فقدرتهم ومشيئتهم وإرادتهم وأفعالهم تابعة لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله؛ إذ هو خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم وقدرتهم وأفعالهم؛ وليس مشيئتهم وإرادتهم وقدرتهم وأفعالهم هي عين مشيئة الله وإرادته وقدرته وأفعاله؛ كما ليس هم إياه؛ تعالى الله عن ذلك؛ بل أفعالهم المخلوقة لله قائمة بهم لائقة بهم مضافة إليهم حقيقة؛ فالله فاعل حقيقة؛ والعبد منفعل حقيقة؛ والله هاد حقيقة؛ والعبد مهتد حقيقة؛ ولهذا أضاف كلا من الفعلين إلى من قام به؛ فقال تعالى: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَد...} [الكهف:16]
                      فإضافة الهداية إلى الله حقيقة وإضافة الإهتداء إلى العبد حقيقة؛ فكما ليس الهادي هو عين المهتدي؛ فكذلك ليس الهداية هي عين الإهتداء؛ وكذلك يضل الله من يشاء حقيقة؛ وذلك العبد يكون ضالا حقيقة؛ وهكذا جميع تصرف الله في عباده؛ فمن أضاف الفعل والإنفعال إلى العبد كفر؛ ومن أضافه إلى الله كفر؛ ومن أضاف الفعل إلى الخالق والإنفعال إلى المخلوق كلاهما حقيقة؛ فهو المؤمن حقيقة.


                      أليس ممكنا من قدرة الله أن يجعل كل عباده المؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك شرعا ؟

                      الجواب: بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً...} [المائدة:46]
                      وقال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا...} [يونس:99]
                      وغيرها من الآيات؛ ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته؛ فقول القائل: لم كان من عباده الطائع والعاصي؛ كقول من قال: لما كان من أسمائه الضار النافع؛ والمعطي والمانع؛ والخافض والرافع؛ والمنعم والمنتقم؛ ونحو ذلك؛ إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه وآثار صفاته؛ فالإعتراض عليه في أفعاله إعتراض عليه في أسمائه وصفاته؛ بل وعلى إلهيته وربوبيته:

                      {فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿22﴾ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:21-22].

                      [ص:111-114]


                      تعليق


                      • #12
                        ما الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه ونهانا عن اتباع غيره؟

                        الجواب:

                        هو دين الإسلام الذي ارسل الله به رسله؛ وأنزل به كتبه ولم يقبل من أحد سواه ولا ينجو إلا من سلكه؛ ومن سلك غيره تشعبت عليه الطرق؛ وتفرقت به السبل
                        قال الله تعالى:
                        {
                        وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153]

                        وخط النبي صلى الله عليه وسلم خطًّا ثم قال:" هذا سبيل الله مستقيما"؛ وخط خطوطا عن يمينه وشماله؛ ثم قال؛ ثم قال:" هذه السبل ليس منها سبيل غلا عليه شيطان يدعوا إليه"؛ ثم قرأ:
                        {
                        وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

                        وقال صلى الله عليه وسلم:

                        " ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيها أبواب مفتحة؛ وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول: يأيها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعا؛ ولا تفرقوا وداعٍ يدعو من فوق الصراط؛ فإذا أراد الإنسان ان يفتح شيئا من تلك الابواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه؛ فالصراط الإسلام والسوران حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله؛ وذلك الداعي على رأسه الصراط كتاب الله؛ والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم".

                        بماذا يتأتى سلوكه والسلامة من الإنحراف عنه؟


                        الجواب:

                        لا يحصل ذلك إلا بالتمسك بالكتاب والسنة؛ السير بسيرهما والوقوف عند حدودهما؛ وبذلك يحصل تجريد التوحيد لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم

                        {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} [النساء:169]
                        وهؤلاء المنعم عليهم المذكورون هاهنا تفصيلا هم الذين أضاف الصراط إليهم في فاتحة الكتاب بقوله تعالى:

                        {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿6﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:6-7]

                        ولا أعظم نعمة على العبد من هدايته إلى هذا الصراط المستقيم؛ وتجنيبه من السبل المضلة؛ وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمته على ذلك كما قال:
                        "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"

                        قلت -أبو عبد الرحمن-: أما زيادة "المحجة" في الحديث فقد ضعفها الشيخ يحي حفظه الله في شرح "الأربعين النووية"

                        ما ضد السنة؟


                        الجواب:

                        ضدها البدع المحدثة وهي شرع مالم يأذن به الله وهي التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:

                        "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
                        وقوله:

                        " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بهاح وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإم كل محدثة ضلالة"

                        وأشار إلى وقوعها بقوله:

                        " وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" ؛ وعينها بقوله:" هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي"

                        وقد برأه الله تعالى من أهل البدع

                        بقوله:
                        {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام:159]

                        [ص:146-148]

                        تعليق


                        • #13
                          ما حكم من مات من الموحدين مصرًّا على كبيرة؟

                          الجواب:
                          قال الله عزوجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47]
                          وقال:
                          {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ}[الأعراف:8]
                          وقال تعالى:
                          {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}
                          [آل عمران:30]
                          وقال تعالى:
                          {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [النحل:111]
                          وقال:
                          {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة:281]
                          وقال تعالى:
                          {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿6﴾فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿7﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة:6-8]
                          وغير ذلك من الآيات؛

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
                          "من نوقش الحساب عذب"؛ فقالت له عائشة رضي الله عنها: أليس يقول الله:
                          {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الإنشقاق:8]
                          قال:" بلى؛ إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب"


                          وقد قدمنا من النصوص في الحشر وأحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحساب والصراط والشفاعات وغيرها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس؛ وتباين أحوالهم في الآخرة بحسب تفاوتهم في الدار الدنيا في طاعة ربهم؛ وضدها من سابق ومقتصد وظالم لنفسه؛ إذا عرفت هذا فاعلم أن الذي أثبتته الآيات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح والصدر الأول من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أئمة التفسير والحديث والسنة أن العصاة من أهل التوحيد على ثلاث طبقات:

                          الأولى:

                          قوم رجحت حسانتهم بسيئاتهم فأولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار أبدا.

                          الثانية:

                          قوم تساوت حسانتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار؛ وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله تعالى أنهم يقفون بين الجنة والنار ما شاء الله أن يقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال تعالى بعد أن أخبر بدخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وتناديهم فيها قال:
                          {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿46﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿47﴾ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿48﴾ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿49﴾} [الأعراف:46-49]

                          الطبقة الثالثة:
                          قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الإثم والفواحش ومعهم أصل التوحيد والإيمان فرجحت سيئاتهم بحسناتهم فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم فمنهم من تأخذه إلى كعبيه؛ ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه حتى أن منهم من لم يحرم الله منه على النار إلا أثر السجود وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم ينبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغيره من بعده من الأنبياء والأولياء والملائكة ومن شاء أن يكرمه؛ فيحد لهم حدًّا فيخرجونهم ثم يحد لهم حدًّا فيخرجونهم ثم هكذا فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير؛ ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير ثم من كان في قلبه وزن برة من خير؛ إلى أن يخرجوا منها من كان في قلبه وزن ذرة من خير إلى أدنى مثقال ذرة إلى أن يقول الشفعاء ربنا لم نذر فيها خيرا ولم يخلد في النار أحد ممن مات على التوحيد؛ ولو عمل أي عمل؛
                          ولكن كل من كان منهم أعظم إيمانا وأخف ذنبا كان أخف عذابا في النار وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها؛ وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف أيمانا كان بضد ذلك؛ والأحاديث في هذا الباب لا تحصى كثرة وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:

                          "من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه"
                          [1]

                          وهذا مقام ضلت فيه الأفهام وزلت فيه الأقدام؛ واختلفوا فيه اختلافا كثيرة؛ فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

                          هل الحدود كفارات لأهلها؟

                          الجواب:

                          قال النبي صلى الله عليه وسلم:
                          "وحوله عصبة من أصحابه بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله؛ ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه؛ وإن شاء عاقبه" يعني غير الشرك؛ قال عبادة:" فبايعناه على ذلك."

                          قلت:
                          الحديث صححه الألباني في صحيح الجامع رقم:[2955]؛ من حديث عبادة بن الصامت

                          والحديث في صحيح الجامع بهذا اللفظ:
                          " تعالوا ، بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ،ولا تعصوني في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا ، فعوقب به في الدنيا ، فهو له كفارة ، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله ، إن شاء عاقبه ، وإن شاء عفا عنه"
                          .

                          ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فهو إلى الله إن شاء عفا عنه؛
                          وإن شاء عاقبه وبين ما تقدم من أن من رجحت سيئاته بحسناته دخل النار؟


                          الجواب:
                          لا منافاة بينهما فإن من يشاء الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعرض
                          وقال في صفته:

                          "يدنوا أحدكم من ربه عزوجل حتى يضع عليه كنفه؛ فيقول: عملت كذا وكذا فيقول: نعم ويقول: عملت كذا وكذا فيقول: نعم فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا؛ وأنا أغفرها لك اليوم؛ وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب [2]
                          وقال:" من نوقش الحساب عذب".[3]

                          [ص:141-146]







                          [1] انظر الصحيحة رقم [1932]
                          21] البخاري [7514] ؛ مسلم [2768]
                          من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
                          [3] البخاري [103] من حديث عائشة رضي الله عنها

                          تعليق


                          • #14

                            هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه؟

                            الجواب:
                            اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم على أصل العبادة وأساسها،
                            وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة اعتقادا وقولا وعملا،
                            ويكفر بكل ما يعبد من دونه، وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها مالا يفرض على الآخرين،
                            ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين، امتحانا من الله تعالى

                            {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}
                            [هود: 7]



                            ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة؟

                            الجواب:
                            الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل. أما المجمل فمثل قوله تعالى:
                            {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
                            [النحل: 36]

                            وقوله تعالى:

                            {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
                            [الأنبياء: 25]

                            وقوله تعالى:

                            {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}
                            [الزخرف: 45] الآيات،

                            وأما المفصل فمثل قوله تعالى:
                            {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
                            [الأعراف: 59]

                            {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ}
                            [الأعراف: 73]

                            {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
                            [الأعراف: 65]

                            {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
                            [الأعراف: 85]

                            {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ()إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي}
                            [الزخرف: 26 - 27]

                            وقال موسى:
                            {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}
                            [طه: 98]

                            {ص:49}

                            تعليق

                            يعمل...
                            X