• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رد العلامة النجمي على شبه الحلبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد العلامة النجمي على شبه الحلبي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا نقاش للعلامة أحمد النجمي رحمه الله تعالى مع كلام لعلي الحلبي .. وفيه دفع لعدد من الأصول الدخيلة على المنهج السلفي التي يروج لها الآن لأجل الدفاع عن أهل البدع أمثال المأربي و المغرواي و الحويني و حسان و غيرهم من أهل الضلال الذين ظهرت كلمة الحق بهم ، فلما خالف البعض هذا الحق البين ، فوجهوا بالعتاب و النصح !! رفضوا النصيحة و راحوا يأصلوا أصولاً جديدة محدثة ... و إن للحق جنوداً يحرسونه و كباراً يذوذون عنه ...
    منهم العلامة النجمي رحمه الله رحمة واسعة حيث قال قوله بصراحة و شجاعة ورد على تلك الأصول لهذا المنهج الواسع ومنها :
    - نخطأ ولا نبدع !
    - رميهم لأهل الحق بأنهم مقلدة و إمعات !!
    - احتاجهم بأخطاء المشايخ الأخرى ! ليمرروا باطلهم
    - رميهم أهل الحق بأنهم يكيلون بمكياليين في الرد على المخطئ
    - لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبب للاختلاف فيما بيننا
    - منعهم للإمتحان في الأشخاص ، ورفضهم لهذه القاعدة السلفية و تعطيلها
    - قولهم أن الإمتحان – إن كان – لا يكون إلا بمن اتفقت عليه كلمة أهل السنة !!!
    -رميهم أهل الحق بأن ردودهم على أهل الباطل ليس من باب الشفقة عليهم أو النصيحة لهم

    هذه بعض الشبه التي يروجون لها و يواجهون بها السلفيين أصحاب الحق .. فكان الشيخ النجمي رحمه الله واضحاً في ردها رداً علمياً بالدليل و البرهان فإلى هذا الكلام العاطر وقد أعدت تنسيقها مرة أخرى من برنامج مكتبة الشيخ النجمي رحمه الله و ميزت لقول الحلبي باللون الأحمر الداكن ، و ميزت لكلام العلامة النجمي بإعطائه اللون الأحمر في أول كلامه ورده على الحبي ، وانظر إلى اتهامات الحلبي الباطلة .. و إلى أدب العلامة النجمي بالرد بينما هم اليوم يسبون النجمي و يشتمونه ، فإلى هذه المادة
    احصل عليها من المرفقات ...


    الملفات المرفقة

  • #2


    بسم الله الرحمن الرحيم

    حوار مع فضيلة الشيخ علي الحلبي


    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :
    فقد وصلت إليَّ أوراقٌ من فضيلة الشيخ على حسن عبد الحميد الحلبي يظهر أنَّها مأخوذةٌ من الإنترنت قال فيها :
    " قبل صلاة المغرب ، وأنا متَّجهٌ إلى هنا لإقامة هذا اللقاء المبارك ؛ اتصل بي بعض الإخوة ، وقرءوا عليَّ فتوى منقولة في بعض صفحات الإنترنت عن فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النَّجمي - حفظه الله تبارك وتعالى - ويبدو أنَّ الفتوى قريبةٌ منذ ثلاثة أيام فقط - يوم الاثنين - فيقول السائل : هل تنصحوننا بأخذ العلم من مشايخ الأردن في العقيدة ؛ وهم شيوخ مركز الألباني - رحمه الله - ؟ فأجاب فضيلة الشيخ :
    هؤلاء معدودون من السلفيين ؛ ولكن نقلت عنهم - أي السائل - أنَّهم يؤيدون أبي الحسن – هكذا في النسخة التي بين يدي ، والصواب : أبا الحسن ، والله أعلم – ولكن نقل عنهم أنَّهم يؤيدون أبا الحسن ، ويؤيدون المغراوي ، ويزكونهم ، ومن يزكي المغراوي التكفيري ؛ فإنَّ عليه ملاحظات ، ولانستطيع أن نقول فيه أنَّه يؤخذ عنهم العلم انتهى كلامه - حفظه الله – " ثمَّ قال : " الحقيقة أنا تأملت ، وترددت أن أعلِّق على هذه الفتوى ... والشيخ من أهل العلم الأفاضل ، ولانزكيهم على الله " ثمَّ أثنى خيراً جزاه الله خيرا إلى أن قال : " وأنا أعتقد أنَّ هذه الفتوى فيها ما فيها أمَّا أنَّنا معدودون من السلفيين ؛ فالحمد لله ذلك من فضل الله ، ونحن ندعو إلى الدعوة السلفية ، والعقيدة السلفية ، ونؤازر مشائخنا في كلِّ مكان لايمنعنا منهم جغرافية ، ولاحدود ، ولا ألوان ، ولا أسماء ، ونعتقد أنَّ الولاء والبراء على المنهج والعقيدة " اهـ .
    وأقول : هذا ما نعتقده ، وندين الله به ، ونأخذ أنفسنا بالعمل عليه أخذاً بتوجيهات ربنا ؛ حيث يقول : { إنَّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله } [ الحجرات : 10 ] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضا )) رواه مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه ، ويقول : (( مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى )) رواه مسلم عن النعمان بن بشير .
    أمَّا قولي : " ولانستطيع أن نقول فيه أنَّه يؤخذ عنهم العلم " فذاك ما رأيت أنَّه الواجب عليَّ بحسب ما عندي من العلم في ذلك الوقت ؛ لأنّ الشباب السلفيين في المغرب أرسلوا لي نشرة يذكرون فيها ما لوحظ على المغراوي من وقوعه في التكفير [6] ، وذكروا أسماء علماء أرسلت إليهم كما أرسلت إليَّ ، والشيخ علي حسن منهم ؛ وهذه النشرة مليئةٌ بما يدل على أنَّ المغراوي تكفيري ، ويسمي الذين يأتون بالمغنيين للزفاف يسميهم عجول ، ويخلط بين المكفر ، وغير المكفر ، ويجعلها كلَّها مكفرة ؛ فحينما بلغني أنَّه يؤيد المغراوي ، ويثني عليه الحقيقة أني فوجئت ؛ فإذا كان أنت يا شيخ علي تقول : " أنَّك لاتقرُّه ، ولاتؤيده ، وقد نصحته هو وأبا الحسن " أقول كان ينبغي أن تبدي تبرأك منه ، وغضبك عليه ؛ أمَّا كونك لم تبد غضبك عليه ، ولاامتعاضك من اتجاهه الخارجي السيئ ؛ فأنا لا ألام على ما قلتُه ، والله يعلم أنِّي ما قصدت غير إرضاء ربي عزَّ وجل ، فأهل السنة الرابطة بينهم هي السنة ، والسير عليها ، والموالاة ، والمعاداة من أجلها ، ويعلم الله أنِّي لم أقصد بقولي إرضاء أحد غير ربي جلَّ شأنه ، وعزَّ سلطانه ، ولست أزكي نفسي من الوقوع في الخطأ أحياناً ؛ شأني شأن غيري من البشر .

    وقول الشيخ على حسن الحلبي حفظه الله : " ونؤازر مشايخنا في كلِّ مكان لايمنعنا منهم جغرافية ، ولاحدود ، ولا ألوان ، ولا أسماء ، ونعتقد أنَّ الولاء والبراء على المنهج والعقيدة " .
    وأقول هذا هو الواجب ، فمن قام به نجا ، ومن قصَّر فيه فسيجد مغبَّة ذلك التقصير إلاَّ أنَّ تلك المؤازرة يجب أن تكون مقيَّدةً بما يأتي ؛ وهو قولنا : ما داموا على المنهج الصحيح ، والإتجاه السليم ؛ فإن حصل من أحدٍ منهم جنوحٌ عن المنهج الصحيح أو ميلٌ عن الإتجاه السليم وجب .

    أمَّا قوله وفقه الله : " أمَّا أنَّه قال الشيخ : ولكن نقلت عنهم ..يعني : أنَّ السائل نقل لنا عنهم - عنَّا - أنَّنا نؤيد أبا الحسن ، والمغراوي ، ونزكيهم ؛ وهذا في الحقيقة كلامٌ غير صحيح ؛ نحن ننتقد أبا الحسن ، وننتقد المغراوي فيما أخطأوا فيه ، ونحن بيَّنَّا ما عندهم من ملاحظات "
    وأقول إن كان ما قلتم حقَّاً أنَّكم أنكرتم عليهم ، ولم يقبلوا ؛ فلمَ لم تظهروا خطأهم ، وتبينوه أمام النَّاس ، وتتبرأوا منهم ؟ .
    ثانياً : نحن ما زلنا نسمع أنَّ مشايخ الأردن ما زالوا يستقبلون المبتدعة ؛ أبا الحسن المأربي ، والمغراوي ، وقد سئلنا كثيراً عن ذلك ؛ فقلنا إن كان ما قيل حقَّاً أنَّ علي بن حسن الحلبي ، وسليم بن عيد الهلالي ما زالوا يؤيدون أبا الحسن المأربي ، ومحمد بن عبد الرحمن المغرواي ؛ فنحن لانستطيع أن نأمر بالأخذ عنهم ؛ لأنَّا نقرأ عن السلف أنَّهم يقولون من أيَّد المبتدع ، ثمَّ نصح ، ولم يقبل ألحق به في الهجر له ، وعدم الإنبساط إليه ، وعدم الأخذ عنه ؛ فنحن لم نقل شيئاً من عندنا ؛ لقد قال عبدالله بن محمد الضعيف : " قعد الخوارج أخبث الخوارج " قال ابن بطة في الأثر تحت رقم 419 : " روى بسنده إلى الأعمش قال : كانوا لايسألون عن الرجل بعد ثلاث : ممشاه ، ومدخله ، وإلفه من الناس " وقال أيضاً تحت رقم 420 : " روى بسنده إلى محمد بن سهم ؛ قال : سمعت بقية : قال كان الأوزاعي يقول : من ستر عنَّا بدعته لم تخف علينا ألفته " وقال أيضاً أثراً برقم 421 : " بسنده إلى يحيى بن سعيد القطان يقول : لمَّا قدم سفيان الثوري البصرة جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صبيح ، وقدره عند الناس ؛ سأل أيُّ شيءٍ مذهبه ؟ قالوا : ما مذهبه إلاَّ السنة ؛ قال : من بطانته ؟ قالوا : القدرية ؛ قال : هو قدري ؛ قال الشيخ ( يعني ابن بطة ) : رحمة الله على سفيان الثوري ؛ لقد نطق بالحكمة فصدق ، وقال بعلمٍ فوافق الكتاب والسنة ، وما توجبه الحكمة ، ويدركه العيان ، ويعرفه أهل البصيرة والبيان قال الله عزّ وجل : (( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا بطانةً من دونكم لايألونكم خبالا ودوا ما عنتم )) " وقال الإمام ابن بطة أيضاً تحت رقم 422 : " بسنده حدثنا الأصمعي ؛ قال : سمعت العباس بن الفرج الرياشي ؛ قال حدثنا الأصمعي ؛ قال : سمعت بعض فقهاء المدينة يقول : إذا تلاحمت بالقلوب النسبة ؛ تواصلت بالأبدان الصحبة ؛ قال الشيخ ( يعني ابن بطة ) : وبهذا جاءت السنة " ثمَّ روى حديثاً من طرق برقم 423 – 426 : " الأرواح جنودٌ مجندة فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف " وقد ذكره الألبـاني في صحيـح الجامع برقم 2765 وقال ( خ ) عن عائشة ( حم ) ( م ) ( د ) عن أبي هريرة ( طب ) عن ابن مسعود ، وقال صحيح .
    وبالجملة فإنَّ الأدلة من الكتاب ، والسنة ، وعمل السلف الصالح أنَّ من آوى أهل البدع أو جالسهم أو آكلهم ، وشاربهم أو سافر معهم مختاراً ؛ فإنَّه يلحق بهم ؛ لاسيما إذا نُصح ، وأصرَّ على ما هو عليه حتى ولو زعم أنَّه إنَّما جالسهم ليناصحهم ؛ لاسيما والمغراوي نزعته خارجية واضحة في النشرة التي أرسلت إلينا .
    ثالثاً : أنَّكم لو أنكرتم عليهم إنكاراً علنياً ، ولم تستبقلوهم لذكر ذلك ، ولما تناقل الناس أنَّكم تؤيدونهم ، وأنَّكم راضون عنهم .

    أمَّا قول الشيخ وفقه الله : " لكن لايمكن أن نرضى لأنفسنا أن نكون نسخةً طبق الأصل عن أيِّ إنسانٍ كان مهما كان وزنه ، ومهما علا اسمه ؛ حتى شيخنا الألباني - رحمه الله - لم نكن لنقلده " وأقول : من هو الذي كلَّفكم بهذا .
    وثانياً : من وافق شخصاً لكونه رأى أن الدليل معه فإنَّه لايعد موافقاً للشخص ، ولكنَّه يعدُّ موافقاً للدليل ؛ وهذا هو التقليد المباح ، والله تعالى أخبرنا أنَّ المؤمنين سبيلهم واحد ، وأنَّه يتبع بعضهم بعضاً في الحق ويستغفر آخرهم لأولهم ؛ فقال تعالى :{ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنَّم وساءت مصيرا}[ النساء : 115] وقال تعالى : {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء}[ الطور : 21 ] وقال تعالى : {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان }[ الحشر : 10 ] فليس أحدٌ من المؤمنين أو من العلماء مستقلاً بنفسه ، ولكن يتَّبع بعضهم بعضا على العقيدة والأحكام الشرعية قال الله تعالى : {ثمَّ أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين }[ النحل : 123 ] وقال تعالى : {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}[ الأنعام : 90 ] .
    وبالجملة فمن اتبع شخصاً في قولٍ أو أقوالٍ فإنَّه لايقال أنَّه صار نسخةً طبق الأصل من فلان .
    أمَّا الشيخ الألباني فهو شيخنا جميعاً كلُّنا تتلمذنا ، ونتتلمذ على كتبه رحمه الله وإن كنَّا قد نخالفه في بعض الآراء أحياناً ، وندافع عنه إذا ظُلم ، ولي رسالةٌ سميتها رد المين والكذب والتهويش الذي لفَّقه على فضيلة الشيخ الألباني موسى الدويش طبعت ضمن الجزء الثاني من الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية ، ورددت على من زعموا أو يزعمون أنَّ الألباني مرجئ كبرت كلمةً قالوها ؛ وكذبةٌ اختلقوها ، ولم أفعل ذلك تزلَّفاً إلى أحد ، ولاتضامناً مع أحد ، ولكن اتباعاً للحق ، وتأييداً له ، وإنِّي لأحمد الله ، وأشكره على توفيقه ، وتسديده ، وأسأله أن يرزقني أنا وإخواني السلفيين السائرين على العقيدة الصحيحة ؛ عقيدة أهل السنة والجماعة ، والتمشي مع الدليل في كلِّ مسألةٍ من مسائل الدين ؛ نسأل الله أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه ، ونعوذ به من الفتن ما ظهر منها ، وما بطن .

    ثمَّ قال وفقه الله : " وبخاصة أنَّ هناك من كبار المشايخ في بلاد الحرمين الشريفين ؛ من لايزال يؤيد أبا الحسن ، ويؤيد المغراوي ، ويزكونهم ؛ فهل يعني يستطيع السائل أوالمجيب – حفظ الله الجميع - أن يعمِّموا هذه الفتوى بأنَّ من عليه هذه الملاحظة لايؤخذ عنه العلم ؟!حتى لو كان من كبار المشائخ ؟ ! ولا أريد أن أسمي في هذا المقام ؛ لكن معروفٌ أسماء المشايخ الكبار الذين لايستطيع أحدٌ التشكيك فيهم " اهـ .
    وأقول
    أولاً : ما كلُّ من في بلاد الحرمين على عقيدةٍ واحدة ؛ بل منهم الحزبي المتستر ، ومنهم السِّني ؛ الذي لايريد أن يجابه أحداً ، ومنهم السلفي ؛ الذي أخذ نفسه بأن يقول كلمة الحق ما دامت المصلحة مضمونة في قولها ، ثمَّ سمِّ لنا هؤلاء المشائخ حتى نناصحهم ، وأعتقد أنَّ من يؤيدهم ويزكيهم – إن كانوا سلفيين – اعتقد أنَّهم لم يقرؤوا ، ولم يقفوا على ضلالات هذين الرجلين ، ولايجوز لك أن تحتج بهم ، وقد عرفت ما عند هذين الرجلين من الانحراف ؛ بل يجب عليك مناصحتهم ، والابتعاد عن طريقتهم .
    ثانياً : ومن أثنى على المغراوي بعد أن علم نزعته الخارجية يجب أن يلحق به ، ولا أعلم أنَّ أحداً من أهل السنَّة المعروفين سيتوقف عن إلحاقه به .
    ثالثاً : أنَّ أهل السنَّة إنَّما نالوا ما ناولوا من الشرف ، والتقدم بما هم عليه من الاستقامة على الحق ، والسير مع الدليل وعلى فهم السلف الصالح ؛ فلا أتصور أنَّ أحداً منهم سيجامل أحداً من الناس في دين الله .
    ثمَّ إنَّ قول الشيخ وفقه الله : " فهل يعني يستطيع السائل أوالمجيب – حفظ الله الجميع - أن يعمِّموا هذه الفتوى بأنَّ من عليه هذه الملاحظة لايؤخذ عنه العلم ؟!حتى لو كان من كبار المشـائخ ؟ ! " وأقول نعم ، وأنا أعلنها صريحةً بأنَّ من يقول بقول الخوارج لايجوز أن يؤخذ عنه العلم كائناً من كان ، وهل وقعنا فيما وقعنا فيه ، ووجد فينا المفجرون ، والمكفرون ، والمدمرون إلاَّ بسبب تتلمذهم على من يقولون بقول الخوارج ، وعلى كتب من يقول بقول الخوارج ، وهل هذه الملاحظة بسيطة ؛ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : (( يخرج أقوامٌ في آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقرأون القرآن يحسبون أنَّه لهم وهو عليهم )) رواه البخاري ، وفي رواية له : (( لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد )) وفي رواية : (( قتل ثمود )) رواهما البخاري ومسلم ، وفي رواية : (( شر قتلى تحت أديم السماء )) وفي رواية : (( خير قتلى من قتلوه )) رواهما أهل السنن ؛ وفي رواية : (( أين ما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجراً عند الله )) رواها البخاري ومسلم ، وفي رواية : (( كلاب النار )) كما روها ابن ماجة في المقدمة ؛ أبعد هذه الروايات يقال إنَّ هذه الملاحظة بسيطة ، وأنَّه لاينبغي أن يقال إنَّه لايطلب العلم على صاحبها أو أنَّ من قال بهذا القول سيجامله بعض الناس .

    ثمَّ قال الشيخ وفقه الله ورزقه إصابة الحق : " لكن قد تكون نقطة الخلاف أنَّنا مع ملاحظاتنا على أبي الحسن ، وعلى المغراوي ، وقد واجهناهما في بعض الأمر ؛ أنَّنا لانخرجهم من السلفية ؛ فهذه قضية ثانية " .
    وأقول : هذا اعترافٌ من الشيخ علي الحلبي بتساهلهم مع المأربي ، والمغراوي بأنَّه لم يكن منهم إنكار جدي يفهم ذلك من قوله : " وقد واجهناهما في بعض الأمر " أنَّ المواجهة لم تكن جدية إن كانت حصلت ؛ وأنا لا أكذِّب الشيخ ، ولكن لعلَّها كانت بالهوينا من غير جرح مشاعر ، ولا إثارة غضب ، والذي ينبغي هو أن يكون غضبنا لله قوياً ، وإنكارنا لما يغضبه شديدا .
    وأمَّا قوله : " أنَّنا لانخرجهم من السلفية ؛ فهذه قضية ثانية " والصواب : أنَّنا لم نخرجهم من السلفية ، وأقول لماذا لم تخرجوهم من السلفية مع وضوح بدعتهم ، وغلظها .
    أمَّا المغراوي فاقرأو النشرة التي كتبت عليه من أشرطته بأرقام الأشرطة ، ويظهر واضحاً مما دون عليه أنَّه خارجي محترق ، وأمَّا المأربي فالملاحظ عليه بدع أخرى [7] ؛ وهو صاحب المغراوي ، وصديقه ؛ فهل في أمرهما إشكال بعد هذا حتى تتوقفون في إخراجهم من السلفية .
    ما هو فكر الخوارج ؛ أليس هو تكفيرٌ المسلمين ؟ أليس هو استباحة دمائهم ، وأموالهم ، وأعراضهم ؟ ألم يستحلوا دم عثمان ذو النورين ، وثالث الخلفاء الراشدين ؟ ألم يستحلوا دم علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين ؟ ألم يستحلوا دم عبد الله بن خبَّاب ، ويبقروا بطن سريته الحبلى ؟ ألم يعيَّن المهلب بن أبي صفرة لقتال الخوارج في عهد بني أمية ؟ ألم يتكرر خروج الخوارج في عهد بني العباس ؟ ألم يستحلوا دماء خيار المؤمنين في كلِّ زمانٍ ، والآن ألا ترون ما وقع منهم من الغلو ، والتكفير ، والتفجير ؛ استقرأوا كتب المناهج ؛ التي دونت آثار السلف ؛ هل تجدون أحداً من السلف أدخل الخوارج في المنهج السلفي ، وعدَّهم من أهله ؟ أم أنَّهم ذمُّوهم ، وعابوهم ، وجعلوهم من شرار المبتدعة .
    ثمَّ قال وفقه الله وألهمه الصواب : " نحن إخراجنا من السلفية لزيدٍ أو عمروٍ لاينبغي أن يكون مبنياً على التقليد ، ولاينبغي أن يكون مبيناً على الإمعية ، وإنَّما ينبغي أن يكون مبنياً على العلم ، وعلى الدين ، وعلى الحجة ؛ فإذا ظهر لنا الدليل ، وبانت لنا الحجة ؛ فإن شاء الله لن نكابر ، ولن نستكبر ، ولن نظلم أنفسنا بمناقضة الحق ، ومخالفة أهل العلم " اهـ
    وأقول : يعلم الله أنَّا لم نقل ما قلنا تقليداً لأحد ، ولاتضامناً مع أحد ، وإنَّما كان ذلك بناءاً على ما صحَّ عندنا ، وثبت لدينا بالأدلة على ذلك ، ولسنا بحمد الله ممن يقلد في مثل هذه الأمور أو ممن يتضامن مع الغير بلا حجة ، ولانتهم أحداً بذلك ؛ فإن كنت إلى الآن لم يتضح لك خارجية المغراوي ؛ فاقرأ النشرة التي أرسلها الشباب السلفي من المغرب ، ونحن لانطالب أحداً بغير الحق ، ولكن نطالب المشايخ المحسوبين على المنهج السلفي أن تجتمع كلمتهم على نصرة الحق ، ونبذ الباطل عبوديةً لله وحده دون سواه ، وليس المقصود أن نتكثَّر بالأشخاص نعوذ بالله من ذلك ؛ فنحن نؤمـن أنَّ الحـق منصورٌ ، ولو لم يكن عليه إلاَّ واحد ، وأنَّ الباطل مخذولٌ ، وإن أوعب عليه الناس ، ولنا في أنبياء الله عبرة ؛ فقد نصر الله إبراهيم عليه السلام ، وجميع قوى الأرض ضدَّه ؛ فقال للنار ؛ التي كانوا قد أعدُّوها لإحراقه وحده ، وتعبوا عليها زمناً طويلاً ؛ فقال الله لها : {كوني برداً وسلاما على إبراهيم}[ الأنبياء : 69 ] فكانت كذلك ، ونحن لانشك في قدرة الله على الانتصار لدينه ، وأهل دينه ، ولكنَّا نعتقد أنَّ لله حكماً لانعلمها ، والله تعالى يقول : { ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}[ محمد : 4 ] فالواجب على أهل الحق أن ينصروا الحق ، وأن يكونوا في صفِّ من يقوم به عبوديةً لله تعالى ، ولايجوز أن نقول لمن نصر الحق أنَّه إمَّعة مع من قام به بل نعتقد أنَّه قام بالواجب عليه ؛ امتثالاً لقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصـار الله}[ الصف : 14 ] .

    ثمَّ قال : " فإذا ضاقت الأمور ، واختلفنا في فلانٍ ؛ فلا يجوز البتة أن نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا ، وإلاَّ كان سبيلاً كبيراً يستفيد منه المخالفون أكثر ما يستفيدون "
    وأقول : على أيِّ شيءٍ يجب اجتماعنا ؛ أليس على الحق ؟ ! بلى ؛ فإن خالف الحق أحدٌ وجب علينا أولاً أن ننصحه ، ونبيِّن له ؛ فإن رجع ، وإلاَّ فإنَّه يجب علينا أن نعتبره شاذاً ، ونرفضه ؛ فإن أيَّده أحد ، وأعانه على باطله أنكرنا على المؤيد ؛ وهجرناه ، وبالأخص إذا كانت بدعته أو مخالفته واضحةً ، وضارة كبدعة الخوارج ، ولايجوز أن نترك الإنكار على المميع حرصاً على جمع الكلمة ، ولاشك أنَّ بدعة الخوارج بدعةٌ ضارة بالدين ؛ فإن أفتينا بجواز الأخذ للعلم عمَّن يرى رأي الخوارج ؛ فقد أعنَّا على هدم الدين ، وشجَّعنا المفسدين ؛ وهل وجد فينا التكفير ، والتفجير ، والتدمير إلاَّ حين تتلمذ مجموعات من الشباب على هؤلاء ، ومؤيديهم ، ولايجوز أن نقول هؤلاء يحفظون القرآن ، وعندهم علمٌ ؛ فالجهل خيرٌ من التتلمذ على أيديهم ، وفي قصة عبد الرحمن بن ملجم عظة وعبرة ؛ حيث أرسله عمر بن الخطاب في عهده إلى مصر ؛ ليعلم الناس القرآن ، ثمَّ بعد ذلك قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولقد ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيغاً حين أخبر عنه أنَّه يسئل عن المتشابه ضربه مائة ، ثمَّ ضربه مائة بعد أن برأ من الضرب الأول ، ثمَّ أتى به ليضربه في المرة الثالثة ؛ فقال صبيغ : يا أمير المؤمنين إن كنت قاتلي فاقتلني ؛ فسيَّره إلى الكوفة ، ونهى عن مجالسته ؛ فكان إذا جاء إلى قوم جالسين تفرقوا ، وبعد زمنٍ جاء إلى أمير الكوفة ، وحلف أنَّه قد ذهب من رأسه ما كان يجده فيه ؛ فقال ما إخاله إلاَّ قد صدق ؛ فخلَّ بينه ، وبين الناس ، وأين أنت من قول بعض السلف : " من وقَّر صاحب بدعةٍ فقد أعان على هدم الإسلام " أخرجه البيهقي في الشعب .
    ثمَّ أوجه إليك هذه الأسئلة ، وأحبُّ أن تجيب عليها ؛ فأقول : لمَّا ضرب أمير المؤمنين الخليفة الملهم عمر بن الخطاب صبيغاً مائة جلدة ، ثمَّ تركه حتى برأ ، ثمَّ أعاده فجلده مائةً ثانية ، ثمَّ تركه حتى برأ ، ثمَّ أعاده ، وأراد أن يجلده المائة الثالثة ؛ لم قال له : لو وجدت الذي فيه عيناك محلوقاً لضربته بالسيف ؛ أليس ذلك لأنَّه اتهمه برأي الخوارج ؛ لأنَّ النبـي صلى الله عليه وسلم قال : (( سيماهم التسبيد )) أو قال : (( التحليق )) راوهما البخاري ، وهما بمعنى واحد .
    ثانياً : لماذا سيَّره إلى الكوفة ، ونهى عن مجالسته ؛ أليس لأنَّ عمر رضي الله عنه خاف على المسلمين من العدوى بفكره ؟ بلى ؛ أفيليق بعد ذلك ونحن ننتمي إلى أهل الحديث ، وأتباع الأثر أن نغضب على من قال لايؤخذ العلم على من يرى رأي الخوارج ، ولاعلى من يدافع عمَّن يرى رأي الخوارج ، ويعتذر له ، ويبرر مسلكه أو يؤويه في بيته ، ويتظاهر بصحبته ، ويحتفظ به ؛ فلايخرجه من منهج السلف بعد العلم بخارجيته ؟!! بل يرى أنَّه إن كان له ذنبٌ فذنبه صغير لايستحق أن يخرج به من المنهج السلفي ؛ أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لعن الله من آوى محدثاً )) رواه مسلم ، وأيُّ حدثٍ أعظم من حدث الخوارج ؛ الذين أخرجوا المسلمين الموحدين المصلين الصائمين المتصدقين التالين لكتاب الله المؤمنين بوعده ووعيده أخرجوا الموصوفين بما ذكر من الإسلام ، وحكموا عليهم بالكفر ، وأباحوا قتلهم ؛ أباحوا سفك دمائهم ، وإزهاق أرواحهم ، وإتلاف أموالهم ، وحكموا عليهم بالخلود في نار الكفار يوم القيامة ، واعتقدوا حرمانهم من الشفاعة ؛ التي منحها الله للموحدين ؛ لإخراجهم من النار ، وإدخالهم الجنة ؛ أيُّ ذنبٍ أعظم من هذا الذنب ، وأيُّ جرمٍ أعظم من هذا الجرم ؛ فهل يصح أن يقال أنَّه لايخرج من السلفية مع ما ورد في الأحاديث المخرَّجة في الصحيحين أو أحدهما أو مخرَّجة في غيرهما بسندٍ صحيح ، ؛ وإني والله أربأُ بك يا شيخ علي وأنت من المعدودين من أصحاب الحديث أن تتوقف في إخراج من يدين بهذا الفكر الخارجي من السلفية .

    قال الشيخ علي الحلبي وفقه الله ، وألهمه الصواب : " وهذه المسائل ينبغي أن يطوى الآن " ولعلَّه : " تطوى " ثمَّ قال : " بعد هذه السنوات لا أقول يطوى كتحقيق مسائل علمية منهجية عقائدية ؛ فقد حققت ، والحمد لله ، وظهر الصواب فيها "
    وأقول ما هو الصواب الذي ظهر ؟ هل هو بإدانتهم بما ثبت عليهم من فكرهم المنحرف ؛ فيهجرون هم ومن أقرهم على هذا الفكر أو ناصرهم ، وأيدهم عليه ، ويحكم عليهم بأنَّهم قد خرجوا من المنهج السلفي أو ثبتت برائتهم فيحكم لهم بأنَّهم ما زالوا على المنهج السلفي ؛ فإن كان الاحتمال الأول ؛ فلم تحكم لهم بالبقاء على المنهج السلفي ؟ وإن كان الثاني فمن أين تثبت برائتهم ؟ والأشياء الملاحظة عليهم موجودة بين أيدي الناس ، ولم ير منهم رجوعٌ عن الخطأ ، ولا اعتراف به ، وطلب للتوبة من الله ؛ ومن ناحية أخرى كيف يطوى شيءٌ قادحٌ في الدين ، ويسكت عليه مع عظمه ، وبشاعته ؟ فكما أنَّ الدين عزيزٌ علينا ؛ فإنَّ ما يقدح فيه فظيعٌ عندنا ، وبشعٌ في نفوسنا ؛ ألا ترى أنَّ السلف ما زالوا يتناقلون كلَّ ما حصل من أمر الدين تناقلوا كلَّ شيءٍ يتعلق بأمر الدين ؛ فما كان لإعزازه تناقلوه ؛ ليقتفى ويتَّبع ، وما كان مما يقدح في الدين ، ويؤثر فيه نقصاً تناقلوه ؛ ليعرف ، ويحذر ؛ فاقرأ ما شئت في الكتب الآتية :
    1- الاعتصام للشاطبي .
    2- الإبانة الكبرى لابن بطة .
    3- شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي .
    4- الشريعة للآجري ، وغيرها من الكتب .
    والمهم أنَّ ما يتعلق بالدين يحتفظ به ، ويعتنى به ؛ ليعرف به الدين ، وتعرف مواقف الناس منه ؛ ليعرف بذلك من نصر الدين ؛ فيدعى له بالثبات إن كان حيَّاً ، ويترحم عليه إن كان ميتاً ، ويحب سواءً كان حياً أو ميتاً ؛ ويبغض مخالف الدين سواءً كان حياً أو ميتاً .
    والمهم أنَّ كلمة يطوى لاينبغي أن تقال في هذا المقام ؛ نسأل الله أن يعفو عنَّا وعنكم ، ويغفر لنا ولكم ، وإنَّما يطوى ما لو حصل من الإنسان مخالفة للشرع ؛ فتاب منها وأناب ، فإنَّها تطوى بمعنى يسدل الستار عليها فلا تذكر .

    ثمَّ قال وفقه الله : " لكن لاينبغي أن يستمر الأمر في الامتحان للأشخاص ، وامتحان الناس ، وبث الفرقة بينهم على هذا وذاك ؛ فمثل هذا الامتحان لايكون على من اتفقت كلمة أهل السنة وعلمائهم عليهم ؛ نقداً ، وطعناً أو ثناءً و مدحاً ، ولا أظنُّ أنَّ الأمر كذلك في هذين أو من لفَّ لفهما ، وأكرر أنَّ هذا القول مني لايعني التهاون في تحقيق الحق في المسائل ؛ التي انتقدوا فيها ؛ بل نحن نبينها ، وننكرها ، ونردُّها ، ونبطلها ، ولكن ينبغي أن يكون ذلك كلَّه في باب الحرص ،
    والشفقة عليهم ؛ حتى يرجعوا إلى الحق فيما خالفونا فيه ، وخالفوا مشايخنا " اهـ .
    وأقول يا شيخ غفر الله لك : ألست تعرف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم امتحن الجارية فقال لها : (( أين الله ؟ قالت : في السماء ؛ قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله ؛ قال : اعتقها فإنَّها مؤمنة )) رواه الدارمي ، وأحمد ؛ أليس هذا امتحانٌ يا شيخ ؟! ألم ينقل عن أحمد بن حنبل أنَّه قال : " إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام فإنَّه كان شديداً على المبتدعة " ، وقال أبو زرعة رحمه الله : ( إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري ، وزائدة فلا تشك أنَّه رافضي ، وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي فلاتشك أنَّه مرجئ ، واعلم أنَّ هذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل لأنَّه ما من أحد إلاَّ وفي قلبه منه سهمٌ لابرء له منـه ) كما في طبقات الحنابلة ( 1/ 199-200 ) وقال نعيم بن حماد : ( إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه ، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه ) كما في تاريخ بغداد ( 6 / 348 ) وتاريخ دمشق ؛ أليس هذا دليلٌ على أنَّ من شكَّ فيه يسأل عنه ، ويؤخذ مقاله دليلٌ على حاله .

    أمَّا قولكم وفقكم الله : " فمثل هذا الامتحان لايكون على من اتفقت كلمة أهل السنة وعلمائهم عليهم ؛ نقداً ، وطعناً أو ثناءً أو مدحاً ، ولا أظنُّ أنَّ الأمر كذلك في هذين أو من لفَّ لفهما "
    وأقول أنَّ أبا الحسن ، والمغراوي ليسوا من أهل السنة الثابتين عليها ؛ الذين اتفقت كلمة علماء السنة على عدم الطعن فيهم ؛ لاقتفائهم للسنن ، وسيرهم عليها ، وعنايتهم بها ؛ فكتاباتهم ، وتصرفاتهم شواهد بأنَّهم بعيدون عن السنة غير ثابتين عليها ، ولا أدري كيف تصوَّر هذا عندك ، وفي ذهنك . ألم تر ما حصل من أبي الحسن من ردِّ خبر الآحاد ، وما جرى من الردود التي كتبها عليه الشيـخ الفاضل والعالم الجليل ربيع بن هادي المدخلي والتي سماها بـ " مجموع الردود على أبي الحسن ؟ " . ألم تر تأصيله للدفاع عن أهل البدع ؟ . ألم تر أنَّه ألَّف كتـاباً في مجلدين للدفـاع عن أهل البدع وأئمتهم سمَّاه " الدفاع عن أهل الاتباع ؟ " . ألم تعلم أنَّه أعلن براءته من أهل السنة في اليمن ، ويرميهم بالفواقر ؟ . ألم تعلم أنَّه صرَّح بنقض منهج الشيخ ربيع المدخلي ؛ الذي هو منهج السلف الصالح ، وأقرَّه عليه العلماء الكبار المعاصرون ، ومنهم الشيخ الألباني – رحمه الله – حيث وجَّه لأبي الحسن سؤالٌ من أحد أنصاره ، ونصُّه :
    " لماذا لم تتكلم من قبل أن تحصل هذه الفتنة ، وتبيِّن الأصول [8] الفاسدة عند الشيخ ربيع ، وعند هؤلاء ؟ ".
    فأجاب أبو الحسن على هذا السؤال الفاجر بقوله : " بعد الثناء مكـراً منـه على من سمَّاهـم
    إخوانه : " أمَّا الشيخ ربيع فأصوله هذه منقوضة في السراج من عام 1418 هـ " .
    لقد شغل أبو الحسن الناس بأصوله الفاسدة :
    1- أخبار الآحاد ، وأنَّها لاتفيد الظن ، وتلونه فيها .
    2- حمل المجمل على المفصَّل ، وتلونه فيه .
    3- نصحح ، ولانهدم ، وتلاعبه فيه .
    4- نريد منهجاً واسعاً أفيح يسع أهل السنة والأمة ، وتلونه فيه .
    5- لانقلد ، وتلونه فيه .
    6- نحن أصحاب الدليل ، وتلونه فيه .
    7- ليس لأحدٍ على الدعوة وصاية ، وليس في الدعوة بابوات ، ولا ملالي.
    والقصد بذلك الثورة على المنهج السلفي ، وإسقاط علمائه ، وقد أسقطه الله ، وخيَّب آماله . كيف يرفض نقد العلماء له القائم على الحجج والبراهين بدعوى أنَّهم مقلدون للشيخ ربيع ، وهم أبعد عن التقليد :
    أ – كطعنه في الصحابة بمثل الغثائية .
    ب- ووصف بعض الأنبياء بالعجلة المذمومة .
    ج – والطعن في الصحابة ، وتربيتهم بأنَّ فيهم خلالاً في التربية .
    د – وبيان حال أصوله الفاسدة ، وشبهاته الباطلة بأنَّه تحميلٌ للكلام ما لايحتمل ، وأنَّه تهاويل ، وأنَّه تجريح بدون سبب .
    وانظر إليه ، وقد هيَّج الأحداث السفهاء على العلماء ، وعلى رفض أحكامهم ، والحكم عليها ؛ ظلماً بأنَّها من أجل أغراض غامضة وجلية بعد أن زرع هو حنظل الفرقة ... الخ . وانظر إليه كيف ينسب هذه المساوئ إلى غيره بكلِّ جرأة . وانظر إليه كيف يرمي الناس بكلِّ أدوائه ، ثمَّ ينسلُّ منها ، فهل رأت عيناك أو سمعت أذناك مثل هذا الرجل ، وألاعيبه ، وبراعته في تقليب الأمور ؛ أليس ما ذكرته هنا بعض شنائع أبي الحسن ؟ .
    أما علمتم أيها القرَّاء أنَّ أبا الحسن نادى بالفرقة مرَّات ، ومدحها ؟ وكم سعى الناصحون في اليمن ، والحجاز لرأب الصدع ، وإنهاء أسباب الفرقة ، ولكن لطموحات أبي الحسن الشريرة ، وأسباب خفية ، وجلية أبى إلاَّ المضي في طريق الشقاق ، والفراق ، والحرب ، والفتن .
    هل تدري أيها القارئ أنَّ أشرطة حربه وفتنته قد بلغت أكثر من ثمانين شريطاً ؛ هذا عدا تهريجه
    ، وتهريج أتباعه ، وعدا كتاباته ، وكتاباتهم في شبكات الإنترنت بما يزكم الأنوف شره ، وخبثه .
    انظر التنكليل بما جاء في لجاج أبي الحسن من الأباطيل ( ص5 ، 7 ، 17 ط مجالس الهدى ) .
    ألم تقرأ ما نقل عن المغراوي من تكفيره للمسلمين في أشرطته التي نقلت عنه ، وذلك مدوَّن عليه في الأوراق المرسلة من أهل السنة السلفيين في المغرب .

    أمَّا قولكم : " ولكن ينبغي أن يكون ذلك كلَّه من باب الحرص ، والشفقة عليهم ؛ حتى يرجعوا إلى الحق فيما خالفونا فيه ، وخالفوا مشايخنا "
    فأقول نحن لانقول ذلك ، ولانتعانا به إلاَّ من باب الحرص ، والشفقة عليهم ، وعلى غيرهم ؛ ممن ينخدع بأقوالهم ، وإذا كانوا هم قد مردوا على الباطل ، وقد صاح بهم من أهل السنة من نصحهم سراً ، أو جهراً حتى ولو كان ممن يعدون من طلابهم ؛ فإذا كانوا قد مردوا على هذه المعصية ، وأبوا أن يقبلوا النصح ؛ فإنَّ الواجب على أهل السنة أن يبينوا شطحاتهم ، ويظهروا أمرهم حتى لاينخدع بهم من ينخدع ، ولايجوز لأحدٍ من أهل السنة أن يسكت عن باطلهم من باب المحاباة أو المجاملة لهم ، ولغيرهم .

    وأخيراً أوصيك ونفسي بتقوى الله ، واتباع السنة ، وأسئل الله عزَّ وجل أن يثبتنا على ذلك حتى نلقاه ، وأن يجعلنا ممن لاتأخذهم في الحق لومة لائم ، وصلى الله على نبينا محمد الشافع المشفَّع ، وعلى آله وصحبه ، ومن اتبع سنته ، واهتدى بهديه إلى يوم الدين .


    كتبه

    أحمد بن يحيى النَّجمي

    20-9-1427 هـ



    _______________
    الهامش :
    [1] قال شيخنا أحمد النجمي حفظه الله والصواب أن يقال : " ولكن نقلت عنهم أنَّهم يؤيدون أبا الحسن " .
    [2] وقال أيضاً والصواب أن يقال : " ولكن نقلت عنهم أننا نؤيد أبا الحسن " .
    [3] وقال أيضاً والصواب أن يقال : " لا أظنُّ أحداً من هذا الصنف يرضى أن يتَّبع قول أحد من الناس " .
    [4] وقال أيضاً والصواب : " وإلاَّ كان سبيلاً كبيراً يستفيد منه المخالفون أكثر مما نستفيد منه أصحابه " .
    [5] وقال شيخنا حفظه الله والصواب : " ومن هذا أظنُّ أنَّ ما جرى حول المغراوي ..." .

    [6] كما في ص 3 من النشرة التي نقلت عنه من أشرطته بعنوان أقوال ومقالاتٍ للدكتور أبو سهل محمد بن عبد الرحمن المغراوي : " لكـن ايش اللـي ( الذي ) حـادث الآن لأنَّه ما كانيـش الآن ( لايوجـد الآن ) توازن ؛ لأنَّه ما كانيش ( لايوجد ) الإسلام الجماعي ؛ لأنَّ الإسلام الآن فردي ما كانيش الإسلام الجماعي ؛ الإسلام الجماعي مفقود منذ زمان ؛ ما فيه توزان الآن ؛ التوازن يجيء بعد الإسلام الجماعي ، والإسلام الجماعي ما كانيش لا ما عندنا إسلام جماعي الآن موجود الآن قناعات فردية ؛ تلقى واحد في الأسرة و15 منحرفين " وكما قال في ص6 : " الإنسان أول ما يبدأ الزفاف يبدأ بالعجل يأتي مجموعة من العجول بأعجالهـم ويبيتون على العجل يعبدون العجل ؛ لأنَّ ما ذكروه من عبادة العجل لمَّا صنعوه بدأوا يرقصون حول ذلك العجل ، وهؤلاء أيضاً يرقصون يعني يبيتون بعجلهم يعني هذه الأغاني ، والفرق التي وضعها باسم المغنين ، وباسم الشيوخ ، والشيخات ، اسم للفرق الموسيقية الشعبية ؛ هذا نوعٌ يعني عجول لكثرة الناس الذين يعبدونها من دون الله " وكما في ص7 : " كلُّ المبادئ التي تخالف الإسلام كلها عجول ، وكلُّ الأحزاب هي عجول ، والأشياء التي تجري فيها ألا نسميها عجول ، فالعجول ما أكثرها ، ولكنَّ الناس لايفهمون إلاَّ أنَّ العجل هو عجـل بني إسرائيل ؛ ليس الأمر كذلك ؛ هناك عجولٌ عالمية كثيرة ؛ شغلت الناس عن عبـادة الله " وله تصريحاتٌ كثيرة ، وله أصولٌ فاسدة من أصول الخوارج والمعتزلة ، ولمَّا نصح ليرجع عن هذه الفضائع أبى وعاند ، وطعن في ناصحيه من أهل العلم ، وجهَّلهم ، وسخر منهم ؛ ومن فواقره أنَّه خلال دفاعه عن نفسه بالباطل ذكر أنَّ الأنبياء مثل آدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى قد أخطأوا ، وأنَّ العلماء لهم أخطاءٌ تعدُّ بالمجلدات ، ومع هذا التكفير الرديء لم يرجع عنه .
    نصحه ، وإشعاره بخطئه ؛ لعلَّه يتوب ، وينيب ؛ فإن فعل فهو على مكانته الأولى عند أهل السنة.
    وقوله حفظه الله : " وردودنا على الحزبيين ، والتكفيريين ، ومن لفَّ لفَّهم أكثر من أن تذكر في هذا المقام مع استغفار ربي - عزَّ وجل - " وأقول هذا هو الواجب علينا جميعاً ، والله تعالى يقول : ) وما يفعلوا من خيرٍ فلن يكفروه ([ آل عمران : 115 ] فما فعله الإنسان لله فلن يضيع عند الله ؛ بل هو محفوظٌ لديه ، ومدَّخرٌ عنده ؛ قال تعالى : ) إنَّ الله لايضيع عمل عامل منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضكم من بعض ([ آل عمران : 195 ] .

    [7] من الملاحظات على أبي الحسن المأربي ما يلي :
    1- دفاعه عن سيد قطب ، وأنَّه يحمل مجمل كلامه على مفصله مع أنَّ سيد قطب فسر سورة الإخلاص بعقيدة وحدة الوجود ، وأنَّه كفَّر المسلمين في مقدمة تفسير سورة الحجر ، وأنَّه وصف موسى بأنَّه رجلٌ عصبي المزاج كما في كتابه التصوير الفني في القرآن ص152 وأنَّ سيداً سبَّ معاوية ، وعمرو بن العاص في كتب وشخصيات ص242 وادَّعى أنَّ مساجد المسلمين معابد جاهلية كما في تفسير في ظلال القرآن ج3 / 1816.
    2- دفاعه عن المغراوي التكفـيري ، ووصف المغراوي للمعاصي بأنَّها عبادة عجل كعجل بني إسرائيل ، وأنَّ الطاعة في معصية الله صنمية كما في شريـط رقم 3 من مواقف إبراهيم ، وكقوله في الفاروق عمر في شريط رقم 2 : " فعمر لو شاهد ما يفعله المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لجاهدهم جهاد الكفار ، إلى غير ذلك من أقواله التي سبق ذكرها .ومع ذلك أبو الحسن المأربي يعظم المغرواي ويفخمه أمام الناس مع ما سبق ذكره ، ويقول فيه : " كيف أزيل الجبل ، وأنصب قواطي الصلصة " اسمع شريط حقيقة الدعوة رقم 2 والجواب المعرب على أسئلة المغرب كلاهما لأبي الحسن .
    3- يصف أبو الحسن المأربي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّهم غثائية ، ومن ذلك كلامه في أسامة بن زيد وتنقصه له في قصته مع الرجل الذي قتله بعد ما قال لا إله إلاَّ الله وعاتبه الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك حيث قال المأربي في أسامة في شريط حقيقة الدعوة رقم 1 بتاريخ 13 / 6 / 1421 هـ : " النظر في الناس ، ومقاصدهم ، والدخول في طوياتهم ، وسرائرهم ، والخوض في ذلك بجهل وحماقة وبقلة ورع تدخل في داخل الرجل " ثمَّ قال في شريط رفع الحجاب : " شوف شوف العاطفة مستحكمة في نفس أسامة ، ويقسم على ذلك " ثمَّ قال أبو الحسن : " فعند ذلك ( أي قول النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة : هلاَّ شققت عن قلبه ) أسقط في يدي أسامة ، وعلم أنَّ حججه واهية ، ولاتغني شيئاً في هذا المقام " .
    4- رمي أبو الحسن للسلفيين الذين أنكروا عليه بأنَّهم حدادية مع أنَّ الحدادية كمـا قال شيخنـا النجمي : في الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية الجزء الثاني ص216 : " ظاهر قولهم التكفير ببدعة واحدة ؛ لأنَّهم يقولون من عنده بدعةٌ واحدة من العلماء وجب علينا ألاَّ نترحم عليه ، وألاَّ نقرأ في كتبه ؛ بل إنًَّ من عنده بدعة يجب أن تحرق كتبه ، وقد أحرقوا كتاب فتح الباري باعترافهم " وغير ذلك من أباطيل الحدادية التي يزعم المأربي أنَّ السلفيين حدادية كما نقل عنه ذلك في شريط بعنوان الحدادية وكان في عام 1422 هـ إلى غير ذلك من الملاحظات التي دونها عليه أهل العلم ، ومنهم شيخنا ربيع بن هادي المدخلي في كتابه مجموع الردود على أبي الحسن .

    [8] هكذا أصبحت الأصول السلفية المنبثقة من الكتاب والسنة أصولاً فاسدة في نظر أبي الحسن ، وحزبه الضال ؛ لأنَّها تنتقد سيد قطب وضلالاته ، والإخوان وضلالاتهم ، وجماعة التبليـغ وضلالاتهـم ، وتذود عن المنهج السلفي و حياضه .
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جميل حمامي; الساعة 16-08-2008, 06:02 PM.

    تعليق


    • #3
      ونحن لانطالب أحداً بغير الحق ، ولكن نطالب المشايخ المحسوبين على المنهج السلفي أن تجتمع كلمتهم على نصرة الحق ، ونبذ الباطل عبوديةً لله وحده دون سواه ، وليس المقصود أن نتكثَّر بالأشخاص نعوذ بالله من ذلك ؛ فنحن نؤمـن أنَّ الحـق منصورٌ ، ولو لم يكن عليه إلاَّ واحد ، وأنَّ الباطل مخذولٌ ، وإن أوعب عليه الناس ، ولنا في أنبياء الله عبرة ؛ فقد نصر الله إبراهيم عليه السلام ، وجميع قوى الأرض ضدَّه ؛ فقال للنار ؛ التي كانوا قد أعدُّوها لإحراقه وحده ، وتعبوا عليها زمناً طويلاً ؛ فقال الله لها : { كوني برداً وسلاما على إبراهيم } [ الأنبياء : 69 ] فكانت كذلك ، ونحن لانشك في قدرة الله على الانتصار لدينه ، وأهل دينه ، ولكنَّا نعتقد أنَّ لله حكماً لانعلمها ، والله تعالى يقول : { ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض } [ محمد : 4 ] فالواجب على أهل الحق أن ينصروا الحق ، وأن يكونوا في صفِّ من يقوم به عبوديةً لله تعالى ، ولايجوز أن نقول لمن نصر الحق أنَّه إمَّعة مع من قام به بل نعتقد أنَّه قام بالواجب عليه ؛ امتثالاً لقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصـار الله } [ الصف : 14 ] .

      كلام يحتاج أن يقراءه الذين يظنون أن الحق مع الكثرة

      بارك الله فيك ياأخانا محمد حمامي

      ورحم الله الشيخ العلامة أحمد النجمي وأسكنه الفردوس الأعلى

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا ورحم الله المحدث السلفي الشيخ النجمي

        تعليق

        يعمل...
        X