• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما صحة هذه العبارة: (ما كان يوسف عليه السلام يقيم العدل كله ولكن فيما استطاع)؟(من بوائق عبيد الجابري)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    أحسن الله إليك أبا العباس
    نعم عبيد مبتدع وليقولوا ماقالوا

    تعليق


    • #17
      رد جيد، وكلام طيب يا أبا العباس الجيجلي
      جزاك الله خيرا .

      تعليق


      • #18
        لله أنت أخانا الجليل أبا العباس على هذا الرد المفحم وما عسانا نقول في أمثال هؤلاء _ وقد ابتلينا بهم _ : { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً }
        وأما ما ذكره بعضهم من أن شيخ الإسلام يقول : وفَعَلَ مِنَ العَدْلِ وَالـخَيْرِ مَا قَدِرَ عَلَيْهِ، ودعاهم الى الايمان بحسب الامكان ".اهـ
        ومقارنته بكلام الجابري فهذا بعيد جداً بل ضرب من الهذيان ؛ ولكن في سوق النوك والحمق كل بضاعاة مزجاة فهي رائجة أما عندنا فلا مكان لها وما زال المساكين يبحثون عن المخرج لهذا الورطة الكبيرة التي ورطهم فيها الجابري
        ونحن نقول : فرق كبير بين قول شيخ الإسلام : وفعل من العدل والخير ما قدر عليه ودعاهم إلى الإيمان بحسب الإمكان اهـ وبين قول الجابري ما أقام العدل كله .. اهـ
        ولنا أن نسأل الجابري ومن إليه : ما هو العدل الذي ما استطاع إقامته ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
        شيخ الإسلام _ رحمه الله _ يقرر بأنه كان يدعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بحسب ما يقدر عليه وحسب ما يمكنه شأنه شأن غيره من الأنبياء الذين يبعثون إلى أقوام مشركين وأما الجابري فيقرر بأنه ما أقام العدل كله ينفي عنه إقامة العدل كله وإنما بعضه ولو أجبتم على ما تقدم لأرحتم واسترحتم ولكن بينكم وبين ذلك بعد المشرقين وربما أبعد والله المستعان
        أجيبوا الحجة بالحجبة أما مثل هذا الهذيان اتركوه وجنبوا أنفسكم معرته ولو حصل أن شيخ الإسلام ابن تيمية عبر بمثل تعبير الجابري لقلنا هذا مدسوس عليه ولكن الحال كما عرفت

        تعليق


        • #19
          جزاكم الله خيرا يا أهل السنة.


          وقد رأيت ما كتبه بعض البرامكة ، ولضيق الوقت رأيت تأخير الردّ عليهم إلى يوم غدٍ إن شاء الله.


          أمّا ما ذكرت من كلام اللجنة الدائمة والإمام الألباني ، فهو في رسالتي: الناصح الأمين وشبهات المرجفين (ترجمة للشيخ يحيى حفظه الله وردّ على كل شبه البرامكة) ومن باب الفائدة رأيت أن أنقل الفصل كلّه هنا:


          الشبهةالأولى: نسبة الخطأ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم!!

          اعلم حفظك الله: أنّ منزلة الرسول صلى الله عليه وسلّمعظيمة جدّا عند أهل السنّة ، ومنهم الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله-ويدلّ على ذلك مدى اهتمامه بأحاديثه -صلى الله عليه وسلّم- حفظا وتحفيظا وتدريساوتعليما ، مع ما هو عليه من الذبّ عن سنّته وشريعته ، والحرب على أهل البدعالمخالفين لطريقته ، ومع هذا أبى المبطلون إلأّ أن ينسبوه إلى التنقص من قدرالرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم ، وكان أتباع فالح الحربي الحدّدي أوّل من نسبإليه هذا القول الشنيع ، ثمّ تبعهم عليه قوم آخرون ، ويحسن -قبل مناقشة زيف هذهالدعوى- التقديم بمقدّمتين مهمّتين:

          المقدّمةالأولى: جواز وقوع صغائر الذنوب من الأنبياء عند أهل السنّة إلاّ ما كان من صغائرالخسّة ، ومخالفة الروافض وغيرهم لهذه العقيدة السلفيّة:

          قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-:((وأما قولهم في عصمة الأنبياء ، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكنلا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم)).[1]

          وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله – عن المرادبعصمة النبي صلى الله عليه وسلم ؟فأجاب: ((عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلّ ما ينافي الرسالة فهو معصوم من الكذب , معصوم منسوء الأخلاق , معصوم من الخيانة , معصوم من الشرك وغيره ممّا ينافي الرسالة.
          أمّا ما يقع منه من الذنوب فإنَّهمعصوم من الإقرار عليها بخلاف غيره قد يفعل الذنب و يستمرّ فيه)).[2]

          وسئل شيخ الإسلام -رحمه الله- عن رجل قال إن الأنبياء عليهمالصلاة والسلام معصومون من الكبائر دون الصغائر فكفره رجل بهذه فهل قائل ذلك مخطىءأو مصيب ؟ وهل قال أحد منهم بعصمة الأنبياء مطلقا ؟ وما الصواب في ذلك ؟؟!
          فأجاب: ((الحمد لله رب العالمين؛ ليس هو كافرا باتفاق أهل الدين، ولا هذا من مسائل السب المتنازع في استتابة قائله بلا نزاع ، كما صرح بذلك القاضيعياض وأمثاله -مع مبالغتهم في القول بالعصمة وفي عقوبة الساب- ومع هذا فهم متفقون علىأن القول بمثل ذلك ليس هو من مسائل السب والعقوبة ، فضلا أن يكون قائل ذلك كافرا أوفاسقا.
          فإن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر: هوقول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف ، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام!! كما ذكر أبوالحسن الآمدي: أن هذا قول أكثر الأشعرية ، وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القولولم ينقل عنهم ما يوافق القول[. . .][3] وإنمانقل ذلك القول في العصر المتقدم: عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ، ثم وافقهم عليه طائفةمن المتأخرين؛ وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء: أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائرولا يقَرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال.
          وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهمقولا لذلك: الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان ، والسهو والتأويل، وينقلون ذلك إلى من يعتقدون إمامته ، وقالوا بعصمة علي والإثنى عشر.
          ثم الإسماعيلية الذين -كانوا ملوك القاهرة- وكانوا يزعمون أنهمخلفاء علويون فاطميون ، وهم عند أهل العلم من ذرية عبيد الله القداح ، كانوا هم وأتباعهميقولون بمثل هذه العصمة لأئمتهم ونحوهم ، مع كونهم -كما قال فيهم أبو حامد الغزاليفي كتابه الذي صنفه في الرد عليهم- قال: ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض.
          وقد صنف القاضي أبو يعلى وصف مذاهبهم في كتبه ، وكذلك غير هؤلاءمن علماء المسلمين ، فهؤلاء وأمثالهم من الغلاة القائلين بالعصمة وقد يكفرون من ينكرالقول بها ، وهؤلاء الغالية هم كفار باتفاق المسلمين.
          فمن كفر القائلين بتجويز الصغائر عليهم: كان مضاهيا لهؤلاء الإسماعيليةوالنصيرية والرافضة والإثنى عشرية؛ ليس هو قول أحد من أصحاب أبي حنيفة ، ولا مالك ولاالشافعي ، ولا المتكلمين المنتسبين إلى السنة المشهورين ، كأصحاب أبي محمد عبد اللهبن سعيد بن كلاب ، وأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ، وأبي عبد الله محمد بن كراموغير هؤلاء ، ولا أئمة التفسير ولا الحديث ولا التصوف ، ليس التكفير بهذه المسألة قولهؤلاء.
          فالمكفر بمثل ذلك يستتاب ، فإن تاب وإلا عوقب على ذلك عقوبةتردعه وأمثاله عن مثل هذا ، إلا أن يظهر منه ما يقتضى كفره وزندقته ، فيكون حكمه حكمأمثاله.
          وكذلكالمفسق بمثل هذا القول: يجب أن يعزر بعد إقامة الحجة عليه ، فإن هذا تفسيق لجمهور أئمةالإسلام.
          وأما التصويب والتخطئة في ذلك: فهو من كلام العلماء الحافظين، من علماء المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة ، وتفصيل القول في ذلك يحتاج إلىبسط طويل لا تحتمله هذا الفتوى والله أعلم)).[4]

          قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: ((طوائف من أهل البدع والكلام، والشيعة وكثير من المعتزلة ، وبعض الأشعرية ، وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر، وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه ، في تحريف كلام الله عن مواضعه ؛ وأماالسلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة ؛ وأهل الحديث والتفسير ؛ وأهلكتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية ؛ وكثير من أهل الكلام كجمهور الأشعريةوغيرهم وعموم المؤمنين: فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة ، مثل قوله تعالى: ﴿وعصى آدمربه فغوى﴾ وقوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾بعد أن قال لهما: ﴿ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين﴾وقوله تعالى: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾ مع أنه عوقببإخراجه من الجنة ؛ وهذه نصوص لا تردّ إلا بنوع من تحريف الكلام عن مواضعه..))[5]

          وقال العلامة الشنقيطي -رحمه الله-: ((وقوله تعالى في هذه الآية﴿وعصى آدم﴾ يدل على أن معنى غوى: ضل عن طريق الصواب -كما ذكرنا- وقد قدمنا أن هذه الآيةالكريمة وأمثالها في القرآن هي حجة من قال بأن الأنبياء غير معصومين من الصغائر؛ وعصمةالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم مبحث أصولي لعلماء الأصول ، فيه كلام كثير واختلافمعروف ، وسنذكر هنا طرفاً من كلام أهل الأصول في ذلك؛ قال ابن الحاجب في "مختصرالأصول": مسألة: الأكثر على أنه لا يمتنع عقلا على الأنبياء معصية ، وخالف الروافضوخالف المعتزلة إلا في الصغائر ، ومعتمدهم التقبيح العقلي ، والإجماع على عصمتهم بعدالرسالة من تعمد الكذب في الأحكام لدلالة المعجزة على الصدق؛ وجوزه القاضي غلطاً وقال:دلت على الصدق اعتقاداً ، وأما غيره من المعاصي فالإجماع على عصمتهم من الكبائر والصغائرالخسيسة ، والأكثر على جواز غيرهما.أهـ منه بلفظه.
          وحاصل كلامه: عصمتهم من الكبائر ومن صغائر الخسة دون غيرها منالصغائر)).[6]

          وقال -رحمه الله-: ((هو ونحوه من الآيات: مستند من قال من أهلالأصول بعدم عصمة الأنبياء من الصغائر التي لا تتعلق بالتبليغ؛ لأنهم يتدراكونها بالتوبةوالإنابة إلى الله حتى تصير كأنها لم تكن.
          واعلم أن جميع العلماء أجمعوا على عصمة الأنبياء صلوات اللهوسلامه عليهم في كل ما يتعلق بالتبليغ. واختلفوا في عصمتهم من الصغائر التي لا تعلقلها بالتبليغ اختلافاً مشهوراً معروفاً في الأصول؛ ولا شك أنهم صلوات الله عليهم وسلامهإن وقع منهم بعض الشيء: فإنهم يتداركونه بصدق الإنابة إلى الله ، حتى يبلغوا بذلك درجةأعلا من درجة من لم يقع منه ذلك)).[7]

          قال ابن بطال -رحمه الله-: ((وذِكر الأنبياء -صلى الله عليهموسلم- فى حديث الشفاعة لخطاياهم ، فإن الناساختلفوا هل يجوز وقوع الذنوب منهم؟ فأجمعت الأمة على أنهم معصومون فى الرسالة ، وأنهلا تقع منهم الكبائر ، واختلفوا فى جواز الصغائر عليهم فأطبقت المعتزلة والخوارج علىأنه لا يجوز وقوعها منهم !! وزعموا أن الرسل لا يجوز أن تقع منهم ما ينفر الناس عنهموأنهم معصومون من ذلك!!! وهذا باطل لقيام الدليل مع التنزيل وحديث الرسول أنه ليس كلذنب كفرًا.
          وقولهم:إن البارى تجب عليه عصمة الأنبياء -عليهم السلام- من الذنوب فلا ينفر الناس عنهم بمواقعتهملها: هو فاسد بخلاف القرآن له ، وذلك أن الله تعالى قد أنزل كتابه وفيه متشابه مع سابقعلمه أنه سيكون ذلك سببًا لكفر قوم ، فقال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْزَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 7] وقال تعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَاآيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ﴾[النحل: 101] فكان التبديل الذى هو النسخ سببًا لكفرهم ، كما كان إنزاله متشابهًا سببًالكفرهم ، وقال أهل السنة: جائز وقوع الصغائر من الأنبياء ، واحتجوا بقوله تعالى مخاطبًالرسوله: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح:2] فأضاف إليه الذنب ، وقد ذكر الله فى كتابه ذنوب الأنبياء فقال تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُرَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه: 121] وقال نوح لربه: ﴿إِنَّ ابنِى مِنْ أَهْلِى﴾ [هود: 45] فسألهأن ينجيه ، وقد كان تقدم إليه تعالى فقال: ﴿وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى الَّذِينَ ظَلَمُواإِنَّهُم مُّغْرَقُونَ﴾ [هود: 37] وقال إبراهيم: ﴿وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَلِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء: 82] وفى كتاب الله تعالى من ذكر خطايا الأنبياءما لا خفاء به ، وقد تقدم الاحتجاج فى هذه المسألة فى كتاب الدعاء)).[8]

          قال الإمام الشوكاني -رحمه الله-: ((وأما الصغائر التي لا تزريبالمنصب ، ولا كانت من الدناءات فاختلفوا هل تجوز عليهم ، وإذا جازت هل وقعت منهم أملا؟ فنقل إمام الحرمين وإِلكيَا عن الأكثرين الجواز عقلا ، وكذا نقل ذلك عن الأكثرينابن الحاجب ، ونقل إمام الحرمين وابن القشيري عن الأكثرين أيضا عدم الوقوع ، قال إمامالحرمين: الذي ذهب إليه المحصلون أنه ليس في الشرع قاطع في ذلك نفيا أو إثباتا والظواهرمشعرة بالوقوع.
          ونقلالقاضي عياض تجويز الصغائر ووقوعها عن جماعة من السلف منهم أبو جعفر الطبري ، وجماعةمن الفقهاء والمحدثين: قالوا ولا بد من تنبيههم عليه إما في الحال على رأي جمهور المتكلمينأو قبل وفاتهم على رأي بعضهم)).[9]

          المقدمةالثانية: وقوع الاجتهاد من الأنبياء ، وقد يكون صوابا فيقرّهم الوحي ، أو خطأفيصوّبهم الوحي:

          جاء في "مجلّة البحوث الإسلامية" الصادرة عنالرئاسة العامة لإدارة البحوث العلميّة والافتاء ، بإشراف الإمام العلامة عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: ((وقد كان باب الاجتهاد مفتوحا زمن النبي -صلى الله عليهوسلم- واتفق العلماء على وقوع الاجتهاد منه -صلى الله عليه وسلم- في الأقضية وفصل الخصومات، وفي أمور الحرب وفي شئون الدنيا؛ واختلفوا في وقوع الاجتهاد منه فيما عدا ذلك؛ والراجحأنه وقع الاجتهاد منه مطلقا حتى في العبادات[10] وهوما عليه جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة.
          مثال اجتهاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الأقضية وفصل الخصومات:أنه قضى لهند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بالنفقة لها ولأولادها وأنه يجوز لها أن تأخذمن ماله ما يكفيها وولدها بالمعروف[11].
          وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤكد للمتخاصمين أنه بشروأنه يحكم بالظاهر بناء على اجتهاده ، فعن أم سلمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضيعلى نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار))[12].
          ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في أمور الحرب: اجتهادهفي أسرى بدر ، فقد شاور الصحابة فيما يصنع بهم فأشار عليه أبو بكر بأخذ الفدية منهموأشار عليه عمر بضرب رقابهم ، ومال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في اجتهاده إلى اجتهادأبي بكر فنزل قول الله سبحانه معاتبا الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّأَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَاوَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[13].
          ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في شئون الدنيا: قوله للصحابةلما رآهم يؤبرون النخل ((لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا)) فلما ذكروا له فيما بعد أنثمر النخل قد سقط قال لهم: ((أنتم أعلم بأمر دنياكم))[14].
          ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات: أنه ساق الهديفي حجه ونوى القران بدليل أنه قال للصحابة: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ماسقت الهدي))[15]ولو كان سوق الهدي بالوحي لما قال: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت)).
          ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات أيضا: استغفارهلبعض المنافقين وصلاته على بعضهم ، كما ثبت أنه صلى على عبد الله بن أبيّ ، واستغفرلعمه أبي طالب ، فنزل قول الله سبحانه في شأن استغفاره للمنافقين: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْأَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَاللَّهُ لَهُمْ﴾ ونزل قوله تعالى في شأن صلاته -عليه الصلاة والسلام- على عبد اللهبن أبي : ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾[16].
          ونزل قوله تعالى في شأن استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لعمهأبي طالب : ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَوَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُالْجَحِيمِ﴾[17].
          وإذا أخطأ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقر على ذلك ، ونزلعليه الوحي لبيان الصواب ، كما حصل منه -عليه الصلاة والسلام- في أخذ الفداء من أسرىبدر ، وفي استغفاره لعمه أبي طالب[18] ولبعضالمنافقين وصلاته على بعضهم)).[19]

          قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: ((وفي الآيةقرينتان على أن حكمهما[20] كانباجتهاد لا بوحي ، وأن سليمان أصاب فاستحق الثناء باجتهاده وإصابته ، وأن داود لم يصبفاستحق الثناء باجتهاده ولم يستوجب لومًا ولا ذمًّا بعدم إصابته ، كما أثنى على سليمانبالإصابة في قوله: ﴿ففهمناها سليمان﴾ وأثنى عليهما في قوله: ﴿وكلا آتينا حكما وعلما﴾فدل قوله: ﴿إذ يحكمان﴾ على أنهما حكما فيها معا ، كل منهما بحكم مخالف لحكم الآخر ،ولو كان وحيا لما ساغ الخلاف ، ثم قال: ﴿ففهمناها سليمان﴾ فدل ذلك على أنه لم يفهمهاداود ، ولو كان حكمه فيها بوحي لكان مفهما إياها كما ترى.
          فقوله: ﴿إذ يحكمان﴾ مع قوله: ﴿ففهمناها سليمان﴾ قرينة على أنالحكم لم يكن بوحي بل باجتهاد ، وأصاب فيه سليمان دون داود بتفهيم الله إياه ذلك.
          والقرينة الثانية: هي أن قوله تعالى: ﴿ففهمناها . . . الآية﴾ يدل على أنه فهمه إياها من نصوص ما كان عندهم من الشرع ، لا أنه أنزل عليه فيها وحياجديدا ناسخا ، لأن قوله تعالى: ﴿ففهمناها﴾ أليق بالأول من الثاني كما ترى.))[21]

          قال ابن النجّار -رحمه الله-: ((ويجوز اجتهاده[22] أيضافي أمر الشرع عقلا وشرعا عند أصحابنا والأكثر ، وعزاه الواحدي إلى سائر الأنبياء.
          قال: ولا حجة للمانع في قوله تعالى: ﴿إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾فإن القياس على المنصوص بالوحي اتباع للوحي.
          ومنعه الأكثر من الأشعرية والمعتزلة ، وقال القاضي: إنه ظاهركلام أحمد في رواية ابنه عبد الله.
          ووقع[23] علىالصحيح عند أكثر أصحابنا . . . . إلى أن قال -رحمه الله-: و على القول بجواز اجتهاده-صلى الله عليه وسلم- ووقوعه منه: لا يقر على خطأ إجماعا ، وهذا يدل على جواز[24] الخطأ، إلا أنه لا يقر عليه ، واختار هذا ابن الحاجب والآمدي ، ونقله عن أكثر أصحاب الشافعيوالحنابلة ، وأصحاب الحديث.))[25]

          قال العلامة الآلوسي -رحمه الله-: ((واستُدِل بالآية على أنالأنبياء عليهم السلام قد يجتهدون وأنه قد يكون الوحي على خلافه ولا يقرون على الخطأ، وتُعُقِّبَ بأنها إنما تدل على ذلك لو لم يقدر في ﴿مَا كَانَ لِنَبِىٍّ﴾ لأصحاب نبي[26]!! ولا يخفى أن ذلك خلاف الظاهر ، مع أن الإذن لهم فيما اجتهدوا فيه اجتهاد منه -عليهالصلاة والسلام- إذ لا يمكن أن يكون تقليداً لأنه لا يجوز له التقليد[27] ،وأما أنها إنما تدل على اجتهاد منه -عليه الصلاة والسلام- إذ لا يمكن أن يكون تقليداًلأنه لا يجوز له التقليد ، وأما إنها إنما تدل على اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم-لا اجتهاد غيره من الأنبياء عليهم السلام!! فغير وارد ، لأنه إذا جاز له -عليه الصلاةوالسلام- جاز لغيره بالطريق الأولى ، وتمام البحث في كتب الأصول.))[28]

          موافقةكلام الشيخ العلامة يحيى الحجوري للحق والصواب ، وكلام العلماء

          من خلال هذا العرض يتبيّن -بحمد الله- أنّه قد يكون النبيصلى الله عليه وسلم اجتهد في بعض المسائل ينزل الوحي ببيان أنه خطأ فينبّههم اللهعزّ وجلّ على هذا ، ويتبيّن -أيضا- أنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يقعون فيصغائر الذّنوب غير الذميمة ، ولا شكّ أنّ هذه الذنوب أخطاء لا صواب ، وليس في هذاأي انتقاص لهم ، أو حطّ عليهم ، أو إنزال لمكانتهم ، بل هذا هو الحقّ الدّال علىبشريّتهم ، لهذا جاء في فتوى (6290) للجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز -رحمهالله-: ((نعم الأنبياء والرسل يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم ، بل يبينلهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفوررحيم ، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذاالسؤال ، ولم ينكر الله تعالى على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- إخباره أمته بحديثالذباب ، وما في جناحيه من الداء والدواء ، بل أقره فكان صحيحا وأما أبناء آدم فمعأنهما ليسا من الأنبياء لما قتل أحدهما الآخر ظلما وعدوانا ، بين الله سوء صنيعه بأخيه، وبين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدمالأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل .
          وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
          اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
          الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز؛ نائب رئيس اللجنة:عبد الرزاق عفيفي؛ عضو: عبد الله بن غديان؛ عضو: عبد الله بن قعود))[29]

          وقالت اللّجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز -رحمه الله-:((والراجح وقوع الخطأ من النبي -صلى الله عليه وسلم- لكنه لا يقر عليه)).[30]

          قال العلاّمة الإمام محمّد ناصر الدين الألباني: ((هنا يأتيسؤال ، هل للنبي -صلى الله عليه وسلّم- تصرفات في الشرع -في الأحكام الشرعية- يمكنأن يصيب فيها و أن يخطأ لأنه اجتهد ولم يوح إليه في شيء من الاجتهادت ، هل هذا وقعأو كلّ ما جاء من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلّم- فيما يتعلّق بالأحكامالشرعيّة: كلّ ذلك وحي ؟؟! أقول في الجواب عن هذا السؤال ، وإنّما أطرحه للانتباهإلى نكتة الجواب -أوّلا- ولأنّ كثيرا من النّاس اليوم ممن ينتمون إلى حزب منالأحزاب الإسلامية . . . .[31]يوجد هناك حزب إسلامي في هذه البلاد وفي غيرها ، يقول: إنّه لا يجوز للرسول -عليهالسلام- أن يجتهد !! الرسول لا يجتهد !! هكذا زعموا !! لكن: هذا الزعم مرفوض بكثيرمن النّصوص ، الذين ادّعوا هذا الادعاء نيّتهم -الله أعلم- أنها حسنة ، لكنّها منحيث الثمرة: هي سيّئة! لأنّها تشبه نيّة كثير من الفرق القديمة ، التي أنكرت نصوصافي الكتاب والسنّة صريحة ، لتوهّمهم أنّ التمسك بهذه النصوص على ظاهرها -كمايزعمون- تؤدّي إلى تعطيل الشّريعة أو الطّعن في جانب من جوانبها ، فالذين يقولون:إن الرسول عليه السلام لا يجتهد !! سيقولون -إذن- نحن ما يدرينا إذا أخذنا برأي منآراء الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] التي اجتهد فيها أن يكون قد أخطأ ؟!!
          هنا يأتي الجواب: إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم-إذا كان يقول: ((إذا اجتهد الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، فإن أخطأ فله أجرواحد))[32]فرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أولى بالاجتهاد ، وأقرب إلى إصابة الصواب[33] ،وأن يأجر ذلك الأجر المضاعف ، فلماذا نقول إن الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم]لا يجتهد !! وقد اجتهد فعلاً.
          لكنّنا نقول: إن اجتهد فأخطأ: فسرعان ما يصوّبه الوحيُ ،هذا الذي قلته آنفا ﴿يوحى إليّ﴾ أي: يوحى إليّ بحكم شرعيٍّ ، أو بتصويب لاجتهادٍنبويًّ ، فحينئذٍ نحن نكون في مأمن من أن نكون متّبعين للرّسول [صلى الله عليهوعلى آله وسلّم] في شيء اجتهد فأخطأ -حاشاه من ذلك- لذلك: هذا يُأَدّي بنا إلى أننتّخذ هذا الجواب قاعدة ، للردّ على بعض الدكاترة -وهنا بصورة خاصة- في الجامعةالأردنيّة . . .[34]إذن: إذا جاء مثل قوله تعالى: ﴿عبس وتولّى﴾ إذن: هذا مثال واقعي ، كيف نقول أنالرسول -صلى الله عليه وسلّم- لا يجتهد ؟؟! ها هو قد اجتهد لكنّه لم يقرّ ﴿ومايدريك لعلّه يزّكى * أو يذّكر فتنفعه الذّكرى﴾ وكثير من الأحكام التي صدرت عنالرسول عليه السلام توحي إلينا -من كلامه عليه السّلام- لا من كلام ربّ العالمين ،أنّها اجتهاد منه . . .[35]فهو إذا اجتهد فأخطأ لا يقرُّ ، ينبّه بماذا؟ بطريقة الوحي . . .[36]أمّا الرسول عليه السلام فهو معصوم من أن يقرّ على خطأ))[37]

          قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: ((وتنازع الناس: هل في سنته مايقولُه باجتهاد ؟ وإذا اجتهد هل يجوز عليه الخطأ لكن لا يُقرُّ عليه ؟
          وأكثر الفقهاء يقولون بالأمرين[38] ،ولم يقل أحد إن هؤلاء سابون له ، وإلا فيكون أكثر أصحاب مالك والشافعي وأحمد يسبونالرسول صلى الله عليه وسلم!!!))[39]

          ومن هنا تعلم صواب كلام الشيخ العلاّمة الناصح الأمين يحيىبن علي الحجوري -حفظه الله- لمّا قال: ((..نعم إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهدفي بعض المسائل.
          لكن! اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم يكون توفيقاً ، فالسنةتوقيفية وتوفيقية ، أما على التوقيف على دليل يأمره الله بذلك ، أما على التوفيق يقرهالوحي على ذلك.
          وما كان مخطئا في ذلك ينزل الوحي في أسرع وقت في بيان ذلك الغلط.
          ومن ذلك ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَايُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى *﴾ من وسائلالدعوة هذا ، أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- على بعض أشراف قريش يعظهم ويطمع في إسلامهمعليه الصلاة والسلام ، وأتى ابن أم مكتوم أعمى ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم في بعضأمور دينه ، والنبي صلى الله عليه وسلم كره هذا منه ، كره أن يتكلم وهو يتكلم مع أولئكالأشراف يدعوهم إلى الله وابن أم مكتوم يسأل في ذلك الوقت رضي الله عنه .
          فبعد ذلك نزل التأديب من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم:﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ كره ذلك وعبس وجهه من ابن مكتوم ، أنزل الله ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُفَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَاعَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَعَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ إنها تذكرةعليك التذكرة أنت.
          هذا من وسائل الدعوة التي أخطأ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم؛أدبه ربه بالوحي أدبه ربه بالوحي ، أدبه ربه وأنزل قرآنا يتلى في بيان تصويب هذا الخطأ.
          همّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد أناسا من أصحابه لقصدإقبال بعض أشراف قريش قالوا: اطرد هؤلاء لا يجترؤون علينا؛ فوقع في نفس النبي صلى اللهعليه وسلم شيء من ذلك فأنزل الله تعالى تعديل هذا الخطأ ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَيَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْحِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْفَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[40] هذامن وسائل الدعوة.
          فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا دعا على أناس اللهمعليك بفلان وبفلان وبفلان ، نزل الوحي في تعديل هذا الخطأ ، نزل الوحي ﴿لَيْسَ لَكَمِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾[41] نعموالذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات اسلموا وذكرهم الحافظ ابنحجر في الإصابة جملة من الذين و نقلناه عن الحافظ أيضا في الصبح الشارق بأسمائهم.
          الشاهد أن كثيرا من الناس أتوا من هذا الباب أن مسألة الدعوةللإنسان أن يخوض للإنسان فيها أن يخوض ويصول ويجول وبرأيه وبحكمته فيما يزعم هو ، بحكمتهفيما يزعم وبحذلقته وببرمجته إلى آخر ما يقولون..))[42] اهـ
          وهذا الكلام موافق للحقّ ، موافق لما سبق ذكره من كلام أهلالعلم الراسخين ، ومع هذا يقول الشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله-: ((ومع ذلك لما حَمَلَكلامي بعض الناس على المحمل السيء الذي لا يحتمله كلامي ويرفضه السياق الذي حف هذهالكلمة وأمثالها ، قلت حينذاك: "أنا أرجععن هذا الأسلوب وأستغفر الله منه قطعاً لدابر الفتنة التي يتقصدها بعض الناس"،ولكن فتنتهم لم تنقطع لمآرب يعلمها الله ويدركها البصراء ، ومنها هذا المقال الذي أناقشهالآن؛ فأجدني مضطراً لتوضيح الحقيقة التي دان بها السلف الأخيار ضد مذاهب أهل البدعالأشرار)).[43]

          قلت: المعنى صحيح وهو قول أهل السنّة ، لكن: لما حمل الحزبيونلفظه على غير محمله ، وشغّبوا به عليه ، تراجع عنه -حفظه الله- قطعا لدابر الفتنة، وإرغاما للشانئين ، ولكنّ الحزبيين لا يرعوون.








          الشبهةالثانية: هل كلّ السنّة وحي ؟؟!

          وهذه المسألة تخرّج على ما قبلها ، فالقول الذي يقولهالرسول -صلى الله عليه وسلّم- باجتهاد: الوحي قد يقرّه أو يخطئه ، ومع هذا شغّبالحزبيّون على الناصح الأمين في هذه المسألة ، لما قال: ((السنة معظمها وحي)) ثمذكر تفصيلا طيّباً في هذه المسألة، قال في آخره: ((فالسنة توقيفها وتوفيقها)) مردذلك إلى أنه كله وحي إما توقيفاً أو توفيقاً. وجعلها بعضهم من (الأصول التي خالففيها الحجوري)[44]!!ولو أنّ هؤلاء تجرّدوا عن الهوى ، وراجعوا كلام أهل العلم: لعلموا أنّهم قد أبعدوا، وأخطأوا ، وغلطوا ، وتعدّوا ، وجارُوا وظلموا . . .إلخ.

          وقد أشار الإمام الألباني -رحمه الله- إلى هذه المسألة فيشريطه المشهور "هذه دعوتنا" فقال: ((الحديث إذا لم يكن وحيا مباشرا علىقلب نبيّه -صلى الله عليه وسلم- وإلاّ فهو اقتباس من الآية السابقة))أهـ

          جاءفي "المسوّدة" لعلماء آل تيميّة -رحمهم الله-: ((قال شيخنا: قال ابن بطةفيما كتب به إلى ابن شاقلا فى جوابات مسائل؛ وقال: والدليل على أن سنته وأوامره قدكان فيها بغير وحى ، وأنها كانت بآرائه واختياره: أنه قد عوتب على بعضها ، ولو أمربها لما عوتب عليها!! من ذلك حكمه فى أسارى بدر وأخذه الفدية ، وإذنه فى غزوة تبوكللمتخلفين بالعذر حتى تخلف من لا عذر له ، ومنه قوله: ﴿وشاورهم فى الأمر﴾ فلو كان وحيالم يشاور فيه ، قال القاضي وقد أومأ أحمد إلى صحة ما قاله أبو عبد الله بن بطة..))الخ.[45]

          قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: ((والوجه الثالث: ما سن رسولالله [صلى الله عليه وسلّم] فيما ليس فيه نص كتاب؛ فمنهم من قال: جعل الله له بما افترضمن طاعته وسبق في علمه من توفيقه لرضاه أن يسن فيما ليس فيه نص كتاب.
          ومنهم من قال: لم يسن سنة قط إلا ولها أصل في الكتاب ، كما كانتسنته لتبيين عدد الصلاة وعملها على أصل جملة فرض الصلاة ، وكذلك ما سن من البيوع وغيرهامن الشرائع لأن الله قال: ﴿لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل﴾ وقال: ﴿وأحل الله البيعوحرم الربا﴾ فما أحل وحرم فإنما بين فيه عن الله كما بين الصلاة.
          ومنهم من قال: بل جاءته به رسالة الله فأثبتت سنته بفرض الله.
          ومنهم من قال: ألقي في روعه كل ما سن ، وسنته الحكمة الذي ألقيفي روعه عن الله فكان ما ألقي في روعه سنته.))[46]

          وقد فصّل هذا الإمام ابن عبد البرّ ، فقال -رحمه الله-: ((بابالقول في سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي ليس فيها نص كتاب ، هل سنها بوحيأم بغير وحي؟؟
          قال بعض أهل العلم: لم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنةإلا بوحي ، واحتج من قال هذا بظاهر قول الله تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاوحي يوحى﴾ . . . إلى أن قال:
          ومنهم من قال: جعل الله لرسوله أن يسن ما يرى أنه مصلحة للخلق، واستدل بقوله تعالى: ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله﴾قال:وإنما خصه الله بأن يحكم برأيه ، لأنه معصوم ، وأن معه التوفيق واستدل من السنة. . . ثمّ ساق بعض الأحاديث بالسند ، ثمّ قال:
          وقالآخرون: ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من سنة إلا ولها أصل في كتاب الله ، فسنتهفيما لم يرد فيه بعينه نص الكتاب بيان للكتاب))[47]

          وقد يتمسّك من ينكر هذا ببعض النّصوص[48]التي لا تسعفه فيما يذهب إليه ، منها: قوله تعالى: ﴿قل إنما أتّبع ما يوحى إليّ منربّي﴾ [الأعراف:203] ولا حجّة لهم في هذه الآية ، لأنّ الله تعالى لم يقل: (قلإنما أتكلّم بما يوحى إلي) !! بل قال: ﴿ أتّبع ﴾ والرسول -صلى الله عليه وسلّم-إذا اجتهد فيما ليس فيه نصّ وحي: كان متّبعا للوحي ، قال ابن النّجار -رحمه الله-:((ولا حجة للمانع في قوله تعالى: ﴿إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾ فإن القياس على المنصوصبالوحي اتباع للوحي.))[49]

          وقد يستدلّون بقوله تعالى: ﴿إن هو إلاّ وحي يوحى﴾ ولا حجّةلهم في هذا ، فإنّ الله يتكلّم في هذه الآية عن القرآن لا عن السنّة ، ويأكّد أنّهوحي من الله ، وأنّ الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- لم يأت به من الهوى !! –وحاشاه-قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: ((﴿إن هو إلا وحي يوحى﴾ يعني ما القرآن ﴿إلا وحييوحى﴾ أي: وحي من الله -عز وجل-))[50]

          قال ابن الجوزي -رحمه الله- عند هذه الآية: ((﴿إن هو﴾ أي: ماالقرآن ﴿إلا وحي﴾ من الله ﴿يوحى﴾ وهذا مما يحتج به من لا يجيز للنبي أن يجتهد!! وليسكما ظنوا لأن اجتهاد الرأي إذا صدر عن الوحي: جاز أن ينسب إلى الوحي))[51]

          وعدّد شيخ الإسلام -رحمه الله- أسماء القرآن ، فذكر منها:((وَحْي فى قوله: ﴿إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى﴾))[52]

          [1]"الدررالسنية" (11/509) و (رسائلوفتاوى الشيخ عبد الرحمن بن حسن-ص:45)

          [2]اللقاء (112) من (لقاء الباب المفتوح) يوم: الخميس22رجب 1416.

          [3]هنا سقط منمجموع الفتاوى ، وقد ذكر الشيخ ناصر الفهد في "صيانة مجموع الفتاوى من السقطوالتحريف" أن قدره ستّة أسطر.

          [4]"مجموعالفتاوى" (4/319-321)

          [5]"مجموعالفتاوى" (20/88-89).

          [6]"أضواءالبيان" (4/583-584)

          [7]"أضواءالبيان" (4/105-106).

          [8]"شرحابن بطال على صحيح البخاري" (20/87)

          [9]"إرشادالفحول" (1/70)

          [10]ولا شكّ أنالعبادات توقيفيّة -كوسائل الدعوة- ومع هذا جاز عليه -صلى الله عليه وسلم-الاجتهاد والخطأ ، لكنّ إن وقع الخطأ حصل التصويب من ربّ العالمين كما سيأتي إنشاء الله في كلام اللّجنة ، وليس معنى هذا أنّه قد أخطأ فيما بلّغ عن ربّه!! كمافهم بعض الحزبيين من قول الشيخ يحيى -حفظه الله- بأن رسول الله صلى الله عليهوسلّم قد أخطأ في وسلئل الدعوة وصوّبه ربّه عز وجل في أوّل سورة﴿عبس﴾.

          [11]رواهالبخاري (رقم: 5049).

          [12]رواهالبخاري (رقم: 2534) ومسلم (رقم: 4570)واللفظ له.

          [13]رواه مسلم(رقم: 4687).

          [14]رواه مسلم(رقم: 6277).

          [15]متفق عليه:البخاري (رقم: 1568) ومسلم (رقم: 3002).

          [16]متفق عليه:البخاري (رقم: 1210) ومسلم (رقم: 6360).

          [17]متفق عليه:البخاري (رقم: 1294) ومسلم (رقم: 141).

          [18]ذكرتاللجنة قبل أسطر أن استغفاره لأبي طالب ، وصلاته على بعض المنافقين: من أمورالعبادات ، وهي توقيفيّة (!) كوسائل الدعوة!! فلينتبه لهذا عرفات البرمكي ومن معه.

          [19]"مجلةالبحوث الإسلامية" (27/149-151).

          [20]أي: سليمانوداود عليهما الصلاة والسلام.

          [21]"أضواءالبيان" (4/596 – 597).

          [22]أي: رسولالله صلى الله عليه وسلم ، وقوله: ((وعزاه الواحدي إلى سائر الأنبياء)) أي: أنسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجوز لهم الاجتهاد في أمر الشرع.

          [23]أي:الاجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلّم في الأحكام الشرعيّة.

          [24]ليس منعنىالجواز هنا: (الإباحة) بل معناه: (الإمكان).

          [25]"شرحالكوكب المنير" (4/476-481).

          [26]بأن يكونمعنى ﴿ماكان لنبي﴾ أي: ما كان لأصحاب نبي!! وهذا خلاف الظاهر كما ذكر العلامةالآلوسي في تتمة الكلام.

          [27]أي: لوقدّرت (لأصحاب نبي) فيكون الاجتهاد لأصحابه رضي الله عنهم ، ويكون إقرارهم صلىالله عليه وسلّم لهم اجتهادا منه ، لأنه صلى الله عليه وسلّم لا يجوز عليه التقليد، وهذا الجواب -كما ترى- من باب التنزّل لا من باب التسليم.

          [28]تفسيرالآلوسي ، عند قوله تعالى: ﴿مَاكَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى﴾.

          [29]"مجلةالبحوث الإسلامية" الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء(42/116).

          [30]"مجلةالبحوث الإسلامية" (27/151) هامش.

          [31]هنا استرسل-رحمه الله- في التحذير من الحزبيّة ، فحذفت الكلام اختصارا.

          [32]متفق عليه:(البخاري: 6919) و (مسلم: 4584) عن عمرو بن العاص ، ورواه أبو داود (رقم: 3576)والترمذي (رقم: 1326) والنسائي في "الكبرى" (رقم: 5918-5919-5920) وفي"الصغرى" (رقم: 5381) وابن ماجة (رقم: 2314) وأحمد (رقم: 17809-17849-17854)والبيهقي في "الكبرى" (رقم: 20153-20154-20155) وفي "الصغرى"(رقم: 3279) وفي "شعب الإيمان" (رقم: 1975-7530) وفي "معرفة السننوالآثار" (رقم: 53-6041) وابن حبان (رقم:5060-5061) وأبو يعلى (رقم: 5903)والشافعي في "المسند" بترتيب السندي (رقم621-622) والطحاوي في "مشكلالآثار" (رقم: 38-637) وأبو عوانة في "المستخرج" (رقم: 5146-5147-5148)والطبراني في "الأوسط" (رقم: 3190) وأبو نعيم في "معرفةالصحابة" (رقم: 4458) وابن الجارود في "المنتقى" (رقم:996) والدارقطني ( 4/203-211-211) والخطيب في "التلخيص"(1/169-446) والبغوي في "شرح السنة" ورواه عبد الرزاق في"المصنف" (رقم: 20674) عن معمر بن راشد ، قال الترمذي في"العلل": ((سألت مُحمدًا [أي: البخاري] عن هذا الحديث فقال لا أعرف أحداروى هذا الحديث عن مَعْمر غير عبد الرزاق ، وعبد الرزاق يهم في بعض ما يحدث به))أهـوفي بعض الأسانيد أيضا مقال ، وإنّما العبرة بما في الصحيحين ، وقد روي في بعضهابلفظ ((إذا قضى القاضي فاجتهد فأصاب فله عشرة أجور ، وإذا اجتهد فأخطأ كان له أجر أوأجران)) عند أحمد الطبراني ، ولا يثبت لجهالة سلمة بن أكسوم وسوء حفظ ابن لهيعة ،وهو عند الدارقطني بهذا اللفظ بدون الشك في آخره ، ولا يثبت أيضا لسوء حفظ ابنلهيعة مع اضرابه فيه ، والله أعلم.

          [33]هذا لايعني أنّه ليس على الصواب !! كما أنّ قول الشيخ يحيى -حفظه الله-: ((أهل السنةأقرب الطوائف إلى الحق)) لا يعني أنّهم ليسوا على الحقّ !! فتنبّه.

          [34]هنا أسهب-رحمه الله- في الردّ على الذين لا يقبلون الأحاديث النبويّة ، حتّى يصححها الطب!! فحذفت الكلام اختصارا.

          [35]هنا ذكربعض الأمثلة فحذفتها اختصارا.

          [36]وهنا أيضاذكر بعض الأمثلة فحذفتها اختصارا.

          [37]"سلسةالهدى والنور" (الشريط رقم: 306).

          [38]أي: بوقوعالإجتهاد والخطا الذي لا يقرّ عليه.

          [39]"الردعلى البكري" (1/306).

          [40]رواه مسلم(رقم: 6394).

          [41]رواهالبخاري (رقم: 3842) ومسلم (رقم: 1572).

          [42]"أسئلةوادي حضرموت".

          [43]"ردجهالات الزعابي".

          [44]ادعى عرفاتالبرمكي أنّ الشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله- قدّم لكتاب قال صاحبه فيه بأن رسولالله صلى الله عليه وسلّم لا يقبل قوله إلاّ بدليل !! وهذا كذب على صاحب الكتابوعلى الشيخ يحيى -حفظه الله- فصاحب الكتاب قد أورد حديث تأبير النّخل الذي فيه أنّالصحابة قبلوا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولم يطالبوه بالدليل لأنّ قولهدليل ، ثمّ قال الأخ: ((فهذا رسول الله)) أي أنّ الصحابة كانوا يقبلون قوله فيجبعلينا قبول قوله ، ثمّ أتى بالفاء الاستئنافية ، فاستأنف قائلا: ((فمن دونه لايقبل قوله إلاّ بدليل)) فلا يقبل قول من دون رسول الله إلاّ بدليل ، فحمله عرفاتالبرمكي على عدم قبول قول الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وفساد هذا الفهم بادٍ لكلّذي عقل ، ولو كان عرفات البرمكي صادقا لردّ على صاحب الكتاب لا على الشيخ يحيىالذي قدّم له ، إذ أن البرمكي نفسه !! وفي الكتاب نفسه !! ذكر من (الأصول التيخالف فيها الحجوري) القول بأنّ الأذان الأول للجمعة بدعة !! مع أنه قال هذا فيكتاب (أحكام الجمعة) الذي قدّم له الإمام الوادعي -رحمه الله- ولم يكتف -رحمهالله- بالتقديم للكتاب ، بل قال بأن الأذان الأول بدعة في عدّة مواضع من كتبه –كماسيأتي إن شاء الله- ولو كان البرمكي صادقا: لبدّع الإمام الوادعي -رحمه الله- فقدقدّم لكتاب (اللّمع) للشيخ يحيى الحجوري -حفظه الله- وعرفات البرمكي يدّعي أنّ فيهذا الكتاب (أصولا خالف فيها الحجوري)!!! ولكنّه الهوى.

          [45]"المسوّدة"(ص:452).

          [46]"الرسالة"(ص:92-93).

          [47]"الفقيهوالمتفقّه" (ص:90).

          [48]قال عرفاتالبرمكي في سياق احتجاجه على الناصح الأمين في هذه المسالة: ((وفي الصحيحين قالصلى الله عليه وسلّم: "... وإنّما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ ...")) فجعل هذا دليلا على إثبات (الأصول التي خالف فيها الحجوري) !! مع أنّالحديث لا علاقة له بهذه المسألة ، وتمامه: ((ما من الأنبياء نبي إلا اعطي ما مثلهآمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكثرهم تابعايوم القيامة)) قال الحافظ ابن حجر: ((أي أن معجزتي التي تحديت بها: الوحي الذي أنزلعلي وهو القرآن)) أهـ "الفتح" (9/6)
          قلت: فلم يكتف البرمكيببتر كلام الناصح الأمين وغيره من العلماء المتقدّمين والمتأخّرين ، فتعدّى ذلكإلى بتر كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- (!) وهذا من أساليب أهل الزيغوالضلال ، فإنَّهم يقطعون ما أمر الله به أن يوصل كما ذكرذلك شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- ولا عجب في هذا فقد رمى قبلُ حديثا نبويّاصحيحا بأنّه قول الأشاعرة !! وسيأتي ذكره إن شاء الله.=
          = لكنّ العجيب فيالأمر: أن يقدّم لهذا الهراء الشيخ عبيد الجابري ، بل ويثني عليه ثناء بديعا !!فاللهم سلّم سلّم.

          [49]"شرحالكوكب المنير" (4/476-481).

          [50]"تفسيرسورة النجم" الشريط الأوّل.

          [51]"زادالمسير" (8/62).

          [52]"مجموعالفتاوى" (2/257).


          تعليق


          • #20
            نصيحتي للبرامكه أن يأخذوا الحق دون مكابره ولا مراوغه فنحن بحمد الله وحده لا شريك له في هذه الشبكة لا نستخدم أساليب الكذابين ولا المخادعين ونقول الحق ونتبعه وندافع عن أهله بكل وضوح فخذوا من هنا وأستريحوا من هذه السخافات والله لو عشتم ألف سنة ما أثبتم على شيخنا العزيز ما تحاولوا إلصاقه به بالصميل لا بالدليل ، لن يصدقكم عاقل لأمرين مهمين أنتم عنها غافلون أو متغافلون الأول أن من ترمونه بهذه الأكاذيب العظائم هم من رؤوس أهل السنة وخواصهم المعروفين بالصدق والإتباع والنصح والأمانة والعلم والأخلاص ، الأمر الثاني أنكم عرفتم والله بالكذب والمكر والخداع والفتنة وفوق هذه أنتم مجهولون متبرقعون متسترون فما يدرينا لعلكم شياطين أو روافض أو نساء جاهلات أو أو أو فبعد هذا الحمد لله إن أردتم الحق فبإذن الله تجدونه منشورا في شبكتنا المعروفه والمعروف من فيها الصادقه لصدق من فيها .*

            تعليق


            • #21
              بسم الله الرحمن الرحيم
              والصلاة السلام علي نبييه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:

              فإن الجهل بدين الله عز وجل من أعظم أسباب الوقوع في الضلال ، بل هو داء قاتل للقلب ، قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
              والجهل داء قاتل ودواؤه ** أمران في التركيب متفقان
              نص من القرآن أو من سنّة ** وطبيب ذاك العالم الرباني

              وإن من أعظم أبواب الجهل: الجهل بمكانة الأنبياء عليهم السلام ، فإن ذلك يؤدّي إما إلى غلو وإما إلى جفاء ، ويا ويل من وقع في الغلو والجفاء جميعا ، كما وقع فيهما عبيد الجابري هداه الله ، أمّا وقوعه في الغلو فبقوله بالعصمة المطلقة للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال شيخ الإسلام: ((وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك: الرافضة.)) "مجموع الفتاوى" (4/319-321)

              وأمّا وقوعه في الجفاء ففي سوء أدبه مع نبي الله يوسف عليه السلام ، فقد وصفه عبيد الجابري بأنه (لم يقِمِ العدل كلّه) !!! فمن يعدل إذا لم يعدل الأنبياء؟!!

              ولن ينفع عبيدا دفاع عبد الرزاق عون المتستر تحت اسم (عبد الله المسالمي)

              يا عبد الرزاق: لما كنتَ في دماج وكان الرجال من أهل السنّة بين قائم يصلي وداع وطالب للعلم ، كنت أنت ومن معك تتسامرون رافعين لأصواتكم مزعجين لجيرانكم ، وكنتم تواصلون سمركم إلى ما بعد الفجر ولا تحضرون الفجر في جماعة والمسجد قريب منكم ، ولمّا كان الرجال يجاهدون الروافض في جبال دمّاج كنتَ يا عبد الرزاق تطرق الباب على زوجة فلان بحجة أنك تريد أن تصلح لها الحاسوب ، وزوجها يرابط في سبيل الله.

              واليوم يا عبد الرزاق تريد الدفاع عن عبيد ولو بتحريف كلام شيخ الإسلام؟!!

              يا عبد الرزاق: ألم تفرّق بين قول شيخ الإسلام: ((ولم يكن يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله)) وبين قول عبيد: ((فما كان يوسف –صلى الله عليه وسلم- يُقيم العدل كله))

              كلام شيخ الإسلام ليس فيه نفي العدل عن يوسف عليه السلام ، أما كلام عبيد ففيه نفي صريح للعدل عنه عليه الصلاة والسلام ، فإذا كان لم يقم العدل كلّه: فقد ظلم في بعض أمره !! وهذا ما لا يليق بالأنبياء.

              فالأمور التي كانت داخلة تحت قدرة يوسف وتصرفه ، أقام فيها العدل كلّه ، ولم يظلم فيها أبدا ، ولا مال عن العدل مثقال ذرة ، أمّا الأمور التي لم تكن تحت قدرته فلا تنسب إليه ، ولا يقال بأنّه لم يقم العدل فيها ، لأنّه ليس مأمورا من الله بإقامة العدل فيها ، بل أمره ربّه بإقامة العدل فيما هو تحت يده وقد أقام فيه العدل كلّه.

              وكذلك وقوع الغلو من عبيد في مسألة العصمة:لا ينفعه فيه إلا أن يتوب إلا الله ويرجع إلى قول أهل السنّة ، ولن ينفعه دفاع المجاهيل عنه بالكذب والتحريف ، قال أحد حدّادية الوحلين: (وقبل هذا من هو صاحب البحث الذي يغرف منه الخاسر [يقصدني] هو شخص فلسطيني وهو وزير للأوقاف في فلسطين اسمه حسين مطاوع الترتوري!!!!) أهـ

              قلت: واللهِ ما سمعت بترتوريّك هذا إلا عند قراءة كلامك ، وأنا لم أنقل عنه حرفا واحد ولا رأيت كتابه الذي أشرتَ إليه ، بل نقلت عن علماء الإسلام ما يوافق كلام الشيخ يحيى حفظه الله ، فنقلت عن شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ، والشيخ ابن عثيمين ، والشيخ الألباني ، والشيخ ابن باز ، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، وابن بطال القرطبي شارح البخاري ، والشوكاني ، ومحب الدين ابن النجار البغدادي ، والآلوسي ، وعبد الرزاق عفيفي ، وعبد الله الغديان ، وعبد الله ابن قعود.

              قال الحدادي: نقل الخاسر عن الترتوري قوله:
              (...: ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات: أنه ساق الهدي في حجه ونوى القران بدليل أنه قال للصحابة: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ماسقت الهدي)) ولو كان سوق الهدي بالوحي لما قال: (لو أني استقبلت من أمري مااستدبرت).أهـ

              قلت: لم أنقل هذا عن الترتوري كما تدّعي ، بل نقلته من "مجلّة البحوث الإسلامية" الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلميّة والافتاء ، بإشراف الإمام العلامة عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- فلماذا التلفيق والكذب ؟!!

              فكل ما شغب به الحدّادي عليّ: هو في الحقيقة ردّ منه على علماء اللّجنة لا على ياسر الجيجلي ، فما أنا إلا ناقل لكلامهم الحقّ.

              وقال الحدّادي: فحاول الجيجلي أن يخلط الأوراق فجعل التوقيف والاجتهاد شيئا واحدا لا فرق بينهما أهـ

              قلت: لم أخلط الأوراق ولم أجعل الاجتهاد والتوقيف شيئا واحدا ، لكنني أسألك وأعلم أنّك لن تجيب:
              -لما عبس النبي صلى الله عليه وسلّم وتولى عن ابن أمّ مكتوم: هل أصاب أم أخطأ؟؟

              إن قلتَ: أصاب ، خالفت القرآن ، وإن قلت: أخطأ وصوبه ربه فهذا يعني أنّه أخطأ في أمر توقيفي وهو وسائل الدعوة ، وليس معنى هذا أنّه أخطأ في التبليغ عن ربّه -كلا- فالبرامكة يفهمون من كلمة (توقيفي) أنّه أوحي إليه بشيء فأخطأ في تبليغه!! وهذا غير مراد قطعا.

              فهل يعقل بعد هذا أن يقال: ((الله المستعان، هل يعقل أن يطعن خاسر الجيجلي في رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل القزم الحجوري
              هل هذا الجيجلي دخل بين الحجوريين ليفسدهم كما أفسد عبد الله بن سبأ بعض المسلمين.
              لقد طعن هذا الخبيث قبحه الله طعونات خبيثة في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم.
              فلا أدري هل أقول له كما قال شيخ الإسلام لخصومه: لو قلتُ بقولك لكفرتُ!!
              فقد قرر هذا الضال أن العبادات توقيفية كوسائل الدعوة ومع ذلك الرسول يجتهد فيها وقد يخطئ !!
              وهذا الكلام كفر صريح
              لأنه طعن في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم.)) أهـ

              إذن فكفّر أيها الحدّادي علماء اللّجنة الذين قالوا: ((ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات أيضا: استغفاره لبعض المنافقين وصلاته على بعضهم ، كما ثبت أنه صلى على عبد الله بن أبيّ ، واستغفر لعمه أبي طالب ، فنزل قول الله سبحانه في شأن استغفاره للمنافقين: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ ونزل قوله تعالى في شأن صلاته -عليه الصلاة والسلام- على عبد الله بن أبي : ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ .
              ونزل قوله تعالى في شأن استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب : ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ .
              وإذا أخطأ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقر على ذلك ، ونزل عليه الوحي لبيان الصواب ، كما حصل منه -عليه الصلاة والسلام- في أخذ الفداء من أسرى بدر ، وفي استغفاره لعمه أبي طالب ولبعض المنافقين وصلاته على بعضهم)). "مجلة البحوث الإسلامية" (27/149-151).

              قلت: استغفاره لعمه أبي طالب ولبعض المنافقين وصلاته على بعضهم من أمور العبادات كما جاء في كلام اللّجنة ، أوَليست العبادات توقيفية ، فهل أخطأ النبي صلى الله عليه وسلم فيما هو توقيفي ، أو كفَر علماء اللجنة -على رأسهم الشيخ ابن باز- بالطعن في العصمة ؟!!

              إن هذه الأقوال والأفعال الشنيعة ، تظهر الحدّادية الخبيثة التي يغطّيها هؤلاء تحت أسمائهم المستعارة ، فمن صفات الحدّداية ما ذكره الشيء ربيع عن محمود الحداد ، أنّه يأتي إلى القول الصحيح أو الخطأ فيقول "هذه زندقة" مما يظهر أن الرجل تكفيري متستر ، وكذلك هؤلاء: أتوا إلى قول صحيح قال به كثير من أهل العم ، ونقلت كلامهم في (الناصح الأمين وشبهات المرجفين) فقالوا: هذا كفر صريح !!

              ومن صفات الحدادية أيضا ما ذكره الشيخ ربيع: ومَوَاقِفُ الحَدَّادِيَّةِ كُلُّهَا رَاجِعَةٌ إِلى الجَهْلِ بِمَنْهَجِ السَّلَفِ،وَعَدَمِ الالْتِفَاتِ إِلَيْهِ إِذَا نُبِّهُوا عَلَيْهِ اسْتِكْبَاراً وَعِنَاداً وَتَمَادِياً في الـخُصُومَاتِ.أهـ

              قلت: وقد نبهناهم إلى الحق في مسائل كثيرة ، منها هذه المسألة فاستكبروا وعاندوا وتمادوا في الخصومات ، بل أتيناهم بأخطاء عبيد الوضحة الجليّة ، فما ازدادوا فيه إلاّ غلوّا ، كما أتى أهل العلم للحدادية بأخطاء محمود الحداد فما ازدادوا فيه إلاّ غلوا.

              ومما يدل على حدّدايتهم أيضا: أنّ أول من أثار هذه المسألة على الشيخ يحيى حفظه الله هم أتباع فالح ، في منتداهم الأثيم الأشري ، وقد ردّ الشيخ يحيى على حدّادية الأمس ، وممن وقف معه يومئذ شخص يدعى (أسامة العتيبي) فقد كتب مقالا ينصر فيه قول الشيخ يحيى في هذه المسألة بالذات ، واليوم: العتيبي شيخهم ، والقول الذي نصره العتيبي كفر صريح!!
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 02-10-2011, 04:18 PM.

              تعليق


              • #22
                جزاك الله خيراً أبا العباس ودع ذاك الكذوب السفيه المغرور النكرة ورحم الله من قال : لا تردنّ على معجب خطأ فيستفيد منك علماً ويتخذك به عدواً اهـ وهذا حالهم والواقع خير دليل على حاله المزري ....
                .. سب ولعن و تبديع وتكفير فيرمون طلبة العلم بكل فاقرة إذا بينوا ما هم عليه من الشطط والوكس ليس إلا ! فحسبنا الله ونعم الوكيل

                تعليق


                • #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة حسين بن مسعود الجيجلي مشاهدة المشاركة
                  قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في " الفتاوى الكبرى" : (( وقد كان يوسف عليه السلام عادلاً لا يمكنه أن يأخذهم بغير حجة . . . )) اهـ . و نقل كلام شيخ الإسلام تلميذه البار به الإمام ابن القيم رحمه الله في " إعلام الموقعين " .
                  إنا لله و إنا إليه راجعون .

                  حسبنا الله ونعم الوكيل



                  الله المستعان ونعوذ منه سوء المنقلب والحور بعد الكور قال الله تعالى:(فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

                  تعليق


                  • #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة ياسر بن مسعود الجيجلي مشاهدة المشاركة


                    يا عبد الرزاق: لما كنتَ في دماج وكان الرجال من أهل السنّة بين قائم يصلي وداع وطالب للعلم ، كنت أنت ومن معك تتسامرون رافعين لأصواتكم مزعجين لجيرانكم ، وكنتم تواصلون سمركم إلى ما بعد الفجر ولا تحضرون الفجر في جماعة والمسجد قريب منكم ، ولمّا كان الرجال يجاهدون الروافض في جبال دمّاج كنتَ يا عبد الرزاق تطرق الباب على زوجة فلان بحجة أنك تريد أن تصلح لها الحاسوب ، وزوجها يرابط في سبيل الله.

                    واليوم يا عبد الرزاق تريد الدفاع عن عبيد ولو بتحريف كلام شيخ الإسلام؟!!




                    لا حول ولا قوة إلا بالله جزاك الله خيرا أخانا ياسر هذا وأمثاله الجبناء أثناء الحرب مع الرافضة قاتلهم الله الأفضل أن يهمشوا فهم أحقر من ذلك

                    تعليق


                    • #25
                      يا عبد الرزاق: لما كنتَ في دماج وكان الرجال من أهل السنّة بين قائم يصلي وداع وطالب للعلم ، كنت أنت ومن معك تتسامرون رافعين لأصواتكم مزعجين لجيرانكم ، وكنتم تواصلون سمركم إلى ما بعد الفجر ولا تحضرون الفجر في جماعة والمسجد قريب منكم ، ولمّا كان الرجال يجاهدون الروافض في جبال دمّاج كنتَ يا عبد الرزاق تطرق الباب على زوجة فلان بحجة أنك تريد أن تصلح لها الحاسوب ، وزوجها يرابط في سبيل الله.

                      واليوم يا عبد الرزاق تريد الدفاع عن عبيد ولو بتحريف كلام شيخ الإسلام؟!!
                      جزاك الله خيرا أبا العباس

                      فكيف لأمثال هذا أن تقبلهم دماج

                      فهذا الرويبض صورة مصغرة لأولئك الفارين من دماج



                      أخبرني الأخ مسعود جنوب[ وهومن طلاب دار الحديث السلفية بدماج ] أنّ عبد الرزاق عون ــ الرويبض ــ لمّا كان يطرق الباب على زوجة فلان بحجة أنه يريد أن يصلح لها الحاسوب ،وزوجها يرابط في سبيل الله.
                      إشتكت تلكم الزوجة العفيفة[ زوجة الأخ المرابط] إلى زوج عبر الرزاق الرويبض لعلّه يردع عن هذا الفعل ـ فكانت المصيبة أن قالت لها زوجه[ أي زوج عبد الرزاق الرويبض]: لاشيء على هذا إنّهم إخوة في الله َََ!!ـ أو بهذا المعنى

                      فلا غرابة منك أن تطعن في العلامة الشيخ يحي الحجوري حفظه الله

                      يا أحمق ويا فاسق
                      فكيف لأمثال هذا أن تقبلهم دماج
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحكيم بن عباس الجيجلي; الساعة 04-10-2011, 01:19 AM.

                      تعليق


                      • #26
                        والآن بعد الأخذ والرد في هذا الموضوع فقد رسخ في عقول القوم بأن يوسف عليه السلام لم يقم العدل كله.
                        وقد بين الشيخ يحيى خطأ العبارة ولكن القوم لا يقبلون إلا كلام شيخهم ، فالتقليد أصبح شعارهم.
                        وهم يزعمون بأنهم ينقادون لتوجيهات الشيخ ربيع - وفقه الله - :
                        وقد وجدت كلاما جميلا للشيخ ربيع لا أظنه سيعجبهم ولكن أنقله للفائدة :
                        قال الشيخ ربيع - وفقه الله - كما كتابه الجميل منهج الأنبياء ص44 وما بعدها :




                        (3- ثالثهم: يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم(1)الذي أنزل الله في شأنه سورة طويلة تقص لنا حياته الكريمة ومراحلها من طفولته إلى موته، وكيف تقلبت به الأحوال، وما واجه من صعاب، فتلقاها بقوة النبوة وصبرها وحكمتها وحلمها. رأى يوسف عليه السلام فساد قصور الفراعنة في مصر وظلمها وعرف عقائد الأمة التي عاش فيها، عرف ما فيها من فساد ووثنية تتخذ الأصنام والأبقار آلهة مع الله.
                        قصة هذا النبي الكريم -عليه السلام- طويلة، نأخذ منها الإشارة إلى سجنه ودعوته، قال تعالى:
                        {ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين، قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون، واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون، يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزّل الله بها من سلطان إن الحكم إلاّ لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}[يوسف:36-40].
                        عاش هذا النبي الكريم عليه السلام في القصور وعرف مفاسد الحكم والحكام عن كثب، وذاق من ويلاتهم كيداً وظلماً واضطهاداً وسجناً وعاش بين ظهراني أمة وثنية تعبد الأصنام والأبقار والكواكب فمن أين ينطلق للإصلاح ومن أين تكون نقطة البداية؟!
                        هل يبدأ في الدعوة إلى الله وهو مسجون ظلماً يشاركه في السجن مظلومون مثله من إثارتهم وتهييجهم على الحكام الظلمة المستبدين؟! وهذا منطلق سياسي لا شك فيه، والفرصة متاحة أمامه أو يبدأ بالدعوة من حيث انطلق آباؤه الكرام وعلى رأسهم إبراهيم خليل الله وإمام الدعاة إلى توحيد الله ومن حيث انطلق جميع رسل الله؟! لا شك أن طريق الإصلاح الوحيد في كل زمان ومكان هو طريق الدعوة إلى العقيدة والتوحيد وإخلاص العبادة لله وحده.
                        إذن فليبدأ يوسف من هذا المنطلق مقتدياً بآبائه الكرام ومعتزاً بعقيدتهم ومحقراً ومندداً بسخف المشركين واتخاذهم أرباباً من دون الله من الأصنام والأبقار والكواكب.
                        وبعد هذا البيان الواضح والدعوة الصارخة إلى التوحيد ونبذ الشرك يؤكد دعوته وحجته بقوله: { إن الحكم إلاّ لله}(2) ثم يفسر هذه الحاكمية بتوحيد الله وعبادته وحده { أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه ذلك الدين القيم}.
                        ويقول عن التوحيد: { ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
                        ويصل يوسف عليه الصلاة والسلام إلى أعلى منصب في هذه الدولة(3) وهو يدعو إلى توحيد الله ويقيم على دعوته ونبوّته البينات قال تعالى في بيان هذه الأمور:
                        { وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين، قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}[يوسف: 54 - 55 [.

                        وقال شاكراً لمولاه:

                        {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليّ في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}[يوسف: 101 [.
                        وقال الله تعالى في بيان دعوته وذلك على لسان مؤمن آل فرعون:
                        {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب}[غافر: 34 [.
                        من فقه سيرة يوسف عليه السلام التي عرضتها علينا هذه الآيات الكريمة أنَّ الدعوة إلى التوحيد أمر لا بد منه، وأن الشرك لا هوادة ولا مداهنة في محاربته فلا يجوز السكوت عنه مهما كانت ظروف الداعية إلى الله بل لا يجوز لمسلم إطلاقاً أن يحابي ويداهن في أمره وهذا يبين مكانة العقيدة وعظم شأنها عند الله وعند أنبيائه ورسله وأن الفرق والبون شاسع جداً بينها وبين فروع الإسلام.
                        فلا يجوز أن يكون المسلم خصوصاً الداعية [أن يتولى منصباً يخل بالعقيدة أو يتنافى معها] بأن يكون كاهناً من الكهنة المشركين أو سادناً لأصنامهم، فإن فعل ذلك كان من المشركين الضالين.
                        أمّا الجانب التشريعي، فإن قامت دولة الإسلام فلا بد من تطبيق شريعة الله، وإلاّ { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} والكفر حينئذ على ما فصله علماء الإسلام من الصحابة وغيرهم قد يكون كفراً أكبر إذا كان يحتقر شرع الله ويستحل الحكم بغيره وقد يكون كفراً أصغر إذا كان يعظم شريعة الله ولا يستحل الحكم بغيرها لكن غلبه هواه فحكم بغير ما أنزل الله.

                        أمّا إذا كانت دولة الإسلام غير قائمة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وللمسلم أن يتبوأ منصباً في دولة غير مسلمة شريطة أن يقوم بالعدل وأن لا يطيعهم في معصية الله ولا يحكم بغير ما أنزل الله كما فعل نبي الله يوسف، تبوّأ منصب النيابة عن ملك كافر وما كان يحكم بشريعته {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} وكان يقوم بالعدل بين الرعية ويدعوهم إلى توحيد الله.
                        وفي هذا رد حاسم على من يهون من أمر عقيدة التوحيد ويجامل ويداجي في قضية الشرك الذي ملأ الدنيا وينظر إلى دعاة التوحيد وأعداء الشرك بعين الاحتقار والازدراء ويربأ بنفسه ويشمخ بأنفه أن يهبط إلى مستوى دعاة التوحيد - وهو من دهاة السياسة وما أثقل على سمعه وقلبه أن يسمع أو يقول كلمة توحيد أو شرك.
                        لقد أوقع هذا النوع من الدعاة أنفسهم في هوّة سحيقة في حين يظنون أنهم في أعلى القمم الشامخة.
                        وهل يفلح قوم هذا موقفهم من دعوة الأنبياء إلاّ أن يتوبوا عمّا هم فيه إلى الله توبة نصوحاً.

                        -------------
                        (1) إشارة إلى حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- أنه قال: (( الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام- )) .

                        ……أخرجه البخاري 60- كتاب الأنبياء، باب: 18، حديث (3382،3390)، وأحمد في المسند (2/96).
                        ……وإلى حديث أبي هريرة -- رضي الله عنه --: سئل رسول الله -- صلى الله عليه وسلم -- من أكرم النَّاس؟ فقال: ((أتقاهم لله)) قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: (( فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)) ، قالوا: ليس عن هذا نسألك قال: (( فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)).
                        ……أخرجه البخاري،60- الأنبياء حديث (3383)، والترمذي (5/293)، التفسير باب 13، حديث (3116)، وأحمد في المسند (2/332،416) كلاهما من طريق محمد ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، بلفظ: (( إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام- )) .
                        (2) هذه الآية قاعدة أساسيَّة من قواعد التوحيد كما بين الله ذلك على لسان يوسف -عليه السلام- ومن المؤسف جداً أن ترى كثيراً من دعاة الإصلاح السياسيين قد ابتعدوا بتفسيرها جداً عن مدلولها الأساسي إخلاص العبادة لله وحده إلى مدلول سياسي هو إقامة الدولة التي يزعمون أنها ستطبق شريعة الله في الأرض بالنيابة عنه وبالغوا في هذا الاتجاه حتى أنسوا النَّاس المعنى الأصيل للآية ولا يفهمون منها إلا المعنى الجديد فلا حول ولا قوّة إلا بالله وهكذا عاملوا كل أو معظم آيات التوحيد.
                        (3) قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في (( الحسبة )) (ص:7):……(( وكذلك يوسف الصديق كان نائباً لفرعون مصر -وهو وقومه مشركون- وفعل من العدل والخير ما قدر عليه، ودعاهم إلى الإيمان بحسب الإمكان )) .

                        تعليق


                        • #27
                          وقال الله تعالى في بيان دعوته وذلك على لسان مؤمن آل فرعون:
                          {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب}[غافر: 34 [.
                          من فقه سيرة يوسف عليه السلام التي عرضتها علينا هذه الآيات الكريمة أنَّ الدعوة إلى التوحيد أمر لا بد منه، وأن الشرك لا هوادة ولا مداهنة في محاربته فلا يجوز السكوت عنه مهما كانت ظروف الداعية إلى الله بل لا يجوز لمسلم إطلاقاً أن يحابي ويداهن في أمره وهذا يبين مكانة العقيدة وعظم شأنها عند الله وعند أنبيائه ورسله وأن الفرق والبون شاسع جداً بينها وبين فروع الإسلام.
                          فلا يجوز أن يكون المسلم خصوصاً الداعية [أن يتولى منصباً يخل بالعقيدة أو يتنافى معها] بأن يكون كاهناً من الكهنة المشركين أو سادناً لأصنامهم، فإن فعل ذلك كان من المشركين الضالين.
                          أمّا الجانب التشريعي، فإن قامت دولة الإسلام فلا بد من تطبيق شريعة الله، وإلاّ { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} والكفر حينئذ على ما فصله علماء الإسلام من الصحابة وغيرهم قد يكون كفراً أكبر إذا كان يحتقر شرع الله ويستحل الحكم بغيره وقد يكون كفراً أصغر إذا كان يعظم شريعة الله ولا يستحل الحكم بغيرها لكن غلبه هواه فحكم بغير ما أنزل الله.
                          أمّا إذا كانت دولة الإسلام غير قائمة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وللمسلم أن يتبوأ منصباً في دولة غير مسلمة شريطة أن يقوم بالعدل وأن لا يطيعهم في معصية الله ولا يحكم بغير ما أنزل الله كما فعل نبي الله يوسف، تبوّأ منصب النيابة عن ملك كافر وما كان يحكم بشريعته {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} وكان يقوم بالعدل بين الرعية ويدعوهم إلى توحيد الله. المصدر كتاب منهج الأنبياء في الدعوة الى الله فيه الحكمة والعقل لشيخ ربيع

                          تعليق


                          • #28
                            ما شاء الله


                            نقول طيبة جدا


                            فما للمقلدة لا ينطقون ، وهم يقلدون الشيخ ربيعا في كل صغيرة وكبيرة ، إلا إذا ترتب على هذا الطعن في رأسهم الأكبر وهو الجابري.


                            فالقوم لم يقبلوا كلام الشيخ الفوزان في عبيد ، ولم يعيبوا على عبيد تكفيره للشيخ ربيع ، فيكف يخطؤونه بعد سماعهم كلام الشيخ ربيع؟؟


                            ومن بدائعهم أنهم لم يقبلوا كلام عبيد في اسامة العتيبي بل غطوه وتستروا عليه ، والسبب: أن أسامة معين لهم فلا يمكن أن يقطع يدهم اليسرى (العتيبي) بيدهم اليمنى (الجابري)


                            تعليق


                            • #29
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              و صلى الله وسلم وبارك على النبي الكريم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... ثم أمـاّ بعد:
                              فإنني أنقل لإخواني السلفيين كلام الإمام مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ ، وكلام الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ ، أما أولئك الجهلة الأغمار القابعيين تحت الألقاب المستعارة كالعقارب تتخفى فإذا تمكنت لسعت فإننا نسأل الله لنا ولهم الهداية ،وأماّ من عرف الحق منهم وعاند فنسأل الله أن يقسم ظهره .
                              قال الإمام السلفي المجدّد العلاّمة مقبل بن هادي الوادعي في كتابه : "رياض الجنة في الرد على أعداء السنّة " (58 ـ 59 ) بالهامش : منتقدا تفسير الزيدية والإمامية الرجس بالخطأ
                              "هذا التفسير باطل إذ قد أخطأ أنبياء الله ، قال تعالى ردا على نوح إذ يقول :(رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكميين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ماليس لي به علم وإلاّ تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) ، وقال تعالى في شأن إبراهيم ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين )، وقال تعالى في شأن يونس (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ، وقال في شأن محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين أذن لبعض من استأذن منه :(عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ) ، وقال تعالى منكرا عليه لما قبل الفداء من الأسرى في غزوة بدر :(ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الأخرة والله عزيز حكيم ) "إهــ
                              قال الإمام العلامة حامل راية الجرح والتعديل بحق ربيع بن هادي عمير المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ " النقد منهج شرعي" :
                              " في قضية الأسرى بعد ما نصر الله رسوله وأظهره على أعدائه قتلوا من قريش سبعين وأسروا سبعين وأخذوا الأسرى وهم متجهون إلى المدينة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ما رأيكم في هؤلاء الأسرى ؟ وقال : ( والله لو كان المطعم بن عدى حياً وسألني هؤلاء النتنى لأعطيتهم إياه ) ، ما رأيك يا أبا بكر ؟ ما رأيك يا عمر ؟ قال أبو بكر وبعض الناس : يا رسول الله هم قومنا وعشيرتنا نأخذ منهم المال نتقوى به ونستعين به لعل الله أن يهديهم في يوم من الأيام إلى الإسلام ، وقال عمر : يا رسول الله هؤلاء صناديد قريش وما أرى ما رأى أبو بكر – رضي الله عنه – أرى أن تمكننا من قتلهم ومن استئصال شأفتهم فإن هؤلاء صناديد قريش إذا قتلناهم لا تقوم للكفر قائمة ، فهوي رسول الله رأي أبي بكر ومال إلى رأيه وأخذ الفداء ، جاء في اليوم الثاني عمر وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يبكيان فقال عمر : ما يبكيكما ؟ إن رأيت بكاء بكيت وإلا تباكيت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أبكي للذي عرض على قومك والله لقد عُرض عليَّ عذابهم دون هذه الشجرة ) ( الحديث في صحيح مسلم ) وأنزل الله تبارك وتعالى:( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(الأنفال:67) (لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:68) ، هذا نقد وتوجيه وتربية لرسول الله وأصحابه ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه رأوا الفداء وعمر رأى غير ذلك وجاء الصواب لمن ؟ لعمر رضي الله عنه . وآيات كثيرة في هذا النقد ، نقد الكفار نقد اليهود نقد النصارى نقد المشركين نقد الصحابة نقد المنافقين ، آيات كثيرة كلها في البيان والنقد والتوضيح ، وفي السنة شئ كثير كذلك .
                              فمثلاً من القرآن : قوله تعالى : (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة:43) اجتهاد من النبي عليه الصلاة والسلام ، جاء المنافقون يعتذرون ، فيقولون :يا رسول الله أنا عندي كذا وأنا عندي كذا وهذا يقول : أنا مريض والرسول يعذرهم ، والأعذار هذه كلها أكاذيب فأنزل الله هذه الآية : (عفا الله عنك) الآية ، يعني هذا درس لرسول الله وللأمة إلى الأبد . ثم أنزل الله في المنافقين : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ )(التوبة: من الآية80) لما مات عبد الله بن أُبي جاء ابنه عبد الله قال : يا رسول الله أبي توفي وأريد أن تكفنه بثوبك فوافق النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخرجوه وأخذ ثوبه وكفنه به وأجلسه على ركبتيه وكفنوه وحنطوه وأنزله في القبر ودفنه ، ولما قام يصلي عليه قال عمر : يا رسول الله أتصلي عليه – ومسك ثوبه - وقد قال يوم كذا كذا وكذا وفعل يوم كذا كذا وكذا ؟ قال : إن الله خيرني فقال : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ)(التوبة: من الآية80) ، والله لو علمت أني أستغفر لهم أكثر من سبعين مرة ويغفر الله لهم لاستغفرت لهم ) ، فالرسول عليه الصلاة والسلام فهم التخيير فأنزل الله : (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)(التوبة: من الآية84) ، وقال سبحانه : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى)(التوبة: من الآية113) كل هذا فيه توجيه ولو للرسول صلى الله عليه وسلم ، يعني تصرفات الرسول ما يقرها إذا ما وافقت ما عند الله ، كاجتهاد حصل فيه خطأ يأتي – والله – التوجيه والعتاب والتصحيح ، ما يقال : فيه إيذاء لشخص محمد عليه الصلاة والسلام ، أو قال : أنا رسول الله لا يُعترض علي ، لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتم شيئاً لكتم هذه الأشياء ، كما قالت عائشة رضي الله عنها : لو كان محمداً كاتماً شيئاً لكتم هذه الآية : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)(الأحزاب: من الآية37) في قضية زينب ، انظر هذا النقد لرسول الله الكريم عليه الصلاة والسلام ." .
                              وقال أيضا ـ حفظه الله تعالى:
                              " ثم قلنا : إن القرآن فيه نقد كثير للرسول صلى الله عليه وسلم وللصحابة ولغيرهم من مشركين وكفار ومنافقين وغيرهم فنقد كثير في القرآن من هذا المنطلق من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن باب بيان الخطأ وإظهار الحق" .
                              وقال أيضا حفظه الله تعالى:
                              " ابن عمر رضي الله عنه لما بلغه أن أناساً في العراق يتقفَّرون العلم – يعني : يطلبون العلم يبحثون بجد عنه – لكنهم قالوا : ( لا قدر ، وإن الأمر أُنُف ) ، ماذا قال ابن عمر ؟ هل سكت ؟ أو قال : لعلَّ ولعلَّ وفلان وفلان لا أتكلم فيهم ؟! بل قال : ( أبلغوهم أني منهم براء وأنهم مني برآء والله لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهباً ما نفعه ذلك حتى يؤمن بالقدر ) . تبرأ منهم لأنهم جاءوا ببدعة عظيمة في دين الله عز وجل تخالف القرآن والسنة ، والقرآن والسنة كلاهما حجة والمسلم يأخذ من القرآن الحجة لدمغ الباطل أو يأخذ من السنة الذي يتيسر ويتبادر إلى ذهنه يقوله فتبادر إلى ذهنه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حينما جاء النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان ، وفيه قال : الإيمان أن تؤمن بالله ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره . فساق الحديث كله وبيَّن أن القدر خيره وشره من الإيمان ، ركن من أركان الإيمان فمن كذّب بالقدر فقد هدم ركناً من أركان الإيمان فإذا انهدم الركن هذا انهدم الإيمان كله ، لهذا تبرأ منهم ابن عمر رضي الله عنهما .
                              وجاء الأئمة بعده من التابعين ومن أتباع التابعين وهلمَّ جرَّا إلى يومك هذا دائماً في بيان ، والفقهاء والمفسرون كلُّهم يبيِّنون ، لو أحد أخطأ قالوا : أخطأ ، أو ضلَّ في تفسير آية قالوا : ضل ، ابتدع ، كم من شخص ناقش الزمخشريَّ في تفسيره ، تكلموا عليه وانتقدوه وبعضهم أخذوا كتابه وحرَّقوه لأن فيه بدعاً خفية ، الإحياء للغزالي كم تكلم عليه من العلماء ، جمع فيه فقهاً وحديثاً وتفسيراً وتصوفاً إلى آخره ، وأدخل فيه الفلسفة وأدخل فيه وحدة الوجود وأدخل فيه الضلالات والبدع ، وبعضهم أحرق هذا الكتاب ، وبعضهم انتقده ، وبعضهم كفَّر الغزالي إلى آخره ، لم يقل أحد لماذا تنتقدون الغزالي أو تنتقدون الرازي أو تنتقدون الزمخشري أو تنتقدون فلاناً .
                              والبخاري ومسلم قبل هذا جاء الدارقطني وانتقد أحاديث منه ، وأبو علي الجياني وغيرهم من الأئمة انتقدوا ما في الصحيحين وبينوا ما فيها من علل وقد يكون الغالب الصواب مع الشيخين لكن ما ثارتْ معارك ، لماذا ؟ لأنهم يحترمون عقول الناس ويحترمون الحق ويحسنون الظن بالناس في نفس الوقت ، وليس كل من انتقد إنساناً أساءوا به الظن وقالوا : قصده حسد وبغض إلى آخره – كما يجري الآن – ما قالوا : الآن هم على ثغرات يردون على اليهود ويردون على النصارى ويردون على الفلاسفة إلى آخره حتى يردون على الروافض ، المعتزلة كانوا يردون على الروافض ، ويردون على الخوارج ويردون على كذا وكذا ، لكن أخطاءهم ما يتركونها ولأجل أنك ترد على اليهود والنصارى نحسب أخطاءك على الله ونقول هي من الدين فتضل بها الأمة ؟! أو نقول : ما دام أن فلاناً يواجه اليهود والنصارى كلُّ أخطائِه نضمُّها إلى الدين ، يعني عندنا في الدين مسألة نزيد عليها عشرين مسألة من أخطاء الروافض وننسُبُها لدين الله جائزة لهم !!! يعني هكذا يكون ؟! هكذا يكون النصح للمسلمين ؟! وهكذا يكون البيان ؟! فلو واجههم بالسيوف وزحف عليهم بالجيوش وفعل ما فعل ثم أخطأ على دين الله وضل فيه نقول: هذا ليس من الدين، هذا ضلال وبدع لا يمكن أن يحسب على دين الله .
                              كيف رسول الله وأصحابه في بدر ما أقرهم الله على الخطأ ، فهل نحن نترك هؤلاء ولو قاتلوا أو تركوا لا نتركهم يحرِّفُون دين الله ويُزلْزلون أصولَ الإسلام بحجَّة أنهم يواجهون الشيوعيين دعهم يواجهونهم نسأل الله أن يكتب لهم أجرهم إن شاء الله لكن أخطاءهم ما نتركها تحسب على دين الله عز وجل ولا يجوز أن تعتبرها تحسب على الله ونعتبرها وحي نزل من السماء لا ينتقد ولا يعترض عليه نعم أولئك المعتزلة ما يغضبون وأهل السنة ما يغضبون وقد يكون المعتزلي أحياناً يصيب إذا انتقد واحداً من أهل السنة وغالباً يكون الصواب مع أهل السنة لكن حركة دائبة من ذاك الوقت إلى غدٍ إلى يوم القيامة كل يؤخذ من قوله ويرد وليس كل يؤخذ قوله أو كل يرد قوله ؟ لا ، الشافعي وأحمد ومالك يؤخذ من أقوالهم ويرد ، وكذلك الثوري والأوزاعي يؤخذ من أقوالهم ويرد لأنهم ليسوا بمعصومين ، يقول ابن تيمية : العصمة للأنبياء أما الصديقون والشهداء والصالحون والأئمة كلهم لا بد أن يخطئوا ".
                              التعديل الأخير تم بواسطة العلمي بن المكي عزاز; الساعة 06-10-2011, 01:01 PM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X